ما هي الناقة؟

ما هي الناقة؟

7/23/2021 0:00:01

رابط المقال

المنطق يقول لابد من وجود اسم وحيد لهذا الحيوان. فلماذا هذا الحيوان هو الوحيد دون بقية الحيوانات الذي يملك 4 اسماء في القرآن ؟

نحن نعتقد بان هناك تعمد مقصود في ربط مخيلة المسلم بقصة مكة ، لا قناع المسلم بان القرآن نزل في مكة.

فمكة فقيرة جدا بالحيوانات، و لا يمكن واقعيا ان يتواجد فيها الا مثل هذا الحيوان، لكن هناك حيوانات اخرى لا يمكن ابدا واقعيا و علميا ان تتواجد و تعيش في بيئة مكة، لكنها تعيش في بيئات اخرى بعيدة جدا عن مكة و القرآن يتكلم عنها، فتم الصاق اسماء تلك الحيوانات الاخرى على هذا الحيوان.

ما الفائدة ؟

عندما يدرك المسلم بان القران يتكلم عن حيوانات غير موجودة في بيئة مكة و لا يمكن ان تتواجد فيها، فمخيلة المسلم ستغادر من بيئة مكة و ستقترب من بيئة الكتاب الموجود فيه القرآن، و هذا الشيء يمثل خطر كبير على من قاموا بصناعة مكة للمسلمين و اقناع المسلمين بان المكان الذي نزل فيه القران .

كيف ؟

هناك في الارض حيوانات كثيرة ، و لو قسمنا تلك الحيوانات حسب احتمال وجودها في بيئة مكة ، سنجد ما يلي :

1- النوع الاول ……. حيوانات تتواجد في بيئة مكة.

مثل : غنم – جمل – قرد – الخ

2- النوع الثاني ….. حيوانات لا تتواجد في بيئة مكة ، لكن يمكن ان تتواجد في بيئة مكة .

مثل : فيل – اسد – الخ

3- النوع الثالث …… حيوانات لا تتواجد في بيئة مكة، و لا يمكن ان تتواجد في بيئة مكة.

مثل : فرس النهر – التمساح

…………………..

الان ……… القران يذكر اسماء عدد من الحيوانات موزعة على الثلاثة الانواع السابقة.

كيف ؟

1- النوع الاول ……. القران يذكر اسماء حيوانات تتواجد في بيئة مكة .

مثل : الغنم ، الجمل ، و القرد ، ماعز .

و اكثر حيوان من بين تلك الحيوانات، الذي يمكن ان يستمر في تلك البيئة هو الجمل الذي يتحمل مثل تلك البيئة القاسية.

2- النوع الثاني …….. القران يذكر اسماء حيوانات لا تتواجد ابد في بيئة مكة ، لكن يمكن ان تتواجد في بيئة مكة. و لهذا السبب يمكن اختلاق قصص تاريخية تنقل تلك الحيوانات الى بيئة مكة، حتى تؤدي تلك الحيوانات وظيفة ما مرتبطة بها ، لكن مع توقع ظهور اخطاء علمية و واقغية في القصة التي سيتم اختلاقها .

مثل : الفيل ، السبع ، قسورة

لهذا السبب …. حاول مؤلف قصة مكة ، التي لا يتواجد فيها هذا النوع من الحيوانات، اختلاق قصص لتلك الحيوانات في مكة من اجل تفسير اسباب تواجد اسماء هذا النوع من الحيوانات في القران …… لكن هذه القصص المختلقة لم تخلو من كثير من الاخطاء المنطقية و الواقعية و العلمية و التي تتردد على لسان كثير ممن يفكرون بتلك القصص .

المثال الاول : الفيل

الفيل مثلا لا يتواجد ابد في بيئة مكة ، لكنه يرد اسمه في القران و تحديدا في خطاب للرسول الذي ظهر في مكة ( الم ترى كيف فعل ربك باصحاب الفيل )… لذلك لابد من اختلاق تفسير حول اسباب وجود اسم الفيل في القران …… عبر اختلاق قصة تقوم بنقل حيوان الفيل الى مكة ليودي وظيفة مرتبطة به، و لكي يرى الرسول هذا الحيوان و وظيفته.

كما نعرف بان الفيل حيوان ضخم، و اذا فكرنا بقصة تنقل هذا الحيوان الى مكة ، فلابد ان تكون قصة يقوم هذا الحيوان باداء وظيفة تناسب حجمه ، لذلك لا يمكن تخيل قصة تفسر اسباب انتقال هذا الحيوان لمكة، الا عبر استخدامه لهدم او تدمير شيء بسبب حجمة الضخم .

من هذا المنطلق ……. اختلق المؤلف قصة فيل جاء من اليمن و ذهب الى مكة لهدم بيت مكة، و بسبب هذه القصة عرفت بيئة مكة الفيل. و لان بيئة مكة اصبحت تعرف الفيل بعد انتقاله اليها بسبب هذه القصة، فتواجد اسم الفيل في القران، و تحقق تفسير (الم ترى كيف فعل ربك باصحاب الفيل )

اي ان وجود كلمة فيل في القران مقترن بشرط معرفة بيئة مكة للفيل و حضور الفيل بذاته لمكة…… فالفيل يتواجد في افريقيا .

و التفكير بهذه القصة المختلقة ، سيجعلنا نكتشف اخطاء منطقية و واقعية و علمية ، و من تلك الاخطاء :

⚫ الفيل لا يتواجد و لا يعيش في اليمن ، لكن مؤلف القصة ابتكر حيلة ذكية، باختلاق قصة حاكم جاء من بيئة تعيش فيها الفيله التي تتواجد في افريقيا، و الحبشة في افريقيا حيث الفيله ، و هذا الحاكم قد احتل اليمن ،و هكذا حدثت عملية ربط بين الفيل و كونه ملك من بيئة الفيلة، و اقتنع البعض بهذا المنطق في اللاوعي .

⚫ و حتى لو امنا بهذا المنطق السابق ، بان حاكم حبشي نقل فيله الى اليمن و من اليمن الى مكة ، فان هناك صعوبة في تخيل فيل يقطع جبال اليمن ليذهب الى هدم بيت صغير في مكة .

⚫ حتى لو اقتنعنا بالمنطق السابق و بعملية نقل فيل من الحبشة الى اليمن ثم منها الى مكة لهدم بيت فيها …….. فان الامر بشكل واقعي لا يحتاج و لا يتطلب الى تواجد فيل لهدم ذلك البيت ابدا.

لان العملية سهلة، فيمكن هدم البيت في مكة ، عبر احتلال مكة و جعل جنود ابرهه الحبشي يقومون بتكسير و هدم ذلك البيت الذي بنته قريش و و ضعت فيه الحجر الاسود ….. او يمكن هدمه عبر سلاح المنجنيق، تماما كما عمل الحجاج بن يوسف الثقفي .

و كان مؤلف القصة يحاول اقناع القارىء بانه قد استورد دبابة عسكرية ضخمة لهدم بيت ، عبر ربط ضخامة الفيل مع شيء يناسب حجمه، لاقناع القارىء بقصة نقل الفيل لمكة .

⚫ حتى لو اقتنعنا بكل المنطق السابق ، فرؤية الرسول للفيل و اصحابه لم تتحقق بشكل مباشر ، لان القصة حدثت قبل ولادة الرسول ، و لم يكن الرسول حاضر ساعتها حتى يرى المشهد .

لكن هناك من يتحدث بانها رؤية معنوية ، لكن الخطاب يشير الى انه قد شاهد الفيل و اصحابه وحده .

المثال الثاني : قسورة

حسب التفسير بان قسورة هو حيوان الاسد ، لكن هذا الحيوان لا يتواجد ابد في بيئة مكة، لكن يرد اسمه في القران ( حمر مستنفرة فرت من قسورة ).. و لابد من اختلاق تفسير اسباب وجود حيوان الاسد في القران .. عبر اختلاق قصة تقوم بنقل هذا حيوان الاسد الى مكة لتودي وظيفة مرتبطة بها.

الاسد حيوان من الوحوش التي تتغذى على الحيوانات الاخرى ، و اذا فكرنا بقصة تنقل هذا الحيوان الى مكة ، فلابد ان تكون قصة يقوم هذا الحيوان باداء وظيفة، فلا يمكن تخيل قصة تفسر اسباب انتقال هذا الحيوان لمكة، الا قصة تواجد دائم لهذا الحيوان في مكة .

من هذا المنطلق …. اختلق المؤلف قصة ان الاسود كانت تتواجد في مكة قديما بجانب الحمر الوحشية .

و التفكير بهذه القصة المختلقة ، سيجعلنا نكتشف اخطاء منطقية و واقعية و علمية ، و من تلك الاخطاء :

⚫ الاسد يحتاج الى بيئة غنية بالحيوانات ليعيش فيها و ليس بيئة فقيرة، بدليل انه قد تم نقل اسود من افريقيا الى الهند لكنها اصبحت تتناقص بسبب نقص الحيوانات التي تتغذى عليها.

⚫ الخطاب في القران يتحدث عن قطيع من حمر وحشية فرت من قسورة ، و هذا المشهد لا يمكن تخيله في بيئة مكة القاسية و القاحله و الفقيرة بالحيوانات الكبيرة مثل الحمر الوحشية البرية التي لا تتواجد الا في بيئة غنية بالعشب ، و هذا الشيء لا يتواجد في مكة ابدا .

3- النوع الثالث …….. القران يذكر اسماء حيوانات لا تتواجد في بيئة مكة، و لا يمكن ان تتواجد في بيئة مكة… لذلك يصعب جدا اختلاق قصص تاريخية تنقل تلك الحيوانات الى بيئة مكة، لتؤدي تلك الحيوانات وظيفة ما مرتبطة بها.

و هذه الصعوبة في اختلاق قصص تاريخية لتلك الحيوانات في مكة ، لتفسير اسباب تواجد اسماء هذا النوع من الحيوانات في القران …… هي السبب الذي جعلته يبتكر حيلة اخرى من اجل اخفاء اسماء هذا النوع من الحيوانات ، عبر لصق اسماءها باسماء حيوانات تتواجد في بيئة مكة . لكن هذا الحيلة لم تخلو ايضا من اخطاء منطقية و لسانية .

المثال الاول : الناقة

صحيح ان الناقة يرد اسمها في قصة النبي صالح، و القصة لم تحدث في قصة مكة، لكن المؤلف تعمد جعل قصة صالح في بيئة قريبة من مكة ( مدائن صالح ) ، لاسباب و هي ان الناقة اصلا تتواجد في بيئة بعيدة جدا عن مكة و محيطها الكبير ، و هذا السبب قد يقرب المسلم من موقع البيئة التي يوجد فيها الكتاب ، فهذا الامر جعل المؤلف يختار موقع جغرافي لصالح قريب من مكة.

و لان الناقة لا تتواجد ابد في بيئة مكة او في البيئة القريب منها و لا يمكن نقلها لهناك لاداء اي وظيفة يمكن تخيلها … ف لابد من اختلاق تفسير اسباب وجود اسم الناقة في القران ….. عبر حيلة ماكرة تقوم بنقل هذا الحيوان فقط الى مكة او قريب منها.

كيف ؟

اذا فكرنا بقصة ذكية تنقل هذا الحيوان الى مكة و لمحيطها الكبير ، فلا يمكن تخيل قصة الا عبر نقل اسم هذا الحيوان الى حيوان اخر يتواجد في بيئة مكة او في بيئة قريبة منها .

من هذه المدخل …. اختلق المؤلف حيلة ماكرة .. بان كلمة (ناقة ) هي انثى حيوان ( الجمل ) الذي يعيش في بيئة مكة و في البيئة القريبة منها .

لكن التفكير بهذه الحيلة ، سيجعلنا نكتشف اخطاء منطقية و لسانية ، و من تلك الاخطاء :

⚫ هل الحيوان يملك اسم للذكر و اسم اخر للانثى ؟

لدين احتمالين ، اما انه يوجد ، او انه لا يوجد

– في لهجتنا المحلية …. نحن نقول : هذا كلب ، و نقول ايضا : هذه كلبه.

فنحن لا نملك اسم اخر لانثى الكلب و نسميها ( كلبة ) ، و نحن نضيف تاء التانيث لكلمة ( كلب ) للتفريق بين الذكر و الانثى ، و من هذه القاعدة يمكن التفريق بين الذكر و الانثى من الحيوانات عبر تاء التانيث .

الان …. اذا كان لدينا حيوان اسمه ( ناقة )، فالاحتمال كبير وفق هذه القاعدة بانه حيوان انثى ، و الذكر اسمه ( ناق ) .

– اما اذا كانت هذه القاعدة غير صحيحة، و كانت انثى( الجمل) تحمل اسم ( ناقة) مثل و غيرها من اناث الحيوانات ، فلا حاجة منطقية و لسانية (لتاء التانيث في اسمها) ، لان الكلمة تشير الى احتياجها لتاء التانيث .

مثال

نحن نقول : هذه المراة حامل … و لا نقول : هذه المراة حاملة .

لان الرجل لا يمكن ان يكون حامل حتى نضيف تاء التانيث لكلمة حامل للتفريق بين المراة و الرجل ، فالمراة وحدها من تحمل، فلا يحتاج الامر لنقول : هذه المراة حاملة ، بل نقول : هذه المراة حامل.

فلماذا سيكون اسم انثى الجمل (ناقة) و ليس ( ناق ) ؟

لماذا يشترط في ان يكون اسم انثى الجمل فيه تاء تانيث، و لا يمكن ان يكون اسم انثى الجمل بدون تاء تانيث ؟

و لان معيارنا هو القران ، فهل هذه القاعدة اللسانية يؤيدها القران؟

– اذا كانت هذه القاعدة موجودة في القران … فكلمة (ناقه ) انثى لحيوان ( ناق )، و ليست انثى الجمل ابدا .

– و اذا لم تكن هذا القاعدة موجودة في القران …….. و كانت تاء التانيث في كلمة (ناقه ) اصلية .

فاننا سنجد في القران … كلمة مقاربة لها …. فهناك حيوان اسمه ( قسورة )، و الكلمة فيها تاء التانيث …. و حسب التفاسير التي جعلت انثى البعير هو ( ناقة )، فان قسورة هو الاسد، اي ذكر حيوان .

فاذا كان ( قسورة ) ذكر حيوان …. فلماذا لا يكون ( ناقة ) ذكر حيوان ايضا و ليس انثى حيوان ؟

فهل وجود تاء التانيث في الكلمة هي من اقنعت الناس بان كلمة (ناقة) هي انثى حيوان الجمل ؟! .

فما هي ( الناقة ) اذن ؟

دعونا في البداية نطالع منطق خطاب القران

(ثَمَـٰنِیَةَ أَزۡوَ ٰ⁠جࣲۖ مِّنَ ٱلضَّأۡنِ ٱثۡنَیۡنِ وَمِنَ ٱلۡمَعۡزِ ٱثۡنَیۡنِۗ قُلۡ ءَاۤلذَّكَرَیۡنِ حَرَّمَ أَمِ ٱلۡأُنثَیَیۡنِ أَمَّا ٱشۡتَمَلَتۡ عَلَیۡهِ أَرۡحَامُ ٱلۡأُنثَیَیۡنِۖ نَبِّـُٔونِی بِعِلۡمٍ إِن كُنتُمۡ صَـٰدِقِینَ ۝ وَمِنَ ٱلۡإِبِلِ ٱثۡنَیۡنِ وَمِنَ ٱلۡبَقَرِ ٱثۡنَیۡنِۗ قُلۡ ءَاۤلذَّكَرَیۡنِ حَرَّمَ أَمِ ٱلۡأُنثَیَیۡنِ أَمَّا ٱشۡتَمَلَتۡ عَلَیۡهِ أَرۡحَامُ ٱلۡأُنثَیَیۡنِۖ أَمۡ كُنتُمۡ شُهَدَاۤءَ إِذۡ وَصَّىٰكُمُ ٱللَّهُ بِهَـٰذَاۚ فَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبࣰا لِّیُضِلَّ ٱلنَّاسَ بِغَیۡرِ عِلۡمٍۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ)

يتبع

اترك تعليق