ملخص مواضيع عامة

مشروع الممر الدولي الإقتصادي الهندي العربي الأوروبي

عندما تجد منظومة ثقافية تعاني من مشكلة في مفهوم الزمن ولديها فجوات زمنية في تاريخها، فمؤكد بأنَّ هناك سبب أحدثَ خللًا جذريًا لها في مفهوم الزمن في مخيلة أبنائها.. ومؤكد بأنَّ الخلل ليس نتيجة عناصر داخلية، لأنَّ عناصر البنية تحافظ على وحدتها الطبيعية المُتَّزِنة ولا تعمل على خرابها.

مؤكد أنَّ الخلل نتيجة عامل خارجي لا ينتمي لهذه البنية.. عامل خارجي اخترق البنية وأحدث خللًا فيها.

الآن.. لو أردنا البحث عن مكان الخلل، سنضع فرضية ضرورة الذهاب إلى نواة بنية هذه المنظومة، مركزها، والذي هو أعلى نص ديني مُقدَّس يحكُم هذه الثقافة… فإذا وجدنا فيه أنباء غيب، للماضي أو المستقبل، أي فيه نبوءات، فهذا يعني أن النص المُقدَّس مرتبط بمفهوم الزمن، وبالتالي فرضيتنا سليمة.. سندرك مكان الخلل، المكان الذي تمت منه اللعبة.. 

وسنسأل بديهيًا ماذا لو تم اللعب بزمن الأنباء الذي يحملها النص المُقدَّس؟ منطقيًا سيكون هو المدخل الذي تم منه اختراق البنية الأصيلة.

الآن، لنُفكِّر في واقعنا، نحن أُمَّة واحدة، بنية ثقافية واحدة تملك نص مُقدَّس أعلى (القُرآن الكريم) وتتعرَّض لمشروع يقوده عناصر لا تنتمي لأمتنا..

في نصِّنا المُقدَّس أنباء غيب، فكيف تم اختراق أمتنا؟ هل عبر تغيير زمن أنباء القُران؟

أكثر نبأ مُتكرِّر في القُرآن هو نبأ موسى وفرعون [ نَتْلُو عَلَيْكَ مِن نَّبَإِ مُوسَىٰ وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ].. 

مما يعطينا فكرة عن هوية المُخترِق، ويدفعنا للبحث عن العلاقة بين المشروع الصهيوني واختراق نبأ موسى وفرعون.

●كيف تمت اللعبة؟

نحنُ مجتمع كبير يملك نص أعلى مُقدَّس، قام كيان خارجي (الغرب) بسرقة نبأ من كتابنا وادَّعى أنَّ هذا النبأ قد وصل له في الماضي القديم وصنع للنبأ كتاب ديني جديد (العهد القديم) ادَّعى بأنه من عند الله وقام بمشروع ضخم لصناعة مجتمع جديد (اليهودية) يؤمن بالكتاب الجديد لتجسيد الكذبة في الواقع..

ثُم قام باختراق أصحاب الكتاب الأصلي (نحن المُسلمين)، وطبع لنا كتب كثيرة لتفسير نصوص كتابنا على لسان نبيّنا أو شخصيات مقدَّسة في ثقافتنا، ونشر لنا رواية تاريخية تجعل ديننا قد ظهر بعد المجتمع اللقيط (اليهودي) الذي صنعوه هُم..

فأقنعنا نحنُ أصحاب الكتاب الأصلي بقصة ترتيب زمني معيَّن فأصبحنا نؤمن أنَّ المجتمع اللقيط يملك أسبقية زمنية علينا، ويملك مشروعية بإسم التاريخ والدين والخالق للتواجد في أرضنا..

نحنُ أمام مشروع إستراتيجي ضخم لقوة شيطانية تحكُم الغرب قام على تغيير ذاكرتنا وإخراجنا من الزمن الحق لإدخالنا في زمن من إنتاج هذه القوة.

إنهم حزب الشيطان، والتعبير ليس مجازي.. هذا المشروع يقوده إبليس وليس إنسان عادي.. يقوده كيان مختلف لا ينتمي لنا.. كيان يرى نفسه أعلى منا.

الأمر ليس مُعقَّد.. عندما يقوم كيان شيطاني بسرقة الزمن منا، فهو يستطيع أن يكتب مجلدات ضخمة عن تاريخ كبير وهمي وأحداث وقعت في أرضنا ويدعي بأنها حقيقة.

الموضوع لا يحتاج لشهادة دكتوراه لفهمه.. لكن يحتاج لعقل خبيث وشيطاني لفعله.. ولأننا لم نسمع كلام الله ولا نشعر بأننا مُستهدفون، فيصبح من الصعب تخيل هكذا مشروع أو التفكير فيه..

لذلك.. بقاء الزمن الوهمي ومشروع إبليس يقوم على استمرار إيمان المُسلِم بقصة موسى التي وصلت له من الكتب المطبوعة..

وعندما نتحرر منها ونعود لحقيقة نبأ موسى وفرعون في القران سيكون بداية سقوط الصهيونية العالمية.. لماذا؟

لأنَّ كل ما نعيشه اليوم وهذا النظام العالمي الذي يحكم الأرض اليوم قد بدأ فعليًا من بضعة قرون فقط عندما احتلَّ الغرب أمتنا عبر غزو نابليون لمصر وتصادم مع حقيقة وجود ألواح حجرية فيها القرآن الكريم مكتوب بأوَّل خط كتابي في الأرض.. وكل ما يفعلونه من وقتها هو لإخفاء هذه الحقيقة..

لقد أقنعونا بأنَّ الألواح الأولى في الأرض تتحدث عن عالم جبتي خُرافي وأخرجوا منها قصص سحرية بلسان مختلف عن لساننا.

[لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ].

إسمع الحق:
[نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ * وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ]:

القرآن في كتابات الأولين.

[هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ * فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ * بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ * وَاللَّهُ مِن وَرَائِهِم مُّحِيطٌ * بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ]:

القرآن في لوح حجري قديم.. محفوظ.

لماذا يخفون هذه الحقيقة؟

لأنَّ خروجها يعني بأنَّ كتاب المُسلمين أول كتاب في الأرض ودينهم ولسانهم فطرة الله التي فطر الناس عليها.. يعني سقوط مؤسسة الفاتيكان ومنصب البابا، سقوط خدعة الديانة اليهودية وأسبقيتها الزمنية والتبرير الديني الذي يحملونه لإحتلال الأرض وسرقتها.

الموضوع بالنسبة لهم مسألة حياة أو موت.. هُم يستهدفون ديننا وفطرتنا ويؤذوننا ليحافظوا على وجودهم.. زرع الفتنة والقتل والدمار والمؤامرة والحصار والتدمير ودولة آل سعود والكيان الإسرائيلي كلها سياق طبيعي لمخططهم ووسيلتهم للبقاء.. عبر إبقائنا داخل زمنهم وضمان عدم خروجنا للنور..

هذه خلاصة مشروع إبليس الذي يحذِّرنا منه القُرآن.

كم تعداد سكان المنطقة قبل 200 سنة ؟! 

■ تعداد المنطقة عام 2020 

تعداد مصر ….. 100 مليون 

تعداد السودان ….  25 مليون

تعداد اليمن …. 30 مليون  

تعداد ليبيا …. 6 مليون 

تعداد تونس … 20 مليون 

تعداد الجزائر … 40 مليون 

تعداد المغرب …. 30 مليون 

تعداد سوريا ……. 25 مليون 

تعداد لبنان … 7 مليون 

تعداد العراق …. 30 مليون  

تعداد عمان ….. 6 مليون 

تعداد المنطقة حوالي 450 مليون نسمة . 

■ تعداد المنطقة في عام 1965

حسب الاحصائيات في عام 1965 

كان تعداد مصر ….. 25 مليون 

و كان تعداد اليمن …. 10 مليون 

هذا يعني بان الزيادة خلال 50 سنة هي كانت ( 3 اضعاف ) .. اي ان: 

تعداد السودان …. 6 مليون 

تعداد ليبيا …. 1.5 مليون 

تعداد تونس … 7 مليون 

تعداد الجزائر … 10 مليون 

تعداد المغرب …. 8 مليون 

تعداد سوريا ……. 8 مليون 

تعداد لبنان … 2 مليون 

تعداد العراق …. 8 مليون 

تعداد عمان ….. 1.5 مليون 

بقية المنطاق …… 7 مليون 

.

.

.

يعني يصل الرقم فعلا الى 150 مليون تقريبا 

■ تعداد المنطقة عام 1900 

تعداد مصر ….. 15 مليون 

تعداد السودان …. 3 مليون  

تعداد اليمن …. 5 مليون 

تعداد ليبيا …. 1 مليون 

تعداد تونس … 3 مليون 

تعداد الجزائر … 5 مليون 

تعداد المغرب …. 5 مليون 

تعداد سوريا ……. 5 مليون 

تعداد لبنان … 2 مليون 

تعداد العراق …. 5 مليون 

تعداد عمان ….. 1.5 مليون 

يعني يصل الرقم  الى 100  مليون تقريبا 

■ تعداد المنطقة عام 1850 

تعداد مصر ….. 8 مليون 

تعداد السودان …. 2 مليون  

تعداد اليمن …. 3 مليون 

تعداد ليبيا …. 0.5 مليون 

تعداد تونس …2 مليون 

تعداد الجزائر …  3 مليون 

تعداد المغرب …. 3 مليون 

تعداد سوريا ……. 3 مليون 

تعداد لبنان … 1 مليون 

تعداد العراق …. 3 مليون 

تعداد عمان ….. 0.5 مليون 

تعداد المنطقة تقريبا هو 50 مليون . 

تعداد المنطقة عام 1800  

تعداد مصر ….. 2 مليون  

تعداد السودان ….1 مليون  

تعداد اليمن …. 2 مليون 

تعداد ليبيا …. 0.25 مليون 

تعداد تونس … 1 مليون 

تعداد الجزائر … 2 مليون 

تعداد المغرب …. 2 مليون 

تعداد سوريا ……. 2 مليون 

تعداد لبنان … 0.5 مليون 

تعداد العراق …. 2 مليون 

تعداد عمان ….. 0.25 مليون 

مع استبعاد الامراض و الاوبئة و المجاعات التي ظهرت بشكل مفاجىء في عام 1800 م و الحروب مع الاحتلال الغربي و العثماني . 

 تقريبا كان تعداد المنطقة على كل هذه المساحة الشاسعة هو 20 مليون نسمة .

الان دعونا نتوقف عند هذا التاريخ . 

في 2020 كان تعداد سكان المنطقة هو 450 مليون تقريبا . 

في 1965 كان تعداد سكان المنطقة هو 200 مليون تقريبا

في 1900 كان تعداد سكان المنطقة هو 100 مليون تقريبا

في 1850 كان تعداد سكان المنطقة هو 50 مليون تقريبا

في 1800 كان تعداد سكان المنطقة هو 20 مليون تقريبا

لماذا اخترت هذا التاريخ 1800 ؟!

من واقع الملاحظة و المراقبة و البحث ……. وجدنا بان هذا التاريخ هو عمر الذاكرة الشعبية المحلية الحية المرتبطة بالمكان  لسكان المنطقة تقريبا، فلا يوجد لدى سكان المنطقة اي ذاكرة محلية حية تتعدى ذلك العمر .

و هذا العمر هو عمر الذاكرة الشعبية الحية التي عاشت الاحتلال العثماني و الغربي …… فهو العمر  الذي مازال حي في ذاكرة الناس حول ذلك الاحتلال . 

ما قبل ذلك العمر … فمعظم سكان المنطقة يبحثون عن ذاكرتهم من داخل الكتب فقط و ليس من ذاكرتهم الشعبية . 

الان …. تقريبا كان تعداد المنطقة على كل هذه المساحة الشاسعة في عام 1800 هو 10 مليون نسمة … تخيل هذا الرقم على كل هذه المساحة الشاسعة . 

ستكون نسبة الكثافة السكانية قليلة جدا … ستكون الارض تقريبا شبه خالية من السكان …….. و تتركز التجمعات السكانية في مدن قليلة و قرى كثير … و بقية الارض خالية . 

قبل 200 سنة كان عدد المدن القديمة الرئيسية في المنطقة تعد بعدد الاصابع .

فمثلا في مصر كانت مصر تحوي 4 مدن رئيسية تقريبا و العراق اربع مدن و الشام اربع مدن و المغرب اربع مدن و تونس ثلاث مدن و الجزائر ثلاث مدن و اليمن اربع مدن و السودان مدينتان . 

3 مليون في مصر … موزعين على مساحة شاسعة … و لو فرضنا عدد التجمعات السكانية هو … 4 مدن رئيسية  و 500 قرية …ستحتوي التجمعات السكانية  على عدد 3 الف شخص … اما المدن فمتوسط 20 الف . 

حاول وضع هذا القياس على كل المنطقة … في عام 1800 . 

الان … لاحظ معي 

في هذا العمر تقريبا … كانت الاله البخارية  تعمل و تم احتكارها  و ظهر السلاح الناري المتطور  ……. و بدات الاله الحديدية الضخمة  تستخدم في اداء الاعمال الضخمة و الكبيرة  و انجاز الاعمال الكبيرة ، و ظهرت الاله الطابعة التي تقوم بطباعة عدة كتب بسهولة جدا .    بينما المنطقة في وضع متخلف جدا . 

كان تعداد اوروبا كبير جدا و فيها  كثافة سكانية كبيرة ، و هذا هو احد الاسباب الذي جعل الاوروبيون يخرجون خارج اوروبا بحثا عن ارض و ثروات .

فمثلا كان تعداد المانيا في عام 1965 و  بالرغم من انها قد خرجت من حربين عالمين هو 45 مليون انسان …… بينما مصر ساعتها كانت 25 مليون … و فرنسا تصل الى نفس الرقم تقريبا . 

اي ان تعداد فرنسا كان في 1800 هو 8 مليون  …. و لان نابليون قد اجتاح اوروبا و ضم عدد من الدول … فكان تعداد فرنسا يصل الى اكثر من 50 مليون … ايضا التحالفات العسكرية .. فقد كان هناك تحالف واضح بين العثمانين و فرنسا . 

الان تخيل نابليون …………. و قد جاء بجيش ضخم و كبير و منظم و مجهز باسلحة نارية متطورة و مدافع الى منطقة شاسعة و  يبلغ تعداد سكانها تقريبا 30 مليون تقريبا ……….. و غالبية المنطقة أمية .. و تعاني من تخلف . 

فمثلا عندما بدا دخوله من مصر …….. كان تعداد سكان الارض التي اصبحت اليوم حدود دولة مصر هو 4 مليون تقريبا …. ثم توجه الى الشام و المغرب الكبير .

الان عندما يريد نابليون تطبيق مشروع على الامة التي عددها قليل و تعاني من تخلف … و يعمل عليها انقلاب نوعي و يعيد تشكيلها كما يريد …  فمن السهولة القيام به و من السهولة تقسيمها . 

يحتاج المشروع الى توحش في القتل و قوة في فرض نظام جديد في المعاملات و القوانين . 

عندما دخل نابليون ……… جاء بجيش ضخم  و طابعة و علماء في مختلف المجالات … و تم تقسيم المنطقة بين القوى الاوروبية الى قطع حدودية .. و قامت القوى الاوروبية بتنصيب حاكم تركي على كل قطعة مقسمة لصناعة نظام سياسي في كل قطعة مرتبطة بمركز داخل القطعة الجديدة ….. و بالقوة فرضت انظمة اقطاعية قام الغرب باستقطاعها للحكام الذي تم تنصيبهم … و اصبح السكان في كل قطعة محكوم بسلطة اقطاعية .

 و بدات تدخل الطابعة ….. تطبع كميات من الكتب لمؤلفين تحت مسميات تراك .. و اعتمدت كنصوص تاسيسية …….. و بدات تبنى المدارس النظامية التي تدرس العلوم و الجغرافيا و التاريخ المتفقة مع اوروبا و بتدريس الدين  المرتبط بالسلطة الاقطاعية …. و تم فرض خط كتابي جديد للمنطقة و كتب . 

و في هذا الوقت قام الغرب بترجمة كل كتابات المنطقة القديمة و فرضوا ترجماتهم و قاموا باعتمادها رسميا و اخرجوا ترجمات نصوص كثيرة من الكتابات و وضعوها في الكتب و ترحموها في كل اللغات و قاموا بنشرها . 

و كله وقت بسيط حتى يتبدل وعي الناس . 

الان دعونا نفترض باننا في عام 1750م … هو تاريخ ظهور محمد بن عبد الوهاب و ال سعود عبر مستر همفر البريطاني …… و لنفرض بان تعداد السكان لن يخضع للقانون السابق لان قبل 1800 م كان التعداد اكبر بسبب المجاعات و الحروب و الاوبئة للمحاصيل التي ادت الى فناء عدد كبير في الارض في 1780 . 

هذا العمر مجهول في الذاكرة الشعبية ……… مظلم لا يملك سكان المنطقة اي ذاكرة حوله …. و في هذا العمر بدات رحلات اوروبية استكشافية للمنطقة …… تستكشف المنطقة  و تصنع خرائط جغرافية للمنطقة ………. و ظهر رجل اسمه محمد بن عبد الوهاب و لا تعرف سبب مقنع لظهوره مع رجال مخابرات غربين .. كان يمكن صناعته في مصر او في اليمن او المغرب … لماذا هذه المنطقة ؟ 

لانه كان من الممكن صناعة مشروع ال سعود بدون احتياج لرجل دين  كما صنعوا حكام في المنطقة و نصبوهم في المنطقة  بدون احتياج لرجل دين مع المشروع . 

نحن نعتقد بان المنطقة في هذا العمر قد تعرضت لموت خلق كبير فيها و هذا يفسر العدد السكاني القليل للمنطقة عام 1800 مقارنه باوروبا ، بسبب انتشار  اوبئة ادت لوفات خلق كبير في المنطقة  و ايضا انتشار امراض في المحاصيل ادى لحدوث مجاعات … و هذه الكوارث القاسية  خلفت مجتمعات فاقدة للذاكرة … و ادت لظهور جيل يجهل الكثير من الاشياء … و خلقت واقع يسهل على اي قوة خارجية احتلاله و السيطرة عليه و تنفيذ اي مشروع استراتيجي عليه . 

———————

الان لاحظ معي 

كم تعداد اليهود اليوم … لنقل حوالي 8 مليون تقريبا و لا يزيد مهما بالغ الكيان الصهيوني بتعدادهم . 

فكم كان تعداد اليهود قبل 200 سنة ؟! 

لو قمنا بالحسبة  التي قمنا بها في السابق 

المفروض بان تعداد اليهود 

1965 هو 2 مليون تقريبا 

1900 هو 300 الف  تقريبا 

1850 هو 80 الف تقريبا

1800 هو 20 الف تقريبا 

الان 

في عام 1800 .. ظهرت فكرة بان نابليون يريد صناعة دولة لليهود يكون مقرها في الشام لادارة مصالح فرنسا . 

طبعا نحن لا نؤمن بصحة صياغة المعلومة التي قيلت على لسان نابليون  ، لكن المهم في المعلومة هو فكرة دولة لليهود . 

لماذا لليهود ؟! 

لماذا ليست دولة تابعة له ……….  و لماذا لم يقم نابليون ساعتها بصناعة دولة لهم رغم انه يملك  امكانيات و قوة يستطيع عبرها ان يقوم بهذا العمل ، كيف لا و هو قد احتل المنطقة و اوروبا و قائد مشهور و لا يصعب عليه هذا العمل ؟!

فلماذا انتظر العالم حتى 1948 لاجل صناعة دولة لهم، ما الذي منع نابليون من القيام بهذا المشروع الاستراتجي و هو العقل العسكري و السياسي الاستراتيجي ؟

عندما تسمع المعلومة تلك تعتقد بان نابليون يتحدث عن واقع موجود فيه اليهود و هو ينظر لهم و يريد صناعة دولة لهم .

هل كان اليهود ساعتها موجودين اثناء كلام نابليون حول دوله لهم ؟! 

لا و نعم … في نفس الوقت 

لماذا ؟! 

عندما جاء نابليون بهذه الفكرة …… فهو لم يكن ساعتها ممكن عمل هذه الدولة … بل كان يتحدث عن مشروع سيتم عملة في المستقبل و هو يقوم باعداد المشروع حتى يحين الوقت المناسب الذي يكون فيه الواقع جاهز لصناعة الدولة رسميا . 

عندما دخل نابليون للمنطقة  ……. لم يكن هناك ساعتها في كل المنطقة اي تواجد لليهود في اي جزء في المنطقة . 

كانت المنطقة خالية تماما من اليهود، و لا يعرف سكان المنطقة  اي تواجد لليهود حولهم في الواقع . 

فكيف ينشىء نابليون دولة لليهود ؟! 

هنا يبدا دور العثمانين . 

قبل دخول العثمانين للمنطقة بسنة تقريبا …… جرى اجتماع كبير بين مندوب نابليون و حاكم اسطنبول … و هذا الاجتماع لم يكن الا ترتيب بين الطرفين على تحالف و اتفاقات على قسمة المنطقة و على خطة تنفيذ مشروع استراتيجي في المنطقة . 

هذا المشروع يحتاج الى مجموعة بشرية امية اولية يتم صناعتها لتتبنى دين موازي لدين المنطقة و تحمل كتاب موازي لدين المنطقة ، و هذه المجموعة البشرية موجودة في اسيا … الغجر الاتراك الذين يتواجدون في اسيا و محيط دولة العثمانين . 

جماعة بشرية يصنع لهم دين و كتاب يتحدث عن ارض ميعاد و بان لهم ارض كانوا يسكنون فيها في الشام حتى يتم خلق وعي مستقبلي بارتباط موضوع الارض بجانب عقائدي من صميم الرب و يصبحوا اداة مستقبلية لصالح الغرب . 

لماذا ؟!

حتى يتم توطينها في المنطقة بعد احتلالها و تقسيمها و تفريخ اعداد منهم في المنطقة  ثم بعدها يتم اخذهم من المنطقة و تجميعهم في الشام لانشاء دولة لهم تقوم برعاية مصالح الغرب . 

فعندما جاء نابليون بهذه الفكرة … فهو لم يكن ساعتها يستطيع تنفيذ المشروع … لان اليهود مازالوا غير جاهزين للعملية، و الوعي الجمعي في المنطقة مازال لم يختمر بعد و لم يغسل عبر طابعته . 

ما اهمية توطينهم ؟! 

لا يمكن تنفيذ المشروع لو قام نابليون بجعل هذه الجماعة البشرية التي ستعتنق دين موازي و كتاب ديني  موازي في موطنها الاصلي و تفريخ اعدادها هناك ……. لانه سيكون ساعتها عمل غير مقنع ان تستجلب جماعة بشرية من مكان محصورة فيه و تقوم باخذها و  تضعهم في بلاد و تقول بانها بلادهم و كانوا يعيشون هناك . 

العملية تحتاج الى توطين لهم في غالبية المنطقة، لكي تجعل لهم ذاكرة حية في عقل سكان المنطقة بانهم تواجدوا في الارض، بعد ان تجعل سكان المنطقة عبر كتب الطابعة  يعتقدون بان وجود هذا الدين الموازي لدينهم ليس الا لانه من عند الله و بان تواجدهم ليس الا لانهم مرحلة تطورية في الدين و بانهم سابقون لهم في الزمن … و بان المسلمون قد جاء دينهم بعد دين هولاء وفق خطة الله الزمنية التي سيتم نشرها عبر كتب الطابعة . 

لانه اذا لم يكون لهم وجود محسوس جنب المسلمين، سيصعب اقناع المسلم بخطة الله الزمنية و التطور الديني في الزمن الذي اوصلهم للشكل الحالي الذي هم فيه و هو الاسلام .. الا عبر التوطين . 

بدون التوطين لن يحس المسلم بان هناك دين من عند الله سابق لدينه …. و سيصعب اقناع المسلم باي رواية دينية جديدة ستكتب له، حول ظهور نبي في مكة .. ستكون قصة  مليئة بالثغرات … لان كتابة قصة حول ظهور نبي في مكة يحتاج الى وجود دين سابق من ضمن خطة الله و اديانه يجعل المسلم يعتقد بان الاسلام هو اخر دين و الناس اصبحت مسلمة لانها كانت في السابق تعرف معنى الانبياء و معنى الله و جاء لهم بالاسلام النسخة الاخيرة الصحيحة . 

لو لم يكن هناك يهود حول المسلمين ………. لكانت الرواية مليئة بالثغرات . فكيف يؤمن ناس بالنبي الجديد في مكة ….. الا لو كانوا يعرفون معنى الانبياء .. لو لم يعرفوا معنى الانبياء في السابق فكيف اسلموا . 

اذن اليهود معاهم كتاب يشبه كتاب المسلمين ……. و بالتالي سيقتنع المسلم بانهم كانوا يهود ثم مسيحين ثم مسلمين و هي  خطة الله الزمنية …. تفسير بسيط و مقنع . 

لكن هذه المشروع لابد ان يسبقه اهم خطوة ….. و هي تزوير كتاب المسلمين تماما  الذي حفظوا منه القران الكريم … و تحويله الى كتاب يحوي عوالم سحرية و بلغة غريبة لا يفهمها احد …. حتى يمكن بعدها من صناعة كتاب موازي بلغة جديدة و باسلوب جديد يشبه موضوعات و قصص القران العربي للكتاب، ثم اطلاق تسمية كتاب المسلمين الاصلية على هذا الكتاب الجديد . 

و لهذا السبب جاء نابليون بحملته العسكرية و التي ضمت عدد كبير من  العلماء و الذين قاموا بترجمة كتب المنطقة القديمة المكتوبة على الاحجار ………….. و هي الترجمات المعتمدة رسميا حتى اليوم للنقوش الكتابية القديمة . 

بدون هذه الخطوة لا يمكن اقناع المسلم بان كتاب اليهود من عند الله .. و لا يمكن سرقة الزمن و اقناع المسلم بقصة تواجد اليهود السابق له في الارض . 

 لان واقع المسلمين العرب …… هو واقع الهجرة البشرية الاولى التي استوطنت الارض منذ عهد ابراهيم ……. كان لابد من اقناع المسلمين بان تواجد اليهود حولهم هي امتداد لتلك الهجرة الاولى ضمن خطة الله …… و المسلمين ماهم الا نتيجة مباشرة للدين اليهودي و ليسوا عالم منفصل موجود في الارض من قبل اليهود. 

خصوصا و ان المشروع …. سيقوم بكتابة زمن جديد لسكان المنطقة  و سيختصر هذا التواجد الكبير و الشاسع و الذي هو محصلة و نتيجة  للهجرة القديمة الكبيرة الاولى الشاسعة لعقيدتهم لدينهم الذي هو  ملتهم الاولى ملة ابراهيم و التي احتاجت الى الالاف السنين .. بقصة الفتوحات الاعجازية  التي جعلت كل الارض مسلم بظرف 100 سنة ، و يجعل من ظهور دينهم حالة جديدة خرجت من مكة .. يسبقها عالم كفر و شرك ، و يجعلوا هذا الزمن بعد زمن اليهود في ارضهم و جعلهم يعتقدون بانهم و لم يصلوا لهذا الدين الا نتيجة لوجود خبرة سابقة من دين سابق اليهودية . 

بعد هذه الخطوة يصبح الامر جاهز 

لو تلاحظ الى غزوة نابليون و الغرب للمنطقة …. ستجد اول ملاحظة و هي ما ان يدخل نابليون و الغرب بجيوشهم ………. فلا تمر الا بضع سنوات حتى تشاهد حاكم تركي قد اصبح يتولى ادارة البلاد في تلك الارض  المحتلة  …… بل ستلاحظ بان الاتراك لا تجد لهم اي تواجد مقاوم لجيوش الغرب …………. وحدهم سكان المنطقة من يتولون المقاومة و الحرب ضد الغرب ……..و لا تمر سنوات الا و تجد حاكم تركي و جنبه مندوب سامي فرنسي و بريطاني . 

هذا كان من ظمن الخطة التي اتفق نابليون و العثمانين عليها ، و عبر حكم العثمانين تم توطين اليهود الغجر الخزر الاتراك على مراحل في المنطقة . 

الان فكر معي 

لو اعتمدنا حسبتنا  السابقة بعدد اليهود … سيكون تعداد اليهود 20 الف تقريبا . 

هل يمكن عبر هذا الرقم صناعة دولة لليهود ، و هل يمكن صناعة دولة لحالة جديدة و وعي جديد لاول مرة يعتنق كتاب جديد ؟! 

لا … لذلك كان نابليون عندما فكر بمشروع دولة لليهود ، كان ساعتها يبني اللبنات الاولى من اجل نجاح تنفيذ المشروع المستقبلي فقط . 

لو نقلهم دفعة واحدة للشام … سيكون الناس ساعتها لايعرفون هولاء اليهود و لا يعرفون اسباب وجود كتاب لديهم يشبه القران و سيعرفون انهم عالم محتل ، لكن يجب توطينهم و حتى ينمو جيل يعتقد بان هولاء يحملون كتاب من عند الله و بانهم عاشوا في الارض قديما الخ . 

كيف سيتم توطين 20 الف في المنطقة ؟! ، لنفرض ان عددهم 30 الف و هو تعداد جماعة بشرية في  منطقة في اواسط اسيا . 

في البداية … لان دينهم طازج و جديد و كتابهم جديد .. فمن الطبيعي اننا سنكتشف ملاحظات منطقية ترافق  الحالة التي تواجدوا فيها في البداية . 

 فمثلا : 

 سيكونوا اقلية جدا ……. يعيشون ضمن محيط منعزل مؤسسي و ليس طبيعي او فطري …… حتى لا يمكن جرهم خارج محيطهم …. لابد ان يكونوا يحملون سمات تميزهم عن الاخرين .. لا يستطيعون التحدث بلغة كتابهم الديني … غير مرغوب بهم لانهم يدخلون الى مجتمعات و هم يحملون مشروع كتاب ديني يحرف واقعهم الذي خرج منه نصهم الديني . لا يملكون ارث قديم في الارض … لا يملكون ارض توارثوها. لغتهم الاولى التركية ستكون طاغية في البداية و  ستختفي مع الوقت و سيصبح لسانهم بمثل لسان سكان المنطقة …. لا يملكون  موروث شعبي مرتبط بالبيئة التي يتواجدون فيها … لا يظهرون بمظهر طبيعي فطري عادي لا يشير الى هويتهم الدينية  .. لابد ان يتميزوا بشكل يؤكد انهم جماعة دينية . 

فلو تلاحظ اماكن تواجد اليهود …. ستجد بان كل تواجد اليهود كان في المناطق العربية التي احتلها الاتراك …….. و لا يتواجدون في اي بلاد اخرى يتواجد فيها مسلمون تقريبا …. كان تركزهم في المنطقة العربية وحدها و التي كان يحكمها الاتراك الذي نصبهم الفرنسين و البريطانين بعد دخولهم المنطقة . 

بل ستلاحظ ………… بان اشهر و اكبر تجمع يهودي كان موجود في تركيا، يهود الدونمة …… و تستغرب حول السبب المنطقي و هو ليس الا محصلة مباشرة للاتراك الغجر الخزر الذين تبنوا اليهودية ضمن المشروع الذي تم .  

ايضا لو تلاحظ ………… ستجد بان اليهود في المنطقة كانوا اقليات جدا تتجمع ضمن حدود عشرين شخص في حارات في المدن لكن في الحارات الخراجية و ليست الداخلية. 

ايضا لو تلاحظ … ستجد بان اليهود في المنطقة كانوا لا يمتهنون مهنة الزراعة بل كانوا يمارسون حرف يدوية . 

ايضا لو تلاحظ … ستجد بان اليهود في المنطقة كانوا لا يملكون اراضي … بل يعيشون في وضع سفري. 

ايضا لو تلاحظ … ستجد بان اليهود في المنطقة كانوا لا يعيشون بوضع طبيعي لا يشير الى هويتهم … فهم يميزون انفسهم بشكل يعطي مظهر ديني لهم .

ايضا لو تلاحظ … ستجد بان اليهود في المنطقة كانوا لا يملكون ارث ثقافي مرتبط بالبيئة التي يعيشون فيها  ………… فلو تلاحظ للمورث الشعبي في المنطقة ستجده يحمل خصائص مرتبط بالبيئة تستطيع ان تدرك سريعا بانه موروث خرج نتيجة تفاعل مع الطبيعة اخذ وقت طويل جدا حتى وصل للشكل هذا . 

فمثلا …….. تجد سكان الجبال في اليمن  يرقصون رقص الطيور التي تعيش في قمم الجبال، و هذا التراث ليس الا نتيجة ارتباط الانسان بهذه الطيور التي تلازمت مع وجوده في الارض … لكنك لاتجد مثل هذا الموروث لدى اليهود . 

ايضا لو تلاحظ ……ستجد بان اليهود في المنطقة كانوا يتعلمون لغة كتابهم الديني حتى يستطيعوا قراءة كتابهم الديني …. فهم يتكلمون لسان الارض الطبيعية التي يعيشون فيها .. اللسان العربي … و هو لسان القران كتاب سكان المنطقة ……… و عبر هذا اللسان الطبيعي الذي أخذوه يمكن لهم  قراءة القران بسهولة و بدون اضطرار لتعلم اللغة العربية …  لكنهم في نفس الوقت يتعلمون لغة كتابهم الديني حتى يستطيعوا قراءة كتابهم الديني . 

الان 

لو قمت بتوزيع هولاء 20 الف على المنطقة ؟!

يكفي توزيع 1000 شخص و توطينهم في كل جزء من المنطقة و تشتيتهم في اجزاء واسعة في تجمعات صغيرة  ، محصلة تفريخ هولاء سيكون رقم جيد في المستقبل . 

1000 شخص سيكونوا بعد 150 سنة رقم جيدا

1000 شخص بعد 50 سنة سيكون عددهم ….. 5 الف 

5000 شخص بعد 50 سنة سيكون عددهم …. 15 الف 

15 الف بعد 50 سنة سيكون عددهم …… 35  الف 

و بالفعل 35 الف هو تقريبا عدد اليهود الذين تم ترحيلهم من اليمن من قبل المخابرات الغربية عبر عملية طائر النسر . 

35 الف رقم مناسب لبداية تنفيذ مشروع نابليون الذي تحدث عنه ، و سيكون الوقت مناسب 150 سنة …. بعد ان تشكل وعي جديد لدى الاجيال الجديدة في المنطقة …..  بعد ان تمت عملية غسيل كبيرة فرضها المحتل العثماني عبر الطابعة …….. و اقناعهم بهذا الزمن و بكتاب الغجر و بالتاريخ و الزمن الجديد الذي كتب لهم ….. و غسيل ايضا لهذه الاعداد الغجرية التي تم تفريخها بعد تكون اجيال تعيش روح كتابها الديني كانه من عند الرب . 

جيل جديد من الطرفين 

الطرف الاول صاحب الارض و الدين الاصل ….  اصبح يؤمن بان الله صنع ديانة قبله و كتاب قبلة و بان دينه ليس الفطرة الاولى . 

الطرف الثاني …… اصبح لايفهم وضعه الغريب و الشاذ و اصبح يؤمن بارض الميعاد التي زرعها نلبليون و بريطانيا بانها بلاده ، و اصبح جاهز للاغتصاب ارض شعب بحجة انها ارضه . 

اذن الوقت و العدد اصبح مناسبا جدا ……. لبدء عمليات تجميع هذه الاعداد التي تم تفريخها في المنطقة … من قبل القوى الغربية التي قامت بصناعة ديانتهم و كتابهم و قامت بتوطينهم في المنطقة . 

و جاء الامر لمخابرات بريطانيا و فرنسا و الغرب ……..  ببدء تجميع مشروعهم اليهود من كل المنطقة الى الشام .

و بعدها … و لان  المنطقة ترزح تحت احتلال تركي بريطاني فرنسي بدات بريطانيا و حكومة اسطنبول تستقبل اليهود في الشام …و بعد خروج الاتراك من المنطقة  بعد ان نفذوا ما طلب منهم سلموا الراية للغرب … اصدرت بريطانيا وعد بلفور  … وطن قومي لغجر اسيا في الشام …… و سلمته لصاحب اكبر بنوك اوروبا ( روتشلد ) …… احتلال غير مباشر لصالح الغرب  … بثوب انهم من سكان المنطقة و يملكون تاريخ في المنطقة و عاشوا 5000 سنة بدون وجود ارض لهم lol .. و معاهم كتاب من عند الله … و كل القصة مشروع نابليوني غربي فقط تم تنفيذه على شعوب عاشت امية عاشت طوال 150 سنة تحت سلطة احتلال خارجي ……  استطاع القيام بغسيل عقولهم بدين و كتاب من تصميم بريطانيا و فرنسا. 

التوراة هو كتاب المسلمين الذي حفظ منه المسلمين القران، و الذي ضحكت طابعة نابليون و العثمانين على المسلمين و العرب بانه كتاب الغجر اليهود …. و الغرب الماسوني يعرف  هذه الحقيقة جيدا و انتم داخل لعبتهم الشيطانية . 

{و لقد اتينا موسى الكتاب فاختلف فيه و لولا كلمة سبقت من ربك لقضى بينهم و انهم لفي شك منه مريب ¤ وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه و هدى و رحمة لقوم يؤمنون ¤ و من قبله كتاب موسى اماما و رحمة و هذا كتاب مصدق لسانا عربيا لينذر الذين ظلموا و بشرى للمحسنين ¤  و أنزلنا اليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب و مهيمنا عليه فاحكم بينهم بما انزل الله و لا تتبع اهواءهم عما جاءك من الحق  ¤  و كذلك انزلناه حكما عربيا و لئن اتبعت اهواءهم بعدما جاءك من العلم مالك من الله من ولي و لا واق }

 

كم تعداد سكان الدول العربية حسب الاحصاءات الرسمية عام 1950 ؟

العراق …. 6 مليون

اليمن ….. 4.6 مليون

سوريا …. 3.6 مليون

لبنان …. 1.3 مليون

فلسطين … 1 مليون

الاردن …. 500 الف

مصر ……… 20 مليون

الجزائر …. 9 مليون

المغرب … 9 مليون

السودان …. 6 مليون

تونس … 3.7 مليون

الصومال …. 2.3 مليون

ليبيا ….. 1 مليون

جيبوتي …. 64 الف

السعودية ….. 3 مليون

عمان ….. 400 الف

الكويت … 150 الف

البحرين … 115 الف

الامارات …. 70 الف

قطر …….. 25 الف

50 مليون + 17مليون + 3.5 مليون = 70 مليون تقريبا

—– —–

كم تعداد اوروبا في عام 1950 ؟

المانيا …….. 70 مليون

بريطانيا …. 50 مليون

ايطاليا …… 47 مليون

فرنسا ……. 42 مليون

اسبانيا …. 28 مليون

هولندا ….. 10 مليون

بلجيكا …. 8 مليون

البرتغال …. 8 مليون

تركيا …. 22 مليون

—– —– —– —–

لاحظ تعداد دول الخليج

ملاحظة: تعداد السعودية مع المهاجرين و العمال ، و لو استبعدنا من السعودية جنوب السعودية و العمال المهاجرين .. فان تعدادها سيصل لنفس تعداد الكويت .

كم تتوقع تعداد دول الخليج قبل 150 سنة ؟ .

لم يكن احد يسكن في تلك الارض، خالية تماما من السكان ، و الغرب اراد استعمار تلك الاراضي لصالحه. بمعنى اخر الغرب هو من أحيا تلك المساحة الجغرافية ، و هو من قام بتجميع سكان و قام بتوطينهم فيها، حتى يعملون لصالحه و يشكل كنتونات تابعه له.

فكيف كتب لها هذا التاريخ ، و كيف تحارب شيخ قطر مع ال سعود و كيف تحارب شيخ الكويت مع ال سعود ؟!

قطر عام 1950 تعدادها … 25 الف … مثل تعداد قرية في مصر ، او ثلاث قرى في اليمن .

و نجد عام 1950 تعدادها … 60 الف … مثل تعداد قريتين في مصر ، او ست قرى في اليمن

فكم كان تعداد قطر عام 1800 ؟ .

خمس أسر يبلغ تعدادها 100 شخص

و كم كان تعداد سكان نجد ؟

5 الف شخص …. 1500 رجل و 2500 امراة و 1000 طفل.

فكيف حاربت الامبراطورية التركية التي تملك جيوش ضخمة منظمة و سلاح و عتاد ، دعوة ال سعود حسب ما كتب التاريخ، كيف حاربت امبراطورية منطقة تعدادها يصل الى 5 الف شخص يعيشون حياة بدائية جدا، و فشلت في السيطرة عليها و تركت بريطانيا تستاثر بها ؟

كيف فشل محمد علي باشا من السيطرة على نجد السعودية التي تعدادها 5000 الف شخصى يعيشون حياة بدائية ، لكنه استطاع اخضاع كل مصر ذات المساحة الشاسعة و العدد السكاني الكبير ؟

كيف فشل محمد علي باشا في القضاء على الوهابية التي في محيط تعداده قليل و يعيش حياة بدائية ؟

ثم كيف سمح التاريخ بتسمية دعوة ال سعود بالدولة السعودية ، و هي 5000 شخص في منطقة منعدم فيها اي مظاهر حديثة ، عندما تحدث بان محمد علي باشا ذهب الى هناك للقضاء على الدولة السعودية الاولى ؟!

كيف يعقل بان التاريخ يكتب لنا … بان اسطنبول و مصر فرحت بقتل واحد بدائي جدا من ال سعود ، بعد ان خاضت اسطنبول و مصر معه حرب في نجد … و نجد بكل هذه المساحة يوجد فيها 1500 رجل يعيشون حياة بدائية جدا ؟!

لو قاتل رجال مع ال سعود ، فانه سيقاتل معهم 500 رجل ، و البقية مشغولين و لديهم اعمالهم الخاصة .

كيف وحد ال سعود الجزيرة حسب التاريخ ، ب 1000 رجل ، و كيف قاتل ال سعود لاجل بناء دولة ، و كيف دخلوا بحرب مع شيوخ الكويت، و تعدادهم قليل لا يتناسب مع كلمة حرب ، لانها تبدو مثل العراك الذي في الحارات ؟

ثم كيف خرجت دعوة محمد بن عبد الوهاب هناك لمحاربة الشرك و القبور، و لا يوجد سكان في تلك الارض و لا اي اثر قديم لتواجد الانسان فيها؟!، اي منطق واقعي يقنعني بان رجل يخرج بدعوة في ارض لا يوجد فيها استيطان بشري ، و تعداد سكانها وقت خروج دعوته لا يتجاوز 5000 الف ، و بقية الارض خالية من السكان ؟

المفروض انه لا يحتاج الى دعوة ، بل يحتاج جلسة قهوة فقط ، في خيمة و يجمع الناس اليها و هم يشربون القهوة و انتهت القصة .. هذا ان كانوا فعلا يعرفون الدين ، فلماذا هذا التضخيم الكبير من قبل التاريخ ؟!

من كتب التاريخ ؟!

هو من صنع كيانات الخليج ، و من بنى مسجد ضرار في مكة ، و من اخفى على المسلمين الكتاب الذي حفظوا منه القراءن الكريم ، و من الف كتاب البايبل، و من قام بتوطين غجر اسيا اليهود في المنطقة ، و من قسم المنطقة و نصب الاتراك حاكم في كل جزء من المنطقة، و من صنع الكيان الصهيوني .

هو الذي جاء الينا غازي و محتل عبر جيوشه و هو يحمل معه هذا المشروع الاستراتيجي الضخم، و بدء المشروع من مصر بغزوة نابليون .

و هو الذي استبق غزوته بنشر الامراض و الاوبئة لاجل انهاك السكان بشكل كبير حتى يسهل تفعيل مشروعه الاستراتيجي و انجاحه في المنطقة .

هذا هو المشروع الذي يتحدث عنه القراءن … مشروع ابليس …… مشروع لاغوينهم اجمعين الا عبادك منهم المخلصين.

المسلم يؤمن بشكل عام بنظرية المؤامرة ويعترف بوجود منظومة غربية شيطانية ذكية يحكمها الماسون تسيطر على العالم في المال والسياسة والاقتصاد والأمن والإعلام والعلوم والنظريات عن أصل وجود هذا العالم وحقيقته.

منظومة جاءت بمشروع كبير ، مشروع ابليس في الأرض ، تتآمر على شعوب المنطقة وتخطط للسيطرة على حقيقتهم وأرضهم ومواردهم وإثارة الانقسامات والفتن وافتعال الحروب لتدميرهم وافناءهم من الوجود.

لو ناخذ مثل: احتلال مصر ..ونشوف كيف نفس هذه المنظومة دخلت بقوة في المنطقة بمشروع ضخم لاخفاء حقيقة الكتاب الموجود في مصر والكذب بحقيقة الألواح والسيطرة على وعي الناس وسلخهم عن فطرتهم وحقيقتهم ووجدوهم وانتماءهم لهذه الأرض.

من بعض المداخل التي من خلالها المسلم يرفض فكرة أن الله يخاطبه في القران عن بيوت الله والأرض المقدسة والكتاب والخطوط الكتابية والقبلة (مع أن المسلم يؤمن بأن كلام الله فوق أي كلام وهو أعلى نص مقدس، فخطاب القران واضح عن البيوت الموجودة في مصر وخطابه لنبي الله موسى ..)

هو أنه يرى ما دام أن الماسون اتخذوا شعار ورمز الاهرامات وبعض من رموز نقوش مصر فهذا يعني أن الاهرامات هي مرتبطة بمشروع الماسون..منطق غريب.

هذا المشروع اعتمد واتخذ هذا الشعار والرموز الخاصة بآثار مصر لسلخ المسلم عن ارتباطه بتلك الآثار وترسيخ فكرة في في عقل المسلم بأنها رموز وآثار شيطانية وعالم غريب ليشعر بنفور اتجاهها وتصبح غير مرتبطة بحقيقة وجوده وأصله … سهلة وبسيطة.

لماذا يصعب على المسلم إدراك هذه الفكرة السهلة ما دام يؤمن بوجود مؤامرة ، هل يصعب على مشروع الماسون نسب هذه الآثار والرموز له ليصدوا المسلم عن فهم حقيقة خطاب القران له ؟

أين توجد المؤامرة إذا لما تكن في هذه الفكرة؟

يا ايها المسلم..خطاب القران يكلمك عن البيوت الموجودة في مصر أنها بيوت الله.

(وَأَوۡحَیۡنَاۤ إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِیهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوۡمِكُمَا بِمِصۡرَ بُیُوتࣰا وَٱجۡعَلُوا۟ بُیُوتَكُمۡ قِبۡلَةࣰ وَأَقِیمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَۗ وَبَشِّرِ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ)

(فِی بُیُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرۡفَعَ وَیُذۡكَرَ فِیهَا ٱسۡمُهُۥ یُسَبِّحُ لَهُۥ فِیهَا بِٱلۡغُدُوِّ وَٱلۡـَٔاصَالِ)

لماذا يوجد عدَّة أديان اليوم؟

[أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُون]

لاحِظ.. من بعدِ ما… عقلوه.. فريق سمعوا كلام الله وعقلوه.. وقاموا بتحريفه وهُم يعلمون.. لكن أين يسمعون كلام الله؟ المنطق يقول أنَّ كلام الله في كتابه.. الموضوع حتمًا مُرتبِط بالكتاب.. سنُكمِل البحث..

[إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ ۙ أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُون]

في الكتاب.. لاحِظ أيضًا.. من بعد ما.. بيَّنَّاه للناس في الكتاب.. نفس سياق (من بعدِ ما).. فإذًا الموضوع يتَّضِح:

من بعد ما.. عقلوه + بيَّنَّاه للناس..

ماذا يفعلون؟ يسمعون كلام الله + يُحرَّفونه + يكتمون.

أين؟ في الكتاب.. أي يوجد بيِّنات وهدى أنزلها الله في الكتاب، لكن هناك من يكتمون تلك البينات.. لماذا يفعلون ذلك؟ الجواب في القُرآن:

[وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ۖ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِير]

لاحِظ أيضًا.. من بعد ما.. تبيَّن لهم الحق..

ناس لهم علاقة بكتاب الله، سمعوا كلام الله في كتابه وتبيَّن لهم الحق، لكنهم يحرِّفونه، لتضليل المؤمنين، ليردُّونا كفارًا بعد إيماننا.. لماذا؟ حسدًا من عندهم.

من بعد ما.. عقلوه + بيناه للناس + تبيَّن لهم الحق

ماذا يفعلون؟ يسمعون كلام الله ثم يحرفونه + يكتمون ويخفون البينات + يودون رد الناس من بعد إيمانهم كفارًا.. أين؟ في الكتاب.. لماذا؟ حسدًا من عند أنفسهم.

لكن… من هُم هؤلاء؟

[سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُم مِّنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ ۗ وَمَن يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَاب]

لاحظ نفس السِّياق.. من بعد ما.. جاءتهم آيات بيِّنات..

هويَّتهم تتَّضِح.. من بعد ما.. عقلوه + بيناه للناس + تبين لهم الحق + جاءتهم ايات بينات

ماذا يفعلون؟ يسمعون كلام الله ثم يحرفونه + يكتمون ويخفون البينات + يودون رد الناس من بعد ايمانهم كفارًا + يبدلون نعمة الله.. أين؟ في الكتاب.. لماذا؟ حسدا من عند انفسهم

من هُم؟ فريق منهم= كثير من أهل الكتاب= بني إسرائيل

الآن.. لاحِظ وضوح القُرآن:

[كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ۚ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ]

نفس السِّياق.. من بعد ما.. جاءتهم البينات.

ماذا حصل؟ اختلفوا فيه.. اختلفوا في الكتاب..

ويتضح سبب جديد لفعلتهم.. بغيًا بينهم..

من بعد ما.. عقلوه + بيناه للناس + تبين لهم الحق + جاءتهم آيات بينات

ماذا يفعلون؟ يسمعون كلام الله ثم يحرفونه + يكتمون ويخفون البينات + يودون رد الناس من بعد إيمانهم كفارًا + يبدلون نعمة الله + اختلفوا فيه.. اختلفوا في الكتاب.

لماذا؟ حسدا من عند انفسهم + بغيًا بينهم

من هُم؟ فريق منهم = كثير من اهل الكتاب = بني إسرائيل= الذين أوتوا الكتاب .

كيف اختلفوا في الكتاب؟

[إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ العِلمُ بغْيًا بَيْنهُم]

لاحظ نفس السياق.. من بعد ما.. جاءهم العلم..

صفة جديدة تظهر لهولاء الذين أوتوا الكتاب ومرتبطة بدين الله الاسلام .. اختلفوا على حقيقة أن دين الله واحد هو الإسلام.. أي صنعوا معتقد غير الإسلام.. ونسبوه لله.

ماذا فعلوا؟ سمعوا كلام الله وعقلوه ثم حرفوه وكتموا ما فيه من الحق، وأخفوه عن الناس والمؤمنين.. وصنعوا دين أو أديان جديدة غير الإسلام ونسبوها لله وللكتاب..

[وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيم]

من بعد ما.. عرفوا الحقيقة.. تفرَّقوا.. هل معناها صنعوا أكثر من دين وليس ديانة واحدة فقط؟

خلاف بينهم وقع أثناء تحريف الكتاب.. من هُم هؤلاء؟ وما هو الخلاف الذي وقَع؟ الجواب في القُرآن:

[وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَىٰ عَلَىٰ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَىٰ لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ ۗ كَذَٰلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ]

متى اختلفوا..؟ وهُم يتلون الكتاب.. ولاحظ أن اللهُ يقسِّمهم طائفتين.. بالتالي صنعوا ديانتين غير دين الله.. لكن ما معنى يهود وما معنى نصارى؟ ومتى وقعت تلاوة الكتاب؟ وعلى أي تفاصيل اختلفوا..؟

أكمِل في القرآن..

[وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ۖ ذَٰلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ ۖ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۚ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ]

يبدو أنَّهم اتَّفقوا على أنَّ الله اتَّخذ ولدًا.. ولكنهم اختلفوا في تسمية الولد (سنعود لهذه الفكرة لاحقًا)..

الآن إقرأ أيضًا:

[يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِّنَ السَّمَاءِ ۚ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَىٰ أَكْبَرَ مِن ذَٰلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ۚ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَن ذَٰلِكَ ۚ وَآتَيْنَا مُوسَىٰ سُلْطَانًا مُّبِينًا]

من بعد ما.. جاءتهم البينات.. عمل جديد يظهر لهُم.. اتخذوا العجل.. متى؟ وقت موسى.. متى كان موسى؟

[وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِن بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَىٰ بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُون]

موسى أوتي الكتاب من بعد ما.. أهلكنا القرون الأولى.

“القُرآن يحدِّد زمن هذه القصة وهذه البيِّنة التي وصلت لهؤلاء الذي أوتوا الكتاب..

يتبع.

من هُم اليهود المذكورين في القرآن؟
 
●هل اليهود في القُرآن هُم فعلًا الجماعة الذين نُسمِّيهم يهود اليوم؟ هل صفات وعقيدة اليهود في القرآن مطابقة لمواصفات الذين نُسمِّيهم يهود اليوم؟
 
اليهود اليوم أتباع ديانة مختلفة عن الديانة المسيحية، ومعهم كتاب الفرع الأول من البايبل، كتاب العهد القديم، ويدَّعون أنه من عند الله، ويؤمنون أنهم أول مُعتَقَد سماوي وُجِدَ في الأرض ويؤمنون أنَّهم تعرَّضوا للظلم منذ البداية وأنَّ إلههم، الإله يهوه، قام بإرسال نبيًا لهُم من آلاف السنين.. وقصة نبيهم تشبه قصة موسى الرسول المُسلِم المذكورة في كتاب الله، فأصبح المُسلم يعتقد أنها نفس القصة وأنَّ هذه الديانة وكتابها المسمى زورًا بالتوراة فعلًا من عند الله.
 
●توصلنا سابقًا لحقيقة التوراة من القرآن، الكتابة القديمة على الألواح الحجرية القديمة في مصر.. فالسؤال الآن: من هُم اليهود المذكورين في القرآن؟
 
[وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ]:
 
بحسب القرآن اليهود والنصارى ملَّة واحدة وليس ديانتين مختلفتين كما تقول الرواية الغربية.
 
●ما هي صفات أو عقيدة هذه الملَّة؟
 
[وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ۖ ذَٰلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ ۖ]:
 
اليهود والنصارى ملة واحدة قالت أنَّ الله اتَّخذ ولدا.. اليهود قالت إسمه عزير، والنصارى قالت إسمه المسيح.
 
●السؤال الأول: هل الذين نسمِّيهم اليهود اليوم هم نفسهم من هذه الملَّة؟ هل اليهود اليوم يؤمنون بأنَّ هناك شخص إسمه عُزير وهو إبن الله؟ لو سألنا يهوديًا اليوم إذا يؤمن بأنَّ الله اتَّخذ ولدًا ماذا سيقول؟
 
اليهود اليوم لا يؤمنون بأن الله اتٍّخذ ولدًا..
فمن هم الذين قالوا عزير إبن الله؟
 
●قبلها سنسأل متى قالت اليهود والنصارى قولهم هذا؟
 
الجواب في القرآن:
 
[وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَىٰ عَلَىٰ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَىٰ لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ ۗ كَذَٰلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ]
 
●لاحظ.. ملة واحدة قالت أن الله اتخذ ولدا.. وهنا يقول لك بأن كل فريق من هذه الملَّة يعلم أن الآخر ليس على شيئ.. يعلم أن الآخر لا يقول الحق.. فمتى حصل هذا الأمر؟
 
وهُم يتلون الكتاب.. هذه هي الخلاصة.
قالوا عزير إبن الله وهم يتلون الكتاب.
 
●اليهود والنصارى ملة واحدة كانت تتلو الكتاب.. ذلك الكتاب.. أول كتاب في الأرض.. كانت تتلوه بنفس الوقت، وانقسموا فريقين أثناء التلاوة، اختلفوا أو انقسموا وفق القراءة المغلوطة التي أخرجها كل فريق.. فريق اليهود أخرج قراءة عزير إبن الله، والفريق الثاني النصارى أخرج قراءة المسيح إبن الله.
 
والقراءتان تحريف للقراءة الصحيحة للكتاب.
 
ثم قال الذين لا يعلمون مثل قولهم.. الناس التي لا تعلم تردد ما قالوه اليهود والنصارى أو ما أخرجوه زورًا من الكتاب.
 
●ما الدليل أن قراءتهم محرفة ومغلوطة..؟
 
الله في القرآن يحدثنا عن هذه الجماعة التي أوتيت الكتاب من قبلنا.. كفرت به وأخفت حقيقته عن الناس.. ويقول يحرِّفون الكلم عن مواضعه.. ويقول يلوون ألسنتهم بالكتاب.
 
يعني القراءة المغلوطة نتيجة شيئين:
 
●تحريف الكلم عن مواضعه، قراءة آيات الكتاب بطريقة محرفة معكوسة، ويلوون ألسنتهم بالكتاب أي أخرجوا المقطع الصوتية للآيات بألسنتهم الأعجمية وليس وفق اللسان الأصلي للكتاب.
 
●الآن.. هل يوجد في واقعنا جماعة قرأت كتاب قديم وأخرجت منه، بطريقة محرفة وبلسان أعجمي، قول “عزير إبن الله”؟
 
– نعم.. فرنسا، شلة نابليون.. احتلوا مصر وادَّعوا تفكيك كتاب مصر ومعرفة قراءة الكتابة التصويرية على الألواح الحجرية في مصر.. عبر شامبليون الذي فكك الكتابة بلسان أعجمي جبتي وبدون أي قاعدة صحيحة للقراءة.. وأخرجوا من الكتاب قول “أوزيريس إبن الإله الأكبر” باللسان الأعجمي.
 
– موجودة في ما يُسمَّى بقاموس شامبليون للهيروغليفية.. ويتم تدريسه في الجامعات ضمن علم المصريات الذي أسسته فرنسا نفسها لنشره وتعليمه للناس.
 
– “أوزيريس إبن الإله الأكبر” بلسانهم هي نفسها عزير إبن الله” باللسان العربي الصحيح للكتاب. وهي قراءة مغلوطة محرفة فلا يوجد أبدًا هكذا كلام في الكتاب.
 
هكذا نعرف من هم اليهود الحقيقيين الذين يتحدث عنهم القرآن.. الأشد عداوة.. فرنسا.
 
●فإذًا اليهود والنصارى المذكورين في القرآن ملة واحدة.. ملة أخرجت من الكتاب عقيدة مغلوطة. الخبيثون صنعوا هذه العقيدة ويعرفون الحقيقة، والناس المخدوعون اتبعوهم دون أن يعلموا.. فقد قام الغرب بقيادة فرنسا وبريطانيا بصناعة معتقد لهم يشبه معتقدنا وإعطاءهم كتاب يشبه نصنا المقدس وسمَّاهُم الجوش (نحن نقول لهم يهود) ليكونوا واجهة أو أداة للمشروع الغربي الشيطاني ويقوم على قلب المفاهيم الأصلية وتبديل الذاكرة للسيطرة على الأرض بإسم الدين والتاريخ.
 
هذا المنطق القرآني المطابق للواقع الذي يشرح لنا حقيقة المشروع الصهيوني ومن يديره ولماذا بدأ من مصر.
 
القُرآن نبأٌ عظيم، نحنُ عنه معرضون.
—————————————-
 
●ما حقيقة اللغة العبريَّة؟
●من هو إليعيزير بن يهودا؟
 
طبقًا للرواية الرسمية هو عالم لغة من أصول روسية ساهم في عملية إحياء اللغة العبرية التي عُرِفَت بأنَّها أكبر عملية إحياء لغة ميِّتة في التاريخ…
 
وُلِد اليهودي إليعيزر يهودا في إحدى دول شرق أوروبا عام 1858، عمل في الصحافة ونشر أولى مقالاته باللغة العبرية عام 1879، طارحًا فكرة العودة لصهيون وإحياء اللغة العبرية القديمة..
 
آمن بن يهودا أن إحياء اللغة العبرية وإيجاد وطن لليهود مرتبطان بشكلٍ وثيق ببعضهما البعض، فتحقيق أحدها شرط أساس للآخر.. ووجود اليهود في دول الشتات يعني اندماجهم لغويًا وثقافيًا مع مجتمعاتها، أما “هجرتهم” لفلسطين ستسمح بظهور ثقافة ولغة مستقلة..
 
هاجر إليعيزر إلى فلسطين عام 1881 مع زوجته حيثُ قام بتأسيس جمعية صهيونية تنشر فكرة القومية وإحياء اللغة العبرية لغةً يومية والأدب العبري الحديث.
 
عكف إليعيزر على تطوير اللغة العبرية القديمة باشتقاق ألفاظ وعبارات جديدة والإستعانة باللغة العربية.. وأسس جمعية اللغة العبرية عام 1889، وألزم أبناءه بالحديث باللغة العبرية فكانوا أول من تحدث العبريَّة الحديثة المعروفة اليوم كلغتهم الأم.
 
لقد ربَّى أليعيزر ابناءه على عدم التكلُّم بأي لغة غير العبرية، ومنع زوجته الروسية من أن تكلم ابناءه بالروسية أو تسمعهم أغاني أطفال روسية قبل أن يصلوا لعمر 6 سنوات.. وهكذا استطاع اليعيزر إنتاج أول إنسان في عصرنا تكون لغته “الأم” هي العبرية.
 
أبرز أعمال بن يهودا على الإطلاق هو المعجم العبري القديم والجديد، الذي جاء في تسعة مجلدات واستغرقت كتابته 40 عامًا من العمل.. وأكملت جمعية بن يهودا فيما بعد مشروعه اللغوي الكبير بعد تحولها لأكاديمية اللغة العبرية.
 
●الآن.. بعد قراءة قصة هذا الرجل ومعاينة الحالة اليهودية في الواقع، السؤال الذي يفرض نفسه هو: هل كان الموضوع إحياء لغة قديمة أم صناعة لغة جديدة في الارض؟
 
ربما يرى الكثيرون بأنَّ طرح هذا السؤال ضربًا من الخيال وليس منطقًا “علميًا” ومخالِف لأصول الأبحاث التاريخية والخ.. لكن مللنا من هذه المناهج المفروضة التي لا تزيدنا إلَّا فوضى وضلال وتسليم للسردية اليهودية.. فكلُّها صناديق مصنوعة للتفكير من داخلها والبقاء ضمن مشروعية اليهود في أرضنا.
 
●لماذا الجرأة على طرح هذا السؤال؟
 
ببساطة لنستطيع إدراك حقيقة المشروع الصهيوني بعيدًا عن الرواية التاريخية التي فرضها المشروع نفسه، ولفهم خطاب القُرآن من خلال واقعنا لأنَّنا نؤمِن أنه نبأ لنا نحنُ.. ولأنَّ الكثير من الباحثين لدينا يعتمدون نظريات تاريخية ولغوية ودينية ناتجة عن اعتقادهم بأنَّ اليهودية ديانة قديمة وأنَّ العهد القديم كتاب قديم ويُشكِّل مرجعية تاريخية للمنطقة، فيتوصَّلون لخلاصات مفادها أن العبرية لغة قديمة أصيلة في أرضنا وأنها قد تكون لهجة من اللهجات العربية القديمة.. كلهم لا زالوا يبحثون داخل صندوق مشروعية تواجد اليهود في أرضنا.
 
●هل من الصعب تصميم وصناعة لغة جديدة؟
 
لا.. الأمر غير صعب أبدًا.. يمكن لأي جماعة من علماء اللغات إبتكار لغة جديدة ووضع قواعد لها والتخاطب بها.. فهناك مثلًا لغة اسمها الاسبرانتو من تصميم علماء غربيين ويتحدث بها بعض علماء اللغة وفكرتها كانت تصميم لغة وجعلها لغة قياسية عالمية.
كيف يمكن تصميم لغة جديدة وجعلها لغة مجتمع؟
 
نحتاج لعدد من علماء اللغة الذين سيقومون بتصميم اللغة، ونحتاج استجلاب مجموعات بشرية وخصوصا فئة الاطفال.. ثم عزلهم في بيئة غير مختلطة ببقية اللغات الأخرى حتى خلق جماعة جديدة تتكلم بهذه اللغة ثم تصبح مجتمعًا صغيرًا يؤمن بأنها لغته القديمة، وهذه الفكرة نفسها طبَّقها إليعيزر بشكل فردي ومُصغَّر على أطفاله في العملية المسمََّاة “إحياء” اللغة.
 
ربما لا يعلم الكثيرون بأنَّ اليهود في العالم لم يكونوا يتكلمون العبرية، بالرغم من أنَّ كتابهم المقدس مكتوب باللغة العبرية.. فاليهود كانوا يتكلمون بلسان الارض التي كانوا يعيشون فيها، واللغة العبرية كانت مقتصرة على أعلى مراتب رجال الدين لديهم، والسبب حسب قولهم بأنها لغة خاصة بالنص الديني فقط..
 
في الواقع حالة اليهود كانت مثل حالة الكثير من الأديان، مثلًا الزرادشتيه كتابهم الديني بلغة قديمة اسمها البهلوية والهندوس كتابهم الديني بلغة السنسكريتية، ولغات كتبهم الدينية لا يتكلم بها أحد من العوام بل مقتصرة فقط على أعلى مراتب رجال الدين.. والسبب لأنها لغات غير حية.
 
وسبب كون البهلوية والسنيكريتية لغات غير حية، لأنها أصلًا لغات مصممة.. تم تصميمها من قبل علماء وتم تأليف كتب دينية بتلك اللغات.. ومن يرفض هذه الفكرة فهو لم يستوعِب للآن معنى كون هذه الأديان صناعة بشرية.
 
نعم لهذا السبب لا يتكلم بها اتباع الديانات، وهذا السبب هو نفسه الذي رافق اليهود، فلغتهم لم تكن حية لانها لغة تم تصميمها من قبل نخبة من العلماء وكتب بواسطتها نص ديني.. لكن موضوع اللغة اليهودية صعب تقبُّله لأنَّها تم تقديمها على أنها ديانة “سماوية” وليست بشرية، أي من عند الله ويجب على المُسلِم أن يعترف بها ويؤمن بها وبأصالتها في المنطقة.
 
[قُل هو نبأٌ عظيم أنتم عنه مُعرضون]
تقريبًا اليهود في كل منطقتنا كانوا لا يتكلمون العبرية، بل كانوا يجيدون العربية لأنها لسان الارض الذي يعيشون فيها.. ولم يكن هناك في العالم أي تجمع يهودي منعزل يستطيع التكلم بالعبرية.. بالتالي نحن أمام مشروع صناعة لغة جديدة في الارض مرتكز على نواة نص ديني تم تأليفه بهذه اللغة.. وإمكانيات المشروع الضخمة استطاعت انتاج مجتمع يتحدث بهذه اللغة على نفس طريقة اليعيزر مع اطفاله لكن على مستوى أكبر..
 
ببساطة هذه العملية استندت على صناعة تشابه مع حقيقة واضحة وقديمة في الأرض.. وهذه الحقيقة الواضحة والقديمة هي الإسلام والقرآن العربي للكتاب، أوَّل كتاب في الأرض.
 
[بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ وإنه لفي زُبُر الأوَّلين]
فعندما تم تاليف كتاب اليهود (العهد القديم) من قبل الغرب أثناء مشروع غزو الماسون لمصر بقيادة نابليون، جعلوا كتابهم يشبه في محتوياته حقيقة قديمة أصلية في الأرض وهي القرآن الكريم، فاعتقد المسلم بأن هذا الكتاب يعود لديانة قديمة من عند الله.. خاصةً وأنهم أطلقوا على كتابهم تسمية التوراة التي هي أقدم كتابة مقدَّسة في الأرض.
 
وعندما تم تصميم (اللغة العبرية) من قبل علماء غرب وجعلوها تتشابه في بعض مفرداتها مع (اللسان العربي) أول لسان في الأرض، وتم تسميتها باللغة (العبرية) بطريقة تتشابه مع كلمة (العربية)، اعتقد المسلم بأنَّ العبرية قديمة وقد تكون من اللهجات العربية القديمة.. بينما في الحقيقة هي ليست سوى عملية تحريف للسان العربي.
 
هكذا أصبح الوعي المُسلِم مسكون بصورة خاطئة تقوم على أن اليهودية قديمة وثم تطور الدين إلى الإسلام، وأنَّ العبرية قديمة ظهرت قبل العربية.
 
●الخلاصة:
المشروع الصهيوني قام عبر صناعة نسخة مقلدة ومزيفة من حقيقة أصلية فطرية في الارض هي الإسلام.. وحاول جعلها تبدو مشابهة للحقيقة الفطرية حتى يحسب المُسلم بأنها قديمة ومن عند الله.. طبعًا بعد أن تم اللعب بالزمن وكتابة تاريخ جديد للناس.
 
إسمع كلام الله:
 
[ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ]
[وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِن بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَىٰ بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ]
[كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ]
[إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ]
[لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ]
[أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ]
[وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ]
——-
 

الدين الذي يسمى لدينا اليهودية و يسمى لدى الغرب بالجوديسم ، هو من صناعة مشروع غربي بحت قبل تقريبا ٣٠٠ سنة.

لقد خلق الغرب دين جديد من العدم و صنع له كتاب ديني مقدس و نصوص دينية تملك طابع قومي و صنع له تاريخ في منطقتنا يملك طابع قومي، ثم قام باخذ اطفال و عزلهم في اماكن منعزله و رباهم على هذا الدين الجديد.

ثم قام باطلاقهم و توطينهم في بلدان عديد في المنطقة و اوروبا ، حتى بعد فترة تكونت مجتمعات يهودية في الارض، فظهرت مشكلة مع هذا المجتمعات، و هي العزلة و الشعور بالاختلاف مع بقية المجتمعات و عدم الاندماج بجانب شعور قومي انهم لا ينتمون لبقية المجتمع و هم ضيوف في كل ارض يسكنون فيها، و بانهم قوم عاشوا في ما تسمى فلسطين.

و هكذا ظهرت مشكلة اليهود في كل مكان و التي صنعها الغرب عمدا ، حتى يتمكن الغرب من استثمار هذا المشكلة لتوطينهم في ما تسمى فلسطين، لصناعة دولة تابعه له، لتمثل مسمار جحا و سرطان يدمر و يخرب المنطقة لصالح الغرب.


لذلك يا سكان المنطقة …. كل ما قراته و تعلمته من كتب الطابعة ،في المدارس ، من قصص تاريخ اليهود و قصة العهدة العمرية و قصة ان اليهودية ظهرت قبل الاسلام، كلها كتبها الغرب عدوكم لخدمة هذا المشروع الغربي السرطاني.

لذلك مشكلة اليهود حلها بيد الغرب و ليس بيدنا ، هم من صنعوا المشكلة.

رواية “بداية الديانة اليهودية” التي تقول بأنَّ الله أرسل نبيًا لإنقاذ اليهود من السَّبي البابلي رواية وهمية على أساسها تم وضع سيناريو التاريخ الذي ندرسه اليوم..

اليهودية ليس دين أنزله الله.. اليهودية الموجودة اليوم مُعتَقَد من صنيعة المنظومة الغربية، الذين كتبوا الكتاب بأيديهم وادَّعوا بأنَّه من عند الله وجعلوا الأطفال يؤمنون به ويقدِّسونه، وجيل بعد جيل أصبحت ديانة رسمية.

الهدف من هذه اللعبة الغربية خرق منطقتنا والسيطرة عليها بإسم الدين والتاريخ.

أول دخول وتوطين لهؤلاء في منطقتنا حصل على أيام العُثمانيين.

اللعبة التضليلية التي قام بها الصهاينة عبر التاريخ ارتكزت على إقناع الناس بأنَّ اليهودية دين أنزله الله قبل الإسلام.

ومشروع دولة “إسرائيل” هو عملية تجسيد الوهم على أرض الواقع.

اليهوديَّة ليست دين أنزلَهُ الله.. وإنَّما ديانة صنعها الغرب، عبر تحريف الكتاب الذي لا ريبَ فيه، لسرقة الزمن والأرض.

اليهودية الموجودة اليوم ديانة حديثة من صناعة الغرب صنعوا لها كتاب مواضيعه تشبه مواضيع القُرآن، ورواية وزمن وهمي لسرقة أراضِ المُسلِمين بإسم الرَّب والتَّاريخ.

هذا المدخل الأساس لفهم حقيقة المشروع الصهيوني.

العهد القديم يقول بأنَّ أوَّل دين أنزله الإله هو اليهودية.

القرآن يقول بأنَّ كُل الأنبياء مُسلمين، وأنَّ تعاليم الإسلام موجودة على الأقل منذ إبراهيم (ع)، ويؤكِّد بأنَّ الله لم يُنزل غير الإسلام دينًا.

منهج الحوزة الذي تأسَّس في فترة حكم العُثمانيين لمنطقتنا، والصفويِّين لإيران، تبنَّى الرواية التاريخية للعهد القديم (لأسباب سياسية مرتبطة بالعلاقة مع يهود أوروبا)..

وقد وَقعَ المعنيُّون آنذاك بالتناقض أمام موضوع زمن الأديان، إذ لا يريدون تكذيب لا العهد القديم ولا القرآن..

لذلك نشروا فكرة أنَّ الإسلام بدأ مع مُحمد (ص) في مكة، وفكرة أنَّ الدين قبله أيضًا إسلام لكن يشمل عدة أديان..

فأصبح لدينا في الحوزة مُصطلحات الإسلام العام والإسلام الخاص.

إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا.

كتاب اليهود إسمه العهد القديم.. كتاب شيطاني كتبه مشروع الغرب لصناعة دين جديد يسرقون به الأرض، ولا علاقة له بالتوراة الَّتِّي أنزلها اللهُ إطلاقًا.

كتاب اليهود كتبه الغرب في زمن نابليون وشامبليون عبر تزوير قراءة الكتابة التصويرية في مصر.. هذا هو سبب ظهور الديانة اليهودية الحالية..

اليهود أصلهم لقطاء غجر قام المشروع الغربي بالتنسيق مع العثمانيين بتوطينهم في منطقتنا وتحميلهم الكتاب المُحرَّف (العهد القديم) الذي يشبه القُرآن بقصصه ومواضيعه ليدَّعوا بأنه من عند الله، وكتبوا لهم تاريخ وهمي لإقناع العالم أنهم كانوا هنا قبل المسلمين وإعطائهم المشروعية بأخذ أرضنا.

إنَّه مخطط المنظومة الغربية لخرق منطقتنا بإسم الدين والتاريخ.

رواية “بداية الديانة اليهودية” التي تقول بأنَّ الله أرسل نبيًا لإنقاذ اليهود من السَّبي البابلي رواية وهمية على أساسها تم وضع سيناريو التاريخ الذي ندرسه اليوم..

اليهودية ليس دين أنزله الله.. اليهودية الموجودة اليوم مُعتَقَد من صنيعة المنظومة الغربية، الذين كتبوا الكتاب بأيديهم وادَّعوا بأنَّه من عند الله وجعلوا الأطفال يؤمنون به ويقدِّسونه، وجيل بعد جيل أصبحت ديانة رسمية.

الهدف من هذه اللعبة الغربية خرق منطقتنا والسيطرة عليها بإسم الدين والتاريخ.

أول دخول وتوطين لهؤلاء في منطقتنا حصل على أيام العُثمانيين.

اذا تاكدنا و تيقنا بشكل مؤكد و قاطع، بان التوراة خطوط كتابية قديمة و ليست اسم لكتاب ديني، و بان القران كان مكتوب بخطوط التوراة ..فاذن السؤال الهام لماذا يدعي اليهود بان كتابهم هو التوراة ؟. و ما اصل كتابهم ؟، و ما اصل اليهود ؟

المنطق يقول .. بان سبب ادعاء اليهود بان كتابهم هو التوراة … هو لان اليهودية صناعة مشروع قوة قديمة هي من صنعتها، و هي من كتبت لها تاريخ وهمي و زمن وهمي … و هي من قامت بتزوير عقول الناس ، و لا يوجد اي اصل تاريخي للعهد القديم ابدا ، لان تلك القوة هي من كتب هذا الكتاب بعد ان استعارت نصوص دينية من كتاب مقدس اصلي خاص بامة اصيلة ، من اجل منحها اصل ديني و علاقة ارتباط دينية و تاريخية بالمنطقة ، لتثبيت عالم مزيف وهمي في المنطقة و العالم، دينيا و زمنيا و تاريخيا، و لاختراق المنطقة بعد ان استطاعت هذه القوة اخفاء الحقيقة .

و اما اصل اليهود …. فلا اصل لهم ابدا

و هذا هو السبب المنطقي ….. الذي يفسر سبب كثرة الكتب التي تتحدث حول اصول عديدة و كثيرة لليهود و عدم اتفاقها على اصل ، و عجز الباحثين من معرفة و تحديد اصل اليهود و لا يوجد لديهم دليل مقنع ….. لانهم اصلا يفكرون داخل عالم افتراضي صنعته هذه القوة، لان اليهود و بشكل مؤكد اصلهم هو مشروع قوة قديمة ، لقد خرجوا من وعي قوة … هذا اصلهم .

و مؤكد بان اليهودية ………….. بدات بتربية اطفال بعد ان تم اختطافهم او اخذهم من اماكن مختلفة ، و تم تربيتهم على تعاليم ديانة اليهودية و جعلهم يحتفظون بكتاب ديني على انه كتابهم المقدس من يهوه ……… ثم تم نشرهم ، و بعد اجيال و سنين، تتجسد ديانة على الواقع …. تحمل كتاب ديني و لغة ثانية و تاريخ وهمي و زمن وهمي .

انهم يستحدثون مجتمعات و اديان، يصنعون عالم جديد، يخلقون مجتمعات بشرية، تم تصميم دائرتها الدينية و الفكرية و اللغوية بواسطة عقول بشرية شيطانية .. انهم ارباب ديانات .. و مجتمعات يقودونها .

اليهود …… كان تواجدهم في المنطقة، من اجل ثلاثة اهداف ، الهدف الاول … تثبيت تحريف لمعاني القران في الواقع، اي تجسيد الوهم في عقول المسلمين، اما الهدف الثاني كانوا في مهمة اعلامية داخل المنطقة ….. لتزوير جغرافيا المنطقة ، باستحداث مسميات جغرافية جديدة تشابه كتابها، و ترديد معلومات كاذبة و ترسيخها في المجتمع . الهدف الثالث من اجل عملية تفريخ اعداد اليهود في المنطقة .

القوة التي صنعت اليهود و عملت على نشرهم في المنطقة من مدة طويلة …. هي نفسها هذه القوة التي قامت بتجميع اعدادهم بعد ان قامت بعملية تفريخ لهم من كل مكان و وضعتهم في ارضنا في فلسطين .

هذا المنطق .

كتاب اليهود حديث جدًا.. مشروع غربي لإختراق منطقتنا أمنيًا ودينيًا.. كتاب من خيال مؤلفين غربيين خرج بعد غزو مصر لكنه يحوي تشابه مع قصص أنبياء القرآن ليحسبه المُسلِم كتابًا من عند الله وكتاب ديانة أنزلها الله، ولذلك أطلقوا عليه تسمية التوراة..

بينما التوراة ليست سوى الكتابة الأولى للمُسلمين الأوائل، الكتابة التصويرية على الألواح الحجرية في مصر، وقراءتها الحق بلسان عربي، والقُرآن مصدِّق لما فيها.

هذه الحقيقة لم يستوعبِها المسلمون، ولا زال الباحثين لدينا يبحثون داخل كتاب اليهود ويتعاملون معه كوثيقة تاريخية قديمة حقيقية..

فيعتقدون أنَّ موشي تبع اليهود هو موسى المُسلِم المذكور في القُرآن، وأنَّ شولومون تبع اليهود هو سُليمان المُسلِم المذكور في القرآن، وأنَّ ابراهام تبع الاديان الإبراهيمية هو نفسه إبراهيم المُسلِم..

بينما هي ليست سوى شخصيات وهمية من انتاج الغرب تشبه شخصيات القران لنحسبها تاريخ حقيقي جرى في الأرض.

هذه خلاصة المشروع الصهيوني، ولن تسقط الرواية الصهيونية إلا عبر القُرآن.. أي عبر تنزيه القُرآن عن رواية التاريخ..
ووعدُ اللهِ حَق.

[إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ]

[قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَىٰ نُورًا وَهُدًى لِّلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا]

[وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ]

[لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ]

[مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا]

المُسلِمون يعتقدون أنَّ التوراة هي كتاب اليهود، وأنَّها مُحرَّفة ولا يجب اتِّباعها.. لكن يقرؤون في القُرآن أنَّ التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا، وأنَّ إظهار الحق يكون بإقامة التوراة..

فكيف نخرج من هذا التناقُض؟

الموضوع ليس مُعقَّدًا.. علينا فقط أن نخرج من الرواية الإسرائيلية، وندرك أنَّ التوراة التي أنزلها الله ليست كتاب للديانة اليهودية، أبدًا..

فكتاب اليهود هو العهد القديم، كتاب مشروع شيطاني لخرق منطقتنا بإسم الدين ولا علاقة له بما أنزله الله إطلاقًا.

أمَّا التوراة فهي الكتابة التصويرية الموجودة على الألواح (نظام كتابي قديم بدأ به البشر قبل النظام الحرفي الذي نعرفه اليوم)، وقد أنزلها الله ليحفظ بها “المُسلِمون” كتابَهُم في النقوش الطينية، فتكون الدليل المادي أي المرجعية والحكم بين الحق والباطِل.

هذه المفاهيم أساس الحرب الفكرية مع الصهاينة.

لن تفهم لماذا قابيل وهابيل وسارة وهاجر والخ شخصيات وهمية ومن خيال مؤلِّفين يهود.. إلا بعد إصلاح الزمن في مخيلتك أثناء قراءة القُرآن.

إذا لم تؤمِن بأنَّ نص القُرآن سابق زمنيًا لكل نصوص الأديان الأخرى وعلى رأسها كتاب اليهود العهد القديم الذي يوجد فيه هذه الشخصيات..
أي إذا لم تؤمن بأنَّ كل النصوص الأُخرى خرجت بعد القرآن.. لن تفهم جوهر خطابه.

إذا لم تدرك بأنَّ القُرآن قراءة من أول كتاب في الأرض، قراءة من ذلك الكتاب..
لن تفهم كلامه عن أول كتاب والصحف الأولى وزُبر الأولين..

النص المُقدَّس الذي نملكه إسمه القُرآن وليس الكتاب.. نملك القراءة الصحيحة لكلام الله الموجود في أول كتاب.. في ذلك الكتاب..

القرآن كلام الله، والله هو الأول قبل كُل شيء، كلامه سابق لكل النصوص الأخرى، كلامه لا يخضع للتبديل والتغيير والتعديل، كلام مُقدَّس ثابت نزل كما هو للناس، ومعناه لا يُفهَم إلا من النص نفسه فقط بالمطابقة مع الواقع.

هذه الحقيقة أساس لفهم خطاب القرآن..

وإستمرار المُسلم بالمخيلة الزمنية التي زرعتها في عقله الكتب المطبوعة أيام العثمانيين هو السبب الأول لصعوبة فهم القرآن وتعدد تفسيراته بروايات لا تنتهي، والسبب الجوهري لسيطرة كتاب العهد القديم ورواياته على فهم المسلم لكلام القُرآن.

كيف ذلك؟

المُسلِم عندما يقرأ القرآن بشكل عام، يقرأه وهو يملك مخيِّلة زمنية خاطئة وغير حقيقية..

مخيِّلة موجود فيها زمن سابق لنص القرآن يوجد فيه كتاب آخر إسمه العهد القديم (لكنه يسميه توراة) يشبه القرآن في موضوعاته لكنه مختلف بتفاصيل ومسميات وأحداث كثيرة يعتبرها المسلم مرجعية لفهم كلام الله في القرآن.

مثلًا.. عندما يقرأ المسلم قصة إبراهيم من القُرآن وهو يعتقِد بقوة أن اليهودية ديانة جاء بها الله واعطاها كتاب سماوي قبل القرآن، وفي كتابها قصة لأبراهام وشخصيات اسمها سارة وهاجر..

سيكون سيناريو هذه القصة التي سبقت نص القرآن في عقل المُسلِم في وضع يفرض سطوته على نص القرآن ويجعل المسلم يتخيل هذه القصة ويقوم بإسقاطها على كلام الله في القُرآن فتُصبِح مُقدَّسة في عقله.

بالتالي سيرسم المُسلِم في مخيلته عالم قديم سبق نص القرآن في داخله مجتمعات وثقافات تمامًا كما موجود في العهد القديم والنصوص الأخرى فيُصبِح دون أن يعلم يُقدِّس كل الإطار الزمني والتاريخي الذي يفرضه العهد القديم..

لأن الإيمان بوجود نص سابق لنص القرآن يستلزم الإعتقاد بوجود ثقافة قديمة تؤمن بهذه الفكرة.. فلا مانع في عقل المسلم من الوثوق بتلك الثقافات وإن كانت موجودة في كتاب عدوه..

هذا هو السبب الجوهري للسطوة الشديدة والكبيرة لكتب تفاسير القرآن وقصص الانبياء المطبوعة ايام العثمانيين.

لا وجود لشخصيات قابيل وهابيل وسارة وهاجر..
هذه الشخصيات وسيناريوهاتها إختراع من اليهود لسرقة أنباء القرآن وصناعة كتاب العهد القديم ومشروع الصهيونية الذي يقوم على مخيلة زمنية مغلوطة في عقل المُسلِم تمنعه من فهم القرآن.

لم ينزل الله قصة هاجر وسارة.. هي عملية تحريف ليحسبها المُسلم من ذاكرته ومن الله لكنها كذب..

وإن منهم لفريقًا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون..

قصص القرآن أنباء غيب.. أنباء حق موجودة في ذلك الكتاب.. أول كتاب في الأرض.. موجودة في الصحف الأولى.. وهي أنباء تتحقق في الواقع كما هي وليس قصص للتسلية كما جعلها اليهود..

كيف سيعود المُسلم لحقيقة الموجود في الكتب المقدسة القديمة بعيدًا عن أكاذيب الأعداء؟

[لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّىٰ تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ (1) رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُّطَهَّرَةً (2) فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ]

[الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ ۗ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ ۚ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ]
 
بحسب الرواية الرسمية وكُتُب التفسير المطبوعة أيَّام العُثمانيين، هذه الآيات تتحدَّث عن الصراع بين الروم والفُرس، إذ انتصر الفُرس على الروم وعندما أتى القُرآن تنبَّأ بإنتصار الروم بعد بضع سنين. وهذا التفسير يزرع في عقل المُسلِم فكرتين:
 
الأولى تثبيت الرواية الرسمية للتاريخ التي أخرجها الغرب ومرتبطة بسردية بداية الديانة اليهودية.. والثانية الإعتقاد بفرحة المؤمنين لإنتصار الروم لأنَّ الروم من المؤمنين وأصحاب دين أنزله الله.
 
لكن.. هل القُرآن يذكر الفُرس؟ لماذا يذكُر الروم ويتجاهل الفُرس؟ ولماذا يصرُّ المُسلمون على جعل هذه الآيات مرتبطة بالرواية الغربية للتاريخ؟ لماذا نعتقد أننا يجب أن نكون مُتفرِّجين على الآخرين ولسنا في صلب قضية القرآن؟ ماذا نستفيد نحنُ اليوم من هذا التفسير؟
 
لماذا يفرح المؤمنون لإنتصار الروم إذا كان الدين عند الله الإسلام؟
 
أليس المفروض أن نفرح عندما ننتصر نحن؟
 
كيف نفهم هذه الآيات بعيدًا عن تلك الرواية؟
 
نحن نؤمن وفق منهجيتنا التي أصبحت واضحة للأصدقاء بأنَّ القرآن نبأ لنا نحنُ.. ومرتبط بقضيتنا اليوم..
 
ونؤمن أنَّ القرآن قد نبَّأنا بلعبة العهد القديم التي قام بها الغرب لصناعة مشروعه الشيطاني:
 
[وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ].
 
ونؤمن أيضًا أنَّ القرآن يعطينا المداخل الأساسية لفهم حقيقة مشروعهم:
 
[وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَٰذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ]
 
لقد سمعوا للقرآن لكنهم قرَّروا عدم اتِّباعه والإلغاء فيه، أي إلغاء معانيه الأصلية عبر كتابة كتب أخرى دينية وقواميس وروايات تاريخية وجعل معانيها ومضامينها حاكمة على القُرآن.. لماذا فعلوا ذلك؟ للتغلُّب علينا.. لطردنا من أرضنا بشرعية الرواية الجديدة.
 
فمن هُم هؤلاء الذين كفروا؟
 
طالما الأمر فيه تغلُّب وتضليل للمؤمنين فالمؤكد بأنها منظومة سياسية ضخمة في معركة ضدنا، وتسعى لخرابنا وتدميرنا.. والواقع واضح، بعيدًا عن كل سرديات التاريخ، معركتنا ضد المنظومة الغربية الصهيونية..
 
منظومة كفرَت بالحق وتقود مشروع شيطاني خبيث.
 
سنبحث أكثر في القُرآن:
 
-[إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ]:
 
هذه المنظومة كفرت بكلام الله وتنفق الأموال لإخفاء الحق وصد الناس عن الله والتغلُّب علينا.. يقول الله لنا أنَّهم سيُغلَبون.
 
-[إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئًا ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ (10) كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ ۗ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ (11) قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ ۚ وَبِئْسَ الْمِهَادُ]:
 
هنا يقول لنا لن تنفعهم أموالهم، ويوعدهم ويوعدنا من جديد أنَّهم سيُغلَبون..
 
-[قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا ۖ فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَىٰ كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ ۚ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاءُ]:
 
الله يُحدِّثنا عن معركة بين فئة تقاتل في سبيل الله وبين المنظومة الكافرة، ويقول لنا “يرونَهم مثلَيهم رأيَ العين” أي أنَّها واضحة يراها أتباع الطرفين.. ويؤيِّد الله بنصره من يشاء.
 
فإذًا القرآن يتحدث دائمًا عن وعد الله بأن هذه الجماعة المتآمرة علينا ستُغلَب..
 
بالتالي عندما يقول [غُلِبَتِ الرُّومُ] فهو يتحدث عن تحقيق الوعد.. وليس عن قصة قديمة لا علاقة لنا بها.. وإنما نبوءة.. إنها آية تحقيق النبوءة، آية تحقُّق الوعد الإلهي (قُل للذين كفروا ستُغلَبون)..
 
لأن أنباء القُرآن تتحقق تباعًا في الواقع..
 
وطالما الروم هي التي غُلِبَت بتحقيق وعد الله فإذًا هذه هي المنظومة الغربية الكافرة التي يعدنا الله بأنَّها ستُغلَب على يد المؤمنين..
 
كيف نتأكَّد من ذلك؟ من سياق الآيات:
 
[غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ ۗ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ ۚ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * وَعْدَ اللَّهِ ۖ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ]:
 
الروم، المنظومة الغربية الحاكمة، غُلِبَت، نبوءة من الله الذي ينصر من يشاء، ولكن من (هُم) الذين من بعد غلبهم سيغلِبون؟
 
لو كان الله يقصد الروم لكان قال (وهي من بعد غلبها ستَغلِب)، لأنَّه يستعمل للروم صيغة المفرد المؤنث وليس صيغة الجمع كما هو واضح في الآية الأولى.. ولو قال (غُلِبوا الروم) لكُنَّا وضعنا احتمال أنه يقصد الروم حين يستعمل صيغة الجمع عند قوله سيغلِبون.. بالتالي (هُم سيغلِبون) تعود للذين يتحدث عنهم الله بصيغة الجمع، وهُم المذكورون في الآية بعدها.. أي المؤمنون.
 
المؤمنون من بعد غلبهم سينتصرون.
 
بمعنى آخر الروم غُلبِت، نبوءة ستتحقق.. والمؤمنون من بعد غلبهم سيغلِبون، ويفرحون.. هذا هو المنطق السليم الذي ينسجم مع واقعنا وقضيتنا ووعد الله.. بمعنى نحن المؤمنون سننتصر على الروم (المنظومة الغربية الكافرة التي تقود المشروع الشيطاني) وسنفرح..
 
هذا وعد من الله وليس قصة قديمة.. لذلك يقول بعدها مباشرةً:
 
[وَعْدَ اللَّهِ ۖ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ]
 
 
● ما العلاقة الزمنية بين موسى وعيسى؟
 
للبحث عنها في القرآن، يوجد آية لا يمكن تجاهلها.. عندما أتت مريم بعيسى قال لها قومها:
[يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا].
 
بحسب كُتُب التفسير يوجد عدة فرضيات لهذه الآية:
 
-أنَّها إشارة للشبه بين مريم والنبي هارون بالصلاح والعبادة.
-أنَّ التشبيه كان برجل صالح إسمه هارون معروف لدى قوم مريم.
-أنَّ القوم كانوا يسمُّون أنفسهم بأسماء أنبيائهم فكان لمريم أخ اسمه هارون.
-أنَّ مريم كانت من منشأ النبي هارون أي من نسله..
 
ولكن.. إذا كان الرجل الصالح الذي يعرفه القوم ليس هارون النبي، ونحنُ لا نعرفه ولا تفيدنا معرفته، فلماذا يذكره القرآن بالإسم؟
 
وإذا هو النبي هارون فلماذا لا يشبهونها بموسى الذي هو أعظم أنبيائهم؟ ولماذا لا يسمِّي قومها بإسم موسى بدل هارون؟
 
وثُمَّ هل هارون قبيلة؟ أليس هُم بني إسرائيل؟ هكذا يسمون أنفسهم وهكذا يسميهم القرآن.. فلماذا أصبح إسمها فجأةً أخت هارون؟
 
والسؤال الأهم.. لماذا لا يوجد أبدًا في كتب التفسير التي طبعها العثمانيون إحتمال أن تكون مريم أخت هارون المعروف الذي هو أخو موسى؟ أليس هذا المعنى الأوضح والأولى للبحث فيه..؟
 
السبب معروف.. مستحيل أن يكون هارون نفسه لأنَّ رواية الأديان تقول بفارق 1000 سنة بين موسى وعيسى.. لكن بعدما أثبتنا في المنشور السابق أنَّ رواية الأديان باطلة، سنبحث عن هذه العائلة في القُرآن فقط.. لأنَّ الله يريدنا أن نأخذ الحقيقة من آياته وليس من الآخرين: [تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ]..
 
•[يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا]: يحدثونها عن كل عائلتها.. أخيها وأبيها وأمها..
 
•[إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ]:
 
عادةً النذر يكون بالصيام أو الصدقة.. فلماذا تنذر ما في بطنها؟ الجواب في القرآن نفسه..
 
•[ذَٰلِكَ مِنْ أَنۢبَآءِ ٱلْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ ۚ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَٰمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ]:
 
هناكَ جماعة يلقون أقلامهم، يختصمون، لمعرفة من يكفل مريم.. لكن ما الداعي لذلك؟ أليس المفروض أنَّ مريم لها أمها وأبوها عمران؟ لماذا يتركها أهلها ليربيها غيرهم.. هل لأنَّ عمران كان عاجزًا عن تربيتها؟ هل كان كبيرًا أو قد مات أثناء الحمل؟ لنتابع في الآيات..
 
•[قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَىٰ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَىٰ ۖ وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ]:
 
 أمها بعد أن قرَّرت أن تنذرها ليكفلها آخرون، هي من اختارت لها إسمها (مريم).. لكن لماذا لا يوجد أي دور لعمران في القصة؟ هذا يزيد احتمالية انه قد يكون غير موجود أو ميت..
 
•[وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ۖ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا ۖ قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا ۖ]:
 
الذي كفلها هو زكريا الذي لم يكُن لديه أولاد وقتها.. ويناديها مريم كما اختارت أمها.. وهذه إشارة لوجود وعي بإختلاط الأنساب، فوضعتها بشكل رسمي أمام الجميع معلنةً عائلتها المعروفة وإسمها الذي اختارته لها وهذا يدل على انَّ هؤلاء يمشون بشريعة الله وينتبهون لتحريم الزواج من الأخت أو الرضاع كما في كتاب الله..
 
بالتالي رغبة زكريا بكفالتها تدل على أنَّه يعلم بأنَّه لا وجود لرجل يربيها.. ولكن إذا كان عمران كبيرًا أو ميتًا عند ولادة مريم.. أين اخوها هارون؟ لماذا لا يعيش مع أبيه وأخته؟ أليس من المفروض أن يربي أخته الصغيرة؟ هذه إشارة إلى أنَّ هارون لم يكُن معهم..
 
[وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي ۖ]:
 
هارون كان مع أخيه موسى.. ولكن هل هذا يعني بأنَّ موسى هو أخو مريم وإبن عمران؟
 
القرآن لا يتحدَّث عن والد موسى، ولا يربط موسى بعمران أبدًا، موسى ارتبط بأمه فقط.. القرآن دقيق جدًا، وبالتالي لدينا مجموعتين في مكانين مختلفين:
 
•الأولى مكوَّنة من عمران (العاجز أو الميت) وامرأته وبنتهما مريم.
•الثانية مكوَّنة من هارون، الذي هو أخو مريم، وأخيه موسى وأمهما (أم موسى).
 
لكن هل موسى وهارون ومريم أخوة..؟ أي موسى هو أخو مريم..؟ لو كان موسى أخيها لكان من الأولى أن يقول لها قومها “يا أختَ موسى”.. لذا يجب أن نبحث أكثر.. وسنلاحظ معًا دقة الآيات القرآنية:
 
هارون هو إبن عمران والأخ الأكبر لمريم.. لكنه ليس إبن أمِّ مريم.. يبدو أن عمران كان متزوجًا من أم هارون في السابق وبعدها تزوج من أم مريم.. وذلك لأنَّ أم هارون هي أم موسى.. أي أنَّ أم موسى كان عندها ولدها هارون من زوجها السابق (عمران) قبل أن تنجب موسى.
 
فيصبح هارون أخو مريم من أبيه، وأخو موسى من أمه، وبالتالي لا يوجد أي صلة بين موسى ومريم، فمن الطبيعي أن يقولوا لها يا “أخت هارون”.. لأنها ليست أخت موسى.. هل تلاحظون دقة القرآن؟
 
وهل في القرآن المزيد من الإشارات لإثبات أنَّ هارون أخو موسى من أمه فقط؟
 
[قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي ۖ إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ]: لاحظوا كيف يقول هارون لموسى “يا ابنَ أمي”.. هل تعتقدون أنَّ هذه التفاصيل القرآنية عبثية..؟
 
فإذًا عيسى ظهر بعد موسى مباشرةً، ونعم كان معاه التوراة.. ولكنه بعث في مكان آخر، في مكان حيثُ الكتاب مكتوب أيضًا بكتابة مختلفة عن التوراة.. كتابة متطورة عنها.
 
[وَقَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ].
● عالمنا اليوم ليس نتيجة سياق طبيعي حصل في الأرض.
 
الناس خاضِعة، مشتَّتة، مُستضعَفة، مسحورة.. دول كثيرة وحدود وقيود للتقسيم والتفريق والسَّيطرة. إنتماءات لا تنتهي وهويَّات وهميَّة تزداد يومًا بعد يوم.. ثروات الأرض ومواردها محصورة بيد نسبة قليلة جدًا من سكانها يملكون النفوذ، بينما أغلب أهل الأرض في نظام مُحكَم ودوامة حياة مرسومة مسبقًا ومفروضة عليهم ضمن روتين ليس إنسانيًا ولا فطريًا أبدًا..
 
كيف حصل ذلك؟ هل يمكن لأهل الأرض من تلقاء أنفسهم أن يدمِّروا حياتهم؟ مستحيل..
 
لقد حصل شيئ ضخم جدًا في حقِّنا جميعًا كي نصل لما نحن عليه اليوم.. هناك جنس مختلف، عرق مستكبِر، عبث بأبناء آدم وفطرتهم ومسارهم المستقيم.. هناك من اشتغلَ كي يصل بنا لهذا الواقع ويكون هو المسيطر.. نعم يوجد كيان واعي يملك الإرادة والذاكرة المستمرَّة والنفوذ والأدوات في مراكز القرار يعمل ليلًا نهارًا على تضليل الناس والحفاظ عليهم داخل هذا النظام.. كيان واعي علا في الأرض وجعلَ أهلها شيعًا، يستضعِف الناس ويفسِد في الأرض ويعبث بنظام الله الطبيعي لكن نحن لا نراه بوضوح.. لأنَّنا لا نرى إلا ما يُرينا هو عبر إعلامه وأدواته.
 
وهذا الأمر، هذا الواقع وسياقه، لا يُفسِّره سوى القُرآن الكريم.. وكيفية الخروج من هذا الواقع والعودة لنظام الله، هو الهدف الجوهري لخطاب القُرآن.
 
[ فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا * إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا * وَنَرَاهُ قَرِيبًا ]

[أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا]

الله يسمِّيهم [أصحاب الكهف والرَّقيم]،

أما الرواية الغربية ركزت على عنوان “أصحاب الكهف” وجعلت الرَّقيم إسم الجبل فلم نعُد نعطيه أهمية في ثقافتنا اليوم وأصبحنا نسمِّيهم أصحاب الكهف فقط..

لكن ما هو الرَّقيم؟ سنبحث في القُرآن وفي لساننا:

[كِتَابٌ مَّرْقُومٌ (20) يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ]

في القرآن يوجد ارتباط واضح للمصطلح بالكتابة.. وفي ثقافة أجدادنا “أُرقُم عندك” معناها سجِّل عندك، أو أكتب عندك، وفي ثقافتنا اليوم الأرقام هي الأعداد “المكتوبة”..

فما هو الرَّقيم الملازِم لأصحاب الكهف؟

هل هو شيىء مكتوب فيه حقيقة قديمة؟ دليل مادي يفصل الصراع حول الزمن وحول مشروعية امتلاك الأرض بإسم الدين الأوَّل؟

[ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَىٰ لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا]..

الجواب نعم..

[وَكَذَٰلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا]

الكَوْن طبقًا للقُرآن هو السماوات والأرض وما بينهما..

[مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ]

[وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ]

هذا هو التوصيف القُرآني لخلق الله، ويرِد عشرات المرَّات في القُرآن.. وهو المدخل لفهم حقيقة الأرض.

فبعيدًا عن النظرية الغربية والمناهِج المفروضة ألا يوحي كلام الله بأنَّ الأرض خلق موازي للسموات؟

لنفكِّر في الحقيقة التالية: [إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ]

فإذا كان الكون هو السموات والأرض.. و”ما بينهما”.

والكواكب موجودة في أدنى طبقة من السموات،

فهل الأرض كوكب؟ تخيَّل التصوُّر القُرآني فقط بدون كلام البشر.. هل الأرض كوكب؟

الآن.. لاحِظ الله يقول أنه خلق الكون في ستة أيام:

[خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ]..

ثم يفصِّل عملية الخلق طبقًا للمراحل الزمنية أو الأيام فيقول:

[قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَٰلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ * وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ * ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ * فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَىٰ فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ]

فهل نظرية الفضاء المفروضة علينا في المناهج تتناسب مع خطاب القرآن؟

هل الأرض التي هي كوكب صغير كما قيل لنا، كحبة رمل في فضاء لا متناهي، تحتاج ليومين لخلقها وبالمجمل أربعة أيام ليجعل فيها الرواسي ويقدِّر فيها أقواتها والخ..

وثم عالم السموات كله (سبع سماوات) مع المجرات والكواكب يأخذ فقط يومين؟

هل كلام القُرآن يتناسب مع مفهومنا الحالي للأرض وحقيقتها وحجمها في الوجود؟

● الإيمان بالإله الواحد يترافق منطقيًا مع الإيمان بدين واحد.
 
وهو فعلًا دين واحد اسمه “الإسلام”، أي التسليم لوجود الله، حمله كل الأنبياء تماشيًا مع تطوُّر البشريَّة وظروف الأمة.
 
يقول الله {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}.
 
وهكذا نفهم قوله {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} أي أن الدين الإلهي هو الإسلام، وينتمي له كل من آمن بالله ورسله.
 
● أمّا اليهود والنصارى فليسوا “ديانات إلهية” أخرى كما هو منتشر في أذهاننا، وإنّما ينتمون لملّة أخرى، كما ورد في قوله:
 
{وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} وهم ليسوا جميعاً في النار كما يزعم المُتطرِّفون، بدليل قوله:
 
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}،
 
لأنَّ الناس أغلبهم أبرياء ولا علاقة لهم بأصل لعبة الأديان، فمن آمن منهم بالله وعمل صالحًا لا خوف عليه.
 
وهذا يُفسّر قوله تعالى {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} أي أنَّ الكافر بوجود الله سيكون من الخاسرين.
 
● السؤال الأوَّل لإعادة قراءة تاريخنا: بما أنَّ الدين الإلهي واحد، متى دخل مفهوم “تعدد الأديان الإلهية” إلى ثقافة المؤمنين بالقرآن؟
بمعنى آخر، متى دخلت الرواية الرومانية اليونانية إلى ثقافة المُسلمين؟
 
يتبع.
● مفهوم تعدُّد الأديان الإلهية ليس قرآنيًا، وإنما ناتج عن قراءة تاريخنا من خلال الرواية الرومانية اليونانية.. الرواية التي تم تثبيتها “رسميًا” في النسخة الأصلية للعهد القديم والجديد المكتوبة باليونانية (وأصلًا لماذا باليونانية وليس باللغات المُدَّعاة أصلية للديانتين..؟).
 
الرواية تتمحور حول شخصيتين أساسيتين هما قورش ويسوع.. يسوع بحسب الرواية هو إبن الإله الذي قتله أصحاب الرواية.. وهذه الشخصية لا علاقة لها بعيسى ابن مريم المذكور في القرآن.
 
بالرغم من التشابه بين القصَّتين إلَّا أنَّ واحد حقيقي وواحد وهمي اخترعه أصحاب الرواية لإعطائها المصداقية في عقل المُسلِم..
 
● عيسى القرآني لم يأتِ بدين آخر أبدًا، بل كان مجرَّد رسولًا مسلمًا كغيره من الرُّسل.. ولم يقتله أصحاب الرواية ولم يصلبوه، ولكن شُبِّهَ للناس قصته بقصَّة يسوع المصلوب.
 
الحوزات العلمية أيضًا تعتمد القراءة الغربية للتاريخ، لكن في الحقيقة نحنُ لم نكتب تاريخنا بعد.
 
القُرآن “نُبُوَّة” وليس دين جديد (هذه الفكرة سنعود لها لاحقًا) أما الإسلام فهو دين المنطقة منذ عمق التاريخ..
 
يتبع.
ثبَّتنا سابقًا أنَّ الإسلام دين المنطقة منذ القدم. والقرآن ليس دين جديد وإنَّما أُنزِل على مُحمد مصدقًا لما في التوراة والانجيل.
 
● ما الجديد إذًا في القرآن؟
 
– إنها النبوَّة.. النبوَّة من نبأ من نبوءة.. الأنباء التي يحملها النبي. أنباء الغيب. 
 
وهذا واضح في قوله “فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ”.. فالتبشير والإنذار يكونان عن أمور لم تحصل بعد.
 
فجزء كبير من الآيات والأحداث التي تتحدث عن الذين آمنوا، هي نبوءات للمستقبل (وسندخل في تفاصيل الآيات لاحقًا)،
 
خصوصًا وأنَّ الإسلام لم يحتج للإنتشار في تلك المرحلة لأنه أصلًا كان منتشرًا منذ القدم.! فما هو التاريخ الحقيقي للمنطقة؟
 
يتبع.
● أشرنا سابقًا لتواجد عبادة الله في إسبانيا منذ ما يُسمَّى بـِ”قبل الميلاد”.. وأنَّ أقدم النقوش الأثرية هناك تعود للشعب الذي سمَّاه اليونان بالفينيقيين، أي سكان منطقتنا سابقًا، مما يعني أن سكان منطقتنا تواجدوا في اسبانيا قبل تواجد ما يُسمَّى بالأوروبيين.
 
يقرُّ الإسبان بأن الأندلس كان ينتشر فيها المذهب الأريوسي المسيحي الذي كان يؤمن بالطبيعة البشرية للمسيح، بالتالي الذي يعارض الرواية الرومانية.. أي الأندلس كانت تحمل عقيدة مضادة لروما.. ومنسجمة مع القُرآن.. وبما أنَّ العرب لم يحتلوها عسكريًا بحسب المؤرخ أغناسيو أولاغي (كتاب العرب لم يستعمروا إسبانيا) فما الذي جرى فعلًا في إسبانيا؟
 
المُلفِت أنَّ إسبانيا استطاعت نشر اللغة الإسبانية في أمريكا الجنوبية ولكنها عجزت عن نشرها في حدودها الحالية! فيوجد أقاليم تتكلم لغات مختلفة مثل الباسك، كتالونيا، والأندلس.. مما يعني أنَّ اللغة الإسبانية هي حدَث جديد في البلد وليست لغته منذ القدم.
 
فهل الإسبان كانوا هم الغزاة؟ والمسلمون هم السكان الأصليون؟ هل ما حصل هو استيطان روماني (أوروبي) ترافق مع حرق مكتبة الأندلس وكتابة تاريخ جديد لذلك البلد؟
 
يتبع.
● قد لا يتقبَّل البعض فكرة أنَّ الفتوحات الإسلامية خرافة، وأنَّ ما حدث في إسبانيا كان العكس تمامًا لما تلقَّناه، وأنَّ ما قام به الغرب هناك هو إستيطان غير شرعي، تمامًا كالذي فعله بعد ذلك في أمريكا من إحتلال وقتل وذبح وإلغاء حضارة وتزييف تاريخ البلاد..
 
وقد يسأل هذا البعض لماذا يخترعون هكذا رواية؟
 
ببساطة لأنَّها تقنع المسلمين بأنَّ الإسلام دين جديد انتشر مؤخرًا بما يتناسب مع رواية الغرب في العهد الجديد ويتناقض مع القرآن.. وتُخفي أيضًا حقيقة تاريخهم القائم على الإجرام والتوحُّش والإستيطان وتستبدله بـ”استرجاع ما كان لهم”..
 
بمعنى آخر هي كذبة خبيثة لإعطاء الغرب مصداقية لروايته ومشروعية إمتلاك البلاد التي يحتلها، تمامًا كما يفعلون مع فلسطين.
بات من الضروري أن يعرف المسلمون من العدو الحقيقي، من يقود الغرب.. الذين “قَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ”.
 
فلنعتبر من تزوير الواقع..
 
يتبع.
● توصَّلنا لخُلاصة وجود مسجِد اتَّخذهُ الأعرابُ بمكة للضَّرر والكُفر والصَّد عن المسجد الحرام والتفريق بين المؤمنين.. بالتالي السؤال الذي يطرح نفسه: أين بكة؟

إسمَع كلامَ الله عن بيتِهِ المُحرَّم:

[إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ * فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ ۖ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ۗ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ * قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَىٰ مَا تَعْمَلُونَ]

أول بيت وُضِع للناس.. وُضِع للناس.
لا يوجد ولا بيت قبله في الأرض.
هو أقدم بناء في الأرض. 
فيه آيات بيِّنات.. داخل البيت يوجد آيات بيِّنات. 
الآيات البينات من آيات الكتاب.
أهل الكِتاب كفروا بهذه الآيات، والله شهيد على ما يعملون.
يعملون شيئًا والله شهيد عليه.. يعملون بصيغة المضارع.. أي عمل مُستمِر. 

إسمع كلامَ الله عن طبيعة بكة، المكان الموجود فيه البيت: 

[رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ]
وادي غير ذي زرع عند البيت.
وادي.. وعند البيت لا يوجد زرع. 

الآن.. عندما تخرج من رواية الغرب وتؤمن من القُرآن أنَّ الله أنزل دين واحد فقط هو الإسلام، ستؤمن أنَّ كل الأنبياء مُسلمون لا يفرِّق الله بين أحد منهُم.. والأنبياء من بعد إبراهيم مسلمون على ملَّة إبراهيم.. وستؤمِن أنَّ بيت الله واحد في مكان واحد لا يتغيَّر من نبي لنبي.. وأنَّ البقعة المباركة التِّي فيها البيت واحدة لا تتغيَّر من نبي لنبي.

عندما تؤمِن بهذه الحقيقة.. ستقرأ قصة موسى على أنَّه نبي مُسلِم على ملَّة إبراهيم وليس نبي يهودي، بل نبي مُسلِم مرتبِط بنفس البيت ونفس البقعة المباركة المرتبطة بإبراهيم.

إسمع كلام الله:

[فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَىٰ * إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ۖ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى]:

المنطق القُرآني المرتبط بوحدانية دين الله الإسلام ووحدانية أرضه المباركة وبيته المحرَّم يقتضي أن يكون هذا الوادي المقدس طوى هو نفسه الوادي الذي أسكن فيه إبراهيم ذريِّته.. 

[فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِن شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَىٰ إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ]

وهذه البقعة المباركة هي نفسها بكَّة الموجود فيها البيت الموجود في الوادي المُقدَّس.

إسمع أيضًا:

[وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ]

اذا كانت البيوت الموجودة بمصر هي قبلة المسلمين لإقامة الصلاة وقت موسى.. فالمفروض هي نفسها قبلة المسلمين وقت إبراهيم..

فهل أول بيت وُضعِ للناس هو إحدى هذه البيوت الموجودة بمصر؟

إسمع أيضًا:

[وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ * وَهَٰذَا الْبَلَدِ الْأَمِين]

[وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا] 

ما علاقة طور سينين بالبلد الأمين؟ وما علاقة الطور بالذين يدخلون الباب سُجَّدًا؟ 

هل ترى المشهد بوضوح؟ 

[وَالطُّورِ * وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ * فِي رَقٍّ مَّنشُورٍ * وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ * وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ * وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ]

الطور، الكتاب المسطور، البيت المعمور، البحر المسجور.. مشهد واحد.
من هُم الجِن؟
 
في هذا المنشور سنقدِّم مقاربة مختلفة لمفهوم الجن.. ولا ندَّعي أبدًا أنها حقيقة يقينية، وإنما مقاربة كمدخل للبحث والتفكير لمن يجدها منطقية.
 
لن نناقش كثيرًا الفكرة السائدة التي تقول بأنَّ الجن مخلوقات غير مرئية ومرتبطة بالشعوذة وقد تتلبَّس الإنسان والخ.. فأغلبنا يجدها خرافة غير واقعية ومن السهل إكتشاف أنها ظواهر مرضية عصبية أو نفسية يستغلها الدجَّالون فقط. فلم نسمع يومًا أن مجموعة أشخاص شاهدوا جن.. دائمًا يكون الشخص لوحده وخصوصًا في الليل، مما يعني أنه بسبب الخوف تغلَّبت عليه قوة الوهم الناتجة عن البرمجة التي نتعرض لها جميعًا منذ الصغر، فيقول رأيت جن أو لاحقني جن والخ.
 
خرافة.. لكن أغلبنا مضطر لقبولها فقط لأن القرآن يتحدَّث عن الجن.. لذا لن نتحدث عنها وسنبحث فقط عن مفهوم الجن من القرآن بعيدًا عن رواية التفسير المفروضة التي تعزِّز الإعتقاد بالخرافة.
 
● الإنس والجن نوعان من البشر:
 
[وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ۗ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ ۚ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا]
 
– يقول الله أننا نتَّخذ إبليس وذُرِّيته أولياء من دون الله.. هذا الكائن من الجن عنده ذرية، ونتخذه وذريته أولياء.
 
منهجيتنا التي أصبحت واضحة للأصدقاء تقوم على الإيمان المُطلق بأنَّ خطاب القُرآن موجَّه للمؤمنين به أي لنا نحنُ يوم، بكل ما للكلمة من معنى.. 
 
● فمن هُم هؤلاء الذين نتَّخذهُم أولياء؟ من أولياء المسلمين اليوم في العِلم والمعرفة ومناهج العلوم النظرية والإنسانية والسرديات التاريخية؟
 
ركِّز على “ذُريَّته”، ثُمَّ لاحِظ الآية بعدها مُباشرةً:
[مَّا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا]
 
– الله يُسمِّيهم المُضلِّين، معناها يُضلَّلوننا.. ولكننا نتَّخذهم أولياء في المعرفة عن بداية الخلق وحقيقة السموات والأرض. وعملية التضليل لا يمكن تفسيرها إلا بوجود منظومة شيطانية ضخمة تفرض مناهج تعليمية ومعرفية حول حقيقة السماوات والأرض وبداية الحياة، وتملك النفوذ لإقناع الناس بها.
 
● إبليس وذُريَّته:
 
– من يدرك حقيقة عالمنا اليوم يدرك وجود منظومة عالمية شيطانية يقودها عائلات من ذرية واحدة مثل روتشيلد وروكفيلير وغيرها، منظومة تدير ما يسمى بالصهيونية العالمية أو الماسونية.. التسمية ليست مهمة..
 
– المهم وجود منظومة تحكم من الغرب يديرها عائلات من ذرية واحدة كانت وراء إحتلال كل الأرض تقريبًا (المُسمَّى زورًا بالإستعمار) والعبث فيها وصولًا لمنطقتنا وتقسيمها وتشتيتها وصناعة هويات جديدة.. منظومة كانت وراء صناعة الكيان الصهيوني في أرضنا، وتسيطر اليوم على المنظمات المسماة دولية مثل الأمم المتحدة ومنظمة الصحة والبنك الدولي ولوبي الشركات العالمية المتعددة الجنسيات العابرة للحدود ومناهج التعليم والخ..
 
● فهل هذا يعني أنَّ هؤلاء هُم ذرية إبليس؟ بالتالي هل هذا يعني أن مفهوم الجن الذي يتحدث عنه القرآن ليس سوى نوع من البشر؟ نوع من البشر مختلف عن الإنس؟
 
– فكر جيدًا في الواقع.. يوجد خلق مختلف عننا، خلق أو عرق تزعجه فطرة الله التي فطرنا عليها.. عرق خاص، أبيض، مستكبر.. ينظر لأهل الأرض على أنهم أوطى منه، ويرى نفسه خير منهم، ويعمل على استعبادهم وتضليلهم وأذيتهم.. هل تراهم بوضوح؟
 
– أنظر جيدًا للواقع وأعد التفكير في حقيقة إبليس وذُريَّته من خلال هذا الواقع الواضِح.. من هو إبليس؟ هل القرآن يتحدَّث عن كائن خيالي أم حقيقي؟ كيف يعمل؟ من هم ذُريَّته؟ ما معنى “مِن طين ومِن نار”؟ نعم نحنُ من طين لكن تركيبتنا الظاهرية بشر..
 
– أي أنَّ الطين مُرتبط بالتركيبة الداخلية المعنوية فقط وليس بالنتيجة المادية الظاهرية، صح؟ فالمفروض نقارب فكرة المخلوق من نار بنفس المنطق.. أي أنَّ النار مرتبطة بتركيبته الداخلية المعنوية وليس بظاهره المادي.
 
● أهم قاعدة للإنتصار في أي معركة هي تشخيص العدو.
 
– طبعًا هذا الكلام لا يعني أن كل العرق الأبيض مستكبر وشياطين.. فالقرآن يتحدث بوضوح أن الجن، كالإنس، فيهم شياطين وفيهم صالحين.. ويقول أن الله يخرج الخبيث من الطيب ويخرج الطيب من الخبيث، وأنَّ العمل والتقوى هو المعيار والخ.. هذه مفاهيم محسومة.. والكلام هدفه فقط فهم أصل التركيبة والخلق لفهم القضية الحاصلة في الأرض.
 
– أخرج من الخرافة المفروضة علينا عن الجن، واسمع كلام الله وافهمه من الواقع..
 
سنأخذ مثال: [وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ ۖ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا]:
 
– يخاطب الجن في نهاية الأمر، ويقول لهم استكثرتم من الإنس..
 
– يعني في الحياة الدنيا حصل تكاثر بين النوعين.. بالله عليك هل التكاثر والمتعة يكون بين بشر وبين قوة غير مرئية؟ أخرج من رواية التفسير المفروضة التي تقول أنَّ النساء كانت تتزوَّج من كائنات غير مرئية والإسلام حرَّم هذا الأمر.. 
 
– أخرُج من الخرافات وانظُر حولك في الواقع.. ذلك العرق المستكبر الذي يفسد في الأرض استكثر من الإنس، حصل إختلاط وتزاوج كثير بين النوعين.. هذا حجم الموضوع، وتفصيله يحتاج لمقال منفصل عن بداية صعود هذه المنظومة وتوسُّعها..
 
– المهم أنَّنا على هذا الأساس سنعيد تلقِّي خطاب القرآن وكلامه عن الجن.. وسنجد أنه يفسِّر واقعنا ويشرح لنا من هُم إبليس وذريته.. يشرح لنا واقع وجود هذه المنظومة ودورها في الأرض، بشكل دقيق.
 
– مثلًا عندما يقول الله لنا: [إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ] لن نفهم هذا الكلام من خلال الخرافة، سننظر جيدًا في الواقع سنجد أن قادة هذه المنظومة الشيطانية لا يخرجون للعلن لكن يراقبون ويرون تحركات الناس عبر العلوم التي يحتكرونها والتكنولوجيا ونفوذهم الضخم، يعرفون عنا الكثير، لكن نحن لا نراهم وأصلًا لا نعرف عنهم شيئًا.
 
– منهجية قد يجدها البعض مفيدة لفهم الجانب المرتبط بواقعنا من خطاب القرآن.. لعلَّنا نفهم أخيرًا حقيقة هذا العالم ومن يديره وكيف صعد وكيف يستمر وما حقيقة وتفاصيل مشروعه.
 

ماذا لا زلنا نعتقد بأنَّ فرعون شخصية من زمن قديم جدًا ونبحث عنه في القراطيس الورقية المُسمَّاة كُتب التاريخ..

بينما فرعون نفسه يبحث عن التاريخ القديم ويسأل موسى [فما بال القرون الأولى] ويجيبه موسى [علمها عند ربي في كتاب]..؟

كيف لا زلنا نعتقد بأنَّ آل فرعون سلالة قديمة غير مرتبطة بواقعنا اليوم، بينما الله يربط وراثة المستضعفين للأرض بالإنتصار على مشروع فرعون وهامان وجنودهما؟

إعقل.. فرعون شخصية حديثة ظهرت في زمن تفكيك الكتابات القديمة.. الكتابة على الألواح الحجرية بمصر..

لهذا نبأ موسى وفرعون في القُرآن يدور حول الألواح التي فيها تفصيل لكلِّ شيء.. زُبُر الأولين، الكتابات الأولى التي نسميها نقوش المنطقة، خاصةً الكتابة التصويرية بمصر المُسمَّاة زورًا الهيروغليفية،

وفيها تفصيل كلِّ شيء عن القرون الأولى وذاكرة الناس في الأرض وعلومهم ومعارفهم الأصلية.

فرعون في القُرآن هو الذي أطلق المشروع الذي نحن داخله اليوم.. عبر غزو مصر وتحريف قراءة كتابتها القديمة..

فكرة منطقية بسيطة لكن تقديسنا لرواية الغرب، المفروضة في المناهج التي تقول بأن موسى نبي يهودي ظهر من آلاف السنين، يمنعنا من إدراكها.

[قُل هو نبأٌ عظيم أنتُم عنه مُعرِضون]

‏‎● أوَّل من من طرح بشكل جدي فكرة توطين اليهود في فلسطين هي الحكومة الفرنسية عام 1798 حال نجاح الحملة الفرنسية في إحتلال مصر والمشرق العربي بما فيه فلسطين.
 
‏‎(محمود أمين عبدالله– “مشاريع الاستيطان اليهودي”– عالم المعرفة (74)، شباط 1984، الكويت.ص: 14)
 
‏‎● يعتبر نابليون بونابرت أول رجل دولة يقترح إقامة دولة يهودية في فلسطين، قبل وعد بلفور بأكثر من قرن، ويعتبر بيان بونابرت لليهود بمثابة إعتراف دولي بوجود قومية يهودية، وببعث أمة يهودية في فلسطين، لتخدم مصالح الاستعمار الفرنسي في منطقة الشرق.
 
‏‎(الشريف، ريجينا. “الصهيونية غير اليهودية“. عالم المعرفة– العدد 96- الكويت، كانون الأول 1985م. ص: 108-110)
 
‏‎● فور وصول نابليون أرض مصر واحتلاله الاسكندرية في تموز 1798م، أصدر بيانا حث فيه يهود آسيا وافريقيا للإنضواء تحت رايته، من أجل إعادة أورشليم لليهود أو “مملكة القدس القديمة”.
 
‏‎- هذه المعلومات، بغض النَّظر عن دقَّتها، لم تأتِ من فراغ.. ومن الواضح أن الباحثين من قبل كانوا منشغلين بالعلاقة القوية بين فرنسا آنذاك وحقيقة المشروع الصهيوني.. فكيف نقاربها؟
 
‏‎● الثورة الفرنسية هي الحدث الأهم الذي ظهر في تلك المرحلة الزمنية التي شهدت أيضًا خطة الغرب لإحتلال مصر وترجمتهم لنقوش مصر أو الكتابة التصويرية على الألواح فيها.. 
 
– وطبعًا محاولة معرفة حقيقة ما حصل يحتاج لعمل ضخم وجهد جماعي منظَّم، خاصةً وأنَّ المؤرِّخين الذين عاصروا تلك المرحلة كانوا تابعين للمشروع الغربي نفسه، فالتاريخ يكتبه المنتصر على مزاجه.. لذا السؤال الأهم:
 
● هل توقيت الثورة الفرنسية المُتَّفَق عليه من ضمن التزوير الذي حصل؟ ولماذا قامت الثورة الفرنسية؟
 
‏‎- طبقًا للرواية الرسمية فإنَّ الثورة الفرنسية قامت لعدة أسباب أبرزها تسلُّط الكنيسة على الناس ومحاربتها للعلوم والإكتشافات العلمية الحديثة.. وأيضًا لنشر حقوق الإنسان والديمقراطية والخ.
 
‏‎- طبعًا موضوع الكنيسة لا يمكنه تفسير الواقع، فالكنيسة بحسب الرواية كانت في كل مكان في أوروبا وليس فقط في فرنسا فلماذا اقتصر الأمر على فرنسا؟ ثُمَّ هل الشعوب آنذاك كانت مُتعطّشة للعلم وتُصدِّق العِلم مثل اليوم لكي تقوم بثورة لأجل العلم؟ ‎لماذا لم يقم الفرنسيون بثورة ضد الفقر أو الجوع والخ؟
 
-الجواب بسيط.. لأنَّ الكنيسة طبقًا للرواية لم تكن تنشر الجوع والفقر، والهدف هو التصويب على الكنيسة.. فالثورة ثورة العلمانية والعلوم والأنوار.. ثورة الحداثة.
 
– ثورة العلمانية نظريًا فقط، لأن نابليون الثورة الفرنسية، الثورة التي تخلَّت عن الدين، هو من تسلم مفاتيح كنيسة قديمة في القدس، وسلمها له حاكم عثماني، و مازالت هذه الكنيسة تحت إدارة الحكومة الفرنسية الى اليوم.. كنيسة القديسة حنَّة.
 
‏‎- عجيب وغريب.. ثورة علمانية منشغلة ومهتمة بالكنيسة.
 
‏‎- وأعجب وأغرب.. ثورة علمانية وعدت اليهود بإقامة دولة لهم على أساس الدين.
 
فرق كبير بين قراءة التاريخ لترديده، وبين قراءته للتفكير فيه ولماذا كُتب بهذه الطريقة.
 
‏‎- أما بالنسبة لفكرة قيام الثورة لنشر حقوق الإنسان والديمقراطية فهي لا تحتاج لتعليق.. أي عاقل اليوم يدرك حقيقة ما فعلته وتفعله فرنسا في دول العالم من إفساد وإجرام لا علاقه له بحقوق الإنسان.
 
إلا الجيل الجديد المبرمج على الدونية وعقدة النقص.
 
‏‎الآن.. إنطلاقًا من واقعنا والحقيقة الجوهرية التي نؤمن بها، خطاب القُرآن..
 
● ماذا لو كان هدف الثورة الفرنسية هو نفسه مشروع إبليس في الأرض؟
 
– أليس ما نعيشه اليوم هو امتداد لهذه الحقيقة؟ شياطين استلموا الحكم ويعبثون بفطرة الله في الأرض عبر القتل والإجرام والعنصرية والفساد والزيف والتزيين والتضليل.. ولماذا الكتاب بمصر؟
 
– ما حقيقة الكتابة التصويرية التي سمُّوها هيروغليفية وقرؤوها باللغة الجبتية؟ ولماذا ثورة تنجح في بلدها وأكبر همومها إحتلال بلد آخر.؟ بلد أقدم كتاب الذي فيه أرشيف الأرض وعلوم البشرية منذ البداية.. ماذا لو كان هدف الثورة الفرنسية هو هذا الكتاب نفسه.. لإختراق أمة هذا الكتاب وتدميرها.
 
‏‎- السيطرة على الناس لا تكون الا بالسيطرة على كتابهم الذي فيه ذاكرتهم وحقيقتهم في الأرض.. عبر إبعادهم عنه.
 
‏‎- فمن أتى باليهودية؟ من وطَّن اليهود في المنطقة؟ من حرَّف حقيقة أول كتاب في الأرض؟ من أخرج كتاب العهد القديم؟ من صنع دولة آل سعود؟ من استعمر شعوب الأمة وقسَّمها شيعًا ورسم لها حدود وهمية تمهيدًا لإعلان الدولة اليهودية؟
 
‏‎- لماذا مشروع دولة إسرائيل ما كان ليحصل إلا عبر رواية دينية وكتاب ديني يعتقد المسلم أنه التوراة ويؤمن بأنه من عند الله وأنه سابق لدينه وكتابه..؟
 
‏‎كل هذه الأسئلة لا يجيب عليها سوى القُرآن.
 
‏‎[إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ]
 
‏‎[وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ]
 
[قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ * أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُون]
● أمريكا كانت مُسلمة قبل أن يحتلَّها الغرب.
 
●  يقول البروفسور ليون فيرنيل في كتابه (إفريقيا وإكتشاف أمريكا):
 
«إن كريستوف كولومبوس كان واعيًا الوعي الكامل بالوجود الإسلامي في أمريكا قبل مجيئه إليها».
 
– طبعًا هذه المقولة قد تكون صادِمة لأغلب البشر الذين ترسَّخت لديهم النظرية الكرتونية القائلة بإكتشاف البحَّار كولومبوس للعالم الجديد (أمريكا) عام 1492..
 
– صادِمة لمن تجرَّع كُتب هلوسة تقنعه بأن شخص اكتشف أرض عليها بشر، 
 
● ولا يسأل كيف وصل سكانها الأصليون إليها..؟
 
– صادمة للمسلمين الذين هجروا القُرآن الذي يقول لهُم كان الناس أُمَّة واحدة، أي بلسان واحد وعقيدة واحدة منذ البداية..
 
● هل من الصدفة أن يكون عام “اكتشاف أمريكا” طبقًا للرواية الرسمية هو نفس العام الذي سلَّم فيه أبو عبدالله الصغير مفاتيح غرناطة لفرناندو وإيزابيلا ملوك قشتالة لينتهي بذلك عصر الإسلام في الأندلس؟ هذا إذا سلَّمنا جدلًا لروايتهم..
 
● يقول الباحث جهاد الترباني في كتابه (مئة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ):
«السر الخطير الذي ظل طي الكتمان في الأرشيف الإسباني والبرتغالي لمئات السنين هو أنَّ ما يُسمَّى الهنود الحمر كانوا شعبًا مسلمًا وتمت إبادتهم بدافع صليبي».
 
كريستوف كولومبوس نفسه كتب في مذكراته:
 
– «إن الهنود الحمر يلبسون لباسًا قطنيًا شبيهًا بلباس النساء الغرناطيات المسلمات»
 
– وذكر كولومبوس أنه وجد مسجدًا في كوبا، كما أن أول وثيقة هدنة بين كولومبوس و”الهنود الحمر” كانت موقعة من طرف رجل مسلم، والوثيقة موجودة في متحف تاريخ أمريكا موقعة من رجل اسمه محمد.
 
– تم العثور على نقوش في سان خوان عاصمة بورتوريكو مثل عبارة (لا غالب إلا الله) التي كانت شعار إمارة الأغالبة في الأندلس، ونقوش لآيات قرآنية في معابد في باهيا بالبرازيل والسلفادور..
 
●  فهل تلك الكنائس كانت مساجد للسكان الأصليين في الأساس؟ يجب البحث.
 
– إبحث ايضًا لماذا رسائل كولومبوس لفرديناند وإيزاييلا تمجّد صهيون وتحرّض على المسلمين.. ولماذا رحلته كان عنوانها “غزو العالم لاعادة الاراضي المقدّسة”..؟
 
– لا شك أنَّ التاريخ لا يخضع للعواطف.. ولا شكَّ أنَّ الرواية الرسمية تبع سكان أمريكا حتمًا غير صحيحة لأنها من إنتاج نفس المشروع الغربي الذي كان كولومبوس جزءًا منه.. فرحلة كولومبوس لم تكن سوى حملة غزو وإحتلال كبرى كبداية مشروعهم العالمي وصناعة واقع جديد واخفاء الذاكرة الحقيقية للبشر في الأرض.. فإلى متى سنبقى نلتزم بمناهجهم؟
 
– وهل الهنود الحُمر الحاليِّين ليسوا سوى هوية جديدة صنعها مشروع الغرب لإخفاء حقيقة كون الناس أمة مسلمة واحدة من البداية في كل الأرض؟
 
[لَوْ خَرَجُوا فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ]
 
 
 
● بحسب المتداول هُم شعوب “العرق الأبيض” التي تتكوَّن من عدد كبير من الإثنيات يُقدَّر عددها بحوالي ثلاثين إثنية كبيرة يميِّزها اللغة منها الألمان، الفرنسيين، الإنكليز، الطليان، الإسبان، والبرتغاليين والخ.
 
المُلفِت أنَّه بالرغم من الإختلاف اللغوي، جميعهُم تجمعهم ثقافة واحد وذاكرة واحدة تقوم على التراث المسيحي اليهودي والميثولوجيا اليونانية..
 
طبعًا نقول التُراث المسيحي اليهودي لأنه تراث واحد ومن المُكوِّنات الأساسية لما يُسمَّى الحضارة الغربية، وليس تُراثين.. فالمسيحية واليهودية ليست ديانتين مُنفصلتين كما يعتقد المُسلمون.. لأنَّ المسيحيين يُقدِّسون كتاب العهد القديم (كتاب اليهود المُسمَّى زورًا توراة) على أنَّه القسم الأوَّل من البايبل أو الكتاب المُقدَّس، ويعتبرون العهد الجديد (المُسمَّى زورًا إنجيل) القسم الثاني من الكتاب المُقدَّس.
 
وبحسب الرواية الرسمية اتَّسمت العلاقة التاريخية بين اليهود والمسيحيين بالتقلُّب، لكنها في القرون الأخيرة تحوَّلت للتحالف على مستوى قادة الفريقين، وهذا واضح في الواقع خصوصًا بعد ظهور الصهيونية المسيحية لتُصبِح الصهيونية إيديولوجية قادة الفريقين..
 
ولهذا نرى أي رئيس غربي، مسيحي كان أم يهودي، يأتي لزيارة حائط المبكى في فلسطين والخ.. أمَّا المُكوِّن الثاني لثقافة هؤلاء فهو الحضارة الرومانية اليونانية.. الميثولوجيا.
 
أبرز مميزاتهم الواقعية هي القسوة الشديدة لدرجة جعلت تعذيب وقتل المُستضعفين في العالم نوعًا من الروتين أو التسلية لديهم.. كذا هي ذاكرتهم الجمعية فيما بينهم وكذا هو واقع علاقتهم مع الامم الأُخرى..
 
-غزو نابليون لمنطقتنا راح ضحيته ملايين القتلى.
-الحرب العالمية الأولى أكثر من ٢٠ مليون إنسان.
-الحرب الثانية تقريبًا ٨٠ مليون إنسان.
 
طبعًا إجرام الأوروبيين أثناء الإحتلال المُسمَّى إستعمار في أمريكا وأفريقيا ومنطقتنا معروف.. خصوصًا طريقة إجرامهم وفسادهم التي لا تنتمي للفطرة الإنسانية.. كالتمشيط بأمشاط الحديد، إستخدام النشر بالمنشار، سحق العظام بآلات ضاغطة، إستخدام الأسياخ المحمية على النار، تمزيق الأرجل، فسخ الفك.. كما استخدموا مقلاع الثدي لخلع أثداء النساء من جذورها، والتابوت الحديدي والخ..
عندما خرجوا بقسوتهم هذه إلى العالم أحدثوا دمارًا وخرابًا هائلًا للناس.
 
في أمريكا مسحوا سكانها كليًا مستخدمين أبشع الوسائل.. فكانوا يقدمون مئات البطاطين الملوثة بسموم الجدري والكوليرا كهدايا للسكان الأصليين لتحصدهم بدون جهد وقد قتلوا بذلك الملايين من السكان الأصليين خلال عقود قليلة.. 
 
وعملوا جوائز مالية لمن يأتي برأس أحد السكان الأصليين من الرجال أو النساء أو الأطفال مما جعل الصيادين ينتشرون في أرجاء القارة الأمريكية يجلبون الرؤوس بأعداد هائلة، ثم اقتصر الأمر على فروة الرأس ليسهل عليهم الحمل.. فأبادوا أكثر من مئة مليون من السكان الأصليين في أمريكا، والنتيجة تغيير كامل لسكان أمريكا ليحل محلهم الأوربيون..
 
فكل دول أمريكا الشمالية والجنوبية اليوم يملكها الأوربيون بإثنياتهم المختلفة:
 
– فالبرازيليون هم برتغال وأسبان.
– والأرجنتينيون هم أسبان وإيطاليون.
– ونجد أن معظم سكان أمريكا الجنوبية هم أسبان إضافة للإثنيات الأوربية الأخرى خاصة في تشيلي، الأورغواي، كولومبيا، فنزويلا والخ..
 
في أفريقيا جعلوا الرق تجارة (مثل تجارة الماشية) واحتكروا تجارته ووضعو له القواعد وكانت أسهم شركات تجارة العبيد هي الأعلى ربحا.. وبعد تحرير تلك التجارة والسماح للشركات الخاصة بالعمل فيها أصبحت تلك الشركات تصدر كميات مهولة من الأفارقة إلى الدول الأوربية ومستعمراتها في كل أنحاء العالم.. فالشركات الفرنسية لوحدها كانت ترسل ما لا يقل عن المئة ألف أفريقي سنويا إلى المناطق التابعة لفرنسا في أمريكا الوُسطى.
 
أما في شرق آسيا ففعلوا شيئًا جديدًا لا يقل إجرامًا.. فكانت الحكومات الأوروبية ترسل لهم المخدرات.. فقد صدرت بريطانيا كميات ضخمة من المخدرات إلى الصين لتنتشر مشاكل الإدمان على الشعب الصيني وعندما منع الحاكم الصيني استيراد المخدرات أرسلت بريطانيا وفرنسا سفنهما لإجباره على فتح التجارة بالقوة لهزيمة الصين وترويضها وتم توقيع اتفاقية (تيان جين) سنة 1858‏ بين الصين والأوربيين تم فيها تحديد الأفيون بصفة خاصة من بين البضائع المسموح باستيرادها.. كما تم إلزامها في هذه الاتفاقية بالسماح بنشر المسيحية في الصين، وكان من ثمار هذه الاتفاقية أن ارتفع عدد المدمنين في الصين من مليوني مدمن عام 1850م ليصل إلى 120 مليوناً سنة 1878..
 
واستمر العمل بهذه الاتفاقية حتى العام 1911.
 
كُل ما سبق يمثل عرضًا موجزًا لطبيعة بشرية تأصلت فيها القسوة بأبشع صورها.. كأنهم جنس بشري مختلف عن باقي أهل الأرض، ولا زال مستمرًا لليوم بنفس العقلية والهمجية ولكن اليوم يسير بقوة الخداع والزيف والتزيين..
 
في التاريخ المعاصر شهدنا مجازر البوسنة التي قتل فيها نحو 300 ألف مسلم واغتصبت فيها نحو 60 ألف امرأة وطفلة مسلمة، وهجّر نحو مليون ونصف مسلم، واستمرت المجازر لنحو 4 سنوات هدم الصرب فيها المساجد ومكتبة سراييفو التاريخية.. ووضعوا آلاف المسلمين في معسكرات اعتقال، وعذبوهم وجوعوهم حتى أصبحوا هياكل عظمية..
 
ولعل أبشع ما حدث كان مجزرة (سربرنتيشا) الشهيرة التي حاصرها الصرب لمدة سنتين ولما لم يستطيعوا أن يدخلوها بالرغم من تجويعها طلبوا من أهلها تسليم أسلحتهم مقابل الأمان، وبعد أن سلموا أسلحتهم انقضوا عليهم وعزلوا الذكور عن الإناث، وجمعوا آلاف الذكور (صبياناً ورجالاً) فذبحوهم جميعاً طعنا بالسكاكين، ومثلوا بهم أبشع تمثيل، وذلك في مرأى من القوات الهولندية المسؤولة من حماية المدينة.
 
ومن أبشع ما قام به الأوربيون قبل سنوات ما حدث في العراق من تعذيب بشع قامت به القوات الأمريكية (80% من الأمريكان في الأصل هم إنجليز وإيرلنديين وألمان) فقد تفجرت الفضيحة في العام 2004 فقد قاموا بعمليات قتل واغتصاب وانتهاكات رهيبة في سجن أبوغريب، حيث تمت عمليات اغتصاب منظمة للنساء،
 
وهتك لأعراض الرجال، إضافة إلى استخدام الكهرباء والكلاب وكافة وسائل التعذيب تبدأ بالضرب، وتنتهي بالاعتداء الجنسي، واللواط، وترك السجناء والسجينات عرايا لعدة أيام، وإجبار المعتقلين العرايا الرجال على ارتداء ملابس داخلية نسائية، والضغط على السجناء لإجبارهم على ممارسة أفعال جنسية شاذة وتصويرها بالفيديو، كما كانوا يجبرون السجناء العرايا على التكدس فوق بعضهم البعض.
 
لقد كانت ثمرة الحروب الأوربية خارج أوروبا أن أصبحوا هُم العالم.. وذلك بامتلاكهم لمعظم الأراضي اليابسة في العالم، فهم اليوم يملكون أمريكا الشمالية والجنوبية بعدما أبادوا سكانها الأصليين، ويملكون أستراليا بعد إبادة سكانها كذلك.
 
فالإنجليز الذين يحكمون بريطانيا يملكون 16 دولة أخرى، بالرغم من أنها مسجلة كدول ذات سيادة، ولكنها مع ذلك تقع تحت سيادة التاج البريطاني، وتسمى أقاليم ما وراء البحار البريطانية، أشهرها كندا وأستراليا وجامايكا.
 
كما أن للفرنسيين أراضي شاسعة حول العالم تشكل ١٣ اقليما موزعة في قارات العالم المختلفة، وتسمى أقاليم ما وراء البحار الفرنسية.
ولك أن تعلم أن دولة صغيرة، وشعب صغير مثل الدنمارك أصبح يمتلك مناطق خارج أوروبا أكبر من دولته بعشرات المرات، مثل غرينلاند، وجزر الفاو.
 
وبذلك أصبح الأوربيون يملكون مساحات هائلة معظمها من أغنى المناطق في العالم، وبذلك فهم يمتلكون كميات مهولة من الثروات التي لا تنضب.. وحققوا مقدارا من الرفاهية غير مسبوق على مدار التاريخ بسيطرتهم على العالم.. بإسم أكبر حزب سياسي إيديولوجي في العالم يُسمًَّ البنَّاؤون الأحرار أو الماسونية وهو الحزب الذي ينتمي له قادة الدول وأصحاب النفوذ في العديد من الدول ومؤسساتها..
 
●هذا الانتشار الرهيب نتج عنه القدرة على التحكُّم بالإعلام والمناهِج والسيطرة عل عقولنا وطريقة تفكيرنا.. أغلبنا لا يملك أي ذرة حقد أو غضب على هؤلاء.. بل يرى فيهم شخصيات حضارية.. أغلبنا أصبح أسيرًا لهُم يجري خلفهم ويُقدِّس ما يقولون ويفعلون.
 
● فمَن هُم هؤلاء؟ لماذا هذا الكِبر والحقد على بني آدم؟ من أين خرجوا وماذا يريدون منا؟ ولماذا خُلاصة مشروعهم تتجسَّد في أرضنا نحن.. الأرض المُباركة؟ ولماذا لأوَّل مرة في مشروعهم يتخبَّطون ويُعانون في فرض سيطرتهم وإلغاء هويتنا كليًا والقضاء التام على المُقاومة في أرضنا؟
 
وغيرها الكثير من الأسئلة، لا يجيب عليها سوى القُرآن. 

كيف يتحدث ابن خلدون عن خط المسند بذلك التفصيل الذي يدل على انه شخص مطلع و ملم بهذه المسالة جيدا، فهو يقول بانه خط المسند حروفه منفصلة و يقدم لنا معلومة كحقيقة تقول ( ومن حمير تعلمت مصر الكتابة العربية ) و هو لم يزر اليمن اطلاقا …. لكنه عاش في مصر حوالي 25 سنة و لا يتحدث عن نقوش مصر ابدا …… و لا يشاهد الواقع الموجود من حوله في مصر ، و لم يقارن بعقله العلمي بين خط المسند الذي تحدث عنه و بين القلم الموجود في مصر ….. حتى يدرك وفق منهجه العقلي و العلمي و الواقعي … هذا المنهج الذي دائما ما يتحدث عنه مفكري الغرب و العرب في مقالات مطولة صنعت له هالة كبيرة و سلطة معرفية على عقل مفكرينا …. حتى يدرك بان قلم المسند و القلم في مصر متطابقين، و بان قلم المسند ولد من رحم القلم في مصر، و بان المسند جاء من مصر، و بان حمير صاحبت المسند هي من تعلمت الكتابة العربية من مصر .. و ليس العكس حسب كلام ابن خلدون صاحب المنهج العلمي و الواقعي و العقلي ….. و حتى يدرك ايضا بان القلم الاول موجود في مصر و كل الاقلام في المنطقة خرجت من القلم الموجود في مصر .

هل يعقل بانه طوال حياة ابن خلدون في مصر و هي 25 سنة، و لم يلاحظا اي نقوش كتابية قديمة في مصر ؟! ، هل يعقل بان هذا الرجل لم يصادفا ابدا طوال حياته في مصر اي اكتشاف اثري لمواطن بسيط ،و لم يشاهد معابد في مصر و لم يزر واحد من تلك المعابد المرتفعة جدا جدا عن سطح الارض التي من المستحيل ان تكون مدفونة تحت الارض ؟!

ابن خلدون عرف المسند بالرغم من ان نقوش اليمن و كتابات الموجودة في اليمن لا تقارن ابدا بحجم النقوش و الكتابات الموجودة في مصر ………. صحيح ان نقوش اليمن كثيرة ، لكن الموجودة في مصر اكثر جدا و بارزة و واضحة جدا، و غير مدفونة في الارض، بل بارزة جدا داخل معابد كبيرة جدا و من المستحيل ان تكون مطمورة ….. بل في اماكن تدل على وجود عناية و اهتمام بها متواصل جدا ……. و من المستحيل الاعتقاد بان تلك المعابد الضخمة كانت مكبوسة تحت الرمال في عهد ابن خلدون، بل ان اي انسان عادي في مصر لو حفر بيده مكان سيجد اثار قديمة .

هل يعقل بان ابن خلدون يتحدث عن خط المسند كخط عربي لكنه يسميه الخط الحميري و المسند و قد شاهده و عرف بان حروفه منفصلة و هو لم يزر اليمن ، لكنه في نفس الوقت يعيش في مصر مدة 25 سنة، و لم يشاهد ابدا الخط الموجود في مصر و لم يشاهد حروفه المنفصلة ايضا …. و لم يشاهد التطابق بين قلم المسند و القلم في مصر و الاصول الواضحة بين الاثنين ، حتى يسرد لنا وفق منهجة العلمي و العقلي و الواقعي ، تلك القصة الفانتازية الساحرة التي تتحدث عن رحلة القلم الاولى ؟!

فلا واقع موجود

و لا علم موجود

و لا عقل موجود

فاين هذا المنهج العقلي و العلمي و الواقعي عند هذا الرجل، الذي تحتفي به المجلات و الندوات الثقافية لدينا ؟!

فهل كان هذا الرجل ابن خلدون ……. يعمل لصالح الغرب و نابليون و الحملة العسكرية الفرنسية على مصر و المنطقة و التي فكت نقوش مصر و المنطقة. و لا يريد من اي مصري او عربي او مسلم الاقتراب من نقوش مصر ابدا، و لا يريد الحديث باي اشارة عن القلم في مصر و تنبيه القارىء لوجوده في العالم القديم …. و لا يريد ان يقدم اي معرفة حقيقية واقعية نحو ذلك القلم، بل يريد تزوير الواقع و تحريف العقل … حتى لا يصل الى محتويات نقوش مصر و حقيقة حجر رشيد الذي جاءت به فرنسا.

هل كان ابن خلدون … يريد ان يترك مهمة الحديث عن القلم في مصر لشخصيات اخرى من جنسيات يونانية تعمل لصالح الحملة الفرنسية ؟!

هذا المنهج الغريب و الغير علمي و الغير واقعي، يؤكد باننا فعلا امام منهج يقوم على كتابة عالم افتراضي وهمي تكون فيها نقوش مصر مختفية تماما من الواقع المتصل بنا اليوم .

هذا المنهج ليس الا المنهج النبليوني الماكر الذي جاء بحجر رشيد، و هو الان يحاول القيام بعملية طمس معرفي، و كتابة ذاكرة جديدة لسكان مصر و سكان المنطقة …. المنهج القائم على اخراج الناس من الواقع و ادخالهم الى فضاء وهمي افتراضي،لنزع ارتباطهم بالارض و جعلها غير متصلة بواقعهم ، و جعل الارض لا تنتمي لهم .

المنهج القائم على كتابة ذاكرة جديدة، تمسح الذاكرة الاصلية ، حتى تمنع اي مسلم و عربي من الوصول للقلم الاول الذي كتب به نصهم المقدس الذي يحملوه .

ابن خلدون ليس الا شخصية من حبر و ورق موجودة في فرنسا ، و كتبها مستشرق فرنسي و نشرها في عام 1856 م اسمه كاترمير.

عبد الرحمن ابن خلدون الكاترميري lol

{وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال }

ما حقيقة “الفتوحات الإسلامية”؟


كَوْن الإسلام الدين الأوَّل، أي منتشر قبل إنتشار الأديان الأخرى، فإنَّ رواية الفتوحات لا تنسجم أبدًا مع السياق الزمني الطبيعي، لكن كيف نتأكدَّ من ذلك؟

بعض المؤرِّخين وعلماء النقوش أقرُّوا بأنَّ ثقافة عبادة الله موجودة في إسبانيا منذ قبل الميلاد.. وعبادة “الله” هي ثقافة الإسلام الذي نعرفه اليوم، لأنَّ الإله له مسميات مختلفة في الأديان الأخرى..

بعض الباحثين الإسبان توصَّلوا إلى وجود نقوش تعود للفينيقيين.. والفينيقيون كما أثبتنا هي التسمية التي أطلقها اليونان على سكان منطقتنا سابقًا، أي على المسلمين أنفسهم.

للمؤرِّخ الإسباني أغناسيو أولاغي كتاب إسمه “العرب لم يدخلوا إسبانيا عسكريًا”، خلاصته أنَّ التحول إلى الإسلام في الأندلس لم يتم إلا عبر حركة الأفكار ومنذ فترة بعيدة جدًا.

لماذا يصنعون هكذا رواية؟


لولاها لما صدَّق المسلمون أنَّ دينهم آخر دين أنزله الله، ولما دخلنا في لعبة الصهاينة التي جعلت اليهودية دين سماوي سابق لديننا،


وخصوصًا لولا هذه الرواية لما استطاع الصهاينة تبرير طرد المسلمين الأصليين من الغرب، بأنها عملية “إسترجاع لأراضيهم”..

متى انتشرت رواية الفتوحات؟

بعد استلام العثمانيين للحُكم في منطقتنا، حيث كان ممنوعًا على الناس أن تكتب، والسُلطة الحاكمة فقط هي التي تطبع الكُتب..