5/15/2020 0:00:00
عندما نقول بان كلمة ( ذلك ) في جملة ( ذلك الكتاب لا ريب فيه ) تدل على ان الخطاب يتحدث عن كتاب بعيد عن المؤمنين ، والخطاب لا يتحدث ابدا عن المصحف الذي بين ايدينا ، لان (ذلك ) اسم اشارة تقال للشيء البعيد ……. فنحن ننطلق من كون خطاب القراءن دقيق جدا و الا لكان الخطاب اختار كلمة ( هذا ) بدل ( ذلك ) … و قال { هذا الكتاب لا ريب فيه } او { هذا القراءن لا ريب فيه } .
بل انه من الصحيح و الطبيعي و المنطقي ….. بان الخطاب لو اختار كلمة ( هذا ) بدل كلمة ( ذلك ) ……. لكان من المفروض ان لا ترد جملة ( لا ريب فيه ) في الكلام ……… لان كلمة ( لا ريب فيه ) لا تقال الا لشيء بعيد و غائب ليس في متناول الناس ….. و لا تستقيم ان تكون الجملة { هذا الكتاب لا ريب فيه } .. لان هذا الكتاب يفرض كونه قد اصبح حاضر بين ايدينا و لم يعد يحتاج منطقيا عبارة ( لا ريب فيه ) .
بدليل … ان الخطاب يتحدث عن صفة للمؤمنين الذي سيكون ذلك الكتاب البعيد الغائب هدى لهم ……… و هذه الصفة هي ( يؤمنون بالغيب ) … اي يؤمنون بهذا الكتاب الغائب و البعيد ( الغيب ) .
{ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين ¤ الذين يؤمنون بالغيب}
هذا المنطق السليم لخطاب القراءن اعترض عليه البعض، فطرحوا اسئلة من اجل اثبات بطلان ما قلناه .. فمن بين الاسئلة :
لماذا ترد في القراءن جملة هذا الكتاب ؟ ….. اليس هذا يدل على ان القراءن يقصد هذا المصحف الذي بين ايدينا و ليس كتاب اخر بعيد و غائب و مختفي ؟!
لا
اذن ………. لماذا ترد في القراءن جملة (هذا الكتاب ) و ما الفرق بين ( ذلك الكتاب و هذا الكتاب ) ؟
لو تدبر خطاب القراءن جيدا … ستجد ملاحظة :
عندما يكون الخطاب للناس و المؤمنين تكون الجملة (ذلك الكتاب) ، و عندما يكون الخطاب للرسول تكون الجملة ( هذا الكتاب ) و عندما يكون الخطاب للناس بحضور الرسول تكون الجملة ( هذا الكتاب ).
لان ( ذلك الكتاب) بعيد عن الناس و غائب عنهم و لا يعرفون وجوده و مهمة الرسول هو اخراج (ذلك الكتاب ) البعيد، لاجل ان يكون قريب من المؤمنين ليصبح الخطاب بعدها (هذا الكتاب ) الذي بين يديه و بين يدي المؤمنين ليتلوه عليهم حتى يعرفوا انه الحق و بانهم كانوا من قبله مسلمين .
■ ذلك الكتاب
1- {ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين (2) الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون }
(ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين )
خطاب للناس و المؤمنين حول ذلك الكتاب .
■ هذا كتاب
1- {وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون (91) وهذا كتاب أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه ولتنذر أم القرى ومن حولها والذين يؤمنون بالآخرة يؤمنون به وهم على صلاتهم يحافظون (92)}
( و هذا كتاب انزلناه مبارك .. من بعد موسى )
خطاب للرسول …….. بعد انزل ذلك الكتاب على الرسول من اجل ان يجعله قريب من المؤمنين … فأصبح هذا الكتاب .
2 – {تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين (2) أم يقولون افتراه بل هو الحق من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يهتدون}
( تنزيل الكتاب … لتنذر القوم )
خطاب عام و للرسول ……. بعد ان نزل ذلك الكتاب على الرسول من اجل ان يجعله قريب من الناس .
3 – {ثم آتينا موسى الكتاب تماما على الذي أحسن وتفصيلا لكل شيء وهدى ورحمة لعلهم بلقاء ربهم يؤمنون (154) وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون (155) أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وإن كنا عن دراستهم لغافلين (156) أو تقولوا لو أنا أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم فقد جاءكم بينة من ربكم وهدى ورحمة فمن أظلم ممن كذب بآيات الله وصدف عنها سنجزي الذين يصدفون عن آياتنا سوء العذاب بما كانوا يصدفون (157)}
(و هذا كتاب انزلناه مبارك …. من بعد موسى )
خطاب عام و للناس …. حول ذلك الكتاب البعيد بعد ان انزل ساعتها على الرسول ليكون قريب من الناس … فاصبح هذا الكتاب
4 – {قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم إن الله لا يهدي القوم الظالمين (10) وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيرا ما سبقونا إليه وإذ لم يهتدوا به فسيقولون هذا إفك قديم (11) ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة وهذا كتاب مصدق لسانا عربيا لينذر الذين ظلموا وبشرى للمحسنين (12)}
(و هذا كتاب مصدق لسانا عربيا … من بعد موسى)
خطاب للرسول و للناس …. بعد ان انزل ذلك الكتاب البعيد و اصبح قريب من الناس … فاصبح هذا الكتاب
5- {وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين (37) أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين (38)}
(و ما كان هذا القراءن لهذا الكتاب ان يفتري من دون الله و لكن تفصيل لذلك الكتاب الذي لا ريب فيه )
خطاب عام للناس و للرسول …. بعد ان نزل ذلك الكتاب و اصبح قريب من الناس … فاصبح هذا القراءن لهذا الكتاب .
لان هذا القراءن الذي بين يديك الان … ليس الا ……. قراءن ذلك الكتاب و الذي انزل على الرسول و اصبح ( هذا الكتاب) لينذر ام القرى {وهذا كتاب أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه ولتنذر أم القرى ومن حولها } {وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربيا لتنذر أم القرى ومن حولها } { كتاب فصلت اياته قراءنا عربيا لقوم يعلمون }
6 – {وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه ولو ترى إذ الظالمون موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم إلى بعض القول يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا لولا أنتم لكنا مؤمنين}
خطاب عام و للرسول ……….. عن ذلك الكتاب ( الذي بين يديه ) البعيد و الغائب … عندما كفر الظالمون ( بهذا القراءن ) الذي بين ايدينا و بالكتاب الذي بين يديه … كفروا بالاثنين ( ذلك الكتاب و هذا القراءن )
لان الكفار … هم من اخفوا ذلك الكتاب الذي لا ريب فيه عن الناس، بعد ان الغوا هذا القراءن الذي بين ايدي المسلمين لذلك الكتاب البعيد لاجل التغلب على المسلمين .
{وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون}
لان هذا القراءن الذي بين يدي المسلمين ، ليس الا تفصيل و تصديق لذلك الكتاب البعيد الغائب عن المسلمين و الذي اخفي عنهم .
{وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين}
——————–
● {وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين (29) قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم (30) يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم (31)}
كتاب انزل من بعد موسى
● {يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين (15) يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم (16)}
رسول ليظهر ذلك الكتاب البعيد الغائب و الذي اخفي من قبل الظالمون .
● {الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون (52) وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين (53) أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا ويدرءون بالحسنة السيئة ومما رزقناهم ينفقون (54)}
بعد نزول ذلك الكتاب البعيد و جعله الرسول قريب من الناس فاصبح (هذا الكتاب ) ….. ثم تلاه ( قرأه ) على المؤمنين … قالوا انه الحق من ربنا … ان كنا من قبل موسى مسلمين .