6/20/2020 0:00:00
ما هو مصدر تلك السلطة التي كانت لدى الغرب و التي عبرها اصبح لهم الحق في ترجمة نقش مصر ؟
اعتقد بان تلك السلطة الكبيرة هو سلطة الاحتلال ، فالعملية تمت في ظل احتلال كبير و في ظل نظام تابع له استمر حتى فترة طويلة انتهت بسقوطه .
لكن لو تجاهلنا هذه الفكرة ، لاننا اليوم نناقش الاسس العلمية للموضوع الترجمة ، فهذا سيقودنا الى طرح سؤال :
هل كان هناك من يستطيع قراءة الهيروغليفية في مصر ؟!
هذا السؤال يطرح غالبا من قبل الكثير بشكل غير مباشر ،لماذا وحده الغرب من يستطيع قراءة نقوش المنطقة … لماذا شعب لديه نقوش كثيرة و لم يكن يستطيع قراءتها .
التفكير بجواب هذا السؤال سيقودنا الى ادارك اساس فكرة ترجمة النقوش القديمة في مصر .
ما هي الفكرة الاساسية التي اعتمد عليها الغرب لاقناع مصر و العرب و العالم على صحة ترجمة نقوش مصر و منطقية ترجمته ؟ .
منطلق ترجمة الغرب للنقوش خصوصا ( نقوش مصر ) تعتمد على فكرتين جوهريتين اساسيتين و هي :
1 – لغة نقوش مصر هي لغة منقرضة لا يتحدث احد بها
2 – كان سكان مصر ساعتها لم يكونوا يعرفون قراءة الهيروغليفية ، ولا حتى اي انسان في المنطقة و الارض ساعتها كان يستطيع قراءة النقوش المصرية .
و لان الناس لا يستطيعون قراءة النقوش ، فهذا يعني منطقيا بانه طريقة فك الكتابة مستحيلة ….. و لا يوجد اي مخلوق في الارض يستطيع قراءتها بشكل مباشر …. و يحتاج وجود شخص عبقري يستطيع فك تلك النقوش .
دعونا الان نقوم بعمل تجربة افتراضية يمكن اجراءها في الواقع
لدينا كتاب مكتوب بكتابة قديمة لشعب عاش قبل 10 الف سنة و قد انقرضت لغته، و لا يستطيع اي احد في الارض من قراءة هذه الكتابة …….. فالسؤال : كيف سنفك هذه الكتابة القديمة و نستطيع قراءة الكتاب و نعرف كيف كانت لغة هذا الشعب ؟!
سنقوم بهذه التجربة ، و نحضر كل الادوات ف ثم نشاهد خطواتنا الواقعية الصحيحة المنطقية و نشاهد ايضا الخطوات الخاطئة التي تجنبناها ثم نشاهد نتيجة التجربة ….. ثم نقوم بمقارنة خطواتنا بخطوات الغرب التي قام بها …….. و نلاحظ هل قام الغرب بنفس خطواتنا الصحيحة و المنطقية، و نلاحظ ايضا هل سلك الغرب نفس الخطوات الخلطئة التي تجنبناها و نشاهد نتيجته و نقارنها بنتيجتنا .
الان لنبدا التجربة
لدينا كتاب مكتوب بكتابة قديمة بلغة منقرضة لا يفهمها احد ( اعجمية ) ، فكيف سنفك هذه الكتابة القديمة ؟!
■ بخصوص لغة الكتابة .
لو افترضنا ان استطعنا فك و قراءة تلك الكتابة ، فلا يوجد اي قيمة لعملنا لاننا لن نعرف شيء منها ، فلا فرق بين اصوات الحيوانات و بين قراتنا للكتاب، لا يوجد اي قيمة معرفية سنحصل عليها …… لاننا لا نعرف لغة الكتابة القديمة، مجرد اصوات غير مفهمومة، فلا نعرف معاني الكلمات و الجمل داخل الكتاب .
و ستكون التجربة بدون اي قيمة معرفية … و من غير مفيد القيام بهذه التجربة ، و لا تستحق التعب و الخسارة و الوقت لاجل القيام بها، و يحب التخلي عنها.
و في هذه الحالة نستطيع ان نؤلف له لغة وهمية ، بان نعطي حروف الكتاب قيم صوتية ، ثم نعمل قاموس و نصنع لكل كلمات الكتاب معاني . لانه لن يستطيع ان يكتشف صحة الترجمة ….. لانه حسب معلومات التجربة فاللغة منقرضة و لن يشك احد بترجمتنا لانها لغة منقرضة …. لكن علينا البحث عن خطوة واقعية تؤكد له منطقية عملنا و صحته .
لكن لو استبعدنا هذه العمل الغير اخلاقي ، و علينا الالتزام بهذه الشروط و لا يهمنا الفائدة او عدم الفائدة .
سننتقل للخطوة التالية
■ لو فكرنا بعمق بحثا عن جواب لهذه المشكلة … سنصل الى جواب نهائي و منطقي بانه من المستحيل ترجمة هذه الكتابة القديمة ، و لن يستطيع اي مخلوق في الارض من الوصول الى ترجمة هذه الكتابة القديمة .
لماذا ؟!
لان الكتابة تحتاج الى شرط اساسي و هو كائن حي يقراءها، و بدون وجود هذا الشرط فمن الاستحالة قراءتها ، فلكتاب مادة صماء ، و الكتابة اشكال صماء لا تنطق من ذات نفسها، و تحتاج الى كائن حي عاقل ينطقها ليظهر لنا قيمها الصوتية .
هذا حسب شروط التجربة … ( لغة منقرضة و كتابة قديمة لا يستطيع احد قراءتها .
لكن لو كانت لغة الكتابة القديمة غير منقرضة و مازالت حية، فنوعا ما هناك احتمال الوصول الى ترجمة و قراءة تلك الكتابة القديمة لكن ستحتاج الى عملية شاقة و متعبة جدا عبر عمليات افتراض كلمات من هذا اللغة الحية و مطابقتها مع كلمات في الكتاب لمعرفة قيم صوتية لحروف الكتابة القديمة ……حتى نستطيع في الاخير التوصل الى قراءة جملة منطقية المعاني …… ثم كل جمل الكتاب ، بحيث تكون قراءتنا للكتاب من اوله الى اخره صحيحة و خالية من الاخطاء المنطقية في النطق و المعنى.
اذا … فواقعيا نحن لا نستطيع من قراءة هذا الكتاب و لا نستطيع فك كتابته القديمة …. و التجربة انتهت حتى هذه النقطة .
لكن انتظر …… مسموح في التجربة استخدام اي عمل افتراضي غير واقعي لكن يملك صفة الموثوقية .
مادام و انه مسموح لدينا القيام حتى بالاعمال و الادوات الغير واقعية …فلحل هذه الاستحالة الواقعية و المنطقية التي تمنع اي مخلوق في الارض من قراءة هذه النقوش ، فنحن نحتاج الى وجود مرجع خارجي و موثوق يزودنا بقراءة للنقوش بطريقة مباشرة .
اي اننا نحتاج الى كائن حي عاقل يقرا لنا هذه الكتابة ، و كما قلنا فالكائن هذا غير موجود ……. لانه حاليا لا يوجد اي مخلوق في الارض يستطيع القراءة ….. و لأنه مسموح في التجربة استخدام اي عمل غير واقعي … فنحن سنصنع الة زمن … و ندخل اله الزمن و نذهب للماضي و نأخذ الشخص الذي كتب هذا الكتاب الموثوق منه ، و نحضره الى المستقبل و نجعله يقرا هذا الكتاب امامنا .
لكن علينا ان ننتبه، علينا ان لا نحضر اي شخص اخر لابد ان نحضر صاحب الكتاب لانه قد يكون شخص غريب و زائر لتلك البلاد ، لانه ستصبح هذة الكتابة ليست الكتابة الرسمية الخاصة به ، فهو لا يستطيع قراءة هذه الكتابة،ايضا قد يكون هناك شخص داخل هذه التجربة و عدو لنا و دخل معنا اله الزمن ، و ارسل شخص من جانبه من الحاضر الى الماضي في زمن صاحب الكتاب …….. و انتظرنا في الماضي حتى نقوم بالتجربة و نسافر من الحاضر للماضي ، و قمنا باخذه و نحن لا نعرف و عندما احضرناه خدعنا و اعتقدنا بانه يقرا لنا قراءة صحيحة بينما هي مزيفة .
هذه من شروط التجربة … لجعل عملنا و خطواتنا موثوق جدا منها .
الاجابة صحيحة جدا و منطقية ، و منطقيتها تعتمد على اساس الشروط التي وضعتها التجربة، و التي سمحت باستخدام ادوات غير واقعية من اجل التوصل الى حل نهائي و مؤكد لهذه المشكلة .
الان …. كيف ستكون مهمة هذا الشخص الذي احضرناه الى المستقبل؟
مهمة الرجل هي القيام بخطوتين :
الاشارة باصبعة الى كل كلمة داخل الكتاب ، ثم قراءتها لنا بشكل مباشر في نفس اللحظة …. حتى نعرف كل القيم الصوتية لحروف الكتابة …. انتهت المهمة .
الان …. سنتمكن من قراءة الكتاب … لكن لن نفهم معاني الكلمات و الجمل داخل الكتاب .
الان السؤال الهام جدا :
هل نتستطيع تنفيذ ذلك العمل الغير واقعي ( الة زمن ) بطريقة غير مباشرة، اي نقوم بمحاكاة ( الة الزمن ) بحيث تكون محاكاة واقعية يمكن القيام بها في الواقع ؟! .
او هل يمكن البحث عن خطوة واقعية يمكن القيام بها واقعيا تشبه تماما خطوة ( الة الزمن ) التي قمنا بها جعلتنا نستطيع فك الكتابة القديمة .
نعم … عبر لغة و كتابة وسيطة .
كيف ؟
لو عدنا الى تجرتنا الافتراضية ….. لكن صاحب التجربة قرر منعنا من استخدام ذلك الشرط الغير واقعي، لانه سيصبح حل المشكلة سهل جدا ، و الجائزة التي سيمنحها كبيرة ، و طلب من البحث عن خطوة واقعية .
لكن نحن طمعنا بالجائزة الكبيرة … فداخلنا ( الة الزمن ) بدون ان يعلم صاحب التجربة و ذهبنا للماضي ….. و لكننا لم نحضر الرجل صاحب الكتاب حتى لا يراه صاحب التجربة ، بل مكثنا في الماضي وقت مع صاحب الكتاب ، و تعلمنا قراءة الكتابة القديمة و تعلمنا لغتة ، و ادركنا المعنى العام الذي يتحدث عنه الرجل في كتابه،
و حتى لا نعود للحاضر و لا يكتشف صاحب التجربة باننا ذهابنا للماضي …… علينا عمل نسخة متطابقة من الكتاب …. لماذا ؟
لانه لو عدنا للحاضر من الماضي و نحن نعرف طريقة قراءة الكتابة و فك الكتابة القديمة …. و بدانا نقرا الكتاب القديم بشكل مباشر و ننطق حروف الكتابة ، فصاحب التجربة سوف يشك ، لانه لابد من وجود سبب علمي جعلنا نستطيع قراءة الكتاب و فك كتابته بسهولة و بباسطة ، لان الواقع يقول بانه لايوجد احد يستطيع قراءة الكتاب في الوقت الحاضر، و من يستطيع قراءة الكتاب و فك حروفه الكتابية القديمة ، فلابد انه قد استطاع هذا بعد جهد و ليس بهذه السهولة ، و بعد خطوات علمية و منطقية و اكتشافات .
لكن ما فائدة عمل نسخة من الكتاب ؟!
صحيح … لو قمنا بعمل نسخة من الكتاب بنفس الخط المكتوب به الكتاب المراد فكه … فاننا منطقيا و طبيعيا لن نكون قد قمنا باي عمل ….. فنحن نستطيع ان نقوم بهذه الخطوة في الحاضر بدون احتياج الى سفر للماضي .
اذن كيف ستكون هذه النسخة ؟
سنكتب نسخة متطابقة من الكتاب لكن بخط مختلف عن الخط المكتوب به الكتاب القديم .. و نقول بان صاحب الكتاب قد كتبه
صاحب التجربة سيشك … لانه يريد من كتاب واحد بخط محدد و من غير المنطقي بان من صاحب الكتاب قد كتب الكتاب بخطين ؟!
صحيح ………صاحب التجربة اعطانا كتاب واحد بخط قديم محدد، و من غير المنطقي ان نقنع صاحب التجربة بهذه النسخة بدون ان يشك، لانه لا يمكن ان يكتب شخص كتاب واحد بنسختين مختلفتين بالخط … فلا يمكن تواجد مجتمع يكتب بخطين في نفس الوقت .
ستصبح النسخة فيها شك ، لانها غير منطقية و سيعرف صاحب التجربة باننا استخدمنا اله الزمن في التجربة و هو غير مسموح .
سنقول لصاحب التجربة …. بان هذه النسخة قد كتبها شخص زائر من مكان بعيد جاء لزيارة صاحب الكتاب و هو من بلاد مختلفة كان شعبها يكتب بخط مختلف، و قد كتب هذه النسخة بعد ان قرا الكتاب و اعجب به فقرر عمل نسخة من الكتاب ليقراها سكان بلاده .
لكن كيف يكون الزائر من شعب مختلف و هو يكتب بخط مختلف و بلغة واحدة نفس لغة صاحب الكتاب ؟!
صحيح ……… لذلك فنحن سنكتب نسخة متطابقة من الكتاب في المعنى فقط ….. لكن بلغة مختلفة و بخط مختلف …. عندها لن يشك صاحب التجربة … و الفكرة منطقية ..
لكن الامر غير منطقي …. فكيف يمكن عمل نسخة من كتاب بخط حديث و بلغتك الحالية، لان ظهور لغتك في الماضي يدل على ان هناك مجتمع مثل المجتمع الحالي يستطيع قراءة هذه الكتابة القديمة ، و كتابة نسخة بخطك الحالي سيثير الشك بانك قد سافرت باله الزمن و عرفت كيفية القراءة و تريد ان تخدعة بهذه النسخة لانها مكتوبة بخط حديث ؟!
صحيح …….. لكن سنقوم بعمل نسخة بلغة مختلفة عن لغة الكتاب و عن لغتنا و بخط مختلف عن خطنا الحالي …….. و سنخبره بانها لغة قديمة لكننا نعرف قراءتها لانها اسهل .
لكن ما الفائدة من هذه النسخة ؟!
حتى نستطيع ان نقنع صاحب التجربة بنجاحنا ، عبر القيام بعملية مطابقة بين الحروف الصوتية من كلمات نسختنا مع حروف كلمات الكتابة القديمة في الكتاب .
لكن لن يحدث تطابق بين اي كلمة مكتوبة بلغة و خط مع كلمة اخرى مكتوبة بلغة مختلفة و خط مختلف ؟!
بل سيحدث تطابق … سيحدث بين الكتاب و نسختنا تطابق في اسماء الاعلام…. لاننا قد قراءنا الكتاب و عرفنا بان الكتاب يتحدث عن اسماء اشخاص ، و من الطبيعي بان طريقة كتابة الاسماء مختلفة من خط الى اخر … لكن طريقة نطق الاسماء واحدة مهما اختلفت اللغة و اختلف الخط .
لكن كيف سيتاكد صاحب التجربة من كون كلمة في الكتاب القديم متطابقه مع كلمة في نسختك ؟!
سنكتب نسختنا بنفس طريقة كتابة الكتاب تماما و بنفس الطريقة، فكل صفحة من الكتاب القديم يقابلها صفحه في نسختنا و كل سطر من الكتاب القديم يقابلها سطر في نسختنا .
و لقد وجدنا ملاحظة مهمة موجودة في الكتاب القديم، فهو يحتوي على علامة توضع بجانب اسم العلم، و هذا العلامة ستكون واضحة و بعدها سنقرا لصاحب التجربة ورقة من نسختنا تحوي اسم العلم المكتوب في الكتاب القديم ، و بعدها سنقوم امام صاحب التجربة عملية المطابقة بين حروف كلمة الاسم الموجود في الكتاب القديم ، مع الحروف الصوتية للكلمة الموجودة في نسختنا .
و هكذا سيقتنع صاحب التجربة من خطوتنا العلمية و المنطقية .
لكن كل هذا لا فائدة منه ، لانه كيف سيقتنع صاحب التجربة من ان نسختنا فعلا نسخة متطابقة من الكتاب في الموضوع ، ايضا لو كتبت النسخة ستبدو حديثة و لدينا كتاب قديم ؟
صحيح جدا …. لكن نحن لن نكتب نسختنا في الحاضر … بل سنكتبه في الماضي عندما نسافر باله الزمن الى الماضي … و بنفس المادة التي كتب بها الكتاب القديم .. و نقوم بلصق نسختنا التي كتبناها بالكتاب القديم، و نترك نسختنا في الماضي …. و نركب اله الزمن و نعود للحاضر …. لكن الى ما قبل زمن التجربة بيوم واحد ، اي قبل يوم واحد من اكتشاف الكتاب القديم على يد صاحب التجربة ، و من المؤكد بان صاحب التجربة في اليوم التالي سيكتشف الكتاب القديم و هو ملتصق بنسختنا، و سيبدو على نسختنا ملامح و خصائص الشيء القديم .
و س نحصل على الجائزة الثمينة …. صحيح باننا خدعنا صاحب التجربة لاننا استخدمنا وسيلة ممنوعة ( اله الزمن ) … لكننا لن نخدع صاحب التجربة ابدا و سنترجم له الكتاب بشكل صحيح جدا، و نترجم له المعاني و نجعله يقرا الكتاب بلغة الاصلية التي كتب بها الكتاب .
————————–
و من هنا جاءت فكرة حجر رشيد الماكرة . فالحجر استطاع ان يقوم بعمل محاكاة واقعية لدور الكائن الحي الذي يحتاجه الواقع الخالي من اي شخص يستطيع قراءة النقوش ، و يقوم بقراءة نقوش قديمة بشكل مباشر .
كيف ؟!
كما تحدثنا في تجربتنا ..
فالغرب قام بشكل تام و متماثل بكل خطواتنا التي قمنا بها عندما اردنا خداع صاحب التجربة …. لانه من الاستحالة كما قلنا القيام بهذه المحاكاة لالة الزمن عبر وضع نسخ الا لو اردنا الخداع و لم نلتزم بعدم استخدام اله الزمن ..
لكن الغرب بخطوتهم هذه من كانوا يريدوا ان يخدعوا، و من هو صاحب التجربة في تجربة الغرب ؟! .. هل نحن اصحاب التجربة ؟!
فالغرب قد قام بعمل نسخة متطابقة من الكتاب في المعنى ….. و جعلها بخط مختلف و لغة مختلفة ( يوناني ) ،و جعل النسخة بنفس مادة الكتاب ، و جعلها ملتصقة مع الكتاب في حجر واحد، حتى نثق بانها نسخة واحدة من موضوع الكتاب …و بانها بعمر واحد قديم … و بان تلك اللغة ( اليونانية ) عاصرت زمن صاحب الكتاب عندما كتب الكتاب .
ثم قام الغرب باقناع صاحب التجربة بفكرة التطابق في الاسماء، و لان الهيروغليفية تحتوي اطارات دائرية …… فالغرب اقنع صاحب التجربة بان الاطارات تحوي اسماء ملوك ، و لان النص اليوناني يحوي اسم ملك يوناني … فتمت المطابقة … و بدا الغرب بمطابقة الحروف الصوتية لكلمة بطليموس الموجودة في نسختة اليونانية ، مع رموز الكلمة الموجودة داخل الاطار في الهيروغليفية .
لكن هناك ملاحظة هامة جدا … نحن في عملنا كانت خطواتنا داخل تجربة افتراضية تخيلية لا يمكن اجراها في الواقع، فلا يمكن تجاوز قوانين الزمن، و لا تواجد اله زمن بشكل واقعي، فالسؤال المنطقي :
كيف سافر الغرب الى الماضي و قام بعمل نفس خطواتنا و جعل نسخته ملتصقة بالكتاب ، هل صنع اله زمن و نحن لا نعلم ؟!
من الاستحالة وجود اله زمن …….. و من الاستحالة ان الغرب سافر للماضب ، و لذلك فالغرب لم يسافر ابدا ، و لم يرسل الغرب اي رجل منهم الى الماضي كمندوب عنه ليحكم مصر ( بطليموس ) ، و لم يكتب مندوبهم بطليموس اليوناني الحجر في الماضي ، و لم يحكم مصر و لا يعرف مصر ، لان الحقيقة ان الغرب كتب الحجر حديثا و اقنع صاحب التجربة بانه من الماضي و بان لديه مندوب عنه كان يعيش في مصر في الماضي .
لقد اقنع الغرب صاحب التجربة بهذه النسخة ، بسبب مادة الكتاب ( الحجر ) و طريقة الكتابة التي كانت عملية قديمة في الكتابة و هي الحفر على الحجر ، التي اوحت لصاحب التجربة بانها من زمن قديم جدا .
لقد استطاع الغرب صناعة الة زمن بهذه الطريقة بان جعل نسخته تبدو قديمة ، و كذلك عندما قام بتاليف قصة تخيلية افتراضية غير واقعية مثل تجربتنا السابقة ، حول ملوك يونان حكموا مصر قديما ، و في فترة حكم كتبوا هذا الحجر …. و جعلوا هذه القصة التخيلية مادة تاريخية حقيقية تدرس في المدارس و الجامعات، فاقتنع صاحب التجربة بهذه القصة و اعتقد بانها واقعية، و تم خداعه .
و هكذا تم حل تلك الاستحالة في فك و قراءة النقوش القديمة عبر خدعة اللغة الوسيطة .
و بالرغم من تاكدنا من كون الحجر مزيف … لكن لو افترضنا ان الغرب فعلا كان لديه الة زمن …… و قاموا بهذه الخطوة و نحن نثق بانهم سيخدعونا فقط للحصول على الجائزة و لن يخدعونا بالترجمة ابدا … فعمل الغرب يبدو نوعا ما منطقي و كان حريص جدا بنفس حرصنا .
لكن الغرب بعدها قام بخدعة اخرى ايضا بواسطة شامبلبون ، لان شامبليون بعدها كان يحتاج الى احجار كثيرة بنفس حجر رشيد و لانها غير متوفرة ، لجا الى عمل مطابقة بين كتابة قديمة على حجر مع نسخ موجودة على ورق الطابعة ، و لم تتحق الشروط التي توفرت في تجربتنا التي تحتاج الى نفس مادة الكتاب او حجر رشيد .
و الاسباب الجوهرية التي ادت الى مرور الخدعة الثانية شيئين :
1- عدم ادراك عمر الوثائق.
فلا يصح ابدا علميا و منطقيا مطابقة وثيقة قديم، بكلام موجود في وثيقة حديثة ، لانه عندما نريد المطابقة بين وثيقة قديمة مع كلام موجود في وثيقة اخرى، فنحن نحتاج الى مقياس زمني يؤكد لنا بان عمر الكلام الموجود في الوثيقة الاخرى متطابق مع عمر الوثيقة القديمة .
او بمعنى اخر .. لابد ان تكون الوثيقة الاخرى بنفس عمر الوثيقة القديمة .
و هذا هو المدخل الرئيسي و الذي بسببه صنع الغرب حجر رشيد، و قيامه بتلك الضجة، لاجل يمنح عمله منهج علمي ، لانه بهذه الطريقة يكون قد منح وثيقته اليونانية ( النص اليوناني ) الموجود فيه كلامه عمر متطابق مع عمر الهيروغليفية، او بمعنى اخر لقد جعل لغته تملك نفس عمر الهيروغليفية .
2 – عدم ادراك ميزة الكتابة المصرية الغير متوفرة عند بقية الكتابات .
فالكتابة المصرية يوجد فيها ميزة ، بانها تحمل قيمتين اثنتين و هما ( قيمة صوتية و قيمة معنى ) ، بخلاف الكتابات الاخرى التي تحمل قيمة واحد، و هي القيمة صوتية.
و لا يوجد اختلاف بين القيمة الصوتية و القيمة المعنى ، هما شيء واحد متطابق … المعنى و المنطوق في نقوش مصر هما شيء واحد.
المعنى متطابق مع المنطوق بشكل مباشر في نقوش مصر في لسان واحد ، و بدون احتياج الى معاني لغة وسيطة لتاكيد منطوق رموز نقوش مصر.
– فمثلا شامبليون في حجر رشيد جعل المطابقة بين رموز الهيروغليفية مع ما يقابلها من القيم الصوتية في الحروف اليونانية ( و ليس المعنى)
رمز = مخرج صوتي
– لكن شامبليون في القطعة الاخرى التي حصل عليها من مصر ، تم عملية المطابقة بين الرمز الواحد في الهيروغليفية مع المعنى .
رمز = معنى
مع ان … الرمز = المنطوق = المعنى
فمثلا رمز ( صورة عين انسان )
الصوت ( المنطوق ) = عين
و المعنى = عين
رمز عين = عين = عين
و لم يكن الغرب بحاجة الى كل تلك الصعوبة البالغة و الوقت الطويل لمعرفة القيم الصوتية للرموز لو كان فعلا صادق …… لانها قيمتها الصوتية هو المعنى الذي يمثله الرمز باللغة الجبتية التي ادعى بانها لغة النقوش …….. و كان سيصل لها بسهولة جدا من البداية لو كان صادق فعلا ، بدون احتياج الى صناعة حجر مزيف ( حجر رشيد ) و بدون حاجة الى قصة شامبليون و تصميم تمثال له في داخل جامعة باريس و بدون احتياج لصناعة تقويم زمني للمسلمين في مصر الذين يحملون معهم القراءن ، و جعل تقويمهم الزمني ياتي بعد التقويم الزمني للاقباط الذين يحملون معهم كتاب العهد القديم باللغة الجبتية .
و لاننا قد توصلنا بشكل علمي و منطقي الى اكتشاف هذا التزوير الواضح ، و الذي يتفق تماما مع قراتنا التاريخية التي جرت في اوروبا و دفعت بالاحداث الى احتلال مصر و المنطقة و التي كانت تشير كلها لوجود دلائل قوية على انه كان هناك مشروع عالمي انطلق من اوروبا متعلق بالدين و مرتبط هذا المشروع باحتلال مصر و المنطقة و اخفاء وثيقة من الارض …. و وصلنا الى اكتشاف ان منهج الغرب غير علمي و خاطىء في ترجمته لنقوش مصر ، و بان العملية واضحة وضوح الشمس بانها خدعة ، و الغرب قد قام باكبر عملية تزوير علمية و غير اخلاقية في التاريخ .
فان الدلائل كلها تشير فعلا و بقوة الى ان نقوش مصر هي الكتاب، و اصبح لدينا 99,9% احتمال بان الكتاب نقوش مصر، و لم يبقى امامنا الان الا العودة الى القراءن و اعادة قراءة خطاب القراءن و هل تتوافق مع هذه الاحداث الواقعية التي تتبعناها و التي تدور حول ترجمة الغرب لنقوش مصر …. ثم علينا البحث عن الختم الشرعي النهائي اليقيني المعتمد من القراءن و الذي يؤكد فعلا ان نقوش مصر هي الكتاب.