06/10/2020 00:00
الثورة الفرنسية ، هي الحدث المباشر الاهم الذي سبق ترجمة الغرب لنقوش مصر و المنطقة بشكل عام .
نحن طبعا لا نقوم بقراءة هذا التاريخ ، و هو عمل يحتاج الى جهد اكبر لباحثين ، و من الخطا ان ادعي اننا سنحلل تلك الفترة بجملتين او نقاط … و نختصر زمن بجملتين … الموضوع يحتاج بحث كبير و استخلاص نتيجة …. لكن نحن فقط نتحدث عن الاشياء التي متعلقة بنا من تلك الاحداث .
ايضا … نحن نحاول الخروج ب فكرة عامة من الاحداث فقط ، فهناك احداث كثيرة مترابطة و يمكن اعتبارها اسباب تنفي فكرة عامة لدينا .
لكن دعونا نفترض افتراض …. ماذا لو ؟!
ماذا لو انا حاولت اعادة قراءة التاريخ من المصادر الرسمية، و جعلته يسير بشكل منطقي و متوازي بالادلة الموجودة في مصادر مع فكرة معي و هي ان السبب الرئيسي لقيام الثورة الفرنسية هو مشروع احتلال المنطقة و تزوير الكتاب و القضاء على الاسلام .
ثم جعلت هذا التاريخ و هذه الفكرة هو تاريخ رسمي الذي يدرس في المدارس و الجامعات في دولتي ؟! …. ما الذي سيحدث ؟!
هل تتوقعون بان فرنسا و الغرب ستنتقد هذا العمل ؟!
طبعا …….. بلا شك …سيبعثون رسائل احتجاج قوية ، كيف تحول اهداف تلك الثورة الخيالية الانسانية ، الى ثورة لاجل تلك الفكرة ، بل سيقولون باني اصنع عداء عند الشعوب ناحية فرنسا … و ادعو للكراهية .
يعني بالمختصر ……… التاريخ يكتب على حسب المزاج، و لا يوجد دليل يؤكد حقيقة تاريخ ……. لاني قمت باعادة قراءة التاريخ بشكل منطقي و من المصادر و استخلصت نتيجته و جعلته تاريخ رسمي يدرس و لا يوجد اي مشكلة في كلامي فكل شيء سار بشكل سليم ، يعني لا تفرض عليك قراءتك ، فلدي انا قراءة مختلفة ، و الفكرة العامة انهم اتفقوا على فرض قراءتهم علينا ………… و هذه هي مختصر مقولة قائدهم العظيم نابليون : التاريخ مجموعة اكاذيب متفق عليها.
فهل كان تاريخ الثورة الفرنسية من ضمن تلك الاكاذيب المتفق عليها .
طبعا قد يبدو كلامي مضحك بنظر الكثير ، لكن كما قلت انا لا اتحدث عن تاريخ مدته 100 و اختصر كل احداثة بكلام عام و افرض منطقي، بل نتحدث عن اطار عام لهذا التاريخ.
و هذا الاطار العام : ماهو السبب الرئيسي الذي لاجله قامت الثورة الفرنسية ؟!
لان هناك جدل كبير حول اسباب تلك الثورة ، و هناك من يطرح اسباب كثيرة منها :
● من بين اسباب الثورة تسلط الكنيسة
لكن تسلط الكنيسة ليس مقتصر على فرنسا، فالكنيسة في كل مكان ، فلماذا اقتصر الامر على فرنسا ؟!
طبعا هذا سؤال منطقي ، و لا يعتقد البعض بانه سؤال غير منطقي لان اريد احاكم التاريخ ، و بان الامر صدفة ، و تدافع احداث كثير سيقود لثورة .
لا يوجد شيء عفوي ..في اسباب … لان ظروف فرنسا هي نفسها ظروف بقية محيطها بخصوص الدين و الكنيسة .
● ايضا من اسباب ان الكنيسة حاربت العلوم التجريبية
هذا ليس سبب يقوم ثورة ، هذه تفسيرات كرتونية طفولية ، يحاول تصوير مجتمع يوناني تخيلي لديه احتياج للعلم ، لان المجتمع لا يقوم ثورة لاجل هذه القضايا التي لا يهتم بها ، هناك سبب قاهر جدا هو من سبب تلك الثورة …. فقر و جوع الخ .
طبعا لو تلاحظوا بان تركيز اسباب الثورة يقوم على اسباب الكنيسة، لانها اصلا اشتهرت بانها ثورة جاءت بالعلمانية و فصلت الدين عن الدولة .
لكن لماذا احتاجت الى ثورة علمانية ، و غيرها دول لم تكن بحاجة و عاشت بجانب فرنسا و لم يقم فيها ثورة ، مثل بريطانيا ، و المجتمع في بريطانيا نفسه في فرنسا . استمرت بريطانيا بدون حاجة الى ثورة.
وهذه الفكرة … لها جواب بانه يعود لهذه الثورة الفضل في نشر العلمانية في بقية اوروبا .
طيب …لكن العلمانية في بقية اوروبا مثل بريطانيا لم تحتاج الى ثورة و قامت فيها علمانية …. كان يمكن نشر العلمانية و نشر كل الافكار و القيم بشكل عادي بدون احتياج لثورة … فحاكم يقوم بنشرها .
ولانه كما هو معروف في التاريخ بان الطبقة البرجوازية المتنورة في فرنسا كان لها النصيب الأكبر في تحريك الثورة وقيادتها .
فالغريب .. كيف ان طبقة برجوازية و هي التي لديها القدرة على احداث تغيير في بلد بدون ثورة …. و مثل هذه الاشياء تتم عبر القيام ب انقلاب فقط ، و كل شيء كما هو .
● من بين اسباب الثورة هو الاقطاع و الطبقية
حسب التاريخ … كان المجتمع في فرنسا يتألف من ثلاث طبقات يأتي على رأسها طبقة النبلاء يليها رجال الدين وأخيراً الطبقة الثالثة وهي الطبقة الوسطى (عمال وفلاحين)، وعليها كل الواجبات.
و هذا يمكن ان يكون فعلا سبب وجيه لقيام ثورة .
طبعا نحن ليس لدينا توثيق و معلومات من ارشيفنا لوضع فرنسا حتى نتأكد من الاقطاع.
لكن هناك رحلة قام بها رجل تركي الى فرنسا ( محمد جلبي افندي ) قبل الثورة الفرنسية ، و يتحدث في رحلته عن مدى جمال فرنسا و اختلاف الفرنسي عن ( العثماني ) ، و عن جمال الحياة هناك و حياة الناس في فرنسا و لم يتحدث عن اي شيء سيء ، بل ان هذه الرحلة كان لها دور كبير جدا في ادخال تركيا للحداثة ، لان هذه الرحلة ساهمت في تغيير عقلية سلاطين العثمانين و انفتاحهم .
هذه الرحلة مشهورة في الثقافة التركية الحالية، فهي رحلة تشبه رحلة الحبرتي الى فرنسا ايضا ( تلخيص الابريز في وصف باريس )
يعود الفضل لتلك الرحلة لبداية التاثير الفرنسي يظهر نوعا ما في تركيا ، من البناء و العمارة و التنظيم و الادارة … الخ …. تماما كما قام محمد علي باشا بنقل التاثير الفرنسي لمصر بعد رحلات الجبرتي و غيرهم .
طبعا هي رحلة رسمية لفرنسا و تعتبر وثيقة رسمية ، و لا علاقة لنا الان في كونها رحلة مزيفة او كاذبة ، فليس موضوعنا لانها معترفة رسمية في ارشيف العثمانين حتى اليوم .
و اذا كانت مزيفة ، فلماذا ؟! ……. و ما الغاية ؟ . و عندها سنفتح موضوع بان كل الوثائق مزيفة و علينا قراءة واقعية بدون وثائق .
ثم لماذا العثماني اختار فرنسا دون غيرها ، بالرغم من ان فرنسا قبل الثورة هي نفسها مثل اي مكان في اوروبا ، يعني لم تكن مركز هام ، فهناك ايطاليا عصر التنوير و روما اجمل و هي اقرب للتركي ؟!
ملاحظة : في رحلة هذا الرجل تحدث عن الفارق بين الفرنسي و العثماني … و لم يتحدث عن تركي او مسلم ، فهو ينسب نفسه كعثماني و ليس تركي او مسلم .. فهل رحلته الى الى فرنسا كمسلم ام كتركي ام كعثماني ، لانه حسب التاريخ العثمانين حاكمين المنطقة كخلافة اسلامية ، لكن لم يكن المسلم يسمي نفسه عثماني بل مسلم او عربي …. ام انه كانوا ينظرون لنفسهم كقوم مختلفين عن اخرين داخل دولة تظم اقوام اخرى .. فكيف خلافة ؟!
فهل هذا تاريخ حقيقي ؟!، و لماذا ؟!
سنترك الموضوع هذا …. بس انا اردت ان انبه لمثل هذه النقاط عند قراءة التاريخ … حتى يدرك الكثير بعض المداخل التي تؤكد لهم بان تاريخ العثمانين وهمي …… و لم يحكموا العثمانين المنطقة حسب التاريخ .. لم نعرف الاتراك الا عند دخول الغرب ، كانوا هم وكلاء لهم فقط . و الغرض من هذا التاريخ باننا كنا نحكم من قبل العثمانين طوال 600 سنة هو من اجل استعباد مخيلة المسلم العربي ، و جعل مخيلته متواجد فيها التركي دائما، و بانه لا يعرف نفسه الا و الاتراك حاكمين له .. تابع للاتراك .
الرجل العثماني ( محمد جلبي افندي ) في رحلته لفرنسا قبل الثورة الفرنسية يصور نفس العالم الذي صوره الحبرتي في رحلته الى فرنسا بعد الثورة الفرنسية .
فلماذا قامت الثورة الفرنسية ؟!
هذا السؤال منطقي جدا ، و هناك مؤرخين اوربيون يتحدثون بنفس هذا المنطق الذي نتحدث عنه .
فمثلا …. مؤرخ اسمه “روبرت دارنتون” أستاذ تاريخ أوروبا الحديث في جامعة “برنستون” في ذكرى احتفال فرنسا بمرور مائتي عام على قيام الثورة الفرنسية قائلاً: إذا كانت فرنسا تحتفل بمرور مائتي عام على سقوط الباستيل، وإزالة الإقطاع، وإعلان حقوق الإنسان والمواطن، فإن الوضع في فرنسا في الفترة التي قامت فيها الثورة لم يكن في حقيقة الأمر على كل ذلك القدر من السوء كما يعتقد الكثيرون. فالباستيل كان خاليًا تقريبًا من السجناء وقت الهجوم عليه . كذلك كان الإقطاع قد انتهى بالفعل وقت أن أعلنت الثورة إلغاءه أو لم يكن على الأقل موجودا بمثل تلك الدرجة الفاحشة.
● من بين اسباب الثورة كراهية النظام الملكي و رغبة في نظام جمهوري يحكم بحكم الشعب .
لكن غريب ……. الثورة الفرنسية عملت بنفس الشيء الذي حاربته و قامت من اجل القضاء عليه ، فالثورة تبنت الحكم ديكتاتوري و الملكي بعد قيامها .
فبعد الثورة اصبحت فرنسا ملكية و ديكتاتورية .
فلماذا قامت هذه الثورة ؟!
● من بين اسباب الثورة من اجل القضاء على الدين او من اجل ابعاد الدين نهائيا من الحياة السياسية .
لكن غريب … الثورة الفرنسية كانت مواقفها يدل على وجود اهتمام مركزي بالدين .
كيف
– فنابليون الثورة الفرنسية ، الثورة التي تخلت عن الدين ، هو من تسلم مفاتيح كنيسة قديمة في القدس و سلمها له حاكم عثماني، و مازالت هذه الكنيسة تحت ادارة الحكومة الفرنسية الى اليوم .
عجيب و غريب …. ثورة علمانية منشغلة و مهتمة بالكنيسة
– ايضا الثورة وعدت الحركة الصهيونية بإقامة دولة لليهود إن نجحت الحملة الفرنسية في احتلال مصر والمنطقة العربية .
عجيب و غريب …. ثورة علمانية منشغلة و مهتمة باقامة دولة على اساس ديني .
فلماذا قامت هذه الثورة ؟!
● و من بين اسباب الثورة هو الحقوق الانسانية، احترام الانسان و الايمان بحقوقه كانسان و العدل و المساواة .
لكن هذه القيم الرائعة لم تكن من اسس تلك الثورة و لم تكن من اعمال تلك الثورة و لا من نتائج تلك الثورة .
1- قامت الثورة ضد الظلم و القهر ورفعت عبارة: (الحرية – الإخاء – المساواة) كشعار لها.
لكن كيف يعقل هذه الشعارات و القيم الرائعة التي قادت الى الثورة ، لكن حسب التاريخ الرسمي ف المذابح و المجازر التي قام بها الثوار كبيرة جدا .
المؤرخ البريطاني يقول : إذا كانت الثورة قد أعلنت حقوق الإنسان والمواطن فإنها لم تلبث أن أهدرت هذه الحقوق بما ارتكبته من جرائم ومذابح وموجات إرهاب اجتاحت فرنسا كلها بعد 5 سنوات فقط من إعلان تلك الحقوق لدرجة أن بعض المؤرخين البريطانيين مثل “ألفريد كوبان” كان يصف هذه الإعلانات (حقوق الإنسان والمواطن) بأنها مجرد أسطورة.
ويقول المؤرخ الفرنسي “بيير كارون” الذي أصدر عام (1354هـ = 1935م) كتابًا عن المذابح التي حدثت في السجون الباريسية إبان عهد الثورة في (15 من محرم 1207هـ= 2 سبتمبر 1792م).. يقول عن هذه المذابح: إن هذه المذابح كان لها طابع (شعائري) جارف،
والغريب أن الذين كانوا يقترفون هذه المذابح كانوا يرتكبونها باسم الحرية وحقوق الإنسان و(المواطن والعدالة والمساواة)!
سيرجو بوسكيرو رئيس الحركة الملكية الإيطالية فيقول: إن الثورة الفرنسية كانت عبارة عن حركة معادية للشعب الفرنسي إبان قيامها، كما أن أسطورة السيطرة الشعبية على سجن الباستيل لم تكن سوى عملية سطو على مخزن الأسلحة في الباستيل الذي كان يستضيف 7 مساجين فقط، منهم 3 مجانين.
ويضيف قائلاً: إن الثورة الفرنسية بحق قامت بأكبر مجزرة في التاريخ أو على الأقل في الشعب الفرنسي، حيث قتلت 300 ألف فلاح، وهي بذلك تعد منبع الإرهاب العالمي؛ إذ ولدت “ظاهرة الإرهاب” من الثورة الفرنسية.
2- اتخذت الثورة الفرنسية مبادئها من أفكار الفلاسفة: “جان جاك روسو” و”فولتير” و”مونتسكيه”، و يعتبرون هم الاعمدة الفكرية التي بنت الثورة الفرنسية ، او ان الثورة الفرنسية تبنت افكار اولئك المفكرين .
لكن هذه الافكار و القيم التي جاء بها هولاء المفكرين كان تحمل داخلها روح الشر و الاجرام و الكراهية .
فمثلا هناك المفكر مونتسيكو صاحب كتاب ” روح القوانين” ، يتحدث بشكل واضح عن احتقاره للاجناس الاخرى البشرية ، ف وصاحب كتاب “روح القوانين” يقول في تبرير استرقاق البيض للسود كلامًا لا يمكن صدوره من عقل مفكر.
يقول مونتسكيه في بعض عباراته: “لو طلب مني تبرير حقنا المكتسب في استرقاق السود لقلت إن شعوب أوروبا بعد أن أفنت سكان أمريكا الأصليين لم تر بدًا من استرقاق السود في إفريقيا لتسخيرهم في استغلال تلك البقاع الواسعة، ولولا استغلالهم في زراعة هذه الأرض للحصول على السكر لارتفع ثمنه”.
يقول مونتسكيه في تبرير جرائم الاستعمار الرجل الابيض : “أولئك الذين سخروا في هذا العمل ليسوا غير أقوام من السود، فطس الأنوف لا يستحقون شيئًا من رحمة أو رشاد”.
ويقول: “إنه لا يتصور مطلقًا أن الله بحكمته السامية قد وضع في تلك الكائنات السود ارواحًا يمكن أن تكون طيبة”.
3- هذه الثورة لم يكن من نتائجها تلك القيم و المفاهيم و الحقوق.
لان حكومات الثورة الفرنسية قامت باعمال متناقضة تماما مع ما أعلنته الثروة من مبادئ (الحرية والإخاء والمساواة).
فكيف ترفع تلك الشعارات و تطبق نقيضها على غيرك .. المبادىء الحقة تؤكد التزام الانسان بها في اي مكان ، لكن هذه القيم و الشعارات طلعت كذب ، بل انت قمت بنقيضها بشكل متوحش .
فمثلا ………… لم تمر عشر سنوات ، بل اثناء الثورة نفسها لان الثورة استمرت عشر سنوات ، حتى قررت الثورة احتلال البلدان و تعاملت مع شعوب و مجتمعات البلدان المحتلة بمنطق السيد والعبد.
بل قامت و ارتكبت مجازر متوحشة في كل الدول المحتلة ، و من منطلق كراهية متوحشة و تلذذ بالقتل ، و من نظرة عدم وجود اي نظرة انسانية ناحية تلك الشعوب.
—————————
فلماذا قامت هذه الثورة ؟! … او ما هو السبب الجوهري الرئيسي المباشر الذي دفع لقيام هذه الثورة ؟!
على افتراض انها ثورة ، ف نحن نعتقد بنسبة كبيرة جدا بان السبب المباشر الجوهري للثورة الفرنسية هو :
مشروع خطة احتلال مصر و الشرق … تزوير الكتاب و لاجل المال.
لانه عند الاطلاع على خطة احتلال مصر و المنطقة التي بعثها الفيلسوف و السياسي و الرياضي ليبنتيز لملك فرنسا قبل تقريبا 100 سنة من الثورة الفرنسية ، كانت تحتاج الى قوة متوحشة تنفذ هذه الخطة .
لماذا ؟!
لعدة اسباب
1- لان الخطة تتحدث عن مشروع عالمي ضخم و كبير ….. يجعل فرنسا تحكم العالم و الشرق ، و بان هذا المشروع سيسمح بتوحيد اوروبا و بصناعة كنيسة واحدة في العالم تخدم اوروبا .
فالخطة كانت مهتمة و مركزة على الجانب الديني و صناعة كنيسة واحدة ، و ربطت هذا الجانب بضرورة احتلال مصر و الشرق.
فنحن نعتقد بانه كان هناك خطة متعلقة بالدين بشكل عام، تحمل هدف ديني عبر احتلال مركز ديني .
و كما نعلم بان الثورة الفرنسية ارتبطت بعلاقة مع الدين ، لكن من منطلق معاداة الدين .
2- في اثناء الثورة الفرنسية، و في ظل وضع غير مستقر في فرنسا ، و في ظل ثورة لم تكتمل بعد ، يتطلب من مركز القرار التركيز في الشان الداخلي و محاولة اصلاحه و تثبيت الثورة، لكن الثورة الفرنسية كانت مهتمة و مركز بشكل غريب بتجهيز حملة عسكرية ضخمة لغزو و احتلال مصر و المنطقة .
بمعنى اخر …… الثورة الفرنسبة لم تكن منشغلة بترتيب وضعها الداخلي ، بقدر ما كانت مهتمة جدا بترتيب وضع خارجي ، بغزو مصر و المنطقة .
3- حسب التاريخ الرسمي كان نابليون مهتم و منشغل و منكب في قراءة رسائل ليبنتيز ( خطة احتلال مصر ) ……… قبل انطلاق حملته العسكرية الكبيرة و الضخمة الى مصر و المنطقة .
و هنا نتاكد بان مشروع خطة احتلال مصر كان حاضر بقوة داخل مشهد الثورة .
الواحد يستغرب … من شخص غازي و مهتم بمطالعة تلك الخطة قبل قدومه لغزو مصر ، لانه من المفروض بان هذا الشخص يطالع خرائط جغرافية و يطالع ظروف مناخية و ترتيبات محيطة بمكان الغزو و موازين القوة .
لكن مطالعة كتاب فكري و ايديولوجي صرف … يتحدث عن خطة ايديولوجية و فكرية و دينية …. فهو يؤكد بان هذه الخطة كانت حاضرة بقوة في المشهد، و هي من دفعت المشاهد للثورة الفرنسية.
هذا يعني بان الخطة كانت هدف مركزي في وعي الثورة الفرنسية
4- حسب التاريخ بان الصهيونية ساهمت في دعم الثورة و الثوار ماليا لاجل تبني مشروع صناعة وطن لليهود في المنطقة .
فقد وعد الثوار بإقامة دولة يهودي في فلسطين إن نجحت الحملة الفرنسية في احتلال مصر والشرق العربي.
الوعد الفرنسي بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين كان مقابل تقديم الممولين اليهود قروضًا مالية للحكومة الفرنسية التي كانت تمر آنذاك بضائقة مالية خانقة، والمساهمة في تمويل الحملة الفرنسية المتجهة صوب الشرق بقيادة بونابرت.
و هذا يدل بان هناك علاقة بين المال و الهدف الديني ( اليهودية ) لدى الثورة الفرنسية التي قامت لاجل محاربة الدين ( المسيحية ) .
و هذا يعني بان فكرة العلمانية و القيم الانسانية و تحييد الدين في الامور السياسية كان كاذب ، بل ان السياسة التي انتهجتها الثورة كانت تحمل طابع ديني و غاية دينية .
و لان الثورة قامت لاجل موضوع يخص اليهودية ، و لان اليهودية هي الجماعة الدينية التي توصلنا بانها الجماعة التي تنطبق عليها موصفات القصة الافتراضية التي رسمناها من خلال القراءن، فالاحتمال كبير جدا ….. بكون الثورة الفرنسية قامت لاجل فكرة لها علاقة بقصة الكتاب و المنطقة .
هذا يعني بان الدين كان هدف مركزي لدى الثورة .
——————–
ثورة لبست ثوب ثورة علمانية لا علاقة لها بالدين، لتخفي كونها قامت لاجل مشروع عالمي كبير يحمل هدف ديني و مال ، تحمل قيم احتقار للاقوام الاخرى المختلف عن الابيض، و انطلقت تمارس القتل و التوحش ضد الاقوام الاخرى ، و في نفس الوقت لديها اله اعلامية قوية تقوم على الزيف و الكذب و ا ستطاعت ان تجعل العالم يراها بشكل جميل ………. فهي تبدو لنا بانها ثورة ابليس في الارض لاجل اخفاء حقيقة في الارض …… و هذه الحقيقة هي الكتاب .
تدبر جيدا … سطر سطر … جميع اوصاف الثورة الفرنسية ( المال الدين الاعلام المزيف و الكاذب و الاحتقار للاخر و كراهيتة و ممارستها للقتل و الذبح و الاجرام ) في قصة ابليس في القراءن .
{وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون (30) وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين (31) قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم (32) قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون (33) وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين (34) وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين (35) فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين (36) فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم (37) قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون (38) والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون (39) يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون (40) وآمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم ولا تكونوا أول كافر به ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا وإياي فاتقون (41)}
{وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس قال أأسجد لمن خلقت طينا (61) قال أرأيتك هذا الذي كرمت علي لئن أخرتن إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا (62) قال اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا (63) واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا (64) إن عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيل}
{قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت أم كنت من العالين (75) قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين (76) قال فاخرج منها فإنك رجيم (77) وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين (78) قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون (79) قال فإنك من المنظرين (80) إلى يوم الوقت المعلوم (81) قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين (82) إلا عبادك منهم المخلصين (83) قال فالحق والحق أقول (84) لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين (85) قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين (86) إن هو إلا ذكر للعالمين (87) ولتعلمن نبأه بعد حين (88)}
——————–
لذلك نحن نعتقد بان الثورة الفرنسية لم تقم الا لاجل هدف رئيسي مركزي واحد و هو احتلال مصر و بلاد المسلمين و العرب و صناعة دين جديد في الارض .
و هذه النتيجة تؤيد و توازر فكرة كون ان الثورة الفرنسية لم تقم الا لاجل تجهيز حملة للمنطقة لاجل تزوير و احفاء الكتاب و كتابة كتاب اخر و هو كتاب اليهود ….. و هذا يتطابق مع فكرة كون القصة التي يتحدث عنها القراءن حول الكتاب فعلا حديثة و قد وقعت في فترة قريبة من الزمن و ليست فترة قديمة .
خطة احتلال مصر …. قد تكون هي السبب لانه كان من بين اهدافها ايضا صناعة هذا الوعي المزيف في عقل المسلم عبر قصة مزيفة ، و جعله يعتقد بان القراءن يتحدث عن قصة ( ابوجهل و ابوسفيان و الخ داخل مكة ) .
——————–
اما بخصوص العثمانين
هناك علاقة قوية تاريخية بين دولة اسطنبول ( التركية ) و فرنسا، فكما ذكرنا بان اقدم سفارة لتركيا في فرنسا ، و اول رحلة تركية لاوروبا كانت لفرنسا التي كان لها اثر في تحول فكري و عمراني في تركيا قبل 300 سنة .
ظهور العثمانين في المنطقة، في نفس فترة الثورة الفرنسية، فنحن لا نعرف الاتراك الا بذلك العمر .
و كما قلت لا تصدقوا قصة خلافة قبل الغرب ، عالم وهمي لاستعباد الناس داخله و جعل النسلم و العربي لا يتخيل تاريخ الا بالاتراك، جعل الاتراك حاضرين بشكل كبير في مخيلة المسلم .
لانه اين كانت هذه الخلافة اثناء دخول المحتل الغربي ؟!
لم يقاتل الغرب الا سكان المنطقة، و لم نسمع اي معركة في تاريخنا الشعبي بين الاتراك و الغرب .. و لان هذه الملاحظة ملفتة حاول كاتب التاريخ القضاء عليها باختراع قصص معارك بين العثمانين و الغرب مزيفة .
لكن لو تطالع اسماء تلك المعراك … ستجدها اسماء مضحكة جدا، فكل مسمياتها باسماء يونانية ، استحضار الفضاء اليوناني لتجسيد عالم وهمي …. فلا توجد معارك باسماء اماكن عربية حسب تسميات سكان المنطقة ، لكن اسماء يونانية .
ايضا لاحظ ……………. عندما يدخل الفرنسين بلاد في المنطقة ، لاحتلالها تجد بعدها بشكل مباشر يظهر تركي عثماني يتولى منصب حاكم البلاد .
في مصر تونس و الجزائر و الشام .
الشراكة التركية الفرنسية القوية ….. تشير الى كون القصة فعلا حديثة و كانت بالتعاون مع الاتراك … و بان القصة التي يتحدث عنها القراءن حديثة جرت في فترة ظهور العثمانين ( الاتراك ) في عالمنا.