6/18/2020 0:00:00
■■■ ماهو حجر رشيد ؟ ■■■
● حجر رشيد ( حجر روزيتا عند الغرب ) هو حجر من البازلت الاسود و قد تم اكتشافه في يوليو عام 1799 . وهو حجر من البازلت الأسود، طوله 115 سم، وعرضه 73 سم، وسمكه 28 سم، ويعتقد أن ارتقاعه الأصلى كان ست أقدام ولكن زالت قمته العليا والزوايا من أعلى وأسفل.
حسب كتاب “رشيد” للكاتبة جيهان ممدوح مأمون، فإن الحجر اكتشف تحت أنقاض قلعة قايتباى “طابية رشيد”، بالمدينة على يد جندى فرنسى اسمه بير فرنسوا بوشار أثناء قيامه بأعمال هندسية بداخلها، ويعتقد بأن الحجر كان ضمن نصب تذكارى ضخم يقع بأحد معابد رشيد القديمة، ويعتقد أنه كان قائما على قاعدة مرتفعة.
الحجر يحتوي على على ( ثلاثة خطوط )، الجزء العلوي من الحجر مكتوب بالخط الهيروغليفي و الجزء الاوسط من الحجر مكتوب بالخط الديموطيقي، بينما الجزء السفلي من الحجر مكتوب بالخط اليوناني.
● ما هي المناسبة التاريخية لكتابة هذا الحجر ؟!
الحجر عبارة عن مرسوم صدر في ممفيس مصر في عام 196 قبل الميلاد خلال الأسرة البطلمية ( 330 ق.م – 60 ق.م ) نيابة عن الملك بطليموس الخامس إبيفانيس .
و مناسبة كتابة الحجر …. قامت ثورة فى مصر من قبل الكهنة على بطليموس الرابع فى الدلتا، وبعد وفاته 204م، قامت فتن داخلية ثم تولى حكم مصر ابنه بطلميوس الخامس (إبيفانس 204 ق.م – 180 ق.م) ، فقضى على الثورات و عفا عن الناس و ألغى الضرائب و أفرج عن المسجونين و أعاد إلى الكهنة امتيازاتهم التى سلبها أبوه .
و هنا أراد الكهنة تمجيد أعمال بطليموس الخامس ……….. فقاموا باحتفالات كبيرة لمبايعته وسجلوا تلك الأعمال على حجر رشيد، و يتضمن الحجر مرسوماً من الكهنة المجتمعين في مدينة منف (ميت رهينة-مركز البدرشين–محافظة الجيزة حاليا ) يشكرون فيه الملك بطلميوس الخامس حوالي عام 196 ق.م لقيامه بوقف الأوقاف على المعابد وإعفاء الكهنة من بعض الالتزامات.
وسجل هذا المرسوم بخطوط ثلاثة هي حسب ترتيب كتابتها من أعلى إلى أسفل: الهيروغليفية، الديموطيقية، اليونانية، وقد فقد الجزء الأكبر من الخط الهيروغليفي وجزء بسيط من النص اليوناني، وقد أراد الكهنة أن يسجلوا هذا العرفان بالفضل للملك البطلمي بالخط الرسمي خط الكهنة وهو الخط الهيروغليفي، وخط الحياة اليومية السائد في هذه الفترة وهو الخط الديموطيقي، ثم بالخط اليوناني وهو الخط الذي تكتب به لغة البطالمة الذين كانوا يحتلون مصر.
و كان الغرض من كتابة الخطوط الثلاثة التي كُتب بها الحجر، أن يتمكن الكهنة في مصر و الشعب المصري و البطالمة في الدولة اليونانية المجاورة من فهم هذا محتويات المرسوم.
و يعتقد بأن الحجر كان له نسخ عديدة لكنها اندثرت و لم يبق منها إلا حجر رشيد.
الحجر يعتبر أول نص ثنائي اللغة مصري قديم تم اكتشافه في العصر الحديث ……….. و لذلك فقد أثار الحجر اهتمامًا عامًا واسع النطاق بإمكانيته لفك رموز هذا النص الهيروغليفي غير المترجم سابقًا.
الحجر هو مرسوم واحد مكتوب في الحجر بثلاث نسخ ، و لا يوجد اختلاف بين النسخ سوى اختلافات طفيفة بين الإصدارات الثلاثة ، لذلك أصبح حجر رشيد ( حجر روزيتا) مفتاح لفك رموز الكتابة الهيروغليفية المصرية ، و هو من فتح نافذة على التاريخ المصري القديم.
و من حسن حظ الحضارة المصرية أن تم اكتشاف حجر رشيد عام 1799م، لان ذلك الحجر الذي ضم مفاتيح اللغة المصرية القديمة ، والذي لولاه لظلت الحضارة المصرية غامضة لا ندري عن أمرها شيئًا؛ لأننا لا نستطيع أن نقرأ الكتابات التي دونها المصريون القدماء على آثارهم.
ملاحظة : حسب المصادر الغربية بانه تم اكتشاف ثلاث نسخ مجزأة أخرى من نفس المرسوم في وقت لاحق . و قد تم اكتشاف نقوش مصرية قديمة ثنائية اللغة أو ثلاثية بجانب حجر رشيد : مرسوم الإسكندرية في 243 قبل الميلاد ، مرسوم كانوبس في 238 قبل الميلاد ، و مرسوم بطليموس الرابع ، ج. 218 ق.
لذلك لم يعد حجر Rosetta فريدًا من نوعه ، لكنه كان المفتاح الأساسي للفهم الحديث للأدب والحضارة المصرية القديمة.
—————————
ما هي التطورات الرئيسية العلمية التي جرت و ادت الى فك هذا حجر رشيد ؟!
● 15 يوليو 1799 …………. تم اكتشاف الحجر في بلدة رشيد
● 19 يوليو 1799 ………… تم الاعتراف رسميا بأن الحجر قد يكون هو ثلاث نسخ لنص واحد من قبل اللجنة العلمية في القاهرة ……. و مكتوب بالخط الهيروغليفي و اليوناني القديم .
● 30 يولبو 1799 ………. تم نقل الحجر الى القاهرة .
● اغسطس 1799 …….. بدا تداول الاسم الرسمي المعروف للحجر عند الغرب ( حجر روزيتا )، و أمر “نابليون ” قائد الحملة الفرنسية بإعداد عدة نسخ منه لتكون في متناول المهتمين بالحضارة المصرية في أوروبا بوجه عام وفي فرنسا بوجه خاص.
● سبتمر 1799 ……… تم نشر خبر الاكتشاف في صحيفة رسمية فرنسية ، و ظهرت فيها اول كلام يقول [ بانه ربما يكون الحجر في يوم من الأيام هو المفتاح لفك رموز الهيروغليفية ]
● 1800 …………تم الاعتراف رسميا بان النص الأوسط في الحجر مكتوب بالخط الديموطيقي المصري ( خط الشعب )، و يعود الفضل الى العالم الفرنسي مارسيل الذي كان في مصر ضمن الحملة الفرنسية
● 1802 ………….الحجر وصل إلى بريطانيا بمقتضى اتفاقية العريش التي أُبرمت بين إنجلترا بقيادة القائد “نيلسون” وفرنسا بقيادة القائد “مينو”، تسلمت إنجلترا بمقتضاها الحجر وآثارًا أخرى .
و بدأ الباحثون بترجمة النص اليوناني، وأبدى الباحثان “سلفستر دي ساسي” و”أكربلاد” اهتماماً خاصًّا بالخط الديموطيقي.
و توصل علماء الغرب الى النص الديموطيقي استخدم حروفًا صوتية لتهجئة ( الأسماء الأجنبية ) .
● 1803 ………. كانت دراسة النصوص جارية و ظهرت أول ترجمة كاملة للنص اليوناني و اكتشف بانه مرسوم كتبه ملك يوناني اسمه ( بطليموس) .
● 1814 ….. يعتبر هذا العام هو أول الخطوات الهامة التي ساهمت في فك الهيروغليفية .
و جاءت هذه الخطوة في مجال الخط الهيروغليفي على يد العالم الإنجليزي “توماس يونج” الذي حصل على نسخة مطبوعة من حجر رشيد عام 1814 والذي افترض أن الاطارات الدائرية و الموجودة في النص الهيروغليفي، تحتوي على أسماء ملوك .
● 1815…… تم اكتشاف مسلة فيلة و التي تتضمن نصا باليونانية و بالهيروغليفية .
و تم التاكد من الافتراض من قبل العالم ( توماس يونج ) .. بعد ان اعتمد على نصوص أخرى مشابهه كالمسلة التي عثر عليها في معبد فيلة في 1815 و التي تتضمن نصًّا باليونانية و آخر بالهيروغليفية، و كان النص اليوناني بعد ترجمته يتحدث عن ملكة اسمها( كليوبترا).
و هذا الافتراض ……… جاء من فكرة ان الاطارات تظهر دائما عندما يكون النص اليوناني يتحدث عن ملوك، و هذا يعني بان الاطار قد يحتوي على اسم ملك من باب التكريم و التعظيم كرسالة من ملك الى ملك يوناني .
لكن يونج كان بعتقد بان الكتابة المصرية …. كتابة رمزية و ليست صوتية .
● 1816 – 1821 ( خمس سنوات ) …..تم فيها فك اول كلمات الحجر .
لقد جرت محاولات هامة خلال هذه المدة ، من قبل العلماء في فك الهيروغليفية ، و كان من بين هولاء العلماء شاب فرنسي اسمه چان-فرانسوا شامبليون. ( 1790 – 1832 ) .
كان شامبليون يميل جدا لمعرفة اللغة المصرية القديمة و حضارة مصر القديمة، و ساعده في ذلك ما قراه من كتب اليونان و الرومان ، فتعلم اللغة الجبتية و كان يضطر الى لقاء بعض من الجالية القبطية في باريس حتى اتقنها جيدا حتى انه صبح استاذ في تدريس الجبتيه .
فاتقان شامبليون للغة الجبتية بجانب اليونانية و لغات اخرى و ايضا اطلاعه الكبير في التاريخ ………..كل هذا جعله يحاول فك الكتابة المصرية القديمة ، و اراد ان يكون له الفضل في فك هذه الكتابة .
فانهمك جدا في هذه المهمة العلمية و التاريخية و كان يضطر لشراء القطع و اللوحات و الرسومات حتى ينال شرف هذا الفتح العلمي الذي سيخلد اسمه في التاريخ .
حصل الشاب الفرنسي “چان-فرانسوا شامبليون” على نسخة من الحجر كما حصل عليها غيره من الباحثين و عكف على دراسته مبدئيا اهتماماً شديداً بالخط الهيروغليفي ومعتمداً على خبرته الطويلة في اللغة اليونانية القديمة، وفي اللغات القديمة بوجه عام منها القبطية .
كان على شامبليون أن يحل مجموعة من الافتراضات:
أولها: هل الخطوط الثلاثة (الهيروغليفية – الديموطيقية – اليونانية) تمثل ثلاثة نصوص مختلفة من حيث المضمون أم أنها تمثل موضوعاً واحداً ولكنه كتب بالخط الرسمي (الهيروغليفي)، و خط الحياة اليومية السائدة في هذه الفترة (الديموطيقي) ثم بلغة اليونانيين الذين كانوا يحكمون مصر.
ثانيها: يتعلق ببنية اللغة المصرية هل تقوم على أبجدية أي مجموعة من الحروف كاللغات الحية مثلاً ؟ أم أنها كتبت بعلامات تراوحت قيمتها الصوتية بين حرف وحرفين أو ثلاثة أو ربما أكثر.
ثالثها: هل عرفت هذه الكتابة حروف الحركة؟ … وهل العلامات تصويرية أم صوتية؟ وما هي الأدوات التي استخدمها المصري لتحديد معنى المفردات؟ وهل استخدمت المخصصات والعلامات التفسيرية ؟!!…الخ
لابد أن هذه الافتراضات والتساؤلات وغيرها كانت تدور في ذهن “شامبليون” وهو يتعامل مع الحجر ولابد أنه قد استرعى انتباهه أن هناك أكثر من خط للغة المصرية القديمة، فضلاً عن تساؤلات منها: هل هناك علاقة خطية بين الهيروغليفية والهيراطيقية والديموطيقية؟
وهل هناك من علاقة لغوية في مجال القواعد والصرف.. الخ.. ثم هذه العلامات الأسطوانية في النص الهيروغليفي والتي تحيط ببعض العلامات الهيروغليفية – والتي عرفناها فيما بعد باسم الاطار ماذا تعني؟
لقد قرأ شامبليون النص اليوناني في حجر رشيد ، وفهم مضمونه وقرأ فيه اسم الملك بطلميوس .
لقد سلك شانبليون منهج يعتمد على فكرة كون أسماء الأعلام غير قابلة للتغيير عند كتابتها باي لغة ، ثم تحرك الى فرضية أن هذا المرسوم الذي صدر في عهد الملك بطلميوس الخامس عام 196 ق.م لابد و أنه قد كتب إلى جانب اليونانية بخطين من خطوط اللغة الوطنية لمصر ….. ولابد أن اسم بطليموس باليونانية سوف يتكرر ظهورة في الخطين الهيروغليفي والديموطيقي.
لقد كانت الصعوبة لدى شامبليون تتمثل في ادراك حروف الحركة التي تحدد نطق السواكن بالفتحة أو بالضمة أو بالكسرة …… لذلك اعتمد شامبليون على فكرة أن الحروف الساكنة لأسماء الأعلام لا تتغير مهما تعددت اللغات التي كتبتها .
فمثلا … في العربية نجد اسم مثل ( مجدي ) لا يمكن للحروف الأولى الثلاثة ( م ج د ) أن تسقط عند كتابتها باي لغة ، وكذلك (حسن) وإن خفت حركة الحروف أو انقلبت أو أُبدلت .
يوجد داخل حجر رشيد اطار واحد و قد تكرر ست مرات ضم اسم، و تكرر اسم بطليموس عدة مرات في النص اليوناني، و هو نفس الاسم الذي ورد ايضا على مسلة فيلة بالإضافة إلى اسم (كيلوباترا)و التي اكتشفت عام 1815 .
لقد افترض شامبليون بان اسم (بطليموس) موجود داخل هذا الاطار الموجود في حجر رشيد ، و بان اسم ( كليوباترا ) موجود ايضا في اطار مسلة فيلة
قام شامبليون بتسجيل اسم ( بطليموس) باللغة اليونانية الذي ورد في النص اليوناني و قام بترقيم حروف الاسم …….. و سجل ايضا اسم ( كليوبترا ) الذي ورد في مسلة فيلة باليونانية ورقم كل حرف في الكلمة ، و السبب هو لان الاسمين يشتركان في القيمة الصوتية لبعض العلامات كالباء و التاء و اللام.
ptolemys
cleopatra
ثم سجل شامبليون العلامات الواردة في خرطوش (بطلميوس) و رقمها وفعل نفس الشيء بالنسبة لخرطوش (كيلوباترا) الموجود في مسلة فيلة .
و هناك وجد اشتراك لرموز متشابهة بين الاطارين ، مما يؤكد فرضيته ، ف اشتراك الحروف الساكنة ( ب ت ل ) في الكتابة اليونانية ، و يوجد اشتراك ايضا بين الاطارين ، في عدة رموز .
ثم قابل العلامة الأولى من اسم “بطلميوس” بالهيروغليفية وما يقابلها في اسمه باليونانية وتمكن “شامبليون” من أن يتعرف على القيمة الصوتية لبعض العلامات الهيروغليفية اعتمادًا على قيمتها الصوتية في اليونانية.
و تم معرفة الحروف الصوتية في الكتابة الهيروغليفية .
● 1822 …… يعتبر هذا العام هو الخطوة الاخيرة التي ساهمت في فك الهيروغليفية .
في هذا العام، وصلت لشامبليون …….قطعة اثرية من صديق و قد نزعت من احد معابد مصر و تحوي على اطار مكتوب داخله اربعة رموز .
بالنسبة للرمز الاول داخل الاطار …………. .فقد كان معروف قيمته الصوتية لدى شامبليون ، لانه كان نفس الرمز الموجود داخل الاطار في حجر رشيد و قيمته الصوتيه التي وصل لها هي : ( S ) .
و كان شامبليون يعرف جيدا بان هذا الاطار لابد ان يحوي على اسم ملك، لان اسماء الملوك تكتب داخل الاطارات …. كما عرفنا .
و في يوم بدا عقل شامبليون يعمل و عيناه مسمرتان نحو القطعة، و زاد الهياج و التوتر، و بدات يده ترتعش ، فالاسم يبدا برمز يشبه شكل الشمس، و لان شامبليون كان لديه علم و اطلاع باللغة الجبتية ، كان يعرف بان كلمة ( شمس ) تنطق باللغة الجبتية …. ( راع ) .
اذن فاسم الملك يبدا ب ( راع ) يليه رمز مازال مجهول ثم يليه رمز مكرر يمثل قطعة قماش مطوية .
Ra .( ¤ ) .S.S
اي ان اسم الملك … سيبدا بكلمة ( راع )
و هنا لمعت فكرة عبقرية في راس شامبليون : ماذا لو كان اسم الملك هو راعمسيس، اشهر ملوك مصر القديمة الذي قد قرا عنه كثيرا في كتب التاريخ اليونانية .
مجرد فرضية … لكن غير مؤكدة .
و بيدين مرتجفتين، راح شامبليون يقلب الرسوم الاخرى ، و الافكار تدافع بشده …… و اذا بنظراته تتسمر من جديد على صورة اخرى تحتوي على نفس الرمز ( S ) الذي كان موجود في حجر رشيد و في الاطار الذي وصل له … و كان الرمز في موجود في نهاية الاسم ، و يبدا الاسم برمز لطائر مقدس ايبيس الذي يجسد الاله توت ، و في وسط الاسم نفس الرمز المجهول السابق ( ¤ )
فاذا كانت ترجمة شامبليون صحيحة في الاسم ( Ra – m – s – s )، و الرمز الاوسط المجهول لا يعني الا حرف ( m ) ….. فالاسم الموجود في الصورة هو اذن هو توتموس ( Thout – m – s ) ……. و بالفعل توتموس ثاني اشهر ملوك مصر قديما .
لم يكن هناك ادنى شك لدى شامبليون …… لقد سقطت الغشاوة عن عيني شامبليون، و ها هو يمسك بيده مفتاح تاريخ مصر القديم، الذي فقد منذ 2000 سنة .
و اعلن شامبليون اكتشافة في الجمعية الفرنسية للعلوم و اللغات .و صفق له الحضور ……. حتى ان اشهر علماء اللغة في ذلك الوقت دي ساسي الذي يعود له الفضل في وضع النظريات الاولى لعلم اللغة، قام من كرسيه و احتضنه بحرارة، لقد اعترف دي ساسي اخيرا لشامبليون بعبقريته و هو الذي كان يحلم دائما بالجلوس معه .
لقد ظهرت عبقرية شامبليون …. في انه قد توصل الى اكتشاف القيم الصوتية لبقية الرموز بنفسه عبر مطابقتها باللغة الجبتية ، و هذه العبقرية التي جعلت ملك فرنسا يعطيه علبه من الذهب منقوش عليها عبارة : ” هذه هدية من ملك فرنسا لويس الثامن عشر الى شامبليون لاكتشافه الاحرف الهجائية الهيروغليفية”
و قال عنه شاتوبريان : ” لايزال اسم شامبليون حيا، مادامت هذه الاثار قائمة ، و التي كشف لنا اسرارها الغامضة “.
ثم كرمته فرنسا كاحد عظماء التاريخ، و تم تعينه مدير المتحف و استاذ علم المصريات في الجامعة، و ادخل اسمه الى مجمع الخالدين الفرنسيين .
لقد أعلن “شامبليون” في باريس على العالم كله .. بأنه تمكن من فك رموز اللغة المصرية القديمة، و اخبر العالم بنية الكتابة في اللغة المصرية .
لقد توصل شاميليون الى ان الهيروغليفية لا تقوم على أبجدية فقط، وإنما تقوم على علامات تعطي القيمة لحرف واحد و علامات أخرى تعطي قيمة لحرفين و علامات اخرى تعطي قيمة لثلاثة حروف ، وأكد استخدام المخصصات في نهاية المفردات لتحديد معنى الكلمة.
لقد توصل شامبليون الكتابة الهيروغليفية ( المصورة ) هي كتابة صوتية تحوي قيمة صوتية متعددة، و تخلو من حروف الحركة .
وهكذا وضع “شامبليون” اللبنات الأولى في صرح اللغة المصرية القديمة. وجاء من بعده المئات من الباحثين الذين أسهموا في استكمال بناء هذا الصرح الشامخ. وبمعرفة اللغة المصرية القديمة بدأ الغموض ينجلي عن الحضارة المصرية وأخذ علم المصريات يشق طريقه بقوة بين العلوم الأخرى.
—————————
لقد استغرق الأمر حوالي 22 سنة منذ اكتشاف الحجر ، قبل أن يتمكن العلماء من قراءة النقوش والأدب المصري القديم بثقة.
———————————-
و ان شاء الله في حديثنا القادم …… سنتحدث حول تلك المعلومات و هذا المنهج الذي اعتمده الغرب و هل يبدو صحيح و علمي و منطقي