ما هو الكتاب- ملخص النقاش 3

ما هو الكتاب- ملخص النقاش 3

5/16/2020 0:00:00

رابط المقال

في حديثنا السابق على قناتنا حول موضوع ( ماهو الكتاب ) ، وصلنا الى سيناريو القصة التخيلية التي دارت في مكة و التي كذبت فيها مكة بالكتاب الذي بين يديه ، بالاعتماد على خطاب القراءن و على الزمن و التاريخ الذي قدم لنا و على قواعد و نظريات المنهج الغربي في علوم اللغة ، و هي :

[ كان هناك اجتماع كبير و هام في الماضي في مكة …. على من يقرا الواح مقدسة قديمة سماوية ، و الرسول محمد استطاع ان ينسخ تلك الالواح و قام بكتابتها بشكل الصحيح، و قام بقراءتها بالشكل السليم و الصحيح الذي يتوافق مع لسان قومه الحديث ، و هذا العمل بوحي من الله ، بينما قوم الرسول رفضوا عمل الرسول محمد، و كذبوه ، لانهم يريدونها باللغة القديمة الاعجمية حتى لو لم تكن مفهومه … و قالوا عنه انه جاء بافك قديم . و حاربوا قران الرسول محمد . ]

لذلك فالنقطة الجوهرية الخلافية في قصة مكة .. و يضعها القران كنقطة خلافية جوهرية و هي اللغة و التاويل الصحيح للكتاب.

فالقران يرفض اللغة الاعجمية القديمة … و التي كانت لغة الكتب السابقة التي سببت تحريف في المعاني، و يعتمد اللغة الفصيحة و التي يقصد بها المنطوق الحديث للغة الحالية العامية التي يتكلم بها الناس في حياتهم اليومية ، و يؤكد بان القران تم نقله من الواح حجرية مقدسة (اللوح المحفوظ) و بأن اللسان الذي تم اختياره لكتابة القران سليم كما هي العادة المتعارف عليها منذ القدم و يؤكد ايضا بان تاويله هو الصحيح و بانه ايضا من عند الله .

و طرحنا سؤال هام ………. ما اهمية هذه النتيجة التي وصلنا لها بالاعتماد على مناهج الغرب ، و الرواية التاريخية التي تخيلنا بانها قد وقعت في مكة مع الرسول لندرك معلومات جديدة حول الكتاب و يمكن الوصول له و الاقتراب منه ؟!

اعتقد باننا نستطيع معرفة ذلك الكتاب الذي لا ريب فيه الذي بين يديه و كفروا به ، و لقاء هذا الكتاب و معرفه مكانه ، لو اعتمدنا على طريقة غير مباشرة في البحث و ذكية .

كيف ؟!

لابد ان تكون القصة صحيحة لان القراءن نص صحيح و التاريخ الذي وصلنا صحيح و نظريات الغرب صحيحة .

لكن اذا افترضنا بان هناك شك في صحة التاريخ و نظريات الغرب لان القراءن هو وحده النص الصحيح ………… فان هذه القصة التخيلية التي نسجناها ستكون مقاربة للصحة ، و قد خرج القران من هذه القصة التخيلية التي نعتقد بانها قد جرت في مكة ، و التي رفض فيها سكان مكة ( قوم الرسول ) للقران العربي اللسان الحديث للكتاب ، و كفروا بقران النبي محمد للكتاب ، فجوهر الخلاف ليس على دين جديد ، فهم على دين واحد ، بل ان جوهر الخلاف حول قراءة الكتاب ، و عليه فلابد ان يكون لكفار مكة قراءة اخرى للكتاب مختلفة و ستكون قراءة اعجمية باللغة القديمة و ستكون باقية الى اليوم.

الان السؤال الهام جدا …… هل يوجد مسلمين بشكل رسمي حتى اليوم و بنفس الوقت يملكون كتاب من مختلف عن القران الموجود عند غالبية المسلمين بلغة مختلفة ؟

لو بحثنا في الواقع جيدا و فكرنا و تاملنا الواقع بعمق كبير بحثا عن هولاء المسلمين الذين يملكون كتاب مختلف عن القراءن و يؤكد منطقية هذه القصة التي تخيلناها بانها قد جرت في مكة ….. فانه سيقودنا الى اكتشاف شيء هام و ملفت ……….. و هذا الاكتشاف قد يجعلنا نعيد فهم خطاب القراءن و نعيد كتابة القصة التي جرت في مكة بشكل مختلف تماما …… و بالاعتماد على منهج جديد مختلف .

لماذا ؟!

اعتقد بان مشكلتنا كانت تكمن في التاريخ و الاعتماد على نظريات مناهج الغرب في علم اللغة و تاريخ اللغات و مخططات علماء الغرب في تصنيف لغات العالم و العلاقات بينها كمسلمات …. و هي التي اوصلتنا لتلك القصة و سببت لنا صعوبة بالغة في فهم خطاب القراءن بل إعاقة .

فنحن كنا نسير و نفكر بشكل سليم و صحيح على اعتقادنا الراسخ بصحة التاريخ و الزمن و نظريات الغرب ….. فاشتبك التاريخ و و نظريات الغرب في فهم خطاب القراءن النصح الصحيح، مما جعلنا نتخيل قصة وقعت في مكة تتوافق مع خطاب القراءن ، و جعلنا خطاب القراءن يتوافق و مع الاشياء خارج القراءن ( التاريخ و الزمن و مناهح الغرب ) … فانتج لنا قصة نوعا ما صحيحة .

و هذه هي المشكلة التي يقع فيها المسلم …. فالمسلم مؤسس على معارف من خارج القراءن من زمن و تاريخ و نظريات علمية و هذه الاشياء تصنع عقله المعرفة و مخيلته الفكرية ، و هذه المخيلة تكون حاضرة اثناء قراءة خطاب القراءن ، فتجعله يكيف عقله مع خطاب القراءن ليرى صور تخيلية متلائمة مع خطاب القراءن و يعتقد بانها صحيحة و متطابقة مع العالم الموجود خارج القراءن، و من هنا تنشأ قناعات المسلم و تجعله يعتقد بان هذا هو خطاب القراءن .

و المفروض بان على المسلم ان يصلح نظرته للعالم خارج القراءن و يصيغ قواعد و نظريات علمية صحيحة قبل ان يبدا بفهم خطاب القراءن ، حتى يستطيع فهم خطاب القراءن، لان القراءن خرج من عالم صحيح واقعي سليم … و لابد من تفسير صحيح للعالم خارج القراءن و فهم حركته الصحيحة .

لذلك نحن نعتقد بانه لا بد من اصلاح تلك الاشياء الموجودة خارج القراءن قبل فهم خطاب القراءن .

——————–

بخصوص المنهج الغربي في علوم اللغة

نحن نعتقد بان هذا المنهج الغربي قد وضع بهذا الشكل لاخفاء حقيقة القراءن و حقائق اخرى في الارض ……….. و حتى لا يصل خطاب القران للناس بشكل سليم ……. لاني ارى بان العقل الذي يؤسس على هذا المنهج لا يمكن ان يصل للقصة الحقيقية للقران و فهم خطاب القران .

كيف ؟!

المنهج الغربي في فهم اللغة قائم على ثلاث نقاط :

● اللغة اكتسبها الانسان من الحيوان

اعتقد بان هذه النقطة من المسلمات في الوعي الذي تاسس على مناهج الغرب. … لكن السؤال : اذا كان كل حيوان في الارض يملك لغة تواصل بينه و بين ابناء جنسة، الدب يملك لغة مع دب اخر، و الطيور تملك لغة ، و الحشرات.

فكيف اكتسب النحل لغة تواصل بينها البين؟

و كيف اكتسب الحيوان لغة التواصل تلك ؟

و هل كل حيوان اكتسبها من حيوان اخر ؟!

فهل يمكن ان تكون لغات تواصل الحيونات فطرة موجودة فيها ؟!

و اذا كان الانسان جزء من مملكة الحيوان ، فلماذا لا يمكن اعتبار الانسان في هذا الموضوع كجزء من مملكة الحيوان ، و ينظر الى اللغة التي يملكها الانسان بنفس النظرة التي ينظر بها الى لغات تواصل الحيوانات ….. و ما ينطبق على بقية المخلوقات الحية ينطبق ايضا على الانسان ؟

لما لا تكون اللغة فطرة وجدت مع الانسان ؟!

فاذا كان الانسان ….. هو الحيوان الاول في سلم التطور، و كان الانسان الاول بدون لغة …. فكيف سيكون متطور بدون لغة فيه اولى ، و كيف سيتواصل و يتفاهم مع غيره؟

فمثلا ……….. لدينا حيوانات تتواصل مع جنسها و تستطيع تحديد الاماكن و تستطيع ان تخبر جنسها بمكان ما …. و تستطيع ان تدرك احتياج غيرها للطعام و الشراب، و تستطيع ان تعرف مكان الخطر و تخبر غيرها .

و الحيونات لديها اصوات مميزة …… فلماذا لا يكون للانسان الاول اصوات مميزة ( اللسان = اللغة ) …. و كان بها يتواصل مع غيره ؟

● اللغة كائن حي يتطور

نعم اللغة كائن حي ……. تتطور مدلولات مفردات اللغة و يمكن ان تتحور عن الاولى .

لكن اذا كانت اللغة تتطور ، فهل كان هناك في الماضي لغة واحدة للانسان و انشقت منها بقية لغات الانسان الموجودة اليوم ؟

الاعتقاد هذا ……. يتفق تماما لو اعتقدنا بان اللغة كانت فطرة وجدت مع الانسان في البداية.

ايضا تطور اللغة ………….. لا يعني اختفاء اللغة الاولى، لان هناك من حولنا مفردات لا يمكن ان تختفي مسمياتها من اللغة الاولى التي كانت مع الانسان.

فلو كان الانسان الاول يسمي ( السائل الذي ينزل من السماء ) باسم مطر ، فان الكلمة ستستمر حتى يومنا هذا و لا تتبدل .

و اعتقد بان هذا التطور في اللغة ……… هو الذي منح النصوص القديمة الاولى قداستها، لان قداستها مرتبطة بذاكرة الانسان القديم، و وظيفتها ليس حسب ما اعتقدنا وفق المنهج الغربي الحداثة و التطوير ، بل وظيفتها حماية ذاكرة الانسان الاول و ادراك وعية القديم و حفظ معتقده الاول … و هذا يستلزم بقاء تلك اللغة لفهم ذاكرة الماضي … و ليس تبديل اللسان القديم و تطويرة … الحفاظ لا يعني ضد التطوير ….. لكن الحفاظ هو الحفاظ على اللسان الاول الذي كتبت به العقيدة .

و هذه النقطة التي وقعنا فيها بالخطا …. لانه من المنطقي جدا، بان الحفاظ على المنطوق الاول الصحيح للنصوص الاولى هو الامر الصحيح و ليس تبديله و تطويره ، لان تبديله يعتبر تحريف و تزوير .

● اللغة العربية من اللغات السامية و تطورت من لغات سابقة .

التصنيف الغربي الذي وضعه الغرب للغات، و قيام الغرب بضم اللغة العربية في خانة لغات السامية ….. و هذا المخطط التطوري للغات الذي وضعه الغرب ……. و جعل العربية تخرج من لغات سابقة مثل الكنعانية و الارامية و السريانية و الخ ، لا يقوم على اساس علمي بل يقوم على اساس الزمن الروماني، يقوم على اساس مركزية الغرب دينيا و زمنيا و تاريخيا ، من اجل جعل البقية تابع و محلق به ، فالمخطط يعتمد على التاريخ و الزمن الذي يدرسه الجميع ، و التاريخ و الزمن كتبه الغرب و لم يكتبه مرجع عام .

فوفق التاريخ و الزمن الموجود حاليا ، فاليهودية ظهرت في الزمن و هي تحمل كتاب مكتوب بلغة عبرية ، و جاءت بعدها المسيحية في الزمن و هي تحمل معها كتاب كتب بالسريانية، ثم جاء بعدها الاسلام في الزمن و هو يحمل معه كتاب مكتوب بالعربية .

هذا التاريخ و الزمن …. يجعل الانسان العادي البسيط … يعتقد بان اللغة الارامية كانت وحدها موجودة في العالم ، ثم تطورت الى اللغة العبرية ، و تسيدت فترة من لزمن ثم تطورت منها اللغة السريانية، و تسيدت فترة من الزمن ، و اخيرا تطورت منها اللغة العربية .

اذن لولا هذا التاريخ و هذا الزمن ……. لما كتب الغرب مخططات اللغات بذلك الشكل ….. و لما استطاع اي شخص بمن فيهم علماء الغرب من وضع قواعد علمية صحيحة …لادراك اي لغة سبقت الاخرى، و اي لغة انشقت من الاخرى .

و هنا يدخل التاريخ و الزمن في المسالة … يدخل في صياغة اسس علم اللغة وفق مناهج الغرب …… بينما التاريخ و الزمن كتبه اشخاص و لا ندرك ما مدى صحة ذلك الزمن و التاريخ .

لذلك لا يمكن صياغة منهج علمي صحيح في فهم اللغة ، بدون كتابة التاريخ الحقيقي و اصلاح الزمن .

—————————

اصلاح التاريخ و الزمن

تحدثنا في مقالات سابقة لنا ………. حول تفكيك زمن الصهيوني و وجدنا في تاريخ المنطقة ثلاث فجوات تاريخية مرتبطة بالثلاثة الاديان ، و تحدثنا باننا لو اردنا اصلاح الزمن و التاريخ ، فاننا نعتقد بان الموضوع يحتاج لضغط التاريخ و الزمن، و سيجعلنا نحصل على فجوة زمنية واحدة تخرج منها الديانات .

و تحدثنا باننا لو اردنا تحليل تلك الفجوة و وصفها ، سنجد بان نهاية الفجوة الزمنية …… فيها احداث تاريخية متشابهة.

نهاية الفجوة

ظهور واحد لكتابين اثنين ( القران و العهد القديم )

ظهور عدة لغات مرة واحدة ( العربية و العبرية و السريانية)

ظهور واحد لعدة ملوك ( بطليموس قسطنطين هارون و المامون )

و هنا سنلاحظ نقاط هامة ………….. فهناك تطابق كبير جدا ، فيها اختلاف بسيط في الترتيب فقط ، اما نوعية الاحداث فهي متطابقة

■ فعندما نخرج من هذه الفجوة …… سنواجه ملوك قاموا باعمال واحدة .. ملوك مشهورين ……. و ارتبطت اسماءهم بكتب دينية مقدسة …….. و اهتموا بالثقافة …….. و قاموا بترجمات لكتب عديدة .

■ ايضا عندما نخرج من الفجوة …. سيكون بين ايدينا … كتابين مقدسين …. متشابهين جدا في الموضوعات ……… اي يتناولان موضوعات واحدة، يتناولان قصص دينية واحدة …… و ان كان احدهم يزيد على الاخر بقصصه التاريخية ….. الكتاب الاول قران عربي و الكتاب الاخر كتاب عبري العهد القديم.

■ حتى اسماء لغات للكتاب المقدس متشابهة

العربية = العبرية

السؤال الهام :

لماذا بعد خروجنا من الفجوة الزمنية … حصلنا على نصين مقدسين ، يتناولان موضوع واحد … لكن بلغتين مختلفتين … و من اله واحد ؟!

فهل اصل القصة ….. هو نص ديني مقدس قديم جدا و قد خضع لترجمة و استخرج منه نص جديد مختلف تماما و مزور …… و تم تخطيط الزمن بهذا الترتيب ….. حتى لا يمكن لاحد من الوصول لقصة القران ؟!

و هل اصل القصة و التاربخ : ما هو اللسان الطبيعي و الحقيقي الاول للنص المقدس ……… و ما هي الديانة الاصلية صاحبة الزمن ؟!

و هل الجماعة الدينية التي توصلنا و اعتقدنا في مقالنا السابق بانها ستدين بالاسلام حتى اليوم و ستملك كتاب مقدس غير القران، او مشابه للقران لكن بلغة اعجمية ، ليست الا اليهودية التي تملك كتاب العهد القديم المكتوب بلسان اعجمي اعوج، و يشبه القران الكريم ؟!

اعتقد باننا وصلنا لجواب منطقي ……. لذلك السؤال الاول بخصوص الجماعة الدينية التي ستدين بالاسلام و ستحمل كتاب مختلف عن القران .

فلو بحثنا عن جماعة تدين بالاسلام و تملك كتاب غير القران فلن نجد ابدا …. و لا يوجد امامنا الا اليهودية .. و التي يعتقد المسلم بانها ديانه من عند الله ….. و تملك كتاب يشبه كتاب المسلمين لكن باسلوب مختلف و بلسان اعجمي اعوج .

و اعتقد بانها القصة الحقيقية المنطقية و الواقعية و التي وصلنا لها بالاعتماد على منهج جديد مختلف تماما عن المنهج الغربي، و بعد اصلاح التاريخ و الزمن ، و هو المنهج القادر على فهم خطاب القران بشكل صحيح و سليم و حل جميع تناقضات تفاسير نصوص القران التي جاءت من كتب التراث العثماني .

فكيف ستكون اذن …. القصة التي خرج منها القران ؟!

 

 

اترك تعليق