07/07/2020 00:00
نحن نعتقد بان هناك حقيقية مخفية في الارض ….. و هناك قوة شيطانية اخفتها ، و تستثمر اختفاء هذه الحقيقة من اجل صناعة اختلافات لتفتيت و تدمير الانسان و الارض .
لذلك …… فالكتاب هو الشيء الذي سيعيد للناس وعيهم الطبيعي الفطري و يقضي على كل هذا المشروع الشيطاني التدميري التفتيتي ، و الذي لا يمكن بعدها لاي مشروع شيطاني من الضحك على الناس دينيا و تاريخيا و السيطرة و التحكم بهم عبر التاريخ و الدين و الافكار .
{كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ۚ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۖ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ ۗ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (213) أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ }
جوهر موضوع الكتاب متعلق بحقيقة الانسان في الارض بفطرته الاولى ، و ادراك حقيقته في الارض ، حتى يتوقف عبث الشيطان بمعنى وجود الانسان .
لهذه الاسباب نحن نبحث عن الختم الشرعي .
—————————
ماذا نقصد بالختم الشرعي ؟
نحن نقصد بالختم الشرعي ……… الدليل القاطع الذي يطبع على ( قصة الرسول مع الكتاب ) الختم الذي يؤكد بان القصة نبوءة اصلية فعلا .
ما اهمية الختم ؟
لان الناس تريد دليل قاطع ….. فالناس قد تعبت من هذا المشروع الشيطاني الذي سبب لها التيهان، فكل يوم الناس في وادي ، و الناس كل يوم داخل دائرة وعي من صناعة تلك القوة …. دوائر تستخدمها القوة الشيطانية للتحكم و السيطرة .
ايضا الختم الشرعي …… لان الموضوع كبير جدا ، و هذا الموضوع لا يمكن التحدث به الا بختم شرعي … دليل قاطع . و هذا سيجعل المسلم يحمل ايمان قوي و راسخ على ارضية ثابته لا تهتز ابدا ..و يخرج من لعبة الشيطان … و لا يستطيع احد الضحك على الناس و الدجل عليهم .
من اين و كيف سنحصل على الختم الشرعي ؟
طبيعي … سيكون من القراءن الكريم
كيف ؟
عندما نتحدث عن دليل قاطع ، فاننا نقصد دليل لا يمكن ان يختلف عليه اثنين …….. لا يختلف عليه جاهل او عالم او صغير او كبير .
و الفكرة بسيطة …. نحن نحتاج لعمل خيط اتصال قوي جدا لا ينقطع بين القراءن و الواقع
كيف ؟
في البداية ………. سنتحدث عن ظاهرة هامة موجودة لدى الكثير ممن يتدبرون القران الكريم، و نشاهدها لكن ربما لا ننتبه و لا نركز لها، لنقشاها او لمعالجتها فكريا و الخروج منها بوعي جديد يساهم اكثر في عملية تدبر القران .
هذه الظاهرة ….. و هي ان معظم رواد الصفحات و المجموعات في مواقع التواصل الاجتماعية التي تتدبر في خطاب القران الكريم وحده ، يفهمون القران حسب خيالهم .
بمعنى اخر يؤمنون بان القران مفتوح المعنى لكلماته و جمله ، خصوصا لدى الفئة التي تحاول ربط القران بالعلم …. و هذا براي شيء جيد حتى و ان افترضنا انه غير صحيح …… لانه يساهم في فتح ابعاد جديدة للبقية من اجل الوصول لفهم المعنى الحقيقي و السليم النص القراني .
فمثلا : { ذلك الكتاب لا ريب فيه }
هناك من يفهم الكتاب بانه ، كتاب العلم ، و هناك من يقول اللوح المحفوظ ، و هناك من يقول الشفرة الجينية ، و هناك من يقول كتاب الحياة ، و هناك من يقول هو الكون ، و هناك من يقول كتاب برمجة الكمبيوتر ، الخ .
هناك امثلة كثيرة جدا جدا … هذا اذا استبعدنا امثلة فئة اخرى جديدة تدمج بين التاريخ الذي وصل لها من الطابعة و ترجمات الغرب للنقوش القديمة اثناء تاويل النص القراني .
لكن ….. الى متى يستمر النص مفتوح لكل المعنى ؟
بل الملاحظة ….. ان من اصبح مقتنع بتاويل جديد لمعنى نص في القران، سرعان ما تجده بعد يوم يوافق على تاويل اخر جديد لنفس النص في مكان اخر .
فاين هو الثبات و الاستقرار في المعنى الذي يعنية خطاب القران ؟!
الحقيقة … لا يستطيع اي احد منع الناس من حرية تدبر القران، لان القران هو ملك كل انسان، و نحن لسنا هنا لصناعة سلطة تمنع احد من تاويل و تدبر القران و جعله حكر على مؤسسة … لا .
و لكن نحن هناك للنقاش حول هذه الظاهرة الموجودة لدينا في تدبر القران و طرح أسئلة عديدة حولها … مثل سؤال هل هذه الظاهرة صحيحة ، مهما كانت الاجابة ، و هل نستطيع معالجتها للخروج بتصور جديد يساهم في زيادة تدبرنا للقران .
دعونا نطرح هذه الظاهرة للنقاش .
هل هذه الظاهرة طبيعية و مقتصرة على القران فقط ؟!
اعتقد بانها ظاهرة طبيعية جدا، و ليست مقتصرة على القران، حتى لا يعتقد انصار هذه الموجه بانها خاصية فقط في القران .
فاي كلام سوى كان نص ديني او ادبي او شعري يحتمل عدة معاني، اي ان كل نص مفتوح المعنى لما لا نهاية … ما عدا لسان الحساب و الرياضيات التي لا تقبل الا معنى واحد .
و المثل يقول : المعنى في بطن الشاعر ….. فانت تفهم ابيات شعر حسب خيالك و اخر حسب خياله، لكن المعنى الحقيقي موجود عند الشاعر .
اذن … فهذه ليست ميزة خاصة بالقران .
ما هي اسباب هذه الظاهرة ؟!
اعتقد بان هناك ثلاثة اسباب لهذه الظاهرة :
السبب الاول ……. و هو احتمال قد يكون مرتبط بجانب في نفس الانسان :
فربما لان الانسان لا يريد ان تتوقف حركة المعنى للخطاب الالهي و يريده ان يتحرك و يتفاعل معه في كل مكان . و توقف الخطاب يعني جمود للحركة و التفاعل في المواقف .
و لا يعني هذا بانه شيء سيء ، لا لكن انا احاول وصف فقط .
و ربما لان المسلم يعتقد بانه في حالة ثبات المعنى، فهذا يعني توقف النص و احتياج نص جديد، خصوصا و ان القران اخر كتاب و النبي اخر الانبياء … و لابد ان يكون النص باقي ليوم القيامة .
السبب الثاني …… موجود في عقل الانسان، لان الله خلق الانسان بعقل متخيل لا حدود لخياله ، يستطيع الانسان ان يتخيل عوالم غير موجودة في الواقع، و هذا الخيال لا يستطيع احد ان يوقفه الا الواقع ، يستطيع ان يتخيل عالم موجود فيه بشر بعين واحدة ، و يستطيع ان يتخيل ان الاشياء من حوله غير موجودة .
اما السبب الثالث ….. فهو الكلمات و الاسماء …….. فاسماء الاشياء لها وقع حسي و تخيلي خاص داخله و الاسم هو حامل خصائص الاشياء، و عند سماع الانسان لاسم الشيء …… فان العقل المتخيل يحول المعنى الى معنى تخيلي يحمل خصائص الشيء … . بل ان تواجد هذه الاسم ضمن مسميات اشياء اخرى هو انتقال الاحساس و الخيال لهذه الاشياء الجديدة .
الان … هل نستطيع ان نعالج هذه الظاهرة ؟!
اعتقد وفق رؤية شخصية …… بان النص السماوي نص ثابت المعنى تماما و مفتوح في نفس الوقت .
اي ان ثبات المعنى للنص القراني هو انفتاحه لمعاني اخرى اكثر غائبة عن الكثير .
لابد من وجود ثبات للمعنى لوصول الرسالة، فلو كان مفتوح دائما بدون ثبات لما ظهر طوال الزمن اي رسل يوحى اليهم .
اما جعل القران مفتوح دائما ……. فبراي الشخصي ليس الا التيهان الى مالا نهاية.
فمن اين ياتي الثبات ؟!
عبر وجود خيط اتصال مباشر ثابت قوي بين القران و الواقع، بدون هذا الاتصال لن يتحقق ثبات المعنى .
كيف يحدث الاتصال الثابت و القوي ؟!
بواسطة النبأ
الانباء الموجودة في القران ………. هي التي ستجعلنا نتصل بالواقع و تعطينا ثبات للمعنى . يستطيع ان يصنع لنا ارضية ثابته يمكن عبرها انفتاح معاني اخرى لاشياء كثيرة من حولنا .