2019-07-09T11:10:00-07:00
اذا كان القران الكريم يفتتح بالاية { ذلك الكتاب لا ريب فيه} و ليس {هذا الكتاب} ، فهذا يدل على اننا لسنا في قصة دين جديد ظهر للوجود حسب قصة مكة التي قدمها ابن اسحاق و ابن هشام.
فجوهر خطاب القران يدور حول كتاب تعرض للتزوير و التحريف، بينما جوهر قصة مكة تدور حول قصة اصنام ، و هذا التناقض بين جوهر خطاب القران و جوهر قصة مكة يجعلنا نعتقد بان القران لم يخرج من تلك البيئة اطلاقا .
لكن السؤال : من قام بهذا العمل و لماذا ؟
اعتقد ان القران يقدم لنا جواب مقنع …{وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون}.
و بالفعل فمن يقرا القران و اثناء قراءته يستحضر في مخيلته قصة مكة، فلن يفهم القران ، يصبح القران ملغي، اي تحدث عملية الغاء لمعاني القران الحقيقة في عقل القارىء.
و حسب القران حتى تتحقق لهم الغلبة على المسلمين، و اعتقد بان الامر تم من قبل كيان عدو يحمل مشروع لمحاربة المسلمين و القضاء عليهم، لان وصول المعنى الحقيقي للقران فلن تكون لهذا الكيان الغلبة .
دعونا نستعرض ايات القران حتى نتاكد من هذه النتيجة .
—————————————–
{ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم} [الحجر : 87]
الاية واضحة فهناك القران و هناك السبع المثاني .
الكثير ينطلق من هذه الاية في تكوين اعتقاده بان المصحف مكون من المثاني و القران.
لكن مالفرق بين المثاني و القران ؟
اعتقد علينا البحث عن معنى المثاني
ماهي المثاني و لماذا سميت ب المثاني و لماذا سبعا ؟
وفق منهجنا … لا نستطيع الاعتماد على كتب التراث، لان معظم الكتب وجدت من اجل الغاء القران، و مؤلفي تلك الكتب لا يملكون ثقة لدينا فنحن لا نعرفهم و لا نعرف حقيقتهم . فانا لا اعرف الطبري و لا اعرف من يكون حتى اجعله مرجع لي .
لكن لا باس من البحث عن معنى السبع المثاني في كتب التراث لمعرفة خط سير التحريف و الالغاء للقران و الذي تم ، حتى نعرف عقلية مؤلفي التراث و الى اين يريدونا ان نصل .
■ الطبري في تفسيره يقول :
– ان بعض المفسرين قالوا انها السبع الطول لان الاحكام تتكرر فيها و البعض قال انها الفاتحة .
– لكن هناك تفسير غريب عن ابن عباس، قال: أوتي النبي صلى الله عليه وسلم سبعا من المثاني الطول، وأوتي موسى ستا، فلما ألقي الألواح رفعت اثنتان وبقيت أربع.
■ اما عند الفكر الزيدي فالسبع المثاني هي الفاتحة
■ و عند الفكر الشيعي فالسبع المثاني هي الفاتحة
■ و عند الفكر الاباضي هي الفاتحة لان فيها ثناء .
اما في قاموس المحيط
والمَثانِي: القُرْآنُ، أو ما ثُنِّيَ منه مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ، أو الحَمْدُ، أو البَقَرَةُ إلى بَراءَة، أو كُلُّ سورَةٍ دُونَ الطُّوَلِ، ودُونَ المِئَتَيْنِ، وفَوْقَ المُفَصَّلِ، أو سُورَةُ الحَجِّ والنَّمْلِ والقَصَصِ والعَنْكَبُوتِ والنُّورِ والأنْفالِ ومَرْيَمَ والرُّومِ ويس والفُرْقانِ والحِجْرِ والرَّعْدِ وسَبَأَ والملآئكَةِ وإبراهيمَ وص~، ومُحَمدٍ صلى الله عليه وسلم، ولُقْمَانَ والغُرَفِ والزُّخْرُفِ والمُؤْمِنِ والسَّجْدَةِ والأحْقافِ والجاثِيَةِ والدُّخانِ والأحْزابِ.
و في قاموس العين
والمُثَاَّني: آياتُ فاتحةِ الكِتابِ، وفي حديث آخر: المَثاني: سُوَرٌ أَوَّلُها: البَقَرة، وآخِرُها: بَراءة. وفي ثالثٍ: المثاني: القُرآنُ كُلُّه، لأنّ القصص والانباء تثنى فيه.
الان دعونا نفكر بشكل منطقي
عندما نقرا التفسيرات نجد بان هناك اختلاف و غير اتفاق في معنى السبع المثاني، و هذا يدل بل يؤكد بان المعنى كان محير و غير واضح و لم يكن معروف ايضا لدى العلماء في ذلك الزمن، سوى كانوا علماء دين او علماء لغة . لانه لو كان واضح و معروف لما حدث هذا الاختلاف. قد يكون من المنطقي ان لا نعرف نحن المعنى او نجد صعوبة لكن الغريب ان قرب فترة زمنهم من زمن الرسول محمد افقدهم ايضا المعنى الحقيقي .
لنحلل التفسيرات
■ بعضهم يقول السبع السور الطوال في القران لان السبع الطوال لان فيهن الاحكام و الفرائض . لكن ما علاقة الاحكام و الفرائض بكلمة مثاني ؟، هل لان الاحكام تثنى فيها ، اذا كان هذا فعلا صحيح، فلماذا تم تخصيص الاحكام و الفرائض كاساس لاثبات السبع المثاني، لماذا لا يكون القياس على اساس قصص الانبياء التي تثنى في القران، ام ان الموضوع توقيفي تم اعتماد القياس على اساس الاحكام و الفرائض ؟، لكن اذا كان توقيفي فلماذا الاختلاف بين الجميع حول معنى المثاني ؟
■ هناك تفسير غريب لابن عباس بان النبي اوتي سبعا من المثاني الطول، و اوتي موسى ستا، فلما القي الالواح رفعت اثنتان و بقيت اربع.
تفسير غريب ؟!
سنتركه
■ تقريبا الكثير من علماء المذاهب الاسلامية و خصوصا علماء الفكر الزيدي في اليمن يقولون بانها الفاتحة لانها سبع ايات، لان” بسم الله الرحمن الرحيم”