2019-07-16T10:38:00-07:00
في المقال السابق ، وصلنا الى مقاربة لسيناريو القصة التي خرج منها القران و بالاعتماد على قواعد و نظريات المنهج الغربي في فهم نصوص القران ، و هي :
كان هناك اجتماع كبير و هام في الماضي ، على من يقرا الواح مقدسة قديمة سماوية ، و الرسول محمد استطاع ان ينسخ تلك الالواح و قام بكتابتها بشكل الصحيح، و قام بقراءتها بالشكل السليم و الصحيح الذي يتوافق مع لسان قومه الحديث ، و هذا العمل بوحي من الله ، و كان في الاجتماع بني اسرائيل و شهد شاهد من بني اسرائيل على صحة عمله، بينما كان هناك من رفض عمل الرسول محمد، و كذبوه ، لانهم يريدون منطوق تلك الالواح باللغة القديمة الاعجمية حتى لو لم تكن مفهومه … و قالوا عنه انه جاء بافك. و حاربوا قران الرسول محمد .
——————
لكن اذا كانت هذه القصة التخيلية التي نسجناها صحيحة، او مقاربة للصحة ، و قد خرج القران من هذه القصة ، و التي رفض فيها جماعة للقران ، و كفروا بقران النبي محمد للكتاب ، فجوهر الخلاف ليس ديني ، فهم على دين واحد ، بل جوهر الخلاف كتاب ، عندها لابد ان يكون لهم قراءة اخرى للكتاب مختلفة و ستكون قراءة اعجمية باللغة القديمة و باقية لليوم.
فهل هناك جماعة دينية تدين بالاسلام حتى اليوم و يملكون كتاب مقدس غير القران، او مشابه للقران لكن بلغة اعجمية ؟
لو فكرنا كثيرا و تاملنا بعمق ، فسنصل الى نقطة ملفتة و خطيرة ، و قد تجعلنا نعيد كتابة القصة السابقة بشكل مختلف تماما، و وفق منهج جديد مختلف .
لماذا ؟!
اعتقد بان الاعتماد على نظريات مناهج الغرب في علم اللغة و تاريخ اللغات و مخططات علماء الغرب في تصنيف لغات العالم و العلاقات بينها كمسلمات ، هي التي اوصلتنا لتلك القصة، و سببت لنا صعوبة بالغة في فهم نصوص القران … بل سبب إعاقة .
و اعتقد بان هذا المنهج الغربي قد وضع بهذا الشكل لصناعة وعي يمنع الناس من ادراك حقيقة القران ، و فهم خطاب القران بشكل سليم … لاني ارى بان العقل الذي يسير على هذا المنهج لا يمكن ان يصل ابدا للقصة الحقيقية للقران و فهم خطاب القران .
المنهج الغربي في فهم اللغة قائم على ثلاث نقاط :
● اللغة اكتسبها الانسان من الحيوان
هذه النقطة متعتبر من المسلمات في الوعي الذي تاسس على مناهج الغرب …. لكن السؤال : اذا كان كل حيوان في الارض يملك لغة تواصل بينه و بين الحيوان الاخر من جنسه، الدب يملك لغة مع دب اخر، و الطيور تملك لغة ، و الحشرات.
فالسؤال :
كيف اكتسب النحل لغة التواصل بينها؟
و كيف اكتسب الحيوان لغة التواصل تلك ؟
و هل كل حيوان اكتسبها من حيوان اخر ؟!
فهل يمكن ان تكون لغات تواصل الحيونات فطرة موجودة فيها ؟!
و اذا كان الانسان جزء من مملكة الحيوان ، فلماذا لا يمكن اعتبار حال الانسان في هذا الموضوع كجزء من الحالة العامة لمملكة الحيوان ، و ينظر الى اللغة التي يملكها الانسان ، بنفس النظرة التي ينظر بها الى لغات تواصل الحيوانات .. و ما ينطبق على بقية المخلوقات الحية ينطبق ايضا على الانسان ؟
لما لا تكون اللغة فطرة وجدت مع الانسان ؟!
فاذا كان الانسان ………. هو الحيوان الاول في سلم التطور، و كان الانسان الاول بدون لغة …. فكيف سيتواصل و يتفاهم مع بقية افراد جنسه؟
فلدينا حيوانات تتواصل بينها و تستطيع تحديد الاماكن و تستطيع ان تخبر افرادها بمكان ما …. و تستطيع ان تدرك احتياج غيرها للطعام و الشراب، و تستطيع ان تعرف مكان الخطر و تخبر غيرها .
و لدينا حيونات تمتلك اصوات مميزة …….. فلماذا لا يكون للانسان الاول اصوات مميزة ( اللسان = اللغة ) …. و كان بها يتواصل مع غيره ؟
● اللغة كائن حي يتطور
نعم …. اللغة كائن حي … تتطور مفردات اللغة ، و تتطور و تتبدل مدلولات مفراتها .
لكن اذا كانت اللغة تتطور …. فهل كان هناك في الماضي لغة واحدة للانسان و انشقت منها بقية لغات الانسان الموجودة اليوم ؟
الاعتقاد هذا ……. يتفق تماما لو اعتقدنا بان اللغة كانت فطرة وجدت مع الانسان في البداية.
لكن تطور اللغة …. لا يعني اختفاء اللغة الاولى و عدم بقاءها …….. لان هناك من حولنا اشياء لا يمكن ان تختفي مسمياتها من اللغة الاولى التي كانت مع الانسان.
و اعتقد بان هذا التطور في اللغة ……… هو السبب الذي منح النصوص القديمة الاولى قداستها، لان قداستها مرتبطة بذاكرة الانسان الاول، و وظيفتها ليست حسب ما اعتقدنا وفق المنهج الغربي الحداثة و التطوير ، بل وظيفتها حماية ذاكرة الانسان الاول و ادراك وعية القديم و حفظ معتقده الاول، و هذا يتطلب الحفاظ و بقاء تلك اللغة لفهم ذاكرة الماضي و مقارنتها باليوم ….و ليس تبديل اللسان القديم و تطويرة … الحفاظ لا يعني ضد التطوير .. الحفاظ هو الحفاظ على اللسان الاول الذي كتبت به العقيدة .
و هذه النقطة التي أخطأنا فيها سابقا …. لانه من المنطقي جدا، بان الحفاظ على المنطوق الاول للنصوص المقدسة هو المنطق الصحيح الذي يجب ان يكون ، و يجب ان يكون هو جوهر الخلاف، و ليس تبديله و تطويره ….. لان تبديله يعتبر تحريف و تزوير للحقيقة .
● اللغة العربية من اللغات السامية و تطورت من لغات سابقة .
هذا التصنيف الغربي الذي وضعه الغرب للغات، و قيام الغرب بضم اللغة العربية في خانة لغات السامية ، و هذا المخطط التطوري للغات الذي وضعه الغرب، و جعل العربية تخرج من لغات سابقة مثل الكنعانية و الارامية و السريانية و الخ ، لا يقوم على اساس علمي بل يقوم على اساس الزمن الروماني ….. فالمخطط يعتمد على التاريخ و الزمن الذي يدرسه الجميع ، و التاريخ و الزمن كتبه الغرب و لم يكتبه مرجع عام .
فوفق التاريخ و الزمن الموجود حاليا ، فاليهودية ظهرت في الزمن و هي تحمل كتاب مكتوب بلغة عبرية ، و جاءت بعدها المسيحية في الزمن و هي تحمل معها كتاب كتب بالسريانية، ثم جاء بعدها الاسلام في الزمن و هو يحمل معه كتاب مكتوب بالعربية .
هذا التاريخ و الزمن ………. يجعل الانسان العادي البسيط … يؤمن بان اللغة الارامية كانت وحدها موجودة في العالم ……… ثم تطورت الى اللغة العبرية ، و تسيدت فترة من لزمن ثم تطورت منها اللغة السريانية، و تسيدت فترة من الزمن ، و اخيرا تطورت منها اللغة العربية .
اذن لولا هذا التاريخ و هذا الزمن .. لما كتب الغرب مخططات اللغات بذلك الشكل ….. و لما استطاع اي مخلوق في الارض بمن فيهم علماء الغرب من وضع قواعد علمية صحيحة …لادراك اي لغة سبقت الاخرى، و اي لغة انشقت من الاخرى .
و هذا يدل بان التاريخ و الزمن هو السبب الاول و فقط في رسم هذه المخططات بهذا الشكل ….. و المسالة دخلت في صياغة اسس علم اللغة وفق مناهج الغرب ….. بينما التاريخ و الزمن من كتابه اشخاص … و لا ندرك اطلاقا ما مدى صحة ذلك الزمن و التاريخ .
لذلك لا يمكن صياغة منهج علمي صحيح في فهم اللغة ، بدون كتابة التاريخ الحقيقي و اصلاح الزمن .
نحت عندما تحدثنا في مقالات سابقة حول تفكيك زمن المنطقة …. وجدنا في تاريخ المنطقة ثلاث فجوات تاريخية مرتبطة بالثلاثة الاديان و تحدثنا باننا لو اردنا اصلاح الزمن و التاريخ ، فاننا نعتقد بان الموضوع يحتاج لضغط التاريخ و الزمن، و سيجعلنا نحصل على فجوة زمنية واحدة تخرج منها الديانات .
و تحدثنا باننا لو اردنا تحليل تلك الفجوة و وصفها ، سنجد بان نهاية الفجوة الزمنية …… فيها احداث تاريخية متشابهة.
نهاية الفجوة
ظهور واحد لكتابين اثنين ( القران و العهد القديم )
ظهور عدة لغات مرة واحدة ( العربية و العبرية و السريانية)
ظهور واحد لعدة ملوك ( بطليموس قسطنطين هارون و المامون )
و هنا سنلاحظ نقاط هامة .
فهناك تطابق كبير جدا ، فيها اختلاف بسيط في الترتيب فقط ، اما نوعية الاحداث فهي متطابقة
■ فعندما نخرج من هذه الفجوة …… سنواجه ملوك قاموا باعمال واحدة .. ملوك مشهورين ……. و ارتبطت اسماءهم بكتب دينية مقدسة …….. و اهتموا بالثقافة …….. و قاموا بترجمات لكتب عديدة .
■ ايضا عندما نخرج من الفجوة …. سيكون بين ايدينا … كتابين مقدسين …. متشابهين جدا في الموضوعات ……… اي يتناولان موضوعات واحدة، يتناولان قصص دينية واحدة …… و ان كان احدهم يزيد على الاخر بقصصه التاريخية ….. الكتاب الاول قران عربي و الكتاب الاخر كتاب عبري العهد القديم.
■ حتى اسماء اللغات للكتاب المقدس متشابهة
العربية = العبرية
السؤال الهام :
لماذا بعد خروجنا من الفجوة الزمنية …. حصلنا على نصين مقدسين .. يتناولان موضوع واحد .. لكن بلغتين مختلفتين … و من اله واحد ؟!
فهل اصل القصة ….. هو نص ديني مقدس قديم جدا …. و قد خضع لترجمة و استخرج منه نص جديد مختلف تماما و مزور … و تم تخطيط الزمن بهذا الترتيب ….. حتى لا يمكن لاحد من الوصول لقصة القران ؟!
و هل اصل القصة و التاربخ : ما هو اللسان الطبيعي و الحقيقي لاول نص ديني مقدس .. و ما هي الديانة الاصلية صاحبة الزمن ؟!
و هل الجماعة الدينية التي توصلنا و اعتقدنا في مقالنا السابق بانها ستدين بالاسلام حتى اليوم و ستملك كتاب مقدس غير القران، او مشابه للقران لكن بلغة اعجمية ، ليست الا اليهودية التي تملك كتاب العهد القديم المكتوب بلسان اعجمي اعوج، و يشبه القران الكريم ؟!
اعتقد باننا وصلنا لجواب منطقي، لذلك السؤال الاول بخصوص الجماعة الدينية التي ستدين بالاسلام و ستحمل كتاب مختلف عن القران .
فلو بحثنا عن جماعة تدين بالاسلام و تملك كتاب غير القران فلن نجد ابدا ……. و لا يوجد امامنا الا اليهودية ……. و التي يعتقد المسلم بانها ديانه من عند الله ….. و تملك كتاب يشبه كتاب المسلمين لكن باسلوب مختلف و بلسان اعجمي اعوج .
اعتقد بانها ……. القصة الحقيقية المنطقية و الواقعية، و التي وصلنا لها بالاعتماد على منهج جديد مختلف تماما عن المنهج الغربي … و اعتقد بانه هو المنهج القادر على تفسير نصوص القران بشكل صحيح و سليم و حل جميع تناقضات تفاسير نصوص القران التي جاءت من كتب التراث العثماني .
فكيف ستكون اذن …. القصة التي خرج منها القران ؟!
” جاء في الماضي قوم من بيئة اعجمية لبيئة عربية فيها الرسول ، غزو او احتلال … و ارادوا ترجمة الواح مقدسة قديمة سماوية موجودة في بيئة عربية …… و الرسول قام بنسخ تلك الالواح ، و قام بقراءتها بالشكل السليم و الصحيح باللسان العربي الاصلي الطبيعي، و هذا العمل بوحي من الله ، بينما هولاء الاعاجم كذبوا و كفروا بكتاب الله و قاموا بتحريف الكتاب ، ثم كتبوا كتب تشبه القران بلسان اعجمي اعوج ……و صنعوا لهذه الكتب الجديدة ديانة ، لانهم كانوا يريدون اخفاء حقيقة. و يريدون محاربة الحق و الله و الرسول ، فحاربوا قران الرسول محمد و قومه . ”
——————
سنحاول عمل مقارنة بين القصة التي وصلت لنا من كتب التراث العثماني حول البيئة التي خرج منها القران ، و القصة السابقة التي وصلنا لها وفق المنهج الغربي و القصة الجديدة التي وصلنا لها وفق منهجنا الجديد .
البيئة ( التراث العثماني ) : عربية صرفة + يهودية
البيئة ( المنهج الغربي) : عربية صرفة
البيئة ( المنهج الجديد) : عربية + اعجمية
ديانة البيئة ( التراث العثماني ) : عبادة الاصنام
ديانة البيئة ( المنهج الغربي ) : ديانة واحدة – الرسول و قومه
ديانة البيئة ( المنهج الجديد) : الاسلام في مواجهة الكفر
المكذبين ( التراث العثماني) : قبيلة عربية ( قوم الرسول )
المكذبين ( المنهج الغربي) : اناس عرب ( قوم الرسول )
المكذبين ( المنهج الجديد) : اناس عجم ( ليسوا قوم الرسول )
جوهر الخلاف ( التراث العثماني) : دين جديد
جوهر الخلاف ( المنهج الغربي) : كتاب قديم
جوهر الخلاف ( المنهج الجديد) : كتاب سماوي مقدس
اسباب الخلاف ( التراث العثماني ) : عدم ترك دين الاباء و الاجداد عبادة الاصنام
اسباب الخلاف ( المنهج الغربي ) : اراد قوم الرسول المنطوق القديم الاعجمي للالواح المكتوب فيها النصوص القديمة.
اسباب الخلاف ( المنهج الجديد ) : اراد قوم اعاجم ليسوا بقوم الرسول تحريف المنطوق الصحيح لالواح قديمة المكتوب فيها نصوص مقدسة و حولوه الى منطوق اعجمي اعوج .
ما قاله المكذبين تجاه الكتاب ( التراث العثماني ) : هذا كلام لم نسمع به ابدا من قبل ، لقد جاء الرسول بكلام جديد
ما قاله المكذبين تجاه الكتاب ( المنهج الغربي ) : يجب الحفاظ على منطوق النصوص القديمة .
ما قاله المكذبين تجاه الكتاب ( المنهج الغربي ) : يجب الغاء هذا القران ، فكتبوا كتاب يشبه القران بلسان اعجمي اعوج، و صنعوا لاجله ديانة ، للتغلب على المسلمين.
ديانة المكذبين ( التراث العثماني) : عباد اصنام + يهود
ديانة المكذبين ( المنهج الغربي ) : مؤمنين بالله
ديانة المكذبين ( المنهج الجديد) : شياطين
——————
و هذه خلاصة القصة الجديدة الحقيقية ، و المعتمدة بختم القران الكريم .
{ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين ¤ كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون ¤ لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين ¤ الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون}
{أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون ¤ وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم * أفلا تعقلون ¤ وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون}
الان
سنقوم بعمل صياغة كاملة لقواعد منهجنا الجديد ، ثم بعدها سنعيد قراءة نصوص القران وفق هذا المنهج .
لكن في جزء قادم
.
.