7/18/2020 0:00:00
“عندما سد الملك على باب الكهف بالحجارة ، قام خادما الملك و كانا قد أخفيا عقيدتهما خوفاً منه، فتشاورا معاً وكتبا صورة إيمان هؤلاء المعترفين بصحائف من رصاص، وضعت داخل صندوق من نحاس، وختمت، ودُسّت في البنيان عند مدخل الكهف”
عجيب و غريب و غير منطقي ابدا
انظر الى التصرف الغريب و العجيب للخادمين، الذين اخفيا عن الملك عقيدتهما ، يقومان بتصرف غريب بكتابة اسماء هولاء الفتية و صورهم الإيمانية و توضع داخل صندوق ، و يتم دسه عند مدخل الكهف . و لم يفكران ابدا بانقاذ الفتية من الكهف ابدا …. فقط وضعوا اسماءهم و صورهم و رحلوا. ايمانهم القوي الذي جعلهم مهتمين بالفتية ، منعهم حتى من مجرد محاولة انقاذ الفتية .
لكن النقطة الغير منطقية ابدا ، المفروض بان اول فكرة يفكران بها، هو انقاذ الفتية و اخراجهم من الكهف،لكن الخادمان مشغولان بكتابة اسماء الفتية و صور اعترافاتهم الايمانية، و وضعوها في صندون عند مدخل الكهف.
تصرف غير منطقي ….. السبب ….لانهما كانا يدركان بان معجزة ستحدث … يعلمان بالمعجزة قبل وقوعها، ليس هما بل كاتب القصة يفضح نفسه بنفسه، لان الكاتب كان يدرك بان الفتية ستحدث لهم معجزة ، و جعل الكاتب من الخادمان يقومان بدور معد مسبقا، فهما يعلمان مسبقا بان معجزة ستحدث و قد استعدا بالوثائق التي تتناسق مع وقوع المعجزة ….. بدون ان ينتبه الكاتب .
الخادمان يعلمان مسبقا بحدوث المعجزة، و هذا غير منطقي ، و هذا يعني باننا امام احتمالين، اما ان القصة خرافة من اصلها، او ان كاتب القصة كان يعلم مسبقا بقصة تشبهها ، لكنه وقع في خطا و هو يكتب القصة و يعيد صياغتها من وحي خياله … لكن لماذا ؟ ، لو كانت القصة من باب الادب و السرد، فاعتقد انه لا مشكلة ، لكن مادام و ان القصة مرتبطة بايمان، فاعتقد بان الموضوع فيه مشكلة، لاننا سنكون امام هدم ايمان.
لاحظ ايضا
عندما كشفوا عن باب الكهف و فتحوا الصندوق و وجدوا اسماءهم و صورة الاعتراف الايماني ، ودخلوا الكهف فشاهدوا المعترفين جالسين بجلال ووجوههم مشرقة كالورد النضر. فكلّموهم، وسمعوا منهم أخبار الحوادث التي جرت على عهد داقيوس. وأُرسل فوراً إلى الملك ثيودوسيوس كتاب، مضمونه: (لتسرع جلالتك وتأتِ فترى ما أظهره اللّـه تعالى على عهدك الميمون من العجائب الباهرات، فقد أشرق من التراب نور موعد الحياة وسطعت من ظلمات القبور أشعة قيامة الموتى بانبعاث أجساد القديسين الطاهرة.). ولما بلغ ثيودوسيوس الملك هذا النبأ، وهو في القسطنطينية، نهض عن الرماد الذي كان قد افترشه، وشكر اللـه، وجاء والأساقفة وعظماء الشعب، إلى أفسس، وصعدوا جميعاً إلى الكهف الذي ضمّ المعترفين في جبل انكيلوس فرآهم، وعانقهم الملك، وجلس معهم على التراب.
طبعا الرسالة مشغولة بالملك اكثر من انشغالها بالحادثة نفسها و لا تشعر بوجود صدمة كبيرة و فقدان للوعي، يعني المفروض ان الرسالة تتحدث بتفاصيل الموضوع بشكل اكثر حرارة ، لكن رسالة مختصرة فقط، هل يعقل ان حادثة وقعت بهذه الضخامة ، فيبعث شخص رسالة بهذا الشكل لملك .
■ لاحظ ايضا … لا تجد الدهشة المهولة من الجميع و الملك في اكتشاف فتية الكهف، موضوع عادي و طبيعي جدا، المفروض ان هذا الحدث يهز العالم كله و يصبح منعطف تاريخي كبير للبشرية كلها ، لكن عادي جدا في القصة، يعانقهم الملك و يغادر و كانه لم يحدث شيء ، و يجعلون لهم عيد و انتهت القصة … و خلاص .
اعتقد ان معجزة اصحاب الكهف، اعظم بكثير من معجزة المسيح، ستكون حادثة و واقعة مفصلية في التاريخ البشري حتى اليوم، ستكون اعظم علامة و شاهد ايماني للبشرية كلها .
لكن للاسف …………. لا يوجد لديها شاهد واضح حتى اليوم، و لا يوجد معلم واضح لهم، او مزار لهم واضح او بنيان لهم واضح او كنيسة بجوارهم واضحة ، او ثقافة راسخة قديمة محتفظة بالقصة و المكان .
■ المصادر السريانية تحدد عدد اصحاب الكهف ب سبعة فتية ، و مدة رقاد اهل الكهف 200سنة، و مكانهم بمدينة (افسس) في جبل (انكيلوس).