احمد داوود و محمد اركون – الاساطير و الميثولوجيا

احمد داوود و محمد اركون -  الاساطير و الميثولوجيا

2019-08-02T13:48:00-07:00

رابط المقال

برأي ان كلمة ( اسطورة) قد سببت مشكلة كبيرة جدا في العقل المسلم و العربي اثناء فهم القران او قراءة التاريخ ، بسبب تعمد في  جعل معنى الكلمة  مرادف لكلمة ميثولوجيا اليونانية ، و تحديدا من القواميس التي نسب لها زمن قديم،  فاعتقد المسلم انها لفظة في لسان العرب قديما ……. فمعظم القواميس تعرف الكلمة على انها : أحاديثَ تُشبهِ الباطِل الأحاديثُ لا نِظامَ لها.

و هذا التعريف  الخاطىء لكلمة الاسطورة في وعي العربي، زاد من ترسيخه و تثبيته ….. السياق التي وردت فيه كلمة الأساطير في القران الكريم، فزاد في منح الكلمة معنى و مدلول سلبي في وعي المسلم.

فالمعنى السلبي  جاء للمسلم من سياق الاية الكريمة {إنْ هَذَا إلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ} و التي جاءت على لسان من يكذبون بما اتى به القران الكريم ، وً هو سياق سلبي، فلا يمكن لنا ان نصف القران بالاساطير ، لأننا إذا عملنا هذا سنصف القران بالكذب و نصبح نحن مكذبون للقران و هذا ما يرفضه المسلم .

هذه الكلمة اصبحت مدخل لدى بعض المستشرقين … الذين يقولون …. لان القران نفسه ينقل المصطلح العلمي على لسان المكذبين الذين كانوا يملكون علم، ليس الا دليل  على صحة هذا الوصف، و هذا الشيء جعل البعض من المفكرين يتصدون لهذا القول،  و يحاولون شرح المصطلح و ازالة اللبس منه … و من هولاء محمد اركون و احمد داوود.

● فمثلا تحدث محمد اركون حول هذه النقطة  بعد ان تعرض لانتقادات، بعد ان تمت ترجمة عبارة له في كتاب له بالفرنسية تصف الخطاب في القران بخطاب أسطوري البنية، فخرج اركون يرد على تلك الانتقادات و يوضح بانه لم يقل اسطوري و لكن الخطأ بسبب الترجمة، لأن المترجمين الى  اللغة العربية يترجمون مفهوم (le mythe) بالفرنسي الى أسطورة بالعربي .

وطالب محمد اركون بضرورة ترجمة عبارة the myth في اللغة الانجليزية و  le mythe بالفرنسية الى لفظة القصص في اللغة العربية، لان القرآن يقول {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ القَصَصِ}، و لهذا السبب يصف أركون  خطاب القرآن بانه خطاب قصصي مبني على القصص.

محمد اركون اصاب في نقطة و هي ان المايث لا تعني الاسطورة ، لكنه ارتكب خطأ، و ليس اي خطأ …. فاصبح ينطبق عليه المثل العربي الذي يقول : جاء يكحلها فاعماها . 

لان اركون حاول تكيف القران حسب شروط المناهج الاستشراقية ، و لم يستطع ان يخرج من هذا المنهج في دراسة واقع ينتمي لثقافة اخرى، و هذه المشكلة اوجدت صعوبة لدى اركون في البحث عن لفظة عربية  مقاربة لمعنى كلمة مايث اليونانية ، و لم يجد اركون الا كلمة قصص ، لانها جاءت في سياق ايجابي .

اركون تعمد اختيار كلمة تحمل سياق ايجابي من ثقافة من اجل تجميل كلمة تحمل سياق سلبي في ثقافة مختلفة ……. اي انه جعل المنهج الاستشراقي و كلمة مايث … المرجع الاول في التفكير و المعنى .

● اما  المؤرخ احمد داوود فيقول عن الاسطورة :

”  الأسطورة سجل حقيقي لأحداث تاريخية معينة خضعت في كثير من الأحيان لمحسنات في اللغة والأسلوب والخيال الشاعري مع الاحتفاظ الأكيد بالمادة التاريخية المراد تدوينها, وتخضع للبحث والتمحيص قبل أن تعتمد وتحفظ في المعابد كجزء أساسي من التراث ينهض بأدوار تعليمية وتربوية ودينية. الأساطير القديمة تعكس أحداثاً تاريخية حقيقية وعلى الباحث والمؤرخ وحده أن يعرف كيف يستنبط منها المادة التاريخية.”

و هنا احمد داوود وقع في خطا كبير ، فهو يريد ان يوفق بين ايمانه بالقران و بالتاريخ، و يريد ان يكيف مفردة الاسطورة مع قراءته للتاريخ ، و لا يدرك بان هذا تحريف لمعاني القران   . 

         

———————————-

لو بحثنا في وعي العربي تجاه كلمة اساطير او اسطورة ، ستجد بان الوعي ينظر بالشكل الاتي :

قصة محفورة في وعي المجتمعات من القدم ، و تتكرر وفق نظام، اما تكرار بشكل حقيقي في الواقع،  او تكرار بشكل اسقاط غير حقيقي على احداث من باب القداسة للاسطورة .

اي ان المجتمع المحفور في عقله اسطورة ما ….. و لنقل اسطورة او قصة او مايث موسى .. فانه عندما يقرر ان يكتب يوما ما عن شخص فسوف ينسب له تلك القصة التي ورثها من القديم .. بثلاث حالات: 

1- الحالة الاولى

الوعي يعتقد بانه سياتي يوم ما بعد عدة قرون ، و سيولد ولد قرب نهر او بحر او في وادي او ارض الخ  ،  و سيتم وضعه داخل صندوق او داخل فراش او داخل سيارة الخ،  و  يلقى به في ماء او في وادي او في صحراء ، و سيقوم ملك او حاكم او رئيس دولة   باخذه … و عندما يكبر سيصبح عدو له.

و هذه العملية تتكرر طوال الزمن .

و هنا نجد المؤرخ احمد داوود في هذه الحالة

2- الحالة الثانية

الوعي يعتقد بان المجتمع طوال التاريخ  يسقط تلك الاسطورة على شخصيات من حوله، و هي لم تحدث ، و لكن من باب قداسة القصة …. اي سينسب سيناريو قصة الاسطورة اما حرفيا او بشكل متطور على شخص ما ، بالرغم من القصة لم تحدث بهذا الشكل، لكن المجتمع يحولها بهذا الشكل بسبب وجود قداسة قديمة متوارثة لهذا السيناريو .

و هذه العملية تتكرر طوال الزمن .

و هنا نجد محمد اركون في هذه الحالة

3- الحالة الثالثة

قصة واحدة حدثت في الماضي و انتهت،  و قداستها لانها موجودة في كتاب الله .

و هنا نجد المسلم العادي في هذه الحالة

———————————-

ما معنى الاسطورة و القصة و المايثولوجيا ، و ما الفرق بينهم ؟!

تحدثت سابقا في الموضوع هذا ، لكن ساختصر الموضوع .

● الاسطورة

بالمختصر …… انا ادعو مجامع اللغة العربية بتعديل معنى هذه الكلمة ، لان الاستمرار في هذا المعنى هو تحريف كبير للقران الكريم، و لا اعرف ماهي الصعوبة التي منعت علماء اللغة العرب في نبذ هذا التعريف و الاعتماد على القران .

لان كلمة اساطير الموجودة في القران ، مشتقة من كلمة سطر و هي  بمعنى كتب . 

{ن والقلم وما يسطرون}

بمعنى و ما يكتبون.

و لفظة مسطور مرتبطة دائمل بلفظة الكتاب

و عندما نقول :  هذا الشيء مسطور في الورقة …..  اي مكتوب في الورقة .

{والطور (1) وكتاب مسطور (2)}

{وإن من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها عذابا شديدا كان ذلك في الكتاب مسطورا} . 

مسطور … اي مكتوب .

لذلك فان المعنى الحقيقي للفظة الاساطير هي الكتابات ، و ليست القصص او الاحاديث  التي ترد في كتب التفسير، و لا الميثولوجيا و لا التاريخ .

كلمة اساطير الاولين على لسان المكذبين  يقصد بها كتابات الاوليين ……. و لا تعني الاحاديث التي لانظام لها او فيه شبه باطل  او ميثولوجيا الاوليين .

بمعنى ان المكذبين عندما قرأوا القران قالوا :

ان هذا الا كتابات الاوليين .

هذا يشبه قولنا عندما نتجاهل كلام بين طفلين لساخفته فنقول : هذا حديث اطفال، فلفظة حديث لا تعني لفظة سخافة، لفظة حديث تعني حرفيا لفظة كلام ، لكن المعنى الاخر الغير مباشر للجملة ضمن الموقف و السياق الذي وردت فيه يعني التجاهل لسخافته . فنحن في قولنا السابق صادقون في الوصف بانه حديث اطفال ، لكننا لا نقصد المعنى الحرفي بل نقصد المعنى الاخر الغير مباشر و هو السخافة .

اذا فالترجمة الحرفية للاية {إنْ هَذَا إلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ} هي { ان هذا الا كتابات الاولين}، لكن المعنى الاخر الغير مباشر للاية التي وردت على لسان المكذبين، ضمن الموقف و السياق  هو :  ان هذا كذب . فالمكضبون صادقون في وصفهم الحرفي للقران، لكنهم يقصدون المعنى الاخر الغير مباشر ضمن السياق التي وردت فيه العبارة . و القران لا ينكر وصف المكذبين بل يعترف القران بنفسه بانه اساطير الاولين، لكن القران يستنكر فقط تكذيبهم .

● القصص

القصص في القران ……….. هي احداث حقيقية وقعت بالفعل بشكل مختصر  … حق

{نحن نقص عليك نبأهم بالحق إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى} {نتلو عليك من نبإ موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون}

بالحق

● الميثولوجيا

كلمة ميثولوجيا لفظة غير موجودة في لغتنا او ثقافتنا ، فكيف سنعرف معنى الكلمة ، او هل نستطيع ان نجد لها لفظة مرادفة لها في لغتنا و ثقافتنا ؟

قبل عملية البحث … لابد من طرح سؤال :

لماذا وردت كلمة سطر في القران الكريم بغير صيغة الجمع سطور بل بصيغة  اساطير على لسان المكذبين ؟!

اساطير هي جمع الجمع لكلمة سطر، و  هي صيغة للمبالغة ، و صيغة مبالغة تدل على قدم الكتابة و على الكثرة ، تجعلنا نفهم اكثر سبب ورود صيغة ( اساطير الاولين )  دائما في ايات القران، فهي على لسان اشخاص مكذبين يصفون القران بانه كتابات الاولين التي لا يؤمنون بها

و ستجد بان لفظة اساطير مرتبطة بالزمن دائما ، اساطير الاولين  اي كتابات الاولين القدماء . اي ان القران يعترف بانه موجود في كتاب مسطور ( مكتوب)  من اساطير الاولين ( كتابات الاولين)، و بان نصوص القران التي بين ايدينا موجودة في كتابات الاولين اي انها قديمة .

و هذه النقطة هي جوهر المشكلة  …. التي جعلت محمد اركون المستند على مناهج الاستشراق يجد صعوبة في ايجاد مفردة في العربية تطابق كلمة ميثولوجيا، و جعلت احمد داوود يخلط بين مفهوم النصوص المقدسة و نصوص التاريخ الغير مقدسة .  .

لان السؤال المنطقي، الذي لم يطرحه الباحثين العرب بسبب ثقتهم المطلقة بمناهج الغرب و الاعتماد عليها في التفكير :

كيف استطيع ان اتاكد بان مجتمع ما كان يردد و يعتقد بقصص الميثولوجيا ؟

بمعنى اخر … المسلم يؤمن اليوم باسطورة موسى و يعتقد بها كحقيقية … اي امامنا مجتمع يؤمن بها .

لكن كيف ساتاكد بانه قبل 2500 سنة ……كان يوجد مجتمع ما في الارض و في مكان اسمه اليونان …. و كان يؤمن بالالهة فينوس كامرأة و  صعدت للسماء و تحولت الى كوكب لامع في السماء كوكب الزهرة ؟! . 

كيف ساتاكد بان مجتمع ما كان يعيش بذلك الوعي و التصور و يعتقد بتلك القصة على ذلك النحو ؟!

بمعنى اخر …. هل لو امتلكنا الة زمن و سافرنا للماضي لليونان و شاهدنا الناس هناك و استمعنا لهم …  فهل سنجد الناس يؤمنون بهذه القصة ام سيسخرون منا ؟!

ماهي النصوص الاولى ؟ … هذا جوهر المسألة .

لماذا ؟!

قصص الميثولوجيا اليونانية عبارة عن  نصوص لا سند لها و لا اصل حقيقي لها .

الميثولوجيا … كلام موجود في ورق حديث … و قد و صل الينا من كتب مطبوعة بطبعات حديثة ….. و لا يوجد دليل مادي حقيقي قديم يثبت هذا النصوص، فلا توجد كتابات قديمة على الاحجار و مدون فيها تلك النصوص .

الميثولوجيا ……. نصوص غير مقدسة حاليا ، فقط مجرد تاريخ .

لو مازالت جماعة دينية تعيش الى اليوم و تقدس هذه النصوص، فربما الامر سيكون مختلف و ربما سنعتقد بان لها اصل و سند .

الميثولوجيا .. ليست نصوص ثابته واحدة …. اي نصوص لا تملك ميزان وجدت عليه و لا تقرا الا من هذا الميزان الثابت، بل نصوص متغيرة موجودة بعدة ألفاظ مختلفة .

الميثولوجيا …….. نصوص تريد ان تمنح نفسها صفة القدم، تريد ان تجعل زمنها قديم، و تنسب نفس للقدماء جدا …… لكن بدون وجود اصل و سند حقيقي …

و عند هذه النقطة ……سندرك جيدا لعبة التقاويم الزمنية، و وظيفتها الرئيسية … و التي وضعت من اجل التخلص من مشكلة الزمن و القدم و السند و الاصل  … هذه اللعبة التي استطاعت ان تصنع تقويم زمني و تجعل من  الميثولوجيات كنقطة بداية التقويم، و بداية الزمن .

الان .. سنقوم بعمل مقارنة بين القصص و الميثولوجيا

■ القصص مقدسة حاليا …… الميثولوجيا غير مقدسة حاليا

■ القصص لها اصل ( كتاب الله) … الميثولوجيا لا اصل لها

■ القصص لها سند ( كتاب الله )  … الميثولوجيا لا سند لها

{إنه لقرآن كريم ¤ في كتاب مكنون }

■ القصص ارتبطت بالالهي لانها موجودة في كتاب الله ….. اما  الميثولوجيا من بين تعاريفها انها قصص جرت على لسان الالهات.

■ القصص نص ثابت بميزان دقيق … الميثولوجيا لا يوجد لها نص ثابت بل نصوص متغيرة و لا يوجد ميزان دقيق لها.

{الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان }

■ القصص نص جديد اولي لم يسبقه اي نص مثله لانها خرجت من كتاب الله … الميثولوجيا نصوص متكررة ثانوية لايوجد لها مرجع ثابت

■ القصص نصوص على الالواح … الميثولوجيا نصوص في الورق

{بل هو قرآن مجيد ¤ في لوح محفوظ }

■ القصص من كتابات الاولين … الميثولوجيا من كتابات اليونان.

{وإنه لتنزيل رب العالمين ¤ نزل به الروح الأمين ¤ على قلبك لتكون من المنذرين ¤ بلسان عربي مبين ¤ وإنه لفي زبر الأولين }

■ القصص دليل قدم زمنها مادي (الالواح الحجرية ) ……. اما  الميثولوجيا فدليل قدم زمنها افتراضي ( تقويم زمني ) .

اخيرا

■ القصص نبأ ( مستقبل )…. الميثولوجيا تاريخ ( ماضي )

نعم هذا هو الفرق الجوهري بين قصص القران و الميثولوجيا … و سبب كون القصص نصوص ثابته و بميزان دقيق و لا يفهم النبأ الا بهذا النص الموزون و الدقيق و باللغة التي خرج منه هذا النبأ .

{نتلو عليك من نبإ موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون}

لان السؤال الجوهري : ماهي النصوص الاولى التي كتبها الاولين القدماء ، او  ماهو الوعي و التصور للعالم الذي كان يحمله القدماء ؟!

الاجابة ستكون حول العلاقة بين النص و الزمن .

او بمعنى اخر …. زمن النصوص .

و هذا هو جوهر القضية في ادراك حقيقة الاديان  و التاريخ .

فهل يجب علينا ترجمة كلمة ( الميثولوجيا ) اليونانية للعربية بكلمة ( القصص ) حسب كلام محمد اركون؟! … و هل القصص في القران تعني كلمة اسطورة الايجابية حسب كلام احمد داوود ؟!

اذن

ما معنى الميثولوجيا ….. او هل نستطيع ان نجد مفردة في اللغة العربية تكون هي الترجمة الصحيحة لكلمة ( مايث اليونانية ) ؟

نعم هناك كلمة مرادفة للمايثولوجيا

السحر

اي نصوص … بدون اصل و سند ثابت لها ، و ينسب لها زمن قديم و يتم منحها مظهر مقدس قديم غير متصل لليوم و ب كونها كانت من معتقدات ناس او كانت في وعي الناس قديما …فهي اسحار . 

اي نص ….. يدعي بانه كان على لسان الناس قديما، على لسان الاوليين و هو لم يكن اطلاقا على لسانهم …. فهو سحر او فتنه.

اي قصة تخيلية  …. تدعي بانها وقعت في الماضي و يؤمن بها الناس بانها فعلا كانت واقعة في الماضي  … فهي سحر .

الميثولوجيا تعني السحر او الفتنة .

{واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس ¤ السحر ¤ وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن ¤ فتنة ¤ فلا تكفر}

——————-

اخيرا

المقال … اعادة تعريف المفردات و المصطلحات و ازالة الخطأ و اللبس بينها،  من اجل قراءة سليمة للقران و التاريخ . 

.

.

 

 

اترك تعليق