التاريخ الحقيقي- لماذا لم يكتشف حتى اليوم اي اثر قديم في الارض للانبياء المذكورين في القراءن ؟!

 

 

1/14/2021 0:00:00

رابط المقال

لماذا لم يكتشف حتى اليوم اي اثر قديم في الارض للانبياء المذكورين في القراءن ؟!

كل هذه الاكتشافات الضخمة و الترجمات الكبيرة و المدة الطويلة من بداية علم الاثار و التنقيب ، لكن لا وجود لذكر لاي واحد من الانبياء في اي مكان في المنطقة ، و كانهم مثل الوهم التاريخي ، و كلام الله كاذب و غير حقيقي ، بالمقابل هناك مسميات ملوك لا حصر لها بشكل غريب لكن كلهم من اديان غريبة و يعبدون مليون اله و الهات غريبة .

و بسبب هذا الواقع الغريب، المتناقض مع القراءن انتج ثلاثة انواع من العقول :

1 – عقل يؤمن بان شخصيات القراءن وهمية لا حقيقة لها.

و هذا العقل اغلبهم باحثون و يحملون صفة علماء في المصريات ، مثل زاهي حواس و ماجد الخزعلي و فراس السواح

2 – عقل قرر اعادة تاويل القراءن و اصبح يؤمن بان الانبياء عبارة عن مقامات او رمزيات فقط .

و هذا العقل اغلبهم من التنويرين الذين يؤمنون بالدين المعنوي الغير مجسد .

3 – عقل زاوج بين الحالتين فهو يعتقد بان الانبياء هم شخصيات قديمة لكن تحمل مسميات مختلفة حسب ترجمات الغرب .

و هذا اغلبهم من الذين يؤمنون بترجمات الغرب و القراءن لكن يؤمنون بان القراءن ينقل اسماء تلك الشخصيات بشكل مختلف.

سنتحدث عن العقل الاول لانه هو السبب في العقلين الاخرين ، و سنفرض مثال و هو زاهي حواس صاحب القبعة الامريكاني وزير الاثار السابق في مصر كافضل مثال .

زاهي حواس كان في مقابلة على قناه فضائية فسالته المذيعة : هل تم ذكر الانبياء في نقوش مصر ؟! ، فكان جوابه و بكل ثقة : لا، و بانه لا يوجد اي ذكر من بعيد او من قريب لانبياء الاديان الابراهيمة في نقوش مصر .

بالفعل جواب زاهي حواس كان تقريبا و نوعا ما صحيح ، لكن صيغة جوابه كانت ماكرة جدا .

لماذا ؟

لانه من المفروض ان يطرح عليه السؤال بطريقة مختلفة، بطرح سؤالين اثنين :

* هل تم اكتشاف اسماء شخصيات موجودة في قراءن المسلمين داخل نقوش مصر ؟

سيكون جواب زاهي حواس : لا بشكل مطلق .

* و هل تم اكتشاف اسماء شخصيات موجودة في كتاب اليهود داخل نقوش مصر ؟

سيكون جواب زاهي حواس : نعم ، عدد كبير من الاسماء .

و الفرق في طريقة طرح السؤال ، هي التي ستكشف جوهر اللعبة التي اخفت اسماء الانبياء في اثار المنطقة .

لماذا ؟

لو تفتش في الكتاب الديني الذي يؤمن به الغرب ( البايبل ) و المكتوب بعدد كبير من اللغات ، و الذي يحسبه المسلم التوراة و كتاب و دين من عند الله ، ستجده يحوي على نوعين من الشخصيات :

1 – النوع الاول : شخصيات ملوك لا تحمل صفة دينية و غير مذكورة في القراءن ، و هذه الشخصيات من كل مكان : [ راعمسيس – حمورابي – سنحاريب – سرجون – قورش – شيشناق – نبوخذنصر … ]

2 – النوع الثاني : شخصيات تحمل صفة دينية و تشبه نوعا ما شخصيات انبياء في القراءن، اسماءهم مقاربة لاسماء الانبياء في القراءن، و قصصهم تحمل اطار عام يشبه قصصهم في القران : [ ابرهام صامويل سولومون جاكوب جوزيف موشي …. ]

كما يعرف الجميع بان الغرب وحدهم من ترجموا الكتابات القديمة في المنطقة، و كل الاكتشافات تمت على ايديهم.

لكن لو تبحث في قصص كشوفات الاثار التي قام بها الغرب، و ترجمات الغرب ستجد ملاحظة هامة و هي :

لقد تمكن الغرب بسهولة جدا و بسرعة في بدايات دخوله لاحتلال المنطقة ،من اكتشاف اسماء النوع الاول من الشخصيات الموجودة في كتاب البايبل في نقوش المنطقة ، و قد كتب مؤرخي الغرب كتب عديدة تاريخية حول شخصيات النوع الاول، و قد قال لنا الغرق بانها مستخرجه من كتابات المنطقة القديمة، بدون ارفاق النصوص الاصلية بجانب كتاباته .

فمثلا

الغرب اكتشف قطعة بالخط الهيروغليفي فيها اسم ( راعمسيس ) الموجود اسمه ايضا في كتاب البايبل .

الغرب اكتشف لوحة بالخط الهيروغليفي فيها اسم ( شيشناق ) الموجود اسمه ايضا في كتاب البايبل .

الغرب اكتشف اسطوانة بالخط المسماري فيها اسم ( قورش ) الموجود اسمه ايضا في كتاب البايبل .

الغرب اكتشف مسلة بالخط المسماري فيها اسم ( حمورابي ) الموجود اسمه ايضا في كتاب البايبل .

لكن الغرب و حتى اليوم و منذ 250 سنة من ترجماته لكتابات المنطقة و بداية علم الاثار ، لم يكتشف اي اثر واحد لشخصيات النوع الثاني بالرغم من وجودها في كتاب البايبل [ ابرهام صامويل سولومون جاكوب جوزيف موشي ..]

يا ترى ما السبب ؟

لماذا الصدفة تاتي دائما مع كتاب الغرب( البايبل )، و لماذا هذه الصدفة تتكرر دائما في شخصيات النوع الاول الموجودة في كتابه و الغير موجود ذكر لها في القراءن ؟!

لماذا لا تحدث هذه الصدفة مع الغرب في النوع الثاني من الشخصيات بالرغم من انها موجودة ايضا في كتابه و التي اسماءها تشبه اسماء شخصيات القراءن ؟

لماذا هذا الواقع الذي كشفه الغرب، يصدق دائما كتاب البايبل الذي يؤمن به الغرب في شخصيات النوع الاول فقط، و لا يصدق الواقع ابدا كتاب البايبل في شخصيات النوع الثاني الذي تماثل شخصيات القراءن ؟

هذا الاسئلة ستسهل الوصول الى الجواب الحقيقي المؤكد على سؤالنا : :لماذا لم يكتشف حتى اليوم اي اثر قديم في الارض للانبياء المذكورين في القراءن ؟!

في البداية دعونا نعمل صورة شاملة تاريخية .

الاوربيون عندما خرجوا من اوروبا لبقية العالم محتل ، قاموا باكتشافين اثنين في الارض و اقنعنا بهما :

1 – الاكتشافات الجغرافية …… الغرب اقنع العالم بانه عندما قرر ان يجوب العالم اكتشف عالم جديد او جغرافيا جديدة و بانه هو اول من اكتشفها ، و لم يكن قد اكتشفها احد في الارض من قبل ، بالرغم من انها ارض يسكنها ناس .

و بدات هذة الاكتشافات من اكتشاف امريكا ثم استراليا و نيوزلاندا الخ .

و سمى الغرب نفسه بعدة القاب ( اول من اكتشف الارض )

كولومبس هو اول من اكتشف امريكا

جمس كوك هو اول من اكتشف استراليا

فاسكو ديجاما اول من اكتشف راس الرجاء الصالح

فحصل الغرب على شرعية الاحتلال الارض بحجة انه اكتشفها و يحق له احتلالها .

2 – الاكتشافات الزمنية ….. الغرب اقنع العالم بانه عندما قرر ان يغزو الارض وجد كتابات في الارض و عندما فكها اكتشف ازمنة جديدة في الارض و بانه هو اول من اكتشف تلك الازمنة بعد ان كانت تلك الازمنة مجهولة طيلة قرون طويلة ، فلم يستطع احد قبل الغرب من فك تلك النقوش و استخراج محتوياتها، بالرغم من انها كتابات موجودة في ارض يسكنها ناس و لا يعقل بانها مجهولة لهم.

و بدات هذة الاكتشافات الزمنية منذ غزو الغرب لنا و فك نقوش المنطقة .

و سمى الغرب نفسه باول من اكتشف الحضارات القديمة ، ايضا سمى نفسه ب ابو علم الازمنة .

شامبليون هو اول من فك نقوش مصر ( ابو علم المصريات ) سميث هو اول من فك الخط المسماري ( ابو علم السومريات)

فحصل الغرب على شرعية كتابة التاريخ و الزمن بحجة انه اول من اكتشفها و هو من يحق له كتابتها .

الان بعد استعراض هذين الاكتشافين ، سنطرح سؤال هام :

اذا كان الغرب في كشوفاته الجغرافية قد كذب علينا و ادعى بانه اول من اكتشف ارض يسكنها ناس و اقنعنا بهذة الفكرة ، ليمنح نفسه شرعية احتلاله للارض و سرقة الارض …. فهل الغرب ايضا في كشوفاته الزمنية قد كذب علينا و ادعى بانه اول من فك تلك الكتابات و اكتشف تلك الازمنة و اقنعنا بها ، ليمنح نفسه الشرعية في كتابة التاريخ حتى يسرق الزمن القديم بواسطة كتابه البايبل ليسرق الارض ايضا ؟

لو تلاحظ الى معظم علماء الغرب الذين اكتشفوا اسماء النوع الاول من الشخصيات الموجودة في كتاب البايبل داخل اثارنا القديمة في الارض ، ستجد بان معظمها فرنسية .

شامبليون اكتشف راعمسيس

مونتيه اكتشف شيشناق

و ستجد بان معظم الاثار التي اكتشفها الغرب وادعى بانها تخص النوع الاول من الشخصيات الموجودة في كتاب البايبل عبارة عن عينة واحدة فقط و ليست اثار كثيرة ، و معظمها موجودة في متاحف فرنسا .

مسلة حمورابي في فرنسا

لوحة حور باسن في فرنسا ( تذكر اسم شيشنق ) .

……….

ما هي العلاقة بين ( شولومون ) و ( شيشناق ) ؟

شخصيتين موجودتين في كتاب البايبل، الذي يؤمن به الغرب ، و هذا الكتاب مكتوب بشكل كبير بلغات اوروبا فقط ، ما عدا لغات قليلة خارج اوروبا من بينها ( العبرية و السريانية و الجبتية ) .

من خلال فهم هاتين الشخصيتين سنعرف مدى تناقض و تخبط الغرب و سندرك حجم المازق التاريخي الكيان الصهيوني التابع للغرب ، الذي تاسس على فكرة انه كان محتل للزمن القديم في المنطقة في فلسطين الذي اكتشفه الغرب ، كشرعية تمنحه حق احتلال الارض ؟

من هو شولومون ؟

( شولومون ) في كتاب البايبل كان ملك و معاه مملكة ضخمة جدا في الارض ،( شولومون ) يمثل في الوعي اليهودي الرمزية السياسة و الحكم و رمزية للدولة، بعكس شخصية ( موشي ) التي تعتبر رمزية دينية عند اليهودية.

لذلك الكيان الصهيوني التابع للغرب في محاولاته لصناعة هوية لهذا الكيان المزعوم للحفاظ عليه و تثبيت شرعية وجوده في الارض، منصب كامل اهتمامه التاريخي و الاثري في موضوع ( شولومون و مملكته) لتقوية الرمزية القومية و مفهوم الدولة ، عند اليهود بجانب اهتمامه الكبير جدا في البحث عن اثار ( مملكة و هيكل شولومون )، لاثبات الحق التاريخي في الوجود .

غن اهتمام الكيان الصهيوني بقسم الاثار كبير جدا، حيث تقدم المنظمات الصهيونية العالمية منح مالية ضخمة للباحثين و المنقبين من جامعات الكيان الصهيوني المنشغلين في البحث عن مملكة شولومون .

في الكيان الصهيوني يوجد نوعين من الباحثين :

1- باحث في احدى يديه كتاب البايبل ، و في اليد الاخرى اداة حفر و تنقيب .

و هذا النوع من الباحثين هم من المؤمنين بشكل مطلق بكتاب البايبل و يتعامل معه ككتاب يحتوي على معلومات علمية و تاريخية و زمنية ز جغرافية حقيقية ، و يعتمد عليه في البحث في فلسطين عن مملكة شولومون .

جميع الباحثين من هذا النوع يكادون اليوم يصلوا الى حالة قريبة من الجنون …… فمدة البحث الطويلة و حجم التنقيب الكبير الذي قاموا به و بدون اكتشافهم حتى لاي اثر صغير لمملكة شولومون الضخمة جعلتهم في حالة صراع بين الايمان و الواقع .

2- باحث يمسك بيديه منهج علمي و اليد الاخرى اداة الحفر و التنقيب .

و هذا النوع من الباحثين هم الذين لا يعتمدون على كتاب البايبل بشكل حرفي، و يتعاملون مع ادوات المنهج العلمي البحته ، في بحثهم عن مملكة شولومون و مملكته في فلسطين .

وجميع الباحثين من هذا النوع وبعد مدة البحث الطويلة و حجم التنقيب الكبير الذي قاموا به لكن بدون اكتشاف اي اثر صغير لمملكة شولومون الضخمة … يكادون يصلون الى قناعة راسخة حول احتمالين :

الاحتمال الاولى : اما ان كتاب البايبل كتاب خرافات و غير صحيح.

الاحتمال الثاني : و اما ان كتاب البايبل صحيح نوعا ما لكنه لا يتحدث عن مملكة ضخمة بل يتحدث عن قرية صغيرة جدا لكن هناك من ضخمها تاريخيا .

لكن الباحثين لدينا لا يريدون الاقتناع بالاحتمال الاولى ، فلديهم ايمان بكتاب البايبل و لدى البعض منهم ايمان بالاحتمال الثاني ، لكن الكثير منهم وجد بان تلك الاحتمالات ناقصة و هناك احتمال ثالث منسي و هو :

الاحتمال الثالث : احتمال بان (مملكة شولومون) في مكان اخر غير فلسطين .

و من هذا الجدل خرجت نظريات كثيرة من عند الباحثين لدينا و التي تؤمن بالاحتمال الثالث تتحدث عن جغرافيا كتاب اليهود في مكان اخر غير فلسطين مثل ( عسير – اليمن – جنوب الجزيرة ) .

كفاضل الربيعي و صليبي و زياد مني و احمد داوود الخ.

من هو شيشناق ؟

( شيشنق) (950 ـ 929 ق.م) ملك مصري ترجع أصوله إلى أسرة من مدينة إهناسيا قدم مؤسسها (بويو واوا ) الجد الخامس للفرعون شيشنق من إحدى واحات الصحراء الليبية، و عرفه الإغريق فسموه سوساكوس.

نسبه : شيشنق بن نمرود بن شيشنق بن باثوت بن نبنشي بن ماواساتا بن بويو واوا.

لقد أستطاع شيشنق أن يتولى حكم مصر ويحمل لقب الفرعون وأسس بذلك لحكم أسرته الأسرة الثانية والعشرين في عام 950 ق.م التي حكمت قرابة قرنين من الزمان .

ظروف حكمه ….. خلال حكم الأسرة الحادية والعشرون الذي دام مائة وثلاثين عاما تقريبا عصفت خلالها الأحداث بمصر من الداخل والخارج وعم الفساد بالدولة أنهكت الضرائب كاهل الشعب مما أدى إلى تفكك البلاد ولم يجد الفرعون بداً من محاولة حل المشاكل سلميا واضطر من خلالها إلى مهادنة مع إسرائيل أيضا التي كانت قوتها تتعاظم في فلسطين تحت حكم داود في هذه الفترة كان ظهور شيشنق وتزوج من ابنة الفرعون بسوسنس الثاني آخر ملوك هذه الأسرة وأعلن قيام الأسرة الثانية والعشرين، وكان ذلك حوالي عام 940 قبل الميلاد.

بالنسبة لعمر الاسرة التي اسسها شيشنق فقد خص مانِتون الأسرة الثانية والعشرين بمئة وعشرين عاما فقط، ولكن التسلسل الزمني المقبول حاليا يجعل المدة تزيد على قرنين كاملين، من 950 ق.م إلى 730 ق.م.

ورد ذكره في البايبل (ملوك أول 14/25ـ 28).

كان حاكماً قوياً رفع من شأن مصركان يريد بسط نفوذ مصر على غرب آسيا، فسيطر على لبنان وفلسطين. كان يربعام من قبيلة إفرايم يرى أنه أحق بالمملكة من سولومون، فثار على سولومون بعد أن منحه شيشنق الحماية، وذلك على الرغم من العلاقة الطيبة التي كانت تربط شيشنق بشولومون .

وبعد موت سولومون استطاع يربعام أن يتولى قيادة عشرة قبائل عبرانية ويستقل بها وسماها المملكة الشمالية. وفي عام 926 ق.م وبعد موت سليمان بخمسة سنوات قام شيشنق ملك المملكة الجنوبية، بمهاجمة رحبعام بن سولومون ونهب كنوز الهيكل، وقد دمر القدس وسبا أهلها وأخذ كنوز بيت الرب يهوذاوبيت الملك وآلاف الأتراس الذهبية المصنوعة في عهد الملك سولومون كما قام بحملات خاطفة دمر فيها عشرات المدن اليهودية والمستعمرات التي في سهل يزرل وشرقي وادى الأردن كما يبدو أنه هاجم المملكة الشمالية أيضاً.

وتدل النقوش التي على معبد الكرنك أن شيشنق هاجم كل فلسطين فأخضع فيها مائة وستة وخمسين مدينة، وقد دونت أخبار هذه الحملة على جدران معبد الكرنك. لكن مازلنا لا نستطيع الجزم بجميع التفاصيل المستمدة من( البايبل) نظرا للتغييرات الكثيرة التي طرات عليها.

بينما يذكر (البايبل )هذه الأحداث بقدر كبير من التفصيل، فإننا لا نجد توكيدا لها على الجانب المصري، كما أن المشكلات في التسلسل الزمني التاريخي، بالرغم من أنها محدودة بمناطق زمنية ضيقة، تجعل من العسير تحديد معاصرة ملك معين لحدث معين. بالإضافة إلى أنه لا يمكن إيجاد اسم تَهْپِنيس’ في الكتابات الهيروغليفية. بعد برهة طرأ حدث آخر متزامن؛

إذ يروي ( البايبل ) (الملوك الأول، 14:25) “و في السنة الخامسة للملك رحبعام صعد شيشق ملك مصر إلى أورشليم 26 وأخذ خزائن بيت الرب وخزائن بيت الملك وأخذ كل شيء وأخذ جميع أتراس الذهب التي عملها سولومون 27 فعمل الملك رحبعام عوضا عنها أتراس نحاس وسلمها ليد رؤساء السعاة الحافظين باب بيت الملك 28″، ويبدو أن خراب المدينة المقدسة لم يكن أهم من فقد دروع سولومون الذهبية، التي كان عليهم استبدالها بأخرى نحاسية. ولكن من ضمن الأسماء الباقية المصاحبة للجدارية على بوابة پِرْپَاسْتِت لا يوجد ذكر لا لأورشليم ولا لتل الجزري.

هذه الأسماء عادة ما تُقدم بالشكل الذي اعتدناه من لوحات فتوحات تحوتمس الثالث؛ لصيقة في أجساد الأسرى الأجانب الذين يسوقهم الملك أمام أبيه أمونرَع، ولكن هذا التعداد مخيب للآمال، فمن ضمن أسماء أكثر من 150 مكانا، لا يمكن التعرف سوى على قلة قليلة تقع كلها في التلال على تخوم السامرة من دون أن تصل إلى قلب مملكة إسرائيل، كما لا يوجد أي تلميح إلى أنهم مسوا يهوذا على الإطلاق، ولكن يوجد ذكر لغارة على منطقة إدومية. وحتى الاعتقاد السائد بأن نصا معينا كان يمكن أن يقرأ حقول إبراهيم أصبح اليوم مرفوضا. ولكن اكتشاف شقفة في مَجِدُّو تحمل اسم شُشِنْقْ لا يدع مجالا للشك بأن حملته على المنطقة حدثت فعلا، ولكنها تترك مجالا للتكهن بإذا ما كان الهدف منها هو استعادة أمجاد مصرية قديمة، أم لمساندة يربعام، أم أنها كانت مجرد غارة نهب.

هذه الخلاصة

الان دعونا نحلل تاريخ هذا الرجل .

– من هو شيشناق ؟

ملك في مصر و ليس مصري ، بل ليبي ، مع ان الزمن القديم لم يكن يحتاج الى جنسيات و هويات و حدود سياسية مثل اليوم

– ما اسم جده ؟

(بويو واوا )

– ما هي مصادر تاريخ هذا الرجل ؟

كتب اليونان ، و البايبل ، و نقوش مصر

ما هي الاثار التي تركها هذا الرجل ؟

1 – جدارية في معبد الكرنك ، بوابة ضخمة و تعرف الآن باسم بوابة شيشنق وكانت تدعى في عصره ببوابة النصر وهي جزء من امتداد الجدار الجنوبي لبهو الأعمدة الشهير وقد سجل على هذه البوابة كعادة الملوك المصريين أخبار انتصاراته في فلسطين وتاريخ كهنة آمون من أبناء أسرته.

2 – اكتشاف مقبرة له وجدت بكامل كنوزها ولم تتعرض للنهب ، و بسبب حجم الفضة التي عثر عليها بمقبرته سمي بالفرعون الفضي.

من هو الذي اكتشف مقبرة شيشنق ؟

العالم الفرنسي البروفيسور مونيته في سنة 1940م .

ما هو الشيء الغريب جدا في تاريخ هذا الرجل ، و ماهي العلاقة بين ( هيكل شولومون ) و ( شيشناق ) ؟

بحسب مصادر تاريخ شيشناق ، هناك شخصيات مشهورة و ابنية مشهورة عاصرت شيشنق في فترة حكمة و حكم اسرته هي : ( داود – سولومون – هيكل سولومون )

الان لاحظ … معي الى هذه النقطة الهامة .

كتاب البايبل صدق جدا في حديثه عن شخص اسمه شيشناق و الواقع صدق كتاب البايبل فاكتشف الغرب اثار لهذا الملك، لكن و بالرغم من ان شيشناق عاصر سولومون و عاصر دولة يهوذا و هيكل سولومون و مملكة سولومون في فلسطين ، لكننا لم نكتشف حتى اليوم اسم سولومون ، و لا حتى قطعة صغيرة من مملكة سولومون الضخمة، و لم نكتشف اثر لهيكل سولومون .

عجيب ………. الواقع الذي اكتشفه الغرب صدق كتاب البايبل في النوع الاول من الشخصيات الموجودة فيه ، لكنه لم يصدق البايبل في النوع الثاني من الشخصيات الموجودة فيه ……. بالرغم من ان النوعين كانا معاصرين لبعض .

ما هو السبب ؟

لو تلاحظ الى كتابات المؤرخين الغرب، ستجد دراسات كثيرة تتحدث بان شولومون ليس الا شيشناق .

……..

الان …. لو عدنا الى قصة الكشوفات الزمنية للغرب سنجد باننا لو افترضنا مجرد الفرض بان الغرب بكشوفاته يريد احتلال التاريخ و الزمن .

فاذا كانت …….. قصة شخصية ( سولومون ) العبري مع الكيان الصهيوني التابع للغرب ذات وظيفة سياسية .. فنحن نجد ايضا قصة (شيشناق) الامازيغي هي نفسها ذات وظيفة سياسية مع جماعة فرنسا في الجزائر ….. و هي قصة صناعة الهوية و الرمزية القومية و الشعور القومي فقط ، الذي يحتاجه مشروع صناعة كيان قومي لدولة، بالاعتماد على التاريخ في البايبل…. فالسؤال:

لماذا الغرب بسياسته لم يستطع اكتشاف وجود اثر لشخصية سولومون العبري الموجود اسمه في البايبل في فلسطين لتثبيت شرعية كيانه الصهيوني بالرغم من حاجة الكيان الصهيوني لاثبات وجوده و تثبيت شرعيته، لكنه في نفس الوقت استطاع اكتشاف اثر لشخصية شيشناق الغير مصري الامازيغي و الموجود اسمه في كتاب البايبل، و الشخصيتان عاصرتا بعض ؟

لماذا هيكل شولومون الضخم اختفى في فلسطين ، بينما بوابة شيشناق ( من عاصر سولومون ) مازالت باقية الى اليوم ؟

فهل يمكن ان يكون هيكل سولومون في مكان اخر و جغرافية قصته في مكان اخر غير فلسطين ، حسب نظريات الباحثين لدينا المؤمنين بالاحتمال الثالث ؟

قبل اجابة هذا السؤال سنطرح اسئلة منطقية جدا على هولاء الباحثين :

لماذا صدق البايبل في شخصية شيشناق و صدق في جغرافيته و هي مصر و اكتشفنا دليل من الواقع ، بينما لم يصدق البايبل في شخصية سولومون و لم يصدق في جغرافيته في فلسطين بدليل اننا لم نكتشف له اي اثر ؟

نحن نعتقد بان هولاء الباحثين و القراء المؤمنين بنظرياتهم حول جغرافيا البايبل في اليمن ، لم يتمكنوا ابدا من صناعة اطار شامل للقضية ، حتى يعرفوا بان الاحتمال الثاني و الثالث حول سولومون و هيكله ليسا الا احتمالين لاطالة زمن فهم القصة فقط .

لان .. اي تنقيب او بحث في اي مكان سيكون بلا جدوى و لن يخرج باي نتيجة تماما مثل النتيجة التي جرت في فلسطين .

لماذا لن يصلوا لاي نتيجة ؟

لان هولاء لو فهموا واقعية كتاب البايبل مع الغرب، لادركوا لعبة الشياطين في الارض …. و لعرفوا جيدا بان شولومون في البايبل ليس هو سليمان الموجود في القراءن ابدا ، و لعرفوا بانهم لن يجدوا اثار سليمان ابدا ، لان شياطين الغرب قد تلت على ملك سليمان في الارض، و قد علموا الناس السحر .

كيف ؟

استيعاب ابعاد و اهداف الكشوفات الجغرافية التي قام بها الغرب في الارض منذ غزو امريكا ….. يجعلنا نعتقد بان كشوفات الغرب الزمنية لن تخرج من نفس ابعاد و اهداف الكشوفات الجغرافية.

هل هي صدفة ان يكتشف الغرب اسماء شخصيات موجودة في كتابه من النوع الاول في كتاباتنا القديمة و يجد لها اثار، و لا يكتشف اسماء النوع الثاني من الشخصيات الموجودة في كتابه ؟

ليست صدفة ابدا .. و العمل متعمد و مقصود و ممنهج ، و السبب :

لانه لو قال لك الغرب بانه اكتشف اسماء من النوع الثاني الموجودة في كتابه داخل نقوش المنطقة القديمة ، سيؤدي الى اخطاء تفشل لعبة الاحتلال التاريخي و الزمني الذي جاء بها لاحتلال الارض كما حدث في فلسطين .

لانه سيحدث عند المسلم اتصال تاريخي و زمني مع دينه، حتى لو كانت الاسماء ليست متطابقة مع اسماء في القراءن، و سيعرف بان دينه هو سياق قديم متصل ، بينما لعبة الغرب تريد صناعة وعي جديد عند المسلم بان دينه ظهر من مكة ، و نزع المسلم من الارتباط بواقعه من حوله و من كتابات المنطقة القديمة دينيا و لسانا .

و مع الوقت ..سيحدث جدل حول اسماء الانبياء بين شولومون و سليمان مثلا ، و حول طبيعة الدين الاول ، بسبب وجود اديان اخرى من صناعته تنسب نفسها لابراهيم ….. و عندها سيبدا يفهم المسلم خطاب القراءن .

فسيعرف المسلم بان القراءن لا يقصد بالكتاب هذا المصحف بل كتابات قديمة ( زبر الاولين )و سيعرف بانه قد حفظ القراءن من تلك الكتابات ، ثم سيعرف المسلم معنى كلمة ( يحرفون كلام الله ) ، و معنى ( يلوون السنتهم بالكتاب ) ، و ما معنى ( كتاب فصلت اياته قراءنا عربيا لقوم يعلمون ) ، و معنى ( ان الدين عند الله الاسلام و ما اختلف الذين اوتوا الكتاب الا من بعدما جاءهم العلم بغيا بينهم)

ثم سيدرك المسلم حقيقة كتاب البايبل ، و حقيقة اللغات التي تم جعلها لغة رسمية لهذا الكتاب ….و هكذا مع الوقت تنكشف اللعبة الشيطانية التي جاءت بمشروع الكيان الصهيوني … و الغرب لا يريد ان يسلك هذا الطريق، فقرر منع النوع الثاني من الشخصيات الموجودة في كتابه من ادعاءاته بانها موجودة في اثار و كتابات المنطقة القديمة، و الادعاء بان لا وجود لها.

و بهذة الحيلة الماكرة ……. استطاع الغرب تحويل النوع الاول من الشخصيات الموجودة في كتابه الى حقيقية تاريخية عبر الادعاء بان اسماءها موجودة في الاثار و الكتابات القديمة في كتاباتنا القديمة ، و اخفاء اسماء شخصيات القراءن التي تشبه اسماء و قصص شخصيات النوع الثاني في كتابه، فتحولت الى وهم تاريخي .

لقد قلبوا الوهم الى حقيقة ، و قلبوا الحقيقة الى وهم.

و هذا هو السحر الذي يعنية القراءن الذي علمته شياطين الغرب للناس، هذا السحر الذي الناس داخله و الذي صنع تلك العقول الثلاثة و جعل زاهي حواس ينفي وجود اسماء الانبياء في نقوش مصر بكل ثقة .

هذا هو المشروع الذي جاء به شياطين الغرب، بعد ان احتلوا مصر و المنطقة و قاموا بتزوير القيم الصوتية لحروف الكتاب ، فاخفوا اسم سليمان ، و استبدلوه باسم واحد من النوع الاول الموجود في كتابهم ( شيشنق ).

فقد قام فريق من الغرب … بتبديل القيم الصوتية لحروف كتابة اسم سليمان ،ثم جعلوا الاسم يتلى ( باسم شخصية من شخصيات النوع الاول في كتابه ) ،ثم بعدها قام فريق منهم بتاليف كتاب يحوي على اسم يشبه اسم سليمان ( سولمون ) و الفوا قصة تشبه نوعا ما قصة سليمان في القراءن ، و هكذا اعتقد المسلم بان كتاب البايبل هو التوراة و كتاب من عند الله الذي حفظ منه المسلمين القراءن … و نسوا الكتاب الذي يعنيه القراءن .

و اختفت اثار الانبياء المذكورين في القراءن من الارض

{ و اتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان و ما كفر سليمان و لكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر }

هذه هي كل القصة الغائبة عن فاضل الربيعي و واحمد داوود و بقية الباحثين المؤمنين بكتاب الغرب البايبل و المؤمنين ايضا بالتاريخ الذي يكتبه الغرب.

فعليهم ان لا يتعبوا انفسهم ……لان هيكل سولومون مبنى وهمي لم يكن موجود قديما في الواقع ، لحن الغرب يسعى لبناء الهيكل من اجل تجسيد الوهم التاريخي، و جعله حي في عقول الناس حتى يستمر مشروع الكيان الصهيوني الغربي في المنطقة .

و كذلك شيشناق … شخصية وهمية مزيفة اعتمد عليها الغرب و اقنع الناس بوجودها في نقوش مصر بعد تزويرهم لنقوش مصر، و لم تكن موجودة في الواقع ، و فرنسا وضعت في متحفها وثائق مزيفة عن ملك اسمه شيشناق لاثبات حقيقة هذا الوهم التاريخي ضمن مشروع احتلال الزمن كمقدمة لاحتلال الارض وصناعة كيان تابع للغرب .

و الثورة الفرنسية الذي دخلت بالامس الى المنطقة غازية و محتلة عبر نابليون و هي تحمل مشروع صناعة ديانة قومية اليهودية و الكيان الصهيوني بشخصية سولومون و هيكله ، هي نفسها فرنسا التي تحمل مشروع صناعة قومية الامازيغية و كيان في الجزائر بشخصية شيشناق ذو الاصول الأمازيغية .

 

 

اترك تعليق