01/04/2021 00:00
الحقيقة .. ان اي باحث بسيط يملك حس الملاحظة و المراقبة العادية ، سيرى ظاهرة موجودة في التاريخ المصري الحديث تحمل التناقض ….. و بنفس الوقت سيستغرب عندما يجد تجاهل كبير لها من قبل الكثير المؤرخين و الباحثين المصرين و العرب، و لا يطرحونها لتفسير تناقضها، بل مازال من يتناولها كظاهرة جميلة فريدة في تاريخ مصر ، او ضمن سياق تاريخي طبيعي متجاهلين حجم الاشياء الغريبة و المتناقضة التي تلفها ، و انعكاسها على الوعي التاريخي المصري .
هذه الظاهرة هي شخصية محمد علي باشا الذي حكم مصر، و اسرته التي جاءت بعده و حكمت مصر حتى قيام الثورة المصرية .
فبالرغم من ان ظروف ظهور محمد علي باشا في مصر غريبة و لا يوجد لها سياق طبيعي .. لكن مازال هناك في مصر حتى اليوم ، من يتحدث عن عهد محمد علي باشا و اسرته في مصر بثلاثة صور :
1- الصورة الاولى
من يتحدث عنها بنوع من الفخر و الحنين … و يتحدث عنها بانها مرحلة جميلة في التاريخ المصري، و بانها كانت افضل من حكم مصر .
و اعتقد بان هذا النوع هم تقريبا المصرين الذين هم من اصول تركية و كانوا من أسر البشوات، و التي جاءت الثورة المصرية و قضت على اقطاعاتهم، و اعتقد ان هولاء بحديثهم عن محمد علي باشا و اسرته ليسوا في باحة قراءة مسالة تاريخية بشكب علمي و موضوعي، بل ان حديثهم اشبه بعملية ترويج لفترة عاشت فيه اسرهم كطبقة بشوات متسيدة تملك الاقطاعات، و هم ناقمين على فترة الثورة المصرية التي حرمتهم من اقطاعاتهم .
2- الصورة الثانية
من يتحدث عنها ضمن سياق تاريخي غير صحيح …. و يتحدث بان محمد علي باشا هو باني مصر الحديثة و بان الاسرة الملكية هي من فتحت مصر على الحداثة الاوروبية .
و اعتقد بان هذا النوع هم تقريبا الباحثين و المؤرخين المتاثرين بالانتاج الفكري و الثقافي و العلمي و الادبي للنخب المصرية الفكرية التي ظهرت في عهد محمد علي باشا و اسرته، معتبرين بان هذا الانتاج لم يكن ليظهر لولا الانفتاح و الحداثة و النهظة التي جاءت في عهده .
3- الصورة الثالثة
جاءت ممن يتحدث عنها ضمن سياق الثورة المصرية ، و يتحدث بنوع من السخط على الاسرة الملكية و على العهد الملكي … لكن هذه الصورة تستبعد من سخطها مؤسس هذه الاسرة ( محمد علي باشا ) .
و اعتقد بان هذا النوع هم تقريبا الذين يعتزون بالثورة و الاشتراكية و الحقبة الناصرية .
——– —- —- —- —-
انا لن اتحدث عن كل صورة من الصور الثلاث السابقة و احاول نقدها تاريخيا ، فلست باحث موسوعي و املك وثائق مؤكدة من تلك الحقبة اكثر من الباحث المصري القريب من فهم الظاهرة اكثر مني ، لكني ساتحدث عن النقاط المشتركة بين تلك الصور ، و الموجودة في مخيلة كل مصري ، و المعروفة عند اي انسان عادي .
فمثلا ……. يوجد في العقل التاريخي للمصري الحالي، خمس نقاط اساسية فهم تلك الحقبة التاريخية، لكنها متناقضة ، فهو يعتقد :
– محمد علي باشا هو من قضى على المماليك
– محمد علي باشا هو من ادخل الطابعة لمصر
– محمد علي باشا باني مصر الحديثة
– محمد علي باشا استقل بحكم مصر عن العثمانين
– محمد علي باشا حارب الوهابية
نحن نجد بان تلك النقاط السابقة تناقض في عقل المصري ، و نعتقد بان السبب ………… هو ان ظاهرة محمد علي باشا و اسرته المفاجئة في مصر التي حملت معها تناقضات كثيرة ، التي ادت لظهور تناقضات في العقل التاريخي للانسان في مصر
لاننا نعتقد …… بان ظاهرة محمد علي باشا المفاجئة هو نقطة الاتصال بين الزمن الوهمي و الزمن الحديث المعاصر لمصر ، و عملية الاتصال المفاجئة تلك تمت بشكل غير صحيح و خاطىء ،فسببت خطأ في المخيلة التاريخية للمصري منعته من فهم السياقه التاريخي الحقيقي لواقع مصر الحالي، و جعلت المصري يفسر التاريخ بشكل غير منطقي ، و هي من خلقت في عقل المصري تلك النقاط الخمس المتناقضة .
كيف ؟!
—- —- —- —- —-
■ محمد علي باشا هو من قضى على المماليك
معلومة خاطئة … فلم يعرف محمد علي باشا المماليك و لم يعرفهم .
المصري اليوم يعتقد بان محمد علي باشا هو من قضى على المماليك … و الحادثة التاريخية الاشهر الراسخة في عقل المصري و التي تجعله يؤمن بان محمد علي باشا هو من قضى على المماليك ، هي مذبحة القلعة التي خطط لها محمد علي باشا و قام بدعوة المماليك الى القلعة و قام بقتلهم .
لست الان في باحة اعتقادنا حول كون حقبة المماليك في مصر وهمية و لم تمر على مصر حقبة المماليك حسب التاريخ …. لكن لو افترضنا جدلا بان حقبة المماليك حقيقية فالسؤال المنطقي :
س : هل كان المماليك يحكمون مصر قبل غزوة نابليون لمصر عام 1798 م ؟! ، هل نابليون عندما جاء غازي الى مصر حسب التاريخ الرسمي الفرنسي ، فانه جاء للقضاء على المماليك ؟!
ج : نعم
نابليون جاء بخمسين الف جندي مدججين بالاسلحة النارية التي كان يفتقدها المصري ، و عدد ضخم من السفن الحربية ، و عدد كبير من العلماء ، و مكث في مصر 3 سنوات … و قام فيها بتمشيط كامل ارض مصر.
و قام بتاسيس الكثير من المؤسسات العلمية في مصر .
متفقين ؟!
هذا يعني … بان نابليون بعد ثلاث سنوات يكون عندها قد قضى على المماليك، و قد محاهم من الوجود .
بدليل ان نابليون بعد ثلاث السنوات حسب التاريخ، لم يواجه الا البريطانين كخطر خارجي قادم اليه، و لم يكن هناك اي خطر داخلي في مصر .
و بعد انتصار البريطانين على نابليون ….. اصبحت مصر تحت الوصاية البريطانية ، و تمركز الجنود البريطانين في مصر .
خسارة نابليون من بريطانيا كانت عام 1802 و اصبحت مصر تحت الوصاية البريطانية ، و بعد ثلاث سنوات ظهر محمد علي باشا في مصر و اصبح حاكم على مصر عام 1805 .
السؤال : اين هم الان المماليك في مصر حتى يقضي عليهم محمد علي باشا مرة اخرى، بعد غزوة نابليون هي الاضخم في التاريخ الحديث ، و بعد ان اصبحت مصر تحت الوصاية البريطانية و يتمركز فيها حاميات عسكرية بريطانية، وبعد ان تم تاسيس الدولة بشكلها الحديث في مصر من قبل المستعمر الاوروبي ؟!
لم يعد هناك اي وجود منطقي و واقعي للمماليك في مصر عندما اصبح محمد علي باشا حاكم على مصر .
■ محمد علي باشا هو من ادخل الطابعة لمصر
معلومة خاطئة
المصري اليوم يعتقد بان محمد علي باشا هو من ادخل الطابعة الى مصر …….. و اسم الطابعة الاشهر الراسخة في عقل المصري و التي تجعله يؤمن بان محمد علي باشا هو من ادخل الطابعة ، هو مطبعة بولاق .
الحقيقة … بان نابليون هو من ادخل الطابعة الى مصر و هو اول من ادخلها، فقد كان نابليون حريص بشدة قبل غزوة مصر و الاعداد للغزوة ، على اخذ الطابعة معه و بالحروف العربية . فقد جلب معه طابعتين فرنسية و عربية ، طابعة فرنسية لجنود الحملة و العلماء لطبع الصحف و طابعة عربية لطباعة الكتب العربية .
فمن يذهب الى غزو بلد يعيش حياة بسيطة و يحمل معه طابعة ، فهو يحملها لاجل ان تبقى في البلد .
قصة الطابعة مع محمد علي باشا ، تشبه تماما قصة المماليك مع محمد علي باشا .
فالطابعة جاء بها نابليون لكن العقل المصري التاريخي ينسبها لمحمد علي باشا ، و المماليك تم القضاء عليهم من قبل نابليون، لكن العقل المصري التاريخي ينسب القضاء على المماليك الى محمد علي باشا .
لماذا يراد …….. من العقل التاريخي المصري ان ينسى نابليون، و يحاول جعل غزوته حدث عابر ليس له دور في رسم مصر حاليا ؟
■ محمد علي باشا باني مصر الحديثة
معلومة خاطئة
اولا … سبب هذه الفكرة حسب ما تحدثنا هو لان محمد علي باشا هو نقطة الاتصال بين الزمن الوهمي و الزمن الحديث، فلولا التاريخ الذي كتبته طابعة نابليون لمصر و الصقته بالزمن الوهمي ، لما وصل هذا الاعتقاد للمصري حاليا .
لان المصري يشعر بانه قد عاش كل ذلك الزمن الذي قدم لمصر ( حقبة الفاطمين الايوبين المماليك )، حتى وصل لحقبة علي محمد علي باشا، و لم يجد المصري نفسه الا في حقبة محمد علي باشا، فوجد بان كل الاشياء من حزله تنسب له لمحمد علي فاعتقد بان هذه الحداثة لانه باني مصر الحديثة .
و الحقيقة .. ان اي حاكم كان سيظهر في مصر في تلك الفترة ، سيكون هو باني مصر الحديثة بنظر المصري ، لانه بداية عصر الثورة الصناعية التي احدثت انقلاب في كل بلدان العالم ، ليس في مصر ، بل في كل بلدان العالم سيكون حكامها هم بناة الدولة الحديثة .
القصة اذن … هو الثورة الصناعية التي خرجت من اوروبا و احدثت انقلاب في كل بلدان العالم .
ثانيا …… الحقيقة بان الاستعمار الغربي الذي خرج للعالم بالثورة الصناعة هو باني مصر الحديثة و هو مؤسس هيكل الدولة الحديثة في مصر ، و الغرب هو وراء بناء معظم البنى التحتية و المباني في عهد محمد علي باشا.
و خطوتهم تلك …… هو لاجل هيكلة البلد من اجل ان تصبح مرتبطة بحاكمها الذي نصبته على مصر، ليسهل عليه ادارتها و يسهل عليه التحكم بها ….. ثم ترسيخ الواقع الجديد بكل مسمياته الجديدة و التي نسبت للزمن الوهمي ….. حتى يعتقد المصري بان تلك الحقب الزمنية قد مرت على مصر قديما .
فمثلا ….قلعة صلاح الدين الايوبي ، و كنيسة سانت كترين ، و جامع المعز الفاطمي …. كلها بنيت في عهد محمد علي باشا … لكن طابعة نابليون هي من منحتها تاريخ وهمي و زمن وهمي بانها بنيت في عهد الايوبين و في عهد الفاطمين و في عهد الدول الرومانية التي مرت في مصر … حتى يفقد المصري فهم سياقه الحالي .
بدليل … انك تجد كل الاثار التي تنسب لعهد الفاطمين و الايوبين . تحمل طابع معماري واحد ( قباب ) .. حتى الكنائس تحمل نفس الطابع ( قباب ) .. مما جعل البعض يصف عمارة تلك الكنائس بانها تزاوج الفن القبطي مع الاسلامي ….. و الحقيقة هي مدرسة معمارية واحدة فرنسية، بنيت في عمر واحد ، في عهد محمد علي باشا … و معظم المهندسين كانوا فرنسين .
ايضا كما هو معروف بان القانون المصري هو قانون فرنسي، و هيكل القضاء و المحاكم و الادعاء في مصر هو نفسه الهيكل في فرنسا.
فاين هو باني مصر الحديثة محمد علي باشا لمصر، و كل شيء من بناء فرنسا من موسسات الدولة و هيكلها و من المباني و العمارات ؟
■ محمد علي باشا استقل بحكم مصر عن العثمانين
معلومة خاطئة .
بالرغم من ان محمد علي باشا ليس مصري، و قد ظهر في مصر بشكل مفاجىء بعد غزوة الغرب لمصر، لكن المصري مازال حتى اليوم يعتقد بانه قد استقل بحكم مصر عن العثمانين .
اين التناقض ؟
نابليون قام بغزو مصر ، ثم خرج نابليون بعد هزيمته على يد بريطانيا، لكن المصري يعتقد بان الامر انتهى، لكن مصر بعدها اصبحت تحت وصاية بريطانيا ، و قد وضعت بريطانيا حاميات عسكرية في مصر .
اولا … هل يعقل بان بلد مازال تحت وصاية الغرب الذي احتل كل العالم ، ثم في ظل وصاية الغرب يظهر شخص غير مصري، و يذهب الى مصر بشكل مفاجىء ، و لا يعرف له اصل و لا فصل في مصر ، ثم يصبح ملك على مصر ( امه دعيا له) ، ثم بعدها نعتقد بان هذا الشخص الغريب الغير مصري قد استقل بحكمه عن العثمانين ؟!
المصري اليوم مازال غير مستوعب ، بان الغرب قد جاء للمنطقة من اجل اقتسام المنطقة فيما بينه ، و قد قسم المنطقة الى قطع صغيرة ، و قد نصب على كل قطعة حاكم تركي يدير قطعته ، و مصر من بين تلك القطع المقسمة، و قد نصب عليها حاكم تركي ( محمد علي باشا ) ليتولى ادارة مصر .
فالناس قبل غزوة الغرب ، لم تكن تعي و تفهم موضوع الحدود السياسية ، فالارض واحدة بالنسبة لهم.
لكن لا يراد للمصري ان يفهم هذه القصة و هذا السياق التاريخي الحقيقي ، فاخترع الغرب له قصة و زرعها في عقله ، بان مصر قد استقلت عن العثمانين .
من اسباب الصعوبة في عدم فهم المصري و غيره من سكان المنطقة لهذه الحقيقة …. هي ان الغرب عندما احتل المنطقة .. نصب حاكم تركي على كل بلد تم تقسيمه، فاعتقد المسلمين بان الاتراك كانوا حكام الخلافة بدليل وجودهم حكام، و لا يعلمون بانهم كانوا مجرد شخصيات جلبها المستعمر الغربي لتنفيذ مخطط التقسيم فقط .
ثانيا ….. اليست مصر حسب تاريخ الطابعة كان يحكمها المماليك، و المماليك كانوا مستقلين عن العثمانين و كانت بينهم حروب ؟!
نعم
و عندما قضي نابليون على المماليك في مصر .. فهذا يعني بان مصر اصلا كانت مستقلة عن العثمانين في عهد المماليك ، و لا تحتاج ابدا لظهور محمد علي باشا ليجعلها تستقل عن العثمانين ، بل كانت تحتاج مصر لمن يجعلها تستقل عن احتلال فرنسا و بريطانيا.
و لذلك اخترعت طابعة نابليون فكرة الاستقلال عن تاريخ العثمانين الوهمي …… ليقنعوا المصري بان هذا الرجل هو من صنع دولتهم الحالية المستقلة وفق هذا التقسيم الحالي .
اذن الغرب كانوا اذكياء في برمجتهم التاريخية، فبدل اثارة فكرة استقلال مصر عن الاحتلال الغربي في عقل المصري، قاموا بزراعة فكرة اخرى بان واقع مصر في ظل حكم محمد علي باشا كان قد استقل عن العثمانين .
الحقيقة التي لا يريد معظم المصرين فهمها …. ان محمد علي باشا كان مجرد شخصية جلبها الغرب من مكان مجهول خارج مصر و زرعها في مصر، و نصبها ملك و اسرته من بعده على مصر ، ليتولوا ادارة مقاطعة مصر لصالح الغرب فقط … و لم يكن ابدا مصري بل هو من قام بسرقة مصر لصالح الغرب، و هو من اسس كل العبث و الفساد في مصر ، و الذي الثورة المصرية نسيت ازالتها .
ما هو الدليل ؟!
● لاحظ كل الانتاج التاريخي الذي ظهر في عهد محمد علي باشا و من بعدها، تسمي (غزوة نابليون ) باسم لطيف ( حملة نابليون ) ….. فهل يوجد شخص مستقل بحكم مصر و يحب شعبه و خايف عليه يسمح بتسمية غزوة نابليون ب ( حملة نابليون ) ؟!
بل ان معظم الكتابات التي تتحدث عن غزوة نابليون و التي ظهرت في فترة محمد علي باشا و من هم بعده، تتحدث عن غزوة نابليون بشكل جميل و لطيف و ممتلئة الاحاديث بالدعابات و المواقف الحكيمة و البطولية و العلمية من قبل الفرنسين .
● ايضا لاحظ … بان معظم النخب الثقافية التي ظهرت في مصر في عهد محمد علي باشا و من بعده، هم نخب ثقافية تعلمت في فرنسا، بسبب البعث الدراسية الى فرنسا التي ادخلها الالباني.
فهل يعقل بان شخص مستقل عن مصر و عن فرنسا يرسل بعثات دراسية الى البلد الذي احتلت بلاده ؟!
كل تلك النخب التي ارسلها الالباني لاجل عملية غسيل فكري ، حتى تكون هذه النخب هم الادوات التي ستروج الوعي الجديد و التاريخ الجديد الذي جاء به نابليون عبر مشروع أوروبي كبير .
ايضا لاحظ ان مصر لم تستورد العلوم التطبيقية من فرنسا، بل استوردت علوم انسانية بحته و تم تاسيسها في جامعات مصر ليكون هو الوعي الجديد .
● ايضا لاحظ ……….. كيف ان محمد علي باشا سمح لفرنسا بترجمة نقوش مصر القديمة التي تتواجد في كل شبر في مصر ، و قد تعامل معها بكل ترحيب و فرضها على المصرين ، بالرغم من انه ليس مصري و لا يحق له السماح بهذا العمل ابدا، و مثل هذا العمل يحتاج الى تصريح من كل مصري ، لكنه سمح و كانه صاحب الحق في الامر .
بل ان الانتاج الفكري من النخب الثقافية التي ظهرت في عهده تعاملت مع ترجمة الغرب لنقوش مصر بنوع من الافتخار و التباهي بهذا العمل الفرنسي، بل وصل الامر باسرة الالباني انها كانت تنوي بناء تمثال ضخم لشامبليون في مصر تكريما له و بمبلغ ضخم .
بل ان الالباني و اسرته … سنوا قوانين تمنح الباحثين و علماء الاثار الغرب نسبة 40 % من اي اكتشاف يتحصل عليه .
● ايضا لاحظ …. هذه الاسرة هي من منحت اراضي زراعية في مصر لبشوات اتراك كاقطاعات .
● ايضا لاحظ ….. هذه الاسرة من منحت فرنسا و بريطانيا حق تملك قناة السويس .
● ايضا لاحظ …. هذه الاسرة هي من اعطت المجاهدين اسلحة فاسدة في عام 1948 عند قتال المحتلين الغرب الصهاينة في فلسطين .
● ايضا لاحظ … كيف ثارت ثورة فرنسا و بريطانيا بعد قيام الثورة المصرية على هذه الاسرة المجهولة ، و كيف شنوا حرب على مصر بعد تاميم قناة السويس .
■ محمد علي باشا حارب الوهابية
معلومة كاذبة .
المصري اليوم يعتقد بان محمد علي باشا قد حارب الوهابية و ال سعود … و الحادثة التاريخية الاشهر الراسخة في عقل المصري و التي تجعله يؤمن بان محمد علي باشا حاربها ، هي الحملة العسكرية التي ارسلها محمد علي باشا الى الحجاز و نجد و قتل واحد من اسرة ال سعود . و دعاة التنوير و العلمانية في مصر يستغلون الحديث هذا التاريخ ، من باب ضرورة محاربة الوهابية التي عبثت بمصر .
لكن السؤال المنطقي :
س : هل الوهابية مشروع بريطاني ؟
ج : نعم
اذن ………فكيف يمكن لعقل طبيعي يدرك جيدا بان الوهابية مشروع بريطاني، ان يؤمن بان شخص نصب من قبل بريطانيا و فرنسا في مصر ( محمد علي باشا ) ، قد ذهب لمحاربة مشروع الوهابية و الذي صنعته بريطانيا و الغرب ؟
هل يعقل بان بريطانيا تحارب نفسها ؟
اقنعني
لو تطالع تاريخ تلك القصة ستجدها غير واقعية بل فيها اخطاء منطقية .
لماذا يذهب لمحاربة الوهابية ؟
يقولون بان الحجاز كان تابع لمصر، و الوهابية بدات تثير مشاكل و بدات تحاول السيطرة على مكة ؟
الحقيقة ….. لو نطالع تعداد سكان نجد عام 1950 ستجدهم يصلون الى 150 الف .. فبرايك كم سيكون تعدادهم قبل 150 سنة في عهد محمد علي باشا ؟
تقريبا 30 الف ……. هل يعقل بان هذا الرقم يمثل مشكلة لدولة و امبراطورية ؟
ناس بدو بدائين عشوائين لا يملكون اي من الأسلحة الحديثة ، امام دولة منظمة مسلحة تسليح حديث و تملك المال .
لكن مبالغة التاريخ كبيرة …… فهو يجعل العثمانين مهتمين بالقضاء على الوهابية، و يجعل محمد علي باشا ايضا مهتم بالقضاء عليهم .
فعمل محمد باشا حملتين الاولى بقيادته و الثانية بقيادة ابنه ، و في حملة ابنه يتم اسر احد افراد ال سعود … و يذهب به الى تركيا ، و يتم قطع راسه ، فتعم الافراح الامبراطوربة العثمانية، و مصر ، و يتم اطلاق المدافع فرحا بهذا النصر.
بالرغم من ان التاريخ يقول بان محمد علي استقل عن حكم العثمانين ، لكن في ساعة حملة ابن محمد علي باشا، توجه بابن سعود الى اسطنبول و ليس الى مصر، يعني مازالت مصر تابعة لتركيا ؟
فكيف استقلت مصر عن العثمانين
بل لاحظ الى تصخيم التاريخ و الجبرتي يتحدث عن تلك الحملة و الاحتفال الصخم في مصر ، و في تركيا، و لم تحتفل تركيا و مصر بمعارك مع دول كبرى اكبر من هذه السخافة البدوية البدائية .
حتى ان مؤرخ اجنبي يصف حادثة قطع راس ابن سعود في تركيا … و يقول بانه كان شاهد عليها ، بطريقة يحاول تاكيد هذا الحدث ، و المؤرخ نفسه يصف ذلك البدوي بالدولة .
تخيل بان تاريخ العدو للوهابية ( تركيا و محمد باشا ) و الغرب ساعتها يتعمد وصفها بانها دولة ، و لا يسميها مليشيات او عصابة قطاع طرق .
فهل يعقل بان الاعلام السعودي حاليا، سوف يسمح لقنواته الاعلامية بان تصف الحوثين في اليمن بالدولة، ام سيسيمها بمليشيات او عصابة الحوثي ؟!
فكيف يعقل بان الحاكم التركي و المصري سيسمح ساعتها للاعلام ( كتب التاريخ ) بتسميتها بالدولة السعودية ؟!
ثم ال سعود بعدها قبضوا على الحجاز ، و اصبحت تابعة لهم، و لم تحرك اسرة الالباني في مصر و لم تطالب بها، بل بالعكس ال سعود كانوا يذهبون الى مصر لتقبيل ايدي اسرة محمد باشا ، و بدون وجود اي حنق من قبل اسرة الالباني ، مع انه المفروض مصر تطالب بالحجاز .
هذا يدل بان تركيا و الالباني و الغرب كانوا يريدون ان تكون الوهابية دولة على الواقع ، و اعلامهم يحاول تضخيم ظهور ال سعود ، و يحاول تصويرهم بانهم اعداء و قد جرت حروب معهم ، بينما هم جميعا اصدقاء و مشروع واحد ….. لصناعة مسجد ضرار للمسلمين .
نعم … صناعة مسجد ضرار ( مكة )
الحقيقة …… ان محمد علي باشا، كانت من وظائفه في مصر ضمن المشروع الغربي هو نقل القبلة من مصر الى مكة ، بالتعاون مع ال سعود .
محمد علي باشا هو اول من افتتح الحج الى مكة كثقافة في العصر الحديث ، فهو اول من ذهب الى هناك للحج .
و محمد علي باشا هو اول من سن تقليد رسمي في مصر في صناعة كسوة كعبة مكة ، و جعلها تقليد شعبي ضخم بطقوس كبيرة و حرس ملكي ، و فيها نوع من التضخيم و المبالغة الكبيرة امام انظار الناس .
و حملات محمد علي باشا الى الحجاز .. لم تكن الا حملات لمعاينة موقع القبلة الجديدة في مكة للمسلمين البديلة عن القبلة الاولى في مصر .
هذه الحقيقة …. محمد علي باشا كان هو و اسرته من الاعراب الذين لبسوا مثل لباس الناس … فخلقوا لدى الناس صعوبة في فهم اسباب ظهورهم المفاجىء و كيف اصبحوا حكام، و دورهم الحقيقي في بلدانهم ضمن مشروع الشيطان الذي جاء به الغرب عبر نابليون و جيشه الى مصر .