العثمانيون و دورهم في صناعة اليهودية و توطينها

العثمانيون و دورهم في صناعة اليهودية و توطينها

2019-07-13T09:52:00-07:00

رابط المقال

هل قد سمعت عن تاريخ القبائل التركية التي تبنت اليهودية ؟

ربما البعض ….. .. قد سمع عن الخزر الذين اعتنقوا الديانة اليهودية … و البعض الاخر لم يسمع عنها .

لكن ……….. الا يبدو لكم الامر غريب، بان تتبنى قبائل ديانة غير تبشرية، ديانة خاصة بقوم، في وقت  وجود ديانات اخرى، او في ظل وجود قدرة على اختراع ديانة خاصة بها ؟!

قد يبدو الامر صعب نوعا ما ، و مخالف للمنطق العام … لكن التاريخ يقول بان الامر قد حدث.

اعتقد بان هذا الشيء قد حدث فعلا، لكنه ليس بذلك السيناريو الذي قدمه لنا التاريخ ….. لاني اعتقد بان البحث في التاريخ لا يكفي ، لان معظم التاريخ مزور لاجل اخفاء احداث تاريخية واقعية جرت .

و مع ذلك … سننقل لكم ماذا يقول ذلك التاريخ حول تلك القبائل و تلك الحادثة .. و سننقل لكم مقال لباحث.

———————–

و يكبيديا

خانات الخزر

خاقان

القرن السابع ميلادي – القرن العاشر

من 618م  حتى 960 م تقريبا

الخزر هي شعوب تتارية قديمة ظهرت في شمال القوقاز واستقرت في منطقة الفولغا السفلى. وظهرت كقوة في القرن 7، فامتدت إمبراطوريتهم بين القرنين الثامن والعاشر من السواحل الشمالية للبحر الأسود وبحر قزوين إلى الأورال، وغرباً باتجاه كييف.

إتيل كانت عاصمة الخزر في دلتا الفولغا، وكانت مركزاً تجارياً هاماً. غزا الخزر بلغار الفولغا والقرم، كما تحاربوا مع العرب والفرس والأرمن

في القرن الثامن، كانت غالبية الخزر تعتنق اليهودية، وفي القرن التالي ساهم القديس كيرلس في تحويل بعضهم للمسيحية.

في القرن 10 دخل الخزر في علاقات ودية مع الإمبراطورية البيزنطية الذين استعانوا بهم أثناء التصدي للعرب.

سقطت إمبراطورية الخزر حينما قام سفياتوسلاف الأول (دوق كييف) بهزيمة جيوشهم في عام 965.

و تشير بعض الدراسات الحديثة إلى أن شعب الخزر هذا هم شعب يأجوج و مأجوج اللذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم عند ذكر قصة ذو القرنين و كذلك ورد ذكرهم في الكتاب المقدس في المسيحية و اليهودية.

حيث أشارت تلك الدراسات إلى أن السد الذي بناه ذو القرنين كان بين البحر الأسود و بحر قزوين في منطقة جبال القوقاز و ذلك لمنع شعب الخزر التتري الأصل من تدمير البلاد و المنطقة التي كانوا يقيمون فيها إمبراطوريتهم هي منطقة دولة جورجيا جنوب روسيا.

و في عام 50 هجرياً أرسل خليفة المسلمين بعثات إلى منطقة السد المذكورة و عادت البعثات لتؤكد للخليفة أن السد قد تم تدميره و هو ما يعني أن يأجوج و مأجوج قد خرجوا بالفعل ، و تقول بعض المصادر أن نسل يأجوج و مأجوج حالياً هم معتنقي الديانة اليهودية و الفكر الصهيوني في العالم حيث أن معظم سكان دولة إسرائيل هم ليسوا من نسل بني إسرائيل و لكنهم يهود من جورجيا و أوكرانيا و روسيا و بولندا و هو ما يعني أنهم من شعب الخزر شعب يأجوج و مأجوج.

———————–

دولة خازاريا اليهودية

الخزر هم من الشعوب التركية التي كانت تستوطن آسيا الوسطى قديما ، في القرن الثامن الميلادي هاجرت بعض القبائل منهم واستقرت على شواطئ بحر قزوين وفي منطقة دلتا نهر الفولغا في جنوب روسيا ، وأسست هذه القبائل كيانا سياسيا على راسها ملكا يدعى ( الخاقان ) واستطاعت هذه الدولة التي دعيت بخازاريا فيما بعد أن تسيطر على أراضي واسعة في حوض بحر قزوين والبحر الأسود وإزاحة الشعوب الأخرى نحو الشمال والغرب.

وتشير المصادر العربية الى أن ملك الخزر الخاقان اعتنق الديانة اليهودية وتبعه كثير من حاشيته وشعبه في بداية القرن التاسع الميلادي.

ويقال أن مجموعة من التجار اليهود الإيرانيين بزعامة حاخام يهودي استطاعت إقناع الخاقان باعتناق الديانة اليهودية وجعلها الدين الرسمي للبلاد بعد أن كاد الخاقان أن يعتنق إحدى الديانتين المسيحية أو الإسلامية بحكم أنهما الأكثر انتشارا في المنطقة.

تلك المجموعة من التجار اليهود أقنعوا الخاقان بأن اعتناق الاسلام يعني تبعيته للخلافة العباسبة في العراق ، أما اعتناق المسيحية فسيؤدي الى تبعيته للقيصر البيزنطي في القسطنطينية وذلك على عكس اعتناق اليهودية ،  إذ سيبقى مستقلا دون تبعية ﻷي كان .

بعد أن أعلنت اليهودية الديانه الرسمية للبلاد،  رفض الحاخام اعتناق جميع سكان خازاريا الديانة اليهودية بل جعلها حكرا على طبقة النبلاء من كبار التجار والعسكريين ووجهاء القوم ، وعندما استتب الأمر لليهود شكلوا مجلسا استشاريا للخاقان كان بمثابة سلطة تشريعية وتنفيذية يرأسه أحد أفراد الجالية اليهودية القادمة من إيران ليتحول الخاقان الى العوبة بيد اليهود الغرباء عن المجتمع الخزري

حينها كان الخزر كما يذكر المؤرخ ( الاصطخري ) :  تتوزعهم الديانات المسيحية والاسلامية واليهودية والوثنية ، وإن كان ملكهم ( خاقان الخزر ) يهوديا ، ولم تكن تعقد الخاناقية إلا لمن يعتقد اليهودية ، وظلت دولة الخزر تعتبر يهودية مستقلة ، كما يذكر ذلك ( ابن رسته والمسعودي وابن طفيل وابن حوقل والاصطخري ).

أصبحت دولة الخزر اليهودية في مرحلة من التاريخ تعتبر القوة الثالثة بعد الامبراطورية البيزنطية والخلافة الاسلامية ، ومع ذلك فقد زالت من الوجود وانتهت دولتهم واضمحل شأنهم ، وربما يعود ذلك الى غياب التماسك الديني والثقافي بين الطبقة الحاكمة والطبقة المحكومة .

كان موقع دولة خازاريا استراتيجيا هاما على ضفاف بحر قزوين وضفاف نهر الفولغا وهي الطريق التي تصل سيبيريا والصين بآسيا الوسطى وبالشرق العربي الاسلامي من جهة ، وبيزنطة أي آسبا الصغرى واوروبا الشرقية من جهة اخرى الذي سهل عملية السيطرة على طريق تجارتي الحرير من الصين والفرو من سيبيريا ، إذ كان حكام خازاريا اليهود يجبون ضرائب مرور القوافل ورسوم حماية بضائع هذه  القوافل التي تمر عبر أراضيهم ، وبفضل أموال تلك الضرائب استطاعوا جمع ثروات طائلة من الذهب ، واستمر الوضع على ما هو عليه حتى هاجمها الروس في العام 965 م بقيادة أميرهم ( ستيفيلاف ) واحتل عاصمتهم ( ايتيل ) وثم نهبها وسبي أهلها الى اوروبا الشرقية والوسطى ليظهر بذلك اليهود في بولونيا وهنغاريا بداية ومنها الى المانيا وسائر دول اوروبا الشرقية .

لكن اللافت في الأمر أن يهود الطبقة الحاكمة في خازاريا اختفوا منها مع أموالهم وذهبهم قبيل سقوطها ، وتؤكد بعص المراجع التاريخية أن تلك الطبقة غادرت خازاريا بأموالها وذهبها الى البندقية وسردينيا عبر بيزنطة وشكلت شركات تجارية بحرية هيمنت على التجارة في البحر المتوسط وضاعفت ثرواتها ثم انتقل قسم منها الى اسبانيا حيث أصبح لهم نفوذ سري في اسبانيا ، وبعد ضعف اسبانيا وبزوغ فجر انكلترا كدولة مهيمنة على التجارة الدولية انتقلت تلك المجموعة إليها وأسست بنك انكلترا المركزي والذي جمع فيه معظم احتياطي العالم من الذهب وسيطروا عليه .

اما الطبقة الثانية المتوسطة من يهود خزاريا فقد عاشوا واندمجوا مع المجتمعات الاوروبية بعد اعتناق كثير منهم الديانة المسيحية ظاهريا ، والطبقة الأقل ثروة وفقيرة منهم فلم تتمكن من الاندماج في المجتمعات الاوروبية بسبب فقرها وجهلها وعدم الحاجة لها مما ادى الى عيشها في كانتونات خاصة بهم ( أحياء الجيتو اليهودية في المدن الاوروبية ) .

في أواسط القرن التاسع عشر ركزت الطبقة الأولى من أثرياء اليهود نشاطها في الولايات المتحدة الأمريكية ونقلت أموالها إليها في أوائل القرن العشرين وأسست الخزينة الفيدرالية الأمريكية تحت إدارتها وليس تحت إدارة الدولة ، وتؤكد الكاتبة الروسية غراتشوفا : ( أن أي رئيس أمريكي حاول إعادتها الى يد الدولة إما اغتيل أو عزل عن الحكم ، ثم عمل هؤلاء اليهود على تأسيس الحكومة العالمية السرية التي تحكم العالم حاليا ) .

في أواخر القرن التاسع عشر قام أحفاد حكام خزاريا اليهود على تأسيس الحركة الصهيونية العالمية ، واشتروا قادة الدول الكبرى للموافقة على نقل اليهود من اوروبا الى فلسطين ، وقد تعاملت الحركة الصهيونية والبنوك الدولية التابعة لها مع الفاشيين في ألمانيا ومولت حركة هتلر الانتخابية وأوصلته الى الحكم عام 1933م ، ودفعت الحركة الصهيونية الأموال للفاشيين ليقوموا بمجازر ضد اليهود الفقراء لإجبارهم على الهجرة الى فلسطين من أجل إتمام مشروعهم الاستيطاني وبناء الدولة العبرية في فلسطين .

والخلاصة أنه من المؤكد أن الخزر لم يكونوا عرقا واحدا أو ينتموا الى قبيلة واحدة معينة ، ولكنهم تجمع  سياسي وعسكري من الشعوب والقبائل التركية وكانت اليهودية تجمع دينيا بين قادتهم ونخبهم الحاكمة والمؤثرة ، فكان يهود الخزر الذين انتقلوا الى القارة الاوروبية أولا والى القارة الامريكية ثانيا والذبن أطلقوا على أنفسهم يهود ( الاشكيناز ) لا علاقة لهم لا مكانيا ولا عرقيا ولا لغويا باليهود الاسرائيليين ولا ببني اسرائيل ولكنهم سيطروا على دولة اسرائيل وعلى يهود العالم والعالم أيضا .

نوالدين عقيل

المصادر :

بحث للكاتبة الروسية تاتيانا غراتشوفا

كتاب ( يهود الخزر ) تأليف د ، م ،دنلوب

————————————

انتهى

لا اريد ان اجعل من هذا التاريخ و الابحاث كمصدر من اجل الاستناد على تصورات ما او تاكيد اشياء. 

لكن بشكل عام … هذا هو التصور العام لذلك الحدث التاريخي …. و لا غبار عليه .

الان .. قبل ان نحلل هذا التاريخ .. هناك سؤال :

لماذا التاريخ يخفي الاحداث؟ ، او بسؤال اخر لماذا يتعمد التاريخ  اخفاء نفسه ؟!

لا اعرف ان كان السؤال منطقي او علمي، لكن هذا ما اشعر به عند قراءة التاريخ ……. فقد اكون مخطىء عندما اعتقد بان كثير من التاريخ الوهمي يكتب له تاريخ وهمي اخر يمسحه و يخفيه … حتى يمنعنا من ايجاد تفسيرات تجعلنا من التاكد من كونه تاريخ حقيقي او مزيف .

فمثلا .. عندما يتحدث التاريخ عن وجود اثر ما في مكان ما … لكن سرعان ما نجد التاريخ يقول بان ذلك الاثر قد تهدم بسبب تدمير من قبل قوة بشرية او قوة طبيعية .

● فمنارة الاسكندرية تهدمت بسبب زلزال

● و اثار الاخمينين دمرت بواسطة الاسكندر

● و اثار دولة العباسين اختفت بسبب اجتياح المغول و التتار .

● و البيزنطين اختفوا بكل تراثهم بسبب اكتساح الاتراك

الخ

الان

هذه الامبراطورية الخزرية اختفت بعد ان استمرت 350 سنة .. و لم تخلف اي اثار من تلك الحقبة و لم تخلف لنا اي بقايا لليوم من تلك الفترة.

اقصد لا يوجد اثر متصل باقي حتى اليوم لتلك الفترة … يشعرك بوجود ذلك التاريخ حتى اليوم .

يعني مثلا … حسب التاريخ الموجود لدينا اليوم:

لقد تم بناء جامع من قبل الامويين في دمشق، و مازال هذا الجامع موجود في دمشق و اسمه الجامع الاموي.

الجامع الاموي قائم حتى اليوم …. و هنا نتاكد و نشعر بان الزمن متصل منذ تلك الفترة حتى اليوم .

هذا الشيء مازال قائم و يجعلك تشعر باننا اليوم مازلنا مرتبطين بعمر مقداره 1200 سنة .

يعني هناك شيء متصل يشعرك باتصال الزمن.

فيوجد هنا اثر قديم ….. و حوله جماعة بشرية مستقرة ، و تؤمن بمعتقد مازال يمارس طقوسة حتى اليوم .

لكن السؤال :

اين هي اثار تلك الامبراطورية او الدولة الكبيرة  ؟!

بالرغم من ان الامويين حكموا 100 سنة، و عاشوا قبل 1300 سنة ، لكن مازال هناك اثر باقي من عهد دولتهم .

لكن هذا الدولة الخزرية حكمت 350 سنة، و عاشوا قبل 1000 سنة،لكن لا يوجد اي اثر باقي من عهد دولتهم.فلا يوجد مجتمع بشري يهودي مستقر حتى اليوم في تلك المناطق،ولا يوجد اثار لمعابد دينية  لتلك الفترة … و لا يوجد قصور او اثار .

دولتان في نفس العمر الزمني ، و استمرت احدى الدول 100 عام و خلفت اثر لها  و مجتمع مستقر، بينما الدولة الاخرى استمرت 350 سنة ، و لم تخلف اي اثر او مجتمع مستقر لها ؟

هل يعقل ؟!

———————–

اريدك ان تلاحظ تاريخ ظهور هذه الدولة الخزرية .. و هو تقريبا في عام 620 م .

الا تجد بان هذا التاريخ مقارب تماما لتاريخ بداية الاسلام الموجود في كتب التراث ….. هجرة النبي محمد و تاسيس الدولة في المدينة 622 م؟!

بل الا تلاحظ ……. بان مسمى قبائل الخزر مشابه تماما لمسى قبيلة الخزرج التي ناصرت الرسول في المدينة .

خزر = خزرج

دولتان بنفس التاريخ … و بنفس الاسماء.

و هولاء يهود … و هولاء مسلمين.

هولاء ترك …. و هولاء عرب

الان لاحظ

اعتنق الخزر اليهودية في القرن 8 ، و سقطت هذه الدولة في القرن 10 … يعني هذه الدولة استمرت قرنين …. اي ستة اجيال و هم يهود .

حسب ويكبيديا …….. في القرن 10 دخل الخزر في علاقات ودية مع الإمبراطورية البيزنطية الذين استعانوا بهم أثناء التصدي للعرب.

و هذا يعني بانهم كانوا قوة ضاربة … و تعاونوا مع البيزنطين  رغم انهم يهود و بيزنطة مسيحين،  لصد العرب.

لو تلاحظ عند قراءة التاريخ .. ستجد بان معظم الاقوم في العالم اختفت من التاريخ ماعدا العرب.

يعني مثلا …… عندما يكتب التاريخ عن الاقوام فهو ينسب الاقوام الى مسميات كثيرة … ما عدى العرب ينسبهم الى اللغة … بالرغم من ان مفهوم القومية على اساس اللغة، لم يظهر الا حديثا و قادم من اوروبا، التي جعلت معيار القومية هو اللغة .

بمعنى اخر … لم يكن الناس قديما ينتسبون للغة، و هذا يفسر لك السبب الحقيقي في كون القران الكريم لا يتحدث عن قوم اسمهم العرب، فقط يذكر مسمى الاعراب …و ليس العرب … و ليست صفة عامة .. بل بصفة خاصة .. تسمية لكيان ما معادي له .

و لا يذكر اسم عربي في القران … الا في حديثه عن القران العربي للكتاب ، و اللسان العربي للكتاب .

الان ……. كاتب التاريخ اصبح يتحدث عن قومية اسمها العرب ( لغتهم عربية ) ، و هناك كيان اخر يريد صده … لكنه ليس قومية …….. بل كيان ينتسب لاسم مدينة بيزنطة  .

ما اقصده … مادام التاريخ يتحدث عن مسمى عرب كقومية .. فلابد انه قد اصبح في ذلك الوقت وعي بمفهوم القومية على اساس اللغة … و لابد لكاتب التاريخ   ان يسمي الكيان الاخر بقوميته اللغوية.

يعني لابد ان يقول اليونانين ( لان البيزنطين كانوا يتحدثون لغة يونانية ) .. و لابد ان يسمي الدولة الخزرية … الدولة التركية او التتارية . او يسميهم الاتراك او التتار .

ملاحظة : كلمة بيزنطه .. او الدولة البيزنطية ..لم تظهر الا في كتب التاريخ الا في عام 1600م تقريبا …. كانت تعرف بروما .. الدولة الرومانية الشرقية … حسب التاريخ.

الان تخيل …….. ان مؤرخ الماني يعود له الفضل في اطلاق هذه التسمية الجديدة  ….. يعني لم تتسمى بهذا الاسم الا بعد سقوطها بنحو 150 سنة .

لا اعرف كيف يقبل التاريخ هذا … لماذا يتم تغير اسم الدولة التي كانت تحكم من القسطنطينية باسم جديد … و يتم اعتماده في كل كتب التاريخ.

ما الغاية و ما الهدف ؟!

لماذا يا ايها المؤرخ …..لا تلتزم بتسميتها القديمة التي عرفت بها … ما الذي يضرك او يجعلك حريص على تغيير اسمها .

يعني …. هل الامر طبيعي او مقنع …. ان اكتب بانه كان هناك دولة كبير في روسيا ….حكمت بين عام 1917 – 1990 . و كان اسمها الدولة الموسكوفية .

كان اسمها الاتحاد السوفيتي … فلماذا اخترع لها اسم جديد لم تكن تعرف ساعتها به ؟! .

الان … فكر معي

امبراطورية او دولة كبيرة …. و ظهرت في نفس عمر الاسلام … و اعتنقت اليهودية .

لكن الاولى اختفت و لم يعد لها اثر ……. و الثانية مازال لها اثر حتى اليوم في كل المنطقة … بشر و عمارات و تجمعات بشرية و مساجد .

دولة الخزر شملت مساحات كبيرة و كان لديها حكم مركزي و اعتنقت اليهودية … لكنها لم تقم بنفس العملية التي قام بها المسلمين حسب التاريخ بنشر الاسلام .

تخيل  ان امبراطورية عملاقة و كبيرة و حكام و يملكون قوى اخرى مسانده لها  ……. لكن جماعة صغيرة في مكة و المدينة ….. وعرة و بعيدة عن مراكز الطرق التجارية .. .. ثم توسعت خلال 100 سنة على مساحة ضخمة جدا وصلت لحدود دولة الخزر .

بل المضحك …. ان دولة كبيرة و ضخمة و جعلت سكانها يعتنقون اليهودية … في نفس الزمن الذي ظهر فيه الاسلام … لكن تعداد اليهود في العالم لا يتجاوز 7 مليون بينما المسلمين 2 مليار مسلم.

لا تقلي لي  …. بان السبب هو كون الاسلام مسموح فيه اعتناقه و ليس مثل اليهودية .

لان الخزر اصلا قبائل تركية  و اعتنقوا اليهودية، فكيف اعتنقوا اليهودية و هو غير مسموح ؟!

الان  تخيل … ان خمسة اجيال من هذه الدولة و هي معتنقة اليهودية … هذا يعني بان اليهودية اصبحت راسخة و متجذرة .. و المفروض بان هذا المجتمع … سيستمر و يتوالد و يتكاثر ..في تلك المناطق … حتى يصل تعداده حتى اليوم لتعداد جمهوريات  .

لكن لا يوجد

لا تقل لي … الاسلام مختلف و يبشر .

لنتخيل  ……. الاسلام ظهر  في تلك الفترة التي ظهرت فيها  دولة الخزر .في ذلك الزمن قام تجار يهود بعمل تبشير في دولة الخزر، فاقنعوا ملك الخزر ان يصبح يهودي و اعتنق اليهودية و شعبه كله اصبح يهودي …..اما الاسلام فقام بعمل تبشير لسكان اليمن في نفس ذلك التوقيت.. فاسلم سكان اليمن .. و انتهى التبشير للاسلام في اليمن .. مرة واحدة حدث لهم تبشير .

فالسؤال المنطقي :  كم تعداد اليهود اليوم و كم تعداد سكان اليمن ؟!

اليهود 7 مليون و سكان اليمن 30 مليون

هل هي معادلة منطقية لتاريخ حقيقي ام لتاريخ وهمي  ؟!

———————–

دعوني انتقل الى مقال الباحث

الباحث امين و صادق في بحثه …لانه يبحث حسب ماهو موجود في سوق التاريخ ، و انا ساحلل الوعي الذي كتب التاريخ، و لا اقصد الباحث .

انظر الى ما وصلنا من التاريخ :

” ويقال أن مجموعة من التجار اليهود الإيرانيين بزعامة حاخام يهودي استطاعت إقناع الخاقان باعتناق الديانة اليهودية وجعلها الدين الرسمي للبلاد بعد أن كاد الخاقان أن يعتنق إحدى الديانتين المسيحية أو الإسلامية بحكم أنهما الأكثر انتشارا في المنطقة.”

هذا هو التصور الذي يريد كاتب التاريخ ان يصل للقارىء ، ليكون بمثابة التفسير المنطقي لسؤالنا الاول :

الا يبدو لكم الامر غريب، بان تتبنى قبائل ديانة غير تبشرية، ديانة خاصة بقوم و شعب واحد، في وقت  وجود ديانات اخرى، او في ظل وجود قدرة على اختراع ديانة خاصة بها   ؟!

فكر ملك الخزر … و اختار اليهودية … حتى لا يصبح تابع للعباسين المسلمين او البيزنطين المسيحين .

هذا يعني بان الموضوع …. سياسي … و العملية اصبحت تفكير سياسي .

لا اعرف كيف يمكن لمنطقة و  محاطة بديانتين و لا يكون لدى سكانها عقيدة … و كانهم هبطوا لاول مرة للارض … و فكروا اعتناق ديانة و عرضت عليهم الخيارات …… فاختاروا اليهودية .

اقرا ايضا :

اما الطبقة الثانية المتوسطة من يهود خزاريا فقد عاشوا واندمجوا مع المجتمعات الاوروبية بعد اعتناق كثير منهم الديانة المسيحية ظاهريا ، والطبقة الأقل ثروة وفقيرة منهم فلم تتمكن من الاندماج في المجتمعات الاوروبية بسبب فقرها وجهلها وعدم الحاجة لها مما ادى الى عيشها في كانتونات خاصة بهم ( أحياء الجيتو اليهودية في المدن الاوروبية ) .

الان … هولاء اليهود الطبقة الفقيرة  المفروض ان تعدادهم الان بحجم دول … و لماذا لا يبقوا في وطنهم و يختاروا احياء في بلدان اخرى ؟!

اقرا هذا :

  بعد أن أعلنت اليهودية الديانه الرسمية للبلاد،  رفض الحاخام اعتناق جميع سكان خازاريا الديانة اليهودية بل جعلها حكرا على طبقة النبلاء من كبار التجار والعسكريين ووجهاء القوم.

فهل الموضوع سياسي ام ديني ؟

اعتقد بان جوهر الموضوع كان سياسي بحت … لكن ليس بهذا السيناريو الذي كتب لنا .

دعونا نركز على التاريخ الذي يبدو اكثر واقعية :

——————

” في أواسط القرن التاسع عشر ركزت الطبقة الأولى من أثرياء اليهود نشاطها في الولايات المتحدة الأمريكية ونقلت أموالها إليها في أوائل القرن العشرين وأسست الخزينة الفيدرالية الأمريكية تحت إدارتها وليس تحت إدارة الدولة ، وتؤكد الكاتبة الروسية غراتشوفا : ( أن أي رئيس أمريكي حاول إعادتها الى يد الدولة إما اغتيل أو عزل عن الحكم ، ثم عمل هؤلاء اليهود على تأسيس الحكومة العالمية السرية التي تحكم العالم حاليا ) .

في أواخر القرن التاسع عشر قام أحفاد حكام خزاريا اليهود على تأسيس الحركة الصهيونية العالمية ، واشتروا قادة الدول الكبرى للموافقة على نقل اليهود من اوروبا الى فلسطين ، وقد تعاملت الحركة الصهيونية والبنوك الدولية التابعة لها مع الفاشيين في ألمانيا ومولت حركة هتلر الانتخابية وأوصلته الى الحكم عام 1933م ، ودفعت الحركة الصهيونية الأموال للفاشيين ليقوموا بمجازر ضد اليهود الفقراء لإجبارهم على الهجرة الى فلسطين من أجل إتمام مشروعهم الاستيطاني وبناء الدولة العبرية في فلسطين .

والخلاصة أنه من المؤكد أن الخزر لم يكونوا عرقا واحدا أو ينتموا الى قبيلة واحدة معينة ، ولكنهم تجمع  سياسي وعسكري من الشعوب والقبائل التركية وكانت اليهودية تجمع دينيا بين قادتهم ونخبهم الحاكمة والمؤثرة ، فكان يهود الخزر الذين انتقلوا الى القارة الاوروبية أولا والى القارة الامريكية ثانيا والذبن أطلقوا على أنفسهم يهود ( الاشكيناز ) لا علاقة لهم لا مكانيا ولا عرقيا ولا لغويا باليهود الاسرائيليين ولا ببني اسرائيل ولكنهم سيطروا على دولة اسرائيل وعلى يهود العالم والعالم أيضا . ”

——————

اعتقد بان هذا يبدو واقعي … لكن البداية لم تكن بتلك الطريقة .

لماذا ؟

اعتقد بان البداية ….. كانت عبر نخبة سياسية حاكمة في الدولة العثمانية ……. عندما فكرت بتصميم مشروع لصناعة  نموذج لديانة تشبه الاسلام …. و يحمل كتاب يشبه كتاب المسلمين و توطينه في المنطقة … كمشروع اختراق امني و سيطرة و احتلال استراتيجي .

لو فكرنا بهذه العملية .. ستكون صعبة ان يقتنع ناس ديانة غير متصلة .. او ليست ميراث قديم عاشوا عليه … و لا يمكن ان يحدث هذا الامر…الا بطريقة واحدة :

قوة سياسية تملك سلطة كبيرة ، و تفرض على جماعة بشرية اعتناق اليهودية …….. لانه من الصعوبة البالغة ان تعتنق جماعات كبيرة ديانة، فاعتناق الديانة يمكن ان يحدث بشكل فردي و بشرط ان يكون دين موجود ……. لكن اعتناق جماعي و عن قناعة  لديانة جديدة .. فالامر صعب .

لكن سلطة العثمانين الكبيرة … استطاعت ان تجعل قبائل في اسيا ينتمون لها او حول وطنهم، يعتنقون دين جديد  …… و يحملون كتاب مقدس يشبه كتاب المسلمين .

المهم بعد ان تمت العملية  … قام العثمانين بغرسهم و توطينهم في مجتمعات المنطقة  المسلمة .

العملية هي … حسبة استراتيجية كبيرة ستستمر قرنين .. او حتى ثلاثة قرون … ثم عملية غسيل دماغ .. بجعل السكان الاصلين يؤمنون بانها ديانة سماوية منزلة من عند الله و بان كتابهم من عند الله …….. و بانهم سابقون زمنيا في التواجد في المنطقة .

هذه مشاريع الجماعات السرية ……. و  التي تملك سلطات سياسية مطلقة يمكن لها من تنفيذ مثل هذه المشاريع الضخمة . 

العملية تمت في فترة احتلال العثمانين للمنطقة.

فلو تلاحظ … بان كان تواجد اليهود في تركيا هو الاكبر و الاشهر .. يهود الدونمة .

ايضا تجد بان تواجد اليهود كان تحديدا في مناطق سيطرة و نفوذ الاتراك في المنطقة …… اما خارج سيطرة الاتراك فلم يكن لليهود اي تواجد يذكر .

و لو تلاحظ ….. بان تعداد اليهود في كل اجزاء المنطقة … قليل جدا …… عبارة عن تجمعات مكونة من اسرة او اسرتين  قليلة .. و تتركز في المدن .

فلم يكن يوجد لهم تجمعات سكانية كبيرة … مدن او قرى او محافظات الخ …….. اقليات بعدد الاصابع موزعة هنا و هناك … يدل على ان لهم تاريخ و اصل في المنطقة

عمر هذا المشروع تقريبا  … لا يتجاوز 300 سنة.

لكن بعد ظهور الطابعة … و طباعة الاتراك كتب تاريخية للمنطقة ،فقامت بعمل غسيل عام جماعي لشعوب المنطقة ……… جعلتهم يفقدون ذاكراتهم الطبيعية التي شاهدوا فيها توافد اليهود للمنطقة بصحبة العثمانين.

تستطيع ان تلاحظ هذا … عندما تقرا في رحلة نيبور للمنطقة قبل تقريبا 250 سنة … لو تقرا نسخة اصل منها … اتحدى واحد يطلع من رحلة نيبور اي ذكر لوجود يهود في المنطقة .

ايضا تلاحظ  ….. فالذكراة الشعبية لليمنين عن اليهود عمرها تقريبا 200 سنة تقريبا .

لقد كان مشروع استراتيجي ضخم …… لتثبيت اصل لديانة جديدة على حساب المسلم و العربي صاحب الارض، لسرقة  كل ممتلكات المنطقة دينا و زمنا و تاريخا و انسانا.. و ارضا.

و اسرائيل اليوم هو امتداد لهذا المشروع.

و اخير

القران يحدثك بخلاصة هذا المشروع :

{إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ¤ وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون ¤ ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين}

 

 

اترك تعليق