2019-08-26T13:03:00-07:00
لماذا لم يعرف التاريخ القديم ملك او اي رجل اسمه رمسيس ؟!
في البداية …… سانقل لكم ملخص بسيط حول تاريخ راعمسيس الذي جاء من كتابات الغرب
————————————
رمسيس الاول فرعون مصر ، كان قائد عسكري و قد حكم مصر من 1292 – 1290 ق.م .
ازدهرت مصر في عهده …… و بلغت اوج تطورها الحضاري و العسكري ،و حكم احفاد رمسيس الاول حكم مصر واخرهم رمسيس الحادي عشر .
حصل رمسيس على عدد من الاسماء و الالقاب ، ملك الوجه البحري و القبلي ، و الاسم المنتسب للاله حورس ملك الارض.
كان رمسيس نائب على الجيش في فترة حكم الملك حورمحب، و كان يدعى بارعمسو ….. و لم يكن من سلاله ملكية ، بل من اسرة عسكرية عريقة . و عندما بلغ خمسين سنة اصبح ملك، و سمى نفسه راعمسيس ، و يعني ( مولود راع ).
عندما اعتلى رمسيس عرش مصر، عمل على تثبيت عبادة الاله امون، فبعد انهيار الثورة الدينية التي قادها اخناتون و الذي دعى لعبادة اتون ( الشمس) كاله واحد، قام رمسيس بالغاء عبادة (اتون)
اثاره
اهتم رمسيس ببناء المعابد و قصره، لكنه للاسف لم يبقى لنا اي اثر منه اعماله، الا مقبرته التي دفن فيها ……… و قد عثر في مقبرته على كتاب الابواب، جزء من كتاب الموتى .
دفن رمسيس في مقبرة وادي الملوك، و اكتشف جثته جيوفاني باتيستا، و التي تحتوي تابوت الملوك ، و هي مزينة برسومات له، في حضرة الالهات …….. اوزريس و بتاح و انوبيس. و ما وجد في محتويات المقبرة موجوده في المتحف البريطاني.
و قد تمت سرقة مومياء رمسيس …… و بيعت لتاجر تركي، و تم تهريبها الى امريكا الشمالية عبر جيمس دوجلاس 1860 م. و عرضت في متحف بكندا، ثم قام بشراءها رجل امريكي ، و بالاخير عادت لمصر باحتفال كبير .
————————–
نحن لا نحاول ان نكتب الان تاريخ جديد، و لكن نفكر بالتاريخ فقط، و التفكير هو الاسلوب الذي نتبعه اثناء قراءة التاريخ.
و لو فكرنا جيدا بذلك التاريخ الذي كتب …. سنجد انفسنا نطرح ملاحظات و اسئلة منطقية و واقعية :
■ اسرة حكمت مصر طوال 250 سنة …….و جميع ملوكها اسمهم رمسيس.
رمسيس ابن رمسيس ابن رمسيس ابن رمسيس ابن رمسيس الخ.
■ هل يعقل … بان ملك بلغت مصر في عهده اوج قوتها الحضارية و العسكرية، و لم يخلف لنا اي اثر عمراني من قصوره، فقط مقبره و معابد ؟! .
الاثار في مصر لا تعد و لا تحصى و باقية منذ الاف السنين.
فلماذا اثار هذا الملك قد اختفت و لم يبقى منها الا مقبرة و معبد؟!
■ لماذا تظهر الاسماء الغريبة مرة واحدة و دفعة واحدة في فترة و تختفي ….. و كانه يحدث انفصال ثقافي و لغوي بين كل حقبة و حقبة اخرى …….. يجعل من اسماء الملوك مختلفة عن الاسماء السابقة و لا يوجد تشابه .
يعني مش منطقي ان ثقافة واحدة، و لا يظهر فيها ملوك باسماء متشابهة خلال 1000 سنة، و كان الاسماء تنتمي لثقافات زمنية مختلفة .
يعني لو هناك ملك اسمه ( عبد الله ) قبل 1000 سنة في ثقافة مكان ما …….. فمن المنطقي ان يظهر ملك اخر اسمه ( عبد الله ) طوال 1000 سنة، لان اسم ( عبد الله) اسم في صميم ثقافة المجتمع.
لكن في حالة مخطط اسماء ملوك مصر تجد الامر لا يبدو واقعي .
فتجد مثلا …. اسم راعمسيس لا يظهر الا في عام 1250 ق.م، و يستمر هذا الاسم طوال 250 سنة فقط ، لكنه لم يظهر قبل ذلك العام … و لا يظهر هذا الاسم ايضا بعد 1000 ق.م .
و كأن هناك قانون ثقافي و لغوي طبيعي ملزم يمنع تكرار ظهور هذا الاسم طوال تاريخ مصر .
و هذا يجعلنا ندرك بان هذا المخطط لم يكتبه واقع طبيعي، بل كتبه وعي بقانون و نظام معين .
■ لا تجد في مصر اي ثقافة محلية تحمل هذا الاسم ( راعمسيس ) ، و لا توجد اي كلمة في الثقافة و اللغة يمكن اخراجها من هذا الاسم و مازالت متداولة في مصر .
■ ايضا اعتقد بانه من الصعوبة تصور ان يكتب ملك اسمه في مكان مقدس.
لان العالم قديما كان الدين و العقيدة حالة ثقافية عميقة، و الملك هو جزء من هذه الثقافة، و ليس متسيد عليها عل تلك الحالة ، و هذا يعني بان سلطة الدين ستكون اقوى من سلطة الملك، و ليس العكس ….. خصوصا ان نقوش مصر كانت تعتبر كتابة مقدسة ، و القداسة تمنع ملك ان يكتب اسمه في معبد، و هذا مكان خاص بالدين فقط .
يعني من غير المنطقي …. تخيل ان الناس قديما كانت ستعتبر مكان يحوي اسم ملك مكان للعبادة، لو كانت النقوش في المعابد تحوي اسماء الهات لقلنا بان الموضوع قد يكون منطقي، لكن وجد اسم ملك غير منطقي .
■ لكن اهم ملاحظة منطقية تجعلنا متاكدين بشكل قاطع بان راعمسيس شخصية مختلقة لم تكن واقع حقيقي …. هو اسم راعمسيس نفسه .
كيف ؟
لو تلاحظ الى اسم راعمسيس ، ستجد بان تركيبة الاسم هي تركيبة يونانية .
فالاسم راعمسيس مكون من مقطعين ( راعمس – يس )
هذا المقطع ( يس ) هو مقطع لا نجده الا في العالم اليوناني.
راعمسيس
سيراميس
اكليس
انتونيس
صحيح بان حسب ترجمات الغرب يقومون بأضافة هذا المقطع للمسميات التي استخرجها الغرب من نقوش مصر ، لانه تلك الاسماء ذكرت في كتب اليونان القديمة . و هم مقيدين بالاسماء اليونانية .
فمثلا هناك
اوزريس … و اسمه الذي كان لدى المصرين هو ( اوزر ) ( wsir) لكن الغرب اطلق عليه ( اوزريس ) ، لانه ذكر في كتب اليونان .
اي ان لهجة اليونان كانوا يضيفون هذا المقطع للاسماء، تشبه حالة بعض الثقافات التي تضيف مقطع صوتي لنهاية الاسم
مثل اسم ( محمد ) … ينطق عند البعض ( محمدوف ) .
لكن هذا المقطع الصوتي ( يس ) …. موجود في بنية اسم هذا الملك، و ليس نتاج التسمية اليونانية التي كانت تطلقه عليه.
و الملك ليس يوناني بل مصري
فكيف اختار لنفسه هذه الصيغة اليونانية في تسمية نفسه ؟!
و من الاستحالة ان يختار شخص في الماضي هذا التركيبة الصوتية لاسمه، في زمن لم يكن هناك بعد عالم اليونان .
و من الاستحالة ان يختار شخص تلك التركيبة الصوتية لاسمه من ثقافة مختلفة عنه ، لابد ان يختار له اسم من ثقافته .
اذن هذا الاسم ………… اختراع من ثقافة مختلفة عن ثقافة مصر و نسب للماضي.
اعتقد بان هذه الملاحظات المنطقية و الواقعية …. كانت كافية بالنسبة لي ، للوصول لتأكد تام بان هذا الاسم خطا ، و هناك اسم اخر مختفي خلف ذلك التاريخ البطولي و الملحمي و الذي يدغدغ العواطف .
و اعتقد بانها ايضا كافية للجميع للتأكد من عدم وجود شخصية تاريخية اسمها راعمسيس و بطلان الاساس الاول الذي بني عليه الغرب ترجمات النقوش … و بدون حتى من محاولة اعادة ترجمة اسم هذا الملك .
————————————
وصولنا الى هذه التأكد لا يمنع من زيادة التأكد اكثر حتى نصل الى اليقين ….. و حتى الان لن نقترب من اعادة قراءة النقوش، بل سنستمر بالتفكير بالتاريخ الذي قدم لنا
لكن من اين جاء هذا الاسم ؟
حسب التاريخ الذي كتب لنا .
بانه و بالرغم ….من اكتشاف الغرب لحجر رشيد و مسلة فيلا، المكتوب عليهما اسمي ملكين يونانين باللغة المصرية القديمة و اليونانية و الذي مكن علماء الغرب من اكتشاف عدد القيم الصوتية لعدد من الرموز …. الا ان حجر رشيد لم يكن كافي لفك الكتابة المصرية القديمة .
شامبليون … كان يميل جدا لمعرفة اللغة المصرية القديمة و حضارة مصر القديمة، و ساعده في ذلك ما قراه من كتب اليونان و الرومان ، فتعلم اللغة الجبتية و كان يضطر الى لقاء بعض من الجالية القبطية في باريس حتى اتقنها جيدا، حتى انه صبح استاذ في تدريس الجبتيه .
اتقان شامبليون للغة الجبتية بجانب اليونانية و لغات اخرى و اطلاعه الكبير في التاريخ، كل هذا جعله يحاول فك الكتابة المصرية القديمة ، و اراد ان يكون له الفضل في فك هذه الكتابة .
فانهمك جدا في هذه المهمة العلمية و التاريخية و كان يضطر لشراء القطع و اللوحات و الرسومات حتى ينال شرف هذا الفتح العلمي الذي سيخلد اسمه في التاريخ .
في عام 1822 …… وصلت لشامبليون قطعة اثرية من صديق و قد نزعت من احد معابد مصر و تحوي على اطار ملكي مكتوب داخله هذه الثلاثة الرموز الموجوة في الصورة.
بالنسبة للرمز الاول …..فقد كان معروف قيمته الصوتية، لانه كان موجود في حجر رشيد ..وو و قيمته الصوتيه هي : S
عندما مسك شامبليون القطعة، كان يعرف جيدا بان هذا الاطار لابد ان يحوي اسم ملك، لان هذا الاطار كان خاص باسماء الملوك .
و بدا عقل شامبليون يعمل و عيناه مسمرتان نحو القطعة، و زاد الهياج و التوتر، و بدات يده ترتعش ، فالاسم يبدا برمز ( شمس )، و لان شامبليون كان لديه علم باللغة الجبتية و اطلاع واسع بها، بجانب انه التقى باقباط ، كان يعرف بان كلمة ( شمس ) تعني باللغة الجبتية …. ( راع ) .
اذن فاسم الملك يبدا ب ( راع ) يليه رمز مازال مجهول ثم يليه رمز مكرر يمثل قطعة قماش مطوية .
Ra .( * ) .S.S
اسم علم … يبدا ب ( راع )
و هنا لمعت فكرة في راس شامبليون :
ماذا لو كان اسم الملك هو راعمسيس، اشهر ملوك مصر القديمة الذي قرا عنه في مؤلفات اليونان و الرومان
و بيدين مرتجفتين، راح شامبليون يقلب الرسوم الاخرى ، و الافكار تدافع بشده، و اذا بنظراته تتسمر من جديد على صورة اخرى تحتوي على نفس الرمز هي : ينتهي بنفس الرمز في القطعة الاثرية و هو ( S ) و تبدا بصورة الطائر المقدس ايبيس الذي يجسد الاله توت ، و في الوسط نفس الرمز المجهول
فاذا كانت اطروحه شامبليون صحيحة بخصوص اسم ( Ra – m – s – s )
فالرمز الاوسط لا يعني الا حرف ( m ) .
فالاسم اذن هو توتموس ( Thout – m – s )
و بالفعل توتموس ثاني اشهر ملوك مصر قديما .
لم يكن هناك اي شك ، لقد سقطت الغشاوة عن عيني شامبليون ، و ها هو يمسك بيده مفتاح تاريخ مصر القديم، الذي فقد منذ 1500 سنة ،
اعلن شامبليون اكتشافة في الجمعية الفرنسية للعلوم و اللغات .. و صفق له الحضور … حتى ان اشهر علماء اللغة في ذلك الوقت دي ساسي الذي يعود له الفضل في وضع النظريات الاولى لعلم اللغة، قام من كرسيه و احتضنه بحرارة ….. لقد اعترف دي ساسي اخيرا لشامبليون بعبقريته و هو الذي كان يحلم دائما بالجلوس مع دي ساسي .
لقد ظهرت عبقرية شامبليون في انه قد توصل الى اكتشاف القيم الصوتية لبقية الرموز بنفسه .
هذه العبقرية التي جعلت ملك فرنسا يعطيه علبه من الذهب منقوش عليها عبارة :
” هذه هدية من ملك فرنسا لويس الثامن عشر الى شامبليون لاكتشافه الاحرف الهجائية الهيروغليفية”
ثم كرمته فرنسا كاحد عظماء التاريخ، و تم تعينه مدير المتحف و استاذ علم المصريات في الجامعة، و ادخل اسمه الى مجمع الخالدين الفرنسيين .
قال شاتوبريان عنه :
” لايزال اسم شامبليون حيا، مادامت قائمة هذه الاثار التي كشف لنا اسرارها الغامضة “.
————————————
الان لو فكرنا جيدا بهذا التاريخ الذي قدم لنا سنجد هناك عدة ملاحظات منطقية :
■ شامبليون هو اول شخص ينطق اسم هذا الملك في العصر الحديث و بسبب نطقه لاسم الملك حصل اعتبر احد عظماء التاريخ.
■ شامبليون لم يكن هو اول من اكتشف اسم هذا الملك، لان هذا الملك كان موجود مسبقا في كتب يونانية تحدثت عنه كاشهر ملوك مصر .
لان منطوق اسم هذا الملك ( راعمسيس) كان موجود قبل شامبليون، و شامبليون لم يقم باي شيء سوى انه اسقط اسم موجود في كتب يونانية على رموز في نقوش مصر .
■ شامبليون لم يستخرج بنفسه القيم الصوتية لنقوش مصر، بل ان مسميات يونانية هي من فرضت قيمها الصوتية على الرموز في نقوش مصر . اي ان الفضل يعود للغة اليونانية التي اكتشفت القيم الصوتية للرموز.
السؤال :
لماذا لم يعتمد شامبليون على اللغة العربية في فك نقوش مصر و اختار الجبتية، رغم ان معظم سكان مصر ناطقين بالعربية، و المنطق يقول بان لغة سكان مصر ساعتها لابد ان تكون لغة النقوش ؟!
كيف عرف شامبليون بان راعمسيس كان اشهر ملوك مصر، و بان توتموس ثاني اشهر ملوك مصر ؟
من اليونان .
اذن اليونان قد عرفوا و كتبوا الكثير من التاريخ عن مصر ، فهل عاصروا حقبة راعمسيس حتى عرفوه ؟
لا …. لقد راعمسيس بعد موته.
السرال : كيف وصل اليونان للمعلومات عن هذا الملك ؟ ، هل من خلال احاديث او من خلال وثائق ؟!
لو كان من وثائق فمؤكد بانهم استطاعوا قراءة نقوش مصر، فلماذا لم يشرحوا لنا كيف فكوا النقوش ولماذا لم يفكروا ان يكتبوا للغرب و شامبليون كتاب يشرحوا فيه ترجمات نقوش مصر ، لتوفر على احفادهم الغرب عناء و تعب سنوات من اجل فك نقوش مصر ؟!
————————————
هناك العديد من الملوك في مصر ، لكن لماذا راعمسيس بالذات اعتبر اشهر ملوك مصر، و توتموس ثاني اشهر ملوك مصر ؟!
اعتقد بان اجابة هذا السؤال ، ستقودنا الى ملاحظة هامة جدا.
لو تلاحظ معظم الاماكن التي اطلق عليها الغرب معابد، ستجد بان رموز اسم الملك راعمسيس موجودة بشكل دائم داخل اطار بيضاوي ، حتى رموز اسم الملك توتموس متواجدة بكثرة في معظم معابد مصر .
و مؤكد جدا … بان هذه الملاحظة هي المدخل الذي صاغ فكرة كون راعمسيس و توتموس اشهر ملوك مصر .
و هذه الملاحظة تجعلنا نشعر بان هناك شيء يراد اخفاءه، و تجعلنا ننتقل للخطوة التالية، حتى نستيقن اكثر .
و الخطوة ….. هي ادراك و معرفة الاسس و الطريقة و المنهج الذي اعتمده شامبليون في فك نقوش مصر القديمة ……. و نبحث فيها و نسال هل هي علمية و منطقية فعلا ؟
حسب التاريخ الذي قدم لنا
بان شامبليون وجد اول رمز من اسم ( راعمسيس ) هو الشمس و ينطق باللغة الجبتية ( راع ) .
سنذهب لرؤية هذه الرموز :
حسب قاموس شامبليون المعتمد لدى اعرق جامعات الغرب
1- اول رمز ينطق ( راع ) …. يعني شمس …. يكتب ( راع )
2- ثاني رمز ينطق (مس) … يعني طفل او عجل او طير … يكتب ( مس – م)
3- ثالث رمز ينطق ( ساي ) … يعني قماش مطوي … يكتب ( س )
الان لو فكرنا بثقة تامة بانفسنا ، و نحن متخلصين من عقدة الخواجه و من مركزية الغرب الفكرية سنجب هنا ملاحظات منطقية :
1- اول رمز يبدو مثل الشمس دائري فعلا ، لكن الشمس لا ترسم بهذه الطريقة ، لان الرمز الاول عبارة عن دائرة صغيرة داخل دائرة اكبر ، و اي انسان في الارض سيرسم الشمس بشكل دائرة واحدة، و سيرسم الطفل ايضا الشمس بشكل دائرة واحدة فقط. و المفروض ان المصري قديما سيرسم الشمس ايضا مثلنا تماما دائرة واحدة .
خصوصا لو فتشنا في كتابة المصري سنجد بانه رسم رموز اخرى للشمس بشكل دائرة واحدة .
اذن هذا الرمز ليس شمس
2- ثاني رمز يبدو بشكل غريب ، لكن شامبليون قال بانه يعني طفل او عجل او طير …..و في قواميس اخرى تقول بانها جلود ثعالب .
لو سلمنا بهذا المنطق ، فنحن سنكون قوم مسحورين، فالطفل العادي لو سالته هل هذا الشكل يبدو مثل الطفل او العجل او الطير سيقول لك لا ، و لو سالت رجل كبير في السن هل يبدو هذا الشكل مثل شكل الجلود ؟ .. سيقول لك لا .
فعلى اي اساس اعتبر شامبليون هذا الرمز بانه طفل او عجل او طير ؟! ……. هل لانه فرنسي و معاه شعر اشقر و يتكلم فرنسي سنصدقه ؟!
اذن هذا الرمز ليس طفل او عجل او طير او جلد .
3- ثالث رمز … يقول شامبليون بانه قطعة قماش مطوي ، لكن هذا الرمز لا يبدو اطلاقا مثل القماش المطوي ، لان المصري قديما يستطيع ان يرسم قطعة قماش بشكل اوضح جدا، تماما مثل اليوم لو طلب منك شخص رسم قطعة قماش مطوي سترسمة بشكل يبدو واضح للجميع بانه قماش مطوي .
اذن هذا الرمز ليس قطعة قماش .
————————————
اذن … فالتفكير المنطقي و العلمي و الواقعي يقول لنا لا يمكن ان يكون هناك شخص اسمه راعمسيس ، و ايضا منهج شامبليون في نطق تلك الرموز مضحك و فيه نوع من المغالطات .
فلا المنطق العلم و الواقع مع راعمسيس ، و لا المنطق و العلم و الواقع مع شامبليون .
اذن …. نحن في مرحلة اليقين بان الموضوع خاطىء ، اي نحن داخل خطا تاريخي او داخل لعبة تزوير دولية كبيرة .
————————————
سمعنا .. هي الترجمة الصحيحة لهذه الرموز الموجودة في معابد مصر و التي نطقها شامبليون بكلمة ( راعمسيس ) .
(سمعنا) … لاننا نحن داخل مكان ديني و كلماته كلها لابد ان تكون ضمن الارتباط مع الاله .
{ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يشترون الضلالة ويريدون أن تضلوا السبيل (44) والله أعلم بأعدائكم وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا (45) من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع وراعنا ليا بألسنتهم وطعنا في الدين ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمع وانظرنا لكان خيرا لهم وأقوم ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا (46) يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت وكان أمر الله مفعولا (47) إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما (48) ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكي من يشاء ولا يظلمون فتيلا (49) انظر كيف يفترون على الله الكذب وكفى به إثما مبينا (50) ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا }
————————————
الغرب ابتكر اسم هذا الملك ……. لان هذه الكلمة كانت متواجدة بكثرة في المعابد، فاخترع الغرب لنا شخصية ملك و اسمه موجود في كل معبد، و اقنعنا الغرب بان سبب كثرة هذه الكلمة لان هذه المعابد من بناء هذا الملك . ثم اخترع لنا قصة راعمسيس الثاني و الثالث و الرابع ، حتى لا يصبح راعمسيس الاول هو صاحب كل المعابد …. و جعل هذا الملك اشهر ملوك مصر .
الان انظر معنا الى هذا المشهد الساخر الذي قدمه الغرب .
المنطوق الصحيح لكل الاسماء و التي حصل عليها الغرب في مقابر مصر و معابدها و سميت باسم راعمسيس هي (سمعنا).
سمعنا الاول
سمعنا الثاني
سمعنا الثالث
.
.
.
سمعنا الحادي عشر
مشهد يثير الضحك …. و بثير الغضب الشديد في نفس الوقت عندما تدرك مقدار سفالة و حقارة و اجرام الغرب .
————————–
هل تيقنت ، ام مازلت لم تتيقن ؟!
تعال معي ، و انظر الى نفس القصة السابقة التي حدثت في مصر لكنها حدثت في اليمن.
تحدثت في مقال سابق ، حول خط المسند و طرحنا سؤال :
على اي اساس كتب سكان اليمن القدماء هذه النقوش ؟ ، ماهو المعيار الذي جعلهم يعتمدون هذه الرموز في كتابتهم؟!.
و توصلنا الى نتيجة و هي : وجود قانون من سلطة سابقة في داخل الخط نفسه .
و تلك النتيجة تفرض علينا الاعتقاد بوجود شكل كتابي اقدم، لكن بهيئة مختلفة جدا، بمعنى اخر ، لو مثلنا خط المسند بقلم الكتروني ، فلا بد من وجود قلم حبر قبله ، اخذ منه الشكل .
و عملية البحث ستقودنا لمصر التي سنجد فيها قلم الحبر ، و سنصل الى القانون الموجود داخل بنية الخط نفسه …. الذي فرض هذه الاشكال الكتابية في خط المسند .
و طرحنا سؤالين منطقيين و مهمين :
■ المسند يوجدفي اليمن …… و الهيروغليفية توجد في مصر ، و لايوجد بينها حدود سياسية ، بل هناك مسافة و بحر يفصل بين المكانين.
هل يعقل ان سكان اليمن تحملوا عناء و مشقة السفر الى مصر، حتى يأخذوا منها رموز كتابية سهلة و بسيطة جدا ؟!
هل يصعب على الانسان القديم في اليمن، ان يخترع و يبتدع كتابة خاصة به برموز جديدة و مختلفة تماما ، و يكتب بها كتابتة المحلية ؟! ………. ما هي السلطة القوية التي جعلت الانسان في اليمن لا يبتكر رموز خاصة به ،و يستورد خط من خارج حدوده ؟! … مع ان الموضوع سهل جدا و ليس معقد .
هذا العمل ….. يدل على على ان العالم قديم جدا ……. و كان متواصل …… و كان هناك عالم معولم متصل و الانسان القديم في اليمن، كان يرى الهيروغليفية ككتاب له مقدس، و لهذا الكتاب سلطة معرفية و مقدسة و دينية عنده ……و كانت مصر مركز مرتبط بالانسان القديم في اليمن ، و الا لما تحمل كل هذه المسافة لياخذ منها هذه الرموز .
و هذا يدل على ان الانسان في اليمن و الانسان في مصر، كانا يحملان فضاء ديني و معرفي واحد .
■ اذا كان الانسان في اليمن قد تحمل عناء السفر من اجل البحث عن رموز كتابية من كتابة مصر، فالسؤال :
هل اخذ الانسان في اليمن من نقوش مصر الشكل فقط، أم انه قد اخذ الشكل مع القيمة الصوتية ؟!
اعتقد بانه …. من غير المعقول ان هذه السلطة التي فرضت على الانسان في اليمن عدم ابتكار رموز و اشكاله الخاصة به، و جعلته يأخذها من مصر ……… فيقوم باخذ الرموز بشكل عشوائي، وفق منطق قائم على عبارة ” رموز فقط .. المهم نكتب ” .
لانه لو كان الامر مجرد رموز لكان قد اخترع لنفسه رموز، و الامر مش صعب .. لكن اصراره على عدم ابتكار رموز … ثم ذهابه ياخذ رموز كتابته من مصر، فمن المنطقي بان الانسان في اليمن سياخذ الاثنين .
منطقيا ……. سيأخذ الرمز مع قيمته الصوتية.
————————————
كما يعرف الجميع بان الغرب هو من ترجم ايضا نقوش المسند كما ترجم نقوش مصر الهيروغليفية .. و قد كتب الغرب لليمنيين، تاريخ طويل عريض عن مملكة كبيرة و ضخمة اسمها مملكة (سمعي ). اتحاد قبلي كبير اسمه مملكة سمعي.
و قد خرجت بحوث عديدة حولها و كتابات عديدة . و بسبب هذه القصة خرجت نظريات بان مملكة سمعي اسسها النبي اسماعيل او لها ارتباط به .
لو زرت اليمن .. ستلاحظ بان كثير من اقدم المساجد الموجودة في اليمن حاليا و مازال الناس يصلون فيها ، تحوي جدرانها نقوش بخط المسند.
تاريخ مملكة( سمعي ) كتبه الغرب من النقوش الموجودة في معابد اليمن القديمة .
انظر …… الى حروف المسند لكلمة ( سمعي) التي ترجمها الغرب ، و الموجودة في الصورة داخل المربع الاسود .
ستجد بان بداية الكلمة ( حرف س ) و نهايتها (حرف الياء) .
الان لاحظ ……. كيف يتطابق الرمزان الموجودان في نقوش المسند بنسبة 100% ، مع الرمزين الموجودين في بداية و نهاية كلمة ( راعمسيس) المكتوب بخطوط الهيروغليفية .
(رمز يحوي ثلاثة خيوط للاسفل ) ( دائرة و تحته خط )
تطابق واضح جدا جدا حتى عند الاعمي ……لكن الفرق هو مرحلة تطورية زمنية لا اكثر في رسم الاشكال الكتابية .
الان انظر : كيف ان الكلمة في مصر هي ( رعمسيس ) و الكلمة في اليمن هي ( سمعي ) ……. مع انهما مكتوبتان برموز متشابهة جدا و متطابقة جدا.
لكن حسب المنطق الذي تحدثنا به سابقا بان اليمنيين قد اخذوا الرموز الكتابية من مصر مع القيم الصوتية لكل رمز ، و هذا يفرض منطقيا ان يتشابه منطوق الكلمتين.
و هذا يجعلنا نطرح فكرة منطقية :
اما ان الكلمة في مصر هي ( راعمسيس ) فعلا ، و عليه فان منطوق الكلمة في اليمن يجب ان يكون ( راعمسيس ) ……. و اما ان منطوق الكلمة في اليمن ( سمعي ) فعلا، و عليه فان الكلمة في مصر يجب ان تكون ( سمعي ) ايضا .
لاحظ كيف الكلمة المكتوبة في خطوط المسند ، متشابهة تماما مع ترجمتنا للكلمة المكتوبة في نقوش الهيروغليفية.
فهل هي صدفة ان تكون الرموز متشابهة بين مصر و اليمن، و تكون الكلمة في اليمن هي ( سمعي )، و تشبه ما توصلنا الية في ان المنطوق الصحيح للكلمة في مصر هي ( سمعنا)؟
سمعي = سمعنا
تطابق في رموز الكتابة و تطابق في الترجمة .
اذن فمنطقنا السابق سليم جدا و صحيح، بان اليمني عندما اخذ اشكال رموز اكتابته من مصر ، فانه سياخذ الشكل مع القيمة الصوتية .
هذا سيقودنا الى موضوع حول صحة ترجمات الغرب لنقوش اليمن و يجعلنا نطرح سؤال منطقي: هل هذا الرمز الاخير المكتوب في المسند يحمل القيمة الصوتية ( ي ) ام القيمة الصوتية ( ن ) ؟
هل الكلمة في نقوش المسند هي ( سمعي ) ام (سمعنا)؟
طبعا ( سمعنا )
لان التزوير في مصر حدث ايضا في اليمن و في كل المنطقة ، و الحرف الاخير ليس الا حرف ( ن ) و ليس ( ي ) في المسند .
فهل الكلمة المكتوبة بالرموز الهيروغليفية هي ( راعمسيس ) ام هي كلمة ( سمعنا ) الموجودة في القران و المصدقة لها في نقوش المسند ؟!
لقد اخترع الغرب لليمنيين قصة مملكة مشهورة ، تماما كما اخترع الغرب للمصرين قصة ملك مشهور ، بسبب وجود هذه الكلمة بكثرة في نقوش المنطقة القديمة .
و الحقيقة لا وجود لمملكة اسمها ( سمعي ) في اليمن و لا وجود لملك اسمه ( راعمسيس) ابدا في مصر ، الا في خيال الغرب المزور .
لان الغرب يعرف حقيقة نقوش المنطقة و زمنها و تاريخها، و يعرف بان كل نقوش المنطقة خرجت من اصل واحد و كتاب واحد و لغة واحدة. و الغرب يعرف جيدا بان جميعها نقوش دينية مقدسة موجودة في مساجد قديمة في مصر و اليمن و الشام و العراق ، و قد قام باكبر عملية تزوير تاريخية بشكل متعمد .
{أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون}
.
.