2020-04-04T09:35:00-13:01
■ في حديثنا .. توصلنا الى ان المدخل الاساسي لضرورة فهم موضوع الكتاب هو خطاب القراءن
{ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين }
و السبب بان كلمة ( ذلك الكتاب ) تشير الى شيء في مكان بعيد و ليس موجود بين ايدينا اليوم ، لان القراءن دقيق و الا لكان الخطاب هو
هذا الكتاب لا ريب فيه
او
هذا القراءن لا ريب فيه
و ذلك الكتاب البعيد عننا و الذي ليس بين ايدينا ، يؤكده خطاب القراءن عندما يتحدث عن شيئين اثنين كان مع الرسول
{وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه ولو ترى إذ الظالمون موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم إلى بعض القول يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا لولا أنتم لكنا مؤمنين}
الكفار كفروا بشيئين اثنين… قراءن و الذي بين يديه
و هذا الذي بين يديه …. هو ذلك الكتاب الذي لا ريب فيه البعيد الذي ليس بين ايدينا بل بين يديه .
نحن وصل لنا القراءن … و لم يصل لنا ذلك الكتاب البعيد الذي بين يديه .
بدليل
{وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما آتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون}
مصدقا لما بين يديه من الكتاب … ما بين يديه كتاب
■ و طرحنا بعدها سؤال …. لكن ما هو الكتاب ؟
و قلنا لكي نريد ان نعرف ماهو الكتاب علينا البحث في القراءن عن شيئين اثنين اخرين عندما نتعرف على صفات اخرى للكتاب حتى نقترب من معرفة ماهو ذلك الكتاب البعيد الذي بين يديه.
و بعد البحث توصلنا الى ان القراءن يتحدث فعلا عن وجود شيئين اوتي للرسول … القراءن و الذي بين يديه ( شيء ملموس مادي )
فا القراءن يتحدث
{ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم}
الرسول اوتي شيئين فعلا … القراءن و السبع من المثاني
فالكفار عندما كفروا بالقراءن و الذي بين يديه ، فهم كفروا بالقراءن و الذي بين يديه و الذي هو السبع المثاني .
لكن ما معنى السبع المثاني ؟!
و توصلنا الى نتيجة بان المثاني جمع مثنى 2 ، و سبع من المثاني هو 14، و عندما نفتش عن هذا الرقم سنجد بانها عدد الايات المقطعة التي تاتي في بداية سور القران بدون تكرار .
و حسب خطاب القراءن فتلك الايات هي ايات الكتاب، و هي تتوافق مع خطاب القراءن .
السطر { ذلك الكتاب لا ريب فيه } = يطابق السطر { ا ل ر تلك ايات الكتاب المبين }
فكلمة ذلك الكتاب = تلك ايات الكتاب
كلمة ذلك و تلك تقال للشيء البعيد الغائب … و هذا يتوافق مع خطاب القراءن
{ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين ¤ الذين يؤمنون بالغيب }
الذين يؤمنون بالغيب تتناسب مع كلمة { ذلك الكتاب } التي تقال للشيء البعيد الغائب .
اذن السبع المثاني هي الايات التي في فواتح السور ، و هي شيء من ذلك الكتاب البعيد الذي بين يديه.
القران يصفها فواتح السور بانها ايات الكتاب . و عددها 14 مقطع بدون تكرار ، و 30 مقطع مع التكرار.
و قلنا بان سبع من المثاني هو جزء من ذلك الكتاب البعيد الذي بين يديه ، و ليس جزء من القراءن و عليه فالسبع المثاني ليس الفاتحة و لا السبع الطوال ، بل جزء من الشيء الاخر ، لان الرسول كان معاه شيئين القراءن الذي بين ايدينا الان و الكتاب الذي بين يديه ، و السبع المثاني مرتبط بالكتاب الذي بين يديه .
بدليل ان خطاب القراءن يؤيد هذا النتيجة التي وصلنا لها
{الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد}
كتاب متشابها مثاني … فهناك صفتين للكتاب … متشابها مثاني ، وكلمة مثاني صفة مرتبطة بالكتاب و ليس مرتبطة بالقراءن .
و قلنا باننا نقترب من فهم موضوع الكتاب ، و بان سبع من المثاني ( الايات المقطعة مرتبطة بالكتاب ) و هي مثاني .
و قلنا بان هذا لا يكفي لمعرفة ماهو الكتاب .. نريد ان نحتاج الى معرفة معلومات اخرى عن الكتاب من خطاب القراءن .
القراءن يقول :
{الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد}
فالكتاب …. يحمل صفتين : متشابها مثاني .
عرفنا المثاني ، لكن ما معنى متشابها ؟
لو بحثنا عن كلمة متشابها في القرءان ….. سنجد بان هناك سطر في القراءن يتفق جدا مع نتيجتنا و يزيد من توضيح الصورة لنا حول ما هو الكتاب .
{هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب}
اذن …. فالخطاب يتحدث عن الكتاب بانه يتكون من ايات ، و الايات مكونه من نوعين ….. ايات محكمات ( ام الكتاب ) و ايات متشابهات .
و عليه بما ان الكتاب يحمل صفتين اثنتين متشابها مثاني .
فالاحتمال كبير بان صفة مثاني للكتاب هي : الايات المحكمات ( ام الكتاب ) … و هي المثاني …. و الاحتمال بانها الايات المقطعة بدون تكرار
و صفة كتاب متشابها تعني الايات المتشابهات في الحروف المقطعة المتكررة فهي الايات المتشابهات.
الان عرفنا بان الكتاب بشكل عام مكون من ايات ….. بشكل عام و لذلك الخطاب يقول : كتاب فصلت اياته قراءنا عربيا .
و هذه الايات الموجودة في الكتاب نوعين :
محكمات و متشابهات
و لذلك جاء التفسير من قبل كتب التراث بان الفاتحة هي السبع المثاني و هذا هو الجواب المنطقي لسؤال لماذا سميت الفاتحة ام الكتاب ، و السبب هو تفسير خاطىء لهذا السطر القرائي ، و الخطاب يقصد الكتاب و يقصد نوع من الايات و هي المحكمات …. و جعلها الفاتحة لاجل تحريف معاني القراءن .
■ مازلنا نحتاج الى معرفة معلومات اخرى عن الكتاب من داخل خطاب القراءن …… من خلال البحث عن حديث عن شيئين اثنين في خطاب القراءن .. عندما نفتش سنجد سطر يقول
{إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ (78) لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79)}
قراءن كريم و كتاب مكنون
الان عرفنا خاصية جديدة للكتاب و عرفنا علاقة بين القراءن و الكتاب …….. و هي ان القراءن داخل ذلك الكتاب البعيد الغائب المكنون ( يحمل صفة الاختباء ) ( مختبىء ) .
لكن اين الكتاب ؟
نحتاج الى البحث عن معلومات اخرى عن الكتاب من داخل خطاب القراءن … من خلال البحث عن حديث عن شيئين اثنين في خطاب القراءن .. عندما نفتش سنجد سطر يقول
{بل هو قرآن مجيد ¤ في لوح محفوظ }
فالخطاب يتحدث عن شيئين قراءن و لوح …. بما ان القران يتحدث عن لوح محفوظ …… فانه قد يكون منطقي …….. بان اللوح المحفوظ هو الذي بين يديه … ذلك الكتاب البعيد الذي بين يديه …. و كان يحوي ايات محكمة و متشابهة .
فالكتاب في لوح
السؤال كيف سنعرف الكتاب ؟
مادام الذي بين يديه هو كتاب في لوح … فانه منطقي بانه سيكون كتاب قديم من كتب القدماء …. لان اللوح مرتبط بالكتب القديمة قبل الورق و القراطيس .
بدليل ان الوحي يخاطب الرسول :
{وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ (195) وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ (196)}
اي ان القراءن في كتاب مكنون = في لوح محفوظ = في زبر الاولين ( كتب الاولين ) = قراءن بلسان عربي .
اي ان الكتاب هو كتاب قديم من كتب الاوليين الموجود في لوح .
الان عرفنا خصائص كثيرة للكتاب :
كتاب قديم من كتب الاوليين ، موجود في لوح ، و مكون من ايات ، و الايات نوعان محكمات و متشابهات ، و هذا الكتاب موجود داخله قراءن كريم بلسان عربي .
و تحدثنا باننا نحتاج الى معرفة معلومات اخرى عن هذا الكتاب من داخل خطاب القراءن …… من خلال البحث عن حديث في القراءن حول كتاب قديم …. و عندما نفتش سنجد سطر يقول :
{وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا}
ما معنى أساطير ؟
غالبية المسلمين بشكل عام بمن فيهم بعض المفكرين ( محمد اركون نموذجا )، يفهمون معنى كلمة اساطير التي وردت في القران بمعنى القصص الخرافية … فعندما تأتي هذه الكلمة في بال اي شخص فانه يستحضر القصص الموجودة في القران و بانها هي الاساطير المقصودة التي جاءت على لسان المكذبين.
و هذه المشكلة ، جعلت محمد اركون يطالب بترجمة كلمة اسطورة في اللغات الاجنبية الى كلمة قصص التي وردت في القران .
لكننا نعتقد بان المعنى الحقيقي ليس المعنى هذا ، لانه عند قراءة القران الكريم سنجد بان لفظة اساطير و مشتقاتها قد وردت في سياقات متعددة و ليس في سياق واحد، و تحمل معاني مختلفة، و هذا قد يساعدنا في فهم المدلول الحقيقي للكلمة.
سنحاول ايجاد معنى كلمة أساطير و الدلالات التي كانت تحملها هذه الكلمة قديما ، عبر البحث عن مادة سطر في القواميس العربية حتى نجد المعنى الحقيقي .
في قاموس المحيط
السَّطْرُ: الصَّفُّ من الشيءِ كالكِتابِ والشَّجَرِ وغيرِهِ . وجمعها: أسْطُرٌ وسُطُورٌ وأسْطارٌ ، و جمع الجمع : أساطيرُ، والخَطُّ، والكِتابَةُ.
واسْتَطَرَه: كَتَبَه. والأَساطِيرُ: الأحاديثُ لا نِظامَ لها.
اما في قاموس العين
سطر: السَّطْرُ سَطْرٌ من كُتُبٍ، وسَطْر من شَجَرٍ مَغُروس ونحوه، ويقال: سَطَّرَ فلانٌ علينا تسطيراً اذا جاء بأحاديثَ تُشبهِ الباطِلَ. والواحد من الأساطير إِسطارةٌ وأُسطورةُ، (وهي) أحاديثُ لا نظام لها بشيء. ويَسْطرُ معناه يُؤَلِّف ولا أصل له، [وسَطرَ يَسطُرُ اذا كتَبَ]. [وقال الله جل وعز-: ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ«98» ، أي وما يكتبُ الملائكة] .
من خلال التعريفات السابقة ، سنجد بان صف من شيء بشكل مستقيم يسمى سطر، فالسطر هو الصف . و هذه الكلمة مازالت متداولة في لهجات اليمن المحلية عند مشاهدة اشياء مرتبه باستقامة و بدقة فيقال : بالسطر و لا يقول بالصف او باستقامة .
و هذا يعني انه يمكن ان نطلق على صف من الكلمات مسمى سطر، و وفق ما جاء في القاموس سنطلق مثلا على خمسين سطر من الكلمات مسمى سطور ، و نطلق في حالة جمع الجمع لسطور من الكلمات في صيغة المبالغة اسم أساطير .
و من تعريفات القواميس السابقة يبدو لنا بان المعنى الاصلي للكلمة مرتبط بالكتابة فهي الكلمة الاكثر ورود في التعريف.
اما في لهجاتنا … فنحن عندما نقول يسطر … بمعنى يكتب .
اذن فمن الطبيعي عندها ان نقول لفعل الكتابة ( كتب يكتب اكتب) بانه (سطر يسطر سطر).
و هذا يتفق مع ايات القران الكريم {ن والقلم وما يسطرون}، بمعنى و ما يكتبون ….. و اسم المفعول لكتب هو مكتوب، فنقول مثلا : هذا الأمر مكتوب في الورقة ، و اسم المفعول للفعل سطر هو مسطور ، فنقول هذا الأمر مسطور في الورقة ، اي مكتوب في الورقة .
اذن توصلنا الى ان كلمة اساطير الاولين على لسان المكذبين يقصد بها كتابات الاوليين …. و لا تعني قصص الاوليين التي لا نظام لها .
بمعنى ان المكذبين عندما قرأوا القران قالوا انها مجرد كتابات الاوليين .
اعتقد بان هذا المعنى الحقيقي و الصحيح ، لاننا نجد الكلمة مرتبطة بالكتاب دائما في القران.
{والطور (1) وكتاب مسطور (2)}
فنلاحظ في الاية ان لفظة مسطور مرتبطة بلفظة الكتاب ، و وردت ايضا في اية اخرى في القران و مرتبطة بلفظة الكتاب ايضا
{وإن من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها عذابا شديدا كان ذلك في الكتاب مسطورا} .
و هذا يؤكد بان لفظة مسطور تعني مكتوب او مسجل او مدون ، و بأن الدلالة الاصلية للفظة اساطير لها علاقة بعملية الكتابة، و المعنى الحقيقي الذي يقصده القران و الذي ورد في سياق ايات القران مختلف عن معنى قصص الاوليين.
اساطير الاوليين تعني كتابات الاوليين .
و ورود هذه اللفظة على لسان المكذبين، هو السبب الذي جعل المسلم يحمل دلالات سلبية و يصعب عليه فهم معناها.
لان كلمة اساطير على لسان المكذبين،تشبه قولنا عندما نتجاهل كلام بين طفلين لساخفته فنقول : هذا حديث اطفال، فلفظة حديث لا تعني لفظة سخافة، لفظة حديث تعني حرفيا لفظة كلام ، لكن المعنى الاخر الغير مباشر للجملة ضمن الموقف و السياق الذي وردت فيه يعني التجاهل لسخافته . فنحن في قولنا السابق صادقون في الوصف بانه حديث اطفال ….. لكننا لا نقصد المعنى الحرفي بل نقصد المعنى الاخر الغير مباشر و هو السخافة.
اذا فالترجمة الحرفية للاية
{إنْ هَذَا إلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ} هي { ان هذا الا كتابات الاولين}، لكن المعنى الاخر للاية الذي ورد على لسان المكذبين، ضمن الموقف و السياق هو : ان هذا كذب من كتابات الاوليين . فالمكذبين صادقين في وصفهم الحرفي للقران، لكنهم يقصدون المعنى الاخر الغير مباشر ضمن السياق التي وردت فيه العبارة . و القران لا ينكر وصف المكذبين بل يعترف القران بنفسه بانه اساطير الاولين، لكن القران يستنكر فقط تكذيبهم .
يعني بمعنى اخر
نقوش مصر القديمة تسمى اساطير الاولين ………. و نقوش اليمن القديمة تسمى اساطير الاولين، و نقوش العراق و سوريا القديمة هي اساطير الاولين ….. اي كتابات الاولين
يزيد من تأكيد هذا ……. في كون كلمة الاوليين ترد في القران في موضع اخر مشابهة …. زبر الاولين . و كلمة زبر مازالت تستخدم في لهجات اليمن في وصف خطوط قديمة كان يكتب بها الاولين ( القدماء ) .
اذا ……….. فالقران يصف نفسه بانه فعل في ذلك الكتاب البعيد المسطور في لوح ، و هو من اساطير الاولين اي زبر الاولين ، كتابات القدماء … كتاب قديم مكون من ايات، و هذه الايات نوعين : ايات محكمات و متشابهات .
■ كلمة العلم في القران الكريم ، مرتبطة بشكل دائم مع الكتاب او في سياق الحديث عن الكتاب و القران .
{وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ ۖ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (48) بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ۚ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ}
■ هل الرسل هم من الراسخون في العلم الذي يدركون التاويل الصحيح للوح المحفوظ، فهل الرسول هو ممن يبتغون (يتمنون) تاويله …… لكن الرسول يختلف عن الاخرين ، بانه من الراسخون بالعلم و و يتمنى تاويله و ليس في قلبه زيع .
هذه التصور يتفق بشكل كبير مع الاية
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}
فالاية تتحدث بان الله ما ارسل رسول او نبي الا اذا تمنى ، و الرسول يقوم بعملية نسخ لما القاه الشيطان و يقوم بتحكيم لايات الله … اي سيرمي ما القاه الشيطان …….هذا التصور يزيد تاكيده سياق الايات التي بعدها
{لِّيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ ۗ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (53) وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ ۗ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (54)}
اي ان ما القاه الشيطان من خطأ ليس الا فتنة يكون للذين في قلوبهم مرض و (زيغ) او القاسية قلوبهم .
و تزيد ايات اخرى تأكيد هذا التصور
{إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ (78) لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79)}
فهذه الايات تلخص تلك الحقيقة السابقة بكلمة المطهرون ، فلن يستطيع احد ان يمس التأويل الصحيح الا المطهرون .
اي ان القران يعطينا شروط للتاويل الصحيح لايات الكتاب، و التي كانت متوفرة عند الرسل و هي التمنى و العلم و خشية الله ان يخلص قلبه من اي مرض. القلب القاسي و الزيغ و الافتتان باعمال اخرى لا ينتج عنها تاويل حقيقي و صحيح …. سيكون عمل كله فتنة .
——————–