القران والكتاب

القرآن والكتاب – الجزء الثامن

القرآن والكتاب - الجزء الثامن

2020-04-04T09:35:00-13:08

رابط المقال

ملخص احاديثنا السابقة تقول نحن الان امام احتمال 98% بان قصة ترجمة نقوش مصر هي القصة التي يتحدث عنها القراءن ، لكن مازلنا نحتاج الى 2% ، و ايضا نحتاج الى الختم الشرعي من القراءن لتاكيد صحة القصة بشكل نهائي .

كيف ؟!

سنسلك طريق اخر جديد ، في البحث و التقليب في تفاصيل قصة ترجمة الغرب لنقوش مصر ، و الظروف المحيطة بتلك القصة .

في البداية دعونا نطرح سؤال كمدخل مهم قبل البحث و التنقيب في تفاصيل قصة ترجمة نقوش مصر .

هل ما استخرجه الغرب من نقوش مصر تبدو منطقية و طبيعية ؟!

لو فكرنا بالموضوع سنجد بان الاشياء التي استخرجها الغرب من نقوش مصر ثلاثة اشياء :

1- اللغة

2- الدين

3- التاريخ

الان لو فكرنا بعمق بخصوص هذه الاشياء التي اخرجها الغرب من نقوش مصر سنجد ما يلي :

■■■ بخصوص اللغة ■■■

● اين هي هذه اللغة التي استخرجها الغرب من نقوش مصر في الواقع من حولنا ؟!

لا يوجد اي اثر واضح و ظاهر لهذه اللغة في الوقت الحاضر ، لا في مصر و لا في محيط مصر .

البعض من الباحثين يحاولون اقناع الناس بهذه اللغة، عبر كتابة موضوعات تتحدث عن كلمات في لهجة سكان مصر او في لغات اخرى بانها مشتقة من هذه اللغة … لكني ارى الامر غير منطقي .

فهولاء الباحثين يطرحون كلمات في اللغة التي استخرجها الغرب، و يبحثون عن كلمات متحورة و مقاربة لهذه الكلمات على اساس انها مشتقة منها او قد تكون اصلها القديم هو تلك الكلمات في لغة نقوش مصر …. و هنا الشيء الغير منطقي .

لماذا لا تظهر كلمات متطابقة 100% في النطق و المعنى بين كلمات لغات نقوش مصر مع كلمات مازالت متواجدة و حية في الوقت الحاضر ، لكن كل الحالات لا يوجد تطابق 100 % ، مع انه من المنطقي ان هناك كلمات مازالت كما هي في النطق و المعنى .

هذا الشيء لا ينتبه له الكثير بسبب فكرة التطور التاريخي، الذي يفرض بان اللغة ستتطور و تختلف في كلماتها و معانيها كلما مر وقت طويل عليها و هذا قد قمنا بنقده في نظرية اللغة في مناهج الغرب، و قلنا بان لغة القديمة تستمر الى اليوم، لان هناك كلمات الاشياء من حولنا الثابتة لا تتطور و لا تتبدل ، فالجبل قبل 5000 سنة سيستمر اسمه جبل في لسان سكان الناس حتى الوقت الحاضر .

الجبل و الحجر و النهر و البحر و السماء و الماء و المطر و السحاب الخ.

فاين هي هذه الاسماء القديمة و لماذا لم تستمر ؟!

● اللغة التي استخرجها الغرب من نقوش مصر ، لا يبدو فيها وحدة واحدة موضوعية .

فمثلا … يستطيع اي انسان ان يتعرف على لغة ما بمجرد سماع شخص يتحدث بهذه اللغة و هو لم ينظر الى هذا الانسان .

فلو سجلت لك ملف صوتي لانسان يتكلم صيني ستعرف بانها لغة صينية او لغة فرنسية بالرغم من انك لا تفهم اللغة الصينية و الفرنسية ….. و لكنك عرفت انها صينية او فرنسية لان لديك مقياس في اللوعي تستطيع به التعرف على نوعية اللغة عبر الوقع الصوتي و الموسيقي في اللغة .

لكن لا يوجد هذا الوقع الصوتي و الموسيقي في اللغة نقوش مصر، و هي الوحدة الموضوعية في اللغة .

فمثلا …. لا يوجد وحدة لغوية في مسميات الالهات في نقوش مصر

فهناك [ امون و تحوت و حتحور و نفتيس و اوزير ]

يمكن هناك وحدة لغوية بين اسماء [ امون و اتون ]

لكن لا يوجد وحدة لغوية بين [ امون و اتون ] و بين [ تحوت و حتحور ] و بين [ نفتيس و اوزير و سخمت ] .

ايضا …. لا يوجد وحدة لغوية تعبر عن ثقافة واحدة في مسميات ملوك مصر

فلا يوجد اي وحدة لغوية ثقافية بين اسماء [ رمسيس و تحتموس و احمس ] و بين اسماء [ منقرع خفرع جدقرع] و بين اسم [ حتشبسوت ] و بين اسم [ توتعنخ ] و بين اسم [ اخناتون ]

● ايضا هناك حالة غريبة و شاذة في لغة نقوش مصر غير موجودة في العربية او اي لغة في العالم …. و هذه الحالة هي وجود مخرجين صوتين لا يمكن ان يجتمعان في اي كلمة في العربية [ ع – ح ] .

و اعتقد بان السبب هو صعوبة و الثقل الشديد في اي لسان على جمع هذين المخرجين في كلمة واحدة .

لكن في لغة نقوش مصر توجد هذه الحالة بوضوح … فهناك كلمات كثيرة يجتمع فيها حرفي [ ع – ح ] .

و هذا غير طبيعي

■■■ بخصوص الدين ■■■

● اين هو هذا المعتقد الديني الذي استخرجه الغرب من نقوش مصر في الواقع من حولنا ؟!

لماذا لم يستمر حتى يومنا الحاضر ؟!

لا يوجد اي اثر باقي في مصر او محيط مصر لهذا المعتقد الديني، و هذا غير منطقي و طبيعي .

لماذا ؟!

لان الدين و المعتقد شكل من اشكال العليا للوعي ….. اي بنية وعي علوية، و البنى العلوية صلبة تسير بشكل متوازي مع التاريخ و تمنح اثرها على المجتمع مع تقدم الزمن، لذلك لا يمكن ان تختفي من المجتمعات مع تقدم الزمن .

الدين بنية صلبة عند الانسان ، و يكون اكثر صلابة عند المجتمع، فاذا كان الفرد يستطيع ان يبدل دينه ، فالمجتمع يحافظ بصلابة على الدين .

● ايضا الغرب يتحدث عن اكثر من الف اله مذكور في نقوش مصر و قد عبده المصريين القدماء ، حتى ان هيرودتس يتحدث عن 2000 اله كان في عقيدة مصر عندما زار اليونان مصر .

طبعا الجميع يؤمن فعلا ما يقوله الغرب ……… لان الوعي التاريخي التطوري الدارويني جعل الناس يؤمنون بهذا الشيء، خصوصا ان قصة التاريخ العام الذي كتبت للناس جعلت حقيقة الانسان في الارض قد سارت في الارض بهذا الشكل .

فالانسان عندما انشق من مملكة الحيوان، بدا ينظر للعالم من حوله باستغراب فاعتقد بان البحر اله ، و الجبل اله ، و السماء اله ، و الارض اله ، و الزمن اله ، و الجنس اله ، و الجمال اله، الخ …. ثم بعد فترة تطورت نظرة الانسان فقرر توحيد الالهات في اله واحد .

مثال : هذا الوعي الديني التاريخي الموجود في اللاوعي الجمعي الحالي اليوم ، يلخصه بوضوح الشاعر السوري ( ادونيس ) في لقاء معه قبل سنوات عندما قال : بانه من اسباب ظاهرة اليونان العجيبة التي تميزت بالعقل و العلوم و الفلسفة، بان اليونان امنوا بتعدد الالهات و هذا وفر حرية كبيرة عند اليوناني القديم جعله يبدع في العقل و التفكير و العلم، بعكس المجتمع الذي يؤمن توحيد الالهات، لان التوحيد قيد الانسان و منع ابداعه .

هذا الوعي الديني ( الادونيسي ) ….. هو السبب الحقيقي لاستسلام الناس و الباحثين لدينا في نتائج ما استخرجه الغرب من نقوش مصر، و جعلهم يعتقدون بان ما يقوله الغرب صحيح و لا شك فيه، و قد كان هو واقع الانسان في مصر قديما ……..و منع اي انسان من طرح حتى احتمال 1% بان الغرب كاذب.

نحن نعتقد بان هذا الوعي الادونيسي خاطىء جدا ، و بان ما يقوله الغرب غير منطقي و غير طبيعي بل كاذب .

كيف ؟!

اولا …. العقيدة ليست اتفاق و قرر مجتمع ما على شكل الدين ، لان الدين ليس الا جواب سؤال الوجود و الموت فقط ، و هذا الجواب لا يتطور بل تتطور المعرفة المحيطة بالجواب فقط.

فالشاعر السوري ادونيس الذي اصبح منشغل في الفلسفة و الفكر ، يعتقد بان عالم اليونان حقيقي و كان موجود في الارض و ليس محض قصة خيالية كرتونية . و ايمان ادونيس بعالم اليونان الذي وضعه الغرب و جعله بداية الزمن الروماني و التاريخ الحالي العالمي ، جعله يعتقد بان العقيدة يمكن ان تسير بهذه الطريقة الطفولية السحرية ، و بان العقيدة فكرة قد قرر الانسان قديما على تبنيها، و بان الانسان لابد ان يختار شكل المعتقد مستندا على حركة سير عالم اليونان الوهمي.

ثانيا … لا يمكن ان يظهر في الواقع و الوجود عالم اليونان الذي يؤمن بتعدد الالهات …. لا يمكن ان يظهر اي مجتمع في الارض يؤمن بتعدد الالهات ، و لا يمكن لمجتمع بتعدد الالهات ان يستقر و يستمر و ينتج و يقيم حضارة .

لماذا ؟!

لان مجتمع يؤمن بتعدد الالهات ، سينصع وعي جمعي يعيش فوضى و لا يمكن ان ينتج وعي طبيعي و افكار طبيعية و سينهار و يختفي و سيدمر نفسه ، لان الايمان بتعدد الالهات يستلزم الايمان بوجود مهام و تاثير للالهات ، و المجتمع سيعيش حالة غير واحدة ، و وعي فيه تداخل مستمر في مهام و تاثيرات الالهات، و يجعله وعي متناقض و متصارع مع نفسه، و لن يتكون مجتمع او عالم بهذا الشكل .

ثالثا …………. من المستحيل ان الانسان في الماضي القديم سيصل لمعتقد تعدد الالهات ، بل مستحيل ان الانسان في اي زمن سيصل الى هذا الوعي اليوناني الادونيسي .

لان الانسان في الزمن القديم كان يملك الفطرة الاولى المنطقية و الطبيعية … الوحدة و الاله الواحد، و التي انتقدها ادونيس و اعتقد بانها لا تسير بنفس قوانين عالم اليونان الكرتوني .

لماذا ؟!

كما قلنا الدين ليس الا جواب لسؤال الوجود و الموت فقط، و الانسان القديم لا يمكن ان يعتقد بان وجوده قد خرج من حقيقة فيها الهين اثنين او اكثر .

لان الانسان عقله فطري و منطقي …. و الفطرة المنطقية تدرك بان وجودة لن يكون نتيجة وجود الهين ……. لان وجود الهين اثنين يمنع ظهور الوجود و الحياة بشكل منطقي.

لانه من المستحيل ان وجود حياة طبيعية بوجد الهين اثنين او اكثر ، فوجود الهين او اكثر سيؤدي الى حدوث صراع بين الالهين و تعارض و تناقض و اختلاف متواصل في الحياة …… و هذا الصراع و الاختلاف لا يمكن ان يصنع عالم طبيعي مستقر و بهذا التصميم .. وجود الهين يؤدي الى اللاوجود ………. هذا المنطق الفطري موجود عند الانسان منذ القدم .

هذه هي الفطرة في الانسان الطبيعي …بينما اللاطبيعي هو عالم اليونان ، عالم غير طبيعي و غير حقيقي و لا يمكن وجوده في تاريخ الانسان و الارض، مجرد عالم خيالي موجود في ورق .

و هذا هو جوهر خطاب القراءن

{الله ربكم ورب آبائكم الأولين} {ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن بل أتيناهم بذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون}

{أم اتخذوا آلهة من الأرض هم ينشرون (21) لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون (22) لا يسأل عما يفعل وهم يسألون (23) أم اتخذوا من دونه آلهة قل هاتوا برهانكم هذا ذكر من معي وذكر من قبلي بل أكثرهم لا يعلمون الحق فهم معرضون }

{بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم بغير علم فمن يهدي من أضل الله وما لهم من ناصرين (29) فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون }

بل ان القراءن .. يتحدث عن هذه الفطرة التي بدا اصحاب الكتاب ( في الملة الاخرة ) ينكرونها و يعتقدون بأنها باطلة و سحر ، بعد ان اصبحوا يؤمنون بان الاولين القدماء كانوا يؤمنون بالالهات مثل اليونان ( مثل أدونيس )

{وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قالوا ما هذا إلا رجل يريد أن يصدكم عما كان يعبد آباؤكم وقالوا ما هذا إلا إفك مفترى وقال الذين كفروا للحق لما جاءهم إن هذا إلا سحر مبين (43) وما آتيناهم من كتب يدرسونها وما أرسلنا إليهم قبلك من نذير (44)}

{وعجبوا أن جاءهم منذر منهم وقال الكافرون هذا ساحر كذاب (4) أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب (5) وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم إن هذا لشيء يراد (6) ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق }

—————————

اذن … فاللغة التي استخرجها الغرب من نقوش مصر محاطة بأمور غير طبيعية ، ايضا الدين الذي استخرجه الغرب من نقوش مصر محاط ايضا بأمور غير منطقية و غير طبيعية و غير واقعية بل تحمل صفة الكذب …. فهذا العالم المتعدد الالهات خيالي و غير واقعي و من المستحيل ظهوره في الارض قديما ، فكيف استخرجه الغرب من نقوش مصر ؟!

هذا يعني …. بان هناك احتمال كبير بان الغرب قد قام بلعبة كبيرة بالمحتويات الاصلية لنقوش مصر ، و يعني ايضا بان هناك احتمال كبير جدا ايضا بان القراءن يتحدث عن ( نقوش مصر ) بكونها الكتاب.

و هذا يجعلنا نستطيع …… ان ندخل الى موضوع البحث و التقليب في تفاصيل قصة ترجمة الغرب لنقوش مصر و نحن نملك نوع من الثبات و رؤية واضحة تجعلنا نستطيع رؤية الملاحظات المهمة و الدقيقة في القصة التي جرت .

 

 

اترك تعليق