2019-08-06T03:17:00-07:00
كيف يفهم المسلم نصوص قصة ابني ادم في القران ؟
اولا لابد لنا من نقل القصة الموجودة في كتاب العهد القديم و التلمود، حتى نعرف المصدر الحقيقي لوعي المسلم و هو يقرا القران .
(التكوين 4 )
1 وَعَرَفَ ادَمُ حَوَّاءَ امْرَاتَهُ فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتْ قَايِينَ. وَقَالَتِ: «اقْتَنَيْتُ رَجُلا مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ».
2 ثُمَّ عَادَتْ فَوَلَدَتْ اخَاهُ هَابِيلَ. وَكَانَ هَابِيلُ رَاعِيا لِلْغَنَمِ وَكَانَ قَايِينُ عَامِلا فِي الارْضِ.
3 وَحَدَثَ مِنْ بَعْدِ ايَّامٍ انَّ قَايِينَ قَدَّمَ مِنْ اثْمَارِ الارْضِ قُرْبَانا لِلرَّبِّ
4 وَقَدَّمَ هَابِيلُ ايْضا مِنْ ابْكَارِ غَنَمِهِ وَمِنْ سِمَانِهَا. فَنَظَرَ الرَّبُّ الَى هَابِيلَ وَقُرْبَانِهِ
5 وَلَكِنْ الَى قَايِينَ وَقُرْبَانِهِ لَمْ يَنْظُرْ. فَاغْتَاظَ قَايِينُ جِدّا وَسَقَطَ وَجْهُهُ.
6 فَقَالَ الرَّبُّ لِقَايِينَ: «لِمَاذَا اغْتَظْتَ وَلِمَاذَا سَقَطَ وَجْهُكَ؟
7 انْ احْسَنْتَ افَلا رَفْعٌ. وَانْ لَمْ تُحْسِنْ فَعِنْدَ الْبَابِ خَطِيَّةٌ رَابِضَةٌ وَالَيْكَ اشْتِيَاقُهَا وَانْتَ تَسُودُ عَلَيْهَا».
8 وَكَلَّمَ قَايِينُ هَابِيلَ اخَاهُ. وَحَدَثَ اذْ كَانَا فِي الْحَقْلِ انَّ قَايِينَ قَامَ عَلَى هَابِيلَ اخِيهِ وَقَتَلَهُ.
9 فَقَالَ الرَّبُّ لِقَايِينَ: «ايْنَ هَابِيلُ اخُوكَ؟» فَقَالَ: «لا اعْلَمُ! احَارِسٌ انَا لاخِي؟»
10 فَقَالَ: «مَاذَا فَعَلْتَ؟ صَوْتُ دَمِ اخِيكَ صَارِخٌ الَيَّ مِنَ الارْضِ.
11 فَالْانَ مَلْعُونٌ انْتَ مِنَ الارْضِ الَّتِي فَتَحَتْ فَاهَا لِتَقْبَلَ دَمَ اخِيكَ مِنْ يَدِكَ!
12 مَتَى عَمِلْتَ الارْضَ لا تَعُودُ تُعْطِيكَ قُوَّتَهَا. تَائِها وَهَارِبا تَكُونُ فِي الارْضِ».
13 فَقَالَ قَايِينُ لِلرَّبِّ: «ذَنْبِي اعْظَمُ مِنْ انْ يُحْتَمَلَ.
14 انَّكَ قَدْ طَرَدْتَنِي الْيَوْمَ عَنْ وَجْهِ الارْضِ وَمِنْ وَجْهِكَ اخْتَفِي وَاكُونُ تَائِها وَهَارِبا فِي الارْضِ فَيَكُونُ كُلُّ مَنْ وَجَدَنِي يَقْتُلُنِي».
15 فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «لِذَلِكَ كُلُّ مَنْ قَتَلَ قَايِينَ فَسَبْعَةَ اضْعَافٍ يُنْتَقَمُ مِنْهُ». وَجَعَلَ الرَّبُّ لِقَايِينَ عَلامَةً لِكَيْ لا يَقْتُلَهُ كُلُّ مَنْ وَجَدَهُ.
————————–
اما في التلمود
فالقصة تحتوي على تفاصيل اخرى، تحتوي على نار تسقط على القربان و هي دليل على قبولها ……. و تحتوي معلومات عن وجود اختين تؤامين لكل واحد ، و امر ادم انيهما بالزواج من اخت الاخر . فقبل هابيل و رفض قايين لانه كان يريد الزواج من اخته التؤام .
————————–
ماذا عن الاسلام ؟
القصة ابني ادم في الاسلام لها صيغتين اثنتين … رواية القران الكريم و رواية كتب التراث الديني ( التفاسير و الاحاديث و قصص الانبياء ).
سنبدا برواية كتب التراث
– ماهي اسباب نزول قصة ابني ادم في القران الكريم ؟
حسب تفسير الطبري
القول في تأويل قوله تعالى: {واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر} يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: واتل على هؤلاء اليهود الذين هموا أن يبسطوا أيديهم إليكم، عليك وعلى أصحابك معك، وعرفهم مكروه عاقبة الظلم والمكر، وسوء مغبة الجور ونقض العهد، وما جزاء الناكث وثواب الوافي، قصة ابني آدم هابيل وقابيل، وما آل إليه أمر المطيع منهما ربه الوافي بعهده، وما إليه صار أمر العاصي منهما ربه الجائر الناقض عهده؛ فلتعرف بذلك اليهود و غب غدرهم، ونقضهم ميثاقهم بينك وبينهم.
– ما هي قصة ابني ادم ؟
في تفسير الطبري
¤ عن ابن عباس، قال: كان من شأنهما أنه لم يكن مسكين فيتصدق عليه، وإنما كان القربان يقربه الرجل. فبينا ابنا آدم قاعدان، إذ قالا: لو قربنا قربانا! وكان الرجل إذا قرب قربانا فرضيه الله أرسل إليه نارا فأكلته، وإن لم يكن رضيه الله خبت النار. فقربا قربانا، وكان أحدهما راعيا، وكان الآخر حراثا، وإن صاحب الغنم قرب خير غنمه وأسمنها وقرب الآخر أبغض زرعه، فجاءت النار، فنزلت يينهما، فأكلت الشاة وتركت الزرع. وإن ابن آدم قال لأخيه: أتمشي في الناس وقد علموا أنك قربت قربانا فتقبل منك ورد علي؟ فلا والله، لا تنظر الناس إلي وإليك وأنت خير مني! فقال: لأقتلنك! فقال له أخوه: ما ذنبي، إنما يتقبل الله من المتقين.
¤ حدثني الحرث، قال: ثنا عبد العزيز، قال: تنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد في قوله: {واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا} قال: هابيل وقابيل، فقرب هابيل عناقا من أحسن غنمه، وقرب قابيل زرعا من زرعه. قال: فأكلت النار العناق، ولم تأكل الزرع، فـ {قال لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين}
فقال لصاحبه: لأقتلنك! فقتله، فعقل الله إحدى رجليه بساقها إلى فخذها إلى يوم القيامة، وجعل وجهه إلى الشمس حيثما دارت عليه حظيرة من ثلج في الشتاء وعليه في الصيف حظيرة من نار، ومعه سبعة أملاك كلما ذهب ملك جاء الآخر.
¤ حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن بعض أهل العلم بالكتاب الأول: أن آدم أمر ابنه قابيل أن ينكح أخته توأمة هابيل، وأمر هابيل أن ينكح أخته توأمة قابيل. فسلم لذلك هابيل ورضي، وأبى قابيل ذلك وكرهه، تكرما عن أخت هابيل، ورغب بأخته عن هابيل، وقال: نحن ولادة الجنة وهما من ولادة الأرض، وأنا أحق بأختي ويقول بعض أهل العلم بالكتاب الأول: كانت أخت قابيل من أحسن الناس، فضن بها على أخيه وأرادها لنفسه، فالله أعلم أي ذلك كان. فقال له أبوه: يا بني إنها لا تحل لك! فأبى قابيل أن يقبل ذلك من قول أبيه، فقال له أبوه: يا بني فقرب قربانا، ويقرب أخوك هابيل قربانا، فأيكما قبل الله قربانه فهو أحق بها. وكان قابيل على بذر الأرض، وكان هابيل على رعاية الماشية، فقرب قابيل قمحا وقرب هابيل أبكارا من أبكار غنمه – وبعضهم يقول: قرب بقرة – فأرسل الله نارا بيضاء، فأكلت قربان هابيل وتركت قربان قابيل، وبذلك كان يقبل القربان إذا قبله.
– و اما تفسير الايات
¤ { إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك}
أي إني أريد أن تبوء بإثم قتلي، فحذف القتل واكتفى بذكر الإثم، إذ كان مفهوما معناه عند المخاطبين به.وقال آخرون: معنى ذلك: إني أريد أن تبوء بخطيئتي فتتحمل وزرها وإثمك في قتلك إياي. وهذا قول وجدته عن مجاهد، وأخشى أن يكون غلطا، لأن الصحيح من الرواية عنه ما قد ذكرنا قبل.
¤ {فطوعت له نفسه}
قال: زينت له نفسه قتل أخيه، فقتله.ثم اختلفوا في صيغة قتله إياه كيف كانت، والسبب الذي من أجله قتله. فقال بعضهم: وجده نائما فشدخ رأسه بصخرة.
¤ {فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوأة أخيه قال يا ويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي فأصبح من النادمين}
قال أبو جعفر: وهذا أيضا أحد الأدلة على أن القول في أمر ابني آدم بخلاف ما رواه عمرو عن الحسن؛ لأن الرجلين اللذين وصف الله صفتهما في هذه الآية لو كانا من بني إسرائيل لم يجهل القاتل دفن أخيه ومواراة سوأة أخيه، ولكنهما كانا من ولد آدم لصلبه. ولم يكن القاتل منهما أخاه علم سنة الله في عادة الموتى، ولم يدر ما يصنع بأخيه المقتول، فذكر أنه كان يحمله على عاتقه حينا حتى أراحت جيفته، فأحب الله تعريفه السنة في موتى خلقه، فقيض له الغرابين اللذين وصف صفتهما في كتابه.ذكر الأخبار عن أهل التأويل بالذي كان من فعل القاتل من ابني آدم بأخيه المقتول بعد قتله إياه:
¤ {من أجل ذلك كتبنا على بنى إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا}
يعني تعالى ذكره بقوله: {من أجل ذلك} من جر ذلك وجريرته وجنايته، يقول: من جر القاتل أخاه من ابني آدم اللذين اقتصصنا قصتهما الجريرة التي جرها وجنايته التي جناها، كتبنا على بني إسرائيل. يقال منه: أجلت هذا الأمر: أي جررته إليه وكسبته آجله له أجلا، كقولك: أخذته أخذا، ومن ذلك قول الشاعر:وأهل خباء صالح ذات بينهم قد احتربوا في عاجل أنا آجلهيعني بقوله: أنا آجله: أنا الجار ذلك عليه والجاني.فمعنى الكلام: من جناية ابن آدم القاتل أخاه ظلما، حكمنا على بني إسرائيل أنه من قتل منهم نفسا ظلما بغير نفس قتلت فقتل بها قصاصا؛ {أو فساد في الأرض} يقول: أو قتل منهم نفسا بغير فساد كان منها في الأرض، فاستحقت بذلك قتلها. وفسادها في الأرض إنما يكون بالحرب لله ولرسوله وإخافة السبيل.وبنحو الذي قلنا
————————–
من كل ما سبق ….. هناك ملاحظات كثيرة
■ القصة الموجودة في كتب تفاسير القران و الاحاديث النبوية و كتب قصص الانبياء التي ظهرت بعد نزول القران ب 300 سنة، تبدو متطابقة جدا مع رواية العهد القديم و التلمود، و الاختلاف الوحيد بينهما هو في اسم الابن القاتل .. فاسمه في العهد القديم و التلمود هو قايين، و اما اسمه في كتب التراث التي وصلت للمسلم فهو قابيل .
و هذا التطابق يبدو لنا بصورة كبيرة، بان العهد القديم و التلمود و كتب التراث عند المسلم ، قد خرجت كلها من بيئة و عقلية و نفسية واحدة و كذلك خرجت في زمن واحد، لكن بلغات مختلفة و باساليب مختلفة .
دعونا نحلل القصة
عندما تقرا القصة …… تشعر بان اول مولديين لادم و حواء ولدوا مباشرة بتخصصات مهنية و عملية ، كل واحد معاه مهنة و حرفة يحصل منها على مال ليكفل اسرتيهما …. في عالم عدد سكانه 4 اشخاص ……. و يتقنان حرفتان تحتاجان الى تراكم معرفي كبير سابق ………لكن القصة لا تتحدث عن هذا …… و ايضا و يختاران نمطين اقتصادين مازالين قائمين حتى يومنا . الزراعة و الرعي ، لكن الصيد غير موجود ؟! .
كان واحد يزرع ثمار …. و الاخر يرعي غنيم
لكن ماذا عن ابوهما ادم ….. ماذا كان يعمل ؟
سيقول البعض …. بانها مبالغة مني في طرح مثل هذا السؤال، و بان الموضوع نص وجد هكذا و لا يحتمل مثل هذه الاسئلة … و هذا كلام صحيح جدا .
لكن …. مادامت القصة حريصة جدا على ذكر المهن و اعمال الشخصين ، فمن المفروض انها حريصة جدا على ذكر عمل ابوهما ايضا …….. و الا من الاولى ان تكون القصة بسيطة و لا داعي لهذا الحرص و التركيز الشديدين على ذكر مهنتيهما.
بمعنى اخر كان من الاولى ان تتحدث القصة عن ولدين لادم واحد احبه الرب و الاخر لم يحبه ………. و لا داعي للثمار و للاغنام … و لا داعي لقصة فلاح و راعي …. و انتهى الموضوع .
لماذا يتقربان من الله ؟
القصة كانها تقول لنا …. بان الابنين بعد ولادتيهما مباشرة .. و لم يكونا يعرفان الرب، لكن بعد فترة طويلة … حتى كبرا ارادا عبادة الرب و التقرب له .
هل يعقل بان ادم الذي خلقه الرب و يعرف الرب ، ثم ياتي ابنيهما بدون معرفة الرب … هل يعقل بان الابنين طوال حياتهما و لم يتقربان للرب و هما ابني ادم الذي يعرف الرب ؟!
و الصدفة انهما … ارادا التقرب للرب في وقت واحد …. و كانهما اتفقان خلف خشبة مسرح على تمثيل مشهد للجمهور، فدخل الاول و هو يحمل ثمار و دخل الاخر و هو يحمل اغنام . و الاثنين يراقبان النتيجة … و الجمهور ينتظر.
هل يعقل بان التقرب للرب لا يكون الا بالماكولات ؟
كيف عرف الاثنين ان الرب تقبل من واحد منهما ، فغضب الاخر و قام بقتل اخيه ؟
لابد من وجود حركة سحرية تربط السماء بالارض و يعطي منطقية للقصة .
في العهد القديم لا يذكر كيف عرف ….. لكن التلمود و كتب التراث الي وصلت للمسلم …… تقول بان الاثنين عرفا النتيجة عبر النار .
الان هابيل و قابيل على خشبة المسرح ……. و الجمهور يراقب المشهد ، و لابد من وقوع حركة سحرية ….. فجاءة …… النار ضربت قربان هابيل … و هذا دليل للجميع على ان الرب قبلها و ترك قربان قابيل .
الجمهور يصفق لهابيل … و يحيه بحرارة …. فيغضب قابيل فيقتل اخوه .
مادام و ان الرب قد جعل من النار هي الاشارة على انه قبل احد القربان، فالسؤال المنطقي : لماذا لم يخاطب الرب الاثنين بدون نار، و بانه قبل قربان احدهما …. بمعنى اخر … الم يخاطب الرب قابيل بعد ان قتل اخوه؟ …. لماذا الرب كان صامت و استخدم النار للتاكيد على وجوده …….. و لم يستخدم النداء للتاكيد على وجوده كما اكده لقابيل بعد ان قتل اخوه .
كان يمكن للرب ان ينادي الاثنين : قبلت قربانك يا هابيل و لم اقبل قربان اخوك … و لا داعي لقصة نار .
ايضا ……….الا تجد مشهد جواب قابيل للرب فيه نوع من عدم التعظيم و التقديس … و كأن ….. قابيل على خشبة مسرح و يخاطب شخص بلا قيمة … عندما يقول : «لا اعْلَمُ! احَارِسٌ انَا لاخِي؟»
هل يعقل ان شخص اراد التقرب لربه و ابوه ادم الذي خلقه الرب و يعرف الرب جيدا ، يخاطب ربه بتلك الطريقة ….. لا اعلم.
هل يكذب قابيل على ربه بتلك البساطة و الرب يعلم كل شيء
ايضا … الا تجد بان المشهد يصور الرب ……. عاجز عن عقاب قابيل و لم يرسل عليه نار .. كما ارسلها عندما التهمت الاغنام.
الا تجد بان المشهد يصور الرب بعجز امام البشر، و يصور الرب بانه لعند الطعام سريع التدبير … بينما عند القتل فهو عاجز.
اعتقد ان هذه قصة غير مقدسة ابدا .. هذه قصة لا تقدس الرب ، هذه النصوص لا يعطيها الرب لعباده .
ما فائدة القصة اصلا ليعرفها الناس ؟!
ما هي الفائدة التي ستعود على الانسان الذي يؤمن بهذه القصة في وعيه و حياته .
اثنان معاهم حرفتان … واحد تقبل الرب منه اغنام و لم يتقبل من الفواكه … فقتل احدهما الاخر …. و قل القاتل الادب مع الرب، فلم يعاقبه الرب الا ان قال له : فَالْانَ مَلْعُونٌ انْتَ مِنَ الارْض، و جعل له علامة حتى لا يقتله احد من الناس .
اما بالنسبة لكتب التراث التي وصلت للمسلم، فالفائدة هي ان يتلو محمد على اليهود قصة ابني آدم هابيل وقابيل، وما آل إليه أمر المطيع منهما ربه الوافي بعهده، وما إليه صار أمر العاصي منهما ربه الجائر الناقض عهده
القصة غير مقنعة … و غير مثيرة … و لا تعطي معنى .
النقطة الاهم … مادام العهد القديم لا يتحدث عن تفاصيل اخرى … فالسؤال الاهم ….. ما الغاية من قصة اختي هابيل و قابيل في التلمود …. هناك سر … مستحيل ان ياتي بشيء غير موجود في كتابهم الاصل ؟!
اعتقد بان قصة الاختين كان من الضروري الاتيان بها ، لمعالجة جزئية في القصة او منحها تفسير ……. لكنها غير موجودة في كتاب العهد القديم … موجودة في مكان اخر مختلف …. و قد نقلت هذه المعالجة الى كتب التراث التي وصلت للمسلم …….. لاجل معالجة تلك الجزئية … لان الجزئية تلك موجودة في نص القران الكريم.
هل يعقل ان اخوين و لديهما اختين … جميعهم اخوة … فكيف تكون اخت هابيل غير اخت قابيل .. لانهما ولدين تؤامين ؟!
يريد هابيل ان يتزوج اخت قابيل …… طيب ……….قابيل هو اخو هابيل .. هذا يعني ان اخت قابيل هي اخت هابيل .
هل يتزوج شخص من اخته ؟!
ثم انظر … الرب لا يطلب منهما … بل ادم الاب … يطلب من كل واحد الزواج من اخت الاخر. تشعر هنا و كان ادم في هذا المشهد بمنزلة الرب ، و الرب اختفى حتى لا يشعر بحرج امام جمهور المؤمنين بطلب زواج الاخ من اخته .
سيقول البعض البداية البشرية كانت هكذا.
غير صحيح … حتى نسمع طرف اخر غائب .
نقطة اخرى مهمة
و هي الموجودة في تراث الذي وصل للمسلم بقصة الغراب الذي دفن غراب اخر امام قابيل و علمه كيف يدفن جثة اخيه .
السؤال … اذا كانت بداية البشرية و يخرج منها ولدين و لدى كل واحد منهما مهارة و حرفة ….الزراعة و الرعي …. هناك وعي و معرفة من الله … بجانب انهما ابني ادم المسلم … فهل يعقل ان البداية تكون بهذه الطريقة و لا يعرف القاتل كيف يدفن جثة اخيه، لا توجد له معلومة ؟
هل يعقل ان الطير الذي هو من حيوانات الارض لديه غريزة ، و الانسان الذي هو ايضا من حيوانات الارض بدون غريزة سابقة ؟
كيف عرفت فطرة الاثنين بان التقرب لله يكون باغنام و فواكه و لم يعرف احدهما كيف يدفن جثة اخيه؟!
ثم ما فائدة دفن جثة اخية ؟!… .. خلاص قتله و انتهى الامر .. فهل الغراب عندما دفن غراب اخر، جعل قابيل يشعر بانه مسلم و يمارس طريقة الدفن المسلمين .. فتأثر قابيل … كيف يكون الغراب مسلم و هو غير مسلم؟!
هل مشهد غراب يدفن غراب اخر يجعل الشخص يندم …. بمعنى اخر … لماذا لا يكون مشهد عملية دفن غراب لغراب اخر يزيد في نفس الشخص الكراهية و الحقد اكثر، … لماذا ظهرت عاطفة قابيل الاسلامية في هذا المشهد فقط، بينما لم نظهر عاطفته و هو يقتل اخوه ، او عندما قدم قربان ثمار لله .
قابيل اصبحت عاطفته انسانية بعد قصة الغراب … و لم تظهر عاطفته الانسانية مع اخوه و هو يفكر بقتله .
حسب التصور … بان قابيل ….. بداية البشرية و الانسان و من الطبيعي انه لا يعرف كيف يدفن الميت … لكن هل يعقل بان الغراب وصل لقابيل معلومة لا يعرفها من قبل … فهيجت داخله عاطفة فطرية جعله يندم ؟!
انا اصلا لا اعرف ما معنى الدفن …. و لا اعرف بان الدفن عملية فيها انسانية مثلا … فكيف اندم من غراب يدفن غراب اخر .. و لم اندم ساعتها من قتل اخي .
كأن مخرج المشهد …. يريد ان يوصل لنا معلومة بان قابيل كان كافر ………. و عرف الاسلام من خلال الغراب و هو يدفن اخوه .
كأن مخرج المشهد … يريد استعطاف قلب المسلم اكثر ليجعله يقبل بالقصة .
كأن المخرج يريد خلق قصة مختلفة اكثر من كونها القصة الحقيقة ليقنع المسلم .
————————–
اعتقد بان القصة يبدو من شكلها ميثولوجيا يونانية …….. و لا يوجد في هذه النصوص اي منطق و لا اي معنى و لا اي تعظيم.
بل …. اجد انه من المستحيل ان منظومة ثقافية تعظم خالقها و تصل الى هذا المستوى من التصور نحو خالقها … مستحيل ان اي منظومة ثقافية يصل نصها المقدس الاكبر الى هذا المستوى الغير منطقي .
نعم
لابد ان تكون هناك لعبة … حاولت ان تدمر ثقافة قديمة و تجعلها تصل الى هذا المستوى التصوري لنصها الديني .
لماذا ؟
اللعبة التي لا يريد ان يدركها المسلم … بان قصة قابيل و هابيل موجودة في كتاب الاله يهوه العهد القديم …… و هي مختلفة جدا عن القصة الموجودة في كتاب الله .
لان القصة الموجودة في كتاب الله هي :
{واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين (27) لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين (28) إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين (29) فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين (30) فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوءة أخيه قال يا ويلتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوءة أخي فأصبح من النادمين (31) من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم إن كثيرا منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون }
■ هل تتحدث الايات السابقة عن اي معلومة من المعلومات السابقة الموجودة في قصة قابيل و هابيل ؟
لا
النص واضح و بسيط
النص …لا يتحدث عن اسم هابيل و قابيل، و لا يتحدث عن فلاح و راعي، و لا يتحدث عن ثمار و فواكه و اغنام ، و لا يتحدث عن نار ، و لا يتحدث عن اختين، و لا يتحدث عن غرابين و واحد منهما دفن الاخر .
اذا ….. كله اوهام
■ اين هي كل تلك القصة الكبيرة لهابيل و قابيل في القصة الموجودة في القران الكريم ؟
لا يوجد شيء من تلك القصة اليونانية .
■ هل القران يتحدث عن ابني ادم … اول مولدين لادم ؟
لا
المعنى واضح …… ابني ادم فقط …… لا هابيل و لا قابيل و لا يهوه ….. فانت ابن ادم … و انا ابن ادم … و جميعنا ابناء ادم، او بني ادم .
اليس القران في خطابه للناس يقول : يا بني ادم لا تعبدوا الشيطان …. فهل يخاطب الناس ام يخاطب اول مواليد لادم ؟!
اذا …… عندما يقول القران ابني ادم …… فهو يقصد اثنين من ابناء ادم … اثنين من الناس … اثنين من البشر .
■ هل الايات تتحدث عن قصة حدثت في الماضي قبل نزول القران؟
لا
القصة هي نبأ ……………… نبوءة
{واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق}
مادمت القصة نبوءة …… ف مؤكد بانها قد وقعت خلال المدة الزمنية ما بين نزول القران و حتى اليوم ….. اي ان القصة لا تتحدث عن اول مولدين لادم .
■ ما فائدة القصة ؟
مادامت القصة نبأ ……. فهي ليست للتسلية و المتعة …… ليست مسرحيات يونانية … النبوءة تتحدث عن واقعة حقيقية … و قد جرت بنفس تفاصيل الاية …. النبوءة تتحدث عن حقيقة ، عن واقعة حقيقية … عن معلومة مؤكدة يقينية ……..لان الحقيقة و المعلومة المؤكدة اليقينية محاربة من كل قوى الشيطان، لان الحقيقة ستزيل كل الوهم من حول الناس .
مادامت القصة تتحدث في نهايتها عن بني اسرائيل …. فهي اصلا ليست للناس جميعا .. لا تخص كل البشر …. بل تخص جماعة معينة ……. لانه لو كانت قصة اول مولدين لادم … لكانت نهاية القصة بالشكل { من أجل ذلك كتبنا على بني ادم}
■ ما هي اذن القصة ؟
القصة ستعرف اذا عرفنا الاجابة الصحيحة لأسئلة جوهرية
كيف عرف احد الاخوة بان الله تقبل من احدهما، و لماذا سيقتل اخوه لان الله تقبل منه ، و ما هما الإثمان ….. اثم المقتول و اثم القاتل …… و ماعلاقة ظهور الغرب الذي يبحث في الارض بندم الاخ …. و ما علاقة بني اسرائيل بالقصة ؟!
.
.
.
ان شاء الله في مقال قادم