10/04/2021 0:00:01
هذه البنية الثقافية لدينا
■ الايمان باله واحد
{ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا واتخذ الله إبراهيم خليلا}
■ الناس خرجوا من نفس واحدة
{يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا}
■ الدين و اللسان فطرة اولى … فطرة الخلق الأول الواحدة
{فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون}
{وعلم آدم الأسماء }
■ الانسان خرج من حضارة واحدة … في مكان واحد ( ام القرى ) و الموجود فيها اول بيت وضع للناس و اول كتاب نزل للناس .
{وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم (127) ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم (128) ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم (129)}
{وهذا كتاب أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه ولتنذر أم القرى ومن حولها والذين يؤمنون بالآخرة يؤمنون به وهم على صلاتهم يحافظون}
■ لسان النص الديني واحد لا يتبدل .
{ انا أنزلناه قراءنا عربيا لعلكم تعقلون }
{ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد}
——————————
لكن ماهي خصائص البنية الثقافية للغرب و كيف يعالجها الخطاب في القراءن ؟!
جوهر النية الثقافية في الغرب يقوم على التعدد، و هذا الشيء يقوم على على فكرة السماح بالاختيار و التعدد ….. او حرية الاختيار.
الالهات متعددة
فلو تطالع حضارة اليونان التي يضعها الغرب كأم لحضارتهم و بنيتهم الثقافية، ستجد بان المجتمع كان يؤمن بمجلس كبير للالهات و يملك المجلس الهة كبيرة، هو من يدير شؤون الجلسة للالهات … في مشهد يماثل المشهد الديمقراطي الموجود في دول الغرب .
طبعا حضارة اليونان لم نتعرف اليها الا من خلال كتب الطابعة، و لا يوجد لها اي شواهد اثرية واضحة تؤكد ذلك العالم ، لكن البعض يعتقد بان هذه البنية الثقافية الاولى ( حضارة اليونان ) التي تؤمن بمشهد تلك الالهات انعكست على واقع الغرب ، فتجسد في الواقع في مشهد ديمقراطي في مجلس نواب منتخبون … و هكذا .
و من الطبيعي بان البعض من داخل بنيتنا الثقافية سيشاهد المقارنة و سيصل لذلك التحليل ، و سيصل الى النتيجة بانه : ” لكي نصل لهذا الواقع كان لابد من اصلاح بنية الثقافة لدينا ، لتشابه تلك البنية اليونانية التي هي السياق الثقافي للغرب ” .
و لدينا مثال يؤكد هذه النتيجة ، و هو الشاعر ادونيس الذي قاله في احدى الصحف قبل مدة ، فيما معناه : [ ان اسباب جمود العقل لدينا هو بسبب ثقافة واحدية الاله ، مستشهدا بنموذج الحضارة اليونانية التي كانت تؤمن بتعدد الالهات ، مما اعطى العقل اليوناني حرية الاختيار و هذه الحرية منحت العقل حرية الابداع العلمي و الفكري و الادبي الخ ]
و هنا الفخ … لماذا ؟
مصطلح ( حرية الاختيار ) مصطلح جميل، و محاولة لتمثيل صراع في الواقع المحسوس بين دكتاتورية و حرية الديمقراطية ، و نقله لمسائل وجودية مرتبطة بحقيقة الانسان في الارض، و هذا الشيء يجعل الكثير يقع في فخ المصطلح و في فخ هذا التمثيل الخاطىء .
لان الناس في عالم اليوم لم يعودوا يستطيعون التميز بين الواقع و الخيال ، عالم الواقع محكوم بقوانين صارمة و جامدة، بينما عالم الخيال محكوم بحرية الاختيار و يتخطى قوانين الواقع .
و هذه المشكلة التي وقع فيها ادونيس ……… لان عالم اليونان ليس عالم حقيقي و لم يكن هناك مثل هذا العالم في الواقع ، هو مشروع تاليف غربي لعالم تخيلي موجود في طابعة ، لصناعة اصل ثقافي في الارض مختلف عن حقيقة كانت في الارض .
بمعنى اخر …….. عالم الالهات اليونانية من صناعة ناس في الواقع ، و ليس العكس عالم الالهات اليونان هو من صنع الناس في الواقع ، هو عالم خيالي من صناعة العالم الغربي، محاولة لتمثيل الواقع في عالم تخيلي قديم حتى يكون هو بنية ثقافية للغرب … حتى تملك سلطة فوقية .
ليس ادونيس ، بل ايضا شخصيات غربية طرحت أسئلة تدور في هذا الاطار معبرة عن غرابته من حلول دين من الشرق في اليمن و اختفاء تلك الحضارة .
و البعض من المفكرين الغربين عبر عن مشكلة السياسة في مفهوم الاله في عقل المجتمعات ، عندما يقوم بمقارنات الاله في اليونان و الاله في الشرق الذي جاء مع المسيحية ، و كيف ان الاله اليوناني وظيفته الحماية فقط للمدن اليونانية ، بينما الاله في الشرق متولي مسؤولية كل خلقة .
ايضا ……. البعض سيعتقد بان البنية الثقافية اليونانية في تعدد الالهات ، هي السياق الذي خرج منه دين الغرب ( الكريستيان ) الذي يؤمن بتعدد الالهات ، و الاقانيم الثلاثة ، لكن كما قلنا بان حرية الاختيار ليس سياق قديم بل هو عمل حديث حاولوا منحه سياق قديم عبر كتب تخيلية ،ليكون كانه سياق طبيعي واقعي ليؤكد هذا الواقع .
ماهو رد خطاب الوحي على هذه البنية ؟
الوحي يخاطب الناس بمنطق فطري طبيعي …..كيف يعقل ان يكون هناك الهين ، فلو كان هناك الهين لذهب كل اله بما خلق و لما وجدت الحياة
{ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون}
ايضا …… الوحي عندما يخاطب الناس بمنطق، ليس على اساس ان الناس لا تفهم المنطق ، بل لسبب اخر حتى يعالج عالم اليونان الوهمي في الارض ، و يخبرهم بان الانسان القديم كان بمنطق مثلك الان ، و المنطق هذا لا يسمح بان يفكر الانسان بالهين ، لان الحياة ستفسد .
{ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن بل أتيناهم بذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون}
و يقول لهم …. لو اردتم التاكد من ان الانسان القديم الاول كان يؤمن باله واحد ، فقد اعطيناهم ذكر ( ذاكرة ) من الاولين ، حتى يتاكدوا لكنهم كفروا به ، و اخترعوا للارض و الانسان القديم قصة جديدة وهمية حول مجتمع يؤمن بمجلس للالهات .
{أم اتخذوا آلهة من الأرض هم ينشرون (21) لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون (22) لا يسأل عما يفعل وهم يسألون (23) أم اتخذوا من دونه آلهة قل هاتوا برهانكم هذا ذكر من معي وذكر من قبلي بل أكثرهم لا يعلمون الحق فهم معرضون (24)}
بعد ان كانوا يقولون … لو جاءت الينا ذاكرة من الاولين ، و تاكدنا من ان الناس كانوا يعبدون الله، لعبدنا الله مخلصين … فجاءهم الذكر لكنهم كفروا به .
{وإن كانوا ليقولون (167) لو أن عندنا ذكرا من الأولين (168) لكنا عباد الله المخلصين (169) فكفروا به فسوف يعلمون (170)}
و يتحدث الوحي …. عن الملة الاخرة اصبحت متعجبة بان شخص يقول بان الملة الاولى كانوا يعبدون اله واحد … بعد ان جاءهم الذكر الموجود في كتب الاولين القدماء .
{وعجبوا أن جاءهم منذر منهم وقال الكافرون هذا ساحر كذاب (4) أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب (5) وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم إن هذا لشيء يراد (6) ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق (7) أأنزل عليه الذكر من بيننا بل هم في شك من ذكري بل لما يذوقوا عذاب }
اذن هذه البنية … قد كفرت بحقيقة في الارض .
■ الانسان ظهر نتيجة انسان متعددة
هذه جوهر نظرية داروين التي يجتهد الغرب على جعلها عقيدة، باسم العلم و فرضه في مناهج التعليم على انها حقيقة مطلقه و محاربة من يرفضها .
هل شاهد اصحاب هذه النظرية عملية انشقاق الانسان من القرد او من الفار ، هل شاهدوا لحظة الانشقاقات تلك للحيوانات الاخرى .
القراءن يتحدث بان الانسان خلق من نفس واحدة …… و بان ابليس و ذريته يحاولون ان يضلوا الناس بنظريات كاذبة و الله لم يجعلهم ابدا يشاهدون خلق السماوات و الارض و لا خلق انفسهم .
{وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا (50) ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا (51)}
اذن هذه البنية … تريد ان تضل الناس .
■ الانسان خرج من حضارات متعددة .
هذا هو جوهر بنية الغرب و تجد هذه الخاصية ظاهرة بشكل واضح جدا ، في مؤلفاتهم التي يكتبوها عن تاريخ المنطقة، حضارات كثيرة جدا و باديان متعددة و لغات متعددة ، المنطقة مزدحمة بمسميات شعوب لا تعد و لا تحصى و دويلات لا تعد و لا تحصى ، ايضا تجد هذه الخاصية ظاهرة جدا في كتابهم الديني ( البايبل ) فهو يتحدث الناس عن اجناس عديدة و شعوب متعددة و قوميات و اديان و الخ .
ماهو رد خطاب الوحي على هذه البنية ؟
خطاب القراءن فهو يتعامل على اساس الناس واحد و الارض واحدة، خطاب فطرة اولى في الارض …. و يتعامل مع الناس على اساس انهم كانوا امة واحدة ، و الاختلافات حدثت بسبب كفر قد وقع من اصحاب البنية الثقافيةالغربية ……..حتى تستطيع هذه البنية ان تضل و تغوي اصحاب البنية الثقافية الواحدة.
{كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم}
اذن هذه البنية … قد كفرت بحقيقة في الارض
■ الدين و اللسان اختراع بشري …. هو تفسير الاديان و اللغات المتعددة .
هذا نتيجة مباشرة طبيعية لنظرية داروين ، فهذا التطور يفرض ان الانسان سيخترع دين و اللغة سيتوصل لها نتيجة تطور عبر تعلمه من كائنات اخرى .
هذه البنية اعتمدت فكرة الدين على مسالة قيام الانسان بمحاولة مقاربة للطبيعة ، فجوهر الدين لديها يقوم على اساس ان الطبيعة هي من صنعت فكرة الدين في الانسان …. بينما هذه البنية تتجاهل بشكل متعمد اول فكرة تخطر ببال الانسان و هي : الموت .. لماذا الموت و ما هو بعد الموت ؟!
ايضا تعتمد هذه البنية على فكرة ان هناك اديان سبقت الاسلام ( اليهودية و الكريستيان ) من نفس المصدر الذي جاء منه الاسلام ، في مرحلة تطورية تشبه نظرية دارون .
ايضا تستغرب من هذا البنية ، التي تؤمن بان جل الحيوانات تملك لغات تواصل بينها بدون ان تتعلمها من حيوان اخر بل هكذا فطرة، بينما نفس هذه البنية تؤمن بان حيوان اخر ( الانسان ) تعلم اللغة من حيوان و ليست فطرة داخله .
ماهو رد خطاب الوحي على هذه البنية ؟
الوحي يتحدث بان الدين هي فطرة في الانسان الاول ، و لا تبديل لخلق الله ، و بان الاسلام هو اول دين في الارض ، و كل الاديان التي تدعي بان لديها اديان جاءت من نفس مصدر الاسلام اختلاف و ليس اصل ، و هذا الاختلاف جاء بعد الاسلام .
{فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون}
{إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب (19) فإن حاجوك فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعن وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ والله بصير بالعباد (20)}
و يتحدث بان الاسماء في لسان الانسان فطرة اولى من الخالق، و كل المخلوقات مثل الانسان ، هي امم مثلنا ، و لها لغات تواصل لكن لا نفقه نحن لغات تواصلها ،
{وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون (30) وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين }
{وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون}
{تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا}
اذن هذه البنية … قد كفرت بحقيقة في الارض
■ لسان النص الديني متعدد .
الغرب يؤمن بكتاب ( البايبل ) الذي يشبه نوعا ما القراءن الكريم، يحوي مسميات انبياء لكن اسماءها محرفة عن الاسماء في القراءن ، و فيه قصص تشبه نوعا ما قصص الانبياء في القراءن ، لكن الغرب لا يؤمن ابدا بلغة واحدة لهذا الكتاب، فهو يؤمن بهذا الكتاب بلغات متعددة ( الاسبانية الايطالية الفرنسية الانجليزية الالمانية المجرية … الخ ) … و هذا الشيء انعكس على واقعهم، فالبرغم من انهم حسب كلامهم من اصل واحد ، لكنهم مختلفون في لغاتهم رغم قربهم من بعض و بشكل غريب و محير ، مزدحمون باللغات كثيرة .
ماهو رد خطاب الوحي على هذه البنية ؟
الوحي يتحدث بان اللسان الاول هو العربي ، و هو لسان الكتاب و بان هذه البنية الثقافية الغربية تعلم هذه الحقيقة ، لكنها كفرت به و اخفته و صنعت كتاب يشبه نوعا ( قراءن الكتاب ) بلسان مختلف ليحسبه اصحاب البنية الثقافية الواحدة بانه كتاب من عند الله .
{كتاب فصلت اياته قراءنا عربيا لقوم يعلمون }
{وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون (78) ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون (79)}
اذن هذه البنية … قد كفرت بحقيقة في الارض
———————-
اذن فالقصة بين بنية الثقافة لدينا و بنية الثقافة الغربية ، هي قصة بنية ثقافية تملك حقيقة تقاوم بنية ثقافية كافرة.
{قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا (1) يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا (2) وأنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا (3) وأنه كان يقول سفيهنا على الله شططا (4) وأنا ظننا أن لن تقول الإنس والجن على الله كذبا (5) وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا (6) وأنهم ظنوا كما ظننتم أن لن يبعث الله أحدا (7)}