2019-07-30T13:31:00-07:00
من هو عبد الرحمن الداخل ؟
كنت دائما اسال نفسي اسئلة اجدها تفرض نفسها في داخلي بشكل لا ارادي و كانها تفرض نفسها حول لا واقعية عبدالرحمن الداخل .
● لماذا اختار عبد الرحمن مكان بعيد و هو الاندلس ليفر له ، و يقطع تلك المسافة وحيدا الم يجد مكان اخر قريب له ، و بعد كل تلك المسافة يصبح حاكم الاندلس و الناس تستقبله ليحكم؟
● الم يكن يستطيع سكان الاندلس ان يحكموا انفسهم بدون وجود عبد الرحمن الداخل، الم تكن تستطيع القبائل هناك و التي ناصرت عبد الرحمن ان تنصب شخص منها حاكما في الاندلس ؟!
● هل يشترط ان يكون رجل اموي حتى يستقبل بتلك الطريقة و يصبح حاكم بتلك السهولة . ؟!
دعونا نقرا ملخص لسيرة عبد الرحمن.
ولد في الشام، ويروى أن احد اقرباءه قد وصلته نبوءة تقول بأن عدواً سيأتى من الشرق ويقضي على الحكم الأموي، إلا أن فتى أموياً سوف يتمكن من إقامته من جديد في بلاد الأندلس٬ وعندما رأى عبد الرحمن لأول مرة عند وفاة أبيه رأى في وجهه العلامات التي تدل على أنه الأموي المقصود.
عندما سقطت الدولة الاموية علي يد العباسين، قام العباسيين بتعقب الأمويين والقضاء عليهم خشية أن يحاولوا استرداد ملكهم، ففر عبد الرحمن مع اخ و اختين و ولدين ابنيه حتى بلغ قرية على الفرات، و وشى عبد من عبيده، فتعقبه العباسيين، فلم يجدا أمامهما مهربًا إلا عبور النهر. وإذ هما في نصف النهر، أغرتهما الشرطة أن يرجعا ولهما الأمان، فرجع أخوه خشية الغرق، لكن العباسيون قتلوه، بينما نجح عبد الرحمن بالوصول إلى الضفة الأخرى.
فر عبد الرحمن منهم و ظل يتنقل من مكان إلى مكان خمس سنين في شمال افريقيا ، عند اخوالة في طرابلس ليبيا، ثم نزل على مكناسة حتى وصل سبتة.
و هناك أرسل مع خادم له رسالة الى اتباع بني أمية في الأندلس يطلب منهم نصرته والتمهيد لدخوله الأندلس. فعرض خادمة الرسالة على كثير من الاشخاص من القبائل المضرية لكنهم خافوا من قدومه حتى لا ينازعهم الحكم ، و عرض خادمه الرسالة على القبائل اليمنية فوافقت و ناصرته و دخل قرطبة بعد هزيمة حاكمها ثم توسع في مدن الاندلس و قضى على الخصوم ، و قضى على ثورات قامت عليه .
من اهم اعمال عبد الرحمن الداخل قصر الرصافة، و المسجد الجامع في قرطبة على طراز الجامع الاموي في دمشق ، و سور قرطبة . و توفي في قرطبة و دفن في قصر قرطبة .
هذا عبد الرحمن الداخل بشكل مختصر و لا اريد ان ادخل في تفاصيل قصته كثيرا، لكن قصته لا تستطيع ان تجيب عن اسئلتي السابقة بشكل دقيق، لاننا سندخل الى تاويل نصوص للاجابة على تلك الاسئلة .
لكني اعتقد بان هناك سؤال اخر ، كان يلازمني ايضا:
لماذا لقب ب صقر قريش ؟
اعتقد بانه سؤال مهم و لا اعرف لماذا لم يثر هذا السؤال احد،
لماذا اطلقوا على هذا الرجل لقب … صقر قريش … لماذا انتظرت قريش 200 سنة حتى يظهر فيها رجل و يلقب بصقر قريش ، لماذا لم يظهر اللقب في فترة تواجد الامويين في مكة ؟!
و لماذا تحديدا صقر قريش، و ليس اسد قريش مثلا ؟!
لماذا لقب بهذا الاسم و لم يلقب باسم اخر ، و ما هي دلاله هذا اللقب ؟!
● وصفت كتب التاريخ عبد الرحمن الداخل بانه كان اشقر و طويل و نحيف و اعور، و اخشم (طويل الانف) و له ضفيرتين.
صقر اعور ؟!
الا يبدو بان وصف يشابه ما ترجمه الغرب من نقوش مصر ، و كتب لنا قصة الاله (حور) و الذي كان بهيئة الصقر ، و الاله (حورس ) قد خاض معركة مع الاله (ست) ، و قام فيها (ست) بفقع احدى عيني( حور )، فاصبح بعدها اعور .
عبد الرحمن ( صقر قريش) … كان اعور و اخشم ( طويل الانف) و يملك ضفيرتين، حور ( الصقر ) الاعور صاحب المنقار ( الاخشم) و بضفيرتين.
الاله حور ( الصقر ) كان يرمز له بقرص الشمس و يقال بانه ابن اله الشمس، و عبد الرحمن الداخل (صقر قريش) هو من بني عبد شمس.
مؤنث اسم حور ( الصقر) سيكون حوراء .
هل تعلم بان زوجه عبد الرحمن الداخل ( صقر قريش) كان اسمهاحوراء .
حور لابد ان يكون اسم زوجته … حوراء lol
لقد اخفى صقر قريش اسمه الحقيقي (حور) و اختار اسم مسلم عربي ( عبد الرحمن ) ، لكنه نسى ان يطلق على زوجته اسم مختلف عن حوراء .
حور قريش كان في معركة مع سيت العباسين.
—————————————
كيف يبدو شكل الزمن لدينا ؟
اذا كان احد الباحثين الالمان يرى بان الزمن في عقل المسلم عبارة عن سيل جارف مختوم ، و محمد الجابري يرى الزمن دائري في عقل العربي ، و اما محمد اركون فيراه زمن اسطوري في عقل المسلم.
فاني ارى الزمن في عقل المسلم عبارة عن سيل جارف يبدا من نقطة و ينتهي في نقطة و فوق ذلك السيل توجد حلقة دائرية سحرية ، يقوم السيل بدفع تلك الحلقة و هي في مكانها منتجة حركة دائرية متواصلة.
زمن يتحرك بشكل دائري في مكانة ، يجعلنا نعيش داخل دوائر تاريخية مكررة و نتحرك من خلال رموزها، و نعيد انتاج الرواية .
و صورة هذا الزمن التي اجدها في عقل المسلم، استخلصتها من خلال قراءة و مطالعة التاريخ الاسلام .
لكن السؤال الذي يفرض نفسه، لماذا تشكل الزمن بهذه الطريقة
في عقل المسلم ، هناك سبب جوهري جعل الزمن هكذا ليكون هو المسؤول الاول وراء جعل المسلم ينتج الواقع بصورة تبدو دائرية مكررة ؟، و هل حقا سار التاريخ بنفس الطريقة التي قدمها التاريخ لنا ؟!
اعتقد بان البحث عن جواب لهذا السؤال ستصل بنا الى نتيجة خرج بها باحث الماني ، تقول :
” كل المدوّنات التاريخية القديمة قد اختلقت في فترة واحدة و تقريبا عند ظهور الطابعة، و قد أسقطت على عصور سحيقة، بواسطة التكرار ”
و هذا هو التفسير الحقيقي لصورة الزمن التي كنت اجدها في داخل عقل المسلم عند قراء التاريخ .
زمن غير حقيقي، بل زمن تخيلي مكرر … مثل الحلقات الدائرية المكررة … و لم يكن سبب توقف تلك الدوائر فوق سيل الجارف … الا لان القصة حديثة و ليست قديمة .. مازالت متصلة بنا لليوم .
و ظهور شخصية حورس في شخصية عبد الرحمن الداخل ، الا دليل على ان هذه الشخصية قد ابتكرت تحديدا بعد ترجمات الغرب لنقوش مصر و كتابتهم لتلك القصص السحرية حول ديانة مصر ……. و تم تحويل تلك القصص السحرية للالهات الى قصص بشخصيات تحمل اسماء من الواقع و بجغرافيا من الواقع ….. حتى تتجسد تلك القصص السحرية المستخرجة من كتاب المسلم في مخيلة الناس .
————————–
كيف يمكن البحث في التاريخ و الحصول على نتائج اقرب للصدق و الحقيقة ؟!
اعتقد بان النقطة الغائبة لدى الكثير، بان التاريخ الحقيقي لا يقرا من مؤلفات حديثة، بل يقرا من المصادر الرئيسية الاولى، من النسخ الاولى ……… من المخطوطات ……. يجب الاطلاع على المخطوطات الاولى التي عاينت الاحداث …… و من خلال تلك المصادر يمكن بناء معرفة تاريخية صحيحة ….. . لانه سيكون الاحتكام لتلك المصادر فقط، و اي كتب تاتي بعدها …. لا قيمة لها … لانها ستكون اضافات من خيال كاتبها .
و لذلك دعوني انقل لكم ملخص لفصل كامل من كتاب بعنوان ( الثورة الاسلامية في الغرب) ….. لباحث اسباني اسمه اوغانسيو اولاغي … و نعرف مصادرة التي يجعلها من الشروط العلمية في الاعتماد عليها للوصول لنتائج تقارب الحقيقة .
¤¤¤¤¤¤¤¤¤
● اعتمد جميع المؤرخين الذين درسوا فتح العرب للاندلس ، على نص لاتيني كتبه المطران ايزيدورو باسنس ، المختص بتاريخ زمانه ، و يعدد المطران خلال روايته بعناويين عدد مؤلفاته في مواضيع متعددة ، لكنها كلها مفقودة .
و قد نقل الينا نص للمطران و يروى احداث حتى عام 754م ، عبر مخطوطات عديدة و قد جاءت جميعها متأخرة عنه . لكن هناك مخطوطتان يمكن اعتمادها كحجة ، الاولى موجودة في مكتبة مدريد في اسبانيا ، و الثانية موجودة في مكتبة لارسونال في باريس .
المخطوطة الاولى اعيد كتابتها في القرن 14 الميلادي، و هي اكثر اكتمال من الثانية التي فقد نصفها .
و قد ادرج الاب فلوريز هذا النص في القرن الثامن عشر في مؤلفة الكبير ( اسبانيا المقدسة ) .
و اصدر الاب الفرنسي تاياند في عام 1882م و هو عالم نصوص قديمة المخطوطتان في صورتين طبق الاصل مع تعليقات طويلة و كبيرة .
● بالاظافة الى هذه الوثائق اللاتينية ……. تعود اقدم النصوص التي استند عليها المؤرخين الاسبان الى مؤلفين عرب و باللغة العربية في القرن الثامن .
1- منها نصوص منسوبة الى ابن حبيب ( 835 م ) الذي ادخل المذهب المالكي لاسبانيا.
لكن المستشرق الهولندي رنارد دوزي ( 1860م) قد اثبت من خلال ابحاثه حول تاريخ الأدب الاسباني ان تاريخ هذه النصوص تعود الى ( 891 م ) … و بانها نصوص كتبها تلميذ ابن حبيب.
2- و هناك نص عربي اخر ينسب لعالم مصري ابن عبد الحكيم ( 871 م) .
3- و نص عربي اخر يحمل عنوان ( احاديث الامامة و السياسة ) ، و منسوب للمؤرخ ابن قتيبة ( 828م – 889م ) و قد اثبت دوزي ان ابن قتيبة لم يكتب تلك الاحاديث ، و قد كتبت في عام 1062م من قبل ابن الرقاع .
● اما من القرن التاسع فلا يوجد نصوص تتحدث عن القرن الثامن في اسبانيا الا نصين لاتينين اثنين و هما :
اخبار الفونس الثالث و اخبار البلدة ، كتب هذين النصين رهبان عاشوا في شمال اسبانيا.
قد تكون اخبار الفونس الثالث قد كتبها الملك نفسه ، ملك استير و ليون 910 م ، و يعتقد بانه اوحى بكتابتها لرجل اخر .
تبدا رواية هذا النص من عام 672م – 872 م ، و كتبت في سنة 883م .
اما اخبار البلدة فتبدو اقل قدما من الاولى ، و لكنها تحمل تاريخ النص الاول 883م، و لا يعرف مؤلفها .
عند هذا التاريخ نفسه تتوقف رواية اخبار الرازي ، و هو نص عربي كتبه احمد الرازي الملقب بالتاريخي ، نقلت هذه الرواية اخبار امارة رودريك حتى سنة 976م ، من عهود الامارات و الممالك الاسلامية مرورا باحداث فتح شبه الجزيرة الايبرية ، و قد فقد نص الرواية الاصلي ، و ليس لدينا سوى ترجمة اسبانية رديئة تعود للقرن 14 و 15 ، و نشر هذا النص باسكوال غيانغوس و نقل منه ادوارد سافيدرا بعض الفقرات ، و ضمنها في دراسته حول الغزو العربي لاسبانيا . و في الجزء المتعلق بسيرة اواخر ملوك القوط، و بفتح شبه جزيرة ايبريا .
ينقسم نص الرازي الى ثلاثة اقسام : القسم الاول الجغرافيا و القسمان الاخران بالتاريخ ، اي احداث شبه جزيرة ايبريا قبل الفتح و بعده . و قد اعترف جميع المؤرخين بان ترجمة هذا النص الى الاسبانية قد شوهت النص الاصلي . و ملاته بالدس و التحريف .
لذلك كان من المهم اخراج المحقق منه ، هكذا انكر غيانغوس ان يكون كاتب النص عربي . و ادعى انه مستوحى من رواية تاريخية حول رودريك، منشورة في عام 1492 م . و يعتقد سافيدرا العكس تماما، بان الرواية التاريخية تاثرت بهذا التاريخ و ليس العكس ، اما ميندز فهو متارجح بين الاثنين لكنه يميل الى ان النص كتبه الرازي نفسه .
● اما النصوص التي كتبت بين القرنين 11 و 12 حول الاحداث التي جرت في شبه الجزيرة الايبرية ( اسبانيا و البرتغال ) خلال القرن الثامن ، فهي نصوص عربية بكاملها .
اوجزت نصوص القرن 11 ما نقل شفهيا على ألسنة عائلات و قبائل عربية .
و النموذج الاكثر اكتمالا فيها ، هو النموذج الذي اكتشفه دوزي تحت عنوان ( اخبار المجموعة ) . و هو مصنف سردي كتبه مثقف مسلم مجهول حوالي 1005 م ، من بين هذه الاخبار البربرية يمكننا ايضا الاشارة الى تلك التي دونها ابن القوطية الذي يعود اصله الى احد بنات غيطشة .
و قد ورد هذان النصان الاخيران في كتاب ( مختارات الاعمال العربية و التاريخية و الجغرافية المنشورة في اكاديمية التاريخ الملكية الاسبانية ) …………. و قد ترجم اميل القنطرا اخبار المجموعة ، اما اخبار ابن القوطية فقد ترجمها غيانغوس .
● اما النصوص العربية التي كتبت في فترة لاحقة للقرن 11، و المتعلقة بفتح العرب لايبيريا ( اسبانيا البرتغال ) ، فقد ارتقت على مستوى البحث العلمي، و هكذا يمكننا ان قلب صفحات مؤلفات ابن خلدون ، و هو مؤرخ يرى فيه البعض ( نصف عربي ) ، فهو مثقف تونسي من اصل ايبيري عاش في القرن 14 و قد تثقف بالثقافة الاندلسية التي اوصلته الى قمم الفكر العالمي، و من المؤرخين العرب الاخرين يمكننا ان نعتمد على نصوص ابن العذاري و ابن البكري .
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
سننقل لكم القليل مما ورد في تلك المصادر مع تعليقات الباحث الاسباني :
● خرافة عبور مضيق طارق
حسب ( اخبار المجوعة ) اعار المدعو اولبان العرب اربعة زوارق ، و لا يزيد الحد الاقصى لحمولة الزورق عن خمسين شخص مع البحارة . يحتاج طارق في هذه الحالة الى 35 رحلة لنقل جيشه، اي حوالي سبعين يوما ، لان هذا النوع من الزوارق يحتاج على الاقل يوما واحد ليقطع المسافة ، و اذا حسبنا الاسابيع ذات الطقس السيء، و التي تتوقف فيه الرحلات، سنصل الى ثلاثة اشهر ، لا يمكن ان يتم ابحار هكذا ، الا تمكن النازلون من النجاة من مذبحة كبيرة لهم . ذلك حتى يتمكنوا من استقبال من سيلحق بهم .
يقول ابن عبد الحكيم .. بانه يعود نجاح العرب لاجتياح المضيق الى خدعة ( كان عناصر طارق بن زياد يحتجزون الفلاحين، في احدى الجزر، ثم يقتلون احدهم و يطبخون جثته في قدور، و يطبخون في القدر الثاني لحم عادي ) . هذا في محاولة لاقناعهم بانهم من أكلة لحوم البشر . و بعد نجاح الخدعة اشاعوا الخوف في شبة الجزيرة الايبرية . و سرعان ما وصلت اخبار العرب الى انحاء الجزيرة حتى استقبلهم الايبريون باحترام لنيل عطفهم حتى لا يصبحوا وجبات لهم .
اضافة الى ان هذا الكلام غير مقنع ، لابد من الاشارة الى انه في المضيق لا توجد جزر ، و جزيرة البقدونس ليست الا صخرة .
● يروى كاتب اخبار الفونس الثالث قصة معركة حدثت في جبال اشتروش ، بالقرب من مغارة تسمى مغارة العذراء، يواجه المسيحين اعداء يسميهم الكلدانيون ثم يسميهم العرب، و تنتهي المعركة بمقتل 180 الف من العرب ، ثم ينهار جبل على 60 الف الباقين اثناء انسحابهم .. فيسحقهم .
يفسر الكاتب الامر بقوله : يجب ان لا نتصور ان الامر هذا خرافة او معجزة ، لنتذكر ان الرب قد انقذ في البحر الاحمر شعب اسرائيل من الاضطهاد المصري . كذلك و للاسباب نفسها سحق الرب بكتلة جبلية هائلة اولئك العرب الذين كانوا يضطهدزن كنيسة الرب
● و تقول اخبار البربر ، بان الفتح انتهى الى خلاف بين موسى و طارق ، و ان هذا الخلاف لم يكن له اي علاقة بالمشكلات التي صاحبت الغزو ، انما تعلق الامر بسبب طاولة كانت لسليمان الملك وجدت في خزائن ملك القوط ، وجدها طارق الا ان موسى اخذها منه ، و الاسوء من ذلك انه شتم مرؤوسة امام جنوده و لطمه في وجهه ، و انتهى الخلاف الى العنف المتبادل ، فذهبا الى الشام للتقاضي ، و تركا ايبيريا ( اسبانيا و البرتغال ) دون سلطات .
صرح موسى امام الخليفة بانه عاقب طارق بهذه الطريقة المهينة لانه كان باستمرار يخالف القواعد و القوانين . و رد طارق بان قائدة كان غاضبا لان الطاولة كانت عرجاء ، بسبب فقدان قائمتها الرابعة .
و للحكم بالعدل في هذه مسألة هامة و دقيقة كهذة ، كان الخليفة يتهيا لاستحضار روح المالك الاصلي للطاولة موضوع الخلاف ( سليمان ) ، لكن طارق اخرج من تحت عبائته الدليل القاطع على حقه ، اي القدم المفقودة التي كان قد كسرها بنفسه.
———————————-
الان ………. الم تسال نفسك ماذا كتب الاسبان عن تلك الفترة ؟!، هل فكرت يوما بمطالعة الارشيف الاسباني الذي يتحدث عن تلك الفترة التي استمرت 800 سنة؟!
لاحظ …. كيف ان معظم المخطوطات اللاتينية ظهرت في عصر الطابعة ، مجهولة المصدر ، مختفية ، منقولة ، عليها شكوك .
تستغرب هل يعقل بانه لا يوجد لدى الاسبان مصادر حول تلك الحقبة كاملة …. 800 سنة ……. الا خمس مخطوطات و عمرها من القرن الرابع عشر .
و لماذا لابد ان تكون المخطوطات في اسبانيا ، لماذا الفاتيكان لا يملك مخطوطات كتبت طوال 800 سنة ، اليست اسبانيا تابعة للكاثوليك …. و اين بقيت اوروبا اثناء 800 سنة ……. لقد كتب اللاتين و اليونان مجلدات تاريخية ضخمة حول المنطقة .بالتفصيل .. كتبوا عن اديان و شعوب و لغات و الهات و لم يتركوا اي شيء الا وكتبوا عنه في المنطقة … فلماذا توقف التوثيق لديهم طوال 800 سنة .
ايضا تستغرب … العقل الاوروبي يعتمد على ارشيفه في كتابة التارقخ ، لكنه هذه المرة يعتمد على ارشيف عربي لا يعرف حقيقته ، و هذه الخطوة لا تقوم بها اي دولة .
انظر الى سخافة المعلومات في تلك المصادر المخطوطات، قائدان عسكريان يتعاركان على طاولة ، و فجاءه و بسرعة يقرران مغادرة اسبانيا للشام من اجل ان يحتكمان امام الملك ، و احدهم يخرج عمود الطاولة .
ايضا انظر سخافة 120 الف قتيل و 60 الف قتيل بسبب جبل ، و كيف ان كاتب هذه المصادر عقله واعي في كونها كذبة خرافية ، فهو يستبق اي استفهام للقارئ ، حول مدى صحة هذه الرواية لكنه يصبغها بقصة دينية لتؤكد بان مثل هذه القصص يمكن ان تحدث بقانون الرب الموجود في كتاب العهد القديم .
———————————-
سانقل لكم واحدة من خلاصات هذا الباحث الاسباني :
” أن الجذور الاساسية “لخرافة” الغزو العسكري للأندلس نشأت في مصر ، و كان الكتاب اللاتينين التابعون لروما اكثر الذين ساهموا في ترويج و نشر تلك الخرافة ”
اعتقد بان وصول هذا الباحث لمصر …….. يقترب مع تصورنا الذي نعتقده بان القصة كتب بعد ترجمات الغرب لنقوش مصر، و فعلا منبت الرواية هي مصر، لكن ليس حسب ما يعتقده هذا الباحث، بل حسب تصورنا بانها مؤلفات كتبها مستشرقين غرب
لان السؤال ما اهمية ان يقوم الباحثين اللاتينين بترويج هذه القصص و الخرافات حسب كلام الباحث ، و اين هي تلك الكتب التي قاموا بترويجها ……. و لماذا اللاتينين لا يروجون لقصص كتبوها بانفسهم، بدل استيرادها من مصر و ترويجها … الا لو كان المنتج و المروج هم اللاتينين انفسهم … و هم ليسوا الا من دخلوا في حقبة غزو مصر …………. و التي بعدها ظهر كل هذا التراث من الطابعة .
لماذا يروجون لهذه القصص ؟!
المقولة التي تنسب للمامون ، و التي قالها بعد قيامه بترجمة الكتب اليونانية : ” بضاعتنا و ردت الينا ” … هي الجواب .
فتاريخنا عبارة عن ترجمات فعلا ……و ليس تاريخنا الحقيقي . و هذه العبارة وضعت لاجل اقناع المسلم و العربي في فترة تاريخية بان ماوصل لهم هو حقيقتهم و يجب قبوله لانه ملكنا و بضاعتنا . بينما الحقيقة انها تلك ترجمات فقط ……. لرواية واحدة لكن تم صياغة الترجمات بديكور و اثاث و جغرافيا و شخصيات بمسميات عربية فقط و لا حقيقة لها . و الهدف كان من اجل صناعة ذاكرة جديدة لشعوب المنطقة.
لقد كان الهدف من ترويج هذه القصص هو ما قاله مؤرخ تشيكي :
” لتصفية الشعوب، نبدا بمسح ذاكرتهم، ثم نتلف كتبهم التي تحوي ثقافتهم و تاريخهم، ثم ياتي شخص اخر ليكتب لهم كتب اخرى، و يعطيهم ثقافة اخرى، و يبتكر لهم تاريخ اخر ، ثم بعدها يبدا الشعب بالنسيان تدريجيا ، من هو!، و كيف كان!، و العالم الذي حوله سينساه ايضا بسرعة ”
سحر … صناعة عالم سحري في عقل المسلم، و منع عقل المسلم من الخروج من هذا العالم ……. صناعة ذاكرة جديدة للمسلم و العربي و صناعة زمن و تاريخ جديد له … يجعل من تاريخ الغربي سابق له في ارضه ……. مشروع فكري استراتيجي لخطة احتلال مستقبلية
————————-
لقد تم تزوير التاريخ بنجاح