خرافة الفتوحات الاسلامية – فتح فارس

خرافة الفتوحات الاسلامية - فتح فارس

2019-07-27T13:54:00-07:00

رابط المقال

1- الدولة الاخمينية

يقال بانها نشات في البداية عام 650 ق.م على شكل تجمع قبلي،لكن التاسيس الحقيقي كان عام 560 ق.م على يد كورس الذي وحد البلاد

( 650 ق.م – 330 ق.م ) ( 300 سنة تقريبا)

( 560 ق.م – 330 ق.م )( 230سنة تقريبا)

■ الأخمينيون هم أسرة ملكية فارسية ، أحد الشعوب الإيرانية القديمة، الذي كان الموجة الأخيرة من موجات الشعوب الهندية – الأوربية (الآرية) التي اجتاحت أراضي إيران في مطلع الألف الأول ق.م.ظهرت الأسرة الأخمينية، التي لايعرف أصلها، في مطلع القرن السابع ق.م. وكونت لها إمبراطورية في فارس في عام 560ق.م . استولت هذه الدولة علي مساحة كبيرة ضمت غرب الأناضول وبابل وإيران وفلسطين ومصر.

■ الحروب ( مع اثينا )

اشتهر هذا العصر بالحروب الميدية  بين الفرس من جهة والمدن الإغريقية من جهة أخرى.

■ عاصمة الدولة ( بيرسبوليس )

■ اول ملوكها ( كورس سيروس قورش  )

■  اشهر ملوك هذا العصر ( كورس (قورش) و داريوس و أردشير )

اعظم ملوك هذه الفترة هو كورس (قورش) (579ق.م – 530ق.م) الذي يعرف باسم (سيروس)  اسس الامبراطورية الفارسية عام  و من اعماله اجتاح بابل في عام ( 538ق.م ) و تحرر اليهود فيها من السبي البابلي .

■ اللغة  ( الفارسية القديمة  )

■ الخط الكتابي ( مسماري – ارامي فهلوي )

ترجح الابحاث بان اللغة الفارسية القديمة كانت مكتوبة بخط ارامي قديم ، في حين ان اللغة الفارسية القديمة التي سجلتها النقوش التي على الصخور كتبت بحروف مسمارية .

■ اخر ملوك هذا العصر هو داريوس الثالث ( 336ق.م – 330ق.م)

داريوس الثالث هو حفيد داريوش الثاني. (380ق.م -330ق.م).  إٍسمه الأصلي هو آرتاشتا ويدعوه اليونانيون كودومانوس. كان آخر ملوك الفترة الاخمينية في بلاد فارس وحكم من عام 336 ق.م حتى عام 330 ق.م. إعتمد آرتاشتا اسم داريوش كإسم الحكم.

■ سقطت فارس على يد الاسكندر المقدوني عام (330ق.م او 333ق.م)

مراحل فتح الاسكندر لفارس

● توجه الإسكندر بجيشه من سوريا بعد فتحها نحو قلب امبراطورية الفرس.

خرج الاسكندر بجيش قوامه 35000 جندي  لغزو ايران ، و توجه  في البداية نحو الساحل السوري و هناك التقي بالجيش الفارسي و استطاع ان يقضي على جيش الفارسي في الساحل السوري ، فقرر داريوس الثالث الهرب، و سار الاسكندر بجيشه اسفل الساحل، حتى وصل الى قلب مصر و عاد مرة اخرى الى الساحل السوري ، و منها شق جيشه طريقة  الى ما بين النهرين .

● ثم عبر نهري الفرات و دجلة بينما كان داريوش يبني جيشاً ضخماً جداً، مستدعياً الجنود من أطراف الامبراطورية البعيدة، ، فتمكن داريوش من حشد عدد أكبر من الرجال تفوق كل أحلام الإسكندر. كما أن المعسكر الفارسي احتوى على علامة أكدت ان الفرس ما زالوا في موقع القوة والجبروت، وهي الفيلة الحربية المهيبة.

● معركة ساحل غوغميلا

هناك قابل الاسكندر جيش فارسي عدده عشرة اضعاف جيشه اي 350 الف جندي ، و استطاع هزيمته . بجيش عدده 35 الف ، 

شكل الإسكندر جبهته اليمنى على شكل إسفين ضخم وكان على رأس الهجوم الذي اقتحم نقطة ضعيفة من مركز جبهة الفرس. فقتل في خضم الأحداث قائد عربة داريوش بطعنة رمح، فدبت الفوضى وسط الطرفين (بالخطأ) بعد أن اعتقدوا أن داريوش هو المقتول على العربة. فانهارت على وقع هذا الخبر الجبهة الفارسية ففر داريوش هارباً،مع فرقة من الخيالة الباخترية على رأسها بسوس تمكنوا من اللحاق به فيما بعد.

أما بقية جيوب المقاومة الفارسية فقد تم إخمادها مباشرة. وبشكل عام، كانت معركة غوغميلا خسارة فادحة للفرس، و كانت من اعظم انتصارات الإسكندر.

●  عزم داريوش الفرار نحو الشرق، ليحشد جيشاَ آخر ويواجه به الإسكندر، بينما الاسكندر توجه نحو بابل، ثم بعد ذلك إلى سوسة. وفي بابل، وفي تلك الأثناء، أرسل داريوش الرسائل إلى سطرافياته الشرقية طالباً منهم أن يبقوا على ولائهم له. إلا أن هذه السطرافيات كان لها نوايا أخرى، فرضخت مسرعة للإسكندر.

●استقبل الاسكندر في بابل استقبال الفاتحين ، ثم بعدها اتجه الاسكندر الى مدينة برسبوليس و قام باحراقها و تدميرها انتقاما لاحراق فارس لاثينا، ثم خرج الاسكندر لمطاردة داريوس الثالث ، حتى وصل لجبال البرز و هناك وجد داريوس مقتول على يد اتباعه .

—————

دولة الساسانين ( 224 م – 634 م )( 400 سنة تقريبا )

■ يرجع تسمية الساسانيين إلى الكاهن  ساسان الذي كان جد أول ملوك الساسانيين أردشير الأول. الساسانية هو الاسمُ الذي استعملَ للإمبراطورية الفارسية الثانية. السلالة الساسانية أُسّستْ مِن قِبل الملك أردشير الأول بعد هَزيمة ملكِ ألبارثيين الأخير أرتبانوس الرابع. الساسانيون ربطوا نسبهم بالاخمينين للتعبير عن اصالتهم و كوريث شرعي سياسي للبلاد ، و قامت دولتهم بعد القضاء على البارثيون.

■ الحروب  ( مع روما  )

خاض الساسانيون طوال حكمهم حروب مع روما

■  عاصمة الدولة ( اصطخر في برسبوليس ثم المدائن )

كانت اصطخر برسبوليس عاصمة البلاد ثم انتقلت الى المدائن .

■ اول ملوكها ( اردشير )

■  اشهر ملوكها ( كسرو الاول و يزدجر و اردشير )

تولى حكم هذه الامبراطورية 34 ملك ، و كان من اعظم ملوك هذه الدولة كسرو الاول ابن قاباذ (531م – 578م)، الذي يعرف باسم ( انشروان ) ، قام باصلاح زراعي في فارس و شجع التعليم، و قام بترجمة كتب من اللغة اليونانية و السنسكرينية الى اللغة البهلوية. و من اعماله ارسال اسطول حربي لليمن و قام بتحريرها من الاحتلال الحبشي في عام (535م) و مصادر تقول ( 574م ) .

■ اللغة ( اللغة الفارسية المتوسطة )

كانت اللغة الفارسية الوسيطة (البهلوية ) هي لغة العصر الساساني، حتى اخذت تقترب الى شكلها الحالي الحديث .

■ الخط الكتابي ( الارامي البهلوي )

كانت اللغة الفارسية  تكتب بالخط البهلوي المعقد، و لذلك تم تسمية اللغة نسبة لهذا الخط ( اللغة البهلوية )

■ اخر ملوك هذه الدولة يزدجر الثالث حكم بين عامي ( 631م – 636م )  و كان عمره 22 سنة و قتل عام ( 651م ) .

يزدجر الثالث و هو حفيد ملك الدولة الساسانية كسرى الثاني.

■ سقطت الدولة الساسانية على يد الفاتحين العرب .

في اواخر القرن السادس ، استطاع كسرو الثاني الاستيلاء على دمشق و القدس و تقدم نحو القسطنطينية ، لكن الامبراطور البيزنطي هرقل تحرك و اجتاز بلاد مابين النهرين حتى وصل للمدائن، و انتهى الامر بتوقيع معاهدة سلام بين فارس و بيزنطة بعد ان انهكمها التعب . و بعد فترة قليلة من تلك المعاهدة ، سقطت الدولة الساسانية على يد الفاتحين العرب.

مراحل الفتح الاسلامي لفارس

● توجه خالد بن الوليد من الشام الى العراق التي كان يحكمها هرمز الفارسي . يخيره بين الاسلام او الجزية او القتال  فآثر هرمز القتال، وأرسل إلى كسرى يطلب المدد، فأمدّ هرمز بإمدادات كبيرة. وجرت معركة ذات السلاسل .

 

● معركة ذات السلاسل

اتخذ خالد استراتيجية لخدع الجيش الفارسي.

في بداية المعركة أمر هرمز رجاله بربط أنفسهم بالسلاسل ُبعد ان قتل هرمز، اضطربت صفوف الفرس، فاستغل المسلمون الفرصة، وأوقعوا بالفرس هزيمة كبيرة.

استطاع قباذ وأنوشجان قائدي جناحي الجيش الفارسي الفرار، فأمر خالد المثنى بمطاردة فلول الفرس.

● حين بلغ خالد بن الوليد خبر تمركز جيش قارن بن قريانس في المذار، أسرع خالد بجيشه ليُدرك المثنى. كان هرمز قد كتب إلى كسرى يطلب المدد، فأمده بجيش بقيادة قارن بن قريانس، وما أن وصل هذا الجيش إلى المذار حتى بلغه خبر هزيمة هرمز في كاظمة. ثم ما لبث أن لحق بجيشه فلول جيش هرمز وفيهم قباذ وأنوشجان قادة جيش هرمز، فجعلهما قارن قائدين لجناحي جيشه. وفي  12 هـ، بدأت المعركة التي سماها المسلمون بوقعة المذار أو الثني و انتصر فيها المسلمون على الفرس .

● تواصلت فتوحات القادة المسلمين

● معركة القادسية ( 636م )

بقيادة سعد بن ابي وقاص و القائد رستم

عدد الجيش المسلمين 40 الف و عدد الجيش الفارسي 120 الف و 33 فيل.

تقدم المسلمين العرب الى المدائن و انتصروا على الجيش الفارسي الذي كان بقيادة رستم،  و بعدها توجه الفاتحين الى عاصمة الدولة الاولى اصطخر التي تبعد 5 كيلومتر عن مدينة بيرسبولس و قاموا بتدميرها و حرقها 

بعد انتصار جيوش العرب المسلمين  في معركة المدائن ، هرب الملك الفارسي يزدجرد الثالث إلى حلوان، ثم إلى اصبهان، فلما انتصر المسلمون في موقعة نهاوند هرب إلى اصطخر، فتوجه احد قادة الفتوحات بعد فتح اصبهان لمطاردة يزدجر فلم يقدر عليه.

تواصلت فتوحات القادة المسلمين و امتدت الى سوسة و بابل و الخ

● عاش يزدجر العشر السنوات الاخيرة هاربا مطاردا، و قتل يزدجر في مدينة مرو على يد رجل فارسي و  كان مقتله في عام ( 651م ) .

بمقتل يزدجر هو نهاية فارس

—————————————

الان لاحظ الى التطابق الكبير بين الحقبتين، و خصوصا خريطة مراحل فتوحات الاسكندر في فارس، و خريطة مراحل فتوحات الاسلامية في فارس .

هذا التشابهه و التطابق الواضح و المضحك ، حاول كاتب التاريخ اخفاءه بخدعة، ان الساسانيون ربطوا نسبهم بالاخمينين للتعبير عن اصالتهم و كوريث شرعي سياسي للبلاد.

كاتب التاريخ عندما قال بان الساسانيون حاولوا ربط نسبهم بالاخمينين، من اجل ان تقتنع عندما تشاهد تشابه و تطابق فان السبب هو ان الساسانين حاولوا ربط انفسهم بالاخمينين، لانهم يعتبرون الاخمينين كاصل فارس، ولا تجعلك تصل لفكرة ان الموضوع مجرد ترجمة لرواية واحدة بلغة مختلفة و اسقطت على تقويم مصطنع لصناعة زمن جديد فقط .

لاحظ هذا التشابه و التطابق المذهل .

● اول ملك ( كورس )  —- قبل اخر ملك ( كسرو )

كورس = كسرو

ك ورس = ك سرو

ورس = سرو ( بالمعكوس )

● اخر ملك ( ارتشير ) — اول ملك ( اردشير )

ارتشير = اردشير ( مخرج التاء مقارب جدا لمخرج الدال)

● كورس قام بتحرير يهود بابل = كسرو قام بتحرير يهود اليمن

● اخر ملك اخميني اسمه ( داريوس الثالث ) = اخر ملك ساساني اسمه (يزدجر الثالث)

يحمل لقب الثالث = يحمل لقب الثالث

● اخر ملك اخميني هو حفيد داريوس الثاني = اخر ملك ساساني هو حفيد كسرو الثاني

حفيد لملك لقبه الثاني = حفيد لملك لقبه الثاني

● اخر ملك اخميني عاش 50 سنة تقريبا = اخر ملك ساساني عاش 45 سنة تقريبا

● اخر ملك اخميني حكم 6 سنوات تقريبا = اخر ملك ساساني حكم 6 سنوات تقريبا

● اخر ملك اخميني هزم في معركة حربية فاصلة و فر = اخر ملك ساساني هزم في معركة فاصلة و فر

● اخر ملك اخميني لم يقتل على يد المقدونين بل على يد رجل فارسي = اخر ملك ساساني لم يقتل على يد المسلمين بل على يد رجل فارسي

● الاسكندر كان قائد عسكري استراتيجي فذ و مشهور بخططه الحربية  التي مازالت تدرس لليوم = خالد بن الوليد كان قائد عسكري استراتيجي فذ و مشهور بخططه الحربية التي تدرس لليوم

● الفاتحين المقدونين بعد الانتصار في المعركة يحرقون العاصمة برسبوليس = الفاتحين المسلمين بعد الانتصار في المعركة يحرقون العاصمة اصطخر تبعد 5 كيلو عن برسبوليس .

● الاسكندر في البداية ينطلق من سوريا نحو فارس بعد ان فتح سوريا   = خالد بن الوليدينطلق في البداية من الشام نحو فارس بعد ان انهى فتوحات الشام  .

● خط سير فتوحات الاسكندر بابل سوسة = خط سير فتوحات المسلمين يمر بسوسة و بابل .

● جيش الاخمينين اضعاف جيش الاسكندر = جيش الساسانين  اضعاف جيوش المسلمين

● جيش الاخمينين مزود بالفيلة  = جيش الساسانين مزود بالفيلة .

————————–

و هذا التاريخ المترجم و المتطابق جدا مستحيل القيام به، و اسقاطه على تاريخ واحد، لان اللعبة ستنكشف، لذلك لابد من صناعة حقب زمنية منفصلة و بتواريخ مختلفة،  فتم اختراع فكرة التقويم الزمني الذي يبد من الصفر .. و انا سأطلق عليه اسم التقويم الصفري ، و هو التقويم الذي يحمل قيم سالبة و قيم موجبة .

قبل الميلاد و بعد الميلاد = سالب و موجب

و هذه العملية ستجعل التاريخ كشيء مادي له وحدة قياسية او قيمة حقيقية، بينما التاريخ محصلته صفر ، و  ستحول الزمن القديم كله الى احداث متتابعة و يتندثر او تبتلع عند نقطة الصفر، ليبدا الزمن من جديد .

لكن حتى هذه العملية لم تغير من الامر شيء ، كلما في الامر  ان كاتب التاريخ وضع اشارة سالب على الرواية الاولى … و وضع اشارة موجب على الرواية المترجمة .

انظر الان الى التطابق في الارقام، لان المترجم كان يسير على نسق رواية مترجمة ، اما واضع التواريخ فهو اسقط قيم التاريخ على اساس الزمن الصفري، عندها سيحدث تطابق بين ارقام تواريخ بداية الرواية الاولى مع ارقام تواريخ نهاية الرواية الثانية .. لان الرواية عبارة عن تاريخ حقبة زمنية و لها طول زمني معين سيكون هو نفس الطول الزمني للرواية المترجمة .. و هناك تقويم صفري بينها .

انظر معي

● تاسست الامبراطورية الاخمينية 650 ق.م ، و انتهت الدولة الساسانية 651 م .

650 ق.م = 651 م

● اعظم ملوك الدولة الاخمينية هو كورس عاش  (579ق.م – 530ق.م) =  اعظم ملوك  الدولة الساسانية هو كسرو الاول (531م – 578م)

(579ق.م – 530ق.م) = (531م – 578م)

● الملك كورس حرر يهود بابل 535 ق.م = الملك كسرو حرر اليمن اليهودية من الاحباش النصارى  535 م .

535 ق.م = 535 م .

و يقال ان دخول فارس اليمن كان في عام 574 م

الان احسب الطول الزمني بين تحرير كسرو لليمن من الاحباش و سنة وفاته

578 – 574 = 4

الان اذهب و احسب الطول الزمني بين تحرير كورس لليهود في بابل و بين سنة وفاته.

535 – 530 = 5

انظر الان للطول الزمني بين الاثنين، متساوية تقريبا … هناك 5 سنوات و هناك 4 اربع سنوات .

————————–

انظر

ايضا سيحدث تطابق بين بعض ارقام تواريخ نهاية الرواية الاولى مع بعض ارقام تواريخ نهاية الرواية الثانية المترجمة ؟!

لماذا ؟!

السبب هو الصفر و بداية العد

تقريبا الفكرة هي  نفس اللغز الذي يقول : لديك حبة دواء و نصف حبة ، و قال لك الطبيب ان تشرب بعد كل ساعة نصف حبة دواء ، فبعد كم ساعات ستخلص الدواء ؟!

الكثير سيقول بعد … ثلاث ساعات

لكن الصحيح هو بعد …  ساعتين .

هذا المبدا . اوقع كاتب ارقام تواريخ الروايات المترجمة بمشكلة  و جعله يضيف ساعة اخرى زمنية للتاريخ .. و قيمة هذه الساعة هو 300 سنة .

انظر الان

● اخر ملوك الاخمينين تولى الحكم بين عامي  (336ق.م – 330ق.م) = اخر ملوك الساسانين تولى الحكم بين عامي ( 631م – 636م )

(336ق.م – 330ق.م) =  ( 631م – 636م )

الان امسح كلمة ( ق.م  – م ) من الارقام السابقة، ستجد بان الفرق بين التاريخين هو 300 سنة .

و الفارق بين الاثنين  هو 300 سنة = ساعة نصف حبة الدواء في المثال السابق .

● قضى الاسنكدر على دولة الاخمينين (330 ق.م ) = قضى العرب على دولة الساسانبن ( 630 او 636 م ) .

رقم 330 = رقم 630 

الفرق هو 300 سنة

————————–

هناك معلومة مهمة، لابد من ان يدركها الكثير.

تقريبا فان معظم تاريخ الامبراطورية الساسانين و ملوكها قصة الملك يزدجر الثالث كاملة،  قد وصلت لنا من كتاب الشاهنامة للفردوسي و الذي وضع في عام 1000م ..حسب التاريخ المقدم لنا … اي بعد 400 سنة من نزول القران الكريم .

ما هي الشاهنامة ؟

الشاهنامة (فارسية: شاهنامه “كتاب الملوك” أو “ملحمة الملوك”) كتاب ألفه الفردوسي أبو القاسم منصور في فترة ال 1000م. يتكون الكتاب من  ثلاثين الف بيت وقيل خمسين ألف بيت .و للكتاب عند الفرس مكانة عظيمة وهو سجل تاريخهم، وأناشيد مجدهم، وديوان لغتهم. وقد سماه لسان الدين بن الخطيب قرآن الفرس.

وهو يعد الملحمة الوطنية لبلاد فارس، ويشكل الكتاب ثقلا كبيرا بالنسبة للقوميين الفرس.

الابيات تصف الأحداث التي مرت على ايران طوال  ألف سنة ، و  تجمع معظم ما وعى الفرس من أساطيرهم وتاريخهم من أقدم عهودهم حتى الفتح الإسلامي . …. تبدأ بالتحدث عن أول البشر وبداية الخلق ثم ترتب ترتيبا تاريخيا: تذكر الأسرة فتبدأ بأول ملوكها تبين تاريخه، وما كان في عهده من الحادثات ثم تذكر الملك الثاني وهلم جرا.

الفردوسي كان رجل متبحر بكتب اليونان ….. و كان متعصب لقوميته و هذا ما جعله يكتب هذه الابيات، و يعود له الفضل في احياء القومية لدى الفرس و التعصب تجاه العرب .

و قد اعتمد كثير من المؤرخين على الشاهنامة في استخراج كثير من التاريخ الفارسي و قصة الفتوحات الاسلامية التي وصلت لنا .

ماذا يعني هذا ؟

لو تلاحظ بان معظم المؤرخين الشعوبين لابد ان يكونوا متبحرين باليونانية و كتب اليونان، و هذا يعني ان موضوع الترجمة وارد في كتاباتهم من تلك الكتب اليونانية لكن بنكهة محلية .

لو تلاحظ بان معظم التاريخ الساساني ضهر بعد نزول القران ب 400 سنة، و نحن لا نعرف ما اذا كان تاريخ حقيقي ، بل ان المنطق يقول بانه لم يكن احد يعرف مثل هذا التاريخ طوال 400 سنة حتى ظهر الفردوسي .

ايضا تلاحظ بان معظم المتعصبين القومين لابد ان يكتب تاريخ ملوك و لغات جديدة حتى بداية الاسلام، ثم يجعل من موضوع الفتوحات كسلاح شعبي يستفز الناس و يدعم تاريخه الذي كتبه، بمعنى سلاح لقبول التاريخ الذي يسبق الاسلام و ليس الاسلام الذي جاء بكتاب عربي .

لاحظ حسب التاريخ الذي قدم لنا، كيف ان حركة الشعوبين استخدمت قصة الفتوحات الاسلامية  كا اقوى سلاح لترويج افكارها …. و نفس الامر اليوم، فلو تلاحظ بان معظم الحركات المتعصبة في المنطقة،  و التي ترفع شعارات الهوية  و تحمل حقد و كراهية شديدة  نحو العرب و الاسلام ترتكز على قصة الفتوحات الاسلامية كسلاح لترويج افكارها .

 

و هذه النقطة قد  تحدث عنها مفكر ايراني ناصر بوربيرار يقول ، بان الشاهنامة لم يكتبه الفردوسي بل  جماعة سرية يهودية لصناعة موجة كراهية ضد العرب و الاسلام، و بان كتاب الشاهنامة مجرد خرافات و اساطير لا دليل مادي عليها ، و كل هذه القصص خلقت  ومن اجل مواجهة العرب والاسلام ، و بانه لا حقيقة لظهور حركة الشعوبية في التاريخ كردة فعل على الاسلام و العرب، بل هو تاريخ اختلقه اليهود لصناعة هوة بين شعوب المنطقة .

و يقول ناصر بوربيرار :

الحقيقة ان اليهود يقومون بحركة تاريخية أصبحت في ما بعد أساسا للفرقة والهوة بين شعوب منطقة .

————————–

و الان دعوني انقل لكم حديث لمستشرق صهيوني يهودي، و مفكر استراتيجي في الحكومة الامريكية و هو من وضع خرائط تقسيم للمنطقة و التي  تسير عليها السياسة الامريكية  …… برنارد لويس  و هو يتحدث حول هذا التاريخ :

” كانت النظرة الإيرانيَّة إلى الفُتوح العربيَّة الإسلاميَّة مُتفاوتة: فقد اعتبرها البعضُ نعمةً أنعم الله بها على البِلاد، إذا عرف النَّاسُ الدين الحق، فانقضى عهدُ الجهل وعبادة الأصنام؛ ونظر إليها آخرون على أنَّها هزيمةٌ قوميَّةٌ مُذلَّةٌ، فقد انهارت الإمبراطوريَّة على يد غُزاةٍ أجانب لا يمتّون لِفارس بِصلة. كِلا النظرتين صحيحة بطبيعة الحال،استنادًا إلى وجهة نظر القائلين بها… فالإيرانيّون اعتنقوا الإسلام فعلًا، لكنَّهم لم يتعرَّبوا. بقي الفُرسُ فُرسًا. وبعد حينٍ من الصمت،عادت إيران لِتبرز مرَّة أُخرى، بحُلَّةٍ مُختلِفةٍ ومُميَّزةٍ داخل العالم الإسلاميّ، لِتُضيف في نهاية المطاف عُنصرًا جديدًا إلى الإسلام ذاته”

ههه ….. انظر كيف ان مفكر استراتيجي و صاحب خرائط تقسيم المنطقة و  يريد اثبات تلك الفتوحات و ذلك التاريخ الذي ارتكز عليه الشعوبين … يريد تاكيد تاريخ الشاهنامة الذي كتبه اليهود ، و كيف ينظر لهذا التاريخ من زاوية التعريب و الاسلام و القومية و  الانتماء بين الجغرافيا ، و  كيف يفكر بعقلية حدودية و قومية و لغوية في فهم هذا التاريخ. 

انظر الان ……….كيف يتفق كلام المفكر الايراني ناصر بوربيرار حول قيام اليهود بحركة تاريخية لصناعة هوة بين مجتمعات المنطقة ، مع قراءة الصهيوني اليهودي برنارد لويس لهذا التاريخ .

هل تستغرب ؟! ………… سيزول الاستغراب عندما تعرف بان هذا الرجل ينتمي للكيان الذي كتب هذا التاريخ … و التاريخ قد كتب في فترة حديثة نسبيا .

انهم يعرفون التاريخ جيدا … يعرفون القصة جيدا التي حدثت  و لابد من خروج الناس من روايتهم  الوهمية … فكتاب الواقع افضل من هذا التراث الذي كتبه مجهولين و وصل للمسلمين و العرب من الطابعة العثمانية .

————-

الان …………. بعد ان شاهدت هذا التطابق السابق، فهل استوعبت جيدا معنى المقولة التي تنسب للمامون ،  و التي قالها بعد قيامه بترجمة الكتب اليونانية : بضاعتنا و ردت الينا .

فتاريخنا عبارة عن ترجمات فعلا ……و ليس تاريخنا الحقيقي . و هذه العبارة وضعت لاجل اقناع المسلم و العربي في فترة تاريخية بان ماوصل لهم هو حقيقتهم و يجب قبوله لانه ملكنا و بضاعتنا .  بينما الحقيقة انها تلك ترجمات فقط ……. لرواية واحدة لكن تم صياغة الترجمات بديكور و اثاث و جغرافيا و شخصيات بمسميات عربية فقط و لا حقيقة لها . و الهدف كان من اجل صناعة ذاكرة جديدة لشعوب المنطقة.

لقد كان الهدف هو ما قاله مؤرخ تشيكي :

” لتصفية الشعوب، نبدا بمسح ذاكرتهم، ثم نتلف كتبهم التي تحوي ثقافتهم و تاريخهم، ثم ياتي شخص اخر ليكتب لهم كتب اخرى، و يعطيهم ثقافة اخرى، و يبتكر لهم تاريخ اخر ، ثم بعدها يبدا الشعب بالنسيان تدريجيا ، من هو!، و كيف كان!، و العالم الذي حوله سينساه ايضا بسرعة ”

و هذا الهدف ……….. صناعة ذاكرة جديدة للشعوب هو ما قامت به القوة التي ينتمي لها برنارد لويس، من اجل التحكم بالشعوب عبر مخيلاتهم لصالح القوة التي يعملون معها .

ملاحظة :  المقولة السابقة ، لم تقال قبل 1000 سنة … و ليس هناك مامون ليقولها … بل كتبت قبل 250 سنة، ضمن مشروع الترجمات التي ستقدم للعربي و المسلم في زمن ظهور الطابعة ،  لجعل المقولة كشرعية من داخل بنية الثقافة لقبول مثل هذه الكتب المترجمة كحقيقة للناس .

——————–

اخير

هذا التطابق بين الفتوحات .. ستفسر لك اشاء كثيرة في التاريخ .

و تجعلك تعرف اسباب التطابق الكبير في كثير من الشخصيات القديمة التاريخية و كثير من  الاحداث التاريخية. 

عدم ادراك هذا الامر ……. يؤدي الى اخطاء من قبل الباحثين في التاريخ …….. اثناء قيامهم  بدراسة شخصية تاريخية او احداث تاريخية ( س ) ….. فعندما يترجعوا للخلف كثيرا لزمن اقدم في التاريخ و يقراون من مصادر تاريخية اخرى و فيها عن شخصية و احداث ( ع ) …… و  يجدوا ( ع ) متشابه تماما مع  (س)، فيعتقدون بان ( س ) ليس الا ( ع) ، فيخرجون بنتائج جديدة بان التاريخ الحقيقي هو ( ع ) .

فمثلا يخرجون بنتائج :

( س =  شخصية عربية  ) هو ( ع = شخصية يونانية  )

( س =  احداث عربية  ) هو ( ع = احداث يونانية  )

( س =  مكان عربي ) هو ( ع = مكان يوناني )

( س =  قصة عربية  ) هو ( ع = قصة يونانية  )

( س =  الهات عربية  ) هو ( ع = الهات يونانية  )

و الحقيقة ان ( س ) و ( ع ) ……. ليست الا رواية واحد افتراضية  كتبت في زمن واحد …. لكن تم ترجمتها بلغات مختلفة و و ضع لها ديكورات مختلف … و اسقطت على ازمنة متعددة و اماكن متعددة .

و هذا الشيء ما توصل له باحث ألماني اسمه هانز زيلمير ، عندما راجع أبحاثا سابقة … و توصل إلى أن المدوّنات التاريخية القديمة اختلقت في فترة واحدة و تقريبا عند ظهور الطابعة ، و أسقطت على عصور سحيقة، بواسطة التكرار .

و برنارد لويس يعرف هذه الحقيقة .

 

 

اترك تعليق