ذي القرنين

ذي القرنين

05/12/2020 00:00

رابط المقال

لاحظ معي ……. الى الوعي الماكر الذي يتحرك و الذي حاول نسج قصص وهمية حول قصة ذو القرنين في القراءن لأجل منع المسلم من فهم هذه القصة و ابطالها في عقل المسلم .

■ طبعا اول مكر هو التقويم الزمني الذي فرض على المسلم من قبل محتل و الذي بسببه، ارتسم في مخيلة المسلم زمن يبدا باليهودية ثم الاسلام .

و هذا المسار الزمني الذي فرض على المسلم و جعل دينه يظهر بعد دين اخر اصبح في مخيلة المسلم الزمنية في عقله …و بعد رسم هذا الزمن في مخيلة المسلم، اصبح من السهولة لمصمم هذه المخيلة الزمنية في عقل المسلم، من كتابة اي تاريخ او ازمنة قبل الاسلام في مخيلة المسلم .. و من هنا يمكن للمسلم تقبل اي تاريخ يصل له لان مخيلته الزمنية اصبحت مقتنعة بقصة دين الاسلام ظهر بعد اليهودية، فلم يكن هناك وجود للاسلام او مسلم في الارض قبل اليهودية .

و اصبحت مخيلة المسلم الزمنية ……… موجود فيها زمنين :

زمن قبل الاسلام يبدا مع ظهور اليهودية حتى ظهور قصة مكة ، و يفهم المسلم هذا الزمن من كتب التراث التي تم منحها صبغة دينية مرتبطة بخطة الله.

و زمن ما قبل اليهودية ( زمن الحضارات القديمة ) و يفهم المسلم هذا الزمن من كتب التاريخ التي يكتبها الغرب عن حضارات المنطقة القديمة و التي يصدرها الغرب لنا و نقوم بترجمتها .

1- بخصوص الزمن [ ظهور اليهود حتى قصة مكة ]

لقد حاولت كتب التراث التي وصلت للمسلم تفسير قصة ذو القرنين و تحديد شخصيتة بشخص ظهر في هذا الزمن و ربطها باليهود و الغرب

فتفاسير القراءن جعلت تفسير القصة بان اليهود قالوا لو كان محمد نبي فسيجيب على اسئلتنا ، فجاءوا للنبي و سألوه عن الشخص الذي طاف الارض بين المشرق و المغرب ، فانزل الوحي للرسول قصة ذو القرنين في القراءن .

و هنا يصبح اليهودي في عقل المسلم اثناء قراءة مثل هذه التفاسير هو مرجع قياس للمسلم على اي تفسير صحيح للقراءن و هو مصدر الحكم في صدق و كذب القضايا و التفاسير …. لكننا هنا لا نعرف هل كان جواب الرسول صحيح و هل تاكد اليهود بانه نبي فعلا .

الغريب …… ان النبي هنا كان جوابه لليهود هو نفس نص القراءن ، بالرغم من ان اليهود قد جاءوا للنبي و سالوه عن فتية الكهف، لكن الرسول لم يلتزم بنص القراءن بل قام بعمل اظافة يونانية للجواب .

ايضا الغريب … ان اليهود لا يذهبون للنبي ليسالوه عن الأهلة و التي كان جواب الرسول هي مواقيت للناس و الحج …. فقط يذهبون للنبي لسؤاله عن قصص انباء ، و الرسول يحاول ان يثبت امامهم انه نبي فعلا فيعطيهم الجواب الذي يفحهم او يتفق مع ماهو موجود عند اليهود .. ليصفق المسلم بعدها من داخله على جواب الرسول امام اليهود .

ايضا كتب التراث حاولت تقديم تفاسير عديدة و تحديد شخصية ذو القرنين بطريقة ربطها باليهود او الغرب .

فهناك من قال في كتب التراث بانه قورش ملك فارسي يعتبره اليهود نبي و ملك و هو من حررهم من السبي البابلي .

و هناك من يقول بانه الاسكندر المقدوني الملك اليوناني، الذي قام برحلة في المنطقة حتى فارس من اجل حلمه العظيم ( توحيد العالم ).

لو تلاحظ الى كل تفاسير التراث التي حددت شخصية ذو القرنين ستجد بانها حاولت اقناع المسلم بشخصيته عبر صفتين اثنتين:

قرون في راسه

طاف في الارض

و هنا نجد شخصية قورش الملك الفارسي الذي حرر اليهود الموجوده قصته في كتب الطابعة و التي تقول بانه حكم الارض كلها، و تعرض له رسوم و منحوتات و على راسه قرون معطوفه مثل الكباش .

ايضا نجد شخصية الاسكندر الملك اليوناني الموجوده قصته في كتب الطابعة و التي تقول بانه طاف الارض من اجل توحيد الارض، و تقول القصة بانه عندما احتل مصر، جاءت كاهنة معبد امون و جعلته فرعون لمصر و وضع في راسه قرنين وعل .

2- بخصوص زمن الحضارات القديمة

لقد حاول الغرب و اجتهد على اختلاق قصص قديمة تتشابه مع قصص القراءن بدرجة واضحة جدا، و هذا الشيء لاجل هدف هو جعل عقل المسلم يفهم قصص القراءن بالطريقة التخيلية التي يريدها الغرب و بكونها قصص حدثت في الزمن القديم .

و هذا يبدو واضح … فمثلا لو تدقق جيدا، ستجد بان معظم قصص انباء القراءن قد جرت في زمن قديم لكن بمسميات مختلفة ، و هذا الشيء جعل العقل التاريخي يعتقد بانها قصص قديمة حدثت في الماضي و القران يتحدث عنها لاجل ان يسامرنا و يرفه علينا بقصص قبل النوم.

فشريعة التوراة هي شريعة حمورابي

و موسى هو سرجون عليه السلام

و ذو القرنين هو نارام سين حفيد سرجون.

و اصبح المسلم العربي …… يفضل تلك القصص على قصص القراءن بل يعتقد و يؤمن بها بانها حقيقية يقينية بتفاصيلها و لغتها الغريبة اكثر من قصص القران المكتوبة بلسانه العربي و ضمن دينه .

لقد اختلق الغرب لذو القرنين في مخيلة المسلم الزمنية في هذا الزمن ، شخصية اسمها نارام سين ، و لاجل اقناعه بها …… صمم لنا الغرب لوحة طينية يوجد فيها شخص براس ثور و معاه قرون و حوله ناس يبدون بشكل مختلف ، و في قمة الجبل هناك شمس .

لقد حاول الغرب تصميم لوحة طينية و في داخلها تفاصيل من قصة ذو القرنين الموجودة في القراءن ، فهناك :

رجل معاه قرون في راسه … ذو القرنين

و شمس في قمة الجبل … مطلع الشمس

و شمس اخرى جنبها … مغرب الشمس

و رجال اسفله اشكلهم مخيفة …. ياجوج و ماجوج

و سمى هذه اللوحة باسم ضخم

نقش النصر ( نقش نارم سين )

و احتفظ الغرب بهذه اللوحة في متحف فرنسا .

لو تلاحظ الى كل اكتشافات الغرب الاثرية في منطقتنا التي تتناول موضوع واحد او حدث واحد او فكرة واحدة و يثار حولها جدل، ستجد بانها دائما عينة واحدة ، و هذه العينة دائما غير مكتملة بل عليها اجزاء مكسورة لتوحي للانسان بقدمها هذا القدم الذي سبب بكسر بعض اجزاءها ، و دائما كل هذه العينات موجودة في متاحف الغرب .

فمثلا :

حجر رشيد عينة واحد ، و لم يكتشف اي حجر اخر يشبه حجر رشيد، و حجر رشيد مكسور من الاطراف و موجود هذا الحجر في متحف بريطاني .

نقش النصر ( نارام سين )، لوح طيني عينة واحدة ، و لم يكتشف اي لوح طيني يشبه هذا اللوح ابدا ، و هو لو يبدو مكسور من الاطراف، و هذا اللوح موجود في متحف فرنسي .

هذه اللوحة من صناعة غربية ، و البعض لا يريد استيعاب العقل الماكر المحيط به و الذي يحاول اقناعه بزمن وهمي و عالم وهمي.

لان السؤال المنطقي : من رسم هذا اللوح الطيني ، ما هي القيمة المعرفية التي لاجلها قرر ان يرسم هذا اللوح … و ما الفائدة الذي سيحصل عليها ، ماذا فهم اي انسان يرى هذا اللوح و هو خالي من معلومات كتابية، هل يريد ان يقول لنا باني انا ذو القرنين الموجود في قراءنكم؟

لان اي ملك عنده امكانيات ضخمة و ارض كبيرة تحت حكمه و عنده جنود و مال و يريد ان يمجد نفسه و يخلد اعماله ……. فانه سيعمل لوحة ضخمة حجرية و ليست لوحة طينية ، لان الاحجار يمكن لها البقاء مدة زمنية طويلة بقوة و صلابة، و الاحجار لا تتعرض للكسر و لا تتاثر بالعوامل الطبيعية و لا تتاثر بالماء بعكس اللوح الطيني ، و يرسم في اللوح الحجري نفسه بدقه و في داخل اللوح سيكتب لنا قصة انتصاراته بوضوح و لا يترك شيء .

اما الدليل على انها مزيفة

لان اي مسلم سيقرا هذه اللوحة الواضحة بسهولة جدا و سيطابقها بقصة ذو القرنين الموجودة في قراءنه بسرعة جدا، و هذه السرعة التي سيطابق بها المسلم اللوحة مع الصورة في مخيلته حول قصة ذو القرنين …. بسبب القرون الموجودة في راس الرجل و بقية تفاصيل اللوحة ….فالقرنين في راسه هو دليل على انه ذو القرنين.

اي ان مصمم اللوحة هو نفسه مؤلف قصة الاسكندر و قورش ، لانه عندما صمم هذه اللوحة و في راسه عقل يريد ان يقنع المسلم بان كلمة قرنين تعني قرني كبش او ثور.

بينما القراءن يتحدث عن فترتين من الزمن او امتين او قومين … اي ان ذو القرنين ليس شخص معاه قرون مثل الكباش في راسه كما حاولت كتب التراث و التاريخ الذي قدم للناس و كما تحاول هذه اللوحة اقناع الناس .

اذن لوحة مزيفة .. حاولت صناعة تطابق مع قصة في القراءن لاجل اقناع المسلم بمعلومات خاطئة و زمن خاطىء و قصص كاذبة، لمنع المسلم من ادراك حقيقة هذه القصة الموجوده في قراءنه … فقط .

القصة في القراءن ليست قصة للتسلية و للترفيه تقال قبل النوم، و ليست قصص بطولات و تمجيد ابطال كما في قصص عوالم اليونان ، بل هي قصص انباء و قصص ذات وظيفة مرتبطة بحقائق تهم الناس، مرتبطة بوجود الانسان .

سيسالني البعض سؤال : اذن من هو ذو القرنين ؟!

اليس هذا السؤال هو المدخل الصحيح المنطقي الذي يفسر و يشرح للجميع من هم الذين سالوا الرسول عن ذي القرنين .

هذه السؤال هو المدخل الحقيقي لجملة { و يسألونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكرا } ، اي ان قصص اسباب النزول التي وصلت للمسلم من كتب التراث الطابعة العثمانية و التي تقول بان اليهود هم من سالوا الرسول ، هي قصص كاذبة عمدا ، فلا يهود و لا هم يحزنون.

و كلامي هذا لا يعني باني اعلم من هو ذو القرنين ، لكن كل ما سبق هو مدخل مهم جدا لفهم خطاب القراءن و الوصول للمعنى الصحيح لشخصية ذو القرنين التي يتحدث عنها القراءن .

{ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكرا (83) إنا مكنا له في الأرض وآتيناه من كل شيء سببا (84) فأتبع سببا (85) حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة ووجد عندها قوما قلنا يا ذا القرنين إما أن تعذب وإما أن تتخذ فيهم حسنا (86) قال أما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذابا نكرا (87) وأما من آمن وعمل صالحا فله جزاء الحسنى وسنقول له من أمرنا يسرا (88) ثم أتبع سببا (89) حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا (90) كذلك وقد أحطنا بما لديه خبرا (91) ثم أتبع سببا (92) حتى إذا بلغ بين السدين وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا (93) قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا (94) قال ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما (95) آتوني زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى إذا جعله نارا قال آتوني أفرغ عليه قطرا (96) فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا (97) قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقا (98) وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض ونفخ في الصور فجمعناهم جمعا (99) وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا (100) الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكري وكانوا لا يستطيعون سمعا (101) أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء إنا أعتدنا جهنم للكافرين نزلا (102) قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا (103) الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا (104) أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا (105) ذلك جزاؤهم جهنم بما كفروا واتخذوا آياتي ورسلي هزوا (106)}

 

 

اترك تعليق