رسالة الى رئيس سوريا – ازمة الهوية و الحل السحري

رسالة الى رئيس سوريا - ازمة الهوية و الحل السحري

2018-12-16T08:03:00-08:00

رابط المقال

فخامة الرئيس بشار الاسد رئيس الجمهورية السورية .. تحية طيبة و مباركة لك من اليمن المقاوم. 

منذ بداية المؤامرة على المنطقة التي بدات في عام 2011 و القلق و الخوف يساورني ناحية سورية، لاني كنت ادرك و اعلم ان المستهدف الاكبر هو سورية. صحيح ان المؤامرة تشمل المنطقة كلها، لكن سورية وضعها مثل الحجرة الصلبة في المبنى الذي لو تم نزعها فسوف يؤدي الى انهيار المبنى كله . لكن بعد ان تابعت تصريح لكم في بداية المؤامرة تقول فيه : ” ان معركتنا حضارية و هي معركة حقبة زمنية قادمة” ، زال مني الخوف و القلق ، بعد ان ادركت ان سوريا في يد حكيمه و تعرف العدو جيدا .

لم اكن يوما انتمي لحزب البعث او اي تنظيم سياسي او حزبي ، لكني سخرت قلمي من اول ايام المؤامرة لجانب سورية رئيس و حكومة و شعب من باب استشعاري لطبيعة المعركة، فمعركتنا واحدة و عدونا واحد ، و ما سيحدث في سوريا سينعكس مباشرة على كل دولة في المنطقة ، و اعتقد ان صمود سورية بقيادتكم جعلت الكثير يعود الى الصواب و يستوعب ما يجري و يخرج من دائرة الوهم الذي زرعه الاعلام الصهيوني في المنطقة .

ساكون صادق معكم ، انا احترم الحكومة السورية و المشروع الذي تسير عليه رغم الاخطاء التي ترتكب، لكن الاخطاء واردة في طبيعة اي عمل، و عملية الاصلاح سنة كونية مع الحركة و المتغيرت . لكن بشكل عام سورية تحمل مشروع غير منغلق ، لهذا قررت ان اكتب لكم، فربما تصل و تكون محل اهتمامها.

فخامة الرئيس

منذ فترة قريبة ، كان هناك مؤتمر عقد في سوريا حضرة الشباب القومي العربي و كان يدور حول موضوع الهوية ، تابعت خطابك و اعجبت كثيرا بما ورد في خطابك و عمق ادراكم لحجم المشروع الصهيوني و طبيعة الاهداف . لكن شعرت بالاسف لاني لم استطع حضور هذا المؤتمر ، كنت اتمنى حضور المؤتمر و المشاركة فيه و اعرض فيه خلاصة بحث شخصي امتد على مدى اعوام ، بالرغم من عدم انتمائي الحزبي لكن استشعار المسؤولية هي السبب ، ليس هذا فقط بل كنت اريد ان مقابلتكم شخصيا و اسلم عليكم و اطلعكم على شيء مهم جدا، اريدكم شخصيا ان تطلعوا عليه . 

فمنذ بداية المؤامرة و انا ادرك تمام الادراك بانكم تعلمون بان المستهدف الاكبر في سورية هو الهوية ، فلا يخفى على احد ما يجري في المنطقة من نزعات انفصالية و خطابات سياسية تحمل شعارات الهوية ، و التي اعلم جيدا بانها مشاريع وراءها الخارج ، لكني اراها نتيجة طبيعة بسبب اختراق المشروع الصهيوني لمجتمعاتنا عبر ثغرات و اخطاء لم ننتبه لها و لم نقم بتغطيها و اصلاحها .

فخامة الرئيس

ما يجري في المنطقة امر طبيعي جدا ، و من المنطقي و الطبيعي ان تحدث هذه الازمة في الهوية ، بسبب الثغرات و الاخطاء التي ارتكبناها ، لكن الشيء الذي كان مستغرب بالنسبة لي  ان تلك الثغرات و الاخطاء لم تتنبه لها الحكومة السورية التي تحمل توجه مقاوم . 

فخامتكم تعرفون جيدا، بان المشروع الصهيوني دخل الى منطقتنا عبر حيلة الدين و التاريخ ليقنعنا و يقنع العالم بحقه التاريخي و الشرعي في أرضنا ، و بان هذا المشروع قادم و هدفه تدمير و احتلال المنطقة و نهبها . و لقد اجتهدنا كثيرا من اجل تخليص وعينا التاريخي و الديني من الوعي الصهيوني ، لكن الشيء الغير منطقي بالنسبة لي كون سوريا حاملة لواء القومية اليوم في مواجهة الصهيونية ، لكن الحكومة السورية بجهالة سمحت للصهيونية بالدخول الى عالمنا و وعينا عبر حيلة التاريخ.

فخامة الرئيس

هذا الامة بدا وعيها و زمنها في فترة تشبه فترة اليوم ، لقد بدا وعي هذه الامة بمشروع ترجمات ضخمة من كتب يونانية في كافة المجالات و هذه الترجمات هي التي اسست وعينا و تصورنا التاريخي و الزمني ، ولكن بعد فترة من ظهور هذه الترجمات في وعينا،  بدات يظهر في عالمنا موجة الشعوبية،  و الشعوبية هي نتاج منطقي و طبيعي لكتب التاريخ التي ترجمت في تلك الفترة ، و ذلك الامر هو ما يحصل لنا اليوم بعد ان اغرقنا وعينا بهذا الكم الهائل من ترجمات الكتب الغربية التي كتبها الغرب و استخرجها من نقوش المنطقة .

فخامة الرئيس

هذه الترجمات الضخمة و هذا التاريخ الذي قدمه لنا الغرب ، هي من اهم اسباب ازمة الهوية ، و انا مستغرب جدا من مدى ادراك الحكومة السورية و الامن الوطني و القومي للمشروع الصهيوني لكن لم تنتبه لقصة ان جل الباحثين و المستكشفين و المؤرخين الغرب قادمون من وعي صهيوني و يحملون مشروع صهيوني ،  و يقومون بكتابة تاريخ تحمل رموز و احداث و شخصيات و جغرافيا لنا من كتاب العهد القديم،الكتاب الذي جاء باسرائيل للمنطقة .

لقد استطاعوا عبر هذا التاريخ المزيف و الوهمي  من صناعة مخيلات مفارقة للواقع و اسطورية  تؤمن بكتاب العهد القديم لكن بطريقة غير مباشرة  بدون ان يتنوه لها الكثير، بل جعلونا نعتقد عبر حيلتهم تلك من الاقتناع بذلك التاريخ ،  بحجة ان كتاب العهد القديم سرق من تاريخنا القديم. لقد استطاعوا صناعة مخيلات تاريخية تحمل رموز متطابقة مع نفس توجه المشروع الصهيوني ، لذلك من الطبيعي ان ينشأ التوجه الصهيوني في نفسيات سكان المنطقة، او تظهر ازمة الهوية التي تخدم المشروع الصهيوني .

فخامة الرئيس

ازمة الهوية في منطقتنا لم تبدا من وقتنا الحالي، بل بدات قديما منذ ظهور مشروع الروم في المنطقة قبل قرون طويلة و الذي تمكن بدهاء كبير من اخفاء اقدم وثيقة دينية للمنطقة، و استبدلها بكتاب العهد القديم، و لذلك فنحن اليوم لا نقرا تاريخنا الحقيقي ابدا، بل نقرا كتاب العهد القديم على انه تاريخنا، فكل الرموز الموجودة في كتاب العهد القديم الذي يستثمرها المشروع الصهيوني للتسلل الى منطقتنا موجودة في تاريخنا الذي كتبه الغرب، و هو ليس تاريخنا الحقيقي اطلاقا.

هل تستشعرون فخامتكم بانه لا توجد اي علاقة تربط ما بداخل نقوش المنطقة من تاريخ بواقعنا اليوم؟!

لقد استطاع الغرب انتزاع شعوب المنطقة من الارض بطريقة خبيثة عبر كتابته لهذا التاريخ الوهمي . لقد افقدونا الاحساس بالواقع و الارض عبر اعطانا تاريخ اسطوري وهمي غير حقيقي، فنحن منذ وقت طويل نجتر اساطير وهمية كاذبة اصابتنا بالسحر و الهلوسة و نزعت انتماءنا للارض، و منعتنا من مجرد التفكير في اعادة فك نقوش المنطقة .

فخامة الرئيس

احب ان اذكركم بمقولة لكم قلتم فيها :

” اكبر خطا ارتكبناها هو اننا صدقنا بان الغرب يملك قيما”.

نعم لقد كنتم صادقون جدا بعبارتكم تلك، و لانكم اصاحب هذه العبارة ، فانتم الوحيدون الذي يمكن ان سيستشعر حقيقة ما نقوله دائما،  بان الغرب ايضا لايملك مطلقا اخلاق و لا قيم و هو يكتب لنا التاريخ.

فخامة الرئيس

لقد خدعنا هذا الغرب فاقد القيم و الاخلاق في ادعاءه بان نجح في فك كتابات اجدادنا القديمة، لقد خدعنا الغرب بشكل مؤكد بترجماته المزورة و السحرية لكتابات اجدادنا ، فلا توجد اي حقيقة  في كل ماكتبه الغرب حول تاريخنا و الذي ادعى فيه انه موجود داخل النقوش .

لقد كان مشروع صهيوني ممنهج و مستمر منذ قرون و حتى اليوم، و تديره موسسة واحدة صهيونية واحدة و لها فروع في كل دول الغرب. و كم كنت اتمنى لو تبنت الحكومة السورية من وقت طويل مشروع وطني و قومي يضم باحثين محليين و يقومون بمهمة اعادة فك النقوش القديمة لسوريا و للمنطقة، لاخراج التاريخ الحقيقي من هذه الكتابات القديمة، و انا ادعو حكومة سورية و كافة حكومات المنطقة لتبني هذا المشروع لانه سيكون اعظم مشروع يمكن القيام به في مقاومة المشروع الصهيوني و القضاء عليه  .

فخامة الرئيس

انا اكتب هذه الرسالة و لا اريد ان اعتني بها جيدا، اريدها عفوية حتى لا تفقد صدقها، و اتمنى من كل قلبي ان تصل لكم و تقرأها.

انا اكتب لكم و في داخلي مسؤولية كبيرة، لان بحوزتي شيء قديم وهام جدا ، و اريدكم ان تطلعوا عليه بنفسكم ، لانه هذا الشيء سينهي لعبة تاريخية صهيونية استمرت طوال عديدة حتى اليوم ، و اعلموا علم اليقين بانه هذا الشيء سينهي بشكل قاطع ازمة الهوية التي تعصف بوطنكم سوريا و بوطنكم الكبير المنطقة، و سيذبح المشروع الصهيوني نهائيا في المنطقة و العالم.

تاكدوا مرة اخرى بان هذا الشيء الذي اريدكم ان تطلعوا عليه  مختلف تماما هذه المرة ، و ثقوا ثقة تامة بان المعجزات لم تنتهي من هذا الشرق الكبير، فانتم الوحيدون الذي يمكن لهم استشعار اهمية هذا الشيء الذي بحوزتي، و الوحيدون الذي يمكن ان يدرك الحجم الحقيقي لهذا الشيء و من يستطيع اخراجها و العمل بها و تفعيلها .  

فخامة الرئيس

انا صادق في ما اقوله لكم … نحن اصحاب الكهف، بل نحن امة الكهف،  و لدي رسالة من اهل الكهف تشرح لفخامتكم القصة كاملة.

اخيرا

ادعو الله ان ينصر الجيش العربي السوري البطل ، و اتمنى لكم و لاسرتكم و للشعب السوري و الحكومة موفور الصحة و العافية و النجاح المتواصل .

 

 

اترك تعليق