2019-02-03T08:14:00-08:00
دعونا في هذا المقال نذكر اكثر الاسئلة التي تطرح من قبل الكثير حول الديانة الزرادشتية . ● هل الزرادشتين يسمون انفسهم بالمجوس ؟ اطلاقا … لا يسمون انفسهم مجوس بل يرفضون هذه التسمية ، و يسمون انفسهم .. اتباع الدين الحق او الزرادشتين . خصوصا ان نصوص الافيستا الحديثة لم يرد فيها هذه الكلمة بشكل عام و واضح. لكن الحقيقة وردت هذه اللفظة في بعض مقاطع اسفار الافيستا، و يقال بانها مدسوسة و محرفة. فمثلا 1- في احدى نصوص الافيستا بان لعنة اهورامزدا تنزل على كل من يسيء معاملة Magi ( الماجي ). 2- و هناك نص يقول فيه الاله اهورامزدا لزرادشت : الرجل الذي له زوجه خير من ذلك الذي يعيش كمجوسي(Magus) . و حسب تفسير الافيستا مجوسي في هذا النص اي من يعيش كزاهد و متبتل . ● فلماذا يطلق عليهم القران مجوس ؟ الحقيقة ان لفظة مجوس و التي ترد في القران مرة واحدة ، لا تفصل معنى المجوس و لا تحدد طبيعتهم ، لذلك لا نستطيع ان ان نعتبر لفظة المجوس في القران يقصد بها هذا الدين ابدا ، فهناك احتمال كبير بان من كتب التاريخ في زمن ما حاول اسقاط هذه التسمية الموجودة في القران عليهم، من اجل حجز مكان لهذه الديانه في زمن القران . هل نغصبهم على ان يكونوا مجوس و هم ليسوا مجوس ؟!● هل ورد اسم زرادشت في كتاب هيرودت ؟ اطلاقا، لم يرد اسم زرادشت في تاريخ هيرودت . لكننا نعتقد بانه اسم يوناني، و هو ترجمة معكوسة لاسم الملك داريس الموجود في الوثائق اليونانية و اليهودية. داريس = داريز (حرف السين ينطق ز مثل كلمة قيصر تنطق سيزر)- داريز = زيراد – زيرادس = زيرادش ( السين ينطق شين بلهجات مختلفة ) نفس اسم الملك كورس الذي ينطق قورش. – زيرادش = زيرادشت ( تاء اضافة مشهورة في اللغة الايرانية ) و اسباب اعتقادنا بان الاسم هو ترجمة معكوسة للملك داريوس، لان التاريخ اليوناني الذي كتب عن هذا الملك يقول بانه كان ملك متدين جدا و وصل بالدين في ايران الى قمة المجد و ذروة الكمال، و يعتبر هو اول ملك لاول امبراطورية توحيدية في العالم القديم. هناك كتابات تاريخية تدعي ان الاسم ورد في كتب اليونان، لكن الحقيقة انه كذب …. الا لو اخرج الفاتيكان كتاب جديد و وضع له اسم مؤلف جديد و ادعى انه كتب في القرن الاول قبل الميلاد …. فعندها يصبح موضوع آخر . ● هل ورد اسم هذه الديانة في كتابات اليونان ؟ لا .. اطلاقا . لكن ورد اسم مجوس في كتابات هيرودت عند حديثة عن ملوك الفرس . لكن هيرودت لا يحدد طبيعة هذه التسمية، فهو يطلقها على من حاولوا السيطرة على الحكم في فارس و يصفهم بالمجوسفحسب تاريخ هيرودت عندما كان حاكم الفرس قمبيز في مصر، جاءه نباء خروج المجوس عن طاعته . و كتب هيرودت على لسان داريوس الذي خلف قمبيز: استل الفرس سيوفهم لقتال المجوس و احتفل الفرس بنهايتهم، و جعلوه عيد لهم . الحقيقة …….. نحن لا نعرف اللفظة نفسها من المصدر الرئيسي اليونان، لكن حسب الترجمة العربية اسمهم مجوس .لكن القصة وردت في موضوع سياسي بحت و لا يحمل طابع ديني. على العموم ….. هل يعقل بان دين شعب و يقوم حاكم يعتنق نفس الدين بملاحقة اتباع هذا الدين ؟ ● متى كان اول ظهور لاسم زرادشت ؟ اول ظهور لاسم زرادشت جاء في شهانامة الفردوسي. حسب كلام مؤرخ ايراني ناصر بوابير . الفردوسي ليس مؤرخ بل شاعر و لا تعتبر اشعاره وثائق تاريخية.و لمن لا يعرف شهانامة الفردوسي، فهو اشعار تمجد تاريخ فارس و ملوك الفرس وقصصهن التي وردت في مؤلفات اليونان . و الاسماء الواردة فيها ليست الا تعريب للاسماء اليونانية . الباحث الايراني يتحدث بان بداية ظهور هذا الاسم كان على يد الفردوسي ، لكن هذا الاسم ظهر ايضا في تاريخ الطبري و كتابات ابن النديم …… طبعا نحت لا نستطيع ان نحدد بدقة زمن تلك المؤلفات حتى نقارنها بزمن الشاهنامة ، مع ان الباحث الايراني يعتقد بان ابن النديم و ابن المقفع شخصيات وهمية . لذلك نحن متاكدين بان اول ظهور لاسم زرادشت جاء في فترة ظهور النصوص العربية التي ترجمت كتب اليونان . و لمن يريد مقارنة شخصية الفردوسي بشخصية اخرى، فاقرب شخصية للفردوسي هو الهمداني في اليمن . فمكانة الفردوسي في ايران تشبه مكانة الهمداني في اليمن تماما، و اشعار الشاهنامة للفردوسي التي تمجد ملوك فارس تشبه تماما اشعار قصيدة الدامغة للهمداني التي تمجد ملوك حمير في اليمن.كان للاثنين دور في صناعة هوات، فالفردوسي صنع هوة بين العرب و الايرانين و الهمداني صنع فجوة بين العرب انفسهم ( القحطانين و العدنانين ). الغريب ان الفردوسي و الهمداني كان ظهورهم مفاجىء في التاريخ. و الاثنين كان عندهم اطلاع بالثقافة اليونانية.● ما طبيعة هذا الدين ؟ اعتقد بان الزرادشتية فلسفة جديدة لصناعة ايمان لمجتمع جديد، لانه لو كان الامر دين قديم، لاستمر الدين السابق و لكان زرادشت معلم ضمن الدين السابق. فالمجتمع الفارسي كان يعبد اهورامزدا حسب ما ورد في التاريخ . حسب التاريخ المكتوب زرادشت رأى أن تاريخ العالم يتمثل في الصراع بين الخير الذي يمثله الإله “أهورامزدا”، والشر الذي يمثله الإله “أهرمان”، وأهورامزدا لا يمكن أن يكون مسئولا عن الشر؛ لأن الشر جوهرٌ، مثله مثل الخير، وأن هاتين القوتين وجهان للموجود الأول الواحد؛ لذلك لا بد أن يكون بعد الموت حياة أخرى، بعدما ينتصر الإله الأوحد على الشر، عندئذ يُبعث الموتى، ويحيا الناس مرة أخرى. الاستدلالات فلسفية للقضايا الغيبية ، اكثر من كونها تسليم و ايمان يشير لوجود سياق قديم و حسب التاريخ الرسمي، قام ابن عم زرادشت بنصح زرادشت بأن يدعو المتعلمين من قومه إلى تعاليمه؛ لأن تعاليمه الجديدة صعبة على فهم الناس غير المتعلمين.انظر ……. كيف ان الرواية تزيد من تاكيد ان الموضوع فلسفة صعبة تحتاج الى متعلمين و ليس الى عامة الناس .———————الان دعونا نطرح الاسئلة التي لم تطرح من قبل لماذا نعتقد ان هذا الدين صناعة مستحدثة ؟ هناك اسباب كثيرة تدعونا لهذا الاعتقاد 1- لان هناك نزعة و خاصية قومية و عرقية واضحة فيه، و هذه النقطة لا ينتبه لها الكثير، في فهم طبيعة الاديان، لاننا نعتقد تماما بان الحقيقة الوجودية الاولى و الايمان بها مستحيل ان تحمل طابع قومي او عرقي …. و كأن الوجود لا يعني الا قوم معينين، فلا يمكن للحقيقة قديما ان تصل لهذا الوعي التصنيفي، هذا وعي حديث جدا، و هذا يعني بانه كان هناك مشروع سياسي بدا يفكر وفق منطق قومي و حدود سياسية و هو وراء خلق هذه الديانة كي تكون ممثلة تاريخية و سياسية لفضاء جغرافي . انظر مثلا ..حسب التاريخ ——————— ظل زرادشت على جبل سابلان يستوضح أفكاره، التي تخرج في بطء شديد كأنها ولادة متعثرة، و بينما هو واقف على الجبل رأى نورًا يسطع فوقه، وإذا به “فاهومانا”