زمن النص – هل اسمه موسى أم موشي ؟

زمن النص - هل اسمه موسى أم موشي ؟

2019-08-22T12:53:00-07:00

رابط المقال

ربما ان الفكرة التي اقصدها لم تصل بشكل جيد ، لكن اتمنى ان تصل فكرتي في هذا المقال .

في البداية ساطرح اسئلة منطقية :

– هل يصعب على اللسان العربي ان ينطق  حروف كلمة ( موشي )، و هل يصعب مثلا على القران ان يحدثنا عن شخص اسمه ( موشي ) مع فرعون لو كان فعلا اسمه ( موشي ) ؟!

لا

– هل يصعب على اللسان العربي ان ينطق حروف كلمة ( يسوع)، و هل هناك مانع جوهري على القران ان يحدثنا عن شخص اسمه ( يسوع) لو كان فعلا اسمه ( يسوع ) ؟!

لا

– هل يصعب على الانجليزي نطق اسم ( احمد ) ؟!

نعم … ينطقه ( اهمد).

فهل الاسم هو احمد ام اهمد ؟!

اسمه ( احمد ) .. هو الاسم الاول الاصلي الحقيقي .. لكن ( اهمد) اسم جاء بعد ( احمد ).

هل هي مشكلة بين ان نقول ( احمد ) او نقول ( اهمد ) ؟!

الحقيقة لا توجد اي مشكلة … اختلاف لسان ثقافات في نطق الاسم . و لا توجد اي مشكلة .

لكن يصبح الامر مشكلة عندما يتعلق الموضوع بنص ديني مقدس.

بمعنى اخر

لابد ان يقرا الانجليزي اسم ( احمد ) الموجود في القران بنفس الصيغة ( احمد ) و ليس ( اهمد ) و الا سيكون هذا تحريف.

يعني ……. الامر عادي ان يقرا او يكتب الانجليزي اسم ( احمد ) ب ( اهمد ) في  اي نص اخر، سوى كانت مقالة ادبية او في كتاب تاريخ .

لكن في النص المقدس … فلا

هذا نص ديني مقدس نزل بهذه الصيغة ( احمد ) .

——————-

ما هو النص الديني المقدس ؟

النص الديني المقدس الالهي، هو نص واحد بصياغة واحدة و  بلسان واحد، و  هذا النص لا يمكن تبديله حروفه او اسلوبه، لانه قد نزل بهذه الصيغة و بهذا اللسان .

النص الديني المقدس … هو نص قديم جدا .. لانه الهي قد خرج من اول كتاب … اي انه بداية الزمن .

لكن عندما ينزل النص الديني  و يتحدث عن قصص انباء فيها احداث حول اشخاص… فهي نصوص طازجة جديدة ، و لم يكن احد في الارض  يعرفها قبل نزولها و لا يعرف اسماء شخصياتها .

النص الديني ليس كتاب يحوي ذاكرة الناس القديمة فقط  ، بل كتاب انباء ستحدث … و من هذه الانباء خرجت ثقافة الانبياء التي تركزت في منطقتنا .

النص المقدس الاصلي الحقيقي ليس كتاب ترفية و تسلية و مسابقة في اختيار الكلمات و الجمل لتزيد من جمال النص و بلاغته ، بل داخله قيمة وجودية مرتبطة بحقيقة الانسان، داخله حق قديم و قادم .

————————————

الان

معاك نصين دينين مقدسين سماويين ، مختلفين في اللسان و بالاسلوب و الصياغة ، لكن متشابهين تقريبا بالموضوعات و القصص التي يتم تناولها .

و كلا النصيين يدعيان انهما سماويين …. من السماء .

العهد القديم و القران

النص الاول يتحدث عن قصة شخص اسمه ( موشي ) و النص الثاني يتحدث عن قصة شخص اسمه ( موسى).

المسلم يعتقد بان كتاب اليهود اسمه التوراة و ان الله قد انزله في الماضي لليهود، شريعة قديمة و جاء الاسلام بشريعة جديدة و نص مقدس جديد .

لكن الاسئلة المنطقية :

كيف يعتقد المسلم بان كتاب اليهود هو التوراة و قد انزل في الماضي، بينما القران يتناول نفس موضوعات و قصص كتاب اليهود ؟!

كيف يمكن ان يكون التوراة كتاب لدين سابق للاسلام و المفروض انه مختلف تماما و يتناول موضوعات مختلفة لانه نزل في الماضي و خاص بشريعة قديمة، لكنه يتناول نفس موضوعات القران الكريم؟!

بالرغم من ان القران يمدح التوراة و يعتبرها نور و هداية و يعتبرها جزء هام من مكونه الثقافي و الديني و حتى اللغوي ، بينما كتاب اليهود غير معترف به لدى المسلم و بلسان عبري ؟! 

اذن ….. فمادام و القران يمدح التوراة، لكن المسلم ينظر للتوراة بانها محرفة بنظر المسلم ، فالقران اصلا ليس الا الكيان  الذي فقده المسلم، لان النص الديني مكون من جزئين ( كتابة و صوت )، و المسلم يملك الصوت فقط ( القران ) بينما الكتابة مفقودة، اي ان القران هو المقروء الاصلي لكتاب التوراة . و ما يوجد لدى اليهود هو كتاب مصنوع صناعة جديدة .

المسلم لديه نص يسمى ( قران ) و ليس كتاب …. اي لديه نص سمعي صوتي فقط ، اي كتاب سمعي ، اي ملف ام بي ثري، و لا يملك النسخة الكتابية الاصل، اي الكيان المادي ، اي كتاب بي دي اف.

 مادام و ان التوراة هي الكتابة ، فالتوراة الان ليست لدى المسلم لان خط القران الحالي حديث و ليس الخط الاول الذي كتبه بها القران، اي اننا لو احضرنا التوراة الاصل و نريد قراءتها ، سنقراها مثل القران الكريم الموجود عند المسلم تماما .

اي ان التوراة هي الخط التي قرا المسلم منه نص القران الكريم .

————————————

المنطق يقول ان ……… السماء لا ينزل منها الا نص واحد فقط، و لا بد ان واحد منهما سماوي و الاخر مقلد عن الاصل.

اذن فمن المنطقي القول :  اي واحد منهما هو الاسم الصحيح … هل ( موسى ) ام ( موشي )؟

و مادام و ان المنطق يقول هكذا فالسؤال المنطقي :

اي واحد منهما النص الاول الاقدم الاصلي و ايهما النص الذي جاء بعده ؟

هذا هو جوهر القضية .

فهل هناك علوم يمكن بواسطتها معرفة عمر النص و زمنه، و المقارنة بين النصوص لادراك ايهما الاقدم و ايهما الاحدث ؟

اعتقد نعم ، لكن  قد لا تكون كافية، او لا تنال اهتمام في التخصصات الجامعية او في مشهدنا الثقافي، و ان كان لا يوجد، فاعتقد باننا نستطيع صياغة قواعد علم جديد يتناول هذا الموضوع .

لو فكرنا بمسالة زمن النص، فاننا نستطيع ندرس زمن النص من جانبين اثنين : 

1- الجانب الاول … من داخل النص

2- الجانب الثاني … من خارج النص

و عندما نحاول ان ندرس زمن النص من خارج النص، فاننا سندرس خصائص حامل النص و بيئته و لغته و وضعة، و  من هذا الجانب  نستطيع ان نعمل مقارنة بين حاملي النصين، المسلم و اليهودي .

و عندما نقوم بدراسة اليهود سنجد بان اليهود بلا اصل و لا يعرف لهم اصل، و هذه الحالة تفرض علينا الاعتقاد و بشكل منطقي:

ان هولاء اليهود الذين لا يعرف لهم اصل يحملون نص غير اصلي … نص غير اولي طبيعي …… و هذا النص الغير اصلي هو السبب الاساسي وراء وضع اليهود اليوم و هو السبب وراء عدم معرفة اصل ثابت لهم، و سبب الرئيسي وراء عدم و جود موطن ثابت حقيقي يتكلم بلغة كتابهم الديني كلغة رسمية

لو كان لليهود نص اصلي اولي ……… فمن المفروض انهم اصل في المنطقة و ليسوا اقلية تعيش اطراف المدن و يتكلمون بلغتين لغة البلاد و لغة كتابهم الديني، و في وضعية وافد غير اصيل.

اما لو حاولنا دراسة زمن النص من داخل النص، فاننا سندرس خصائص النص كامل، لغته و معانيه.

و من هذا الجانب  نستطيع ان نعمل مقارنة بين كتاب اليهود و كتاب النسلم، العهد القديم و القران .

في كتاب العهد القديم ……. سنجد بان قصة موشي تحمل طابع مسرحي خاص بشعب عانى الاضطهاد و القتل  ، قصة حدثت في الماضي

اما في القران الكريم ……. سنجد بان قصة موسى تحمل طابع واقعي ، و في القصة خطاب للنبي على اساس ان النبي لم يكن يعرف هو مسبقا هذا القصة، بل حتى قوم النبي لا يعرفوها و لا يعرفها اي احد.

القران يتناول قصة موسى ك نبأ، لتثبيت النبي … و جوهر القصة هو الكتاب الذي اؤتي موسى … و في القصة هناك ايات فيها خطاب للرسول بصيغة الامر ، بان لا يكون في شك من لقاءه ، و يأمره باخذ الواح موسى و يامر قومه باخذها .

موشي في كتاب اليهود قصة حدثت في الماضي ، لكن موسى في القران نبا لم يحدث الا بعد نزول القران، اي ستحدث في المستقبل .

اذن في كتاب اليهود لا نستطيع ان نحدد زمن القصة فيه ، لكن في القران نستطيع ان نحدد بدقة زمن النص، و  عندها سنعرف بان النص قد نزل قبل ذلك النبأ.

و لو تحقق النبأ فعلا ، سيكون نص القران هو النص الاصلي الاول، بينما كتاب اليهود نص قد جاء بعده ، و هو صناعة قوة سياسية من اجل اخفاء زمن النص الاول الاصلي .

اي ان النص المقدس الاصلي …. هو قصة موسى في القران الكريم، بينما قصة موشي في كتاب اليهود ليست نصوص مقدسة، بل من تاليف قوة سياسية جاءت بعد القران، كتبت نسخة كتاب يشبه كتاب المسلم و ارادت تحريف عقل اصحاب النص المقدس .

اي ان ( موسى ) كان قبل ( موشي ) .

و لا تمام هذه الحبكة في عقل المسلم ………. تم اختلاق فكرة التقاويم الزمنية … فتم صناعة زمن افتراضي لكتاب اليهود و زمن افتراضي للقران الكريم ، و جعلوا كتاب اليهود ( العهد القديم)  يسبق القران في الزمن .

و بسبب هذه اللعبة الزمنية المتعلقة بالتقاويم،  اعتقد الكثير  بانه لا فرق بين موشي و موسى ، او عيسى و يسوع … و بان الامر اختلاف لسان ثقافات.

بينما الحقيقة …….هو تحريف لنصوص اصلية اولية طازجة، مرتبطة بالزمن ( نبأ )، نزلت بلسان عربي …… بعد ان تمت صناعة زمن افتراضي و في داخله تاريخ وهمي،حتى لا يصل معنى النص الديني المقدس الاصلي الاول لعقول الناس،  و لا يفهموا خطابه و رسالته ابدا .

اقرا هذه الاية جيدا، و تدبر المعنى فيها جيدا

{وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون}

ركز على جملة  …. و هم يتلون الكتاب.

كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم …. قالوا مثل قولهم : (موشي و يسوع )

اتمنى من كل قلبي … ان تكون الفكرة قد وصلت بشكل جيد، و تكونوا من الذين يعلمون  .

.

 

 

اترك تعليق