ظاهرة الدعاة – عدنان ابراهيم نموذجا

ظاهرة الدعاة - عدنان ابراهيم نموذجا

2018-05-28T18:07:00-07:00

رابط المقال

كنت مخطىء عندما اعتقدات ان السنوات الاخيرة خصوصا السنة الحالية ستكون كافية لفضح ظاهرة الدعاة امام الجماهير الكبيرة ، عندما تخلع الاحداث المتسارعة و المواقف القناع عنهم و يظهر امام الجماهير الوجه الاعلامي الحقيقي لهم ، الذي يعمل ضمن مشروع ممنهج و منظم لتوجيه الجماهير بما يخدم مشروع استراتيجي اعلامي لقوى اقليمية تابعة لقوى دولية تعمل ضد مصالح المنطقة .

من واقع التعليقات وجدت انه ربما البعض يحتاج الى صدمات اشد ، حتى يدركوا باننا في عالم منظم و ليس عفوي . و ربما انهم لم يفهموا قواعد اللعبة التي تمكنهم من خلع الاقنعة بسهولة بدون حتى تجربة .

لذلك .. ساتحدث عن قواعد اللعبة من خلال نماذج من هولاء الدعاة ، و قد يزعج كلامي البعض خصوصا عند الحديث عن ظواهر الدعاة التي لا تسير في الخط الدعوي السعودي لكن الامر اصبح ضروري،  حتى يدرك الكثير اللعبة ، و  لذلك ساترك كل الظواهر و اتحدث عن ظاهرتين جديدتين هما ظاهرة عدنان ابراهيم و ظاهرة حسن فرحان المالكي . 

عندما بدات هاتين الظاهرتين( عدنان ابراهيم و المالكي) في البروز في الفضاء الاعلامي شعرت بخطر اختراق ، خصوصا من كثرة اقبال  الكثير من اليمنين على صفحة و حساب الداعية المالكي ، كنت ادعو الكثير من اليمنين و المقاومين للمشروع الصهيوني في المنطقة من الحذر الكثير منهما، ليس من الفكر وحده بل من ان يسيطران روحيا و فكريا على الناس .

لماذا ؟

ساخبركم بقواعد اللعبة

كل الشعوب العالم فيها نسب ، فيها غالبية و فيها قلة ، فالغالبية الكبيرة من اي شعب في مستوى تفكير عادي ، و هذه الغالبية هي المستهدفة دائما … لانه يمكن توجيهها بسهولة بواسطة  نجوم اعلامية ، نجوم ( فنية ؛ دينية ، فكرية ، سياسية )، و لان الدين من اقوى وسائل التوجيه في منطقتنا، لانه يملك سلطة روحية و وجودية بجانب السلطة الفكرية ، و يستطيع ان يخفي الوجه الحقيقي للتوجهات السياسية ،   لذلك يجب الحذر دائما من النجوم الجديدة التي تظهر في الفضاء الاعلامي .

هذه حقيقة اصبح يدركها الكثير ، لكن قد يقول البعض بانه لا يمنع من وجود حالات تشذ عن هذه القاعدة .

صحيح … لكن كيف تميز .

هناك طريقة نستطيع ان نعرف بها توجهات هولاء ، عندما نخرج من عالم التمثيل الى عالم  الواقع . عندما نخرج من عالم التمثيل الذي سيطر على مخيلتنا بسبب كثرة مشاهدتنا للمسلسلات التلفزيونية و الافلام السينمائية ، و التي قضت على صورة الواقع الطبيعي في مخيلتنا ، فافقدتنا رؤية الواقع و اصبحنا نجد صعوبة شديدة في التفريق بين التمثيل و الواقع الطبيعي .

هناك مقولة تقول : الفرق بين الحقيقة و الزيف ، هو مثل الفرق بين المجوهرات الحقيقية و المزيفة .. المزيفة تبدو اكثر إتقان و أكثر لمعان و بريق.

نعم المزيف يبدو اكثر اتقان و احتراف و اكثر لمعان و بريق حتى يخدعك .

لنضرب مثالا بعدنان ابراهيم

● عندما تجد شخص يجيد الخطابة بصوت جهوري بالتناغم مع حركات يده و جسمه ، فانت امام ظاهرة مدربة و تعي جيدا مفعول هذا للجماهير … و تعي ان الجماهير تنجذب لقوة الخطابة و ليس لقوة الحجة و المعرفة .

فدائما ما تجد بان اسلوب الخطابة و الصوت الجهوري اسلوب ذكي لاقناع الجماهير بالموضوعات .. و هو عمل ذكي ايضا لاخفاء الحقيقة .

● عندما تجد شخص بتلك اللحية المنتظمة و تلك العناية الفائقة بالملابس و  يرفع مقاطع فيديو عالية الجودة لخطبه و هو يعتلي منبر جامع مزخرف بفضاء يحمل عمق، فانت امام طاقم محترف يعمل خلف ذلك الفضاء و يعي جيدا علاقة ذلك الديكور بايصال المعلومة للجماهير .

هل قد شاهد احدكم صورة للمصلين الذي يخطب عليهم عدنان ابراهيم ، هل قد سمعتم اصواتهم و هو يحدثهم ؟ … فضاء مصطنع .

● عندما تجد شخص يرفع مقاطع فيديو عالية الدقة لمحاظرات  يلقيها و خلفه توجد مكتبة و على سطح الطاولة امامة مجموعة من الكتب . … فانت ايضا امام طاقم محترف خلف تلك الصورة ، و يعي دور ذلك الفضاء الديكوري في اقناع الجماهير بالافكار .

● عندما تجد شخص بشكل منتظم و متواصل و دقيق يرفع مقاطع فيديوهات له …  فانت امام عمل منظم و ليس عفوي .

● عندما تجد شخص دائما في فضاء محدود و لا تشاهده  خارج ذلك الفضاء المعتاد ، و لا تعرف ماهو عمله الذي يحصل منه مصدر العيش …. فانت امام موظف ضمن وظيفة محصورة بذلك الفضاء

● عندما تجد شخص في احاديثة حريص على لغته و يعتني بها جيدا و لا يقع في غلطات كلامية … فانت امام شخص حريص جدا على صورته امام الجماهير . 

● عندما تجد شخص مشغول جدا بتبرير حديث او موقف خاطىء امام جمهوره .. فانت امام شخص راسماله هو الجمهور .

● عندما تجد شخص يناقش كل الموضوعات فلسفية و دينية و علمية و سياسية  … فانت امام شخص يحاول استقطاب جماهير كثيرة من كافة الشرائح .

● عندما تجد شخص غاضب جدا و صوته مرتفع و الانفعال ظاهر عليه عند الحديث عن نظام دولة عربية و لا يجد اي عذر له، و عندما يتحدث عن النظام الامريكي في المنطقة و نقل سفارة امريكا للقدس تجده يبتسم و يسخر و يصر على جعل القضية بانها مرتبطة بشخصية التاجر ترامب و ليس النظام بالامريكي، مستدل بصحف اسرائيلية … فانت امام شخص غير طبيعي ابدا و يعي جيدا ما يقوله و يوجه الجماهير لتميع الواقع .

● عندما تجد شخص حريص في كثير من خطاباته على ان يحدث جمهوره الكبير بان اساس مشكلة شعوب المنطقة مرتبطة بالتراث ، و لا علاقة للغرب في مشاكلنا و يحمل الشعوب …… فانت امام شخص مرتبط بتوجه غربي يخفي الدور الاساسي القذر للغرب في خرابنا.

● عندما تجد شخص يعلي من المؤسسات و المنظمات الدولية و يعتبر تقاريرها و اعمالها حجة شرعية ، و ينسى كل الاجرام و الحقارة التي تقوم بها منذ تاسيسها و الى اليوم …. فانت امام شخص ضمن الطاقم الاعلامي الغربي

● عندما تجد شخص حريص على تاكيد ان الطائفية في المنطقة سببها التراث و الفهم الخاطىء للدين و يعطي نموذج العراق و يستدل بالتاريخ ، و ينسى امريكا القذرة التي غزت العراق و دمرت و خربت …. فانت امام اعلامي امريكي .

● عندما تجد شخص يتحدث من على قناة سعودية ،  و بصوت جهوري يصف علماء السعودية بانهم حجج الزمان، و بان السعودية قائدة الامة و  العالم لاسلامي السني و بان محمد بن سلمان هو منقذ المنطقة و مشروع حداثي و بانه اكتشف مؤخرا بان ايران تمارس دور خبيث و قذر في المنطقة … فانت امام انسان متدرب و يعمل في وظيفة منتظمة  تابعة لجهاز مخابرات .

● اخيرا … عندما تجد شخص يرفع مقطع فيديو ليبرر حديثة الجميل عن السعودية و يدافع عن نفسه و موقفه و بانه لم يشترى من قبل احد ، بعد توقيف برنامجة من قنوات السعودية و منع الاعلام السعودي من استضافته ، و تجده مشغول بشكل طفولي بالحديث عن فئة من الناس يصفهم بخصومة و اعداءه و هم اصدقاء محور ايران لانهم شمتوا به …… فانت امام شخص يبعث برسالة غير مباشرة لجمهوره بان ايران عدوتنا من اليوم .

الان … التمثيلية الحالية هي ….  عدنان ابراهيم محارب من السعودية …. و هناك اعداء له هم محور ايران  …و هذا يعني بان حديثه القادم حول ايران سيكون منطقي و لن يكون بتوجيهات من السعودية …لان السعودية تحاربه .

مسلسلات طفولية .

اما بالنسبة لحسن فرحان المالكي

اعرف ان الكثير سيعترض على حديثي حول هذا الرجل لكن :

لا يمكن لشخص يحمل مثل توجهات المالكي المعارضة للوهابية  و يبقى حي في السعودية ، و يصعد دائما في قنواتهم ،  الا لو لم يكن خطر بل هو مشروع قادم يعمل على استقطاب جماهير حتى اطلاقه . … بديهية .

هم مشاريع مؤجلة .. هم في مرحلة صناعة نجوم جديدة من اجل استقطاب كبير …. حتى الوقت المناسب لاطلاقهم بما يخدم التوجه السياسي الجديد لهم .

عدنان ابراهيم و المالكي دخلوا الفضاء الشيعي باحاديثهم عن معاوية … لكن البعض لا يدرك بانها عملية اختراق فقط … لانهم يعرفون من اين تؤكل الكتف … من اجل استقطاب جماهيري من الفضاء السني و خاصة الفضاء الشيعي … و حتى لا يوصفون بالوهابية و الاخوانية و الطائفية عندما يكون لهم احاديث في قضايا ستاتي جديدة .

و خير دليل …. كلام عدنان ابراهيم الاخير .. و حديثه عن الدور الخبيث لايران في المنطقة …. لانه يعلم جيدا بان الجمهور الذي صنعه سيصدق كلامه و سيجد في كلامه منطق و حقيقة ،  لان جمهوره يعرف بان عدنان ابراهيم ليس طائفي و يكره معاوية و مادام تحدث عن ايران بهذا الكلام فاكيد هناك سبب منطقي و حقيقي غير الطائفية … فعلا ايران تمارس دور خبيث .

  نحن امام موظف اعلامي رسمي … نجم سينمائي دعائي …يعمل لصالح قوى منظمة ، و  لا يستطيع ان يشاهد الغرب القذر الفاجر و دول الخليج و هم يخربون و يدمرون دول المنطقة  بوقاحة و سفالة  .

 

 

اترك تعليق