12/31/2020 0:00:00
لماذا كتب الناس الاولين و ما هي موضوعات كتاباتهم ؟
في البداية سنطرح سؤال : لماذا يكتب الناس الان ؟
نحن نكتب … حفظ ذاكرة الشخص ، و توصيل معلومة ، و للتواصل بين شخصين
فلماذا كتب الناس قديما ؟
نحن نعتقد بان الهدف قديما من خلال المراقبة الواقعية بان الاولين كتبوا لاجل :
حفظ الذاكرة
توصيل معلومة
و لم تكن وظيفة الكتابة هو للتواصل بين شخصين بشكل اساسي ، بدليل ان الكتابة محصورة بنطاق ضيق و في الواح فيها عنايها فائقة في الكتابة و جهد، الحياة بسيطة و لا تحتاج الى كتابة للتواصل .
ماهي طبيعة الذاكرة و ما هي توصيل المعلومة ؟
لو فكرنا باهم شيء يمكن ان يفكر به الناس قديما، هو حفظ ذاكرة المجتمع ، حفظ دين الانسان و معتقده، فاي مجتمع سيفكر بهذا ، و لذلك نعتقد بان موضوعات الكتابة ستكون دينية اكثر من كونها مادة اخرى .
موضوعات تمجيد الاشخاص و بطولات و حروب و امجاد ، تبدو غير منطقية، لان الشخص لا يحتاج الى حفظ ذاكراته للناس ، لان الناس لن تهتم بهذا الرجل ، الا لو كان الشخص يحمل طبيعة مرتبطة بالدين.
من هو اول من كتب ؟!
علينا التفريق بين سؤالين
لماذا كتب القدماء ، و لماذا كتب الانسان الاول .
لاننا سنتكلم من منطلق فكرة بعيدة عن نظرية دارون، التي تفرض مجموعات بشرية تخرج من كل مكان، ففكرتنا مختلفة و تقوم على اساس علمي و هو ان الانسان الاول ظهر في مكان واحد، و من ذلك المكان بدا الكتابة ، و عندما بدا الكتابة سيكون هو اول انسان كتب …. ثم يخرج من هذا الانسان ذرية تنتشر في الارض مرتبطة بالكتاب الاول ، لكن عندما تقرر ان تكتب كتابة اخرى بعد حقب زمنية طويلة ، فان السؤال سيختلف
لماذا كتب الانسان الاول و ماهي طبيعة موضوعات الكتابة ؟ ، و لماذا كتبت ذرية الانسان الاول و ما هي طبيعة موضوعات الكتابة ؟
■ الانسان الاول عندما يكتب … سيكتب لاجل حفظ الذاكرة للذرية التي تاتي من بعده .
و مؤكد بان حياة الانسان الاول بسيطة جدا، لا حروب و لا قتال و لا بطولات و لا امجاد ، بل ظهور اول للانسان في الحياة و نظرته للوجود .
ستكون موضوعات الكتابة الاولى للانسان الاولى، ذات طبيعية دينية بحته .. العقيدة و الدين .
و سيكون جوهر و اسباب الكتابة … هو حفظ الذاكرة
■ اما الذرية التي خرجت من الانسان الاول بعد حقب زمنية و انتشرت في الارض فعندما تكتب، فانها ستكتب لاجل توصيل معلومة الانسان الاول ، و حفظ الذاكرة الاولى …. خصوصا لو اعتقدنا بان مادة الكتابة هي الالواح الحجرية .
و من خلال هذا المنطق الواقعي …… فانه ينفي كون موضوعات الكتابة في كتابات الذرية ، هي امجاد و بطولات، لان الذرية ستخرج من الانسان الاولى و لا تحتاج الى صناعة حروب و قتال مع بعضها و هم امة واحدة .
——- ——- ——- ——-
■ الشكل الكتابي للانسان الاول
ما هو الشكل الكتابي الذي يمكن ان يكتب به الانسان الاول ؟
نحن تحدثنا بان الانسان الاول …. لو كتب فان الهدف الرئيسي من الكتابة هو حفظ الذاكرة ، و بان موضوع الكتابة الرئيسي، سيكون هو نصوص دينية مرتبطة بحقيقة وجود الانسان ، مرتبطة بعقيدته .
و عملية حفظ الذاكرة لنصوص دينية للذرية التي تاتي بعده …… تحتاج الى نظام كتابي حي بشكل متواصل لا تختفي حيويته مع مرور الزمن، و مرتبط بشكل مباشر بلغة الانسان الاول .
و لذلك … فاننا نعتقد بان اول شكل كتابي منطقي و واقعي يمكن ان يحقق هذا الشيء الا نظام كتابي تصويري ( عبر الصور ) لاشياء من حول الانسان الاول ، فالصور ستكون معبرة عن اشياء معروفة بلغة الانسان الاول و ذريته التي سترث مسميات الاشياء .
■ الشكل الكتابي للذرية
ما هو الشكل الكتابي الذي يمكن ان تكتب بها ذرية الانسان الاول ؟
لقد قلنا سابقا بان هدف الكتابة عند الذرية التي خرجت من الانسان الاول بعد حقب زمنية طويلة و انتشرت في الارض ، هو لاجل توصيل معلومات ذاكرة الانسان الاول للذرية التي استوطنت ارض بعيدة ، و استمرار حفظ الذاكرة الاولى.
نحن نعتقد بان الذرية ستكون مرتبطة بالشكل الاول الكتابي و قداسة الكتاب ستستمر زمن طويل، و سلطته ستكون كبيرة ……. و يصعب خروج الذرية من سلطة الكتابة الاولى ، اي من الصعوبة ان تخرج الذرية من التعامل مع الشكل الكتابي الاول .
و من المؤكد بان الشكل الكتابي الاول سيكون مقدس عند الذرية في المكان الاول الذي وجد فيه الانسان الاول ، و يمنع التعامل به ، يحفظ في مكانه الاول .
ايضا لو خرجت ال من الشكل الكتابي الاول ، فانها ستحتاج الى شرعية دينية يسمح لها بالكتابة بشكل كتابي جديد مختلف عن الشكل الاول ، و لو تحققت تلك الشرعية الدينية ………. فانها ستكتب بكتابة مستخرجة من لشكل الكتابي الاول ( التصويري ) ، و سيكون الشكل الكتابي للذرية ( غير تصويري )، اي شكل كتابي اكثر بساطة و سهولة في الكتابة، لكن الشكل الكتابي الثاني متطابق مع الشكل الكتابي الاول .
و ستكون موضوعات الشكل الكتابي الثاني، هي نفسها نسخة طبق الاصل من الشكل الكتابي الاول .
بمعنى لو ارادت الذرية التي اصبحت تسكن في الارض الثانية نقل ذاكرة الانسان الاول التي في الارض الاولى، فانها ستذهب الى مكان الانسان الاول ، و ستقرا الشكل الكتابي الاول ( التصويري ) و ستكتبه بالشكل الكتابي الثاني السهل ، و ستنقله الى المكان الذي تسكن فيه الارض الثانية .
نفس الموضوع … لكن بشكل كتابي مختلف ، لتحفظ ذاكرة الانسان الاول في الارض البعيدة ، حتى يختصر على الذرية مشقة السفر الى مكان الذاكرة الاولى و يستمر بحفظ ذاكرته الاولى في بلاده الجديدة .
——- ——- ——-
هذه هي القصة المنطقية الواقعية التي ستحدث في القرون الاولى للانسان في الارض .
——- ——- ——-
ماهو اقول العقل الغربي في هذا الموضوع ؟
لو تطالع كتابات الغرب في حديثه حول هذا الموضوع، ستجد بانه وعيه منحصر في أربعة نقاط :
1- يتجاهل بشكل غريب هدف الكتابة عند القدماء ، بل قام بخلط الاشكال الكتابية القديمة في الارض .
فلا يوجد في كتابات الغرب تفسير لاسباب اختيار المصرين لتلك الكتابة ، و اختيار اليمنين لتلك الكتابة و اختيار العراقين لخط المسماري ، فقط كتابة بدون تفسير علمي .
2- يتحدث بشكل متواصل عن معلومة يونانية تقول ان : الفينقين اول من اخترع الكتابة، و احيانا سومر اول مكان ظهر فيها الكتابة .
حسب ما قدم لنا الغرب ، و كشف لنا كتابات الفينقين القديمة ، و من خلال منطقنا السابق الذي وصلنا الىه، انه من المستحيل ان يكون الشكل الكتابي الذي كتبه ما يسميهم الغرب فينقين هو اول شكل كتابي في الارض، فهو كتابات تبدو مثل اليونانية.
3- يتحدث عن قصة خرافة يونانية تقول : بان الاله ( قدموس) الفينيقي الذي علم اليونان الكتابة ، و يتعامل معها على اساس معلومة لفهم الواقع .
الحضارة اليونانية التي فاقت كل عقول البشرية بالعلم و العقل و الفلسفة عجزت عن اختراع كتابة و راحت تستورد كتابة من عند شعب بدائي قديم ليس بمثل مستوى حضارتهم .
4- يتحدث فقط حول فكرة موجودة عند اليهود و يركز عليها متجاهل بقية الاديان الاخرى ، حيث يقول بان اليهودية تعتقد بان لغتها مقدسة و بانها هبة الرب لليهود .
و تستغرب من لغة هبة من الله ، و لغة العبرية كانت قبل 100 سنة و لا يوجد احد يتكلم بها .
ايضا الاله القومي عند اليهود ليس اله فطري، و لا يمكن ان يتواجد في قديم الزمن حتى يهب تلك اللغة ، فالاله القومي هو اله حديث، لان اله الانسان الاول هو اله الفطرة الاولى اله لكل الناس و البشر .