3/8/2021 0:00:01
كان السؤال المحير لدي ……….. لماذا هناك أكثر من 40 لغة في اوروبا داخل مساحة جغرافية لا تتجاوز 5 مليون كلم، بالرغم من انهم من عرقية واحدة، بينما الصين التي مساحتها الجغرافية 9 مليون يوجد فيها لغة واحدة فقط ؟
بل كان السؤال الاكثر حيرة، لماذا لغات دول اوروبا متطابقة مع لغات كتابهم الديني المشترك الذي يجمعهم، كيف اصبح كتابهم الديني المشترك مكتوب بعدة لغات، متى تم هذا الامر ؟
فاذا كان هناك كتاب ديني فعلا لديهم ، و هذا الكتاب موجود منذ البداية، فيجب ان يكون كتاب مكتوب بلغة واحدة فقط، و الايمان بهذا الكتاب يفرض على سكان اوروبا واقعيا، الحفاظ على نصه الرئيسي بلغته الاولى الاصلية .
لكن عملية انتقال ذلك الكتاب باللغة الاولى الاصلية ، الى مرحلة ان يكتب بلغة مختلفة ، و يصبح هذا الكتاب باللغة الجديدة كتاب ديني مقدس ، تعتبر عملية واقعية صعبه جدا، و تحتاج الى قوة كبيرها لفرض واقع هذا الكتاب باللغة الجديدة، فكيف سيكون الامر لو كان الامر اكثر من 30 لغة ؟! .
بل ان الامر المحير كيف تم الامر في اوروبا فجاءه، لانه من المفروض اننا نعيش حتى اليوم جدال في الامر، فاذا كان الامر قد تم في دولة واحدة في اوروبا، فهناك دولة اخرى لم يحدث معها هذا الامر ، لكن الامر الغريب و كأن قد حدث في اوروبا اتفاق عام شامل عند الجميع في وقت واحد ، لكتابة الكتاب الديني باي لغة كانت و اعتمادها ككتب مقدسة .
قراءة واقع احتلال الاسبان لامريكا الجنوبية ، يجعلنا نعتقد بان مجتمعات امريكا قد تم عليها شيئين من قبل الاسباني : الاول هو جعلهم بنفس معتقد الديني للاسبان، ثانيا جعل لسانهم بنفس لسان الكتاب الديني للاسبان البايبل المكتوب باللغة الاسبانية ، و لولا احتلال الاسبان لامريكا لكنا اليوم سنشاهد في امريكا الجنوبية مجتمعات مختلفة تماما عن واقع اليوم، مجتمعات تملك دين مختلف عن دين الاسبان و تتكلم بلغة مختلفة عن الاسبانية .
لذلك فنحن نعتقد بانه عند خروج الغرب لاحتلال العالم، كان الغرب يحمل معه مهمتين، الاولى تبديل معتقدات الشعوب المحتلة بنفس معتقد الغرب، و الثانية تبديل لغات تلك الشعوب بنفس لغات الكتاب الديني الذي يؤمن به الغرب.
فهل بداية الامر في اوروبا قد تمت بهذه الطريقة، و كان هناك قوة احتلت اوروبا و فرضت عليهم كتاب البايبل المكتوق بعدة لغات ، و بعد ان تم الامر في اوروبا تشكلت قوى، خرجت تلك القوى تغزو العالم و هي تحمل معها كتاب البايبل لتبديل معتقدات الشعوب بنفس معتقدها الديني ، و في نفس الوقت تريد نشر لغاتها التي كتب بها كتاب البايبل للحفاظ على مستعمراتها من خطر القوى الاوروبية الاخرى المنافسة ، ام هو مشروع قوة وحيدة قامت بذلك العمل في أوروبا ، و مازالت تلك القوة باقية حتى اليوم و هي من تدير اوروبا؟
الواقع الذي حدث في كل العالم
مستعمرات بريطانيا شعوبها مسيحية تتكلم انجليزي
و مستعمرات فرنسا شعوبها مسيحية تتكلم فرنسي
و مستعمرات البرتغال شعوبها مسيحية تتكلم برتغالي
و مستعمرات اسبانيا شعوبها مسيحية تتكلم اسباني
لكن الغريب بان هناك حالة مختلفة تماما عن الحالة الاوروبية التي جرت ، فالمسلمون في كل الارض يؤمنون بكتاب ديني مكتوب بالسان العربي …….. و واقع المسلمون يتكلمون بلغات عديدة من بينها العربي ، لكن كل المسلمون يملكون كتاب واحد و محافظين على النص الاصلي للكتاب و بلغته الاصلية ، فلم يكتبوا ابدا كتابهم الديني بلغاتهم الحية المتداولة و المختلفة عن لغة كتابهم الديني ، بل محافظين على النص الاصلي للكتاب بلغته الاصلية ، فالاسلام لم يفرض لغته عليهم و لم يبدل لغاتهم بنفس لغة الاصلية للكتاب ، كما بدل الغرب لغات الشعوب المحتلة بنفس لغات كتاب البايبل .
ماهو السبب المنطقي الذي جعل الشعوب المسلمة تحافظ على النص الاصلي بلغته و لم يحدث معها مثل ما حدث مع اوروبا ؟
فهل سبب استمرار حفاظ المجتمعات المسلمة على النص الاصلي للكتاب الديني بلغته الاولى، لان تلك المجتمعات اصلا تحفاظ على لغتها الاصلية الاولى التي بنفس لغة كتابهم الديني قبل تبدل لغاتهم ، و بعد دخول الغرب لاحتلال تلك المجتمعات لم يتمكن من تبديل دينهم لكنهم تمكن من تبديل لغاتهم الى لغات مختلفة عن لغتهم الاول الاصلية المشتركة، فظهرت مجتمعات مسلمة بلغات مختلفة عن لغتها الاولى التي كتب بها الكتاب الديني الذي يؤمنون به ؟
اعتقد نعم ، و خطاب الكتاب الديني للمسلمين يتحدث بوضوح حول هذا الامر الهام حتى لا يضل الناس، بان لسان الانسان الاول في الارض هي الاسماء التي علمها الله لادم، ولديك حالة واضحة تشرح اسباب كون اللغة الايرانية تحتوي على 70 بالمائة من المفردات العربية .
و خطاب الكتاب الديني للمسلمين، يتكلم عن مشروع صناعة كتاب ديني بلغات عديده يشبه كتاب المسلمين، حتى يحسبه المسلم كتاب من عند الله ، و لا يوجد واقعيا كتاب يشبه كتاب المسلمين مكتوب بلغات عديدة الا كتاب البايبل، حيث يقول :
{ كتاب فصلت اياته قراءنا عربيا لقوم يعلمون * وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون}
و نصوص كتاب البايبل الذي يؤمن به الغرب ، يتكلم بوضوح حول هذا المشروع، فهناك نص في كتاب البايبل يقول ???? هلم ننزل هناك لنبلبل لسانهم حتى لا يفهم البعض لسان بعضهم ]
لذلك فان لغات ( العبرية السريانية القبطية) التي كتب بها كتاب البايبل و الذي يؤمن به اقليات في المنطقة ،لم تظهر في الارض الا بعد خرج الغرب يحمل معه كتاب البايبل المكتوب بلغات عديدة لغزو و احتلال المنطقة ، فصنع مجتمعات تؤمن بهذا الكتاب بعدة لغات و من الطبيعي بان هذه المجتمعات ستؤمن بلغة هذا الكتاب و ستؤمن بانها لغتها الاصلية فيما بعد، بينما هي لغات من تصميم الغرب كتب بهذه اللغات المصطنعة كتابه الديني الذي قام بتاليفه، لصناعة مجتمعات عديدة تتكلم بلغات عديدة بنفس لغات كتابه لكنها لا تفهم لغة بعضها البعض .
و هذا هو السبب الجوهري الذي جعل اليهود قبل 100 سنة لا يتكلمون اللغة العبرية و كانت مقتصرة على لغة الكتاب الديني و على رجال الدين و طقوس الكنيس و لم تكن لغة حية ، و هو نفس السبب الذي جعل اللغة القبطية في مصر التي هي لغة كتاب البايبل مقتصرة على طقوس الدينية في الكنيسة و ليست لغة حية ، و هو نفس السبب الذي جعل اللغة السريانية في سوريا مقتصرة على طقوس الدينية الكنيسة و ليست لغة حية.
و ذلك السبب هو نفسه السبب الذي جعل الغرب يكتب تاريخ بصياغة كاذبة ليتحايل على الواقع :
عندما قال الغرب بان صناعة اللغة العبرية للكيان الصهيوني كانت اكبر عملية احياء لغة في التاريخ. فصياغة هذه المعلومة كاذبة للتحايل على الواقع الذي حدث ، لان الحقيقة انها كانت اكبر عملية صناعة لغة من اختراع علماء غرب و جعلها حية.
و عندما قال بان المسيحين في مصر الذين يؤمنون بكتاب البايبل باللغة القبطية ، قاموا باكبر عملية اصلاح للغة القبطية عبر اللغة اليونانية في فترة حكم محمد علي باشا. فصياغة هذه المعلومة كاذبة للتحايل على الواقع الذي حدث ، لان الحقيقة بان اللغة القبطية لم تظهر في مصر لاول مرة في التاريخ الا بعد غزوة نابليون .
و هذا المشروع الذي قام به الغرب في العالم هو المدخل الصحيح ،لمن يريد ان يفهم اسباب موجة السريانية في سوريا و بان السريانية هي لغة سوريا قديما .