3/30/2021 0:00:01
لماذا المسجد الحرام في مصر يقينا ؟
الحقيقة من السهولة ان يدرك اي مسلم هذه الحقيقة ، لكن لو ترك المسلم منهج التفكير المتعارف عليه في البحث و التدبر ، لانه منهج مقصود نشره في كل مجتمعات المسلمين ، و تخلص من كل المصادر الاخرى غير القراءن و الواقع في فهم اساس القصة.
لماذا خطاب الوحي يتحدث بشكل مستمر عن المسجد الحرام و من صد الناس عنه، و يخاطب الرسول عن تبديل القبله ؟
و كان هناك مشكلة قد حدثت و هي مرتبطة بالقبله و الوحي يطلب من الرسول تبديل القبله الى المكان الصحيح.
لكن قصة مكة صورت الامر بانها عملية تحديث فقط، و لم يكن هناك مشكلة اصلا مرتبطة بالقبلة و المسجد الحرام.
فحسب القصة الله نزل دين اليهودية و جعل لهم ارض مقدسة في فلسطين و جعل لهم هيكل مقدس هناك و قبله للصلاة، لكن بعد زمن طويل قرر الله تنزيل دين جديد في مكة، او بمعنى اخر عمل تحديث جديد لدينه السابق او عمل نسخة مطورة لدينه السابق الذي جعل لهم ارض مقدسة في اورشاليم للصلاة و الحج، و عندما نزل الله هذا الدين ، فان اول شيء قام به هو ابتكر له اسم جديد و هو الله، و ابتكر لدينه الجديد اسم جديد ايضا و هو الاسلام و طلب من معتنقيه ان يقيموا الصلاة ، لكن معتنقيه كانوا يتوجهون في صلاتهم الى قبله الدين السابق نحو اورشاليم، لان الله نسى في البداية ان يعمل تحديث للقبلة السابقه، بان يصنع لها اسم جديد و يختار لها موقع جديد ، و هذا النسيان جعل المسلمين يصلون نحو قبله النسخة القديمة من دينه ، لكن بعد عدة سنوات تذكر الله انه قد نسى عمل هذا التحديث، فقرر عمل تحديث للقبله القديمة في نسخة دينه الجديد، و ابتكر لها اسم جديد و موقع جغرافي جديد، فطلب من الرسول ان يبدل القبله التي كانوا عليها نحو اورشاليم فلسطين ، و يتوجه نحو مكة الحجاز .
هذه خلاصة قصة تبديل القبله الموجودة في عقل المسلم ، حتى و ان كتب لك التاريخ القصة باسلوب مختلف اكثر اثارة ، و القصة تبدو غير واقعية بل ان القران يتحدث عن قصة مختلفة.
اذن ما هي مشكلة القبله التي يمكن الوصول لها ، و كيف يمكن تحديد زمن المشكلة التي يمكن ان تفسر قصة القبله ؟
لو تدبر القران جيدا ، ستجد بان معظم خطاب الوحي للرسول ياتي دائما من قصة موسى،و دائما ياتي ظهور الرسول في الواقع من بعد موسى مباشرة، ولان الوحي يخاطب الرسول عن القبله و المسجد الحرام، فنحن نعتقد بان زمن المشكلة المرتبطة بالقبله قد حدثت في زمن موسى، و مؤكد بان قصة موسى هي القصة التي ستفسر الامر ، و الرسول الذي سياتي من بعد موسى عليه ادراك المشكلة من قصة موسى .
اذن … علينا تدبر قصة موسى جيدا .
{فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله آنس من جانب الطور نارا قال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون (29) فلما أتاها نودي من شاطئ الواد الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن يا موسى إني أنا الله رب العالمين (30)}
هذه السطور تتحدث عن موسى الذي سار باهله في جانب الطور ، و انس نارا فذهب ياتي بجذوة منها ، حتى يصطلوا بها في الليل، و لما وصل لها ناده الله من شاطى الوادي في البقعة المباركة .
اذن ….. موسى كان يسير ليلا .. من جانب مكان ما الى الجانب الاخر للمكان ، في بقعة مباركة في وادي .
هذا الوصف المبارك للمكان في السطور السابقة، لا يمكن الاعتقاد نحوه الا مكان فيه بيت الله، و لا يمكن الاعتقاد بان الله ينادي موسى الا في مكان مبارك فيه بيت الله .
الان .. لو فتشت في كل سطور القران، عن شخصية اخرى سارت في الليل و في مكان مبارك ، بنفس اوصاف سير موسى في الليل في البقعة المباركة من مكان الى مكان اخر ……. فلن تجد ابدا اي شخصية اخرى، الا العبد الذي يتحدث عنه الوحي في بداية سورة الاسراء.
{سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير (1) وآتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبني إسرائيل ألا تتخذوا من دوني وكيلا (2)}
فموسى …… سار باهله ليلا ….. من جانب الى جانب اخر …. في بقعة مباركة .
و العبد …….. اسري به …. من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى …. الذي باركنا حوله
موسى = عبده
سار = اسرى
بقعة مباركة = باركنا حوله
من جانب الطور الى الجانب الاخر = من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى
نفس الوصف تماما ……. اذن هذا العبد هو موسى مؤكد و يقينا، بدليل ان السطر الذي بعده يتحدث عن موسى بعد حرف العطف ( و )، اي انه موسى اسري به من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى ، و اتاه الله الكتاب .
الان انظر ………. كيف ان المنطق السليم يفرض نفسه اثناء فهم القصة، فاعتقادنا السابق بان جانب الطور الذي سار فيه موسى في البقعة المباركة ، لا يمكن ان يوصف بالمبارك و يناديه الله فيه ، الا لانه مكان يوجد فيه بيت الله، و هو بالفعل كما ظهر لنا في خطاب الوحي في بداية سورة الاسراء.
البقعة المباركة او المكان المبارك … لابد ان يكون فيه بيت الله.
لكن لم يكن اعتقادنا دقيق 100% ….. لان المكان لا يوجد فيه مبنى واحد كما اعتقدنا ، بل يوجد فيه اثنين .
الان لو فتشنا عن وصف اخر لقصة موسى في ذلك المكان الذي كان فيه سنجد ما يلي :
{وهل أتاك حديث موسى (9) إذ رأى نارا فقال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى (10) فلما أتاها نودي يا موسى (11) إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى (12) وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى (13) إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري (14)}
الان انظر كيف ان السطر هذا يعطينا وصف جديد لذلك الوادي الموجود فيه تلك البقعة المباركة ، و هو الوادي المقدس طوى .
و منطقي ……… بانه لا يمكن ان يوصف وادي فيه بقعة مباركة يوجد فيه بيت الله ، الا بالمكان المقدس … او الوادي المقدس .
في الوادي المقدس … الذي فيه مبنين … اوحى الله لموسى .. و امره ان يعبده و يقيم الصلاة.
الان …. لو فتشنا في سطور القران، عن وصف يشبه الوصف الذي حدث لموسى في ذلك المكان فلن تجد ابدا الا السطر التالي :
{وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوآ لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة وبشر المؤمنين}
اوحى الله الى موسى ان يبوا لقومه المباني الموجودة في الوادي المقدس بمصر ، و يجعلوا من هذه المباني القبله، و يقيموا الصلاة فيها .
بالفعل ….. الوادي المقدس طوى الذي يوجد فيه المباني، و الذي فيه اوحى الله الى موسى ان يقيم الصلاة فيه موجود في مصر ، و هذه المباني يسميها الوحي بيوت و هي مكان القبله، و هذا يفسر اسباب ظهور مسجدين في نفس المكان، لان المكان يحتوي على عدة بيوت، و واحد من تلك البيوت هو المسجد الحرام و هناك واحد اخر من تلك البيوت المسجد الاقصى .
اذن القبله ….. في الطور ، في الوادي المقدس طوى ، الذي يوجد فيه بيوت الله ، مكان اقامة الصلاة .
لكن كيف تبدلت القبله ؟
هناك كيان يملك ادوات القوة احتل الأرض، و طبق على المسلمين مشروع استراتيجي منعهم بالقوة من دخول الارض المقدسة التي فيها المسجد الحرام مدة طويلة ، سبب لهم التيهان في الارض.
و لو فتشت في سطور قصة موسى، ستجدها تذكر نفس هذا المنطق الذي جرى على الناس .
{يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين (21) قالوا يا موسى إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون (22) قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين (23) قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون (24) قال رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين (25) قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض فلا تأس على القوم الفاسقين }
————–
الان عرفنا القصة الحقيقية حول اسباب خطاب الوحي للرسول عن القبله و المسجد الحرام ، و قصة مكة التي وصلت للمسلم من كتب الطابعة ليست القصة الحقيقة حول تبديل القبله، بل قصة مكذوبة لاجل صناعة قبله جديدة للمسلم ، لكنها ستفسر اسباب خطاب الوحي للرسول بالتخلي عن القبله التي هو عليها و اعادتها للقبله الاولى في الوادي المقدس طوى في طور سينين بمصر ، و الذي يوجد في ذلك المكان بيوت الله.
و هذا الشيء سيفسر ايضا اسباب خطاب الوحي للرسول عن القبله و التوجه نحو المسجد الحرام، و اسباب ارتباط هذا الموضوع باظهار دين الله دين الحق على الدين كله .
{لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رءوسكم ومقصرين لا تخافون فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحا قريبا (27) هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا (28)}
{ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة وهذا كتاب مصدق لسانا عربيا لينذر الذين ظلموا وبشرى للمحسنين}