12/24/2020 18:45:00
لماذا المسلم لا يفهم قصص الانبياء الموجودة في القراءن الا من كتاب اليهود العهد القديم ، و لماذا المسلم ملزم بان ياخذ معلومات اضافية عن أنبياء القراءن من كتاب اليهود ؟
فمثلا …. هناك اصرار عند المسلم على ان النبي نوح اسمه : نوح بن لامك بن متوشلخَ بن خنوخ ( إدريس ) بن يرد بن مهلاييل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم أبي البشر.
بالرغم من ان هذا الكلام غير موجود ابدا في نص المسلم المقدس و هو القراءن، بل موجود في كتاب البايبل ( العهد القديم ) .
ما الذي يجعل المسلم يؤمن بهذه المعلومات الموجودة في كتاب البايبل العهد القديم الذي يؤمن به الغرب بالرغم من عدم وجودها في القراءن ؟
السبب ……. هو ايمان المسلم بان الله نزل ديانة قبل الاسلام اسمها اليهودية ، و نزل لهم كتاب ديني اسمه التوراة ( البايبل ) ، و مادام و ان كتاب اليهود يحوي قصص انبياء مثل قصص الانبياء في القراءن، فهو اكيد انه من كتب الله و من عند الله ، و مؤكد بان فيه بعض المعلومات الحقيقية، حتى و ان تعرض دين اليهودية للتحريف …. عندها فلا مانع اذن … من فهم شجرة نسب النبي نوح من كتاب البايبل ، و لا مانع من فهم معلومات اضافية في قصة يوسف من كتاب البايبل و هكذا .
هذا هو منطق المسلم …. حاليا
و يجب ان يقوم المسلم بتحليل و بتفكيك هذا المنطق، حتى يعرف المسلم هل ما يقوم به صحيح ام خاطىء .
اولا …… عندما يعتقد المسلم بان الله نزل دين في الماضي ( اليهودية) ، و حرفوه اليهود ، فانزل الله الاسلام ……… فالسؤال : كيف يعتقد المسلم هذا التحريف ؟
المسلم يعتقد بان التحريف الذي حدث في اليهودية و المسيحية قديما قبل الاسلام ….. هو تحريف فقهي .
فاليهود مثلا كانوا يفقعون عين بعين، و بانهم كانوا يرجمون الزاني، و بان صلاتهم لم تعد مثل الصلاة التي انزلها الله، و صيامهم مختلف عن صيام المسلم ، و لا يحجون للبيت الذي رفع قواعده ابراهيم ، و يشربون الخمر ، و يأكلون لحم خنزير الخ …. لذلك قرر الله ان ينزل الاسلام الذي جاء بخمس صلوات و حج لمكة و صيام رمضان و الزكاة و الخ .
هذا المنطق … يفرض طرح سؤال : ما هو الدين ؟
الدين ….هو نص ديني علوي اولي مقدس واحد فقط، و اي جماعة تملك نص ديني علوي اولي مقدس فهي تملك دين، و ما دون هذا النص الديني المقدس من نصوص فهو ليس من الدين.
يعني مثلا
المسلم يملك نص ديني علوي اولي مقدس ( القراءن )، هذا يعني المسلم يملك دين ( الاسلام ) ، و كتاب سيرة ابن هشام و البخاري لا تعتبر دين …. لان المسلم لو لم يكن لديه ( القراءن ) و لديه سيرة ابن هشام و البخاري فهو لا يملك دين .
فلو تخلينا المسلم بانه لا يملك معاه القراءن، لكن معاه سيرة ابن هشام و البخاري و قصص الانبياء الموجودة في كتاب ابن كثير و يؤمن بها، فهو لا يملك دين ابدا .
اي لابد من وجود نص مركزي مقدس هو نقطة انطلاق الدين ، اساس الدين ، بينما كتاب ابن هشام و البخاري ليست نصوص مركزية انطلق منها الدين و لا تعتبر من مكونات الدين .
و هذا يتفق مع خطاب القراءن .
فالوحي يحصر الدين في كتاب الله الموجود فيه كلامه ، و لا يعترف بنصوص بشرية من علماء و فقهاء بانها من الدين .
و الوحي يتحدث بان عملية تحريف كلام الله فقط، يعتبر طعن في الدين .
{ ان الدين عند الله الاسلام و ما اختلف الذين اوتوا الكتاب الا من بعدما جاءهم العلم بغيا بينهم }
{من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع وراعنا ليا بألسنتهم وطعنا في الدين ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمع وانظرنا لكان خيرا لهم وأقوم ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا}
تحريف كلام الله … هو ….. طعنا في الدين
و الدين …. هو كلام الله فقط .
هذا يعني بان الله لو نزل دين سابق قبل الاسلام، فهو سينزل كلام له كنص مركزي و مرجعي مقدس علوي و سيكون هو الدين اليهودي .
متفقين ؟!
لكن …….. اذا اعتقد المسلم بان الديانة اليهودية قد انزلها الله قبل الاسلام و قد تم تحريفها ….. فعليه ان يعتقد بان التحريف الذي قد حدث لليهودية، سيكون فقط هو تحريف النص المركزي العلوي الاولي المقدس لديهم ( البايبل ) كلام الله الذي انزله الله ، و ليس الامر متعلق باي شيء اخر من صيام و صلاة و طقوس في الديانة اليهودية المختلفة عن صيام و صلاة و طقوس المسلم .
اي انهم حرفوا كلام الله في التوراة ………… و هذا هو التحريف الذي حدث مع اليهودية فقط ، فتطلب الامر من الله ان ينزل كلام له ( القراءن ) .. ليكون نواة دين جديد اسمه الاسلام . و القراءن محفوظ و غير محرف، و الا لكان الله قد انزل ديانة اخرى بعد التحريف الذي حدث في الاسلام.
الان السؤال المنطقي : كيف نستطيع ان نتخيل وجود جماعة بشرية طبيعية في الارض لديها كتاب مقدس، ميراثها المقدس ، و لديها نص مركزي علوي مقدس انزل لها ثم تملك القدرة على تحريف هذا النص بسهولة و ببساطة ، كيف لمنظومة دينية واحدة ان تسمح لاي مخلوق داخل هذه المنظومة بتحريف كلام مركزي مقدس علوي و هو اساس وجودها و ميراثها القديم و حقيقتها.
لان المسلم منذ 1400 سنة و هو يملك القراءن و لم تسمح منظومة الاسلام من تحريف حتى حرف واحد في القراءن ؟! …و ايضا الهندوسية منذ زمن طويل، و معاهم كتاب و لم يتحرف .
فلماذا اليهودية وحدها التي قد حرفت اعلى نص ديني مقدس لها ( كلام ربها ) و يؤمن المسلم بهذا ؟
لكن لنفرض بان هذا قد حدث ………. اي قد حرفت اليهودية اعلى نص ديني مقدس ، و هذا هو الواقع الحالي ….. فالاسئلة المنطقية :
لماذا المسلم يؤمن بتفاصيل قصص الانبياء الموجودة في كتاب اليهود، و هو اصلا يؤمن بان كتابهم محرف ، و لماذا يؤمن المسلم بمعلومات عن انبياء موجودة في كتاب اليهود و هو اصلا كتاب محرف ؟!
فاذا كان الله قد انزل دين جديد ( الاسلام ) لاصلاح التحريف السابق ، و الذي لم يعد دين ثقة و لم يعد كتابهم كتاب ثقة ، فهل المسلم اكثر دراية من الله حتى يثق بالقصص و المعلومات الموجودة في كتاب اليهود ؟!
بل ان السؤال المنطقي الأهم :
اذا كانت اليهودية .. قد حرفت كلام الله المكتوب في التوراة، فما هو كلام الله الذي كان مكتوب في التوراة قبل عملية التحريف التي قام بها اليهود ؟
بما ان ……كتاب اليهود (التوراة ) يحوي قصص انبياء [ ادم ابني ادم يوسف موسى سليمان ابراهيم ] …. و ايضا القراءن يحتوي على نفس قصص الانبياء الموجودة في التوراة .
فاذا كان …..الدين هو اعلى نص ديني مقدس ، اي هو كلام الله فقط و الموجود في الكتاب ……..و اذا كانت اليهودية قد حرفت كلام الله في ( التوراة ) [ قصص ادم و ابني ادم و يوسف و موسى و سليمان و ابراهيم ]
فان المنطق يقول …… بان الله قد قرر اصلاح هذا التحريف الذي حدث لدينه ( كلامه المكتوب في التوراة) ،بان اعاد انزال كلامه السابق الذي كان موجود في كتاب اليهود ( التوراة ) قبل تحريفه و هو ( القراءن ) [قصص ادم و ابني ادم و يوسف و موسى و سليمان و ابراهيم ] .
هذا هو المنطق الطبيعي ……….. بان الله قد انزل لنا كلامه ( القراءن )، و الذي كان موجود عند اليهود في ( التوراة ) قبل ان يقوم اليهود بتحريفه و يخرجوا للعالم كتابهم الحالي .
و اذا لم يكن كلام الله ( القراءن ) …… هو المكتوب في (التوراة ) قبل تحريفها من قبل اليهود ، فان (القراءن) تحريف ايضا … او ليس بكلام الله .
و هذا يعني ……. بان كلام الله ( القراءن ) كان موجود في ( التوراة) قبل تحريفها من قبل اليهود ، ثم قام اليهود بتحري( القراءن ) المكتوب في ( التوراة ) ، و اخرجوا كتابهم الحالي ( البايبل ) الذي يشبه ( القراءن ).
و هذا يعني منطقيا … بان كلام الله ( القراءن ) موجود قبل كتاب اليهود ( البايبل)، اي ان كتاب اليهود ( البايبل ) قد كتب بعد ( القراءن ) .
و هذا يعني منطقيا …. بان قصة ابني ادم التي في ( القراءن ) موجود قبل قصة هابيل و قابيل الموجودة في كتاب ( البايبل)، اي ان قصة هابيل و قابيل قد كتبت بعد قصة ابني ادم التي في ( القراءن ) .
و هذا يعني منطقيا ايضا …. بان دين ( الاسلام ) كان موجود قبل دين ( اليهودية)، اي ان (اليهودية ) قد ظهرت في الارض بعد ( الاسلام) .
لان كلام الله الاصلي ( دين الله الاصلي الاسلام )، موجود قبل التحريف ( دين اليهودية ) .
هذا هو المنطق الطبيعي السليم الذي قد حدث في الارض و الذي لم يستوعبه المسلم ، و لم يفهمه و هو يستمع لخطاب الوحي في نصه الديني المقدس .
لان الله ……… لا يبدل كلامه ابدا ، و لا يبدل كتبه ، و لا يبدل دينه .
لان اصل القصة هي ………… ان كلام الله ( القراءن ) مكتوب اصلا في ( كتابة التوراة ) ….. و المسلمين قد حفظوا قراءة التوراة ( قراءن التوراة ) في صدورهم، لكن الغرب قدم الينا قبل فترة حديثة نسبيا لتحريف التوراة و اخفاءها عن الناس ….. ثم قام الغرب بتاليف كتاب اليهود و دون فيه قصص من خياله لكن متشابه مع قصص القراءن فقط .
{كتاب فصلت اياته قراءنا عربيا لقوم يعلمون }
{أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون}
{ ان الدين عند الله الاسلام و ما اختلف الذين اوتوا الكتاب الا من بعدما جاءهم العلم بغيا بينهم }
( القراءن ) هو المقروء الاصلي ل ( كتابة التوراة )، و التوراة ليس كتاب قرطاسي يمكن عمل نسخ منه بعدة خطوط و عدة لغات مثل كتاب ( البايبل ) ، بل كتابة قديمة من زبر الاولين ، في الواح موجود في مكان ثابت في الارض.
{كتاب فصلت اياته قراءنا عربيا لقوم يعلمون } {وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين}
■ السؤال : لماذا قام الغرب بتاليف كتاب اليهود و دون فيه قصص من خياله لكن متشابه مع قصص القراءن فقط ؟
حتى يحسبه المسلم من عند الله، لانه يشبه قصص (القراءن )، و حتى يحسبه المسلم بانه كان دين من عند الله …… و حتى يستطيع عبر هذه الخدعة من اختراق عقل المسلم بواسطة المقدس ، و غسل عقل المسلم لاجل سحبه و برمجة افكاره، و استراتيجية اخراج المسلم من دينه و سحبه الى الدين الذي صممه الغرب ….. و لسرقه ارض المسلمين .
و هذا هو ما يتحدث به الوحي للمسلم .
{ كتاب فصلت اياته قراءنا عربيا لقوم يعلمون }
{وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون }
■ اذن ……….. ما صحة معلومة ( نوح بن متشولخ بن اخنوخ بن هلاييل بن شيث بن ادم ) و الموجودة في كتاب اليهود؟ .
معلومة غير حقيقية ، و هي ليست الا عملية الباس الحق ( نوح ادريس ادم ) بالباطل (متشولخ هلاييل شيث) .
معلومة مزيفة من تاليف الغرب … بعد ان كتم الغرب الحق ( كلام الله القراءن ) في الكتاب و كفروا به.
هي عملية الباس الحق بالباطل ، ليحسبه المسلم من عند الله و دين من عند الله، ليصنع الغرب دين جديد في الارض ( البايبل )، و نشره في الارض لصناعة اتباع.
{يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون (71) وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون (72) ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم قل إن الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم أو يحاجوكم عند ربكم قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم }
{يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين}
■ الان ناتي لجواب السؤال : لماذا المسلم يؤمن بكتاب اليهود ؟!
التشابه الموجود بين القراءن و كتاب اليهود .
لان المسلم حفظ (قراءن التوراة ) في صدره ، ثم جاء الغرب و اخفى التوراة ، الف كتاب يشبه ( قراءن التوراة ) ، و سماه التوراة ، و اقنع المسلم بتلك التسمية، و جعل المسلم يعتقد بان كلمة ( قراءن ) اسم كتاب ، فنسى المسلم بان المصحف الرئيسي الذي حفظ منه القران مكتوب بخط التوراة … و هكذا تمت اللعبة على المسلم، و اعتقد المسلم ان الله عندما يحدثه عن ( التوراة ) فهو يحدثه عن كتاب اليهود ( البايبل ) .
فبدا المسلم يتعامل مع كتاب اليهود على انه كتاب من عند الله ، بينما هو كتاب من تاليف كيان سياسي في الغرب منذ فترة حديثة نسبيا .
■ اخيرا ………ما هو الشيء الجوهري الاساسي الذي منع المسلم من فهم هذه الحقيقة التي يخاطبه به القراءن ، و جعله يعتقد بان اليهودية جاءت قبل الاسلام ، و جعله يعتقد بان كتاب اليهود نزل قبل القراءن ، و جعله يعتقد بان كتاب اليهود اسمه التوراة ؟
(مكة) و ( قصة مكة )……. هي السبب
لان ( مكة ) ………… مسجد ضرار و كفر و تفريق بين المؤمنين، من صناعة الغرب الذين كفروا بكلام الله، المسجد الذي صد المسلم عن المسجد الحرام الحقيقي في ( بكة ) .
{والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد إنهم لكاذبون (107) لا تقم فيه أبدا لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين (108) أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين (109) لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم إلا أن تقطع قلوبهم والله عليم حكيم }
{إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين (96) فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين (97) قل يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله والله شهيد على ما تعملون (98) قل يا أهل الكتاب لم تصدون عن سبيل الله من آمن تبغونها عوجا وأنتم شهداء وما الله بغافل عما تعملون (99) يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين }
{وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم وكان الله بما تعملون بصيرا (24) هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام }