لماذا هناك عيدين ( عيد الفطر و عيد الاضحى) ؟

لماذا هناك عيدين ( عيد الفطر و عيد الاضحى) ؟

5/16/2021 0:00:01

رابط المقال

لماذا هناك عيدين ( عيد الفطر و عيد الاضحى) ؟

في البداية احب ان اوضح بان حديثنا في هذا الموضوع …. ليس من باب نقد اعياد المسلمين لرفضها، بالعكس الاعياد اشياء جميلة،، و لو كان هناك حتى اربعة اعياد فهي لا تمثل اي مشكلة ابدا و لن تكون موضوع نقد الا لو صاحبها اشياء تسبب اثر غير جيد على الناس.

حديثنا في هذا الموضوع من باب اخر .

ما هو هذا الباب ؟

الحقيقة بان الحديث في مسالة اعياد المسلمين مهم جدا، لانه مرتبط بخطاب القران ، و نحن مهتمين بفهم و تدبر القران ؟

لكن القران لا يتحدث عن هذه الاعياد ؟

صحيح جدا ……… لكن اعياد المسلمين مختلفة عن بقية الاعياد الاخرى عند الاديان الاخرى و الشعوب الاخرى لانها متعلقة باشياء حية و ليست ميته.

فاعياد المسلمين ليست اعياد احتفالية بشخصيات تاريخية ميتة و ليست اعياد احتفالية باحداث و قصص و افكار قديمة حدثت في الماضي لا يمكن التاكد منها، و لكنها اعياد مرتبطة بشعائر و مناسك كبيرة حية مازال المسلم يؤديها المسلم، و ليست اعياد بشخصيات و افكار و احداث ،و هذه المناسك حية موجودة في خطاب القران للمسلم .

فمثلا

المسيحية .. عيد الكريسمس … ميلاد شخص جيسوس .

الصين .. عيد القمر …. نصف السنة القمرية.

لكن في الاسلام هناك عيدين مهمين :

الاسلام .. عيد الفطر …. مرتبط بشعيرة صيام يؤديها للمسلم

الاسلام .. عيد الاضحى … مرتبط بشعيرة حج يؤديه المسلم

و شعيرة الصيام و مناسك الحج مازال الخطاب عنهما للمسلم في القران حي و متواصل و مستمر .

اذن … السبب الرئيسي الذي يجعل الحديث في هذا الموضوع مهم جدا هو :

1- خطاب القران، لانها اعياد تاتي بعد مناسك مازال المسلم يؤديها، و تلك المناسك مازال القران يتحدث عنها للمسلم .

و هناك سبب ثاني مهم بنظري

ما هو ؟

الحقيقة بان موضوعاتنا التي نطرحها دائما حول الزمن و اللعبة التي تمت على المسلمين، و حقيقة التراث الذي وصل للمسلم من طابعة نابليون ، ستجعل الكثير يتوصل الى ان كل شيء وصل لنا مزيف و مصطنع و مهندس، و قد قامت قوة مفسدة في الارض بصناعته للناس و عاشوا عليها، و من هذا الباب سيصل البعض الى الاعتقاد بان هذه الاعياد ايضا من التراث المزيف الذي وصل لنا و ليست اصل فينا ، و هذا الامر ليس صحيح .

لان المشروع الذي تم على المسلم ، قد تم على اشياء كان يملكها المسلم و يمارسها و يؤديها، و قام بحرف اماكنها و معانيها فقط. و لهذا فهناك صلاة و صيام و حج ، و نحن في احاديثنا نبحث الاصل الحقيقي الذي كان مرتبط بالمسلم و الذي كان يؤدى من قبل غزوة نابليون .

و من هذا المدخل نحن نقول بثقة و يقين ، بانه كان هناك عيد كبير عند المسلم قبل نابليون ، و مرتبط بمناسك حية يؤديها المسلم.

هذا من جانب ، و جانب اخر هناك منطق بسيط جدا، يؤكد بان عيد الفطر و عيد الاضحى اصل حقيقي قديم :

1- لو كان الامر عبارة عن هندسة جرت بعد غزوة نابليون، لكان من المفروض ان المشروع سيهندس للمسلم عيد واحد فقط مثل بقية الاديان الاخرى ، و لا يحتاج لهندسة عيدين له بينهما مدة طويلة ، لكن المسلم يملك عيدين متشابهين و متطابقين في اجواءهما و في الاعمال التي يقوم بها المسلم في يوم العيد ، و يفصل بينهما مدة بسبطة 70 يوم .

2- اعياد المسلمين غير مرتبطة باشخاص موتى او احداث تاريخية قديمة مثل بقية الاديان، فلو كان الامر مهندس لكان عيد المسلمين مثل عيد الكريسمس، كأن يكون لدى المسلم عيد ميلاد الرسول ، او عيد احتفال بقصة تاريخية جرت مع الرسول…. لكن المسلم يملك اعياد مرتبطة بشعائر و مناسك حية يؤديها المسلم الى اليوم، اذن هي اعياد حقيقية .

هذا هو المدخل و المنطق.

المنطق لا يستلزم ابدا وجود عيد واحد بدل عيدين، فالامر مرتبط بطبيعة اي دين و ليست قانون رياضي حتى يكون هناك حل واحد و ليس حلين، و مع ذلك فنحن نعتقد بانه من المفروض بان هناك عيد واحد عند المسلمين فقط بناء على فكرة مختلفة .

هل هو عيد او عيدين ؟

اذا كان المشروع قد تم على اشياء كان يؤكيها المسلم، فنحن نعتقد بانه كان هناك عيد او عيدين ، لكن حرف المعنى فقط، و من هذا الباب، فلا مانع من ان يكون فعلا هو عيدين او ان يكون الصحيح هو عيد واحد …. المهم هناك اصل فعلا قديم جدا للعيد و نحن مازلنا الى اليوم في داخل هذا الاصل القديم حتى لو حرف المعنى .

مؤكد بان العيدين صحيحين، او هناك عيد واحد هو صحيح.

مشكلة منطقية … عيدين صحيحين او عيد واحد صحيح ؟

مالحل ؟

لو ذهبنا لاستكشاف العيدين لدينا، و نقوم بعمل مقارنة بينهما، سنجد بان العيدين متطابقين في الاجواء عند المسلم ، لكن هناك اشياء غير طبيعية و منطقية فيهما .

عيد الفطر ……. العيد الصغير

عيد الاصحى … العيد الكبير

عيد الفطر ……. توقيته … مرتبط ضروري بهلال الشهر

عيد الاضحى … توقيته … غير مرتبط ضروريا بهلال الشهر

عيد الفطر ……… اليوم ….. 1 من الشهر

عيد الاضحى … اليوم ….. 10 من الشهر

عيد الفطر …… مرتبط بصيام المسلم

عيد الاضحى .. مرتبط بحج المسلم

عيد الفطر …… مكان صيام المسلم …. كل الارض

عيد الاصحى .. مكان حج المسلم …. مكان مخصص

عيد الفطر …… يؤدي الصيام …. كل المسلمين

عيد الاصحى .. يؤدي الحج …… بعض المسلمين

عيد الفطر …… فيه … كعك، ملابس جديدة، زيارات، عيديه

عيد الاصحى .. فيه .. كعك، ملابس جديدة، زيارات، عيديه، ذبح .

الان لاحظ الى اصل شعائر الاعياد، تبدو غير متطابقة و حولها اسئلة منطقية و اشياء متناقضة و مختلفة و غير طبيعية .

فمثلا

عيد الفطر مهتم جدا بمسالة هلال الشهر ، و عيد الاضحى غير مهتم بهلال الشهر ابدا … رغم انهما عيدين .

لماذا هناك تشديد و اهتمام برؤية هلال شهر شوال ، و لا يوجد هناك اهتمام برؤية هلال شهر ذي الحجة؟

حتى و ان كان العيد في يوم ١٠ ذي الحجة، المفروض يكون هناك فتوى شرعية برؤية هلال شهر الحج و هناك اهتمام شعبي برؤية الهلال و الذي سيحدد العيد .

عيد الفطر في 1 شول و عيد الاضحى في ١٠ من الشهر

من المنطقي ان يكون عيد الفطر في اول الشهر، لكن لماذا عيد الكبير في ١٠ ذي الحجة و لم يكن ١ ذي الحجة ؟!

ايضا من المنطقي ان يكون عيد الفطر عيد لكل المسلمين، لانه عيد ياتي بعد صيام كل المسلمين، كمكافئة لكل مسلم صام رمضان، لكن لماذا يحتفل كل المسلمين بعيد الاضحى و هم لم يؤدوا كلهم الحج بل يؤديه بعض المسلمين، من المفروض ان العيد يكون عند من يؤدي مناسك الحج فقط .

ايضا من المنطقي ان يكون عيد الفطر في كل مكان في الارض ، لان كل مسلم في كل مكان في الارض يؤدي الصيام، و بعد انتهاء الصيام يكون عيد في كل مكان ، لكن لماذا لا يكون عيد الاضحى في المكان المخصص الذي يؤدى فيه الحج من قبل بعض المسلمين.

في عيد الفطر ….. المسلم يؤدي الصيام و يشارك في العيد.

في عيد الاضحى …. المسلم الذي يؤدي الحج لا يشارك في العيد ، بينما المسلم الذي لا يؤدي الحج يشارك في العيد .

لماذا نجعل اليوم الذي يؤدي فيه بعض المسلمين الحج عند البيت الحرام عيد لنا كلنا ؟

بمعنى اخر ….. منطقي ان شخص صام ثم بعدها يحتفل بعيد، لكن شخص لم يحج و يحتفل بعيد، و شخص يحج و لا يحتفل بالعيد ؟!

في شيء غريب و غير طبيعي

الان لاحظ للاشياء التي يقوم بها المسلم في العيدين، سنجدها اشياء واحدة و متطابقة تماما و اجواء واحدة و الشيء المختلف الوحيد هو فقط في الذبح في العيد الكبير، و الغريب بان الفارق بينهما مدة بسيطة هو ٧٠ يوم .

و كان عيد الفطر حلقة تلفزيونية ، و عيد الاضحى اعادة نفس الحلقة التلفزيونية بعد ٧٠ يوم .

هذا الملاحظة التي وجدناها حول تطابق اجواء العيدين و الاعمال التي يقوم بهما المسلم، تجعلنا نضع احتمال بانه كان بالاصل عيد واحد ، و الاحتمال كبير بان المشروع الذي تم على المسلم هو من جعله عيدين و صنع تلك التناقصات و الاشياء الغير طبيعية المرتبطة بهما .

هل للعيدين اصل في كتب التراث ؟

نعم ، رغم ان قصة مكة لا تقدم للمسلم صورة واضحة حول شكل عيد الفطر و الاضحى الذي كان يقوم به الرسول و ال بيته و اصحابه، بل ان كتب التراث تعمدت جعل حجة الرسول واحدة قبل موته حتى لا نشاهد جو عيد الاضحى مع الرسول .

بل حاولت كتب التراث ان تقدم للمسلم سبب تافه بنظرنا، حول اسباب كون يوم الحج هو عيد المسلمين، بالاعتماد على فكرة الاله الدارويني الذي تحدثناه كثيرا عنها في مقالاتنا ، عبر مقوله يهودي لاحد خلفاء مكة ، و تلك المقولة : لو كان كان هذا اليوم الذي نزلت فيه الاية علينا ( اليوم اكملت لكم دينكم) لجعلناه يوم عيد لنا …. و من نصيحة اليهودي فكر الخلفاء بجعله عيد لكل المسلمين، و بالطبع كلام مكذوب من كتب طابعة نابليون، فكما ذكرنا بان اعياد المسلمين ليست اعياد احتفال بشخصيات ميته او احتفال بقصص و مناسبات و احداث قديمة تاريخية حسب هذا المنطق الذي حاولت كتب طابعة نابليون اقناع المسلم عبر مقولة ذلك اليهودي، لان اعياد المسلمين اعياد نتيجة ارتباطها بشعائر و مناسك قديمة و كبيرة و عالمية حية يؤديها المسلم.

اذا كيف يمكن فهم الامر ؟

الاحتمال كبير بانه عيد واحد و قد تم صناعة عيدين من قبل المشروع الذي طبق على المسلم.

مادام اننا نعتقد بان العيدين هما عيد واحد، و العيدين مرتبطين بشعيرتين الصيام و الحج، و لان القران يخاطب المسلم عنهما، فهذا الشيء سيجعلنا نعتقد بان حل الامر موجود في خطاب القران، و الاحتمال كبير بان الصيام و الحج متلازمتين و يؤديهما المسلم في وقت واحد و في مكان واحد، لكن تم الفصل بينهما لذلك تم صناعة عيد لكل شعيرة ،و قد قام ذلك المشروع بتحريف معاني خطاب القران عبر طباعة كتب التفاسير و الفقه لتوافق هذه الهندسة التي طبقها على المسلم، و جعل المسلم يعتقد بان الحج في مكان مخصص و الصيام عام ليس في مكان مخصص، و جعل الحج في وقت ما و الصيام في وقت اخر منفصل .

الان … لو ذهبنا لتدبى خطاب القران حول الصيام و الحج ، سنجد شيء مدهش جدا ، القران فعلا يتكلم عن الصيام و الحج و كانهما شيئان متطابقان في مكان واحد و في وقت واحد ، و هذا قد يكون هو بداية الخيط الذي يمكن مواصلته حتى يقدم الحل .

هذا رابط مقال سابق لنا حول الصيام و الحج

https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=794302771505988&id=100027788172171 الان دعونا نشاهد تفسير تلك المقارنة للاشياء المرتبطة بالعيدين و التي تبدو متناقضة و غير طبيعية و عليها اسئلة كثيرة من خلال القران .

لماذا هناك تشديد و اهتمام برؤية هلال شهر شوال ، و لا يوجد هناك اهتمام برؤية هلال شهر ذي الحجة؟

{يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون}

لو افترضنا بان الاهلة جمع هلال ، فالاية واضحة جدا ، الهلال لحساب مواقيت الناس و ميقات الحج .

فلماذا المسلم مهتم بميقات الصيام و غير مهتم بميقات الحج الذي يشدد عليه القران ؟

لو كانت الاية ( مواقيت للناس و الصيام )، لكن الامر منطقي بانه تفسير اهتمام المسلم بمعرفة هلال الصيام.

الغريب ان كل كتب الاحاديث و الفقه التي وصلت للمسلم، تتعمد دعوة المسلم لمخالفة القران و لعدم الالتزام بخطاب القران، فهي تدعو المسلم لمراقبة هلال الصيام و هلال عيد الفطر و لا تلزم المسلم بمراقبة هلال عيد الحج.

ايضا من المنطقي ان يكون عيد الفطر في اول هلال الشهر، لكن لماذا عيد الكبير في ١٠ ذي الحجة و لم يكن اول هلال الشهر ؟

الاية واضحة بان الهلال هو توقيت للحج ، يعني الحج اول الشهر، اي عندما يكون الشهر هلال … الحج توقيته في بداية الشهر ، لكن جعل في ١٠ من الشهر …. هذا على افتراض بان الاهلة هي جمع هلال القمر.

ايضا لماذا العيد الاول ياتي بعد صيام كل المسلمين، لكن العيد الثاني بعد حج بعض المسلمين ؟

{ فمن شهد منكم الشهر فليصمه }

{فمن فرض فيهن الحج فلا رفث }

الخطاب واضح ….. بعض منكم و ليس كلكم

فلماذا هناك تناقض بين خطاب القران مع التراث الذي وصل للمسلم الذي صنع واقعه ؟

لماذا العيد الاول ياتي بعد شعيرة مدتها شهر، و العيد الثاني ياتي بعد شعيرة مدتها ايام ؟

{ أياما معدودات فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون }

{الحج اشهر معلومات }

الخطاب واضح ….الصيام ايام معدودات و ليس شهر واحد، و الحج اشهر و ليس في شهر واحد .

كثير من خطاب القران مخالف للواقع الذي يعيش داخله المسلم، و كل شيء موجود في كتب طابعة نابليون مطابق لواقع المسلم اليوم .

بهذا التناقض بين خطاب المسلم و اداء المسلم لشعيرة الصيام و الحج، هو الذي يفسر تلك الاسئلة التي تدور حول عيد الفطر و الاضحي المرتبطين بالصيام و الحج …. و بالفعل الاحتمال كبير جدا جدا بانه كان عيد واحد قديم جدا كاصل اول كان المسلمين الاولين يقومون بع ، لكن تم صناعة عيدين للمسلم لاجل فصل الشعيرتين عن بعض ، و لذلك تم صناعة عيد ثاني .

هذا النتيجة….هي التي تفسر اسباب خطاب القران :

{يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون }

يبقى السؤال الاخير

هل يمكن ان يكون لهذا العيد ذكر في القران ؟

الحقيقة ، بانه يوجد في القران يوم ذكر في قصة موسى ، القصة التي فيها اوحى الله الى موسى بان يجعل البيوت التي بمصر قبله، و الخطاب يحدثنا عن ذلك اليوم في القصة و كانه معروف لدينا ، و هذا اليوم هو …. يوم الزينة .

{قال موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى}

فهل يوم الزينة … هو يوم الحج عند البيوت ( المساجد) في مصر …. عندما ياخذ كل حاج زينته هناك …. او عيد الاضحى .

تخيل مشهد احتشاد جمع كبير من الناس في مكان ما، و كل واحد بكامل زينته، من المنطقي بان هذا اليوم سيكون …. يوم الزينة .

{يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد }

اخيرا

المقال مجرد رؤية فقط، لا تعني بانها مؤكدة ، المقال دعوة للتفكير و التامل

 

 

اترك تعليق