2021-10-25T09:35:00-08:00
ما معنى الصلاة في القران ؟!
الحقيقة اننا كنا نريد تاجيل الحديث عن الصلاة حتى نهاية كل الاحاديث ……. لاننا نعتقد بان الحديث عن الصلاة يحتاج قبلها الى فصل موضوعات اخرى، و ايضا لاننا كنا نعتقد بان الصلاة موضوع يملك اثر شخصي و لا يملك تاثير جماعي، بعكس الموضوعات الاخرى التي تحدثنا عنها ( الكتاب و المسجد الحرام و قضايا اخرى ) التي لها تاثير جمعي ، و هذا التاثير الجمعي جعلنا نركز عليها كثيرا .
لكن هذا السؤال اصبح يطرح مباشرة من قبل الكثير ، بعد مطالعة موضوعات المسجد الحرام و الكتاب و التاريخ ، خصوصا لدى من اصبح متيقن حقيقة ان مكة مسجد ضرار.
الحقيقة ان طرح هذا السؤال من قبل الكثير هو امر طبيعي ، لانه اذا كان هناك مشروع شيطاني قد استطاع تبديل قبلة المسلمين و صنع لهم مسجد جديد ليكون قبلة جديدة لهم، و استطاع خداع المسلمين، فما المانع من الاعتقاد بان هذا المشروع قد استطاع ايضا تبديل طريقة صلاة المسلمين، و صنع لهم صلاة جديدة.
هذا هو المدخل الذي منه يطرح الكثير هذا السؤال .
لذلك … قررنا الحديث في موضوع الصلاة .
في البداية …… المسؤولية تجعلنا نقول باننا لا نملك جواب شافي نهائي في الموضوع، لكن حديثنا من اجل صناعة ارضية صحيحة و مقترحات منطقية يمكن الانطلاق منها لفهم و تدبر معنى الصلاة بشكل اكبر و اعمق ، من اجل الوصول للمعنى الصحيح للصلاة .
——————
هل صلاة المسلمين اليوم صحيحة، اي هي نفس الصلاة التي يعنيها الله في القران ؟!
نستطيع و بنسبة احتمال كبيرة جدا، من ادراك ان عدد الصلوات الحالية ( خمس الصلوات ) غير صحيحة، من خلال تدبر القران، فالوحي دائما يخاطب الرسول و الناس عن ثلاثة مواقيت للصلاة فقط .
فخطاب الوحي لا يتحدث عن اسماء كل الصلوات الا اسمين لصلاتين فقط، و هما صلاة الفجر و صلاة العشى، لكن الخطاب يتحدث عن صلاة وسطى .
فاذا كان هناك صلاتين فجر و عشى ، و كان هناك صلاة وسطى ، فمؤكد بانها صلاة بين الفجر و العشى .
■ (یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لِیَسۡتَـٔۡذِنكُمُ ٱلَّذِینَ مَلَكَتۡ أَیۡمَـٰنُكُمۡ وَٱلَّذِینَ لَمۡ یَبۡلُغُوا۟ ٱلۡحُلُمَ مِنكُمۡ ثَلَـٰثَ مَرَّ ٰتࣲۚ مِّن قَبۡلِ صَلَوٰةِ ٱلۡفَجۡرِ وَحِینَ تَضَعُونَ ثِیَابَكُم مِّنَ ٱلظَّهِیرَةِ وَمِنۢ بَعۡدِ صَلَوٰةِ ٱلۡعِشَاۤءِۚ ثَلَـٰثُ عَوۡرَ ٰتࣲ لَّكُمۡۚ لَیۡسَ عَلَیۡكُمۡ وَلَا عَلَیۡهِمۡ جُنَاحُۢ بَعۡدَهُنَّۚ طَوَّ ٰفُونَ عَلَیۡكُم بَعۡضُكُمۡ عَلَىٰ بَعۡضࣲۚ كَذَ ٰلِكَ یُبَیِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلۡـَٔایَـٰتِۗ وَٱللَّهُ عَلِیمٌ حَكِیمࣱ)
– فالخطاب يتحدث عن ثلاث عورات مقترنة بالصلاة
– صلاتين ( فجر – عشى ) ….. بشكل صريح مباشر
– صلاة الظهيرة … بشكل غير صريح
■(حَـٰفِظُوا۟ عَلَى ٱلصَّلَوَ ٰتِ وَٱلصَّلَوٰةِ ٱلۡوُسۡطَىٰ وَقُومُوا۟ لِلَّهِ قَـٰنِتِینَ)
– يتحدث عن صلوات عددها فردي
– اذا كانت ثلاث صلوات ، فهناك صلاة وسطى .
■ (أَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ لِدُلُوكِ ٱلشَّمۡسِ إِلَىٰ غَسَقِ ٱلَّیۡلِ وَقُرۡءَانَ ٱلۡفَجۡرِۖ إِنَّ قُرۡءَانَ ٱلۡفَجۡرِ كَانَ مَشۡهُودࣰا)
– يتحدث عن ثلاث مواقيت( دلوك الشمس ، غسق الليل ، الفجر )
■ (وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ طَرَفَیِ ٱلنَّهَارِ وَزُلَفࣰا مِّنَ ٱلَّیۡلِۚ إِنَّ ٱلۡحَسَنَـٰتِ یُذۡهِبۡنَ ٱلسَّیِّـَٔاتِۚ ذَ ٰلِكَ ذِكۡرَىٰ لِلذَّ ٰكِرِینَ)
– يتحدث عن ثلاث مواقيت … (طرفي النهار ، زلفا من الليل ).
هل طريقة الصلاة صحيحة ؟
الحقيقة … لا نستطيع ايجاد جواب نهائي لهذا السؤال، من خلال تدبر القران و قراءة الواقع،فقد تكون صحيحة و قد تكون مختلفة، لكن لا نستطيع فصل الامر بشكل نهائي حتى الان.
لو اردنا تقسيم الصلاة ، سنجد بانها شيئين :
– حركة عملية ( ركوع سجود اطمئنان قيام تسليم )
– عبارات تردد ( قران – تسبيح – تشهد – سلام )
قد نتفق مع البعض بان ترديد المسلم لنصوص التشهد في الصلاة غير صحيح، لكن لا نستطيع فصل في موضوع الركوع و السجود. رغم انها ترد في خطاب القران.
لكننا نعتقد بانه يمكن الوصول الى جواب من خلال البحث في ثلاثة اشياء :
– القران
– الواقع
– نموذج اخر
■■■ القران ■■■
– الحركة العملية
لا يوجد تفصيل كامل للامر في القران، فلا يوجد نص صريح واضح يفصل موضوع طريقة الصلاة، و ربما بسبب نقص تدبرنا حتى الان، ، رغم ان القران يرد فيه الركوع و السجود .
(مُّحَمَّدࣱ رَّسُولُ ٱللَّهِۚ وَٱلَّذِینَ مَعَهُۥۤ أَشِدَّاۤءُ عَلَى ٱلۡكُفَّارِ رُحَمَاۤءُ بَیۡنَهُمۡۖ تَرَىٰهُمۡ رُكَّعࣰا سُجَّدࣰا یَبۡتَغُونَ فَضۡلࣰا مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَ ٰنࣰاۖ سِیمَاهُمۡ فِی وُجُوهِهِم مِّنۡ أَثَرِ ٱلسُّجُودِۚ ذَ ٰلِكَ مَثَلُهُمۡ فِی ٱلتَّوۡرَىٰةِۚ وَمَثَلُهُمۡ فِی ٱلۡإِنجِیلِ كَزَرۡعٍ أَخۡرَجَ شَطۡـَٔهُۥ فَـَٔازَرَهُۥ فَٱسۡتَغۡلَظَ فَٱسۡتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِۦ یُعۡجِبُ ٱلزُّرَّاعَ لِیَغِیظَ بِهِمُ ٱلۡكُفَّارَۗ وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ مِنۡهُم مَّغۡفِرَةࣰ وَأَجۡرًا عَظِیمَۢا)
(وَإِذۡ جَعَلۡنَا ٱلۡبَیۡتَ مَثَابَةࣰ لِّلنَّاسِ وَأَمۡنࣰا وَٱتَّخِذُوا۟ مِن مَّقَامِ إِبۡرَ ٰهِـۧمَ مُصَلࣰّىۖ وَعَهِدۡنَاۤ إِلَىٰۤ إِبۡرَ ٰهِـۧمَ وَإِسۡمَـٰعِیلَ أَن طَهِّرَا بَیۡتِیَ لِلطَّاۤىِٕفِینَ وَٱلۡعَـٰكِفِینَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ)
[سورة البقرة 125]
(یَـٰمَرۡیَمُ ٱقۡنُتِی لِرَبِّكِ وَٱسۡجُدِی وَٱرۡكَعِی مَعَ ٱلرَّ ٰكِعِینَ)
[سورة آل عمران 43]
(وَإِذۡ بَوَّأۡنَا لِإِبۡرَ ٰهِیمَ مَكَانَ ٱلۡبَیۡتِ أَن لَّا تُشۡرِكۡ بِی شَیۡـࣰٔا وَطَهِّرۡ بَیۡتِیَ لِلطَّاۤىِٕفِینَ وَٱلۡقَاۤىِٕمِینَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ)
[سورة الحج 26]
(وَٱلَّذِینَ یَبِیتُونَ لِرَبِّهِمۡ سُجَّدࣰا وَقِیَـٰمࣰا)
[سورة الفرقان 64]
– العبارات التي تردد
لا يوجد تفصيل كامل للامر في القران، فلا يوجد نص صريح واضح يفصل موضوع مايردد وقت الصلاة، و ربما بسبب نقص تدبرنا حتى الان.
لكن الحقيقة … الخطاب يتحدث عن ( قراءن و ذكر و تسبيح و حمد )
(أَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ لِدُلُوكِ ٱلشَّمۡسِ إِلَىٰ غَسَقِ ٱلَّیۡلِ وَقُرۡءَانَ ٱلۡفَجۡرِۖ إِنَّ قُرۡءَانَ ٱلۡفَجۡرِ كَانَ مَشۡهُودࣰا)
– قراءن في وقت صلاة الفجر
(قَالَ رَبِّ ٱجۡعَل لِّیۤ ءَایَةࣰۖ قَالَ ءَایَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ ٱلنَّاسَ ثَلَـٰثَةَ أَیَّامٍ إِلَّا رَمۡزࣰاۗ وَٱذۡكُر رَّبَّكَ كَثِیرࣰا وَسَبِّحۡ بِٱلۡعَشِیِّ وَٱلۡإِبۡكَـٰرِ) (فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوۡمِهِۦ مِنَ ٱلۡمِحۡرَابِ فَأَوۡحَىٰۤ إِلَیۡهِمۡ أَن سَبِّحُوا۟ بُكۡرَةࣰ وَعَشِیࣰّا)
– ارتبط التسبيح … بمواقيت الصلاة ( العشي و الابكار )
(فَٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَا یَقُولُونَ وَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ قَبۡلَ طُلُوعِ ٱلشَّمۡسِ وَقَبۡلَ غُرُوبِهَاۖ وَمِنۡ ءَانَاۤىِٕ ٱلَّیۡلِ فَسَبِّحۡ وَأَطۡرَافَ ٱلنَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرۡضَىٰ)
– ارتبط التسبيح … بمواقيت الصلاة
قبل طلوع الشمس ( الفجر ) … صلاة و تسبيح
قبل غروب الشمس ( المغرب ) … صلاة و تسبيح
ءاناء الليل ( العشي ) ….. صلاة و تسبيح
(وَٱذۡكُر رَّبَّكَ فِی نَفۡسِكَ تَضَرُّعࣰا وَخِیفَةࣰ وَدُونَ ٱلۡجَهۡرِ مِنَ ٱلۡقَوۡلِ بِٱلۡغُدُوِّ وَٱلۡـَٔاصَالِ وَلَا تَكُن مِّنَ ٱلۡغَـٰفِلِینَ إِنَّ ٱلَّذِینَ عِندَ رَبِّكَ لَا یَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ عِبَادَتِهِۦ وَیُسَبِّحُونَهُۥ وَلَهُۥ یَسۡجُدُونَ ۩)
(فَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ ٱلسَّـٰجِدِینَ وَٱعۡبُدۡ رَبَّكَ حَتَّىٰ یَأۡتِیَكَ ٱلۡیَقِینُ)
– ارتبط التسبيح …. مع حركة الصلاة ( السجود )
(فِی بُیُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرۡفَعَ وَیُذۡكَرَ فِیهَا ٱسۡمُهُۥ یُسَبِّحُ لَهُۥ فِیهَا بِٱلۡغُدُوِّ وَٱلۡـَٔاصَالِ)
– ارتبط التسبيح .. بمواقيت الصلاة ( الغدو و الاصال)
(إِنَّمَا یُؤۡمِنُ بِـَٔایَـٰتِنَا ٱلَّذِینَ إِذَا ذُكِّرُوا۟ بِهَا خَرُّوا۟ سُجَّدࣰا وَسَبَّحُوا۟ بِحَمۡدِ رَبِّهِمۡ وَهُمۡ لَا یَسۡتَكۡبِرُونَ ۩)
– ارتبط التسبيح …. بحركة الصلاة ( سجود )
(یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱذۡكُرُوا۟ ٱللَّهَ ذِكۡرࣰا كَثِیرࣰا وَسَبِّحُوهُ بُكۡرَةࣰ وَأَصِیلًا هُوَ ٱلَّذِی یُصَلِّی عَلَیۡكُمۡ وَمَلَـٰۤىِٕكَتُهُۥ لِیُخۡرِجَكُم مِّنَ ٱلظُّلُمَـٰتِ إِلَى ٱلنُّورِۚ وَكَانَ بِٱلۡمُؤۡمِنِینَ رَحِیمࣰا)
– ارتبط الذكر و التسبيح … بمواقيت الصلاة ( بكرة و اصيلا )
(فَٱصۡبِرۡ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقࣱّ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لِذَنۢبِكَ وَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ بِٱلۡعَشِیِّ وَٱلۡإِبۡكَـٰرِ)
– ارتبط التسبيح و الحمد .. بمواقيت الصلاة ( العشي و الابكار )
(فَٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَا یَقُولُونَ وَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ قَبۡلَ طُلُوعِ ٱلشَّمۡسِ وَقَبۡلَ ٱلۡغُرُوبِ وَمِنَ ٱلَّیۡلِ فَسَبِّحۡهُ وَأَدۡبَـٰرَ ٱلسُّجُودِ) (وَٱصۡبِرۡ لِحُكۡمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعۡیُنِنَاۖ وَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ حِینَ تَقُومُ وَمِنَ ٱلَّیۡلِ فَسَبِّحۡهُ وَإِدۡبَـٰرَ ٱلنُّجُومِ)
– ارتبط التسبيح و الحمد … بمواقيت الصلاة
(إِنَّ لَكَ فِی ٱلنَّهَارِ سَبۡحࣰا طَوِیلࣰا وَٱذۡكُرِ ٱسۡمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلۡ إِلَیۡهِ تَبۡتِیلࣰا)
– ارتبط التسبيح و الذكر … بمواقيت الصلاة
(وَٱذۡكُرِ ٱسۡمَ رَبِّكَ بُكۡرَةࣰ وَأَصِیلࣰا وَمِنَ ٱلَّیۡلِ فَٱسۡجُدۡ لَهُۥ وَسَبِّحۡهُ لَیۡلࣰا طَوِیلًا)
– ارتبط الذكر و التسبيح …. بمواقيت الصلاة
اخيرا
يمكن فهم …. ان القران يعني ان تتلو القران في صلاتك
يمكن فهم …. ان الذكر يعني ان تذكر اسم الله كثيرا في صلاتك.
لكن كيف يمكن فهم التسبيح و الحمد ؟
هل هو القول ( سبحان الله و بحمده ) .
■■■ الواقع ■■■
⚫ الحركة العملية
عند ملاحظة طريقة الصلاة عند المسلمين باحتلاف مذاهبهم ، سنجد بانها نوعا ما واحدة تقريبا ، صحيح بان هناك من يرى فيها اختلاف ، لكننا نرى تلك الاختلافات عبارة عن تفاصيل و ليست جوهر في امر الصلاة كظاهرة عامة.
و هذا ربما يدل على وجود اتفاق عام في طريقة الصلاة لكن هناك تفاصيل اختلفت .
فمثلا
السنة … يضمون ايديهم في الصلاة و يسلمون برؤوسهم
الشيعة .. يسربلون ايديهم في الصلاة و يسلمون بكفوفهم
صحيح اننا نراها تفاصيل لكن السؤال فعلا:
لماذا اختلفوا في اداء الصلاة ؟!
نحن نعتقد بان الحالة المذهبية هو مشروع تم صناعته على المسلمين، و هذا المشروع احتاج الى اظهار تمييز و اختلاف حتى في طريقة الصلاة ، لكن صناعة الاختلاف بين المذاهب لم تكن جوهرية ، بل شكلية في تفاصيل.
.هذا يجعلنا نطرح سؤال :
ما هو المانع الجوهري الذي كان موجود لدى المشروع الذي استطاع صناعة تلك المذهبية عند المسلمين ، ان يصنع صلوات مختلفة جذرية بين المذاهب الاسلامية لزيادة الاختلاف بين المسلمين ؟!
هذا سؤال مهم
الحقيقة ان هذا السؤال ، من بين اسباب عدم فصلنا لموضوع طريقة الصلاة ، الى جانب نقطة اخرى .
ما هي النقطة ؟
الحقيقة ان تدبر ظاهرة الصلاة …… تجعلنا نوعا ما نعتقد بان هناك نسبة احتمال في صعوبة في تبديل طريقة الصلاة عند المسلمين ، فقد يحدث زيادة في عددها و توقيتها، لكن الطريقة لا ، لانها طقس شخصي عميق و مقدس، و الطقس الشخصي العملي يتوارث.
هذا احتمال
ايضا …. نحن نعتقد بان الصلاة ليست ظاهرة حديثة عند المسلم كما يعتقد الكثير .
بمعنى اخر … ليس رسول مكة هو من علم المسلم الصلاة، بل هي موجودة عند الانسان من قبل رسول مكة.
بمعنى اخر … الصلاة ظاهرة قديمة عند الانسان ، و طقس مرتبط بوجود علاقة بين الانسان و من وراء هذا العالم، فهي تبدو شيء قديم جدا و ليست شيء لا يعرفه الانسان و قد اكتشفها رسول مكة الموجودة قصته في كتب الطابعة .
فالقران يتحدث بشكل واضح عن الصلاة مع كل الانبياء
(رَّبَّنَاۤ إِنِّیۤ أَسۡكَنتُ مِن ذُرِّیَّتِی بِوَادٍ غَیۡرِ ذِی زَرۡعٍ عِندَ بَیۡتِكَ ٱلۡمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِیُقِیمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ فَٱجۡعَلۡ أَفۡـِٔدَةࣰ مِّنَ ٱلنَّاسِ تَهۡوِیۤ إِلَیۡهِمۡ وَٱرۡزُقۡهُم مِّنَ ٱلثَّمَرَ ٰتِ لَعَلَّهُمۡ یَشۡكُرُونَ) (ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِی وَهَبَ لِی عَلَى ٱلۡكِبَرِ إِسۡمَـٰعِیلَ وَإِسۡحَـٰقَۚ إِنَّ رَبِّی لَسَمِیعُ ٱلدُّعَاۤءِ رَبِّ ٱجۡعَلۡنِی مُقِیمَ ٱلصَّلَوٰةِ وَمِن ذُرِّیَّتِیۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلۡ دُعَاۤءِ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لِی وَلِوَ ٰلِدَیَّ وَلِلۡمُؤۡمِنِینَ یَوۡمَ یَقُومُ ٱلۡحِسَابُ)
فابراهيم كان يؤدي الصلاة
(وَٱذۡكُرۡ فِی ٱلۡكِتَـٰبِ إِسۡمَـٰعِیلَۚ إِنَّهُۥ كَانَ صَادِقَ ٱلۡوَعۡدِ وَكَانَ رَسُولࣰا نَّبِیࣰّا وَكَانَ یَأۡمُرُ أَهۡلَهُۥ بِٱلصَّلَوٰةِ وَٱلزَّكَوٰةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِۦ مَرۡضِیࣰّا )
و اسماعيل كان يؤدي الصلاة
(قَالَ إِنِّی عَبۡدُ ٱللَّهِ ءَاتَىٰنِیَ ٱلۡكِتَـٰبَ وَجَعَلَنِی نَبِیࣰّا وَجَعَلَنِی مُبَارَكًا أَیۡنَ مَا كُنتُ وَأَوۡصَـٰنِی بِٱلصَّلَوٰةِ وَٱلزَّكَوٰةِ مَا دُمۡتُ حَیࣰّا)
[سورة مريم 30 – 31]
و عيسى كان يؤدي الصلاة
(إِنَّنِیۤ أَنَا ٱللَّهُ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّاۤ أَنَا۠ فَٱعۡبُدۡنِی وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ لِذِكۡرِیۤ)
و موسى كان يؤدي الصلاة
لذلك لا يمكن لطقس شخصي ان يبدل فجاءة، الا لو تم التبديل بكميات قليلة و على مراحل متدرجة طويلة،حتى فقدت طريقة الصلاة … على احتمال انها ليست هذه .
الامر بحاجة الى زيادة قراءة الواقع و البحث عن زاويا جديدة يمكن الوصول لجواب نهائي .
لكن الحقيقة هناك في خطاب القران حديث عن اضاعة الصلاة
(أُو۟لَـٰۤىِٕكَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمَ ٱللَّهُ عَلَیۡهِم مِّنَ ٱلنَّبِیِّـۧنَ مِن ذُرِّیَّةِ ءَادَمَ وَمِمَّنۡ حَمَلۡنَا مَعَ نُوحࣲ وَمِن ذُرِّیَّةِ إِبۡرَ ٰهِیمَ وَإِسۡرَ ٰۤءِیلَ وَمِمَّنۡ هَدَیۡنَا وَٱجۡتَبَیۡنَاۤۚ إِذَا تُتۡلَىٰ عَلَیۡهِمۡ ءَایَـٰتُ ٱلرَّحۡمَـٰنِ خَرُّوا۟ سُجَّدࣰا وَبُكِیࣰّا ۩ ۞ فَخَلَفَ مِنۢ بَعۡدِهِمۡ خَلۡفٌ أَضَاعُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَٱتَّبَعُوا۟ ٱلشَّهَوَ ٰتِۖ فَسَوۡفَ یَلۡقَوۡنَ غَیًّا)
القران يتحدث بان هناك من اضاع الصلاة، من بعد النبيين ، و هذا الضياع للصلاة تجعلنا نستفسر عن السبب .
هناك احتمال كبير بان القران لا يتحدث عن اضاعة الناس للصلاة في اماكن تواجدهم في الارض ، بل يتحدث عن اضاعة الصلاة عند البيت الحرام او عند مساجد الله .
فكما يعرف البعض ، بان هناك من صد المسلمين عن اقامة الصلاة عند المسجد الحرام ، بعد ان صنع لهم مسجد جديد، و حول المسلمين الى ذلك المكان الجديد ، فاضبحوا يحجون اليه و يؤدون الصلاة فيه .
و يبدو لنا قصة الصلاة و التشديد عليها من الخطاب ، مرتبطة بالصلاة عند المسجد الحرام .
فمثلا
دعوة ابراهيم ربطت البيت الحرام بالصلاة
{ رَّبَّنَاۤ إِنِّیۤ أَسۡكَنتُ مِن ذُرِّیَّتِی بِوَادٍ غَیۡرِ ذِی زَرۡعٍ عِندَ بَیۡتِكَ ٱلۡمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِیُقِیمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ فَٱجۡعَلۡ أَفۡـِٔدَةࣰ مِّنَ ٱلنَّاسِ تَهۡوِیۤ إِلَیۡهِمۡ وَٱرۡزُقۡهُم مِّنَ ٱلثَّمَرَ ٰتِ لَعَلَّهُمۡ یَشۡكُرُونَ}
الوحي لموسى ربط البيوت بالصلاة
(وَأَوۡحَیۡنَاۤ إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِیهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوۡمِكُمَا بِمِصۡرَ بُیُوتࣰا وَٱجۡعَلُوا۟ بُیُوتَكُمۡ قِبۡلَةࣰ وَأَقِیمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَۗ وَبَشِّرِ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ)
لذلك لا يمكن فصل الامر … فالاحتمال كبير بان الصلاة التي يقصد بها هنا الصلاة عن البيت الحرام ، فربما نفس الصلاة الحالية لكن عند المسجد الحرام.
————–
ما هي الصلاة ؟!
في البداية …… نحن نستغرب من المسلم الذي يقرا القران و يقرا خطاب القران و فيه حديث عن الصلاة مع الانبياء، لكنه يعتقد بان صلاتهم غير الصلاة التي جاء بها رسول مكة ……… فهو يعتقد بان الانبياء جاءوا باديان مختلفة و صلوات مختلفة ، و حتى لو اعتقد بانها صلاة واحدة فهو يعتقد بان الصلاة طقس جاء بها رسول مكة.
الحقيقة من السهولة على المسلم ادراك ان مفهوم الصلاة ليست ظاهرة حديثة عند المسلم جاءت له من قصة مكة، بل ظاهرة قديمة عميقة، بسبب ذكرها في خطاب القران مع كل الانبياء.
لانه من المفروض ان ذكر كلمة الصلاة مع الانبياء، ستجعل المسلم يدرك بان الصلاة طقس قديم جدا و عميق جدا عند الناس منذ القدم .
و من المفروض ان هذا العمر القديم جدا للصلاة ، سيجعل المسلم يدرك بانه امام طقس مرتبط بفطرة الانسان .
كيف ؟!
الحقيقة … انا املك يقين بان الاسلام كان دين الناس جميعا في الارض، او هو فطرة الناس في الارض، و هذا الانتشار الكبير للاسلام في كل الارض ليس الا انتشار الفطرة الاولى.
لكن هناك مشروع خرج من اوروبا كتب للناس في الارض تاريخ جديد ، استطاع عبره صناعة زمن جديد للاسلام ياتي بعد اديان من صناعته …. لقد تمكن هذا المشروع من منع الناس في الارض من ادراك ان سكان امريكا كانوا مسلمين بواسطة خدعة اكتشاف ارض جديدة، فاعطاه شرعية تبديل تلك الارض كلها .
لذلك فالخطاب في القران عندما يتحدث عن الصلاة، فهو يتحدث عن طقس مرتبط في الانسان ….. و لا يتحدث خطاب القران عن واجب مدرسي من معلم ، و اي طالب لا يؤدي الواجب فينال عقاب .
كيف ؟
الخطاب يتحدث عن طقس يحتاج اليه الانسان مرتبط بفطرة الانسان.
بمعنى اخر
الخطاب يتحدث عن طقس مثل النوم تماما، ضروري للانسان ، و يحتاج اليه حتى يتحصل على منفعة ، و عندما لا ينام الانسان فان يحدث له خلل في تكوينه .
و هذا هو المفهوم الحقيقي الصلاة ….. طقس ضروري للانسان، و يحتاج اليه الانسان حتى يتحصل على منفعة ، و عندما لا يؤدي الانسان الصلاة فانه سيسبب للانسان مشكلات في تكوينه .
و ليست مفهوم واجب منزلي من قبل الله ، عليك ان تؤديها و ان لم تؤديها سيعاقبك الله … كما حاول المشروع زراعته في عقل المسلم .
الصلاة … احتياج و ضرورة … مرتبطة بفطرة الانسان.
هذه الطقس الفطري …. فيه منافع ، تماما مثل طقس الحج الذي يؤدى عند المسجد الحرام ، لان الخطاب يتحدث عن منافع عند الحج و الصلاة عند البيت الحرام ، و هذه المنافع تشبه معنى المنافع التي تاتي من قيام الانسان باداء النوم ، او بمعنى اخر منافع متعلقة بتكوين الانسان و خلقته .
(ذَ ٰلِكَۖ وَمَن یُعَظِّمۡ شَعَـٰۤىِٕرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقۡوَى ٱلۡقُلُوبِ لَكُمۡ فِیهَا مَنَـٰفِعُ إِلَىٰۤ أَجَلࣲ مُّسَمࣰّى ثُمَّ مَحِلُّهَاۤ إِلَى ٱلۡبَیۡتِ ٱلۡعَتِیقِ)
و حتى يقرب الخطاي لك الخطاب المعنى الحقيقي للصلاة المتعلق بالفطرة ، فهو يضرب لك امثال ببقية خلق الله، و بانها تملك نفس الطقوس التي تقوم بها ، لكنك لا تفقهها فقط .
كيف ؟!
في القران دايما ما يتحدث عن الحيوانات في امثال ، و كانه يقرب لنا الفكرة ، فهو يضرب بها الامثال للناس، و يقول الخطاب بانها امم امثال لكم ….. يعني هي خلق مثلنا فيها فطرة و تقوم بنفس العمل الذي لدينا، لديها طقوس مثلنا ، لكنها مختلفة حسب خلقته المختلفة عن المخلوقات الاخرى .
(وَلَقَدۡ صَرَّفۡنَا لِلنَّاسِ فِی هَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ مِن كُلِّ مَثَلࣲ فَأَبَىٰۤ أَكۡثَرُ ٱلنَّاسِ إِلَّا كُفُورࣰا) (وَمَا مِن دَاۤبَّةࣲ فِی ٱلۡأَرۡضِ وَلَا طَـٰۤىِٕرࣲ یَطِیرُ بِجَنَاحَیۡهِ إِلَّاۤ أُمَمٌ أَمۡثَالُكُمۚ )
لكنه دائما ما يتحدث الخطاب عن المخلوقات في سياق الحديث عن الصلاة و التسبيح …. و كان الخطاب منشغل بتقريب المعنى الحقيقي حول الصلاة و التسبيح للناس ، اي منشغل بالصلاة و التسبيح لاهميتها .
فكما نعرف بان الانسان لا يفهم المعنى ، الا من خلال ضرب مثل قريب حتى تستطيع فهم المعنى.
و كما يقول المثل المتفرج لبيب ، فالانسان الذي يتفرج على لعبة شطرنج يشاهد النقلات الصحيحة اوضح من اللاعب .
لذلك الخطاب يطرح لنا نموذج امامنا حتى نفهم المعنى جيدا .
كيف ؟
(تُسَبِّحُ لَهُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتُ ٱلسَّبۡعُ وَٱلۡأَرۡضُ وَمَن فِیهِنَّۚ وَإِن مِّن شَیۡءٍ إِلَّا یُسَبِّحُ بِحَمۡدِهِۦ وَلَـٰكِن لَّا تَفۡقَهُونَ تَسۡبِیحَهُمۡۚ)
(أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ یُسَبِّحُ لَهُۥ مَن فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱلطَّیۡرُ صَـٰۤفَّـٰتࣲۖ كُلࣱّ قَدۡ عَلِمَ صَلَاتَهُۥ وَتَسۡبِیحَهُۥۗ وَٱللَّهُ عَلِیمُۢ بِمَا یَفۡعَلُونَ)
لاحظ …… كيف ان الخطاب يتحدث بان كل مخلوق له صلاته و تسبيحه الخاصة به … فاذا كان كل مخلوق له صلاته و تسبيحه الخاص ، فمن الطبيعي ان الانسان جزء من المخلوقات و له صلاته و تسببحه الخاص به .
الحقيقة … اننا طالعنا مادة علمية عن حيوان يشبه الارنب من القوارض، يقوم بسلوك غريب كل يوم و في توقيت معين و محدد كب سنة ، و لا احد حتى اليوم يفهم اسباب و معنى هذا السلوك اليومي و السنوي ابدا.
سلوك غريب جدا غير طبيعي … فالحيوان عندما ياكل يفهم معنى هذا السلوك و كذلك الحيوان ينام و يفهم معنى النوم، لكن ذلك السلوك غير مفهوم معانيه.
ذلك السلوك الذي يقوم به ذلك الحيوان، يقوم به و لا يريد احد ان يمنعه من ذلك السلوك ، و اذا ذهبت اليه و حاولت منعه من تلك الحالة بتغير مكانه او وضعيته ، تجده يعود بسرعه الى نفس سلوكه.
من المؤكد بان ذلك السلوك ليس خاص بذلك الحيوان، بل موجود في كل الحيوانات ، و كل حيوان له سلوك مختلف عن الحيوان الاخر لكن نحن لا نفقهه.
اليس هذا هو معنى خطاب الوحي : {ألم تر أن الله يسبح له من في السماوات والأرض والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه والله عليم بما يفعلون} { و لكن لا تفقهون تسبيحهم } .
هذا هو المعنى الحقيقي للصلاة، الذي يريد خطاب القران ايصاله لك، و ليس الواجب المنزلي الذي تعاقب على عدم فعله.
يتبع ..
.
.
.
.