7/7/2021 0:00:01
ما هي التوراة ؟، و من له الحق الشرعي و المنطقي في تعريف معنى التوراة ؟
بين النص الديني و العلوم الانسانية
عند الحديث عن القراءة التاريخية العلمية سنجد امامنا في الواقع عقليتين .
العقلية الاولى …. هي من تعتمد على النص الديني كمرجعية اولية في تحليله و تفكيرة و فهمه للتاريخ، و ترفض نصوص العلوم الانسانية و ترى بان الاعتماد عليها كاحد ادوات البحث يفقد النص الديني حقيقته و يحوله الى رحله تضليليه بعيدة عن الحقيقة .
العقلية الثانية …… هي من تعتمد على العلوم الانسانية و نصوص التاريخ العالمي كمرجعية في تحليله و تفكيره و فهمة للتاريخ و قضايا الدين،و ترفض النص الديني و ترى بان الاعتماد على النص الديني كاحد ادوات البحث يفقد البحث خاصيتة العلمية و يحولها الى رحله ايمانية بعيدة عن الحقيقة العلمية .
و عندما نتامل بشكل عميق في تحليل هذه الظاهرة المتناقضة ، و نبحث عن عمر و اسباب ظهور هاتين العقليتين في الواقع ، سنجد ما يلي :
و لذلك
– زمن الظهور
تعتبر العقلية الاولى اقدم من العقلية الثانية ، العقلية الاولى ظاهرة قديمة في الواقع الانساني، و قد سبقت العقلية الثانية، بينما العقلية الثانية ظاهرة متاخرة حديثة نسبيا في الواقع الانساني …. او يمكن القول بان العقلية الاولى ظاهرة قديمة في مجتمعاتنا ، بينما العقلية الثانية ظاهرة حديثة في واقعنا.
– اسباب الظهور
العقلية الاولى ظهرت في مجتمعاتنا مع نزول النص الديني الالهي كحقيقة معرفية لتفسير واقع المؤمنين …… بينما العقلية الثانية ظهرت مع ظهور العلوم الانسانية كمعارف و علوم لتفسير الواقع الانساني .
– المستوى العلمي
تعتبر العقلية الثانية اغنى بالكم و بالكيف من العقلية الاولى في المستوى العلمي، لان العقلية الثانية تعتمد على كم كبير جدا من النصوص المعرفية المرجعية المتجددة في تفسير الواقع ، بينما العقل الاول يعتمد على نص مرجعي ثابت واحد فقط في فهم العالم، و هذا الشيء منح العقلية الثانية مستوى في الحق شرعي اعلى من مستوى الحق الشرعي للعقلية الاولى في تفسير الظواهر ، حتى وصل الامر الى ان العقلية الثانية جعلت من نفسها كمادة ثابته ، و جعلت من العقلية الاولى و الاشياء المرتبطة بها ( الدين – النص الديني) كمادة متغيرة عن الثابت و تقوم بدراستها كظاهرة انسانية تحتاج الى تفسير …. بالرغم من ان العقلية الاولى هي الاقدم في الواقع و المعتمدة على نص ثابت واحد غير متغير ، بينما العقلية الثانية هي الجديدة والحديثة في الواقع و المعتمدة على نصوص متغيرة غير ثابته ، و عليه يجب ان تكون العقلية الثانية مادة تدرسها العقلية الاولى ، لكن ربما ان السبب هو لان العلوم الانسانية جاءت بعد النص الديني زمنيا، فلذلك النص الديني لا يملك كلمات و تعريفات و اشارات للعلوم الانسانية ، نص ثابت غير متجدد في كلماته و مصطلحاته لم يعرف لنا بكلمات العقلية الثانية و نصوصه التي يعتمدها ، و هذا السبب منح العقلية الثانية شرعية علمية في ان تكون هي الثابت و الاخرى متغيرة .
الان ……. لو حاولنا دراسة اسباب هاتين العقليتين على اعتبار انها ظاهرة وجدت في وقت واحد ، سنصل الى تفسيرات عديدة لكنها منظمة وفق ثنائية ، و كانها اسباب خرجت من ثنائية بشكل متسلسل لا يمكن تحديد اولها .
فمناهج البحث العلمي ……… احد اسباب صناعة هذه الظاهرة .
لانها تعتمد على مسالة فصل الذات عن الموضوع كضرورة علمية لمقاربة الحقيقة، و هذا الثنائية ( الذات و الموضوع) اصبحت ملازمة لدارسي العلوم الانسانية ، في تخليص اي ظاهرة من الايمان و قراءتها بلغة موضوعية ، و هذا الامر جعل العقلية الثانية ترفض منهج العقلية الاولى ، في تفسير العالم ، لانه عقلية غير علمية لا تفصل الذات عن الموضوع ، بل ترفض النص الديني للعقلية الاولى باعتباره مادة ايمانية و غير علمية و غير معرفية، بينما العقلية الاولى ترفض هذا المنهج و تخليص ايمانه في فهم النص الديني .
حالة غريبة ، لان النص الديني يمكن اعتبارة نص انساني من قبل العقلية الثانية يحتوي على معرفة علمية و لا يجب رفضه بحجة ان الايمان يبعد الباحث عن النظرة العلمية الصحيحة .
التاريخ البشري …… من اسباب صناعة هذه الظاهرة .
لانه يقوم على مسالة تاريخ ما قبل الميلاد و ما بعد الميلاد، و هذه الثنائية ( قبل الميلاد و بعد الميلاد ) تتواجد فيهما العقليتين، فنجد ان العقلية الاولى تتواجد بكثرة و بشكل مكثف في زمن و تاريخ ما بعد الميلاد، بينما العقلية الثانية تتواجد بكثرة و بشكل مكثف في زمن و تاريخ ما قبل الميلاد ، و كأن العقلية الاولى ولدت زمنيا بعد العقلية الثانية، او كأن النص الديني ظهر زمنيا بعد نصوص العلوم الانسانية. و كان العقلية الاولى جاء بعد العقاية الثانية زمنيا في الواقع .
و هذه الحالة التاريخية التي تتواجد فيهما العقليتين ، هي التي سببت في فصل العقليتين، و هي التي منحت العقلية الثانية المستوى الثابت العلمي ذو البعد الانساني، و منحت العقلية الاولى المستوى المتغير الايماني ذو البعد الغير انساني.
حالة غريبة ……….. لان العقلية الاولى اقدم من العقلية الثانية، و النص الديني اقدم من العلوم الانسانية ……. اي انه من المفروض بان العقلية الاولى تتواجد بشكل مكثف و كبير في زمن و تاريخ ما قبل الميلاد ، و العقلية الثانية تتواجد بشكل مكثف و كبير في زمن ما بعد الميلاد … اي ان العقلية الثانية جاءت بعد العقلية الاولى زمنيا …. لكن حدث العكس.
اذن فمناهج البحث و التاريخ ……….هي التي انتجت العقليتين المتناقضتين، و فصلت بينهما معرفيا و علميا في فهم الظواهر ، و جعلت الاثنين لا يلتقيان.
الكثير اصبح يعتقد ……….. بان هناك قضايا تحتاج الى عقلية واحدة متخصصه لفهمها و حلها، و لا يجب خلط التخصصات، لتقديم جواب علمي مقنع … فقضايا مثل فهم امر لغوي يحتاج الى متحصص في علم اللسانيات لتوضيحها و تقديم جواب علمي مقنع … و هذا الشيء فيه جانب كبير من الصحة ، و اعتقد بان هذا الامر يمكن لهاتين العقليتين تطبيقة للخروج من اي تعارض و تناقض، فكل واحد في تخصصه .
مثلا
لا يحق للعقلية الاولى الافتاء في قضايا انسانية و في التاريخ الموجود في زمن ما قبل الميلاد ، و لا يحق للعقلية الثانية الافتاء في القضايا الدينية و في التاريخ الموجود في زمن ما بعد الميلاد.
لا تملك النصوص المرجعية للعقلية الاول ( النص الديني ) شرعية تفسير قضايا و تاريخ ما قبل الميلاد ،و لا تملك النصوص المرجعية للعقلية الثانية شرعية تفسير قضايا و تاريخ ما بعد الميلاد .
لا يحق للعقلية الاولى الزام العقلية الثانية بالمنهج الفكري الذي يتبعه و الذي يربط الذات بالموضوع في تفسير نصوص العلوم الانسانية ، و لا يحق للعقلية الثانية الزام العقلية الاولى بالمنهج الفكري الذي يتبعه و الذي يدعو لفصل الذات عن الموضوع في تفسير النص الديني.
لكن الحقيقة …… نشاهد تواجد العقليتين بجانب بعض في جدال مستمر في قضايا فكرية و تاريخية مرتبطة بالدين، و كل عقلية تدعي بانه مجال تخصصها .
فمثلا ………. هناك رواية العهد القديم الصهيونية حول تاريخ فلسطين و المنطقة و التي جاء بها الغرب الاستعماري، و تجد حضور دايم للعقليتين هنا ، و كل عقلية لها تفسير يعارض الاخر .
و في هذا المكان تحديدا الموجود في هذا المثال … نجد العقلية الثانية تمارس دور غريب و متناقض مع ما هو معهود عليها ، فهي مثلا تستخدم منهج لا ينتمي لها و تستخدم نصوص من خارج دائرتها كمرجع انساني ، و تستغرب عن السبب، و لماذا في هذا المكان بالذات؟ .
و هنا يحدث تصادم مع العقلية الثانية لكنه تصادم من نوع مختلف عن السابق …..و كأن هناك عقل خفي، استطاع ان يخترق العقلية الثانية و يجعلها تغير منهجها بسهولة و يسر و بدون معارضه او صد منها ، و بشكل ملفت و غريب و محير .
كيف ؟
في معظم حالات نقاش موضوعات كتاب العهد القديم التي تتناول تاريخ المنطقة ، سنجد بان العقلية الثانية ، تعاني من صعوبة بالغة في ان تفصل بين الذات عن الموضوع، فهي تعتمد على النص الديني كمرجع علمي انساني للتفسير، و تتعامل مع الايمان بهذا النص بكونه ضمن ادوات المنهج العلمي عند البحث .
مثلا ……. هذه العقلية تتعامل مع كتاب العهد القديم ( النص الديني ) كنص معرفي و تاريخي انساني و ليس ديني ، و تؤمن تماما بالمعلومات الموجودة في هذا النص الديني و تعريفاته و مسمياته ، و تعتمد عليه في تفسير الواقع، و تتعامل مع الايمان بهذا النص الديني ( العهد القديم ) بانه لا يؤثر في المنهج العلمي .
مثال :
باحث متخصص في العلوم الانسانية منها ( الانثربولوجيا و اللسانيات التاريخ …. ) ، ينشر مقال عن موضوع جغرافيا كتاب العهد القديم و يسميها ( جغرافيا التوراة ) …… و يتحدث بانه مقتنع بان القدس ليست اورشاليم التي يتحدث عنها التوراة ، لكنه يعتقد بان القدس هي اورشاليم اخرى، و هي المسجد الاقصى و هي حالة مكانية مقدسة قديمة ارتبطت بالاديان .
لكن عندما نقول له ……….. بان التوراة ليس كتاب اليهود ، بل هي الخطوط الكتابية التي كتب بها كلام الله و التي حفظ منها المسلم القران .
يكون رد الباحث …… [ التوراة والانجيل والقران كتب مقدسة عند المعتقدين بها اما انا فاراها كتب ادب ديني ،ادرسها كدراسة اي رواية ادبية ،مع مراعات الخصوصية لكل كتاب ،،،يعني ما أطبقه عليها غير المنهج العلمي في تحليل النصوص الادبية والتي تخضع لكل العلوم الانسانية من فلسفة وعلم نفس وجغرافيا وتاريخ وانثروبولوجيا وسوسيولوجيا وفقه اللغة وما تحتويه من مناهج داخلية خاصة بعلم الاديان ،كتاريخ الاديان وانثروبولوجيا الاديان وسوسيولوجيا الاديان وسكولوجيا الاديان واغرافيا التمثلية الدينية وفلسفة الاديان او الاهوت الديني.
المهم صديقي ……..لست هاو في الدومان يعني مجاز في الانثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية وماجستير في الاديان المقارنة ،والذين تحاورت معهم اعلاه هم اساتذتي ،،،سي سفيان رئيس قسم التاريخ بكلية اداب سوسه وسي الناصر استاذي درسني علم الاديان وصفوت صافي صديقي وهو باحث فلسطيني في موضوع الجغرافيا التوراتية ولا علاقة لنا جميعا بالايمان ،،فهو مسألة شخصيه لا تعنينا في البحث العلمي ،،مع تقديري لمجهوداتك البحثية التي لا تعنيني وقد تعني المؤمنين]
و هنا تستغرب عن اسباب هذا التناقض في المنهج العلمي لديه في هذه الحالة بالذات الموجوده لديه و لدى معظم باحثينا .
فهو يتعامل مع نص الديني لليهود كنص معرفي انساني ، و يدخله من ضمن نصوص العلوم الانسانية التي تعتبر مرجعيته ، و يؤمن بهذا النص و بمصطلحاته و تسمياته بدون عملية فصل الذات عن الموضوع، الذي يخل بالمنهج العلمي ……..بينما عندما يتعلق الامر بتوضيح حقيقة التوراة من نص في القران …. يقول لك :” بان الامر ايمان لا يعني البحث العلمي بل تعني المؤمنين ” .
عجيب و غريب
ما هو تفسير هذا التناقض ؟
لو تاملنا جيدا سنجد بان السبب هو الاتي:
هذا الباحث من بيئة مسلمة تؤمن بالقران ، و لكن عندما يدخل الى الجامعة، و يتعلم مناهج البحث العلمي ، و ضرورة فصل الذات عن الموضوع ليكون باحث علمي حقيقي ، يبدا يتعامل مع نص القران كنص ايماني و ليس كنص معرفي علمي، و يحاول بكل قوته فصل ايمانه بنصوص القران اثناء قراءة و دراسة و تحليل و تفسير الاشياء و الظواهر ليكون باحث علمي حقيقي.
لكن المشكلة عندما يحضر نص ديني اخر غير القران، و يشبه القران و هو كتاب اليهود العهد القديم، و هو ليس النص الديني لاسرته و بيئته، اي لم يولد بايمان ديني بهذا النص، و لم يكن لهذا النص سلطة ايمانية قويه عليه و على بيئته ، فانه لن يتعامل مع كتاب العهد القديم بمثل تلك الصعوبة البالغة و المنهج الصارم الذي يتعامل به مع القران، و لن يتعامل معه كنص ديني ، بل سيتعامل معه بسهولة و قبول كنص انساني ، يوجد داخله قيمة علمية و معرفية و تاريخية انسانية ، و سيصبح هذا الكتاب ضمن مجال مرجعيات النصوص الانسانية التي يستخدمها في فهم الواقع، خصوصا و ان كتاب العهد القديم قد ظهر زمنيا و تاريخيا قبل القران قبل الميلاد حسب التاريخ البشري الذي يعتبره نص مرجعي علمي .
و هكذا يصبح لديه النص الديني ( القران ) مسالة ايمانية و ليست علمية، و لا يجب الاعتماد عليه في البحث العلمي، لانه نصوص ايمانية ، و يجب فصل الايمان عن الموضوع ، و يصبح لديه النص الديني ( العهد القديم ) مسالة معرفية و ليست ايمانية، و يجب الاعتماد عليه في البحث العلمي، لانه نصوص معرفية تاريخية و جغرافية انسانية ، خصوصا و انه قد طبق عليه المنهح العلمي و هو لا يؤمن به دينيا ، اي تحقق لديه شرط المنهج العلمي هنا، فالايمان مفصول عن الموضوع ….. و لان قصص القران تشبه قصص كتاب العهد القديم لكن هناك اختلاف لغوي و خطابي بينهما … تحولت قصص القران الى نصوص ايمانية لديه لا علاقه لها بتفسسر الواقع ، بينما قصص كتاب اليهود تحولت الى نصوص معرفية لها علاقة علمية بتفسير تاريخ و جغرافيا الواقع .
و هكذا اصبح القران هو الذات الايمانية التي تمارس دور مخادع في الانسان عند تفسير الواقع ، و اصبح من الضرورة العلمية وفق المنهج العلمي فصله عند تفسيرالعالم ،و اصبح كتاب العهد القديم هو الموضوع الواقعي الحقيقي الذي يفسر الواقع ، و اصبح من الضرورة اعتبارة القراءة الموضوعية في تفسير العالم
لقد تحول النص الديني (القران) الى الذات التي يجب فصلها عن الموضوع الذي اصبح هو النص الديني الاخر ( العهد القديم).
هذه الحالة الغريبة و المتناقضة موجودة لدى معظم الباحثين لدينا، و في هذه المكان بالذات الذي يتناول الرواية الصهيونية التاريخية و كتاب اليهود ………. لو طالعت و قرات انتاجهم ستجد بان اغلب الباحثين المتخصصين في العلوم الانسانية يملكون عقل واحد ، و منهج واحد تماما ، مثل ذلك المثال السابق .
يملكون منهج تفكير خاطىء و غير علمي و غير موضوعي.
ما هو الصحيح ؟
نقدي سيكون من منهجهم و ليس من منهجنا .
1- مادام ان النصين من بنية الهية واحدة كما هو متعارف عليه عند الجميع، فيجب على هولاء الباحثين التعامل مع اي نص اديني سوى كان ( القران ) او (العهد القديم) بنفس المستوى المنهجي و المعرفي ، او التعامل معهما كظاهرة نصية دينية واحدة زمنيا و مكانيا و معرفيا و ايمانيا و تاريخيا و جغرافيا.
اي ان عليهم فصل النص القران و العهد القديم عن اي موضوع، و اعتبارهما نصوص ايمانية فقط ….. لا تملك اي قيمة علمية او معرفية و مقردات النصين غير ملزمة في دراسة اي ظاهرة و لا يجب التعامل بمصطلحات الكتابين في تعريف العالم .
مثال :
يجب التعامل مع اي نص موجود في كتاب العهد القديم بالشكل الاتي :
– لو كان النص يتحدث عن (مدينة اسمها اورشاليم في فلسطين كانت عاصمة اليهود فيه هيكل ) …. فيجب التعامل معه كنص ايماني فقط ، و ليس نص علمي معرفي انساني، و لا علاقة لذلك النص بالحقيقة التاريخية و الجغرافية الموضوعية .
بمعنى اخر ….. ذلك النص لا يعبر ابدا عن وجود حقيقية جغرافية موضوعية قديمة اسمها اورشاليم ، و لا يعبر ابدا عن وجود حقيقة تاريخية موضوعية قديمة حول وجود يهود فيها، و لا يعني وجود مبنى حقيقي كان موجود في تلك الارض اسمه هيكل .
لا يجب خلط الايمان بالنص الديني بالحقيقة الموضوعية . مجرد نص لا اكثر و هناك مؤمنين به و لا يعني بانه ملزم على اي انسان اخر .
– لو كان النص يتحدث بان (كتاب اليهود اسمه التوراة) ، فيجب التعامل مع هذا النص كنص ايماني مرتبط بايمان اتباع الديانه التي تؤمن بكتاب العهد القديم، و ليس كنص علمي معرفي يحتوي على معلومات حقيقة موضوعية .
بمعنى اخر … ذلك النص لا يعني ابدا ان كتاب اليهود اسمه التوراة كحقيقية علمية موضوعية .
2- يجب إعتبار انفسهم من العقلية الثانية و تلك النصوص ليست من مجال تخصصهم و لا يجب اعتبارها مراجع علمية بل نصوص ايمانية، و قضايا تلك النصوص مرتبطة داخليا بالمؤمنين بها وفق مناهجهم، و لا يجب ان يفرض هولاء الباحثين منهجهم في محاولة ادراك قضايا تلك النصوص، لان تلك النصوص لها منهج خاص تتعامل به العقلية الاولى، يعتمد على سلطة الايمان الذي يمنع فصل الذات عن الموضوع. و قضايا النص الديني مرتبطة بذلك المنهج و ليس بمنهج العقلية الثانية، و لا يجب اعتبار ذلك المنهج بانه منهج غير علمي .
هذا الامر يجعلنا نطرح سؤالنا :
اذن من له الحق في الحديث عن التوراة و تعريفها ؟
اعتقد بان موضوع ( التوراة ) من ضمن دائرة اختصاص العقلية الاولى ، و ليست من اختصاصات العقلية الثانية ، لانه موضوع خاص و ليس عام حتى نعتقد بانه موضوع يمكن ان يتواجد تفسيره ضمن نصوص العلوم الانسانية التي هي مرجعيات العقلية الثانية .
فلو كان السؤال مرتبط بموضوع الانسان في النص الديني ، عندها يمكن القول بان موضوع ( الانسان ) ضمن دائرة اهتمام نصوص العلوم الانسانية و عندها يحق شرعيا للعقلية الثانية ان تفتي في امر ( الانسان ) .
لكن كلمة ( التوراة ) كلمة خاصة مجهولة و ليست كلمة عامة معروفة ك ( انسان)، و قد وردت في نص ديني ، و تعريف هذه الكلمة مرتبط اصلا بالنص الديني و تعريفه لهذه الكلمة ، و مرتبط و بالايمان بالنص الديني و بكونه صحيح، و بان هذا النص الديني يملك قيمة علمية و معرفية عند المؤمنين بهذا النص الديني ، و لا يصح علميا محاولة تعريف هذه الكلمة من نصوص العلوم الانسانية، فلا علاقة لها بالنص الديني ، و لا يصح الذهاب الى نص خارج النص الديني للبحث عن تعريف للكلمة ، و اي باحث يبحث عن تفسير الكلمة من خارج النص الديني فهو باحث غير علمي و غير موضوعي، و لن يصل ابدا لادراك المعنى الحقيقي للنص الديني لو حاول التدخل في مجال ليس من اختصاصه .
هذا هو المنهج العلمي السليم الذي يجب ان يسير عليه اي شخص عند البحث .
الان ناتي لسؤالنا الهام : ما هي التوراة ؟
نحن لدينا منهج خاص ، و هذا المنهج يجعلنا بطريقة ما في مكان بين العقليتين السابقتين ، لاننا لا نستطيع ان نستبعد النص الديني كقيمة علمية و معرفية ، و لا نستطيع ان نستبعد النتائج الحديثة في فهم قضايا تاريخية . و هذا المكان الذي نحن فيه هو السبب الذي جعلنا نتحدث في هذا الموضوع …….. بعد ان راقبنا عقلية مجتمعنا في فهم معنى التوراة و التي وجدناها عقليتين .
نحن امام عقليتين اثنتين : العقلية الاولى المؤمنه بالقران، و العقلية الثانية المؤمنه بالتاريخ اليوناني و العلوم الانسانية و نظرياتها … و كل عقلية لديها منهج و نصوص مرجعية… اي كل عقلية لديها منهج هو سبب قناعتها و تصوراتها .
لو نحاول ……. البحث عن معنى التوراة بالتعاون مع العقلية الثانية ، سنجد بان تلك العقلية دائما ما تنشر موضوعات تدور حول كتاب اليهود و مغلفة بغلاف من العلوم الانسانية يمنحها بعد نخبوي و قيمة معرفية علمية في نظر البعض.
لكننا نرى … بانها تمارس دور تضليلي عبر بحوثاتها و مقالتها بطريقة تؤيد الرواية الصهيونية و تمنع العقلية الاولى من فهم نصها الديني المرجعي .
و هذا يجعلنا نبحث عن السبب .
كما تحدثنا بان هذه العقلية تتواجد بشكل مكثف في زمن ما قبل الميلاد ، و تعتبر ذلك الزمن و التاريخ هو مجالها المعرفي، معتمدة في استكشافاتها على نصوص تاريخية و علوم انسانية.
و لذلك فهذه الجماعة لديهم خصائص عامة يتميزون بها، فمثلا هم يؤمنون بترجمات الغرب لنقوش المنطقة بشكل مطلق ، و يؤمنون بنصوص مراجع من تاليف علماء غرب غرب ، و لا يخالطهم شك في كون التاريخ الذي كتبه و يكتبه الغرب صحيح جدا ، و يؤمنون بفضاء ميثولوجيا اليونان و يسكنون داخله، و يؤمنون بانه عالم حقيقي كان موجود على الواقع و قد عاشه الانسان قديما، و يؤمنون بان العلوم الانسانية هي التي تفسر الواقع الموضوعي .
و لهذا السبب ….. تجد هذه العقلية تؤمن بالاديان الميثولوجية و تعتبرها ضمن مجالها المعرفي العلمي الانساني في تفسير الاديان الحالية ، لكنها تتعامل مع الاديان الحالية ضمن مجال الايمان البعيد عن العلم . و هذا هو ملاحظ .. فهذه العقلية دائما ما نجدها داخل مسرح عشتار و ادونيس و اوزريس و ايزيس و امون و سرجون و جلجامش كسياق علمي معرفي و هو من دفع الاديان الحالية للوجود في الواقع ، اي ان عالم اليوم انبثق من ذلك السياق الديني .
لماذا اتحدث بهذا الشيء ؟
لاننا سنجد جد صعوبة نوعا ما ، في ايجاد نقطة مشتركة من اجل التعاون مع هذه العقلية في معرفة معنى التوراة .
اعتقد من المنطقي ……….. بان على هذه العقلية ان تعتقد بان موضوع التوراة جانب عقائدي ديني بحت ، و له حضور اليوم و غير غائب ابدا و لا يخالطه الشك، و هذا الحضور موجود في القران الكريم، حتى اذا لم تؤمن هذه الجماعة بنص القران كنص علمي و معرفي ، فلا اهمية لايمانها او عدم ايمانها ، لانه نص خاص بعقيدة .
اذن …….. فهذه العقلية يجب ان تكون تابعة للنص الديني لو حاولت ان تفهم معنى التوراة ، اكثر من كونها متقدمة عليه في فرض الحجة التاريخية. اي ان نص القران ملزم حتى عليها في فهم الموضوع …. لانه نص يتحدث عن موضوع خاص جدا و ليس موضوع عام ، من داخل بنيته الثقافية ، اي انه نص اولي اساسي و لا يوجد لدى هذه الجماعة نص اخر يعطيهم افضلية الحديث .
قد نتفق هنا ……. لكن هناك مشكلة ستحدث .
لماذا ؟
لان هذه العقلية قد تعتقد بانها تملك الحق الشرعي العلمي في الحديث بهذا الموضوع و فرض حجتها ، بل و السخرية لان غيرها تابع لها في الحديث ….. لان هذه الجماعة تملك المجال المعرفي الموجود في عالم ما قبل الميلاد ، و تعتقد بانه ملكها الشخصي و لا يجب على احد ان يتعدى عليه بمصطلحات جديدة و تفسيرات جديدة، مجال اختصاصها و تملك حجة شرعية باسبقيتها الزمنية على العقلية الاولى و التي مجالها الخاص هو زمن ما بعد الميلاد الذي يتحدث عن التوراة .
اين هي المشكلة ؟
المشكلة ان نحاول الربط بين عالمين متناقضين، عالم ما قبل الميلاد و عالم ما بعد الميلاد، المشكلة اننا نحاول الربط بين اسمين متناقضين و هما الهيروغليفية و التوراة … و من المؤكد بان هذا الربط سيحدث صراع عنيف و شديد ، بين عقليتين ، بين مخيلتين ، بين زمنين ، بين فكرتين. بين مرجعيتين ، بين مصدرين للمعلومة، بين منهجين .
بمعنى اخر …. لا يوجد اي نقطة اشتراك يمكن الانطلاق منها ، لبناء ارضية تعاونية مع العقلية الثانية من اجل الوصول الى نتيجة مرضية او مقنعة . و لان هذه النقطة المشتركة غير موجودة، فمن الطبيعي ان اول رد لهذه الجماعة على هذا الموضوع .هو الرفص الشديد و ربما السخرية.
ما الحل ؟
اعتقد بانه لا يوجد اي حل منطقي و مرضي الا حل واحد فقط ، و هو ان نترك و نتخلى عن كل ما نملك ، من نصوص العلوم و نصوص دينية و مراجع و مسلمات و كتب و مصادر و نصوص و تاريخ ……. و نجعل من الواقع الموجود امامنا هو كتابنا و مرجعنا الوحيد و نستخدم عقلنا و المنطق و الدليل العيني المادي .
اعتقد بانه حل منطقي و مرضي للعقلية الثانية .
الان
لو تاملنا واقع العقلية الثانية في مجتمعاتنا …. من خلال ذاكرتنا الشعبية ، سنجد فعلا بان العقلية الاولى اقدم من العقلية الثانية ، فالعقلية الثانية حديثه نسببا او لنقل دخلت حديثا الى مجتمعاتنا بعد دخول الاستعمار و الاحتلال الغربي، و بعد نشوء التعليم الحديث الذي وضع الاحتلال اسسه في معظم المنطقة و بعد سفر بعثات علمية من المنطقة للغرب لدراسة تلك العلوم .
لقد ظهرت العقلية الثانية تحديدا ، بعد ترجمة نص ديني قديم مقدس في ارضنا قد يكون من دائرة اختصاص العقلية الاولى ،
بدليل …….. ان كل العلوم الانسانية التي نقراها اليوم، ظهرت قبل 250 سنة تقريبا و معظم روادها علماء غرب . … و ذلك العمر هو نفسه العمر التقريبي لدخول الغرب كغزاة و محتلين الى ارضنا ، و هو نفسه العمر التقريبي لترجمات المحتل الغربي للكتابة الدينية القديمة في مصر .
اي ان هذه العقلية الثانية …. عمرها 200 ستة تقريبا في واقعنا، اي ان عمر ظهور تلك العقلية من بعد احتلال الغرب للمنطقة ، و من بعد ترجمات المحتل لكتابة مصر القديمة .
فاذا كانت العقلية الثانية عمرها 200 سنة، فان العقلية الاولى عمرها اقدم جدا …. اي ان عمر النص الديني اقدم من عمر كتب الطابعة التي كتبت كل العلوم الانسانية الحديثة .
■ السؤال الاول للعقلية الثانية :
قبل غزوة نابليون لمصر ، ماذا كان يسمي سكان مصر لكتابتهم القديمة الموجودة في مصر ؟!
سؤال منطقي جدا … اليس كذلك ؟!
هل يعقل … بان شعب طويل و عريض و يعيش في ارض ممتلئة كلها بنقوش لكتابات قديمة ، و يسكن بجانب معابد كثيرة و ضخمة ممتلئة بكتابات كثيرة و قبور عديدة مليان فيها كتابات، و لا يعرف اسم هذه الكتابه، او ليس له تسميه محلية من ثقافته لها ؟!
طيب …….في مصر يوجد مسلمين و مسيحين ، و لنقل حسب الزمن الروماني ( قبل و بعد ) بان الاسلام جاء بعد المسيحية ، حتى لا يتهم العقل الصهيوني الاسلام بعملية طمس للوعي … السؤال :
هل يعقل بانه لا المسلم و لا المسيحي يعرف اسم هذه النقوش و الكتابات ؟ ….. لا يعرف المسيحي حتى اسم النقوش، و لا يعرف حتى قراءتها، و لا يعرف شيء عنها .
لا تقل لي ان اسمها الهيروغليفية، فهذه تسميه يونانية و ليست تسمية مصرية ابدا … هذا اسم يوناني صرف و ليس التسمية المحلية لتلك الكتابة .
فهل تبدو عملية منطقية ………….. ان تاتي بنية ثقافية مختلفة و منفصلة من مكان بعيد و تفرض تسميتها الخاصة بها على عنصر ما داخل بنية ثقافية مختلفة عنها، و يتم اعتماد تسميتها كمنهج علمي ؟!
غير علمي و غير منطقي
على الاقل …………. هناك شيء مقنع و منطقي عند سكان اليمن باحتفاضهم بتسمية محلية لنقوشهم القديمة ( المسند )، بالرغم من انها ليست التسمية الصحيحة ، و مسجل اسمها في كتب قديمة كتبها اشخاص من اليمن .
فهل يعقل بانه كل كتب التاريخ الذي وصلت لنا عن تاريخ مصر قديما …………. الفاطمية و العباسية و الايوبية و المملوكية و العثمانية ، و لا يوجد فيها اي اشارة او توضيح او تفصيل حول هذه الكتابات و النقوش ، او حول معناها او اسمها المحلي ؟!
هل يعقل ان اذهب الى الصين ، و اقول لهم بان كتابتهم اسمها الكتابة البيروسيفية ، ثم يقوم الصينين باعتمادها ؟
يجب ان يثير عقلك العلمي هذا الموضوع فعلا، و يجعلك تفكر و تطرح اسئلة و تبحث ……. و لا تسمح لنص مرجعي في كتب طابعة لا تعرف العمر الحقيقي له و ياتي لك و يفرض عليك تسميته الخاصة به و منطقه الخاص … لو كنت فعلا باحث علمي و لديك منطق سليم .
كيف يعقل بان هذه النقوش الكبيرة و التي تغرق مصر داخلها، و يتم اسقاط تسميه خارجية عليها و ليس بتسميه محلية ؟.
هذه اكبر عملية نصب ثقافية و علمية تمت في التاريخ .
صح ؟
■ السؤال الثاني للعقلية الثانية
ما هي العقيدة ؟
العقيدة مهما كانت .. في اي زمن او مكان ، بنية فوقية …. العقيدة شكل من الاشكال العليا للوعي. و البنى الفوقية بنى صلبة و قوية جدا و لا تختفي من المجتمعات ابدا، البنى الفوقية تضفي باثرها على الواقع الجديد مع الزمن ، البنى الفوقية تسير بشكل متوازي مع التاريخ فارضة نفسها و اثرها على الواقع الجديد … البنية الفوقية لا تختفي ابدا .
العقيدة لا تظهر فجاءة اطلاقا ………. لها سياق قديم متصل واحد و غير منقطع، و تظل ثابته و لا تتبدل اطلاقا….. لانها جواب عن سؤال واحد .. هو سؤال الوجود ….. البداية و النهاية ……. فقط يحدث تراكم معرفي فقط حول العقيدة.
اذن ….. فالسؤال المنطقي جدا جدا :
اين اختفت العقيدة التي استخرجها الغرب من نقوش مصر، و قال بان الانسان في مصر عرف تلك العقيدة ؟
المنطق يقول …. لو كان حقا المصريين القدماء قد عرفوا تلك الديانة القديمة ….. لشاهدت اليوم و بشكل مؤكد و منطقي و طبيعي في مصر او اي مكان في المنطقة جماعة دينية مازالت تعبد تلك الالهات التي استخرجها الغرب .. و يمارسون نفس الطقوس القديمة التي كانت تمارس في مصر قديما كما تذكرها كتب التاريخ التي كتبها الغرب عن ديانة مصر .
لكن الغير منطقي ابدا …. بانه لا توجد حتى حبة خردل من كل ما كتبه الغرب باقي حتى اليوم او له اثر …… و لا يوجد ابدا اي اثر لهذه العقيدة … و لا حتى بحجم نملة مولودة . بل لا توجد اسماء تلك الالهات اليوم على لسان اي انسان في مصر … و تخرج بشكل لاارادي من اللاوعي الجمعي .
و هذا الامر الغير منطقي … جعل الكثير دائما يستعيض عن فكرة البحث عن جواب منطقي ….. بطرح فكرة خرافية معتادة دائما.. بانها اندثرت الاسلام جاء لمحو كل ذلك العالم، و هذا المنطق الصهيوني يجعلنا نرد بجواب منطقي :
انا ادعو كل المسيحين في مصر للتخلي عن الديانة المسيحية ديانة نابليون، و يعودوا لعبادة امون و اتون و اوزريس و ايزيس و حورس و يمارسون الطقوس التي كتبها الغرب حتى نتاكد من وجود اثر لتلك العقيدة، و بانهم فعلا اصحاب ذلك التاريخ و الزمن.
الان …. منطق بسيط جدا
اذا كان …… المصري اليوم لا يعرف اسم كتابة اجداده القدماء ، و قد جاء شخص اخر مختلف عن المصريين و من ثقافة مختلفة و اعطاهم تسميه لكتابات اجدادهم ….. و هو من اعطى لها هيئة و قيمة جديدة امام العالم … و ليس المصريين من اعطوها للعالم ، و استخرج للمصريين محتويات تلك النقوش، و لا يوجد لما استخرجه اي اثر موجود على الواقع …… فأن … تلك النقوش القديمة الموجودة في مصر كانت تخص شعب من كوكب اخر و غير موجود في الارض و لا علاقة لها بالانسان في مصر او اي انسان في الارض .
هذا هو المنطق السليم … صح ؟
لكن هناك منطق اخر سليم جدا جدا
اذا كانت ……….. العقيدة بنية فوقية اي شكل من الاشكال العليا للوعي. و هي بنية صلبة و قوية جدا و لا تختفي من المجتمعات ابدا، و بما ان البنى الفوقية تضفي باثرها على الواقع الجديد مع مرور الزمن اي تسير بشكل متوازي مع التاريخ فارضة نفسها و اثرها على الواقع الجديد، و لها سياق قديم متصل .. فإنه .. .لابد ان تكون عقيدة المصري اليوم موجودة في نقوش اجداده القدماء ، مؤكد و بشكل قاطع لابد ان تكون عقيدة الانسان في مصر مسجلة في كتابات اجداده القدماء، لابد ان يكون امتداد عقيدة و لغة الانسان في مصر اليوم قد جاء من نقوش اجداده .
الان …….. دعونا ننسى الزمن و كتب التاريخ و نتخلى عن قصة الاديان و نخرج من الزمن الوهمي … و نخرج من عالم الكتب ، و نحاول ان نلتحم بالواقع الحالي و لا ننفصل عنه ، و نفكر بواقع مصر و بشكل منطقي و علمي :
في مصر يوجد شعب بديانتين … عقيدتين .
ديانتين الاسلام و المسيحية
و يحمل سكان مصر نصين دينين …. …القران الكريم و كتاب العهد القديم ، و الكتابين مكتوبين بلغتين مختلفتين ، و هما العربية و الجبتية ……. لكنهما يتحدثان تقريبا في قضايا و موضوعات واحد بنسبة كبيرة .
و من نظرة للواقع ……. الديانتين يبدوان من مكون واحد … لكن الغير منطقي …… هو وجود لغتين مختلفتين لنصوص دينين من اله واحد و يتناولان موضوع واحد تقريبا .
بمعنى
لدينا كتابان متشابهان نوعا ما في قصص الانبياء لكنهما مختلفان بالاسلوب و باللغة ……..و يبدوان بانهما من أصل واحد خرج من مصر .
و لو تاملنا واقع مصر ……. سنجد في مصر ثلاث ديانات و ليس دينين … الاسلام و المسيحية و اليهودية ، لان الديانه المسيحية تحمل معها نفس كتاب الديانة اليهودية لكن بلغة مختلفة عن العبرية .
فالسؤال المنطقي : لماذا احتاج هذا الواقع في مصر ظهور كتابين مقدسين و يحملان بنسبة 40% لقصص دينية مقدسة لانبياء و متشابهة و بلغتين مختلفتين ؟
غير منطقي ….. ابدا
المنطق و العقل السليم الصافي يقول :
لابد ان تكون ديانة واحدة من بين الاثنتين هي الديانة التي لها امتدادها مرتبط بالكتابات القديمة في مصر و هي السياق الاصلي و الحقيقي للقديم ……… و لابد ان تكون لغة كتاب هذه الديانة هي لغة كتابات مصر القديمة ……. اي لن تخرج نقوش مصر من من احدى اللغتين ، اما العربية و اما اليونانية او الجبتية .
فهل هناك نص انساني معرفي و علمي يتكلم عن هذا الواقع ؟
لو فتشنا … سنجد بان القران نص ديني ، لكنه يتحدث عن هذا الواقع و يمنحه مسمياته الحقيقية بشكل واضح جدا .
يتبع
.
.
.
.