2015-10-27T11:08:00-07:00
طالعت مقال لكاتب يتحدث عن بعض ما جاء في مذكرات فاروق الشرع، و من خلاصة بعض ما جاء في تلك المذكرات يقول بمعنى الكلام: عندما خسرت سورية الجبهة المصرية بتوقيع كامب ديفيد اتجه الرئيس حافظ الاسد لإيجاد تحــــالف مــــع العراق .وقد اتفق فعلا مع الرئيس احمد حسن البكر، و على وحدة بين سوريا و العراق وقبل توقيع اتفاق التحالف، قام صدام حسين بانقلاب على حكم العراق (هنا نجد ان وراء صعود صدام كانت امريكا و السعودية لاجل منع التحالف و تحول العراق الى مشروع استنزاف لايران). انتهى الاقتباس. بصعود صدام تحول العدو في المنطقة الى ايران و ضخ الخليج اموال للعراق لمواجهة ايران ، و قام الجميع بتضخيم صورة صدام لدى كل شعوب الخليج و المنطقة على انها رمز العروبة امام جحافل الفرس، و خاض صدام حرب مع ايران دامت ثمان سنوات كانت اطول حرب في القرن الماضي ، استنزفت اموال ضخمة جدا و مقدرات شعوب و قتلى بمئات الالاف، و بالاخير تم التوقيع على اتفاقية سلام و انهاء تلك الحرب . هناك حديث اعلامي لصدام موجود في اليوتيوب بعد الحرب يتحدث فيها عن ان الحرب كانت مؤامرة ضد مقدرات العراق و ايران الخيرية . صدام حسين قام بالانقلاب على البكر و كانت فكرتة ان يقبل الدور مقابل الحصول على تسهيلات كبيرة يستطيع الحصول عليها من الغرب بحجة انهم اصبحوا حلافاء و لن يرفضوا ..عمل صدام على انشاء جيش قوي و التفكير بمشروع نووي و كما نعلم بان اسرائيل قصفت مفاعل عراقي في عام 1982 ، و بعد ان يحصل على ما يريد ، يتخلى عنهم . لكنه تكلفة هذا الدور كانت باهضة جدا . و هذا هو سر الخلاف بين صدام و حافظ الاسد ، و انشقاق البعث ، لان الاسد كان يدرك ان صعود صدام لاجل قطع الوحدةبين العراق و سوريا ، و كان الاسد ضد حرب صدام لايران ، لان العدو ليس ايران ، بل ان ايران دولة خرجت من عباءة امريكا و يجب ان نحتضنها ، فهي في مسار واحد معنا . بعد توقيع اتفاقية العراق و ايران ، لم يكن الخليج و امريكا راضين بهذا الاتفاق ، كانوا يريدون ان تواصل العراق مهمتها باستنزاف ايران و دورها المتفق عليه ، العراق خرج بعد الحرب و هو منهك و يطالب بالمبالغ المتفق عليها ، لكن الخليج رفض و فوق ذلك قام بتخفيض اسعار النفط ، للتاثير على اقتصاد العراق المنهك ..غضب العراق ، فصنعت امريكا لصدام خدعة غزو الكويت لتوريطة من اجل اعادته لنفس المسار ، و قامت حرب عام 90 و قام العراق بقصف السعودية و اسرائيل بصواريخ ، ثم فرضت عقوبات على العراق ، كان هدف العقوبات الاساسي هو تركيع صدام لاجل عودته للدور السابق مع ايران .تحول صدام الى ديكتاتور و مجرم بنظر شعوب الخليج ، بعد ان كان بطل قومي، و سخرت دول الخليج اعلامها و رموزها الدينية لمهاجمة صدام و شيطنته، لكن قبل سقوط بغداد كان العراق قد بدا يفتح قنوات مع سوريا لاجل اعادة العلاقات و بدات تشهد تحسن كبير ، و كانت سوريا ستكون وساطة بين العراق و ايران لتسوية ملفات عالقة بينهما لعودة العلاقات . تخيل ان تكون سوريا و العراق تنويات عمل تحالف قبل سقوط بغداد. ان يتحول العراق الى صديق مع ايران و متحالف مع سوريا ، فهي الكارثة بنظر السعودية و اسرائيل، ستكون شراكة قوية و مرعبة في المنطقة، و لابد من اسقاط العراق، ،فكل الظروف مواتيه خصوصا بعد احداث سبتمبر، و العمل على تشكيل نظام العراق الجديد الموالي لهم. هل تتذكرون خطاب نيتنياهو بعد عاصفة الحزم على اليمن عندما قال : ان خط طهران بغداد دمشق بيروت يهدد وجود اسرائيل ، و خط طهران صنعاء لوزان يهدد وجود اسرائيل .لكن هل تضمن عودة العراق اليهم بعد السقوط؟، لا يهم هذا السؤال في ذلك الوقت ، المهم وقف الشراكة المقبلة في المنطقة، باسقاط العراق و حل الجيش العراقي ، ضغت اسرائيل و السعودية لحلفاءها في امريكا من الجمهورين على اسقاط صدام، و تكفلت السعودية مع بقية دول الخليج بميزانية الحرب و تم اسقاط بغداد ، و مع الرعب من ضياع العراق من يدهم، لابد من صناعة الفوضى و رفع وتيرة الطائفية لكسب تيار سياسي موالي و اللعب على عدة اوراق في العراق لاجل عودتها اليهم. و تعمدالقبض على الرمز الذي تم صناعته في وعي الجماهير و اعدامة بيوم عيد و بطريقة دينية لاستفزاز عاطفة الناس ، مما تدفع العراق و المنطقة الى استقطاب ديني و مذهبي . رقعة شطرنج كبيرة، و ما يجري الان هو استمرار لـ نقلات لقطع من عقود، لاجل كسب الدور و حسم لعبة القوى، و مازالوا يلعبون حتى يومنا هذا . لعبة بين مشروع مقاومة و مشروع صهيوني، كان صدام مجرد نقلة من ضمن نقلات تتم حتى الان، و الان تحدث نقلات و تراجع عن نقلات ، و اخراج اليمن من مسار السعودية، و اخراج العراق من نفــــس المسار و سحب الكويت و عمان و خروج مصر ايضا، و لهذا السبب تكون التحالف العربي السني الذي صرح عنه مدير وزارة الخارجية الاسرائيلة بطريقة غير مباشرة و قال :اسرائيل حليفة الدول العربية السنية.