معالجة الشك في القران

معالجة الشك في القران

2022-02-21T09:35:00-08:00

رابط المقال

هناك ظاهرة في واقعنا الفكري غريبة و تحتاج الى علاج …… و هذه الظاهرة تتعلق بتكرارنا في طرح نفس القضايا الفكرية من وقت الى اخر ، و بدون جواب قاطع و نهائي ، مع انه من المفروض باننا عند طرح قضية فكرية فعلينا انهاء الجدل حولها بالبحث عن جواب منطقي و علمي و لا نتركها معلقة بدون جواب نهائي، حتى ننطلق و نتقدم في طرح قضايا فكرية اخرى .

و لذلك ……. نشاهد تكرر طرح قضايا في المجوعات الفكرية في مواقع التواصل الاجتماعية ، و التي هي تعبير عن واقعنا.

و السبب ………… لاننا اجوبتنا على القضايا الفكرية ، مبنية على العاطفة و الايمان فقط، و ليس العقل و المنطق و الواقع، و لذلك فمن الطبيعي جدا …. بقاء طرح تلك القضايا دائما في واقعنا و الفيصل في القضية سيكون هو العاطفة و الايمان … اي القناعة الشخصية .

لكن عندما نستطيع ايجاد جواب قاطع لقضية فكرية ……. . فهذه القضية الفكرية لا يمكن بعدها طرحها مرة اخرى و ستطرح قضايا فكرية اخرى جديدة .

ايضا …………. المناهج الجامعية ساهمت في صناعة هذه الظاهرة ، فغالبية الباحثين و المفكرين هم سبب مباشر ، فمؤلفاتهم تقوم على هذا المنهج الذي لا يستطيع ان يقدم اجوبة نهائية في القضايا الفكرية التي يطرحها، حتى يمكن البناء عليها و يجعل الباب مفتوح دائما ، بل حتى لا يقدمون خطوات يمكن عبرها اغلاق الباب .

الحقيقة هي قضايا كثيرة ، و من بينها قضية ( هل القراءن زائد او ناقص نقاط او حروف او كلمات او جمل او سور ) .

نحن نعتقد ……… بان مثل هذه القضية خطيرة جدا، و تحتاج الى جواب يغلق الباب نهائي و يمنع طرح هذه الفكرة مرة اخرى، لاننا نعتقد بان وجود حتى ذرة شك في القراءن عند المسلم ، فان هذا سيمنعه من فهم خطاب القراءن و لن يفهم رسالة القراءن ابدا .

و لذلك يجب طرح هذا الموضوع ، و لا يجب الخوف ابدا من فكرة طرحه بحجة انه سيفتح مجال للتشكيك، بل العكس هو الذي سيفتح مجال للتشكيك ، لان اعداء الاسلام يستغلون هذا الخوف و يشتغلون في هذه النقطة لصناعة الشك داخل عقل المسلم ، لكن عندما نطرحه نجد جواب له سيمنع من التشكيك و سيغلق نهائيا اي مدخل للمعادين للاسلام.

————-

في البداية دعونا نكون صريحين جدا في احاديثنا .

الحقيقة ….. باني رايت هذا الموضوع منتشر نوعا ما لدى اهلنا من المذهب الشيعي خصوصا في العراق، حسب مطالعتي و مراقبتي في المجموعات الفكرية و الدينية على مواقع التواصل الاجتماعي .

ليس كل اتباع المذهب الشيعي …. بل هناك فئة داخلهم تتبنى فكرة كون ( القراءن ناقص او زائد ) ، و تملك جراءة في طرحه و منطق و هي زيادة عندهم .

و هنا نطرح سؤال منطقي : لماذا هذه الفكرة منتشرة لديهم ؟!

هناك مفكر ينسب نفسه للشيعة ( يلبس عمامه القابنجي ) حاول فهم و تحليل هذا الواقع في مقطع فيديو له في اليوتيوب، فهو يعتقد بان الفارق الفكري بين الشيعي و السنة بانه نفس الفرق بين المسيحية و اليهودية .

فحسب كلامه : ” بان الشيعة يحبون تجسيد كلام الله في الواقع عبر شخصية بشرية فهم يريدون واقع امامهم، بينما السنة يعبدون النص الديني …… و لذلك فالسنة يمتازون بحفظ القراءن و يعبدونه اكثر من الشيعة ”

لكننا لا نرى هذا الواقع … فالشيعة و السنة يحفظون القراءن جيدا .

و نعتقد بان هذه التحليلات غير صحيحة ، لان الرجل يفترض وعي اجتماعي سابق سبب هذه الظاهرة ……. بينما الواقع لا يفسر بتلك الطريقة ، فالناس هم بيئة واحدة ، و ظهور اختلافات بين الناس لها اسباب منطقية .

لذلك نحن نعتقد بان هناك نظام مؤسسي ديني ، يقوم على نصوص و افكار تاسيسية ، هي التي جعلت فكرة ( الزيادة و النقص في القراءن) تنتشر في البيئة الشيعية .

و من المنطقي بان المدخل الذي سبب انتشار هذه الفكرة هو العداء التاريخي بين بني هاشم و بني امية … فالشيعة هم اتباع بني هاشم و يبغضون و يكرهون بني امية .

و لان النصوص التاسيسة الاولى التي يؤمن بها الجميع جعلت بني امية هم من قاموا بجمع القراءن عبر عثمان …… فمن المنطقي بان تلك الكراهية عند الشيعة لبني امية و عثمان ستولد لدى بعضهم حالة شك في القراءن … لان اي عمل سيقوم به بني امية الاشرار سيحمل الشك ………. و هذا هو المدخل الذي جعل الفكرة تنتشر نوعا ما في بيئة الشيعة .

فهناك مثلا اعتقاد بان التحريف في القراءن عبر طرق :

– بسبب التنقيط فهناك من لعب بنقاط الحروف زيادة او تنقيط، و كما يعرف الجميع حسب التاريخ بان القراءن كان مكتوب بحروف غير منقطة .

– هناك سورة الولاية تم حذفها من القراءن

– هناك قراءن ال البيت تم اخفاءه لصالح قراءن بني امية .

لكن السؤال المنطقي لهولاء : كيف يعقل بانهم من ال البيت النبوة و لم يستطيعون الحفاظ على النص الديني المقدس الاهم الذي جاء به النبي الذي ينسبون انفسهم له ؟!

كيف ينسبون انفسهم لال البيت و لم يستطيعوا الحفاظ على النص الاساسي الالهي لكنهم حافظوا على النص البشري الثانوي الموجودة في قصص التاريخ ؟!

نحن نحفظ القراءن غيبا بدون احتياج لمصحف ، اي اننا مصحف حي متحرك بدون ورق ……. فهل كان يعجز ال البيت النبوة الاكثر اهتمام بالدين على حفظ القراءن غيبا، حتى نعتقد بان القصة متعلقة و مرتكزة على مصحف عثمان .

اذن لا اهمية لمصحف عثمان في القصة ابدا … لانه من المفروض بان ال البيت ساعتها كانوا يحفظون القراءن غيبا مثلنا اليوم تماما.

و مادام ان ال البيت كانوا يحفظون القراءن غيبا ، فلايوجد منطق واقعي ابدا ابدا في الاعتقاد بان هناك من اضاف او نقص نقاط في الكلمات داخل المصحف .

هل يستطيع شخص ان يغير كلمة في داخل قلب شخص ؟!

اذا كان ال البيت قد استطاعوا الحفاظ على اقوال الرسول و ال البيت، و اصبحت مقدسة ، فهل يعقل بانهم عجزوا عن ان يحافظوا على نص مقدس من الله حتى نعتقد بان هناك سورة الولاية او قراءن اخر ؟!

لا منطق و لا واقع

——————–

على العموم هذا ليس موضوعي الاساسي ، فقط مجرد ملاحظة جزئية …. لان موضوعي متعلق بالفكرة بشكل عام .

ماهو النقطة الاساسية في هذه القضية ؟

هي قصة الاسلام و قصة وصول القراءن للمسلمين .

قصة الاسلام صنعت صورة في عقل المسلم ، بانه كان هناك مكان واحد في الارض و يوجد فيها جماعة بشرية مسلمة ( مكة المدينة) و بقية العالم غير مسلم، و هذه الجماعة البشرية وحدها من كانت تحمل معها القراءن ….. و بعد 50 سنة تقريبا، قامت تلك الجماعة بنشر الاسلام في خارج ارضها ( مكة المدينة ) … من حدود الصين الى اسبانيا و اوصلت القراءن لسكان تلك المساحة الكبيرة .

هذه القصة جعلت الدين من تخصص مكان ما واحد في الارض ( مكة المدينة ) و جماعة بشرية تسكن هذا المكان …. و تلك الجماعة هي المسؤولة عن الدين و المسؤولة عن الحفاظ عن القراءن و المسؤولة عن توصيل القراءن للناس خارج ذلك المكان. و عندما يصل القراءن لخارج ذلك المكان فعلى بقية الناس التسليم لتلك المسؤولية و الايمان بها.

لكن بعد وصول القراءن للناس الذي يعيشون خارج ذلك المكان ( مكة و المدينة ) ستصبح المسؤولية على الناس في الحفاظ على القراءن .

بمعنى اخر

1- الفترة الاولى من (50 – 0هجري )

القراءن موجود فقط في (مكة و المدينة ) و مسؤولية الحفاظ عليه يقع على عاتق سكانها .

2- الفترة الثانية عام ( 50 هجري )

القراءن يصل للناس خارج ( مكة و المدينة )

3- الفترة الثالثة من ( 50 هجري – اليوم )

مسؤولية الحفاظ على القراءن تقع على عاتق بقية الناس خارج ( مكة و المدينة ) .

——————–

ماهي انواع الاعتقاد بهذه الفكرة ( الزيادة و النقصان في القران) ؟!

هناك نوعان ، النوع الاول بسبب قصة ( مكة و المدينة ) ، و النوع الثاني بسبب ذات القراءن .

1- النوع الاول …. يملك امثلة كثيرة

■ قصة جمع القراءن على يد عثمان

فالقصة اقنعت المسلم بان رجل غير الرسول ( عثمان ) قد قام بجمع المصحف بعد موت الرسول ….حيث قام باحراق مصاحف كثيرة و استبعد مصاحف اخرى حتى يستقر الوضع على هذا المصحف.

و هذه القصة جعلت المسلم يفترض بان هناك مصحف ابن مسعود و مصحف اخر، و جعلته يعتقد بان جمع القراءن سيؤدي الى حدوث خطا لانه عمل رجل في واقع صعب و هذا الرجل يوجد حوله جدل كبير ، و بالتالي سيكون هذا المدخل هو مدخل غالبية المعتقدين بالفكرة … و سيفرض الناس منطق كثير :

– بان هناك مصحف اخر ( مصحف ابن مسعود )

– بان هناك زيادة او نقصان في كلمة او جملة او حرف في القراءن ( قصة المعزة التي اكلت جزء من المصحف )

لكن السؤال :

هل المنطق و الواقع يمكن ان يحدث مثل هذا العمل ؟!

ما اقصده … كيف يكون رسول و لم يكمل مهمة ايصال كلام الله للناس بالشكل الصحيح ، و ترك العملية لشخص غير رسول ؟!

ثم ان العملية لا تحتاج الى قصة جمع …. لان القراءن يحفظ في الصدور من ايام الرسول قبل موته ( لو افترضنا صحة القصة ) . فالمسلم اليوم يحفظ القراءن غيبا بدون ان يغلط بحرف واحد ، فمن الاولى الاعتقاد بان شخصيات تلك القصة كانت تحفظ القراءن غيبا بنفس اليوم …. لانها الاكثر ايمان و دين و حب للقراءن .

ثم ان القراءن نفسه يقول … بان مادة القراءن الاولى التي كان مكتوب فيها القراءن هي الواح حجرية و ليست مصاحف جلدية او ورقية .

{ بل هو قراءن مجيد في لوح محفوظ }

نحن قد ناقشنا هذا الشيء ، و قلنا بان المصحف العثماني سمي بهذا الاسم نسبة للعثمانين او الخطاط العثماني الذي كتب المصحف المطبعي الحديث و ليس نسبة لشخص اسمه عثمان بن عفان .

■ كتب تراث الطابعة المتعلقة – التفاسير

فهي زرعت في عقل المسلم الايمان بقصص حول عمليات حذف و ازالة لبعض ايات القراءن ، بسبب فكرة الناسخ و المنسوخ و فكرة ترتيب المصحف و قصة المكي و المدني .

فهناك ايات ابطلت حكما و كتابة بسبب الناسخ و المنسوخ .

و تستغرب كيف يعقل بان المسلم يؤمن بهذه الفكرة و القراءن يقول له بان هذه القصص كاذبة و ملفقة :

{الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان } {واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحدا}

■ الخط الذي كتب به المصحف

فالقصة اقنعت المسلم بان القراءن كان مكتوب بخط غيرمنقط، لكن بعد دخول الاعاجم قرر المسلمين القيام بعملية التنقيط للحروف، و هذه العملية ولدت شك عند البعض …. لانه كما يعرف الجميع بان هناك حروف متشابه في الرسم ، و النقطة الواحدة ستصنع فارق في المعنى .

نحن نعتقد اعتقاد جازم بان هذه القصة كاذبة و مزيفة .

لماذا ؟

لقد تمت كتابة قصة تطور للخط الحالي للمصحف في كتب التراث التي وصلت للمسلم من الطابعة ، و هناك تعمد من قبل الغرب ايضا من اجل اقناع المسلم بهذه القصة ….. فالغرب وحده من يحتفظ بمخطوطات للقراءن بخط غير منقط .

اي ان هناك وعي يريد ان يجعل المسلم يعتقد بقصة التطور تلك للخط لاجل منع المسلم من الوصول لحقيقة هذا الخط الحالي .

و هذا الوعي يريد من هذه القصة صناعة اصل بدائي لهذا الخط خرج منه ، و من اجل جعل المسلم يشك ايضا في القراءن .

لاننا نعتقد بان هذا الخط الذي كتب به المصحف الحالي هو الخط الاصلي الاول الذي كتبه به المصحف الحالي، و لا يوجد قبله خط يشبهه قد كتب به المصحف.

بمعنى اخر ………. لو قصة مكة حقيقية و تتحدث عن هذا الخط ، فلابد ان قصة مكة قد كتبت المصحف بخط منقط منذ البداية من عهد الرسول .

كيف ؟!

اولا ……. لا يمكن ان يوجد اي مجتمع في الارض كان سيفكر بنفس عقلية مجتمع مكة و يكتب بخط حروفه متشابهة ابدا … هذا المجتمع حمار و غبي … اي مجتمع في الارض حتى لو كان مكون من اطفال عندما يريد ان يكتب بخط كتابي فهو سيكتب بخط حروفه مختلفة و ليست متشابهة … و لا يوجد اي سبب علمي او منطقي او واقعي يجعل اي مجتمع يرسم شكل واحد لحرفين مختلفين بالمخرج الصوتي ( د ، ذ ) .

ثانيا …. القراءن يقول بشكل واضح بان هذا الخط الحالي ليس الخط الاصلي الاول الذي كان مكتوب به القراءن … فالمسلمين حفظوا القراءن من مصحف مكتوب بخط مقطع ( حروفه غير مترابطة )، اي خط مختلف جذريا عن الخط الحالي .

و هذا هو السبب الجوهري الذي جعل المسلم يعتبر الحفظ الغيبي توقيفي و مقدم على رسم هذا المصحف .

فمثلا ، في هذا المصحف مكتوب :

1- ( الصلوة ) … لكن المسلم يقراءها الصلاة

1- ( عسق ) … لكن المسلم يقراءها ( عين سين قاف ) و ليس ( عسق)

لو كان هذا الرسم توقيفي و هو الخط الاول الذي كتب به الرسول و وصل الى المسلم عبر مصاحف ، لكان المسلم اليوم يقراها ( الصلوة) و (عسق ) ، لكن المسلم يقراءها بشكل مختلف .

فهناك فرق و اختلاف كبير بين حفظ المسلم الغيبي الذي توارثه و بين رسم المصحف، و هذا يدل على ان رسم المصحف الحالي ليس توقيفي و ليس الرسم الاول الاصلي الذي حفظ منه المسلم القراءن ، فلو كان الرسم الاصلي لما وجد اختلاف بين قراءة المسلم و بين الرسم الكتابي .

و هذا يدل على ان هذا الرسم خط جديد على المسلم و محاولة من قبل قوة من اجل اخفاء الخط الاصلي و صناعة رخبطة في عقل المسلم و زرع شك داخله بفكرة الحروف الغير منقطة .

2 – النوع الثاني

■ اعتقاد بسبب الاملاء

و اعتقد بان هذا النوع يصل لتلك الفكرة ، بسبب عدم ادراكه بان الخط الحالي للمصحف غير توقيفي و ليس الخط الاصلي للقراءن .

■ اعتقاد بسبب المعنى

هذا النوع بسبب عدم ادراك المعنى لبعض كلمات و سطور القراءن ، فان هذا يجعله يصل لتلك الفكرة حول وجود زيادة او نقصان في القراءن .

■ اعتقاد بسبب قواعد النحو

هذا النوع بسبب ايمانه بان قواعد النحو التي وضعت بعد القراءن قواعد الهية توقيفية و اصبح يعتقد بان القراءن لا يسير وفق تلك القواعد …. و لابد من تصحيح هذا الاختلاف .. و هذا يجعله يصل لتلك الفكرة حول وجود زيادة او نقصان في القراءن .

و هذا النوع …. لا يدراك ان القراءن سابق للقواعد النحو التي وضعت بعد القراءن ، و لا يصح ابدا منطقيا جعل قواعد بعد القراءن مقياس حكم و فرضه على نص اولي هو المسؤول الاول على طريقة خطابه .

فمثلا : لو القراءن يقول { قل للمؤمنون } فيجب ان تلتزم بهذا الخطاب …. و لا تقول بان الصحيح { قل للمؤمنين } و هناك نقصان في حرف … و تعطيني قاعدة النحوية ( الجار و المجرور )

■ اعتقاد بسبب المنطق

هذا النوع بسبب وعيه و منطقه الشخصي يعتقد بان القراءن لابد ان يتوافق مع منطقه … و لابد من تصحيح هذا الاختلاف في المنطق ، و هذا يجعله يصل لتلك الفكرة حول وجود زيادة او نقصان في حرف او كلمة في القراءن.

و هذا النوع …… لا يدرك بان القراءن وحي له منطقه الخاص الذي يحتاج لشخص قد طهر نفسه من كل منطق و وعي اخر ، و يتعامل مع منطق القراءن الذي يريده ، و لا يصح ابدا منطقيا جعل منطق شخصي مقياس حكم و فرضه على منطق ل نص اولي سابق .

—————————

و يمكن تقسيم الاشخاص الذين يعتقدون بهذه الفكرة الى نوعين :

النوع الاول يعتقد بان الزيادة او النقصان نتيجة عمل غير مقصود و هذا قد تحدثنا عنه سابقا.

و النوع الثاني يعتقد بان الامر حدث نتيجة عمل مقصود و متعمد، و هذا النوع عليه ان يدرك منطق واقعي سهل و بسيط :

من يريد ان يخفي حقيقة من كتاب و يملك قدرة على عمل ذلك عبر حذف حرف فيه، فمن الطبيعي جدا بانه لن يكتفي بحرف واحد او كلمة ، لان قدرته تلك ستمكنه ايضا من حذف جملة كاملة في الكتاب بل سورة، بل القراءن كامل ….. و لا داعي اصلا من ايصال القراءن للمسلم من البداية اذا كان الامر متعلق بحرف او كلمة او جملة ، لانه من الافضل لمن يفكر بحذف حرف واحد من اجل اخفاء حقيقة فيه ، ان يخفي القراءن كله.

فمن يستطيع حذف حرف يستطيع ايضا حذف اكثر من حرف .

———————————-

تقريبا هذه هي الانواع ……. لكن السؤال الهام : هل هناك فكرة تجمع كل تلك الانواع بحل نهائي ؟!

من اين تاتي فكرة الشك في القراءن عند كل الانواع ؟!

الجواب : بسبب الايمان بالفترة الاولى من (50 – 0هجري )

لماذا ؟

لانه من غير المنطقي ان يتولد الشك في القراءن، و بان هناك زيادة او نقصان في القراءن بعد وصول القراءن للناس.

لانه بعد وصول القراءن للناس، فمن المستحيل ان كائن في الارض يستطيع عمل زيادة او نقصان في القراءن ، لاننا نثق بانفسنا ، لان القراءن اصبح تحت مسؤولية الناس بعد ان وصل القراءن لهم.

اي ان جميع الشكوك في القراءن تتولد لدى اي شخص بسبب ايمانه بتلك الفترة الزمنية … و اي باحث او مسلم لا يمكن ان يعتقد بان الزيادة او النقصان في القراءن حدثت بعد وصول القراءن للمسلم.

فالشك في القراءن بسبب انه قد عاش فترة زمنية تقريبا ( 50 ) و هو لم يكن مسؤولية الناس بل كان مسؤولية مكان ضيق و جماعة بشرية، و عندما قرانا تاريخ تلك الجماعة البشرية وجدناها قامت بصراع و بقتال و احداث اخرى .

لذلك من غير المنطقي ابدا …….. ان الشخص يمكن ان يطرح هذه الفكرة حول القراءن بعد خروح القراءن و وصولة الى الناس، لانه ستصبح فكرة امكانية القيام ( بزيادة او نقص في القراءن ) مستحيلة ، فالقراءن واحد لدى جميع المسلمين … و من سيضيف او ينقص في القراءن في اي مكان في الارض ، ستظهر تلك الزيادة او النقصان لدى اي مسلم في اي مكان في الارض .. لكن القراءن واحد عند جميع المسلمين .

فلو ……. القصة التي وصلت للمسلم جعلته يعتقد بانه كان مسلم من البداية و لم يكن يحتاج الى من يوصل له الاسلام و القراءن ، و بانه قد ذهب الى المصدر الاساسي للقراءن و اخذ القراءن منه ، فان المسلم سيكون مسؤول و سيكون واثق من نفسه ، و من الصعوبة ان يتخيل مثل هذا الاعتقاد .

لكن القصة جعلت النسخة الاصل من القراءن …. في مكة و المدينة …. و لم يكن المسلم ساعتها مسؤول عنها ….. بل انتظر حتى تقوم جماعة من ( مكة و المدينة ) بايصال القراءن له .

و لان تلك الجماعة البشرية ….. وقع بينها صراع و خلاف خلال (50 سنة ) .. و كتب لنا التاريخ طوال ذلك الزمن قصة جمع القراءن …. و كتب لنا قصة الظروف الاولى التي كان عليها المصحف …. و لذلك اصبحت تلك القصة هي مصدر صناعة الشك ، و اصبح من المنطقي انها ستولد لدى البعض شك .

لذلك تجد بان جميع الانواع من الناس الذين يؤمنون بذلك الاعتقاد دائما اسبابهم متعلقة بقصة مكة التي جرت بين ( 0 الى 50 هجري ) .

اذن …. فالسبب الجوهري في فكرة ( الزيادة و النقصان في القران) هو ان قصة الاسلام نزعت مسؤولية الحفاظ على القراءن من المسلمين من البداية ، و زرعت في عقلة بانه لم يكن مسلم منذ البداية، لكن بعد ان اصبح مسلم فعليه الحفاظ عليه ……. و بسبب هذا التاريخ استطاعت القصة نزع الثقة من المسلم و جعلته يتخيل بداية القراءن من مسؤولية قصة تلك الفترة .

و الان ….بعد فهم جوهر القضية ، فنحن نعتقد بان اهم سبب في المشكلة، هي القصة التي دارت طوال 50 سنة في مكة و المدينة ، و التي يؤمن بها المسلم ، و بكونها القصة التي اوصلت له القراءن ، لانها جعلته داخل تلك القصة غير موجود و غير مسؤول عن القراءن، فانعكست تلك الصورة على وعيه و افقدته الثقة بنفسه و القران .

و العجيب بان هذه المشكلة حلها النهائي موجود في القراءن و المسلم او الباحث لا ينتبه ابدا .

فالقراءن يخاطب المسلم عن ( ذلك الكتاب ) ….. حتى يعالج له تلك القصة التي وصلت له حول القراءن و حول الدين ، لانه قد تكون تلك القصة مزيفة و ملفقة و كاذبة ، و هناك قوة اقنعت المسلم بها، و جعلت المسلم يعتقد بان القراءن قد خرج من تلك القصة ، بينما القصة الحقيقية بان المسلم سافر بنفسه الى المصدر الاول الاصلي الموجود فيه القراءن و حفظ القراءن منه .

و القراءن يريد ان يجعل المسلم يدرك هذا جيدا، بانه كان مسلم منذ البداية و الاسلام هو فطرته الاولى في الارض، و قد سافر و هو مسلم الى المصدر الاصلي الموجود فيه القراءن ، و هو واثق تمام الثقة منه و قد حفظه من لوح حجري مكتوب بخط مختلف، و لم يجمعه عثمان و لم ياتي اي شخص يعلمه الدين و القراءن .

{ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين (2) الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون }

{الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون (52) وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين (53) أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا ويدرءون بالحسنة السيئة ومما رزقناهم ينفقون (54)}

لكن هناك قوة من ( الذين هادوا ) قد حرفوا و زورا قراءة تلك الكتابة ( ذلك الكتاب ) الذي حفظ منه كل المسلمين القراءن …. من اجل اخفاء الكتاب من الارض ، حتى تتمكن تلك القوة من صناعة قصة وهمية ملفقة و كاذبة للاسلام ، تنطلق من قبلة مزيفة لاجل التحكم بالمسلمين و السيطرة عليهم .

{من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه }

{أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون (75) وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم أفلا تعقلون (76) أولا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون (77) ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يظنون (78) فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون }

{يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين (15) يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم (16)}

 

 

اترك تعليق