من هو فرعون ؟

من هو فرعون ؟

4/4/2021 0:00:01

رابط المقال

من هو فرعون ؟

اسباب الجدل حول شخصية فرعون

لو تراقب و تبحث في طريقة فهم و تدبر المسلمين لقصة موسى و فرعون الموجودة في القران، ستجد بانها القصة الاكبر الذي يحدث فيها اختلاف و جدال و عدم اتفاق بين المسلمين في فهمها، و لو فتشت عن سبب هذا الاختلاف و اللا اتفاق بين المسلمين ستجد بان السبب هو لانها القصة الاكبر في القران التي تملك تفسيرات كثيرة، و المسلمين منقسمين بين تلك التفسيرات.

لو اردنا فهم هذا المشكلة اكثر …….. فان علينا عمل تصنيف لتلك التفسيرات حسب نوعيتها و عمل تصنيف اخر لتوجهات المسلم، حتى نتمكن من صناعة اطار شامل للامر يعطينا صورة شاملة حتى نفهم قصة موسى و فرعون :

انواع التفسيرات :

1- تفسير تراثي ( القصة اليهودية )

– مصدر التفسير …… هناك مصدرين.

المصدر الاول جاء للمسلم من كتب الطابعة التي يوجد فيها كتب تفسيرات للقراءن و كتب قصص الانبياء و كتبها علماء مسلمين، و المصدر الثاني موجود في كتاب العهد القديم الذي يؤمن به اليهود و يتحدث عن قصة تشبه قصة فرعون في القران .

– ماهو التفسير ………. تفسير واحد.

يتحدث عن مجموعة يهودية دخلت مصر اثناء دخول يوسف لمصر قادم من فلسطين و سكنت بجانب المصرين ، ثم بعد فترة ظهر ملك مصري قديم مستكبر اسمه فرعون و قام بذبح هذه المجموعة اليهودية و قتلهم ابناءهم خوفا ان يظهر منهم ولد ينتزع الحكم ، و ظهر من هولاء رجل اسمه موسى و وقف ضد هذا الملك، و انتصر عليه بعد ان فلق البحر و جاء فرعون يطارده فطبق عليه البحر و غرق هو وجنوده ، ثم قام الرب بعدها باعطاء موسى اليهودي كتاب العهد القديم الذي كان في الواح ، و هذا الكتاب هو الذي مع اليهود اليوم .

– زمن التفسير …… زمن واحد .

تقريبا 1300 قبل الميلاد

2- تفسير تاريخي

– مصدر التفسير …… هناك مصدران .

المصدر الاول ترجمات الغرب لنقوش المنطقة القديمة و التاريخ المستخرج منها ، و التي وصلت للمسلم ايضا من كتب الطابعة ، و المصدر الثاني هو كتاب العهد القديم الذي يؤمن به اليهود و الغرب و الذي يتحدث عن شخصيات توكد ترجمات الغرب للنقوش .

– ماهو التفسير ………. عدة تفاسير .

التاريخ المستخرج من نقوش العراق …. يتحدث عن شخص اسمه سرجون استخرج من النقوش المسمارية، و تتحدث عن شخص القته امه في سلة في النهر ، فوصل الى ملك في العراق و كبر عندهم و اصبح ساقي الملك، و بعد فترة قتل الملك الذي رباه من قبل ملك اخر، و ذهب سرجون للانتقام و اصبح ملك .

التاريخ المستخرج من نقوش مصر ……. و التي تتحدث عن فترة دخول الهكسوس الغزاة الى مصر، و الذين لم يكونوا مصرين، لكن الاحتمال بانهم شعب سامي جاء من الشام و العراق و سكن مصر و تميزوا باسماء سامية مختلفة عن اسماء المصرين.

ايضا التاريخ المستخرج من نقوش مصر ….. و التي تتحدث في الفترة التي ظهر فيها ملوك مصريين اشتهروا بالحروب مثل الملوك مثل اسرة الملك راعمسيس .

ايضا التاريخ المستخرج من نقوش اليمن ……. في الفترة التي تتحدث عن ملوك دويلات في اليمن يحملون اسماء مثل فرع .

– زمن التفسير …… اربعة ازمنة .

تقريبا 2000 قبل الميلاد

تقريبا 1300 قبل الميلاد

تقريبا 1000 قبل الميلاد

تقريبا 900 قبل الميلاد

3- تفسير حداثي

مصدر التفسير …… مصدر واحد .

و هو قادم من القراءت الجديدة لمفكرين حداثيين التي تحاول فهم النص الديني كرد فعل على التفسيرات التراثية ، و التي لم تعد تلبي الواقع الجديد و تتفاعل معه .

– ما هو التفسير ………. عدة تفاسير تتخذ طابع واحد .

القصة رمزية فقط ……. و شخصياتها مجرد رموز مجردة متعالية فوق الزمن ، اي تسير بشكل متوازي مع الزمن .

القصة تتحدث عن ظاهرة فقط ….. و شخصياتها مجرد ظواهر مجردة متعالية فوق الزمن، اي تسير بشكل متوازي مع الزمن .

القصة تتحدث عن مقام فقط ….. و شخصياتها عبارة عن مقامات متعالية فوق الزمن ، اي تسير بشكل متوازي مع الزمن .

– زمن التفسير …… متكرر الى مالا نهاية

——————

هذا بخصوص نوعية التفاسير للقصة ، و هذه التفاسير هي التي قسمت المسلمين و جعلتهم مختلفين و غير متفقين في فهمهم للقصة و تسببت في جدال كبير بينهم حولها ظ

الان …. لو اردنا تصنيف المسلمين في علاقته مع القصة ، سنجد بان تصنيف المسلم يعتمد على ثقة المسلم بمصادر تفاسير القصة و ايمانه بها :

1- فالمسلم الذي يؤمن و يثق بكتب التراث مثل التفاسير و يؤمن بان كتاب اليهود هو كتاب من عند الله ، سيحدث في عقله زواج بين ثلاثة مصادر ( القراءن ، كتب التراث ، كتاب اليهود )، و النتيجة هو الايمان بالتفسير التراثي للقصة فقط، و لن يستوعب بقية التفسيرات .

و هذا النوع هو المسلم الذي يؤمن بالقراءن و التراث بشكل كبير و المنحصرة قراءته على كتب التراث فقط و متعمق بها.

و هذا النوع ينظر الى احتمال صحة التفسير .. بنسبه 100%.

2- و المسلم الذي يؤمن بكتب التفاسير و يؤمن بكتاب اليهود بانه كتاب من عند الله ، و يؤمن تماما بترجمات الغرب لنقوش المنطقة و يثق بها ، سيحدث في عقله زواج بين اربعة مصادر ( القراءن ، كتب التراث ، كتاب اليهود ، ترجمات الغرب )، و سيقوم بمحاول عمل توافق بين تلك المصادر و ستكون النتيجة هو الايمان بالتفسير التاريخي، لان التفسير التراثي لم يعد يلبي المعلومات و الحقائق في المصادر الجديدة ( التاريخ المستخرج من النقوش).

و هذا النوع هو المسلم الذي يؤمن بشدة بترجمات الغرب و يحب جدا مطالعة و قراءة كتب التاريخ .

3- و اما المسلم الذي يؤمن بالقران و بكتاب اليهود بانه كتاب من عند الله ، و يؤمن تماما بترجمات الغرب لنقوش المنطقة و يثق بها، لكنه لا يؤمن بكتب التراث و رافض لها، و يملك نظرة جديدة للدين و النص الديني ……. سيقوم بمحاول عمل توافق بين تلك المصادر مع نظرته الروحية الجديدة للدين، و ستكون النتيجة هو الايمان بالتفسير التنويري، لانه يرفض التفسير التراثي.

و هذا النوع هو المسلم الذي يرفض كتب التراث و لديه نظرة جديدة للدين و النص الديني وجدها في اديان اخرى تقوم على الروحانيات، لانه يؤمن بوحدة الاديان ، و يؤمن بالحداثة الغربية و كل الافكار التي ينتجها الغرب، و يحب المطالعة و القراءة من اي مكان .

——————

الان بعد ان قمنا بعمل تصنيفات للتفسيرات و للمسلمين، سنفهم بعدها اسباب اختلاف المسلمين و الجدال المستمر بينهم حول القصة ، و اسباب عدم اتفاقهم على معنى واحد فقط ، و السبب هو اختلاف المستوى المعرفي للمسلم الذي صنع لهم نظرات متعددة سببت بعدم اتفاقهم و جدالهم المستمر في تفاصيل التفسيرات بينهم .

فمثلا

– يحدث جدال مستمر بين المسلمين حول مكان القصة …… فهذا يقول في مصر و اخر يقول في العراق و اخر يقول في اليمن و اخر يقول لا مكان لها .

– يحدث جدال مستمر بين المسلمين حول هوية فرعون …. فهذا يقول ملك مصري اسمه راعمسيس و اخر يقول ملك هكسوسي و اخر يقول ملك يمني قديم، و اخر يقول ملك عراقي لكن تحورت القصة ، و اخر يقول ليس شخص بذاته بل هو ظاهرة .

– يحدث جدال مستمر بين المسلمين حول زمن القصة …….. فهذا يقول قبل 3000 سنة و اخر يقول قبل 2000 سنة ، و اخر يقول بانه ليس لها زمن بل هي متكررة .

– يحدث جدال مستمر بين المسلمين حول غاية القصة …….. فهذا يقول بانها قصة للتربية و التهذيب و العظة و العبرة ،و اخر يقول بانها قصة تاريخية حقيقة ، و اخر يقول بانها ليست الا قصة اسطورية موجود مثلها في كل الاديان ، و اخر يقول بانها قصة رمزية تتحدث عن ظاهرة تتواجد في كل مكان و كل زمان .

————–

هناك تفسير رابع لكن لم نتكلم عنه لان حديثنا مقتصر على التفسيرات التي يتبناها المسلم ، و هذا التفسير يتحدث بان تلك القصة خرافية و غير حقيقية ، و من يتبنى هذا التفسير نوع لا يؤمن بالقران و الاديان و يؤمن بالتاريخ و ترجمات الغرب بشكل مطلق .

لقد تكلمنا في مقالات سابقة عديدة ،في نقد تلك الانواع الثلاثة من التفاسير ، و اليوم سنتكلم عن تفسير اخر مختلف تماما عن بقية التفاسير السابقة ، و لم يطرح من قبل .

و هذا التفسير جاء من التدقيق في انواع التفسيرات التي يتبناها المسلمين بحثا عن الشيء المختلف، و هذا التدقيق جعلنا نعرف جيدا اسباب الخلاف و عدم الاتفاق و الجدال المستمر ، فكل هذه الثلاثة الاصناف من المسلمين، يملكون اتفاق حول شئين اثنين و هما :

الاشيء الاول …. الاعتماد على مصادر اخرى غير القران ( مثل كتب التفاسير ، كتاب اليهود ، كتب التاريخ، ترجمات الغرب )

الشيء الثاني …. الايمان بوحدة الاديان ( الايمان بان اليهودية دين من عند الله ، الايمان بوحدة الاديان )

و هذا الاتفاق هو الجذر الرئيسي الحقيقي …….. الذي صنع هذه الاختلافات بين المسلمين و جعلهم لا يتفقون و صنع لديهم جدال مستمر و متواصل لا ينتهي حول القصة و شخصية فرعون.

لان المصدر الأول المشترك المتفق عليه بين المسلمين الذي وصل لهم هو القران الموجود فيه قصة فرعون و موسى ، لكن الجميع تخلى عن هذا المصدر الاول الذي فيه القصة ، و بحث عن نصوص اخرى مصادر اخرى و وثق بها و امن بها، ليفهم قصة في المصدر الاول، فصنع الامر اختلاف و جدال و منعهم من فهم القصة جيدا.

و من المنطقي …. اذا كان هناك نص في مصدر اول ، فكل نص اخر موجود في مصادر اخرى سيسبب اختلاف و جدال مستمر .

اذا المصادر الاخرى هي سبب المشكلة .

ما هو الحل ؟

الحل الطبيعي المنطقي …….. ان يتمسك جميع المسلمين بالمصدر الاول للقصة و هو القران و يرمون بقية المصادر الاخرى بعيدا ، و لا يكتفوا بالرمي فقط ، بل عليهم ان لا يؤمنوا ابدا باي مصدر غير القران، او بمعنى اخر عليهم ان ينزعوا من عقولهم و قلوبهم الثقه و الايمان ببقية المصادر الاخرى للقصة، لو ارادوا فعلا فهم القصة التي في القران و منع الاختلاف بينهم و الوصول لاتفاق واحد بينهم في فهم القصة.

{إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون (76) وإنه لهدى ورحمة للمؤمنين (77) إن ربك يقضي بينهم بحكمه وهو العزيز العليم (78) فتوكل على الله إنك على الحق المبين (79) إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين }

اذن ….علينا ان نتخلى عن كل المصادر الاخرى و ننتزع ايماننا و ثقتنا المطلقة العمياء بتلك المصادر ، و نعود للقران فقط، بقلب سليم.

و الاكلاع على سطور القران و الاكتفاء بهل سنعرف بان القران يخاطبنا عن شئين اثنين يقضيان تماما على كل التفسيرات الثلاث الاخرى .

كيف ؟

زمن قصة فرعون في القران …. نبأ

طبيعة قصة فرعون في القران …. حق

{ نتل عليك من نبأ موسى و فرعون بالحق لقوم يؤمنون }

{ و كلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق و موعظة و ذكرى للمؤمنين ( * ) تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت و لا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين}

و اكتشافنا لهذا الامر ، سيجعلنا نعرف لماذا هذه القصة في القران هي الاكبر التي تحضى بتفسيرات كثيرة و يحدث حولها جدال مستمر و متواصل، لانها القصة الاكبر التي فيها خطاب للرسول، و هي القصة التي ياتي بعدها مباشرة ظهور الرسول المخاطب في القران …….. و لذلك فمن الطبيعي بان هناك قوة ستحاول منع المسلم من فهم القصة ، عبر صناعة تفاسير كثيرة جدا لها ، و صناعة مصادر اخرى مزيفة و عديدة للقصة ، و عبر صناعة ايمان و ثقة عند المسلم تجاه تلك المصادر بالحيلة و المكر و التمثيل ، لاجل ان لا يفهم المسلم القصة ابدا ، و يصنع له تلك النظرة المزيفة .

{ قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون (91) وهذا كتاب أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه ولتنذر أم القرى ومن حولها والذين يؤمنون بالآخرة يؤمنون به وهم على صلاتهم يحافظون (92)}

———————

ما هو مفهوم النبا ؟

في البداية ساطرح عليك عدة أسئلة

انا : لو سالتك سؤال : ما اسم ذلك الشيء الذي يحتوي على ماء مالح بكمية ضخمة و تسير عليه السفن؟

انت : طبعا اجابتك ستكون …. ( بحر )

انا : لكن لو سالتك سؤال اخر : هل انت متأكد بان اسمه بحر ؟!

انت : ربما ستقول بينك و بين نفسك بان سؤالي غريب جدا، لكنك ستجيب على سؤالي … نعم متاكد، (بحر ).

انا : جوابك غير صحيح ، لاني قد سالت شخص اخر نفس السؤال الذي سالتك و كان جوابه بان اسمه هو ( sea – سي ) و ليس( بحر )

اذن فما هو الاسم الحقيقي لذلك الشيء ، هل هو ( بحر) ام ( سي )؟

انت : هو نفس الاسم ، هو بحر او سي لان سي بالانجليزي يعني بحر .

انا : انا لدي ذلك الشيء و هو شيء واحد، و لابد ان يحمل اسم واحد فقط و ليس اسمين .

فماهو اسم ذلك الشيء ؟

انت : خلاص .. اسمه بحر

انا : لكن هناك شخص اخر يقول بان اسمه ( سي )

انتهى

ما معنى هذا ؟!

سؤال واضح و سهل : ما اسم ذلك الشيء ، هل اسمه بحر ام سي ؟!

هذه القصة ستتكرر معنا في كل الاشياء الموجودة حولنا، و سنطرح نفس السؤال السابق :

هل اسم ذلك الشيء (جبل ) ام ( ماونتين ) ؟!

هل اسم ذلك الشيء ( سماء ) ام ( سكاي ) ؟!

هل اسم ذلك الشيء ( هرم ) ام ( بيراميد ) ؟!

سيقول البعض : ما اهمية هذا، هي مجرد لغات و كل لغة لديهم تسميات مختلفة للاشياء ؟!

لكن بالنسبة لي مهمة جدا، لاني انوي ان اكتب رسالة لاحفادي الذين سيولدون بعد 200 سنة ، و اريد ان يفهموا رسالتي جيدا، و اريد تسمية الاشياء باسماءها الحقيقية، حتى يفهموا ماذا اقصد و الى ماذا اشير في رسالتي …… لان الاسماء الحقيقية هي الاسماء التوقيفية و التي سيعرفها اي شخص حتى بعد 1000 سنة .

س : لكن هل يعقل بان الشيء الجامد لديه اسم توقيفي مرتبط به ؟!

بمعنى اخر ………. هل الجبل اسمه (جبل ) ، لان لديه لسان يتكلم بها و يقول انا ( جبل ) ؟!

ج : لا ………. اذن ستكون اسماء الاشياء هي عملية اتفاق تمت بين الناس ، و كل مجموعة من الناس لها حرية تسمية الشيء باي اسم حسب اتفاقهم في لغتهم و يصبح اتفاقهم هو عملية توقيفية .

صحيح هذا الشيء ….. و هذا سيكون مشكلة اذن … لو فكرت بكتابة رسالي لاحفادي، لان مسميات الاشياء تتغير حسب اتفاق الناس، و لن يفهم احفادي رسالتي التي انوي كتابتها .

لكن ماذا لو قد جرى اتفاق في الماضي القديم جدا …. لدى اول مجموعة من الناس سكنت الارض …….على تسميات الاشياء من حولهم باسماء، و تم تسجيل هذا الاتفاق في كتاب يضم فيه اسماء للاشياء من حولنا، و اصبح هذا الكتاب توقيفي ؟!

لو فعلا هذا قد جرى في الماضي ، فان المشكلة التي واجهتني قد حلت، عن طريق الاعتماد على مسميات الاشاء الموجودة في هذا الكتاب، باعتبارها الاسماء التوقيفية الاولى ، اثناء كتابة رسالتي التي انوي كتابتها، و التي اريدها ان يفتحها احفادي بعد 200 سنة، و لن يصعب على احفادي فهم مسميات الاشياء التي كتبتها في الرسالة ، لانه لو صعب على احفادي فهم اي اسم في رسالتي، فانهم سيتجهون للكتاب التوقيفي و سيعرفون معنى هذا الاسم.

ستكون رسالتي بخطاب الفطرة الاولى

س : لكن ماذا لو احفادي لم يدركوا بان ذلك الكتاب توقيفي و عليهم الرجوع له لو صعب عليهم فهم كلمة من كلمات رسالتي ؟!

ج : سؤال منطقي ، لكن اعتقد بان الحل سهل .

اولا مادام هذا الكتاب توقيفي، فمؤكد بانه سيكون مرجع الناس جميعا لو صعب لديهم فهم كلمة ، و اكيد بان احفادي سيعرفون.

لكن هناك احتمال بان تحدث مشكلة ، و ينسى الناس هذا المرجع ، لذلك فالحل … ان اكتب الرسالة ، و ساكتب في نهايتها ملاحظة تقول : [ ذلك الكتاب التوقيفي هداية لكم، في حال صعب عليكم فهم اسم او كلمة في رسالتي ] .

تقريبا حلت المشكلة .

صحيح بان هذه المشكلة قد حلت نهائيا ، لكن هناك مشكلة اخرى ، ستواجهنا في الرسالة ، فنحن تحدثنا عن اشياء جماد من حولنا ، لكن ماذا عن مسميات الناس ؟!

كيف ؟

انا : ما هو اسمك ؟

انت : اسمي عادل

انا : ما هو اسمك الحقيقي، فهذا الاسم اختاره لك والديك ؟

انت : لا مشكلة ، انا غيرت اسمي و اخترت اسم اخر لي هو : خالد .

انا : لكن ماذا لو فقدت الذاكرة و نسيت اسمك، و اخترت لك اسم اخر و ليكن حسن ، فهل اسمك عادل او خالد ام حسن ؟!

انت : خلاص ، اسمي انسان .

انتهى

ما هو المعنى ؟!

الجبل اسمه جبل ، في اي مكان تجد فيه جبل ، و السماء اسمها سماء في اي مكان، اسماء واحدة ، و لا تحتاج لاسماء اخرى.

س : اذن …. فما اسم هذا الشيء الذي يمشي على رجلين و لديه عينين و انف و عينين و اصابع ؟!

ج : انسان .

صحيح جدا

اذن … فاسمنا الحقيقي التوقيفي هو …. انسان

اعتقد بان المشكلة قد حلت، و لو فكرت بكتابة الرسالة لاحفادي ، فمن المؤكد بان اسم (انسان ) سيكون هو الاسم التوقيفي الموجود في ذلك الكتاب التوقيفي ، و ساعتمد هذا الاسم اثناء كتابة رسالتي لاحفادي .

لكن مازال لدينا مشكلة اخرى …لو كنت نبي و احدثهم عن نبوءة ستقع و كتبتها في رسالتي لاحفادي بعد 200 سنة، سيكون لدينا مشكلة في اسماء الاشياء الخاصة ، كيف ؟

ماذا لو اردت كتابة نبؤءة ستقع، و احدثهم عن بان “المنزل في مدينة الجزائر سيقع بعد يوم واحد من خسوف القمر في بداية السنة “؟

اعتقد بان الرسالة ستصل و يفهما احفادي ، و سيؤمن احفادي بها و عند خسوف القمر سيغادرون المنزل حتى لا يقع عليهم و بالفعل وقع المنزل في اليوم الثاني .

لكن ماذا لو جاء يوم و قررت الدولة في الجزائر تغيير اسم مدينه الجزائر ، و اطلقوا عليها اسم وهران… عنها سيقرا احفادي رسالتي لكن لم يعودوا يؤمنون بها ، لان رسالتي تتحدث عن نبا في مدينة الجزائر بينما هم الان يسكنون في مدينة وهران، و مادام النبا حقيقي واحفادي يؤمنون به ، لكن النبا يسميها الجزائر، فهو لن يخطىء ابدا في التسمية ، و لابد ان يقع النبا في مدينة يكون اسمها الجزائر و ليس اسم اخر، و الا فهو يكذب النبا لو امن بانه سيقع في مدينة وهران .

هذا المشكلة ……….. سببها لان اسماء الجزائر او وهران ليست توقيفية، و النبا لابد ان يتكلم بصيغة الاسماء التوقيفية العامة و ليست الخاصة .

بمعنى اخر ساكتب رسالتي ( المنزل الذي في المدينة حاضرة البحر سيقع بعد يوم من خسوف القمر في بداية السنة ).

و هنا لن تحدث مشكلة .

لكن ماذا لو اردت ان احدثهم نبوءة حقيقية حول قصة ستقع في زمنهم و هذه القصة يوجد فيها شخصيات عديدة، و احتاج ان افرق بينهم حتى لا يحدث لديهم خلط …….فكيف ساختار اسمه من الكتاب و هو اسم ليس توقيفي، بل اسم متغير كما هو حال بقية الاشياء، ؟!

مشكلة

و اذا اردت استخدام اسماء توقيفية عامة سيحدث لديهم خلط في ادراك الاحداث و الاقوال المرتبطة باحد الاشخاص في القصة، لانه سيحمل اسم توقيفي مشترك مع بقية الشخصيات

مشكلة

لكن ماذا لو كان الكتاب يعالج هذه المشكلة، فهو يقول بانه في حالة كتابة النبأ، فهناك اسماء تنزل بسلطان متعلقة بالنبا، و هي بالنسبة له اسماء توقيفية، لانها انباء حقه ، فالاسم الذي وضعه النبأ للشخص هو الاسم الحقيقي الصحيح … لان هذا الاسم هو الاسم الذي اخبرنا عن قصته قبل ميلاده ، و مادام النبا حق، و وقع النبأ فهو اسم توقيفي ، حتى و ان تسمى الشخص باسماء اخرى في الواقع ( خالد عادل حسن ) ، فاسمه الحقيقي هو الاسم الذي تحدث عنه قبل ميلاده و اخبرنا قصته .

بمعنى اخر ….. لو اسمك عادل ، ثم غيرت اسمك بعد فترة لاسم خالد ، و بعد فترة سافرت الى بلاد اخرى و هناك فقدت الذاكرة و نسيت اسمك، و قررت تسمية نفسك باسم حسن . و بعد فترة شاهدت كتاب كتب قبل 200 سنة و مكتوب فيه قصة تتحدث عنك ، و مكتوب اسمك في القصة ( موسى ) … فاسمك الحقيقي التوقيفي ليس عادل و لا خالد و لا حسن ، بل اسمك الحقيقي التوقيفي ( موسى ) .

او بمعنى اخر ….. لو اسماك ابوك (نابليون ) ، و بعد فترة شاهدت كتاب كتب قبل 200 سنة و مكتوب فيه قصة تتحدث عنك ، و مكتوب اسمك في القصة ( فرعون ) …….و فاسمك الحقيقي ليس (نابليون) ، بل اسمك الحقيقي التوقيفي ( فرعون ) الموجود في الكتاب .

و هذا … هو مفهوم النبأ في القراءن .

————————–

الان لو ذهبنا الى القراءن و تدبرنا خطابة جيدا ، سنجد خطابه بنفس ذلك المنطق:

سنجد مفردات القراءن بسيطة جدا و عامه و توقيفية ، و لا يوجد هناك احتفال كبير بالمفردات المعقدة و التسميات الخاصة ، خطاب فطري اولي، و كانه يتحدث بلسان هو الاول في الارض، الذي لا يعرف حدود و لا جنسيات و لا هويات و لا اختلافات و لا تمايز .

فمثلا القراءن يتحدث بمفردات ( قرية ، مدينة ، جبل ، سماء ، ارض ، نبات، قوم ، الخ ) … بدون وجود اضافة تسميات اخرى لتلك المفردات .

1- فمثلا القراءن لا يتعمل بخطاب ( مدينة دمشق ) بل يتعامل بخطاب ( تلك المدينة )

2- و مثلا القراءن لا يتعمل بخطاب ( مدينة الاسنكدرية ) بل يتعامل بخطاب ( القرية حاضرة البحر )

3- و مثلا القراءن لا يتعمل بخطاب ( القاهرة و بغداد ) بل يتعامل بخطاب ( القريتين )

4- و مثلا القراءن لا يتعامل بخطاب ( الانجليز و الفرنسين الخ ) بل يتعامل بخطاب ( القوم )

5- و مثلا القراءن لا يتعامل بخطاب ( خطوط الهيروغليفي ) بل يتعامل بخطاب ( ذلك الكتاب )

6- و مثلا القراءن لا يتعامل بخطاب ( شامبليون الذي فك نقوش الهيروغليفية ) بل يتعامل بخطاب ( الذي اوتي الكتاب )

3- و مثلا القراءن لا يتعامل بخطاب ( الدول و الحدود ) بل يتعامل بخطاب ( الأرض )

3- و مثلا القراءن لا يتعامل بخطاب ( الجنسيات و الهويات ) بل يتعامل بخطاب ( الناس امة واحدة )

3- و مثلا القراءن لا يتعامل بخطاب ( الخضر ) بل يتعامل بخطاب ( رجل صالح )

القراءن غير مشغول و غير مهتم بمسميات الاشياء الخاصة بل بتسميات الاولى للاشياء … الاسماء العامة التوقيفيه .

——–

الان .. بعد ان عرفنا تلك الخصائص الموجودة في خطاب القراءن ، و ادركنا مفهوم الاسماء الاولى التوقيفية و مفهوم النبا … فالسؤال المهم :

هل هذا الخطاب العام الموجود في القراءن ذو المفردات العامة غير الخاصة … يحتاج الى نبي يفهم جيدا الخطاب و يتلقى النبأ، و يدرك التسميات الخاصة الجديدة لتلك المسميات العامة التوقيفية، و التي اصبحت متداولة في الواقع و اصبحت محيطة بالناس، ثم يصبح رسول و يوصلها للناس .

بمعنى اخر

هل نحتاج الى رسول …….. يطلعنا على الاسم الخاص للاسم العام التوقيفي ( الكتاب ) و المتداول الان في الواقع، هل هو ( كتاب نيوتن ) ام ( خط المسند ) .

هل نحتاج الى رسول …………يطلعنا على الاسم الخاص المميز للاسم العام ( قوم يعلمون ) و المتداول الان في الواقع ، هل هم ( العرب ) ام ( القرشين ) ام ( الاتراك ) ام ( اليونانين ) ؟!

هل نحتاج الى رسول ……….. يطلعنا على الاسم الخاص المميز للاسم العام ( القرية حاضرة البحر ) و المتداول الان في الواقع ، هل هي ( الاسكندرية ) ام ( وهران ) ام ( بيروت ) ام ( ميامي ) ؟!

هل نحتاج الى رسول ……….. يطلعنا على الاسم الخاص المميز للاسم العام ( التوراة ) و المتداول الان في الواقع ، هل هو ( كتاب اليهود ) ام ( كتاب الهندوس ) ام ( كتاب الزرادشتين ) ؟!

هل نحتاج الى رسول ………يطلعنا على الاسم الخاص المميز للاسم العام ( للقريتين ) و المتداول الان في الواقع ، هل هم ( دمشق و القاهرة ) ام ( باريس و لندن ) ؟!

هل نحتاج الى رسول ……. يطلعنا على الاسم الخاص المميز للاسم العام ( السحر ) و المتداول الان في الواقع ، هل هو ( الاعلام المزيف الكاذب) ام ( التاريخ المزيف ) ام ( الالعاب السحرية ) ام ( الترجمات المزيفة ) ؟!

لماذا طرحت هذه الأسئلة ؟!

لان خطاب القراءن يؤكد منطقية هذه الاسئلة ، بشكل واضح جدا .

فالقراءن يتل على الرسول انباء

{ نتل عليك نبأ موسى و فرعون بالحق }

{تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين}

{وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين}

ثم بعد ذلك … القراءن يخاطب الرسول بان يتل على الناس نبأ اشياء تحمل تسميات عامة، و يتل على الناس التسميات الخاصة المميزة لها و المتداولة في الواقع اليوم .

فهو يأمره ….. بان يتل نبا الذي اتيناه اياتنا فانسلخ منها و يخبر الناس بتسميته الخاصة التي اصبحت متداولة في الواقع و قصته .

{واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين (175) ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون (176)}

و يأمره ايضا … بنفس العمل السابق ، بان يتل نبأ ابني ادم ، و يخبر الناس بتسمياتهم الخاص المميزة لهم في واقع اليوم و قصتيهما .

{واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين (27) لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين (28) إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين (29) فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين (30) فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوءة أخيه قال يا ويلتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوءة أخي فأصبح من النادمين (31)}

ثم بعد ذلك … القراءن يخاطب الرسول و يامره بان يقول للناس :

{قل هو نبأ عظيم (67) أنتم عنه معرضون (68)}

و مؤكد بان هذا الاعراض لدى الناس .. لان الناس قد تخلت عن فطرتهاالاولى ، تخلت عن خطاب الفطرة الاولى التي كان الناس عليها، تخلت عن الاسماء العامة الاصلية الاولى ، و اصبحوا يؤمنون بان التسميات الخاصة هي اصل الناس و حقيقته .

و هذا ينطبق على واقع اليوم ، فالناس اليوم اصبحوا يعيشون داخل عالم محكوم ب مسميات غير حقيقية و بقوانين تناقض الفطرة و اصبح الناس متكيفون معها و يعتقدون بانها اصلهم الحقيقي، فاصبح الناس يؤمنون بالدول و الحدود و ليس بالارض ، و يؤمنوا بالتسميات العرقية و الجنسية و ليس بالانسان ، و اصبحوا يؤمنون بكتب و ليس بكتاب واحد ، و اصبحوا يؤمنوا بعدة تاريخ و ليس تاريخ واحد .

و مثل هذا الواقع سيجعل الانسان معرض تماما عن الخطاب الذي يحتوي على مسميات الفطرة الاولى التي كان عليها الناس قبل هذا العالم الممتلىء بالمسميات الخاصة المتغيرة دائما ا.

فمثلا ..القراءن يخاطب الناس عن القوم الذيي اوتوا الكتاب، و هو خطاب صحيح حقيقي صادق ، و لا يخاطبهم عن ( الفرنسين ) الذين ترجموا نقوش مصر ، لانه لا فرق بين الخطابين ابدا ، فالفرنسين قوم ، و نقوش مصر هي كتاب .

الفرق الوحيد هو …… ان تسميات القراءن هي تسميات اصلية اولية ، بينما الواقع اصبح يحتوي على تسميات خاصة مميزة و متغيرة غير اصلية ، فالفرنسين كان اسمهم قديما الفرنجة و اليوم فرنسا و غدا محتمل ان يحملوا اسم اخر .

————————–

هذا هو مفهوم الاسماء و مفهوم النبأ .

و عدم استيعاب المسلم لهذين المفهومين ، سبب للمسلم صعوبة بالغة في فهم رسالة القراءن التي وصلت له بشكل سليم ، و انعكست هذه الصعوبة على واقع المسلم فانتجت مشكلات و فوضى و ضلال.

كيف ؟!

لو اردت ان اكتب رسالة لاحفادي الذين سيولدون بعد 200 سنة ، و كتب في الرسالة اقول لهم [ لقد قمت ببناء بيت و قد جعلت البيت وقف عام للجميع و عليكم زيارة البيت مرة كل سنة و تجتمعوا فيه ، و قد اسميت هذا البيت الذي بنيته البيت الحرام ]

رسالتي واضحة جدا و لا اعتقد انه بعد 200 سنة سيصعب على احفادي معرفة معنى كلمة بيت .

لكن ماذا لو كان هناك شخص و بعد ان كتبت الرسال ، قرر تسميت برج سياحي قام ببناءه باسم البيت الحرام و هو حر بعمله و لا يمكن منعه ، و ماذا لو شخص اخر و هو تاجر كبير قرر بناء بيت كبير جدا مثل القصر و جميل و سماها البيت الحرام ، فالسؤال الهام المنطقي :

هل سيعرف احفادي مكان البيت الحرام الذي قمت ببناءه، ام سيختلط عليهم الامر ، هل سيعتقدون بان ذلك البرج او القصر هو البيت الحرام، هل يمكن ان نجد واحد من احفادي يزور كل سنة ذلك البرج و القصر ؟!

نعم ممكن جدا ، سيحدث ضلال و تيهان و شكك ، الاحتمال كبير جدا ، خصوصا لو انت مؤمن بان هناك عدو لك يكرهك و يكره اسرتك و يسعى لتدمير اسرتك .

ما الحل ؟!

الحل هو الاعتماد على فكرة الكتاب التوقيفي الذي تم الاتفاق عليه في قديم الزمن ، و الذي سيكون هو مرجعهم لمعرفة مكان البيت الحرام الذي بنيته حتى لا يضل احفادي و لا يضلهم احد .

ممتاز … فكرة سليمة

لكن هناك مشكلة ، فالكتاب التوقيفي يحتوي على مسميات الاشياء الطبيعية من حولنا ، لكن انا بنيت بيت جديد فكيف سيعرفون بان بيتي هو البيت الحرام في الكتاب التوقيفي ؟!

صحيح

نستطيع حل هذه المشكلة بشرط وجود سماح في الامر ، بان ارسم صورة طبق الاصل من البيت الذي بنيته و اكتب جنبه كلمة ( البيت الحرام ) ، عندها سيعرفون مكان البيت الحرام، و لو واحد بنى مبنى و سماه البيت الحرام، سيعرفون بانه ليس البيت الحرام الاصلي، لان صورته ليست مثل صورة البيت الحرام الذي في الكتاب .

لكن هناك مشكلة … ماذا لو شخص بنى بيت يشبه البيت الذي قمت ببناءه، عندها سيعتقدون بانه البيت الحرام ؟!

صحيح

لكن استطيع بناء البيت و اضع جنبه علامه مميزة له ( مجسم ما يحتوي على صورتي ) …. و ارسم العلامة ( البينة ).كصورة داخل الكتاب، اخبرهم ايضا باوصاف البيت ، حجارته و بانه بيت عتيق الخ.

و اعتقد بان هذا هو الحل السليم .

و هذا هو المفهوم الحقيقي للاسماء و المنطق الذي كان ، و الذي تجد نفسه موجود في خطاب القراءن .

فلو تعيد قراءة رسالة القراءن …. ستجد القراءن عندما يتحدث عن المسجد الحرام …. فهو لا يتحدث عنه الا في سياق الحديث عن الكتاب ، و بان مسالة معرفة مكان المسجد الحرام مرتبطة بالكتاب التوقيفي ( مرجع الناس ) و مرتبطة بضرورة معرفة الكتاب و تعلم الكتاب التوقيفي، الذي قد اتفقت عليه الفطرة الاولى :

{وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم (127) ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم (128) ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم (129)}

{كتاب فصلت اياته قراءنا عربيا لقوم يعلمون}

{قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون (144) ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك وما أنت بتابع قبلتهم وما بعضهم بتابع قبلة بعض ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذا لمن الظالمين (145) الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون (146) الحق من ربك فلا تكونن من الممترين (147) ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن الله على كل شيء قدير (148) ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وإنه للحق من ربك وما الله بغافل عما تعملون (149) ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا منهم فلا تخشوهم واخشوني ولأتم نعمتي عليكم ولعلكم تهتدون (150) كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون }

{إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين (96) فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين (97) قل يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله والله شهيد على ما تعملون (98) قل يا أهل الكتاب لم تصدون عن سبيل الله من آمن تبغونها عوجا وأنتم شهداء وما الله بغافل عما تعملون (99) يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين (100) وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم }

و هذا الذي لم يستوعبه احفادي في رسالتي حول البيت الحرام، فاحفادي يقراون رسالتي و يعتقدون باني عندما احدثهم عن البيت الحرام فاني احدثهم عن القصر الذي بناه التاجر ( مكة ) ، الذي بناه التاجر و سماه بالبيت الحرام، مع اني قد عملت لاحفادي ملاحظة في نهاية الرسالة [ ملاحظة هامة : ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى لكم في حالة صعب عليكم ادراك معنى اي اسم في رسالتي ]

و لذلك فاثبات كون مكة المسجد الحرام يحتاج الى وثيقة اصلية له تثبت ذلك، يحتاج الى وجود صورة لها في الكتاب التوقيفي، و يجب ان تكون هذه الوثيقة معروضة دائما امام المسلم كاثبات شرعي مؤكد و حقيقي من الله بان البيت الحرام .

لكن لا يوجد لمكة اي وثيقة ، سوى قصص مكتوبة بحروف طابعة، و التي قام التاجر الذي بنى القصر و سماه بالبيت الحرام، بتاليفها و طباعتها ثم وزعها على كل الناس ، ليجعل اسم قصره( البيت الحرام) متداول على لسان الناس .

وثائق ورقية اخرجتها الطابعة و قيمتها تساوي قيمة الحبر .

ما الحل ؟!

هنا ياتي دور النبأ ، و صعوبة فهم معنى النبأ عند المسلم ، خلق مشكلة اخرى عند المسلم في الواقع .

كيف ؟!

ماذا لو كتبت نبوءة و قد اطلعت من علم الغيب على بداية قصة الضلال التي وقعت لاحفادي و جعلتهم يتوجهون الى ( القصر ) معتقدين بانه البيت الحرام، و هذا الضلال قد وقع نتيجة اخفاء عدو لهم للكتاب التوقيفي مرجع الهداية ، فسبب لهم الضلال و جعلهم يتوجهون الى بيت اخر .

عندها فعلي ان اكتب لهم قصة هذا النبأ في رسالتي و الذي سبب لهم الضلال .

لكن ماذا لو فهم احفادك قصة احداث النبأ ، بطريقة مختلفة و اعتقدوا بانك تحدثهم عن قصة تاريخية ادبية للتسلية و الترفيه او للعبرة و ليست رسالة يجب ان توصل ؟!

صحيح … لكن هذا النبأ سيتلقاه واحد من احفادي ، النبأ يحتاج الى رسول من احفادي يصل له النبأ و يعرف مكان الخلل و يوصل رسالتي لهم و يخرج الكتاب التوقيفي و يتل عليهم اسماء الاشياء التوقيفية الموجودة في الكتاب حتى يعرفوا مكان البيت الحرام .

لكن … ماذا لو قام عدوك بكتابة نفس قصة النبأ الذي كتبته في الرسالة، و جعلوه هذه القصة رسالة لدى مجموعة من الناس حتى اعتقد احفادك بانها قصة تاريخية قد وصلت لمجموعة من الناس على انهم ابناء عمومتهم و هم تابعون لاعداءك ؟!

صحيح … ساخبرهم في الرسالة بان هناك جماعة تريد ان تظلهم و قد كتبوا نفس رسالتي، حتى تعتقدوا بانها من عندي، و باني لم ارسل الا هذه الرسالة فقط و اي رسالة اخرى كاذبة .

لكن … كيف سيعرف احفادك مكان الكتاب ؟!

الرسول هو من سيحدد لهم مكان الكتاب التوقيفي و يخرجه

هذا هو المفهوم الحقيقي للنبأ، و الذي تجد نفسه موجود في خطاب القراءن .

فلو تعيد قراءة رسالة القراءن ستجد القراءن يتل على الرسول قصص نبأ .. و هي اكثر قصة متكررة في رسالة القراءن ( نبا موسى و فرعون ) .

و النبأ يدور حول عدو متكبر قتل الناس و جوهر القصة الكتاب و الكفر بالكتاب ، و بان الكتاب نور و هداية للناس و مرتبطة قصة ضلال الناس بكتاب موسى .. و الكتاب هو الكتاب التوقيفي الذي اتفقت عليه الفطرة الاولى ( القرون الاولى )، و هي الاكثر قصة التي يوجد فيها خطاب للرسول ، فاهمية الكتاب حتى يعرف الناس منه مسميات الاصلية للاشياء من حولهم، و التي من بين تلك الاشياء البيت الحرام :

{نتلو عليك من نبإ موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون (3) إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين (4) ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين (5) ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون (6)}

{قال فمن ربكما يا موسى (49) قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى (50) قال فما بال القرون الأولى (51) قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى (52)}

{ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى بصائر للناس وهدى ورحمة لعلهم يتذكرون}

{وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون}

{وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء فخذها بقوة وأمر قومك يأخذوا بأحسنها سأريكم دار الفاسقين (145) سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين (146)}

{وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون}

{ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم وإنهم لفي شك منه مريب}

{وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون (113) ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم (114)}

{إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب}

{ كتاب فصلت اياته قراءنا عربيا لقوم يعلمون }

{وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون (78) ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون (79)}

لكن احفادي لم يفهموا النبأ، و اعتقدوا بانه قصة تسلية و ترفيه، و اعتقد بان القصة قد وصلت لليهود في الماضي ، و اعتقدوا بان اليهود ابناء عمومتهم ……. اعتقدوا بان موسى قد اعطاهم رسالة تشبه رسالتي بلغة مختلفة ، و بان موسى يهودي و هو من اعطاهم الرسالة مني بلغة مختلفة، رغم اني قد حذرتهم، باني لم اكتب الا رسالة واحدة بلسان واحد فقط.

و اعتقدوا بان فرعون هو من قصص الهكسوس و بانها اسماء ملوك قدماء ، بالرغم من اني قد اخبرتهم بانه نبأ ، و مسميات الشخصيات في النبأ هي مسميات لاول مرة تنزل و تذكر و لا يوجد احد قد تسمى فرعون خارج رسالتي، و بان تسمية فرعون هي تسمية النبأ، و اعتقدوا بانه من الضروري ان يكون اسمه في الواقع فرعون، فبحثوا عن فرعون في قصص تاريخية، و اعتقدوا بانه من عالم الهكسوس و قد عاش قبل رسالتي، و بان اسم فرعون جاء من كلمة ( برعا ) في لغة سبقت كلامي و سبقت لسان رسالتي.

و اعتقدوا ان موسى قصة خرافات تحت مسمى ( سرجون ) كان نصف اله و نصف بشر ، و اعتقدوا بان الكتاب هو كتاب اليهود رغم اني قد حذرتهم.

و اعتقدوا ايضا بانه لا بد من وجود شخصية تاريخية اسمها فرعون …….. رغم اني قد وضحت لهم بانه نبا و بانها تسميات شخصيات النبأ، و بان الاهم في النبأ هو وقائع و صفات شخصية النبأ، لان مسميات الاشخاص في الواقع ليست توقيفية، الاسماء الحقيقية للاشخاص موجودة في النبأ، اما تسميات الخاصة التي يتسمى بها الناس حاليا في ليست اسماء حقيقية ، فانا اتحدث عن نبا فرعون و اقصد شخصية في الواقع تسمت باسم خاص و هو ( نابلبون ) الذي جاء لتزوير و اخفاء الكتاب التوقيفي عن احفادي .

 

 

اترك تعليق