8/20/2021 0:00:01
هل الغرب وصل للعلمانية نتيجة حركة واقع ديني قديم طبيعي جرى في اوروبا ، دفع الاحداث لظهور الثورة الفرنسية التي نشرت العلمانية ، ام ان العلمانية و الكنيسة ظهرت في وقت واحد نتيجة اتفاق تاريخي بين الغرب ؟
بمعنى اخر
نحن نسمع دائما الكثير من العلمانين في المنطقة، و هم يرددون اسطوانه واحدة عند معالجة مشكلات المنطقة، عبر عمل مقارنة بين واقع المنطقة اليوم مع واقع اوروبا قديما، و بان واقع المنطقة كان موجود في اوروبا قديما …..و يجب استيراد الحل الاوروبي مع الدين الذي قلب واقع اوروبا .
فحسب السياق التاريخي الذي جرى في اوروبا …… لقد حكمت الكنيسة اوروبا بحكم ديني و نتج عن حكمها مشكلات كثيرة، من حروب و قتال و محاربة العلم ، و هذا الشيء جعل واقع اوروبا تحت الحكم الديني للكنيسة يفرز افكار عديدة في المجتمع ، و هذه الافكار هي من دفعت البعض في فرنسا لعمل ثورة ضد حكم الكنيسة في فرنسا، و بفضل فرنسا انتشرت العلمانية في اوروبا.
هل هذا المنطق صحيح ؟
الحقيقة … ان الواقعين غير متطابقين ابدا .
لو افترضنا صحة السياق التاريخي لاوروبا ……. فمؤسسة الدين هي من حكمت اوروبا ، بينما واقعنا الدين لا يحكم ابدا ، المؤسسة الدينية تابعة للحاكم و ليس العكس .
و مع ذلك … فهذا ليس موضوعنا … موضوعنا هو :
هل ذلك السياق التاريخي لاوروبا صحيح ؟
لا …سياق تاريخ مكذوب تماما ، و لم يكن هناك ثورة فرنسية ضد الكنيسة … بل جرت عملية اتفاق بين قوتين محتلتين في اوروبا على صناعة دين جديد في الارض و نشره عالميا.
و هذه الصناعة الجديدة للدين تتطلب تاليف سياق تاريخي قديم مزيف لهذا الدين الجديد، لاجل منحه اصل تاريخي في الارض و اخفاء حداثته في الارض، لاخفاء حقيقة قديمة في الارض ايضا .
و هاتين القوتين تريدان اقتسام مشروع هذا الدين الجديد بينهما، و كل قوة تحتاج الى حدث واقعي يؤكده ……… وذلك السياق التاريخي القديم المزيف الذي كتب للدين ، يحتاج ان تتقاسمه القوتين بالتساوي ، ليكون كل قسم بمثابة ايديولوجيا فكرية لكل قوة اثناء خروجهما لاحتلال العالم.
هذا الشيء …. جعل احدى القوتين تتبنى كنيسة الدين الجديد ، فاثبتت هذه القوة امام العالم واقعية هذا الدين الجديد.
بينما ……….. القوة الاخرى تبنت حدث تاريخي و هو الثورة ضد كنيسة الدين الجديد، فاثبتت هذه القوة امام العالم واقعية السياق التاريخي المزيف لهذا الدين الجديد.
و هذا الاتفاق …… لم يقتصر على هذا الامر ، بل تقاسمت القوتين المشروع الفكري الناتج عن صناعة هذا الدين الجديد، فحملت كل قوة مشروع فكري ترعاه مؤسسة مركزية يعمل فيها علماء، حتى تتمكن كل قوة من تصدير الافكار للناس، من اجل تاطير الناس ضمن حدودهما الفكرية، للحفاظ على المجتمعات البشرية داخل دائرتي فكرهما و نظرتهما للعالم، لضمان بقاء المجتمعات تحت رعاية مؤسستهم المركزية التابعة لهم، لان هذا الشيء يضمن بقاء سيطرتهما على الناس و تحكمهما بهم ، لضمان تمرير اي مشروع في اي مكان في الارض بسهولة ، و ضمان بقاء نهبهما للناس .
و المشروع الفكري الناتج عن هذا الدين الجديد، ليس الا التقويم الزمني الروماني، المكون من نقطة صفرية، و هي نقطة الاتفاق ، نقطة صناعة الدين الجديد .. و عند تلك النقطة تم قتل الشخصية الافتراضية التي سينسب لها تاسيس دينهم الجديد.
و حول تلك النقطة الصفرية يوجد طرفين تاريخين ،طرف تاريخي من الشمال و طرف تاريخي من اليمين …. مثل الصليب .
الطرف من الشمال، هو ما قبل ميلاد مؤسس الدين الجديد، و عليه سياق تاريخ افتراضي، يصنع في مخيلة الناس نظرة فكرية للعالم، و هذه النظرة للعالم سترعاها القوة التي ستثور ضد كنيسة الدين الجديد .. باسم الفكر العلماني و اللاديني .. لتكون قائدة العلمانية في العالم .
الطرف من اليمين، هو ما بعد ميلاد مؤسس الدين الجديد، و عليه سياق تاريخ افتراضي، يصنع في مخيلة الناس نظرة فكرية للعالم، و هذه النظرة للعالم سترعاها القوة التي سوف تبنى كنيسة الدين الجديد … باسم الفكر الفلسفي الديني .. لتكون قائدة الكنيسة في العالم .
هذه هي الخلاصة