هل كان شامبليون عبقري؟

هل كان شامبليون عبقري؟

3/18/2021 0:00:01

رابط المقال

هل كان شامبليون عبقري ؟

■ عندما وجدت فرنسا حجر رشيد، لم يكن علماء نابليون ساعتها يعرفون محتويات هذا النقش المكتوب بثلاثة خطوط ، لكن الحجر كان يبدو مهم جدا بنظر علماء و جنرالات الغزوة ، بانه سيكون له دور في فك نقوش مصر، لانه من المحتمل ان الحجر يحتمل على نص بثلاث نسخ .

– نحن نعتقد …….. بان هذا الاهتمام الكبير لحجر من قبل سياسين و عسكرين امر مريب ….. و ايضا الاعتقاد المسبق بان الحجر سيكون له دور في فك نقوش مصر امر مريب ، و ايضا الاعتقاد المسبق بان الحجر يحتمل ان يحتوي على نص بثلاثة نسخ .

لماذا ؟!

لان كل هذا الاهتمام من قبل سياسين لا يفهمون بالشؤون العلمية و كل هذه الاعتقادات المسبقة اجتمعت و تحققت ، لانه بالفعل الحجر اصبح مهم و كان له دور في فك النقوش و يحتوي على نص بثلاث نسخ

■ توصل الغرب الى ان الخط الاوسط هو الخط الديموطيقي ( خط الشعب في مصر ) ، لانه كان من النادر ظهور هذا الخط منقوش على الاحجار .

و نحن نعتقد بان هذا الاكتشاف ايضا غريب و يدعو للشك الكبير منه.

لماذا ؟

لانه اجتمع في هذا الحجر ثلاث صدف و نادرات ايضا، لانه من الصدفة النادرة جدا اكتشاف اثر ثنائي اللغة ، و من النادر ايضا اكتشاف نقش ثلاثي الخط ، و ايضا من النادر اكتشاف نقش مكتوب بخط الديموطيقي .

ثلاث صدف نادرات في اكتشاف واحد

■ قام علماء الغرب بدراسة الحجر و النصوص المكتوبة في الحجر ، بعد وصوله الى بريطانيا و توصل الى ترجمة النص اليوناني الموجود في الحجر، و عرف مضمون النص الذي يتحدث عن مرسوم كتبه كهنة مصر ، بالنيابة عن الملك اليوناني (بطليموس ) …… للاشادة بالملك الذي قام باعمال جليلة و عمل امتيازات للكهنة .

هل كان ترجمة النص اليوناني صعب على علماء الحملة الفرنسية، فكيف يكونوا علماء و هم قد عجزوا عن ترجمة نقوش ارث يخصهم لحظة اكتشاف النقش ؟! … هل لانها لغة قديمة و كتابة قديمة ؟

فكيف وصلت للغرب كل تلك النصوص اليونانية الضخمة في شتى المجالات من العلوم و الفلسفة و الأدب التي كتبت قبل ذلك العمر الذي كتب به حجر رشيد، و باي لغة و باي كتبة وصلت لهم ؟!

ايضا نحن نعتقد بان ظهور كتابة يونانية على الاحجار امر غريب و صدفة نادرة .

لماذا ؟!

لانه لم تكتشف نقوش يونانية فيما تسمى حاليا اليونان …… بالرغم من كل هذا التاريخ الضخم و الكبير في اليونان …….فالسؤال : لماذا لم تظهر هذه الصدفة النادرة باكتشاف نقوش يونانية الا في ارضنا، و لا يوجد منها كميات كبيرة، و لماذا لا تظهر النقوش اليونانية الا و هي متزاوجة مع كتابات قديمة لدينا و لا تتواجد منفصلة بدون احتياج لوجودها بجانب نقوشنا.

و كان النقوش اليونانية تبحث عن اصل لها في ارضنا، او تريد ان تمنح نفسها قدم زمني في ارضنا و وثيقة شرعية لدينا .

■ توصل الغرب ……..الى اعتقاد بان الاطارات الموجودة داخل النص الهيروغليفي يحتوي على اسماء ملوك، لكنه مازال غير متأكد من ان الحجر نص بثلاث نسخ .

■ اكتشف الغرب حجر اخر ( مسلة فيلة ) …. يحتوي على نص ثنائي اللغة ( هيروغليفي و يوناني ) ، و بعد ترجمة النص اليوناني وجدوا بانه يتحدث عن مرسوم بالنيابة عن ملكة اسمها ( كليوباترا )، و عندها تاكد الغرب بان الاطارات تحوي اسماء ملوك .

و هذا الافتراض ……… جاء من فكرة ان الاطارات تظهر دائما عندما يكون النص اليوناني يتحدث عن ملوك …. و هذا يعني بان الاطار قد يحتوي على اسم ملك من باب التكريم و التعظيم كرسالة من ملك الى ملك يوناني .

الاكتشاف غريب … لماذا ؟!

لان السؤال الذي يطرح ………… لماذا الصدفة تتكرر دائما مع الغرب باكتشاف نص ثنائي اللغة ، و يحوي نص يوناني نادر ؟!

و ايضا … لماذا لم يظهر داخل مسلة فيلة نص بالخط الديموطيقي كما ظهر في حجر رشيد ؟!

و ايضا ….. الغرب احتاج الى 4 سنوات حتى يترجم النص اليوناني الموجود في حجر رشيد، لكنه استطاع ترجمة النص اليوناني المكتوب في مسلة فيلة بسرعة ، و هذا يدل بان الغرب قد اصبح متمكن جيدا من ترجمة اي نص يوناني سريعا … فالسؤال المنطقي :

فكيف وصل للغرب كل تلك الكتب اليونانية التي تتحدث في كل مجالات الحياة من علوم و تاريخ و فلسفة و ادب، و تلك الكتب قد كتبت بنفس الخط و نفس اللغة ؟!

لاننا اكتشفنا ان الغرب لم يتمكن من قراءة اليونانية القديمة بشكل جيدا الا بعد ان تمكن من ترجمة النص اليوناني في حجر رشيد، بدليل انه بعدها اصبح لديه خبره سريعة و تمكن من ترجمة النص اليوناني في مسلة فيلة بسرعة كبيرة .

لو كان الغرب يعرف الكتب اليونانية قبل اكتشاف حجر رشيد لما احتاج الى اربع سنوات حتى يترجم نص اليوناني داخل حجر رشيد .

■ في ذلك الوقت … كان الرأي السائد عند اشهر علماء الغرب هو : ان الكتابة المصرية …. كتابة رمزية و ليست صوتية .

هذا الرأي غير منطقي ، و قد يراد ان يكون ذلك لجعل القصة تبدو صعبة ….لاننا نعتقد بانه لو كان هناك فعلا عالم لغات بشكل حقيقي و هو فعلا عالم و متخصص، و يقول هذا الراي و يصر عليه، فهو نوعا ما يستهبل …. لماذا ؟!

لاننا نرى بان الامر ليس صعب جدا و غير مستحيل على عالم في تبني الاعتقاد بان نقوش مصر هي كتابة ابجدية صوتية و ليست رسوم تعبيرية رمزية …. لعدة اسباب :

نقوش مصر تبدو قديمة جدا ، تبدو بشكل واضح بانها نقوش البداية ، و هذا القدم و البداية هو من منح نقوش مصر تلك الخاصية المصورة .

و هذا الاعتقاد يؤكده بشكل كبير نقوش اليمن ……. التي تبدو بشكل واضح بانها ابجدية صوتية ، و في نفس الوقت تظهر رموزها الغير مصورة متشابهة و متطابقة بشكل واضح مع رموز نقوش مصر المصورة .

لذلك نحن نعتقد بان هذا العالم الذي يقول هذا الكلام ، انما يحاول ان يجعل المشهد صعب لدى الجمهور ليعطي القصة نوع من الاثارة و الحبكة بخلق معركة وهمية مع خصم اخر( افتراض اخر ) ، حتى تنتهي المعركة بانتصار الخصم الاخر ( الافتراض الاخر ).

كل القصص الجميلة تنتهي بانتصار البطل [ تشويق و اثارة و فرحة داخل للقصة ]

■ حصل شاب فرنسي “چان-فرانسوا شامبليون” على نسخة من حجر رشيد كما حصل عليها غيره من الباحثين و عكف على دراسته مبدئيا اهتماماً شديداً بالخط الهيروغليفي ومعتمداً على خبرته الطويلة في اللغة اليونانية القديمة، و في اللغات القديمة بوجه عام منها القبطية .

لقد قرأ شامبليون النص اليوناني في حجر رشيد ، وفهم مضمونه وقرأ فيه اسم الملك بطلميوس .

لقد سلك شامبليون منهج يعتمد على حقيقتين و فرضية :

1- الحقيقة الاولى

أسماء الأعلام غير قابلة للتغيير عند كتابتها باي لغة .

فمثلا …اسم ( حسن ) ينطق ( حسن ) باي لغة اخرى .

2- الحقيقة الثانية

الحروف الساكنة الغير متحركة لأسماء الأعلام لا تتغير مهما تعددت اللغات التي كتبتها .

مثلا …. في العربية نجد اسم ( حسن ) و لا يمكن للحروف الثلاثة ( ح س ن ) أن تسقط عند كتابتها باي لغة …… و ان خفت او اشتدت الحركة على هذه الحروف …………. ففي الانجليزي لا يكتب ( حسن ) بثلاثة حروف بل بستة حروف ( hassan ) لكن ( ح س ن ) موجودة و لا تسقط

ايضا في العربية نجد اسم مثل ( مجدي ) لا يمكن للحروف الأولى الثلاثة ( م ج د ) أن تسقط عند كتابتها باي لغة .

3 – الفرضية

انطلق من فرضية أن هذا المرسوم الذي صدر في عهد الملك بطلميوس الخامس عام 196 ق.م لابد و أنه قد كتب إلى جانب اليونانية بخطين من خطوط اللغة الوطنية لمصر، و لابد أن اسم بطليموس باليونانية سوف يتكرر ظهورة في الخطين الهيروغليفي والديموطيقي.

كيف يمكن تحديد مكان اسم بطليموس في النص الهيروغليفي ؟

يوجد داخل حجر رشيد اطار واحد و قد تكرر ست مرات و تكرر ايضا اسم بطليموس اكثر من مرة في النص اليوناني .

و هذا التكرار زاد في منح شامبليون اشارة قوية بان الاسم الموجود داخل الاطار هو اسم الملك ( بطليموس )، و زاد من صدق فرضيته بان هذا الحجر هو نص واحد بثلاث نسخ .

بعدها افترض شامبليون بان اسم (بطليموس) موجود داخل الاطار الموجود في حجر رشيد ، و افترض ايضا بان اسم ( كليوباترا ) هو الموجود ايضا داخل الاطار الموجود في مسلة فيلة .

قام شامبليون بتسجيل اسم ( بطليموس) باللغة اليونانية الذي ورد في النص اليوناني و قام بترقيم حروف الاسم …….. و سجل ايضا اسم ( كليوبترا ) الذي ورد في مسلة فيلة باليونانية ورقم كل حرف في الكلمة ، و السبب هو لان الاسمين يشتركان في القيمة الصوتية لبعض العلامات كالباء و التاء و اللام.

ptolemys

Kleopatra

ثم سجل شامبليون العلامات الواردة في خرطوش (بطلميوس) و رقمها وفعل نفس الشيء بالنسبة لخرطوش (كيلوباترا) الموجود في مسلة فيلة .

و هناك وجد اشتراك لرموز متشابهة بين الاطارين ، مما يؤكد فرضيته ، ف اشتراك الحروف الساكنة ( ب ت ل ) في الكتابة اليونانية ، و يوجد اشتراك ايضا بين الاطارين ، في عدة رموز .

ثم طابق العلامة الأولى من اسم (بطلميوس) المكتوبة داخل الاطار بالهيروغليفية و ما يطابقها في اسمه باليونانية ، و كذلك عمل نفس الشيء مع اسم ( كليوبترا ) .

و عندها تمكن “شامبليون” اخيرا ………… من أن يتعرف على القيمة الصوتية لبعض العلامات الهيروغليفية اعتمادا على قيمتها الصوتية في اليونانية.

– نحن نعتقد بان الامر مريب … لانه يقوم على اساس غير علمي لانه قد نتفق مع هذا المنهج ، لكن اذا كنت انا لا املك كتابة اعرفها داخل الحجر ، و انت تملك كتابة خاصة بك ( اليونانية ) و تقول لي بان اسم العلم الموجود في نصك هو بطليموس ، فكيف ساتكد فعلا بان الاسم داخل الاطار في الهيروغليفية يقرا بطليموس ، لانه قد تكون خدعتني و انا لا اعرف هذا الشيء و صنعت لنفسك حجر و عملت امامي مسرحية مشوقة حتى اوصلتني لهذه الخطوة و انا على نيتي لاني اجهل القراءة بينما انت تعمل لوحدك بدون ان تشركني في العمل حتى اطلع من قرب على العملية ، فلا يوجد مصري واحد كان مشارك في العمل ، وحدهم الغرب من يعمل و يعطينا نتائج جاهزة .

لكن لو تخلينا عن هذه الفكرة ……. فنحن نعتقد بان هذه الخطوة التي قام به شامبليون سهلة و معروفة لاي شخص يفكر بفك كتابة و يستطيع ان يقوم بها اي طفل في المرحلة الدراسية الابتدائية ، و لم تكن اوروبا بعلماءها الكبار و العظماء الى 17 سنة حتى يخرج شخص اسمه شامبليون و يقوم بها .

لانه اذا كان قد كان هناك افتراض بان الحجر هو نص بثلاث نسخ، فهذا يعني بانه من غير المستبعد ان يفكر اي شخص طوال 17 سنة بفكرة التطابق بين الكتابتين ، و لان الكتابتين للغتين مختلفتين، فعلينا البحث عن التطابق مع اسماء الشخصيات، لان الاسماء تنطق بنفس النطق باي لغة .

و لانه قد كان هناك اعتقاد مطرح من قبل عالم لغات كبير و بارع ، بان الاطارات في الهيروغليفية يوجد فيها اسماء ملوك، و لدي نص يوناني يتحدث عن ملك يوناني …. فانه مباشرة سياتي في بال الطفل و الانسان العادي و لا يحتاج الى عالم لغات ، بمطابقة اسم بطليموس بالرموز الموجودة داخل الاطار .

مثال :

لو احضرنا طفل في الصف الثالث الابتدائي يستطيع قراءة العربي و لا يستطيع ان يقرأ الانجليزي، و كتبنا له جملة بالعربي ……. و قلنا له باننا كتبنا ترجمة الجملة العربية باللغة الانجليزية و بالكتابة الانجليزية :

بنى سليمان منزل —– Suleiman built a house

و قلنا له ان يبحث عن كلمة ( سليمان ) داخل الجملة الانجليزية و يطابق حروف اسم (سليمان ) العربية مع ما يقابلها من حروف اسمه المكتوب بالانجليزي .

طبعا الطفل …..سيجد صعوبة في تحديد اسم سليمان في الجملة الانجليزية ، و سيكون معاه ثلاث اختيارات و لا يعرف اي واحدة منها هو اسم سليمان .

فاحتمالات هي :

1- سليمان = house

2- سليمان = built

3- سليمان = Suleiman

فاي واحدة منها هو الصحيح …. الطالب يسال ؟!

فبسطنا الامر للطالب و قلنا له : سنعيد كتابة الجملة، و نجعل كلمة سليمان في الكتابة الانجليزية داخل قوسين … بالشكل الاتي :

بنى سليمان منزل —– Suleiman) built a house)

الطالب بشكل مباشر سيختار الاحتمال الثالث و هو :

سليمان = Suleiman

و بعدها سيطابق الحروف و من المنطقي بانه سيصل لمطابقة صحيحة واحدة على الاقل .

س = S

ن = n

و هذا يجعلنا نعتقد بان القصة مريبة و عليها شكوك . لماذا ؟

لان الامر ليس بتلك الصعوبة ، الامر سهل و بسيط ، و اين هي تلك العبقرية التي صنعها الغرب في عقول الناس و جعلهم يفتحون اقسام علمية في الجامعات لتدريس عبقرية قاموسه ؟! .. فالعمل الذي قام به شامبليون لحد الان يقوم به طفل مصري ، و لا يشير عمله ابدا على عبقرية و لا تستدعي صناعة تمثال له او تخليده في الارض .

و هذا العمل السهل و البسيط الذي لا يحتاج الى اي عبقرية ، يجعلنا نستغرب جدا حول اسباب قيام الغرب بصناعة كل تلك الضجة التي لا تتناسب مع العمل …. و لذلك فنحن نعتقد بان الامر مريب جدا ، و بان كل تلك الضجة حول شيء عادي و بسيط، قد يكون لاجل اخفاء شيء في القصة و لا ينتبه له الناس ، او على حسب المثل الشعبي : (يريد ان يضيع الضرطة بالنحنحة ).

ايضا …….لحد الان حسب التطور التاريخي … فالخطوة التي قام بها شامبليون غير كافية ابدا لفك كافة رموز الهيروغليفية . او لا يمكن ان تقود اي شخص لفك النقوش ……. لماذا ؟!

لانه لحد الان ……. يكون شامبليون قد توصل لمعرفة منطوق الصوتي بضعة رموز فقط و هي الموجودة داخل الاطارين ….. او بمعنى اخر … لقد تعرف على منطوق الصوتي لحوالي 9 رموز فقط من الهيروغليفية التي تحتوي على اكثر من 5000 رمز.

ماذا يعني هذا ؟

هذا يعني … بانه لا قيمة ابدا لحجر رشيد لدى اي انسان سوى كان هذا الانسان جاهل او عالم، لو فكر باستخدام هذا الحجر او اي حجر يشببه ( مسلة فيلة مثلا ) لفك و قراءة كتابة قديمة بالاعتماد على عملية التطابق و التي تمت بمثل الطريقة التي قام بها شامبليون .

لماذا ؟!

لانك تحتاج الى اكثر من 5 الف حجر بمثل حجر رشيد و تحتوي على اطارات ملكية، و يوجد داخل الاطارات رموز متنوعة و مختلفة و غير مكررة و تغطي كل رموز الهيروغليفية ، حتى تقوم بعملية مطابقة كل رموز الهيروغليفية بما يقابلها من حروف صوتية في كتابة يونانية.

طبعا ….. الغرب لحد الان لا يقول بان هذا الخطوة التي قام بها شامبليون هي الخطوة الاخيرة … لكن انا اردت ان ابينها هنا حتى ندرك عدم اهمية حجر رشيد و بانه لا قيمة له وحده في ترجمة نقوش مصر .

بمعنى اخر ………… من الاستحالة ان يكون حجر رشيد هو الالية الرئيسية المؤكدة و الموثوق منها التي ترجمت نقوش مصر ، لاننا كما قلنا نحتاج الى اكثر من 5000 حجر حتى نقوم بالمطابقة و نكون واثقين من عملنا …. لذلك لا بد ان يكون هناك عمل اخر هو الالية الرئيسية التي تم بواسطتها ترجمة كل رموز نقوش مصر .

لان التطابق الذي سيحدث في حجر رشيد او اي حجر مثله سيتم مع كلمة واحدة فقط داخل الحجر ، و لن يحدث التطابق مع الكلمات الاخرى ، لان اللغتين مختلفتين ، ايضا لا يمكن ظهور اي اشارة اخرى للكلمات داخل النص غير اشارة الاطار الملكي .

فمثلا :

اخذ محمد الكلب الى السوق

جmohamed take the dog to the market

فهنا في هذا المثال لا تتطابق هنا كلمة كلب مع dog ، و لا تتطابق كلمة سوق مع market .

الشيء الوحيد المتطابق اسم العلم ….. محمد = mohamed

م = m

ح = h

د = d

الان … لو افترضنا الهيروغليفية هي الكتابة العربية و اليونانية هي الانجليزية …. فأنا الان اكون قد عرفت منطوق ثلاثة رموز فقط في الهيروغليفية و هي ( م ح د ) … لكن باقي رموز الهيروغليفية و هي ( ا ب ت ث ج خ ذ ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل ن و ي) لم اعرف بعد منطوقها .

و من الاستحالة فك النقوش بثلاثة رموز فقط …. اذا الحجر لا قيمة له حتى لو فعلا عرفت منطوق ثلاثة رموز ….. فلا قيمة لمعرفة رموز ثلاثة …لذلك فانت تحتاج الى مثل حجر رشيد باعداد كثيرة .. و هذا الشيء لم يحدث في قصة ترجمة الغرب لنقوش مصر.

تقريبا كل ما لدى شامبليون منطوق بعض رموز الهيروغليفية تصل الى سبعة او ثمانية ، و من بينها رمز موجود في حجر رشيد … و لنفرض الرمز هو ( ♣ ) و توصل الى انه ينطق ( S )

اي انه توصل الى ان ….. ♣ = S

بالاخير طلع حجر رشيد لا قيمة له و لا معنى و لا يمكن ان يفك رموز الهيروغليفية اطلاقا … اذا السؤال العلمي الهام و المنطقي :

كيف فك الغرب رموز الهيروغليفية ؟!

لننتقل الى الخطوة الاخيرة التي قام بها الغرب و نشاهد

■ بعد وقت قصير من قيام شامبليون بعملية المطابقة داخل حجر رشيد .

تقريبا في هذا العام 1822 ، وصلت لشامبليون….. قطعة اثرية داخل طرد وصلت له من صديق كان في مصر ، و قد نزعت من احد معابد مصر و تحوي على اطار ، و مكتوب داخله اربعة رموز .

الان شامبليون يملك في يده قطعة اثرية و يقرا من قطعة اثرية و ليس من مطبوعة ورقية كما حدث في خطوته السابقة مع حجر رشيد.

القطعة كانت تحتوي على اطار نزع من معبد و في داخل الاطار يوجد فيه اربعة رموز و لنفرض بانها بالشكل الاتي ( ♣ ♣ ◆ ● ).

بالنسبة للرمز ( ♣ ) … فقد عرف شامبليون قيمته الصوتية ، لانه كان موجود داخل الاطار الملكي في حجر رشيد ، وتوصل لقيمته الصوتية قبل فترة بسيطة بعد عملية المطابقة ، و قيمته الصوتيه التي وصل لها هي : ♣ = S .

و كان شامبليون يعرف جيدا بان هذا الاطار لابد ان يحوي على اسم ملك، لان اسماء الملوك تكتب داخل الاطارات .. كما عرفنا .

لكنه لم يكن يعرف القيمة الصوتية للرمز ( ◆ ) و الرمز ( ● )

و في يوم بدا عقل شامبليون يعمل و عيناه مسمرتان نحو القطعة، و زاد الهياج و التوتر، و بدات يده ترتعش ، فالاسم يبدا برمز يشبه شكل الشمس ( ● ) ، و لان شامبليون كان لديه علم و اطلاع باللغة الجبتية ، كان يعرف بان كلمة (شمس) تنطق باللغة الجبتية ( Ra ) .

اذن فاسم الملك يبدا ب ( راع = Ra ) يليه رمز مازال مجهول ثم يليه رمز مكرر ….. [Ra ◆ S.S ]

اي ان اسم الملك … سيبدا بكلمة ( راع = Ra )

و هنا لمعت فكرة عبقرية في راس شامبليون : ماذا لو كان اسم الملك هو (راعمسيس)، اشهر ملوك مصر القديمة الذي قد قرا عنه كثيرا في كتب التاريخ اليونانية ، و بالتالي فالرمز ( ◆ ) يملك القيمة الصوتية ( m ).

مجرد فرضية … لكن غير مؤكدة .

و بيدين مرتجفتين …… راح شامبليون يقلب الرسوم الاخرى ، و الافكار تدافع بشده .. و اذا بنظراته تتسمر من جديد على صورة اخرى تحتوي على اطار يحتوي الرموز ( ♣ ◆ ★ ) … و كان الرمز الموجود في نهاية الاسم معروف لديه و هو ( ♣ = S ) ، و يبدا الاسم برمز (★) و هو الطائر المقدس ايبيس الذي يجسد الاله توت ، و في وسط الاسم نفس الرمز المجهول السابق ( ◆ )

فاذا كانت ترجمة شامبليون صحيحة ( Ra – m – s – s )، و على اساس ان الرمز الاوسط المجهول منطوقه هو ( ◆ = m )، فان الاسم الموجود في الصورة هو اسم الملك المصري توتموس ( Thout – m – s ) .

و بالفعل ( توتموس ) ….. هو ثاني اشهر ملوك مصر قديما و الذي قد ذكر في كتابات اليونانية التي تحدثت عن مصر قديما .

لم يكن هناك ادنى شك لدى شامبليون، لقد سقطت الغشاوة عن عيني شامبليون، و ها هو يمسك بيده مفتاح تاريخ مصر القديم، الذي فقد منذ 2000 سنة .

و بعدها اعلن شامبليون اكتشافة في الجمعية الفرنسية للعلوم و اللغات .و صفق له كل الحضور …..حتى ان اشهر علماء اللغة في ذلك الوقت دي ساسي الذي يعود له الفضل في وضع النظريات الاولى لعلم اللغة، قام من كرسيه و احتضنه بحرارة، لقد اعترف دي ساسي اخيرا لشامبليون بعبقريته

لقد ظهرت عبقرية شامبليون …. في انه قد توصل الى اكتشاف القيم الصوتية لبقية الرموز بنفسه عبر مطابقتها باللغة الجبتية ، و هذه العبقرية التي جعلت ملك فرنسا يعطيه علبه من الذهب منقوش عليها عبارة : ” هذه هدية من ملك فرنسا لويس الثامن عشر الى شامبليون لاكتشافه الاحرف الهجائية الهيروغليفية” ، و تم ضم اسم شامبليون لمجمع الخالدين و اصبح احد عظماء التاريخ.

———

– نحن نعتقد بان هذه الخطوة لا تقوم على اي اساس علمي و داخلها ادوات غير منطقية.

لماذا ؟

– لانه سيجعلنا في البداية نطرح سؤال طبيعي يفرض نفسه : اذن ما هي الفائدة من حجر رشيد في القصة ؟!

هل دور حجر رشيد في القصة …… هو معرفة منطوق رمز واحد فقط و الذي هو ( ♣ = S ) … فقط .

– ايضا الخطوة السابقة … التي قام بها شامبليون في حجر رشيد و قيامه بعملية مطابقة تبدو نوعا ما منطقية و علمية و موثوق منها و تقوم على منهج صحيح علمي .

فهي تقوم على فكرة المطابقة بين اسم العلم الموجود في النصين، لان منطوق اسماء الاعلام لا يتبدل باي لغة …و هي خطوة علمية صحيحة جدا .

ايضا شامبليون افترض ان يكون النص بثلاث نسخ و هو يبدو منطقي بالنظر لتكرار ظهور الاطار في النص الهيروغليفي و تكرر ذكر اسم بطليموس في النص اليوناني مما يشير فعلا بان هناك كلمة تتكرر بين النصين بشكل متشابه ، و الاحتمال كبير بان الاطار يحوي اسم بطليموس …….. و هي فرضية تبدو منطقية نوعا ما .

– اما النقطة الاهم التي يجب ان نستوعبها و ندركها. فشامبليون اعتمد على معلومات موجودة في دليل مادي اثري واحد و قام بالمطابقة في وثيقة واحدة بعمر واحد ، مما يجعلنا نثق بفكرة اسم (بطليموس) و مطابقته لحروف الاسم مع رموز الاطار .

بمعنى اخر ….. لدينا دليل مادي عيني واحد بعمر واحد، و يحتوي على معلومات موثوق منها ( على افتراض صحة الحجر ) .

لكن شامبليون في هذه الخطوة الاخيرة ، لم يقم ابدا بنفس خطوته السابقة ابدا .

كيف ؟

شامبليون قام بالخطوة الثانية بعمل و هو لا يملك حجر مثل حجر رشيد ثنائي اللغة ( هيروغليفية – يونانية ) حتى يقوم بعملية المطابقة بين اسم العلم الموجود في النص اليوناني الموجود في الكتب الورقية، مع الرموز الهيروغليفية الموجودة في الاطار كما قام بها في الخطوة السابقة .. بل يملك قطعة اثرية احادية اللغة ( هيروغليفية ) و لا يمكن عبرها ابدا القيام بعملية مطابقة.

لماذا ؟!

لانه كيف تمت المطابقة بين ( ● = Ra ) و عرف شامبليون و تاكد ان رمز ( ● = Ra ) و تم اعتماده رسميا كما تم اعتماد الرمز ( ♣ = S ) الذي وصل له في الخطوة السابقة اثناء دراسة حجر رشيد و قيامة بالمطابقة ، و لم يكن في يده حجر مثل حجر رشيد، اي قطعة تحتوي على نص يوناني و نص هيروغليفي ، فالقطعة التي وصلت له مكتوبة بالهيروغليفية فقط.

لان سبب الضجة التي صنعت لحجر رشيد عند اكتشافه …. هو هذه الفكرة الجوهرية الاساسية و هي موضوع بثلاث نسخ من اجل المطابقة ، و الا ما فائدة الحجر اذن ساعتها او بعدها ؟! ، او لا اهمية للحجر اذا ، كدور هام في فك النقش ؟!

كيف اتاكد من منطوق كلمة ؟ ، لا يمكن اطلاقا الا بتوفر دليل اثري يعطينا كلمة معروفة لدينا متطابقة في النطق مع رموز كلمة يراد فكها .

ركز معي

كما قلنا في الخطوة السابقة …… لا يمكن فك رموز الهيروغليفية بحجر رشيد وحده ابدا ، و اذا اردنا فك نقوش الهيروغليفية كلها، فاننا نحتاج الى عدد كبير من الاحجار بمثل حجر رشيد ثنائي اللغة و يتحدث عن اسم ملك ، حتى يمكن عبرها اجراء مطابقة بين القيمة الصوتية في اسم الملك بالنص اليوناني مع الرموز الهيروغليفية الموجودة في الاطار الملكي .

لكن شامبليون ……….و لانه يفتقد لوجود حجر اخر مثل حجر رشيد حتى يقوم بعملية المطابقة ، فانه لجأ الى حيلة ، فقد قام بصناعة حجر مثل حجر رشيد في مخيلته و قام بعملية المطابقة في مخيلته، و هذا الشيء يستطيع ان يقوم بها اي شخص في مصر الان و يبتكر اي مطابقة لرموز مصر و يخترع اي منطوق و ستتولد لديه لغة ما .

بمعنى اخر

كيف عرف ان الرمز( ● ) هو رمز الشمس و قيمته الصوتية ( ● = Ra) ، و كيف عرف بان ( ★ ) هو رمز الطائر المقدس ايبيس و ينطق (★ = Tuth )

لو كانت هذه الخطوة صحيحة و منطقية و علمية … لما احتجنا اطلاقا لحجر رشيد و تلك الضجة التي اثيرت حوله و لما احتجنا الى عمل نسخ من الحجر و وزعناها الى كل المتاحف و العلماء لدراستها.

لماذا ؟

لانه كنا سنستطيع اختصار الامر منذ البداية و نقول بشكل مباشر، بان الرمز ( ○ ) هو رمز العين و ينطق بالجبتية ( ○ = irt )، و الرمز ( ~ ) هو رمز البحر و ينطق بالجبتية ( ~ = djot ) .

و كنا نستطيع اختصار المسالة من البداية …. مادام و اننا قد عرفنا من البداية بان الاطارات الدائرية تحوي داخلها اسماء ملوك …. عندها سيكون الامر سهل … فكل ما علينا هو مطالعة كتب التاريخ اليونانية و قراءة اسماء ملوك مصر القدماء الذين عاصرهم اليونان و كتبوا عنهم ……. ثم البحث عن الاطارات الملكية في معابد و اثار مصر .. و نطابقها مع الاسماء ملوك مصر التي قراءناها في كتب اليونان ……. و لاننا متخصصين باللغة الجبتية و بارعين بها ، و اصبحنا ندرك بان رموز الهيروغليفية لها منطوق في الجبتية حسب شكل الرمز ( فلو الرمز شمس فينطق راع ، و لو الرمز طائر المقدس ايبيس فينطق توت )

بعدها الامر سهل جدا … كيف ؟

يعني لو شاهدنا اطارين يحتويان هذه الرموز (♣♣◆● )(♣ ◆ ★ )

1 – فهو اطارين ملكين بشكل مؤكد … و داخله اسمين لملكين مصريين

2 – و لاننا الان نعرف معظم اسماء ملوك مصر من خلال قراءتنا لكتب يونانية عاصرت الحضارة المصرية قديما.

3 – و لاننا نعرف اللغة الجبتية بشكل جيدا

و نعرف بان رمز ( ● ) هو شمس و ينطق ( Ra )

و نعرف بان رمز (★ ) هو ايبيس و ينطق ( Thout )

فانه من المؤكد بان الاسم الموجود في الاطار الاول هو اسم ملك مصري يبدا اسمه بكلمة ( Ra ) … و الاطار الثاني هو اسم ملك مصري يبدا اسمه ( Thout) … و كلا الملكين ينتهي اسميهما بحرفين متشابهين ، و لاننا نعرف بان هناك ملك مصري مشهور اسمه ( Ra-mss ) و ملك مصري اسمه ( Thout-ms) ، عندها الامر يقيني بان الاطار الاول يحوي اسم ( Ramss ) و الاطار الثاني يحوي ( Thout-ms).

عندها ستكون القيم الصوتية للرموز الموجودة في الاطار كالتالي

هي : ( ● = Ra ) و ( ◆ = m ) و ( ♣ = S ) و ( ◆ =Thout)

و عندها ساكون قد وصلت بشكل مؤكد و يقيني للقيمة الصوتية للرمز ( ♣ = S ) بدون احتياج لحجر رشيد و كل تلك الضجة التي صنعت له ، و التي لم نخرج منها بفائدة سوى القيمة الصوتية للرمز (♣ =S ) … و التي استخدمها شامبليون بشكل صعب لمعرفة منطوق الاطار الذي حصل عليه .

و سأعرف ايضا بان الاطار الذي في الصورة هو ( Thoutmos )، لاني اعرف بان هناك ملك مصري اسمه تحوتموس ، و اعرف بان الاطار لابد ان يحوي على اسم ملك ، و اول رمز داخل الاطار هو الطائر المقدس ايبيس الذي ينطق (تحوت ) ، و عندها لا يوجد الا تحوتموس الملك الذي قرانا عنه في كتب اليونان .

بشكل مختصر ….. لو اردنا القيام بمقارنة بين هذه الخطوة و الخطوة السابقة لتوضيح اكثر لمكان الحيلة فاننا سنقول :

في الخطوة الأولى …… شامبليون قام بعمل مطابقة بين كلمة يونانية موجودة داخل اثر مادي قديم مع ما يقابلها من رموز قديمة داخل نفس الاثر المادي القديم.

اما في الخطوة الثانية …….. شامبليون قام بعمل مطابقة بين رموز قديمة موجودة في اثر مادي قديم مع ما يقابلها من كلمة جبتية خارج الاثر المادي و غير ملتصقة فيه و موجودة داخل ورق قرطاسي حديث داخل مخيلته .

في الخطوة الاولى ….. التطابق بين حروف الكلمة و الرموز مباشر داخل نفس الاثر المادي …..لكن في الخطوة الثانية، التطابق بين الرموز و منطوق غير مباشر و تخيلي خارج الاثر المادي .

■ بخصوص المعلومات التي داخل الحجر …… و التي توصل لها الغرب بعد ان استطاعوا ترجمة النص اليوناني و فك الكتابة الهيروغليفية.

الحجر عبارة عن مرسوم صدر في ممفيس مصر في عام 196 قبل الميلاد خلال الأسرة البطلمية ( 330 ق.م – 60 ق.م ) نيابة عن الملك بطليموس الخامس إبيفانيس .

و مناسبة كتابة الحجر …. قامت ثورة فى مصر من قبل الكهنة على بطليموس الرابع فى الدلتا، وبعد وفاته 204م، قامت فتن داخلية ثم تولى حكم مصر ابنه بطلميوس الخامس (إبيفانس 204 ق.م – 180 ق.م) ، فقضى على الثورات و عفا عن الناس و ألغى الضرائب و أفرج عن المسجونين و أعاد إلى الكهنة امتيازاتهم التى سلبها أبوه .

و هنا أراد الكهنة تمجيد أعمال بطليموس الخامس ……….. فقاموا باحتفالات كبيرة لمبايعته وسجلوا تلك الأعمال على حجر رشيد، و يتضمن الحجر مرسوماً من الكهنة المجتمعين في مدينة منف (ميت رهينة-مركز البدرشين–محافظة الجيزة حاليا ) يشكرون فيه الملك بطلميوس الخامس حوالي عام 196 ق.م لقيامه بوقف الأوقاف على المعابد وإعفاء الكهنة من بعض الالتزامات.

وسجل هذا المرسوم بخطوط ثلاثة هي حسب ترتيب كتابتها من أعلى إلى أسفل: الهيروغليفية، الديموطيقية، اليونانية، وقد فقد الجزء الأكبر من الخط الهيروغليفي وجزء بسيط من النص اليوناني، وقد أراد الكهنة أن يسجلوا هذا العرفان بالفضل للملك البطلمي بالخط الرسمي خط الكهنة وهو الخط الهيروغليفي، وخط الحياة اليومية السائد في هذه الفترة وهو الخط الديموطيقي، ثم بالخط اليوناني وهو الخط الذي تكتب به لغة البطالمة الذين كانوا يحتلون مصر.

و كان الغرض من كتابة الخطوط الثلاثة التي كُتب بها الحجر، أن يتمكن الكهنة في مصر و الشعب المصري و البطالمة في الدولة اليونانية المجاورة من فهم هذا محتويات المرسوم. و يعتقد بأن الحجر كان له نسخ عديدة لكنها اندثرت و لم يبق منها إلا حجر رشيد.

نحن نعتقد بان هذا كلام مريب و غير منطقي …. لماذا ؟

لو تلاحظ بان التاريخ الغربي دائما ما يصور مجتمع مصر قديم مجتمع عبيد ، فكل شيء شيء عبيد ، فمن بنى الاهرامات عبيد، و الملك المصري استعبد المصريين لاجل بناء الاهرامات ، و المجتمع طبقي، فيه طبقة الملوك و طبقة الكهنة و طبقة الشعب ، و المصري يحب الغازي اليوناني الاوروبي و يحبه و يحترمه .

لذلك فهو يشيد و يكرم و يبجل اي حاكم غازي .

ايضا … ما الفائدة من وجود نص يوناني في الحجر ؟!

لان الحكام البطالمة بعد 130 سنة ، قد اصبحوا يتكلمون بنفس لغة المصرين و لم يعودوا يحتاجون الى اليونانية ، بل قد نسوها و لم تعد لغتهم .

فمثلا … محمد علي باشا الالباني لم يكن مصري ابدا عندما حكم مصر، كان من مقدونيا و لم يكن يعرف يتكلم عربي ساعتها عندما جاء به الاستعمار و نصبه حاكم على مصر .

لكن بعد 130 سنة من دخول الالباني اصبح احفاده ملوك و لم يعودوا يتكلمون لغة البانية، بل لغة عربية و اصبحوا ايضا يخطون بالكتابة الغربية و يكتبون بها.

فلو صدر مرسوم في عهد الملك فاروق و كتبه بابا الكنيسة القبطية، فهل يعقل بان بابا الكنيسة سيكتب مرسوم باللغة العربية و اللغة الالبانية ؟!

ايضا … لماذا يكتبون مرسوم بثلاث نسخ داخل حجر واحد ، لماذا لا تكون كل نسخة في حجر منفصل .

لانه كما يعرف بان الاكثر شيوع و استخدام ان الناس تكتب معاهدات و مواثيق بين الدول او الافراد داخل وثائق منفصلة ، فكل وثيقة فيها نص بلغة ما ، و غير شائع وجود وثيقة بين دولتين في ورقة واحدة بلغتين … كل ورقة فيها نص بلغة ما .

فالامر مريب و يدعو للشك … لان اجتماع ثلاث نسخ في وثيقة واحدة تبدو عملية الغرض منها في البداية القول بانها وثيقة واحدة بثلاث نسخ .

و ايضا نادرا ما نكتشف وثيقة ثنائية او ثلاثية اللغة .

 

 

اترك تعليق