تفكيك الزمن الصهيوني- زمن الفجوات

تفكيك الزمن الصهيوني- زمن الفجوات

9/23/2020 0:00:00

رابط المقال

نحن الان فوق قارب على النهر الازرق في الفترة ( ف 2 ) ، و نستعد للدخول الى الفترة ( ف 3) .

نحن الان سنفترض ثلاثة قوارب ، لان هناك ثلاثة مجاري فوق النهر ، و كل مجرى يمثل زمن كل حضارة ( مصر و الرافدين و اليمن ) .

نحن في مقال سابق كنا قد تحدثنا عن الفجوات الزمنية الثلاث الموجودة في تاريخ المنطقة … و تحدثنا عن اسباب كونها فجوات زمنية .

الان لو مثلنا الفجوات الزمنية ب ثلاثة كهوف مظلمة موجودة على مسار مجرى نهر الزمن ، و هذه الكهوف تمثل الفجوات الزمنية الثلاث للاديان الثلاثة . ( ف3 ف5 ف7) .

هناك ثلاثة قوارب و في كل قارب عليه شخص، و لدى كل شخص كاميرا تصوير ليلية ، و كل قارب داخل مجرى واحد من مجاري الزمن ( مصر، الهلال الخصيب ، اليمن). و الجميع يستعد لرحلة تبدا من الكهف ( ف3) حتى ( ف8 ) و الجميع مشغل كاميرا التسجيل .

سنشاهد نحن حركتهم و سنشاهد بعدها تسجيلات كاميراتهم .

لقد شاهدنا النهر يسحب القوارب الى داخل الكهف ( ف3) بشدة ، هناك انحدار كبير في داخل الكهف المظلم …. و بعد خروج القوارب مباشرة من الكهف الى الفترة (ف4) ، سيجد الشخصين في قارب مصر و الهلال قد اصبحا في مجرى واحد و مجرى النهر التصق بالمجرى الاخر و اصبح لون النهر مختلف برتقالي ، هذا الامر ينطبق على مجر نهر مصر و مجرى نهر الهلال الخيب … الا في مجرى اليمن فلن يحدث له اي شيء .

يصبح لدينا مجريين …… الاول برتقالي و الثاني مجرى اليمن ، و يصبح مجرى النهر مستقر و مندفع حتى ندخل الى الفترة ( ف 5) اي الكهف الثاني … اندفاع النهر ثابت ……. و تخرج القوارب الى (ف 6 ) … و قد اصبح النهر بلونين برتقالي و ازرق … يستمر النهر بدفع القواب حتى الفترة ( ف 7 ) … الكهف الثالث … و بعدها تخرج القوارب و قد اصبحت كلها في مجرى واحد ……. بثلاثة الوان … برتقالي و ازرق و اخضر ….. توقفت الرحلة مؤقتا عند بداية الفترة ( ف 8). و اخذنا تسجيلات كاميرات الثلاثة الاشخاص .

ماهي الملاحظات

نحن شاهدنا ……. ان مجرى النهر لليمن منفصل حتى دخول القارب الى الكهف (ف7) …… و بعد خروجه من الكهف (ف7) الى الفترة (ف8) سيلتصق مجرى نهر اليمن ببقية مجاري النهر .

لكن عندما قمنا بمشاهدة تسجيلات الكاميرا

في ( ف 3 )

و جدنا بان قارب مصر و الرافدين في بداية الكهف ( ف 3 ) تم تسجيل حادثة خراب بابل و ظهور نبي ، و في نهاية الكهف تم تسجيل قيام ملك يوناني بترجمة كتاب ديني خاص باليهودية ، و طوال مدة وجودهم في الكهف تم تسجيل حقبة امبراطورية فارس ، اما تجسيل كاميرا قارب اليمن فلا وجود لفارس في التسجيل .

في ( ف 5 ).

و جدنا بان قارب مصر و الرافدين في بداية الكهف ( ف 5 ) تم تسجيل حادثة هدم الهيكل و ميلاد نبي ، و في نهاية الكهف تم تسجيل قيام ملك يوناني بكتابة و ترجمة كتاب ديني خاص بديانة المسيحية .

في ( ف 7 ).

و جدنا بان في بداية الكهف ( ف 7 ) تم تسجيل حادثة محاولة هدم الكعبة و ميلاد نبي ، و في نهاية الكهف تم تسجيل قيام ملك عربي يناقش موضوع متعلق بكتاب ديني خاص بالمسلمين و تسبب في فتنة . و وجدنا في تسجيل قارب اليمن فقط زمن فارس.

في كل كهف يبدا بموضوع حول اعلان ظهور نبي و خراب مدينة ، و في نهاية كل كهف يظهر كتاب ديني و تظهر ديانة جديدة و تظهر لغة جديدة . لكن في الكهف ( ف 3 ) تظهر فارس في تسجيلات مصر و الرافدين، و في الكهف ( ف 7 ) تظهر فارس في تسجيل اليمن .

فالاسئلة المنطقية :

■ لماذا كاميرا قارب اليمن عند دخوله الى الكهف (ف3) لم تسجل زمن فارس كما حدث في كاميرات مصر و الهلال الخصيب و تأجل تسجيل زمن فارس حتى الكهف(ف7)، و لماذا لا يظهر زمن فارس الا داخل الكهوف ، و لماذا ظهر زمن فارس في ( ف 3) ثم اختفى و انقطع طوال ( ف4 ) و ( ف5).و ( ف6) و عاد مرة اخرى للظهور في ( ف7 ) و في داخل الكهف ؟

ماذا لو ….. اعدنا التجربة السابقة و لكن لقارب واحد، في مجرى نهر الهلال الخصيب، و كان هناك على جانب النهر و على طوله مرآة كبيرة ، و كان هناك مراقب يقوم بتصوير فيديو لمشهد القارب و هو يندفع الى داخل الكهف (ف3) ، ثم يخرج منه، ثم قمنا بمشاهدة مقطع الفيديو ، فاننا سنشاهد مشهدين متحركين داخل الفيديو ، مشهد متحرك على الواقع و مشهد متحرك داخل المرآة ، متشابهان لكن التفاصيل معكوسة . سنشاهد كهف في الواقع و كهف اخر داخل المرآة .

و هذا يعني ان الكهف (ف7) ليس حقيقي ، بل عبارة عن انعكاس صورة متحركة داخل مرآة لكهف حقيقي و هو (ف3) . او يمكن ان يكون العكس صحيح …… اي ان (ف3) صورة خيالية داخل المراة للكهف الحقيقي ( ف7).

■ لماذا جميع الكهوف الثلاثة تبدا بميلاد نبي و خراب مدينة و تنتهي بظهور كتاب ديني و لغة و اعلان ولادة ديانة جديدة ؟!، هل هو قانون طبيعي ، فلماذا لا تحدث العملية خارج الكهوف ؟!

هناك شيء غريب في هذه الرحلة السابقة التي قمنا بها .

حسب التاريخ المتداول يكون الفينقيون في نهاية الفترة (ف2) قد اختفوا من الارض كاملة ….. و يظهر مكانهم شعب جديد اسمهم الكنعانين …. لكن مازال اثرهم يحكم الزمن … فما ان نخرج من فترة زمن الفينقين(ف2) ، حتى يصبح النهر الازرق محكوم بقانون فينيقي … يحمل لمسات الفينقين.

هل الفينقيون قاموا بتصميم هذا الزمن ، لكن الغريب انهم طوال هذه الفترات الزمنية لم يعد لهم اي وجود؟ ، هل قاموا بتصميم هذا المجرى ثم رحلوا؟!، ام ان زمن المنطقة منذ القدم يسير بنفس السير هذا .. اي يخرج من نقطة ثم يعود اليها ليبدا زمن جديد اخر ؟!

عندما غادرنا الفترة (ف2) لم نعد نشعر بزمن الفينقين او لم نشعر باي اثر لهم علينا، لكن بعد ان ندخل للفترة التالية من زمن الفينقين(ف2)، سنشعر بوجود اثر لهم كبير علينا، و الغريب ان اثرهم موجود بينما هم لم يعد لهم اي وجود في الارض .

لقد كنا مستغربين في ( ف2) باننا لم نشاهد اي ولادة حية لطائر الفينكس حسب تاريخ هيرودت ، لكن يبدو باننا ندخل الى فترات زمنية سنشاهد فيها ميلاد لطائر العنقاء الاسطوري. سندخل الى الزمن الاسطوري.

لماذا ؟

الا تجدون تشابه بين قصة ميلاد طائر العنقاء الخرافي و قصة ميلاد و ظهور الانبياء في الزمن الرابع المكون من خمس فترات زمنية ( ف3 ف4 ف5 ف6 ف7) .

– الا تجدون علاقة بين قصة العنقاء الخرافي و احراق نفسه و تدمير عشه و خروجه من تحت الرماد كطائر جديد ، و بين ارتباط ظهور نبي في الزمن الرابع بدمار و خراب مكان ما حريق بابل و خراب الهيكل و محاولة هدم الكعبة ؟

– الا تجدون علاقة بين عمر طائر العنقاء و بين المدة الزمنية بين ميلاد نبي و نبي اخر و هي 500 عام تقريبا ……….. بل الا تجدون بان طول الفترة الزمنية بين ظهور اول نبي و اخر نبي في الزمن الرابع ، هو 1000 عام تقريبا نفس عمر طائر العنقاء ؟

كأن طائر العنقاء الخرافي من قام برسم الفترات الزمنية ( ف3 ف4 ف5 ف6 ف7) . او كانها اسطورة من قامت برسم هذه الفترات بعناية ، او كأنه قانون رياضي من قام برسم الفترات الزمنية الخمسة بعناية فائقة ، او كانها يدان و مسطرة و قلم من قامتا برسم هذه الفترات بدقة كبيرة.

الصدفة و العفوية و العشوائية لا ترسم هذا المخطط الدقيق ابدا ابدا … فهناك وعي خلف هذا المخطط .

فطائر العنقاء يولد في بداية الفترات الزمنية ( ف3 ف5 ف7 )

ف3 – ف5 = تقريبا 500 سنة

ف5 – ف7 = تقريبا 500 سنة

ف4 = ف6 = تقريبا 260 سنة

هذا يجعلنا نطرح اسئلة عديدة ؟

هل كان هناك فينقيون حقا و ينتظرون عودة طائر العنقاء ، و قد رحلوا من عالمنا الواقعي ليسكنوا داخل مسلسل كرتوني خاص في الاطفال قبل ان يشاهدوا عودة هذا الطائر؟ ام ان الفينقيون كانت وظيفتهم الوحيدة التاريخية رسم مجرى معين للزمن ثم مغادرة هذا العالم؟.

لكن العجيب ان هذا الزمن بالرغم من انه يحمل روح الفينقين ، الا انهم لم يرسموه بانفسهم بل رسمه الروم، الذين كانوا في عداء تاريخي مع الفينقين، و هم الوحيدون الذين حدثونا عن عالم الفينقين ؟

ام ان الحقيقة ان جماعة بشرية كانت تنتظر خروج نبؤة و ليس طائر ليريهم حقيقة ما ، لكن هناك من حول هذه القصة حول النبي و المكان ، الى قصة طائر خرافي يذهب الى مكان عشه كل خمسمائة عام او الف عام، من اجل ادخال التفكير في فضاءات الرموز و الاشكال و معانيها لصناعة تيهان، عبر اختلاق قصة طائر اسطوري تحوي رموز متطابقة مع قصة النبي و رموزها، من اجل صناعة تيهان ؟

ملاحظة: طائرة الفينكس كان اسمه (نبو) حسب ترجمات الغرب الحديثة لنقوش مصر.

مادام و انه زمن يحمل ملامح طائر الفينيق الاسطوري ، فهل هذا المخطط الدقيق ، الذي يستحيل ان تكون العفوية قد رسمته، لا يفسر الا بكونه زمن اسطوري خرافي غير حقيقي او واقعي.

——————————-

بعد نهاية الرحلة … انا الان لا تهمني … الا نقطة .

مجر النهر الزمن الازرق … طوال رحلة اليوم … يبدا بسقوط حر لمجريين مصر و الهلال الخصيب .. بزاوية 90 درجة … بينما المجرى الثالث لا يعاني من سقوط …. ثم يندفع النهر بشكل مستقر مشكل مجريين … و في نهاية الرحلة يحدث سقوط حر لاحد المجاري ( مجرى اليمن) … و بعدها يصبح مجرى واحد .

انتهى

——————————-

الان … ماذا وجدنا اثناء رحلتنا هذه . ؟!

و جدنا زمن مليء بفترات زمنية متاشبهة و متطابقة و يوجد على نهر الزمن …. فجوات تاريخية غريبة و نقصد ب الفجوة مدة زمنية لا توجد لها وثيقة تؤكدها … كهوف ……بل الغريب ان طول الكهوف متطابقة و تصل الى 300 سنة تقريبا .

و كل كهف … فجوة …. تبدا من تاريخ بداية ظهور نبي و خراب مدينة او مركز ما ، و تنتهي عند تاريخ كتابة الكتاب الديني او جدال حول الكتاب الديني .

● فاليهود لديهم ثلاث فجوات :

1- الفجوة الاولى التاسيسية و التي تبدا من ظهور الملك و النبي قورش الفارسي الذي خلصهم من السبي و تنتهي عند زمن بداية الترجمة السبعينية للعهد القديم و هي تقريبا 300 سنة.

2- الفجوة الثانية و هي نفس فجوة المسيحية. فليس لدى اليهود رواية تاريخية كاملة تتحدث عن بدايات المسيحية و عن الزمن من ميلاد المسيح و حتى مؤتمر نيقة .

3- الفجوة الثالثة و هي نفس فجوة الاسلام، فليس لدى اليهود رواية تاريخية كاملة تتحدث بدايات الاسلام و عن النبي محمد و حتى حادثة خلق القران .

● اما المسيحين فلديهم فجوتين :

1- الفجوة الاولى التاسيسية و التي تبدا من ميلاد المسيح تنتهي عند زمن كتابة العهد الجديد

2- الفجوة الثانية لاتوجد لدى المسيحين رواية تاريخية كاملة لبدايات الاسلام و الفتوحات و حتى حادثة خلق القران.

● اما المسلمين فلديهم فجوة واحدة :

1- الفجوة التاسيسية التي تبدا من ميلاد النبي محمد و حتى حادثة خلق القران و هي تقريبا 300 سنة .

و هذا التاريخ غير طبيعي ابدا … لماذا ؟

■ 300 سنة تقريبا بدون تدوين لرواية تاريخية كاملة ، ثم 300 سنة اخرى ، ثم300 سنة اخرى تقريبا ، بمجموع 900 سنة تقريبا خلال 1400 سنة بدون تدوين.

غير طبيعي

■ قد يبدو الامر منطقي و طبيعي و يمكن حدوثه …….. في وجود فجوات في تاريخ الاديان و الشعوب ، ربما بسبب عوامل داخل بنية الثقافة .. عوامل ذاتية …….. اي اننا قد نقبل وجود فجوة واحدة لدى اي شعب …. لكن الغير منطقي ان يملك نظام ثلاث فجوات او اثنتين و خاصة بأنظمة اخرى ، و طولها الزمني واحد .

يعني الفجوة الاولى لليهود …. بسبب عامل ذاتي مرتبط بمنظومة الديانة اليهودية …. لكن الفجوة الثانية و الثالثة عند اليهودية مرتبطة بنظامين موضوعين اخرين … اي ليس داخلي … فكيف وصلت فجوة المسيحية و الاسلام لليهودية ………. المسيحية و الاسلام عبارة عن انظمة موضوعية و ليست ذاتية ، اي انها يجب ان تكون تحت مراقبة اليهودية … لكنها اخذت فجواتها .

بمعنى اخر …… لو اعتبرنا اليهودية نظام ما ….. لكن بسبب ما حدث لها فجوه خاصة بها مدتها 300 سنة تقريبا، ثم اختفت الفجوة ، عندها سيكون من المنطقي ….. بان العامل الذي سبب الفجوة قد اختفى ، لكن يظهر داخل النظام فجوة اخرى خاصة بنظام اخر غير مرتبط به و مدتها 300 سنة ، لنفرض بان سبب اخر تسبب بها ، ثم تختفي الفجوة و يزول السببين السابقين الذين اديا لحدوث الفجوتين … ثم تظهر فجوة اخرى خاصة بنظام ثالث لا علاقة له به 300 سنة .

امر لا يقبله دماغ انسان عاقل ابدا.

■ صحيح انها ثلاث فجوات داخل التاريخ …….. لكن الحقيقة انها 6 فجوات ……… لانك اذا اردت معالجة سبب الفجوة الموجودة في الاسلام، تحتاج ايضا لمعالجة سبب وجودها عند اليهودية و المسيحية . اي تحتاج الى ثلاث معالجات و ليس معالجة واحدة .

——————————-

عدم منطقية هذا التاريخ ، بالاظافة لعدم منطقية تدفق مجرى نهر الزمن الازرق الذي شرحناه سابقا ، يجعلنا نبحث عن تفسير و حلول و اصلاحات .

اجد بان لا منطقية مجرى الزمن تتشابه جدا مع لامنطقية التاريخ الذي كتب ، و لذلك فاني اعتقد بان البحث عن حل في مجرى نهر الزمن سينعكس مباشرة و يصلح لا منطقية التاريخ .

و اعتقد ايضا بانه……. يمكن لنا تفسير فجوة ما في تاريخ …. لكن 6 فجوات زمنية …. فهو امر صعب جدا… لاني اذا اردت تفسير الفجوة الموجودة في الاسلام، فانا احتاج ايضا لتفسير وجود نفس الفجوة في المسيحية و اليهودية …….. اي احتاج الى 3 معالجات لفجوة واحدة ، و احتاج لتفسير فجوة المسيحية عند المسيحية نفسها و عند اليهودية …… اي احتاج الى معالجتين لفجوة واحدة . و احتاج لتفسير فجوة اليهودية … و معالجة واحدة لها .

اي اننا نحتاج الى 6 تفسيرات ……. و 6 معالجات .

لا اعتقد ان الامر صدفة او طبيعي .. ماسبب هذه المشكلة ؟

او لماذا تتشارك الاديان في الفجوات ، و لماذا هناك فجوة اصلا ؟

نحن امام احتمالين :

● الاحتمال الاول …. ان يكون امر طبيعي يدخل ضمن معالجة دينية للزمن ……. و نحن امام وعي زمني متشابه و كانها ثقافة راسخة ، لديها طريقة واحدة في معالجة مفهوم الزمن. لكن اذا كان الامر كذلك ، فما علاقة ميلاد زمن دين بزمن دين اخر ، اذا كانت الفجوة تخص دين معين بناء على معالجة داخلية ، فمن المفروض ان هذه المعالجة لن يكون لها تاثير على بقية الاديان .فمثلا في لحظة ظهور الاسلام يكون لدى البقية رواية رسمية متكاملة حوله .. لكن لا يوجد .

و هذه الملاحظة …….. تدل على اننا نعيش في زمن واحد، و بان زمننا غير منفصل عن زمن الاخر ابدا ……. زمن المنطقة مرتبط بزمن الغرب و ليس منفصل عن زمن الغرب …….. بدليل اننا مازلنا نعتمد التقويم الميلادي كمرجعية زمنية موثقة .

و هنا نتوقف قليلا … و نتذكر مفهوم الزمن في وعينا.

الزمن في الوعي الديني ….مثل سيل جارف ….. يبدا من نقطة و ينتهي عند نقطة . هذا مسار الزمن في الوعي الديني.

لكن الخطورة في الزمن عند التصور الديني …….. و تتعلق بفترات الزمنية فوق النهر ….. اين ؟

المشكلة متعلقة بمفهوم الانبياء .

كيف ؟

لانه و ببساطة شديدة …… مفهوم الزمن في عقل المؤمن مرتبط و متحد ايضا بمفهوم الانبياء ….. . فنحن نتخيل الزمن كما قلنا كسيل جارف في فترات زمنية …… لكنه يضع في داخل كل فترة الانبياء … فالانبياء في تخيلنا عبارة عن فترات زمنية متتابعة وفق مخطط ثابت للانبياء …. من ادم ثم نوح و هكذا تتابع ..

و هنا المشكلة …. لماذا ؟

لان تصور الزمن عند الناس حسب المخطط هو .. زمن يولد من زمن … اي ان كل لون يولد من لون سابق له .. و هذا بسبب مفهوم الانبياء ، و الخلط بين الزمن و التاريخ …. و الصحيح ان الزمن واحد … و التاريخ مستقل.

● اما الاحتمال الثاني …… و الذي قد يبدو غريب بعض الشيء ، و هو ان تكون الاديان الثلاثة قد انشقت و انفصلت في وقت واحد.

كيف ؟

بمعنى …….. اننا وفق المخطط المرسوم في الصورة ، فاننا سنقوم بضغط الثلاثة ازمنة في زمن واحد فقط … و يملك فجوة واحدة، حتى نتخلص من تلك الفجوات المتشابهة و التي لها نفس الطول الزمني تقريبا.

– هل من المعقول ……. ان ندمج ست فترات زمنية في فترتين زمنيتين ……. بحيث يتكون لنا فجوة واحدة ( الكهف العام ) و فترة زمنية ؟!

لكن حتى لو تمت العملية بنجاح ، فنحن سنقف امام مشكلة جديدة ناتجة عن العملية …… و هي تفسير وجود تلك الفجوة الناتجة …. صحيح هذا الشيء …….. لكننا نكون قد تخلصنا من خمس فجوات ، و بعدها س نستطيع تفسير تلك الفجوة الناتجة بعدة تصورات كثيرة و منطقية.

عملية الدمج تحتاج الى طرح افتراضات لتفسير اللا منطقية :

مادام و ان طول كل الفجوات الزمنية واحدة ، و صفات الفجوات متشابهة جدا …. فماذا لو كانت فجوة واحدة فقط، ماذا لو كل الاديان خرجت في فترة زمنية واحدة ؟!

كيف سندمج الفجوات في فجوة واحدة ؟!

لو تخيلنا ……. الفترات لزمنية في نهر الزمن الازرق مثل حلقات الزنبرك … و النهر هو الزنبرك ……… فماذا لو نضغط مجرى نهر الزمن بحيث تصبح الفترات الزمنية قريبة من بعض و كانها فترة واحدة …و تصبح الفجوات قريبة من بعض كانها فجوة واحدة ؟!

هذه العمل ……… سيجعلنا نحصل على فجوة زمنية واحدة و على فترة زمنية عادية واحدة .

و سيحل لنا مشكلات كثيرة ………. و سيعالج مجرى الزمن الغير طبيعي و التاريخ الغير طبيعي … و يعالج مشكلة الزمن المرتبط بالنبوة …. و سنحل ايضا ….مشكلة صورة الازمنة المتعددة التي تتوالد، لان الزمن لا ينقسم … و قد جعلناه زمن واحد … متعدد التاريخ … اي تاريخ منفصل .

و بعدها سيكون معانا ….. عدد الفترات الزمنية فوق النهر الازرق … 5 فترات زمنية …. ف1 ف 2 ف3 ف4 ف5 .

——————–

و النتيجة ستكون ………. حسب المخطط الموجود في أسفل الصورة و المكتوب بجانبه ( المعالجة ).

——————-

الان ماذا لو ……. قمنا بالرحلة على ظهر القوارب الثلاثة من الفترة ( ف2) … مرة اخرى

عندما يدخل مجاري النهر الثلاثة داخل الكهف .. فان كاميرات التسجيل الليلية ستسجل بداية الكهف، بظهور نبي و خراب مكان ما و تنتهي بظهور كتاب ديني و لغة . و سيظهر في الكهف زمن فارس عند الجميع ……. و ستكون سرعة النهر واحدة في كل المجاري ….. و سيكون مستوى النهر واحد في كل المجاري … يبدا بزاوية 90 و بعدها يصبح المستوى واحد و مستقر على طول النهر .. و ستصب كل المجاري في مجرى واحد عام خاص بالمنطقة .

بداية الفجوة

ظهور واحد ل (كورس و عيسى و محمد)

و خراب واحد ( بابل و القدس و مكة )

داخل الفجوة

زمن واحد ل ( فارس و اليونان و الروم )

نهاية الفجوة

ظهور واحد كتاب ديني ( القران و العهد القديم )

ظهور لغة مرة واحدة ( العربية و العبرية )

ظهور الملوك ( بطليموس قسطنطين هارون و المامون )

الان … لاحظ معي … لهذه النقطة الهامة .

في نهاية الفجوة هناك تطابق كبير ، لكن هناك اختلاف بسيط في الترتيب فقط … اما الاحداث فهي متطابقة

عندما نخرج من الكهف ……….. سنواجه ملوك قاموا باعمال واحدة .. ملوك مشهورين ……. ارتبطت اسماءهم بكتب دينية مقدسة …. و اهتموا بالثقافة …….. و قاموا بترجمات لكتب عديدة .

ايضا عندما تخرج من الكهف …. سيكون بين ايدينا … كتابين مقدسين …. متشابهين جدا في الموضوعات ……… اي يتناولان موضوعات واحدة، يتناولان قصص دينية واحدة …… و ان كان احدهم يزيد على الاخر بقصصه التاريخية ….. الكتاب الاول قران عربي و الكتاب الثاني كتاب عبري .

حتى اسماء اللغات متشابهة و ليست متطابقة

العربية = العبرية

لماذا بعد خروجنا من الكهف ، حصلنا على نصين مقدسين … و بلغتين مختلفتين … و من اله واحد ؟!

فهل اصل القصة و التاريخ هو ….. نص ديني مقدس قديم جدا و قد خضع لترجمة و استخرج منه نص جديد مختلف ……. و تم تخطيط الزمن بهذه الطريقة في وعي الناس … حتى لا يمكن لاحد من الوصول له ؟!

و هل اصل القصة و التاربخ …………. من هو الصاحب الاصلي و الحقيقي للفترات الزمنية التي تسبق الفجوة الزمنية الجديدة ( الكهف العام ) … اي ( ف1 ) و ( ف2 ) ؟!

و لاننا في السابق …… قد جعلنا مجرى كل حضارة يعتمد على اساس العمل بالنقوش … فمثلا جعلنا مجرى زمن مصر ينتهي مع دخول بطليموس …….. لانه ساعتها تخلت مصر عن الكتابة الهيروغليفية ، و زمن الهلال الخصيب ينتهي عند كورس لانه اخر ملك يرد ذكرة في النقوش المسمارية ، و جعلنا مجرى زمن اليمن ينتهي عند ابرهه، لوجود نقش بالمسند يتحدث عنه .

و بما ان عملنا هذا ……. سيجعل المجاري الثلاثة تنحدر في بداية الكهف العام داخل الفجوة الزمنية .. ثم تختفي … لتتحد جميعها في مجرى واحد بعد خروجها من الكهف العام . . و ساعة خروجها تتحد في مجرى واحد … يحمل لغتين اثنتين …. فالسؤال المهم :

هل اصل القصة ………. هو اللغة الاصلية و الحقيقة التي كتبت بها هذه النقوش القديمة ؟! ……… و هل تمت تخطيط هذا الزمن لرسم هذه الصورة في مخيلة الناس …… حتى يعجزوا عند ادراك اللغة الاصلية الحقيقة لهذه النقوش القديمة ؟!

و مادام و ان ….جميع النقوش القديمة يختفي العمل بها داخل الفجوة الزمنية ، ثم بعد الفجوة ……. تظهر كتب دينية و اديان و ترجمات ………. فهل هذه الكتب الدينية الي ظهرت بعد الفجوة قد خرجت من هذه النقوش القديمة ؟!

او السؤال بطريقة اخرى ….. هل هذه النقوش القديمة هي بالاساس كتب دينية مقدسة ؟!

بل ان السؤال الاهم … هل دور الكهف العام القيام بعملية غسيل شامل لنهر الزمن داخل عتمة شديدة ، حتى يخرج زمن جديد بلون جديد في وعي من هم على قارب الزمن ؟!

لكن كيف نفسر تلك الفجوة ؟!

في البداية علينا طرح سؤال … مامعنى الفجوة اصلا ؟

الفجوة ليست الا ذاكرة مفقودة من الدماغ ، و لدينا فجوة طولها 300 سنة ….. و مادام و ان الشعوب و الامم تمتلك ايضا ذاكرة جمعية …….. فهل نستطيع ان نبحث من واقعنا عن حقبة في تاريخنا ………. مرتبطة بحدث يخص الذاكرة … و تملك هذا الطول ؟!

اعتقد نعم و بسهولة …… لكن سنؤجل الحديث حولها بعد الانتهاء من نقاش و معالجة الاخطاء في مجرى نهر الزمن ، سنؤجلها بعد رسم المخطط الصحيح لنهر الزمن و التاريخ .

يتبع

 

 

اترك تعليق