2022-04-16
من الطبيعي و المنطقي …… بان المجتمع الاول القديم سينتج عالم مصنوع من كلام تخطابه الاول … و مع التقدم و تطور الحياة و الاشياء من حوله، سيجعل المجتمع القديم يسقط اسماء الوحدات الاولى في لسانه على اسماء الاشياء الجديدة، و سيسقط اسماء الاشياء المادية المحسوسة ، على المفاهيم المعنوية المجردة الغير محسوسة وفق قاعدة الاقتران و الارتباط، اي الارتباط بين الشيء المادي و المفهوم المعنوي المجرد .
حركة الحياة الطبيعية الواقعية القديمة تفرض منطقيا ان المجتمع البشري القديم سيقوم بهذا العمل ……. اي ان يقوم باسقاط الاسماء المادية على المفاهيم المعنوية بنفس تسميتها بسبب هذا الارتباط، و لا يخترع اطلاقا تسميه جديدة للمفاهيم المجردة المعنوية الناتجة او المرتبطة بالاسماء المادية .
هذا الواقع و هذا الطبيعي، و اذا وجدت غير هذا الشيء، فتاكد بان اللغة مخترعة و مستحدثة و غير طبيعية او اصلية .
و هذا الشيء تجده في اللغة العربية … و لا تجده في اللغات الاخرى كالعبرية و اليونانية الخ …… حيث تجد المفاهيم المجردة في هذه اللغات لا اصل مادي لها …… مما يدل على انها لغات غير طبيعية و لم تخرج من واقع طبيعي، بل لغات معامل او مخترعة و تم صناعة مجتمع بتلك اللغات .
مثال :
في العربية نطلق كلمة لسان على شيئين :
لسان : شيء مادي – عضو موجود في فم الانسان
لسان : شيء غير مادي – لغة او كلام الانسان
و السبب ، لان الكلام مرتبط دائما باللسان، فتم اسقاط اسم مادي على مفهوم مجرد و هو ( اللغة ) .
يعني اكثر ……… المجتمع القديم كان يطلق على العضلة اللحمية الموجودة في الفم اسم لسان ، و لو صادف شخص من ذلك المجتمع القديم شخص اخر يتكلم بطريقة و لا يستطيع نطق الاسماء سيقول : لسانه مضحك …… و لن يقول : كلامه مضحك .
في القران موجود هذا
ألم نجعل له عينين ( و لسانا و شفتين ………….. لسان مادي
و هذا كتاب مصدق لسانا عربيا …………………….. لسان معنوي
—————-
اذن ما معنى
{ ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين }
هل السطور تعني ان الله خلق الناس مختلفين باللسان ( اللغة ) ؟
لا
الخطاب يتحدث عن الاختلاف المادي و ليس المعنوي ، اختلاف لون الجسد و اختلاف لسان الصوت ، فالناس مختلفين باللون و بالاصوات .
فهناك نحل احمر افريقي ، و هناك نحل اصفر امريكي ، مختلفات بالالوان
لكن جميع النحل غير مختلفات بلغة التواصل
ف النحل الاحمر الافريقي يملك لغة تواصل هي نفس لغة النحل الاصفر
هذا هو منطق الفطرة و الخلق .. و هذا هو معنى الاختلاف المقصود في الاية، و لا يقصد الاختلاف في هذه السطور ، نفس الاختلاف الذي تم بالكتاب الذي اوتي موسى ، فالاختلاف الذي حدث في كتاب موسى هو اختلاف في لسان الكتاب، او بمعنى اخر حدث اختلاف في الكلام المدون في الكتاب المكتوب بلسان عربي، الذي بدل الى كلام اعجمي غير مفهوم، اي جعلوا قراءة الكتاب بلسان اعجمي ، او بمعنى اخر اصبح يقرا بقراءة اعجمية بعد ان كان يقرا بلسان عربي .
{ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد (44) ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم وإنهم لفي شك منه مريب (45)}
لان الاسئلة المنطقية :
هل الله علم ادم الاسماء العبرية ، ام ان علماء الغرب هم من صنعوا اللسان العبري و علموها لمجتمع جديد في الارض ؟
كيف ان الله يخلق الناس و ينزل لهم كتاب بلسان عربي، و الناس اصلا مختلفين باللسان بشكل فطري و طبيعي من الله و يطلب منهم الايمان به، فلماذا لم ينزل لهم كتاب بلغتهم الطبيعية المختلفة عن العربية ؟
كيف سيؤمنوا بهذا الكلام و هو ليس اللسان الطبيعي الذي صنعه الله لهم و الذي من المفروض ينزل لهم كلام بلغتهم؟
هذا المنطق تختصره السطور التالية :
{ وإنه لتنزيل رب العالمين (192) نزل به الروح الأمين (193) على قلبك لتكون من المنذرين (194) بلسان عربي مبين (195) وإنه لفي زبر الأولين (196) أولم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل (197) ولو نزلناه على بعض الأعجمين (198) فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنين }