2022-05-07
توجد في القران اسماء مفردة دائما ( المفردات ) و التي لا تقبل واقعيا وجود عدد كثير منها، و لان هناك مسميات لاشياء اخرى تملك نفس صيغ تلك المفردات ، فاعتقد المسلم ان هذا الامر يسمح لسانيا جمع تلك الاسماء المفردة، و ايضا يسمح منطقيا وجود عدد كثير من كل مفردة في الواقع …. و هذا الخطأ
و هذا المدخل الذي جعل كتب التراث التي وصلت لنا تجتهد على غرس صيغ جمع لهذه المفردات في عقل المسلم ، لتصنع وعي خاطىء .
فكلمة (مصر) هي نفس صيغة كلمة ( حبر ) ، و جمع (حبر ) هو ( احبار )، و لانه يمكن ان يوجد في الواقع اكثر من (حبر) اي ( احبار ) ، و لذلك اعتقدنا ان جمع ( مصر ) هو ( امصار )، و يمكن ان يكون هناك في الواقع عدد كثير من ( مصر ) اي ( امصار ) .. و هذا خطا ، فلا يوجد في الواقع و في كتاب الله الا مكان واحد اسمه مصر ، لذلك اجتهدت كتب التراث المطبعية على ترسيخ كلمة ( امصار ) في وعي المسلم، و قالت له ان ( امصار ) هي بلدان ، فكل بلد يمكن ان يطلق عليه ( مصر ) .
ايضا كلمة ( روح ) هي نفس صيغة كلمة ( سور ) ، و جمع (سور ) هو ( اسوار )، و لانه يمكن ان يوجد في الواقع اكثر من ( سور ) اي ( اسوار ) ، و لذلك اعتقدنا ان جمع ( روح) هو ( ارواح )،
و يمكن ان يكون هناك في الواقع عدد اكثر من ( روح ) اي ( ارواح ) .. و هذا خطا ، فلا يوجد في الحياة كلها و في كتاب الله الا روح واحدة فقط ، لذلك اجتهدت كتب الاحاديث المطبعية على ترسيخ كلمة ( ارواح ) في وعي المسلم، و قالت له ان كل انسان يملك روح منفصله عن الاخر ( ارواح ) .
ايضا كلمة ( انجيل ) هي نفس صيغة كلمة ( برميل ) ، و جمع (برميل ) هو ( براميل)، و لانه يمكن ان يوجد في الواقع اكثر من ( برميل ) اي ( براميل ) ، لذلك اعتقدنا ان جمع ( انجيل ) هو ( اناجيل )، و يمكن ان يكون هناك في الواقع اكثر من ( انجيل ) اي ( اناجيل ) ..
و هذا خطا ، فلا يوجد في الواقع و في كتاب الله الا انجيل واحد ، لذلك اجتهدت كتب التراث المطبعية على ترسيخ كلمة ( اناجيل ) في وعي المسلم، و قالت له ان ( الاناجيل ) هي التي اعطاها الله لعيسى .
ايضا كلمة ( فرعون ) هي نفس صيغة كلمة ( مجنون ) ، و جمع ( مجنون ) هو ( مجانين )، و لانه يمكن ان يوجد في الواقع اكثر من ( مجنون ) اي ( مجانين) ، لذلك اعتقدنا ان جمع ( فرعون ) هو ( فراعين )، و لذلك يمكن ان يكون هناك في الواقع اكثر من ( فرعون ) اي ( فراعين ) ..
و هذا خطا ، فلا يوجد في التاريخ و في كتاب الله الا فرعون واحد ، لذلك اجتهدت كتب التراث المطبعية على ترسيخ كلمة ( فراعين ) في وعي المسلم، و قالت له ان ( الفراعنه ) هي مسميات ملوك مصر القدماء .
هناك مفردات كثيرة لا تقبل الجمع واقعيا ، لكننا في اوقات نمنحها صيغة جمع في حالة التشبيه او التوصيف او ضرب مثال او على سبيل المجاز .
فمثلا
نحن نقول : ( هناك فراعنه كثير حولنا) ، من باب الحديث عن اشخاص حولنا يشبهون في صفاتهم فرعون .
لكن واقعيا …. هو فرعون واحد على مر التاريخ .
لكن السؤال :
اذا كانت كلمة ( جبريل ) تشبه بصيغتها كلمة ( انجيل ) ، و كان جمع ( انجيل ) هو ( اناجيل) ،
و يمكن ان يكون هناك في الواقع عدة ( اناجيل ) فلماذا لا يصح جمع ( جبريل ) ب ( جباريل ) ، و يمكن ان يكون في الواقع عدة ( جباريل ) ؟
و اذا كان المسلم يؤمن ب ( التوراة و الانجيل ) و بانها كتب اليهود و النصارى بشكل خاطىء ،
فلماذا لا يمكن للمسلم جمع كلمة ( توراة ) ب ( تواريت )، و لماذا لا يؤمن بوجود اكثر من توراة في الواقع ( تواريت ) مع اليهود ، تماما مثلما سمح لنفسه بجمع كلمة (انجيل) ب ( اناجيل) ، و امن بوجود اكثر من انجيل في الواقع (اناجيل) مع النصارى ؟
لا يوجد في الواقع الحقيقي، الا جبريل واحد و توراة واحدة و انجيل واحد .