2022-06-17
هناك قناعة فكرية ظهرت عند البعض موخرا ، من جراء الفكر التنويري الذي اصبح ينتشر في وسائل الاعلام ، و تلك القناعة تقول : القران جاء به الرسول ، و بعد موت الرسول ، الله لن يرسل اي رسول ، لانه خاتم الرسل ، و عليه اصبح القران هو الرسول .
هناك سؤال مهم : ماهو الشيء الذي يجعلهم يرفضون فكرة ان الله يبعث رسول ؟
هل لان عندهم شك بقدرة الله ؟
لقد جعلوا قدرة الله مقيدة و ليست واسعة حسب ظنهم.
ثم ان السؤال : اذا كان القران هو الرسول ، فكيف يستطيع القران ان ياكل الطعام و يمشي في الأسواق ؟
{ وقالوا مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا }
جواب التنوير هو ، ان اكل الطعام و المشي في الاسواق رمزيات فقط .
لنتفق على هذا الجواب ، لكن هناك سؤال اخر ، اذا كان القران هو الرسول ، فكيف يكون للقران زوجات و ابناء و اخوال و خالات و اعمام و عمات ؟
{يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتي هاجرن معك }
هل هي رمزيات ايضا ؟
لنفرض انها رمزيات حسب جوابهم المعتاد
اخر سؤال : اذا كان القران هو الرسول ، فلماذا لم يقل القران عن نفسه ( يا رب ان الناس اتخذوني مهجروا ) ، لكنه قال ( و قال الرسول يا رب ان قومي اتخذوا هذا القران مهجورا ) ؟
كيف يكون القراءن مهجورا ؟
{ و يوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا (27) يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا (28) لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني و كان الشيطان للإنسان خذولا (29) و قال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القراءن مهجورا }
واقعيا …… لا يمكن ان يوصف اي شيء بأنه مهجور من قبل قوم ، الا لو كان الشيء قديم و موجود مع القوم من قبل و لكن القوم هجروه من وقت طويل .
اذا السؤال المنطقي : كيف يعقل منطقيا بان الرسول يقول بان قومه اتخذوا القراءن مهجورا و الرسول اعطى الناس شيء جديد و هو القران حسب قصة مكة التي وصلت للمسلم ؟
لانه من المفروض بان الرسول يقول عبارته هذه على شيء قديم موجود مع قومه و هو القراءن ، و لا يقولها عن شيء جديد جاء به لقومه .
لكن التناقض بان الرسول حسب قصة مكة التي وصلت للمسلمين ، قد جاء للناس في مكة بشيء جديد و هو القراءن ، لاول مرة يعرفون هذا الشيء ، فكيف قال عبارته ؟
لكن السؤال : كيف يكون القراءن مهجورا ؟
لقد كان الرسول يستطيع القول ( اتخذوا كلام الله مهجورا ) ، ثم إن الرسول وظيفته توصيل رسالة للناس في الارض فقط، و لم يعد هناك من معنى لكلمة رسول يوم الحساب ، فكيف يقول كلامه هذا يوم الحساب و يسمى رسول، ايضا يمكن ان يقول هذه المقوله رب العالمين بدون احتياج لوجود رسول ليقولها في يوم الحساب .
لكن الناس في واقعنا اليوم لم يهجروا تماما القران فهم يحفظون القران و ملازمون للقران دائما .
فهل المقصود هو انهم هجروا معاني القران ؟
من المحتمل انهم هجروا معاني القران ، لكن كان يستطيع القول هجروا كلام الله ، أم ان الرسول يتحدث عن رسالة موجودة في القران الكريم، و هذه الرسالة تتحدث عن نفس القران لكن في مكان اخر موجود عند الناس من قبل؟
ما هو القراءن ؟
القراءن يعني حرفيا القراءة.
اذن المقوله تقصد هجران القراءة ، يعني ان الناس هجروا القراءة.
لكن السؤال : المسلمين يقراءون القراءن ، فكيف هجروه ؟ .
هذا يعني بان الرسول يتحدث عن قراءة اخرى ( قران ) مهجورة ، و لان القراءة تحتاج لكتاب ليقرأ ، فان هذه القراءة ( القران ) لا تكون الا من كتاب ، و لم يعد قوم الرسول يستطيعون قراءته.
و هذا الهجران لا يمكن ان يحدث الا بفعل فاعل ، و هو من جعل قوم الرسول يهجرون قراءة الكتاب ، و هذا الكتاب لا يمكن ان تكون قراءته مهجورة ( قرانه مهجور )، الا لو كان هناك كتاب قديم موجود عند الناس من قبل، و الكتاب القديم الموجود عند الناس من قبل لا يمكن أن يحمل هذه الصفات الا لو كان كتاب من كتب الاولين .
بمعنى اخر : اما ان هذه المقولة قيلت في الحياة الدنيا او في الحياة الاخرة، فاذا قيلت في الحياة الدنيا فمستحيل حسب قصة مكة ان الرسول قالها لقومه، لان الرسول في قصة مكة قد جاء لقومه بشيء جديد لاول مرة، فكيف تم هجرانه و الهجران لا ياتي الا لشيء قديم ، و اذا قيلت في يوم الحساب ، فمستحيل انها قيلت لانه لم يعد هناك اي اهمية لقولها، و لا يصح للرسول ان يقتصر الهجران القران على قومه فقط و ليس على كل الناس ، و كانه مشغول بقومه فقط ، ايضا لم يعد هناك اي اهمية لوصف شخص بكلمة ( رسول ) في يوم الحساب ، فصفة الرسول لم يعد لها قيمة .
لحل هذا التناقض المنطقي حول اسباب نزولها …….. فإن لدينا إحتمالين :
الاحتمال الاول …. اما أن الرسول قد جاء للناس في مكة و معاهم اصلا القران من قبل ، و هذا يعني بان قصة مكة كاذبة و لم تحدث .
الاحتمال الثاني …. و اما أن هناك رسول سيأتي للناس و معاهم القران من قبل ، و القصة نبأ سيحدث مستقبلا.
——————-
ملاحظة :
كتب تراث الطابعة التي وصلت للمسلم حاولت تقديم حل سريع لهذا التناقض المنطقي ، بان جعلت الرسول في مكة ياتي الناس بشيء جديد ( القراءن ) ثم جعلت نفس الرسول يقول هذه العبارة يوم الحساب ( يا رب ان قومي اتخذوا هذا القران مهجورا ) ، من اجل التخلص من مشكلة وجود القراءن من قبل الرسول مع الناس ، لان الناس يوم الحساب سيكون معاهم القراءن الذي جاء به الرسول من قبل .
——————-
اذن منطقيا ….. لا يمكن ان يقول الرسول هذه المقوله ، الا لو كان هذا القران موجود مع الناس من قبل ميلاد الرسول، لكن قوم الرسول لم يفهموا الرسالة الموجودة فيه ، بينما الرسول قد ادرك الرسالة و قال مقولته هذه في واقع يشبه واقع اليوم .
كيف ؟
■ الخطاب يتحدث عن قران كلمة في كتاب قديم تمت تحريفها حتى لا تقرا بشكل صحيح .
{كتاب فصلت اياته قراءن عربيا لقوم يعلمون }
{ و إن كانوا ليقولون (167) لو أن عندنا ذكرا من الأولين (168) لكنا عباد الله المخلصين (169) فكفروا به فسوف يعلمون (170) و لقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين }
{ ان الذين كفروا بالذكر لما جاءهم و انه لكتاب عزيز }
{ من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه و يقولون سمعنا و عصينا و اسمع غير مسمع وراعنا ليا بألسنتهم و طعنا في الدين ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا و اسمع و انظرنا لكان خيرا لهم و أقوم و لكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا }
■ الرسول عليه ان يبلغ هذه الرسالة ( قراءن الكلمة في الكتاب )
{يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين (67) قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا فلا تأس على القوم الكافرين }
{ إقرأ باسم ربك الذي خلق }
{ الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون (52) وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين }
■ بعد ان هجر قومه قراءة ايات الكتاب و استكبروا عنها لصالح قراءة السامري الاعجمية للكتاب .
{قد كانت آياتي تتلى عليكم فكنتم على أعقابكم تنكصون (66) مستكبرين به سامرا تهجرون (67) أفلم يدبروا القول أم جاءهم ما لم يأت آباءهم الأولين (68) أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون (69) أم يقولون به جنة بل جاءهم بالحق وأكثرهم للحق كارهون (70) ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن بل أتيناهم بذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون }
■ اذن هي قران كلمة في كتاب تقرا بلسان عربي .. و هناك قوم يعلمون قراءة الكتاب، و اما المسلمين فهم قد هجروا القراءة الصحيحة للكتاب و لم يعد باستطاعتهم القراءة العربية للكتاب التي تحتوي على كلام الله، بعد ان زورت الشياطين لقراءة الكتاب و جعلوه يقرا بلسان اعجمي ، فاصبحوا يقراءون الكتاب بلسان اعجمي و مصدقين لها فتم سحرهم، بعد ان هجروا هذا القران العربي الذي يعلمهم قران الكتاب .
{ و من قبله كتاب موسى اماما و رحمة و هذا كتاب مصدق لسانا عربيا لينذر الذين ظلموا و بشرى للمحسنين }
■ و هذا القران ( الذي هجروه ) تصديق للكتاب الذي بين يديه
{ و ما كان هذا القران أن يفترى من دون الله و لكن تصديق الذي بين يديه و تفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين }
{ وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين (29) قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم }
{ قل اوحي الي انه استمع نفرا من الجن فقالوا انا سمعنا قراءنا عجبا يهدي الى الرشد }
.