لو تتأمل واقع بلدان العالم التي تعرضت لاحتلال غربي بشكل عام و بشكل خاص من قبل بريطانيا و فرنسا .. ستجد فيها ملاحظات هامة تجعلك تفهم طبيعة الاحتلال .

كيف ؟

الاحتلال الغربي لا يدخل بلد لاحتلاله الا و هو يحمل هدف مركزي اساسي يريد تحقيقه …. و هو اللعب بالاتزان الطبيعي الواحد الراسخ في ذلك البلد و الذي وصل له البلد نتيجه حركة طبيعية على مدى عمر زمني طويل جدا خلق نظام واحد مستقر في الارض، مثل النظام الاجتماعي و الاقتصادي و السياسي و الديني و اللغوي .

لان الاحتلال لا يستطيع ان يضمن بقاء سيطرته على ذلك البلد الا بعمل خلخلة داخل النظام الطبيعي للبلد، بخلق فوضى داخل ذلك النظام المتزن و المستقر، لصناعة اختلاف داخل النظام من اجل احداث انقسامات داخله ….. او يقوم بزراعة عناصر جديدة داخل النظام يقوم برعايتها داخل النظام حتى تكبر و تنمو، لتصبح تلك الاختلافات و العناصر في المستقبل ادوات بيده يستخدمها و يوجهها لخدمة اطماعة في ذلك البلد او لضمان بقاء سيطرته على ذلك البلد .

الاحتلال الغربي يقوم بسياستين :

سياسية فرق تسد ، و سياسية زراعة جسم غريب سرطان داخل الجسد .

هذا هو هدف الغرب في اي احتلال يقوم به .

و هذا الهدف تجده بارز في واقع البلدان التي قد تعرضت لاحتلال بريطاني او فرنسي ….. حيث تجد واقع تلك البلدان يعاني من وجود اختلافات و تبيانات صارخة في النظام الاجتماعي و الديني و الاقتصادي و اللغوي .. الخ ، و هناك صراع خفي او ظاهر بين تلك الاختلافات.

لكن لو تدقق اكثر في واقع تلك البلدان ستجد بان هناك نوعان مميزان من الواقع يختلف باختلاف المحتل الغربي .

فمثلا … واقع البلدان التي تعرضت لاحتلال بريطانيا، ستجد نوعية الاختلافات و الانقسامات داخلها هو : انقسمات و اختلافات طائفية دينية …….. الهند نموذج واضح .

لكن …. واقع البلدان التي تعرضت لاحتلال فرنسا، ستجد نوعية الاختلافات و الانقسامات داخله هو : انقسامات و اختلافات عرقية قبلية قومية لغوية ……. رواندا نموذج واضح .

السؤال المنطقي : هل يمكن طرح سؤال ماذا قد فعل الاحتلال الغربي في منطقتنا طوال 150 سنة من احتلاله قبل ان يتم طرده ؟!

فنحن جزء من العالم … و من المنطقي و الطبيعي بان السياسة التي نفذها المحتل الغربي في البلدان الاخرى ، ستكون ايضا هي نفسها التي قام بتنفيذها في منطقتنا .

هل هذه السياسة التي اتبعتها بريطانيا و فرنسا في بلدان العالم، يمكن عبرها فهم و ادراك اسباب الواقع الموجود في منطقتنا و الذي قد تعرض لاحتلال دام 150 سنة تقريبا من بريطانيا و فرنسا ؟

دعونا نلاحظ واقع منطقتنا

■ الواقع في دول المغرب

فرنسا احتلت احتلت تونس و الجزائر و المغرب ، و كما هو معروف بان فرنسا تعتبر افريقيا من ممتلكاتها ……. فمعظم دول افريقيا تعرضت لاحتلال فرنسا و مازالت كثير من دول افريقيا تدفع ضريبة لفرنسا حتى اليوم .

لكن لاحظ …. كيف انه بعد خروج فرنسا من المغرب و الجزائر وجدنا فيه واقع غير مستقر و غير متزن ( واقع مضطرب ) .

وجدنا مجتمع صغير يحمل اختلاف عرقي لغوي عن مجتمع كبير من حوله، و فرنسا تقوم برعاية هذا المجتمع الصغير و الذي يحمل في تلك الدول خطاب عرقي متصارع مع المجتمع الكبير.

هذا المجتمع الصغير … هو البربرية ( الامازيغية ).

لو قرأنا واقع هذا المجتمع الصغير في الجزائر و المغرب و حول ظروف نشأته و تكونه سنجد ما يلي :

■ لو تبحث ستجد ….. بان هناك اقلية لغوية في المغرب و الجزائر و ليبيا …. عرفوا في الكتب باسم البربر …لكن اليوم يسمون انفسهم ( امازيغ )، و هم يتكلمون بلغة يطلق عليها الامازيغية …. و كل الامازيغ مسلمون مذهب مالكي، و هناك نسبة منهم في الجزائر و ليبيا على المذهب الاباضي .

في ليبيا يتواجدون في الشمال الغربي تقريبا ………. و في الجزائر يتواجدون في شمال الجزائر في المناطق الجبلية ، و هناك منهم في الجنوب الشرقي قريبين من امازيغ ليبيا … اما في المغرب فيتواجدون ايضا في الشمال و في المناطق الجبلية ….. مع العلم بان الطوارق التي يتواجدون في الصحراء الكبرى جنوبا تم تصنيفهم ضمن الامازيغ.

لو تلاحظ ……… ستجد بان تركيز تواجدهم هو الشمال دائما و خصوصا الجبال، و السبب طبيعة هذه الجغرافيا توفر للمجتمعات ظروف حياة منعزلة عن محيطها الجغرافي الكبير ، فلا يتواجدون كثيرا في الجغرافيا المنبسطة بخلاف نسبة صغيرة منهم .

■ الحقيقة بان اللغة الامازيغية …….. ليست لغة واحدة كما يعتقد الكثير ،هي تقريبا لغات متعددة و ليست لهجات كحال اللهجات العربية التي يفهما صاحب اي لهجة عربية اخرى .

فمثلا ……. الامازيغ في ليبيا لا يفهمون لغة امازيغ الجزائر او المغرب ، و كذلك امازيغ الجزائر لا يفهمون لغة امازيغ ليبيا و المغرب، و ايضا امازيغ المغرب لا يفهمون لغة امازيغ ليبيا و الجزائر.

بل ان هناك امازيغ داخل الجزائر نفسها ، و يعيشون في بعض مناطق الجزائر و لا يفهمون لغة امازيغ منطقة اخرى في الجزائر بالرغم من ان المسافة التي تبعد بينهم ليست بالكبيرة .

و هذا ليس واقع لغة قديمة في الارض …… فاللغة القديمة الاولى الاصلية في الارض تفرض لغة واحدة على مساحة كبيرة في الارض، و يجعل السكان يستطيعون التفاهم فيما بينهم على مساحات كبيرة.

يعني مثلا …….. المسافة بين اليمن و الجزائر تقريبا عشرات الاف الكيلومترات ، لكن لهجة سكان منطقتي مثل لهجة سكان شرق و وسط الجزائر بشكل ملفت ، و يستطيع اي يمني فهم تلك اللهجة جيدا و بوضوح شديد.

بينما منطقتين في الجزائر تفصل بينهما مسافة 300 كيلو متر و لا يفهمون لغة بعظهم … فهذا واقع ليس قديم في الارض ، بل واقع مصطنع حديث لم يمر على الارض طوال الاف السنين .

طبعا …… من المؤكد بان فرنسا تدرك جيدا هذه المشكلة، و لابد انها قد فكرت بحل المشكلة و هذا الاختلاف بين الامازيغ انفسهم في تلك الدول. و بالفعل فقد قامت فرنسا بتاسيس مجمع لغوي امازيغي و الذي من ضمن مشاريعه هو صناعة لغة واحدة لهم ليتم تعميمها على كل الامازيغ.

تقريبا نسبة كبيرة من الامازيغ يتكلمون امازيغي و عربي بنفس الوقت ، و نسبة صغيرة منهم يتكلمون امازيغية و يتكلمون و يفهمون عربي بصعوبة، و قلة منهم لا يتكلمون العربي ابدا خصوصا في المناطق المنعزلة الجبلية .

■ لو تبحث في الواقع ……… ستجد بان سكان الجزائر و المغرب و ليبيا الذين لا يتكلمون الامازيغية و الناطقين بالعربية ، لم يكونوا يسمون هولاء باسم ( بربر ) اطلاقا و لا يعرفون هذا الاسم اطلاقا، بالرغم من ان كتب الطابعة العثمانية التي لا يعرف هوية مؤلفيها تطلق عليهم(بربر )، فمثلا ابن خلدون يسميهم ( بربر ).

ليست كتب الطابعة العثمانية من تسميهم( بربر )، بل حتى الكتب الفرنسية التي كتبها المؤرخين و الباحثين و علماء انثروبلوجيا و علماء اللغة الفرنسين و باللغة الفرنسية كانوا يسمونهم ( بربر ) .

فمثلا ……. سكان الجزائر الناطقين بالعربية يسمونهم ( بالقبايل ) و لا يعرفونهم الا بهذا الاسم ، و سكان المغرب يسمونهم ( الريفين ) .

و هذا واقع غريب ……. لان هذه الاسماء الثابتة الراسخة الموجودة في الواقع و هي ( القبايل – الريفين )، كان من المفروض ان تظهر ايضا في كتاب ابن خلدون اثناء حديثه عنهم بدل تسمية ( بربر )، و تظهر ايضا في بقية كتب الطابعة العثمانية الفرنسية التي طبعت لنا هذا التراث العربي الذي لا نعرف مصادره .

لكن العجيب …….كان هناك اسم ثابت و راسخ و كان موجود في الواقع عند فرنسا و هو ( بربر )، و قد التزم ابن خلدون بالتسمية الفرنسية ( بربر ) عند حديثه عنهم في كتابه، و كما نعرف فكتاب ابن خلدون قام مستشرق فرنسي اسمه كاترمير باخراجه للوجود،و هو من يعود له الفضل بجعلنا نعرف وجود شخصية اسمها ابن خلدون ، مع العلم بان ابن خلدون العربي قد عاش قبل الثورة الفرنسية . و ايضا التزمت المطبعة العثمانية التي جاء بها نابليون و التي طبعت لنا هذا التراث بالتسمية الفرنسية ( بربر ) .

■ كان الاحتلال الفرنسي في الجزائر يولي اهتمام كبير جدا بمناطق تواجد البربر في بدايات احتلاله…. فكان يحيطهم بمحيط منعزل، و كان يجري في مناطقهم دراسات و ابحاث ، و كان يقوم بدورات تعليم لغة فرنسية لهم .

و مازالت فرنسا حتى اليوم تولي اهتمام كبير بالامازيغ في الجزائر، فمثلا السفارة الفرنسية في الجزائر لديها انتقائية فئوية في منح تاشيرات دخول بلادها للجزائرين ، فهي تمنح النسبة الاكبر من فيز الدخول الى فرنسا للامازيغ في الجزائر و بشكل مركز، و مثل هذا التوجه معروف في سياسات الدول ، بانه عمل متعمد و ليس عفوي، يستهدف جغرافيا معينة او فئة من السكان في دولة و يدخل ضمن تكتيك المشاريع الاستراتيجية السياسية .

فمثلا … في اليمن …….. كانت الامارات قبل تقريبا 12 سنة تمنح تاشيرات دخول الى الامارات بسهولة لسكان جزيرة سقطرى و تمنح الجنسية لهم ، و كان اليمنين يندهشون من هذا الامر و يطرحون سؤال عن السبب، لكن بعد العدوان الصهيوني على اليمن من قبل السعودية و الامارات بمباركة امريكا و بريطانيا، عرف الكثير السبب، خصوصا بعد ان دخلت الامارات الى جزيرة سقطرى و بدات تتصرف فيها و كانها صاحبة الجزيرة، بعد ان جعلت سكان سقطرى العاملين في الامارات او الحاصلين على جنسية اماراتية تمثيلها في الجزيرة، لان الامارات وكيلة بريطانيا …… و بريطانيا تريد الجزيرة لتكون قاعدة عسكرية .

فالامارات كانت تنظر لسكان سقطرى في الماضي كورقة مستقبلية، و هذا هو نفس الحال في موضوع منح سفارة فرنسا في الجزائر نسبة كبيرة من تاشيرات الدخول الى فرنسا لفئة معينة او منطقة معينة في الجزائر .

و هذا يدل على ان فرنسا عند دخولها لاحتلال الجزائر كانت تدرك جيدا من اين تؤكل الكتف …… فقد كانوا يقومون برعاية و تاصيل انقسام داخل نظام مستقر …. لتنفيذ هدف الاحتلال الاساسي الذي سيساعدها مستقبل لضمان بقاء و استمرار سيطرتها على الجزائر .

■ قبل خروج فرنسا من المغرب ….. قامت فرنسا بصناعة مؤتمر في المغرب سمي ( بالظهير البربري ) ….. و الذي اصبح حتى اليوم من ضمن ادبيات امازيغ المغرب السياسية.

فرنسا ارادت بهذا العمل صناعة قضية من لا شيء ، فلا يوجد سياق طبيعي سابق يفرض وجود شيء اسمه الظهير البربري ….. فرنسا ارادت اطلاق الوعي العرقي الهوياتي في المجتمع في المغرب ،و هذا العمل يدخل ضمن ادوات تحقيق الهدف الاساسي و هو صناعة الفوضى داخل النظام الطبيعي المستقر . ليكون هذا المؤتمر نواة صراع مستقبلي في المغرب تكون فيه فرنسا لاعب اساسي فيه .

لانه لماذا لا يكون ( الظهير المغربي ) ، لماذا هذا التصنيف ؟!

الظهير البربري …. يعني بان هناك بربر و هناك غير البربر ، و هذا هو جوهر الموضوع … صناعة الاختلاف و الانقسام .

ايضا اصرار فرنسا على تسميته ( البربري ) ….. بالرغم من ان سكان المغرب لم يكونوا يعرفون هذا الاسم في لسانهم ، ليس الا دليل على ان كلمة ( بربر ) هي تسمية فرنسية صرفة و لم يكن في لسان سكان المغرب اطلاقا … و فرنسا هي وراء هذه التسمية ( بربر ) ، و كتب التراث التي وصلت لنا و طبعتها الطابعة العثمانية التي جاء بها نابليون الى المنطقة، و التي يوجد فيها مفردة ( بربر )، فهذه الكتب قد خرجت من عقليات مستشرقين فرنسين .

■ كلمة (امازيغ ) لم تكن معروفة ابدا على لسان اي انسان في الارض او في الجزائر و المغرب و ليبيا بمن فيهم البربر ، او في اي كتاب كتب قبل 60 سنة . فبعد طرد فرنسا من الجزائر بدات يظهر هذا الاسم ( امازيغ ) و بدات عملية ترويجه …….. و مصدر الاسم هو فرنسا ، لان قاموس اللغة الفرنسية بدا بتغير اسم ( بربر ) الى اسم ( امازيغ) و بدات التسمية تظهر بشكل واضح و جلي في الكتب الفرنسية و لدى المؤرخين و العلماء الفرنسين ، و بدات عملية ترويجه في المغرب و الجزائر و غيرها من الدول .

– 1800 حتى 1965 كانت فرنسا تطلق عليهم ( بربر ) [ تقريبا 160سنة و فرنسا تطلق عليهم بربر ]

– 1965 حتى 2020 اصبحت فرنسا تطلق عليهم ( امازيغ )

طبعا ………..من كانت تسميهم فرنسا (بالبربر)، لم يكونوا يرفضون هذه التسمية ….. فقد اجتمعوا لمؤتمر من صناعة فرنسا اسمه ( الظهير البربري) و لم يعترض احد منهم على هذا الاسم في ذلك الوقت ، لانه ساعتها لم تكن التسمية مسيئة ابدا …….. ففرنسا كانت تتبنى هذا الاسم بشكل رسمي في تعاملاتها و في وثائقها و كتبها و مراسلاتها …. اما اليوم فهم يرفضون هذه التسمية و يعتبروها تسمية مسيئة ، و يفضلون اسم ( امازيغ ) و معناها (الانسان الحر) ، لان فرنسا ايضا اصبحت تتبنى الاسم الجديد بعد ان غيرت هذه التسمية من قاموسها اللغوي.

لاحظ ايضا الى المعنى ( الانسان الحر ) … مع ان كل الناس احرار، و لا يحتاج شخص ليسمي نفسه حر ، لكن المعنى فيه اشارة مهمة في صناعة الوعي الجديد ، بان هناك نظام كبير يريد ان يستعبده بينما هو حر … هذا المعنى يناسب بداية صناعة بؤرة الصراع في الواقع .

اذن فالموضوع هو مشروع صناعة بؤرة اختلاف داخل نظام مستقر و متزن ، لصناعة فوضى و انقسام ….. لانه لا يوجد مجتمع قد عاش عمر قديم، ثم قرر قبل 60 سنة تبديل اسمه بهذا الشكل الجديد ، الا لكونه مجتمع يتعرض لمشروع تخليق ……. مشروع صناعة هوية عرقية حديثة من قبل قوى خارجية داخل مجتمع قديم مستقر و هو مستسلم، و هذا الاستسلام بدون مقاومة يشير الى وجود اتفاق اولي في اللاوعي، او بمعنى اخر اللاوعي الجمعي لهذا المجتمع الجديد متصالح نفسيا و فكريا و روحيا مع قوة خارجية تصنعه .

■ قبل 60 سنة تقريبا بعد طرد فرنسا .

– قام شخص امازيغي كان يعيش في فرنسا …… بتصميم علم لتمثيل هويتهم الجديدة المختلفة في المنطقة، يحمل معاني تواجدهم في كل الجغرافيا في المنطقة ، و عليه رمز كتابي قيل بانه يمثل كتابتهم القديمة التي كانوا يكتبون بها .

– و قامت فرنسا بانشاء المعهد الثقافي الامازيغي ……. و المتخصص و المهتم بالحفاظ على الهوية الامازيغية التي تعيش داخل نظام كبير مختلف عنها و تحتاج الى دعم و مؤازرة من فرنسا للحفاظ عليهم امام ظلم هذا النظام الكبير التي تعيش داخله ….. لان فرنسا تعرف بانه سيكون بقبضتها و ستقوم بتوجيهه لصالحها في تلك المناطق .

– ايضا قام المعهد بصناعة تقويم بدا منذ 2967، و تم اختيار نقطة بداية التقويم في سنة انتصار ملك امازيغي و قضاءه على الدولة مصرية قديمة و اصبح حاكم لمصر و مناطقهم ، و تم وضع تسمية شهور للتقويم من بينها يناير هو بداية السنة، و قيل لهم بان هذا الاسم هو اسم قديم في اللغة الامازيغية نسبة لالهة كانوا يعبدوها قديما ، تماما نفس فكرة الالهات في التقويم الروماني ( مارس اله الحرب ) ، و بداوا يتعاملون بهذا التقويم ، و صنع لهم راس السنة الأمازيغية التي يتم تهنئتهم بها كل سنة .

و هنا تستغرب من مجتمع طبيعي وافق و رضى ان يزرع وعي تاريخي على اساس فكرة تصارعية في عقول ابناءه بفكرة تقويم بدا من فكرة ان ملك امازيغي انتصر على ملك مصري قديم و اسقط دولة و حكم مصر .

لان الطبيعي ان تكون فكرة بداية تقويمهم على اساس ملك حكم بلادهم و لم يحكم بلاد اخرى ، بل ان الطبيعي ان يكون بداية التقويم فيه شيء فطري قديم في المجتمع مرتبط بالطبيعة، و ليس على اساس حدث انتصار ملك او قتل شخص او تدمير دولة .

طبعا هذا العمل … هو لتقوية الشعور تواجدهم القديم في الارض و خصوصيتهم القديمة …….. فهو يعطيهم شعور بان تواجدهم اقدم بالمقارنة مع تقويم لمجتمع كبير من حولهم و هو الهجري ( 1400 سنة )

– ايضا صنعت فرنسا ابجدية كتابية مميزة لهم ……. قيل بانها كانت كتابتهم القديمة منذ الالاف السنين .

و هناك تستغرب من فكرة كتابة قديمة مختلفة لهم عن البقية ما الداعي لها.

و هذا عمل غير طبيعي ابدا ، لان السلوك الطبيعي بان المجتمع سوى كان مجتمع قديم او حديث يملك كتابة متشابهة مع محيطه … فمثلا الكتابة اليمنية القديمة للمجتمع اليمن قديما ( المسند ) كانت متطابقة مع نقوش مصر القديمة ( الهيروغليفية) اي مستخرجة منها … لكن الكتابة الجديدة لهم مختلفة تماما .

و هذا العمل … هولتقوية شعور الاصالة لديهم بتواجدهم القديم في الارض منذ عصور الكتابات الحجرية ، و خصوصيتهم بالمقارنة مع كتابة موجودة لمجتمع كبير من حولهم و هو ( الخط العثماني الحالي )

■ الامازيغ تقريبا لا يوجد لديهم ملامح واحدة مميزة او سمة واحدة .

فهناك امازيغ سمر .. و هناك امازيغ ملامحهم تشبه ملامح الناطقين بالعربية تماما ، و هناك امازيغ في الجزائر و ليبيا و المغرب ملامحهم قريبة من ملامح اواسط اسيا و شرق اوروبا بشكل واضح ( شقر و عيون زرق و بشرة بيضاء) …… و هناك امازيغ في المغرب في الجبال لديهم سمه مختلفة .

■ هناك موجة فكرية تنمو و تكبر عند الامازيغ و هذه الموجه ترفع خطاب معادي لكيان تخيلي اسمه ( العرب) ……. ليس ( العرب ) بل ( الاسلام) ايضا … لان الاسلام في نظرهم هو العرب … او بان الاسلام هو دين العرب ، رغم ان اصولهم مسلمين .

هذه الفكرة الرئيسية التي يتم تغذيتهم بها من قبل فرنسا.

كيف؟

– لان فئة النخبة المتعلمة منهم هم خريجين نظريات فرنسية ، لان قراءتهم الفكرية و التاريخية و الفلسفية مقتصرة على الانتاج الفرنسي ( المدرسة الفرنسية ). فمعظم تلك النخب تعتبر المدرسة الفرنسية بمثابة المخزن المعرفي و العلمي و الفلسفي لها، و كما نعلم بان الاستشراق الفرنسي هو الاوسخ و الاقذر فهو يملك رؤية معادية جدا لكل ما هو مسلم و عربي بشكل واضح …. فكل كتابات الفرنسين بعد غزوة نابليون مليئة بخطاب قبيح جدا نحو اي شيء له صله بالاسلام او اللغة العربية .

و هذه النخبة منهم تقوم بتعبة وعي الجماهير الامازيغية بنظرتها المعرفية و التاريخية و الفلسفية و التي تحصلت عليها من الوعي الاستشراقي الفرنسي .

– ايضا بسبب شيء اخر …. فهناك مدخل مهم … و هو الزمن و التاريخ.

فالتاريخ الذي نشرته طابعة العثمانين التي جاء بها نابليون، يحتوي على قصص صراع بينهم و بين العرب ……. فمثلا قصة الفتوحات الاسلامية و التي تتحدث عن حالة قديمة لهم عندما جاء لهم الفاتحين ، بينما كانوا ساعتها ملوك و مسيحين .

مثل قصة معركة عقبة و كسيلة ( هكتور و اكسيل ) ، و قصة الملكة المسيحية ( الداهية ) .

و هذا المدخل هو اقوى سلاح تملكه تلك الموجه للتأكيد بانها على طريق سليم في وعيها الذي تصنعه فرنسا ………… فجعلت كثير من الجماهير يتبنون فكر الكفر بالاسلام و فكرة تبني اديان اخرى و معاداة العرب .

ايضا بجانب تاريخهم القديم قبل الاسلام و الذي بدات تستخرجه فرنسا من داخل السجلات التاريخية من كتب اليونان و الرومان الموجودة في الفاتيكان و ايطاليا و فرنسا الخ.

فالامازيغ بشكل عام قبل 60 سنة لم تكن مخيلتهم التاريخية تعرف اي تاريخ قبل الاسلام ….. و وظيفة هذا التاريخ هو صناعة مخيلة تاريخية تسبق الاسلام كاطار جامع يعطيهم نوع من الحنين لهذا العالم الخالي من الاسلام و العرب ، لكن بطريقة ذكية، ففرنسا استطاعت ان تربط تلك المخيلة التاريخية القديمة قبل الاسلام بالغرب و بنفس الوقت بطريقة متصارعه مع واقع حالي حولهم .

فمثلا فرنسا …….. استخرجت لهم تاريخ دول امازيغية و اسماء ملوك عظماء حكموا و كونوا امبراطوريات كبيرة، و كتبوا لهم قصص فيها احداث و معارك و حروب و انتصارات و مواقف و مسميات جغرافية و مسميات شعوب و قبائل من ذلك الزمن القديم ، و قصص عن صراع و نزاع مع ملوك فينقين ( عرب ) سكنوا في الجزائر و تونس و المغرب و كان الامازيغ في ذلك التاريخ يرفضون تواجد الفينقيون في بلادهم، و لكن في نفس الوقت كان ملوك الامازيغ يمتثلون لامر روما ( فرنسا ) .

حتى ان فرنسا استطاعت ان تخلق لهم مقولات تاريخية عديدة على لسان ملوكهم القدماء قبل الاسلام، لتكون من ضمن قوانينهم التي يعيشون عليها تساهم في ايجاد اصل لهذا الواقع ، ففرنسا كتبت لهم مقولة على لسان ملك امازيغي يقول : افريقيا للافريقين .

بمعنى اخر العرب من اسيا حسب قصة مكة و الفتوحات الاسلامية التي كتبتها طابعة نابليون ، و افريقيا لسكانها الافريقين ( الامازيغ)

مع ان الوعي الحدودي و تسميات القارات و الانتساب للقارات لم يكن ابدا موجود قبل 500 سنة في الارض كلها … تسميات حديثة و وعي حديث …. فكيف يمكن تخيل مقولة مثل تلك قيلت قبل 3000 سنة.

و هذا العمل الذي قامت به فرنسا، في كتابة هذا التاريخ لهم، ارادت به صناعة و تاسيس مخيلة تاريخية متصارعة مع الفينقين ( رمز العرب )، من اجل نقل هذا الصراع التخيلي الى الواقع …. اي صناعة رموز متصارعة داخل تاريخ تخيلي تملك روابط مع رموز في الواقع ، و في نفس الوقت صناعة مخيلة تاريخيه قديمة متصالحة مع الغرب و تابعة للغرب .

هذه الموجه تصف دائما اللغة العربية الموجودة في النظام الكبير الذي يعيشون فيه بانها ( استعمار لغوي ) .

فبعض الامازيغين من هذه الموجة لديهم حساسية شديدة جدا من العربية او التحدث بها بدرجة غريبة جدا……….. لكن لا توجد اي حساسية او مشكلة لديهم عند التحدث بالفرنسية داخل بيته او مع اسرته .

مثال : المذيع يطلب من امازيغي ( نجم امازيغي يعتبر من رموز الامازيغ الثقافية ) هل يتحدث العربية ؟! … فيرفض بشده و غضب و يتحدث بالفرنسية، فالعربية لغة محتل و الفرنسية لغة ليست محتل .

مثال اخر : كان لدي قريب لي يدرس في الجزائر ، و كان يطلب من دكتور امازيغي في الجامعة ان يشرح له معنى بعض الاشياء في مواد دراسية بالعربية بحكم انه لا يفهم فرنسي ، فيرفض و يقول له ابحث عن عربي يشرح لك هذه الاشياء … بالرغم من انه يتكلم عربي .

لديهم حساسية شديدة حتى من اسم (عربي )، رغم انهم يعيشون داخل واقع فيه عرب اخوة لهم في وطن واحد …….. لدرجة ان بعض فنانينهم، يقومون بانتاج اغاني لهم، و فيها كلمات تصف العرب بالعدو او وصف للعرب بصفات قبيحة . و يعتبرون هذه الاعمال الفنية فنون من تراث الانسان الحر .

لديهم حساسية شديدة تجعله يغضب و ينتفض من قصص تاريخ وهمي افتراضي قديم جدا لا يمكن التاكد منها و موجودة في كتب طابعة حديثة ، لكن لا توجد لديهم اي مشكلة او انفعال مع قصص واقعية من قصص اجرام و وحشية جرت حديثا من قبل فرنسا.

لديهم حساسية شديدة جدا من رموز تحررية من المنطقة قارعت الاستعمار و ساعدت الشعوب في طرد المستعمر لكونه عربي ، لكن ليس لديهم اي مشكلة او اي حساسية من رموز فرنسية سياسية او فكرية قادت مشاريع احتلال فرنسا في العالم و في اوطانهم بل يعتبرونهم رموز عظيمة يتحدثون عنها بطريقة فيها تضخيم .

تجد هذه الموجه تؤيد الكيان الصهيوني و تدعم مواقفه و اعماله و تجد مليون عذر له ، بل ترفع علمه و تفرح لقصفه و تدميره و ليس لديها مشكلة من فكرة تشريد الكيان لشعب و تهجيره، بل ان بعض منهم ممن يريد تبني خطاب اخر مخالف يبدو اكثر منطقية ، ينظر لموضوع الكيان الصهيوني كمشكلة انسانية حلها بالديمقراطية ، و لا يوجد سبب منطقي يفسر هذه الحالة ……. الا اشباع كراهية لكيان تخيلي في عقله ، بتايد كيان تابع للغرب المجرم لانه عدو لهذا الكيان التخيلي الموجود في عقله .

مثال : صفحات الكيان الصهيوني مزدحمة بهم و و هم يحملون علم هويتهم الجديدة . .

■ الحقيقة الموضوع طويل و يحتاج وقت … لكن السؤال :

فرنسا صنعت لهم تقويم عمره 3000 سنة ، على اساس ان تواجدهم بهذا القدم ، لكن اعدادهم قليلة و ليس رقم كبير يتناسب مع هذا العمر ، و هذا النقطة استطاعوا حلها بالقول تم تعريب غالبية السكان و وهم من نجوا من التعريب ….. لكن كيف يتم التعريب ؟!

هل يمكن ان يتبدل لسان مجتمع ممتد على مساحة جغرافية بكل هذه البساطة، طيب ما عندك ايران جرى لها فتوحات هي الاشرس و جعلوهم مسلمين و معاهم القراءن و لم يتم تعريبهم ؟!

فرنسا صنعت لهم كتابة قديمة لتميزهم، على اساس انهم قد كتبوا بها منذ القدم قبل ان يدخل الاسلام و العرب لتعريبهم …… لكن اين هي تلك النقوش ، فلا يوجد حتى نقش واحد يحوي جملة معرفية بلغتهم .

اذن ما هو تفسير هذا الواقع الذي جعلهم اقلية ؟!

اولا …. انا لا يوجد داخلي اي حقد او كراهية نحو الامازيغ، بالعكس انا احبهم اهلنا و اخوتنا … اطلاقا .. لكن دعونا نكون صريحين جدا، لانه بدون الصراحة لن نفهم انفسنا …. الصراحة ستساعدنا للخروج من لعبة الشيطان .

و الصراحة …. لان الواقع لن يصبر على مثل هذا الخطاب، و يوما ما سينفجر و لن يكون في مصلحة احد ، لان خطاب هذه الموجة قد بلغ مستوى جنوني و زاد عن حده ….. لدرجة اصبحت تفوح رائحة كريهة و غير طيبة ……… و بطريقة تجعلنا نراها كاشارة انذار قبل الكارثة ، بجانب اننا نراه اختراق امني و يد اعلامية و فكرية تعمل لصالح الغرب .

ما هي مشكلة الامازيغ ؟

اقلية داخل واقع كبير جدا …… و فرنسا تقوم بتعبئتهم و تغذيتهم بدون ان يدركوا، ففصلتهم عن الواقع، حتى لا تجعلهم يفكروا بقراءة و فهم هذا الواقع الكبير الذي هم داخله .

فعالم الكتب يحرمهم تماما من قراءة الواقع ، و يغذيهم بتفسيرات بسيطة جدا لهذا الواقع الكبير الصعب ، فتولد لديهم حالة من جنون الاضطهاد بسبب تلك التفسيرات البسيطة و عجزهم عن تفسير الواقع ، فولد رفض عنيف للواقع هذا يتخذ عدة صور : رفض ديني رفض لغوي رفض تاريخي رفض فني رفض ثقافي الخ .

لانه كيف يعقل ان يتسيد هذا الواقع الكبير عليهم و اصبحوا فيه اقلية ، بينما هذا الواقع الكبير قد جاء بعدهم .

و لهذا السبب …… عرضت صحيفة بريطانية قبل ايام موضوع عن الجزائر ، حول صراع الهوية فيها و الذي تطور الى طرح سؤال : من هم سكان الجزائر الاصل ؟!

و هذه هي الفكرة الجوهرية المركزية من كل هذا التاريخ و الزمن و المشكلة التي هم فيها ……… فرنسا تغذيهم بانهم سكان الجزائر و المغرب الاصل ، و الاسلام و العربية حالة جديدة هناك .

فمن هم سكان الجزائر و المغرب الاصل ؟!

المقياس الحقيقي لمعرفة السكان الاصل في اي بلد كان هو الدين ( المعتقد )، لان وجود الانسان في الارض و استمرار بقاءه يعتمد على معنى حقيقي للوجود ……… و الا فلن يستمر الانسان و لن يقيم اي حضاره في الارض و استقرار ، و سكان الاصل القدماء لاي بلد لابد ان يكون لديهم معنى فطري حقيقي لهذا الوجود الانساني .

فالسؤال المنطقي : لو كان الامازيغ حالة قديمة في الارض، لكانوا حتى اليوم محافظين على معتقدهم القديم قبل دخول الاسلام اليهم، لان هذا المعتقد هو أصلهم و فطرتهم القديمة في الارض التي كانوا فيها و عاشوا فيها طوال 7000 سنة ، تماما كما احتفظ بعض سكان المنطقة بمعتقدهم القديم مثل مسيحين في مصر و الشام و العراق .

لكن لم يحتفضوا بعقيدتهم الاصلية التي هي تفسير وجودهم الحقيقي الاصلي في الارض، و قرروا تبني معتقد اخر عند العرب، و هذا العمل لا يقوم به اي مجتمع اصيل ابدا عاش كل هذا العمر في الارض ، لان الاصيل كل شيء يملكه حقيقي و اصلي …. و لا يمكن لاصيل ان يتخلى ان اصله الحقيقي الذي خرج منه ( حقيقة وجوده )

بل العجيب …. بان الامازيغ قرروا تبني كتاب ديني مقدس مكتوب بلغة العرب ، و ليس بلغتهم ، و جعلوا لغة هذا الكتاب هي لغة اعلى نص مقدس لديهم …….. مع انه كان يمكن لهم ان يحافظوا على دين اخر كان قبل الاسلام حسب التاريخ و الزمن الذي وصل للجميع ( دين ملكتهم المسيحية الداهية ) تماما كما حافظ الاقباط و السريان في مصر و الشام و العراق على دينهم المسيحي و لا توجد اي مشكلة ، و كانوا يستطيعوا ان يؤمنوا بكتاب الغرب ( العهد القديم ) الذي يشبه القراءن، و يكتبوه بلغتهم الامازيغية و يتعبدوا بهذا الكتاب و بلغتهم، لانه كما يعرف الجميع بانه من المسموح كتابة كتاب العهد القديم باي لغة يريدها اي شعب ……….. فالالماني كتابه المقدس ( العهد القديم ) باللغة الالمانية و كذلك الاسباني و الايطالي و الفرنسي و القبطي و السرياني و العبري ، و لم يكن هناك ساعتها مشكلة من ترجمة كتاب العهد القديم ( الموجود بالنسخة اليونانية ) الى اللغة الامازيغية … خصوصا و ان التاريخ و الزمن الذي وصل لنا يتحدث عن حالة مسيحية عميقة و منتشرة كانت موجودة في شمال افريقيا قبل الاسلام …… فالاريوسية ولدت هناك، و كثير من فلاسفة المسيحية و رجال دين المسيحية كانوا امازيغ حسب التاريخ و الزمن الذي وصل لنا من الطابعة ( اريوس اغسطين الخ ) .

لكن لم يحدث

فما هو التفسير ؟

سبب الصعوبة فهم هذا الواقع … لانه ليس هناك صراحة .

بالمختصر و بكل صراحة …. الامازيغ مجتمع حديث نسبيا في المنطقة و عمره من عمر الاحتلال العثماني و الغربي .

هذه الحقيقة .

هذا الواقع الامازيغي الصغير و الغريب و المتناقض و المختلف مع واقع كبير من حوله هو من صناعة فرنسا …. مشروع فرنسي بحت.

طبعا …. فرنسا لا يهمها شعوب او مجتمعات او اوطان، كل ما يهمها هو نفسها و اطماعها و لو على حساب شعوب و مجتمعات اخرى ، حتى لو قامت بعمل مشاريع غير اخلاقية و غير انسانية و قذرة ، فهي تملك روح شيطان شرير … كل العالم لا يساوي شيء امام بقاء رفاهيتها و تدفق المال لها .

الامازيغ مجتمع حديث نسبيا في المغرب و الجزائر …….. و قد تم توطينهم في في فترة احتلال الغرب و العثمانين ….. و واقعهم اليوم القليل ، هو واقع طبيعي جدا نتيجة سياق ذلك التوطين الحديث نسبيا ….. لقد قام الفرنسين بمساعدة الاتراك بتوطين هولاء في المنطقة ، تماما كما قامت بلجيكا (فرنسا ) ايضا بتوطين التوتسي في رواندا، بعد ان تم اخذهم من حدود كينيا ، و هذا اللعبة الفرنسية ادت بالاخير الى ذلك الانفجار المتوحش في رواندا .

فعندما دخل الاستعمار الفرنسي الى تلك الارض ( روندا) و جد واقع متزن، فقامت بتوطين قبائل من حدود كينيا اشتهروا بالرعي، و استقطع لهم اراضي و منحهم وثائق مزورة لملكيتهم اراضي في ذلك البلاد و اصدرت لهم بطائق شخصية كعلامة امتياز لهم من بين السكان ….. و جعلت هذه الاقلية هي الاصل في البلاد و هم اصحاب الارض .

و ما قام به الاستعمار الفرنسي في رواندا ، تماما هو نفس الشيء الذي قامت به فرنسا في الجزائر و المغرب و المنطقة بشكل عام ، ففرنسا عبر مشروع اوروبي جاء به نابليون و الطابعة استطاع جعل الاقلية في الارض هم الاصل الاول في الارض ، حيث منحت اقلياتها التي تم توطينها او صناعتها حديثا في الارض … تاريخ وهمي مزيف كوثيقة شرعية بانهم اصحاب الارض السابقون للاكثرية .

هذه الحقيقة

لو تطالع ارشيف قديم للصور التي كان الاحتلال الفرنسي يلتقطها للسكان في المغرب و الجزائر في بدايات الاحتلال قبل 160 سنة ستتاكد …… فهناك صور لبربر في الجزائر تظهر ملامحهم بوضوح شديد بنفس ملامح سكان اواسط اسيا و شرق اوروبا.

و هو طبيعي جدا ……… فتلك المنطقة ( وسط اسيا الى شرق اوروبا ) كانت هي المخزن السكاني الكبير الذي استخدمه الغرب بمساعدة العثمانين ، و التي يسكنها من يسمون الغجر ….فقد تم توطين اعداد كثيرة منهم في كثير من اجزاء المنطقة، و الغرض الاساسي لاجل صناعة هويات داخل المنطقة تعمل لصالح الغرب مستقبلا .

و اليهود ايضا حقيقتهم من تلك المناطق ………. فقد قام الغرب بمساعدة العثمانين بتوطينهم في المنطقة اثناء فترة احتلالهم .

■ في مصر و الشام و العراق

لن اتحدث مفصلا عن بقية الاقليات في المنطقة ، فقد تحدثنا كثيرا عنهم ، لكن دعونا نقرا واقعهم من خلال دراسة خصائص المحتل .

1- مصر تعرضت لاحتلال فرنسي و بريطاني

كما تحدثنا فطبيعة وجود محتلين مختلفين ( فرنسا و بريطانيا ) يفرض ظهور نموذج اختلاف في مصر ، و مختلف عن النموذج السابق الذي تحدثنا عنه في الجزائر و المغرب .

هذا النموذج هو الاقباط .

الاقباط …. لا تعرف هل هم دين ام عرق ام قومية ؟!

ملامحهم نفس ملامح غالبية المصرين ، و لا توجد اي صفة بارزة فيهم مختلفة عن الاكثرية ، و هنا نطرح سؤال كيف تشكل هذا المجتمع الصغير داخل مصر و المختلف عن المجتمع الكبير ؟!

طبعا …. الكل يحفظ التاريخ الموجود في الكتب و تفسيره لن يخرج من عالم الكتب ، لكن نحن نرى بان الجواب دائما موجود في الواقع .

الاقباط مجتمع صغير مختلف عن مجتمع كبير حولهم ، و اختلافهم يقوم على ركيزتين :

– اختلاف ديني طائفي – يملكون كتاب ديني مختلف عن كتاب المجتمع الكبير

– اختلاف قومي لغوي – يملكون لغة مختلفة

النموذج السابق في الجزائر و المغرب كان من الصعب خلقه في مصر ، لان طبيعة جغرافيا مصر واحدة منبسطة و متصلة، و لا يوجد فيها جبال عالية وعرة توفر ظروف عزلة عن بقية جغرافيا مصر ، و هذا يمنع ظهور اختلاف لغوي واضح .

و لا حل …… الا بوجود كتاب ديني مختلف و مكتوب بلغة مختلفة جديدة .

لذلك فالاقباط يملكون كتاب ديني مكتوب بلغة مختلفة عن لغة بقية المجتمع الكبير ……. مع انه كان يمكن ان يملكوا كتاب ديني مختلف و مكتوب بنفس لغة المجتمع الكبير ( العربية )، لكن نوعية المحتل فرضت ظهور هذا النوع من الاختلاف .

مشروع ديني طائفي و مشروع قومي لغوي …. ( بريطانيا و فرنسا ) .

الاقباط يتكلمون عربي بطلاقة و لا يوجد صعوبة لديهم ….و القبطية منحصرة على قراءة كتابهم الديني و صلوات الكنيسة و النصوص التعبدية .

و لهذا السبب تستغرب ما الذي يمنع من جعل كتابهم الديني باللغة العربية ؟!

فكما يعرف الجميع بانه من المسموح ترجمة كتاب العهد القديم الى لغة اي شعب و التعبد بهذا الكتاب …. فالانجليز لديهم كتاب العهد القديم و مكتوب باللغة الانجليزية و البرتغال ايضا و غيرهم، و يمكن ترجمة كتاب العهد القديم المكتوب بالنسخة اليونانية الى العربية و جعله كتاب الاقباط .

بل تستغرب …….. لماذا ظهر مجتمع صغير في مصر يقرا قصة ادم و ابني ادم و قصة نوح و قصة موسى من كتاب ديني مختلف و بلغة مختلفة ، مع انه كان يستطيع ان يقرا نفس تلك القصص من كتاب ديني اخر موجود لدى المجتمع الكبير و بلغة هو يتكلمها بسهولة و ببساطة .

او ماهو السبب الجوهري الذي منع القبطي ان يقرا تلك القصص من كتاب المجتمع الكبير ( القراءن ) ، و جعله يريد الاختلاف و يتجه الى نفس القصص لكنها مكتوبة في كتاب مختلف و بلغة مختلفة ( العهد القديم ) ؟!

لماذا القبطي لم يظهر و معاه كتاب مختلف جذريا عن كتاب المجتمع الكبير ، بل ظهر و معاه كتاب يشبه نوعا ما ( القراءن ) و بلغة مختلفة ؟

طبعا الكثير لا يعرف بان الاحتلال الفرنسي و البريطاني هو من قام بتنصيب الرجل الالباني على حكم مصر ……….. فالكثير يعتقد بان الالباني هو امتداد مصري طبيعي لحكام مصر ، لكن الحقيقية بان الرجل كان مجرد دمية انتشلها الغرب من خارج مصر وضعها المستعمر في مصر فقط، و لا يوجد اصل له معروف حقيقي في مصر الا كونه شخص جلبه الاستعمار، و قصة سلاله ملوك التي تسمعها او تقراها هي من ترويج بقايا حكمه الذي جلبهم من اواسط اسيا.

و هذا يبدو واضح جدا في مشاهير مصر الذين ظهروا في تلك الفترة، جلهم كان تعليمهم في فرنسا خاصة و ليس في اي بلد اخر اوروبي ، لان فرنسا كانت مهمتها تصنيم نظام التعليم في مصر ، ايضا زيارات المشاهير في مصر اقترصت على فرنسا فقط دون بقية دول اوروبا ( محمد عبده الجبرتي طه حسين قاسم امين )، ايضا كانت ترجمات المصريين في تلك الفترة من الادب و الثقافة الفرنسية ، ايضا تلك الاسرة الالبانية هي من وهبت قناة السويس لفرنسا و بريطانيا ، و هي نفس الاسرة التي قامت باستقطاع اراضي سكان مصر لشخصيات تركية بشوات …… و هي نفس الاسرة التي سلمت الناس اسلحة معطوبة في حرب 1948 .

فبعد الاحتلال و تنصيب الالباني ………. قام المحتل برعاية ذلك الاختلاف الجديد الذي صنعه في مصر عبر رجلهم ، تماما كما قامت فرنسا برعاية ذلك الاختلاف في الجزائر و المغرب .

فالالباني هو اول من قام ببناء الكنائس للاقباط في مصر ، و هو من امر بابا الكنيسة القبطية بوضع التقويم التاريخي ، و هو من امر بابا الكنيسة بعمل اصلاح لغوي لكتابهم الديني بواسطة اليونانية .

معلومة : الحقيقة لا توجد اصلا لغة قبطية، هي لغة يونانية صرفة و بحته، لكن ارادوا صناعة تسمية جديدة لاخفاء هويتها الحقيقية .

2- الشام و العراق تعرضوا ايضا لاحتلال فرنسا و بريطانيا

نوعية هذا المحتل ( فرنسا و بريطانيا ) سيفرض ظهور نموذج مشابهة للنموذج السابق في مصر.

هذا النموذج هو السريان او الاشورين

مجتمع صغير مختلف عن مجتمع كبير، و اختلافهم يقوم على ركيزتين :

– اختلاف ديني طائفي – يملكون كتاب ديني مختلف عن كتاب المجتمع الكبير

– اختلاف قومي لغوي – يملكون لغة مختلفة

تقريبا نفس الاسئلة و الصفات و الخصائص الموجودة في المجتمع الصغير الموجود في مصر ، هي نفسها الاسئلة و الخصائص و الصفات الموجودة في المجتمع الصغير الموجود في الشام و العراق و لا داعي لاعادتها .

لانه مستعمر واحد .

—————————

اعتقدت وضحت خصائص المجتمعات الصغيرة حسب نوعية المحتل، ففرنسا متخصصة في اللغات ، كيف لا و فرنسا من يعود لها الفضل في ترجمة نقوش مصر ، و اشهر علماء اللغة فرنسين، و مؤسسي نظريات علم اللغة اكثرهم فرنسين، بينما بريطانيا متخصصة في الاديان و الطوائف .

لكن في حالة اجتماع فرنسا و بريطانيا مع بعض ، فان النماذج التي تظهر تحمل طبيعة مزوجة ( ديني عرقي ) … و لهذا السبب تبدو اليهودية في وعي الكثير بانها دين و في نفس الوقت قوم او شعب .

بينما اليهودية اصلا ليست الا مشروع غربي استراتجي قامت بريطانيا و فرنسا بصناعتها … فخرج لنا مشروع ديني بثوب قومي .

و نموذج اليهودية هو نفسه النموذج الموجود تقريبا في حالة المسيحية الموجودة في المنطقة ، فهي تحمل نفس خصائص اليهودية و يؤمنون بكتاب اليهود، خاصية دينية و قومية .

فالاقباط و السريان … لا تعرف هل هم دين ام قوم او عرق ؟

لكن الحالة الواضحة في المغرب و الجزائر ……. هي حالة عرقية قومية صرفة . لذلك تجد خطاب المجتمع يحمل خطاب عرقي في نظرته للواقع من حوله ، بينما في الشام و مصر يملكون خطاب ديني عرقي .

لكن ما الذي يجمع بين هذه المجتمعات الصغيرة او الاختلافات في كل المنطقة ( امازيغ اقباط سريان ) ؟!

جميعهم يحملون صفات واحدة مشتركة ، ليس جلهم بل بعضهم و هناك موجات لديهم تستقطب اعداد منهم كثيرة كل فترة .

– كل عمليات الاصلاح في واقعهم جرت حديثا في عهد الاحتلال الغربي و من قبل المحتل بشكل مباشر او بطريقة غير مباشرة عبر دمى الاحتلال التي تم تنصيبها حكام في المنطقة .

– لديهم حساسية شديدة من الاسلام و العربية … او بمعنى اخر حساسية شديدة من المجتمع الكبير المحيط بهم ……. و يعتقدون بانه واقع احتلالي في الارض ، لكن لا توجد لديهم اي حساسية نحو المحتل الغربي .

– يعتقدون بانهم السكان الاصل ، و الاسلام و العرب محتلين .. بالرغم من قلتهم المضحكة …… و ايضا لا يوجد لديهم تراث شعبي قديم عميق و يوجد فيه مخزون واقعهم الحالي ، تراثهم عبارة عن كتب من تاليف اجانب غربين .

– لديهم رفض كبير لهذا الواقع …. و يبدون منعزلين عن الواقع و غير معنين بقضايا هذا الواقع الكبير من حولهم .

و السبب لان الزمن و التاريخ الذي كتب لهم و لغيرهم قد جعل القصة في عقولهم تبدو بتلك الطريقة لاجل صناعة تلك الحساسية التي يحتاجها المحتل ليكونوا في خدمته .

– قراءتهم للتاريخ فيها تحامل على واقعهم الكبير ، و كتب الطابعة مقدمه عندهم من قراءة الواقع بتجرد ، لان قراءة الواقع ستجعلهم بسهولة يدركون بانهم واقع حديث في المنطقة بعمر نابليون .

و هنا الخطورة … التي تكمن في وجود مجتمع حديث صغير داخل مجتمع كبير بدون ان يدرك سياقه الحقيقي …….. لان عدم ادراك سياقه الحقيقي، سيخلق حالة كراهية شديدة نحو الواقع الذي لم يفهمه، و اصرار على رفض هذا الواقع الطبيعي الراسخ في الارض ، و سيجعله عدواني كاره حقود ناقم و اعمى موجه بالريموت كنترول و هو لا يعرف … سيجعله عامل هدم في المستقبل ….. سيجعله يسعى لتدمير الواقع من حوله ، لان هناك من قد اقنعه و زرع في عقله فكرة، ان هذا الواقع الكبير من حوله قد جاء بعده في الزمن .

هذا هو مشروع العالم الجديد الذي خرج من اوروبا الى العالم كله .

الحقيقة …. كل الاقليات صناعة غربية حديثة نسبيا في المنطقة نفذت في فترة احتلال الغرب و العثمانين للمنطقة، بعد ان تمكن الغرب من اخفاء و تزوير كتاب الاسلام العربي ، ثم تم بعدها صناعة مسجد جديد ضرار و كفر و تفريق بين المؤمنين في مكة . ليكون هو مركز و منطلق و بداية التاريخ الجديد الوهمي الذي سيكتب للمنطقة و للعالم ….. ثم تم صناعة اقليات في المنطقة و كتبوا ايضا لاقلياتهم تاريخ يسبق تاريخ الاسلام و العرب، من اجل صناعة وثيقة شرعية قديمة مزيفة للاقليات في المنطقة ،حتى تكون الاقليات مستقبلا ادوات مطاعة و مقادة بيد الغرب لتفكيك المنطقة و تدميرها و محاربة سكانها .

و هذا التاريخ الوهمي الذي صنع زمن مزيف و تاريخ مزيف في عقول الناس جميعا ………. هو لب المشروع الشيطاني الغربي الذي جاء به الغرب الى المنطقة عبر نابليون و طابعته ، و الذي لاجله قام الغرب الصهيوني بصناعة مسجد ضرار و كفر و تفرق بين المؤمنين في مكة كمنطلق لهذا التاريخ الجديد في الارض …. هذا التاريخ هو لب القوة الناعمة للمشروع الغربي الشيطاني .

بالمختصر الشديد ………. الاقليات صناعة غربية بحته حديثة لاحقيقة قديمة لها في الارض ، و لم تظهر هذه المجتمعات الا بعد ان تم اخفاء الوثيقة القديمة ( الكتاب) التي جاء بها موسى، و الموجود فيها حقيقة الفطرة الاولى في الارض الاسلام و بلسان عربي مبين .

{ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى بصائر للناس وهدى ورحمة لعلهم يتذكرون} {ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم وإنهم لفي شك منه مريب} {ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة وهذا كتاب مصدق لسانا عربيا لينذر الذين ظلموا وبشرى للمحسنين}

——————–

ماذا اقول لهذه الاقليات في المنطقة ؟!

وعيك الحالي بل كل الوعي الانساني الحالي الفكري و التاريخي و الزمني عمره حديث من عمر الطابعة .

او بمعنى اخر …. كتب الطابعة هي التي رسمت عالم اليوم و نظرته للحياة … الطابعة هي من كتبت التاريخ الذي وصل لك اليوم .

فكل النظريات التاريخية التي لا يخلو كتاب تاريخ منها ….. تاريخ الاديان و الشعوب و اللغات و العلوم كتبت حديثا و عمرها من عمر الطابعة .

و كل العلوم الانسانية التي اسست العقل الانساني الموجود حاليا و استخدمت في مناهج التعليم ……… كتبت في وقت حديث نسبيا و عمرها من عمر الطابعة .

فنظرتك الحالية و نظرة الناس جميعا حديثة و لم تكن اطلاقا هي نفس النظرة عند الناس في كل الارض قبل 500 سنة .

و هذه النظرة العالمية الحديثة للحياة ، كانت ستكون مختلفة تماما لو لم يتم اخفاء الوثائق القديمة للانسان في الارض ، التي يوجد داخلها حقائق قديمة مؤكدة …. تهم الناس في الارض .

و اللعبة اصلا قامت على اخفاء تلك الحقائق القديمة في الكتاب .

فعندما تقوم قوة باخفاء تلك الحقائق فانها ستتمكن من صناعة اي مجتمع مختلف تريده في الارض ……. و يستند في بقاءه على اساس معلومات كاذبة وهمية من تاليف تلك القوة ( من معلومات تاريخية و تقويم و زمن و نظريات ) .

لان معرفة الناس لتلك الحقائق ………. سيوقف مشاريع هذه القوة في صناعة المجتمعات و التحكم بها و السيطرة عليها ، سيمنعها من العبث و السيطرة على الناس في الارض … و تلك الحقائق هي :

كل الناس في الارض كانوا امة واحدة …. لان الناس جميعا في الارض كانت بدايتهم هو مكان واحد فقط في الماضي السحيق، و من ذلك المكان هاجر و استوطن في كل الارض و انتشر .

و كان الانسان الاول يحمل فطرة داخله مسلمة لله و اليوم الاخر، و هذا اللسان الموجود في هذا المجتمع الكبير في المنطقة و المحيط بمجتمعاتكم الصغيرة ( الاقليات )، هو اللسان الطبيعي الواقعي الذي لابد ان يكون هو سمة هذا الواقع الكبير في الارض ، لان هذا اللسان المحيط بكم هو الوريث الطبيعي للسان الانسان الاول في الارض، لسان الفطرة الاولى القديمة في الارض ( اللسان العربي ) .

و لهذا السبب استطاعت تلك القوة التي اخفت الكتاب عن الناس ، من صناعة كتاب يشبه قراءن ذلك الكتاب لسان الانسان الاول في الارض و جعلته بعدة لغات ( سريانية قبطية عبرية المانية و فرنسية الخ ) ، و هذا العمل لاجل شيء واحد فقط …… اختراق هذا المجتمع الكبير لتعتقد بانه نص قد خرج من نفس المكان الذي خرج منه نصهم الاصلي ( الله ) ( ليحسبه المسلمين من الكتاب و من عند الله ، و ماهو من الكتاب و لا من عند الله، بل كتبه مشروع سياسي غربي و الغرب يعلم هذه الحقيقة ) .

و بهذه الطريقة صنع الغرب هذه المجتمعات الصغيرة في الارض،و صنع لهذا المجتمعات الصغيرة تقاويم زمنية افتراضية و تاريخ افتراضي حتى يعطيها بعد قديم لواقعها و اصل قديم .

لماذا ؟

لانه لا يمكن لاي مجتمع جديد مصطنع ان يستمر و يبقى في الارض لو هو محاط بواقع طبيعي يحمل معلومات حقيقية ، لان الحقيقة لا تسمح ببقاء الكذب، الحقيقة تهدم اي اساس كاذب، و الانسان بطبعة لا يحب العيش على اساس كاذب مزيف ، لذلك لا يمكن بقاء اي مجتمع جديد بدون صناعة وثائق و معلومات مزورة لهذا المجتمع لتكون من ضمن ادبياته التاريخية و الدينية الخ …….. خصوصا و الغرب يحتاج الى بقاء و استمرار تلك المجتمعات، لتصبح ادوات مستقبلية تعمل لصالح اطماعها و تستجيب لمشاريعها و هي لا تعرف بانها مجرد ورقة تم صناعتها من قبل قوة فاسدة و ماكرة جدا في الارض .

هذا هو خلاصة مشروع ابليس في الارض … الذي انطلق من اوروبا .

مشروع ….. لاغوينهم اجمعين .

{قل هو نبأ عظيم (67) أنتم عنه معرضون (68) ما كان لي من علم بالملإ الأعلى إذ يختصمون (69) إن يوحى إلي إلا أنما أنا نذير مبين (70) إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين (71) فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين (72) فسجد الملائكة كلهم أجمعون (73) إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين (74) قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت أم كنت من العالين (75) قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين (76) قال فاخرج منها فإنك رجيم (77) وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين (78) قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون (79) قال فإنك من المنظرين (80) إلى يوم الوقت المعلوم (81) قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين (82) إلا عبادك منهم المخلصين (83) قال فالحق والحق أقول (84) لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين (85) قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين (86) إن هو إلا ذكر للعالمين (87) ولتعلمن نبأه بعد حين (88)}

{يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين (67) قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا فلا تأس على القوم الكافرين (68) إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون (69)}

{كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم}

{ كتاب فصلت اياته قراءنا عربيا لقوم يعلمون ¤ و لكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر ¤ لسان الذي يلحدون اليه اعجمي و هذا لسان عربي مبين ¤ وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون ¤ ان الدين عند الله الاسلام و ما اختلف الذين اوتوا الكتاب الا من بعدما جاءهم العلم بغيا بينهم }

{والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد إنهم لكاذبون (107) لا تقم فيه أبدا لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين (108) أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين (109) لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم إلا أن تقطع قلوبهم والله عليم حكيم (110)}

{إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين (96) فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين (97) قل يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله والله شهيد على ما تعملون (98) قل يا أهل الكتاب لم تصدون عن سبيل الله من آمن تبغونها عوجا وأنتم شهداء وما الله بغافل عما تعملون (99) يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين (100)}.

{وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم وكان الله بما تعملون بصيرا (24) هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام والهدي معكوفا أن يبلغ محله ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطئوهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم ليدخل الله في رحمته من يشاء لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما (25) إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها وكان الله بكل شيء عليما (26) لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رءوسكم ومقصرين لا تخافون فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحا قريبا (27) هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا (28)}

.

.

.

.

.