طائر الحر

ما معنى القصاص – الجزء الثالث

2019-09-03
 
ما معنى النص القراني
 
{يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان ذلك تخفيف من ربكم ورحمة فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم ¤ ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون}
 
في البداية دعونا نقوم بجولة صغيرة في كتب الطابعة العثمانية لنطالع ما قالته هذه الكتب حول هذا النص، لنعرف جيدا الحجم الضخم للفساد الموجود في هذه الكتب ، و حجم مشروع التزوير الذي عاشت داخله المنطقة، و بان هذه الكتب كانت مشروع ممنهج و معد بشكل متقن و خبيث ، و كان يعرف جيدا معاني القران لكنه تعمد تحريف المعاني في عقل المسلم
——————————
سننقل لكم من كتاب الطبري و هو تقريبا الموجود في كل المذاهب .
 
■ يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى، الحر بالحر والعبد بالعبد، والأنثى بالأنثى. أي أن الحر إذا قتل الحر، فدم القاتل كفء لدم القتيل، والقصاص منه دون غيره من الناس، فلا تجاوزوا بالقتل إلى غيره ممن لم يقتل فإنه حرام عليكم أن تقتلوا بقتيلكم غير قاتله. والفرض الذي فرض الله علينا في القصاص هو ما وصفت من ترك المجاوزة بالقصاص قتل القاتل بقتيله إلى غيره لا أنه وجب علينا القصاص فرضا وجوب فرض الصلاة والصيام حتى لا يكون لنا تركه.
 
ولكم في تشريع القصاص وتنفيذه حياة آمنة -يا أصحاب العقول السليمة-؛ رجاء تقوى اللّه وخشيته بطاعته دائمًا.
■ سبب نزول هذا النص القراني
 
الآية نزلت في حزبين تحاربوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتل بعضهم بعضا، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلح بينهم، بأن تسقط ديات نساء أحد الحزبين بديات نساء الآخرين، وديات رجالهم بديات رجالهم، وديات عبيدهم بديات عبيدهم قصاصا فذلك عندهم معنى القصاص في هذه الآية.
 
و قيل اقتتل أهل ملتين من العرب أحدهما مسلم والآخر معاهد في بعض ما يكون بين العرب من الأمر، فأصلح بينهم النبي صلى الله عليه وسلم، وقد كانوا قتلوا الأحرار والعبيد والنساء على أن يؤدي الحر دية الحر، والعبد دية العبد، والأنثى دية الأنثى، فقاصهم بعضهم من بعض.
 
■ فإن قال قائل – إذ ذكرت أن معنى قوله : {كتب عليكم القصاص} بمعنى: فرض عليكم القصاص -: لا يعرف لقول القائل ” كتب ” معنى إلا معنى خط ذلك فرسم خطا وكتابا، فما برهانك على أن معنى قوله ” كتب ” فرض؟
 
قيل: إن ذلك في كلام العرب موجود، وفي أشعارهم مستفيض، ومنه قول الشاعر:كتب القتل والقتال علينا وعلى المحصنات جر الذيول ، وقول نابغة بني جعدة:يا بنت عمي كتاب الله أخرجني عنكم فهل أمنعن الله ما فعلاوذلك أكثر في أشعارهم وكلامهم من أن يحصى. غير أن ذلك وإن كان بمعنى فرض، فإنه عندي مأخوذ من الكتاب الذي هو رسم وخط، وذلك أن الله تعالى ذكره قد كتب جميع ما فرض على عباده وما هم عاملوه في اللوح المحفوظ، فقال تعالى ذكره في القرآن: {بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ} وقال: {إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون} فقد تبين بذلك أن كل ما فرضه علينا ففي اللوح المحفوظ مكتوب فمعنى قول إذ كان ذلك كذلك: {كتب عليكم القصاص} كتب عليكم في اللوح المحفوظ القصاص في القتلى فرضا أن لا تقتلوا بالمقتول غير قاتله.
 
■ خلاصة المعنى
يا ايها الذين صدقوا اللّه ورسوله وعملوا بشرعه فرض اللّه عليكم أن تقتصوا من القاتل عمدا بقتله، بشرط المساواة والمماثلة: يُقتل الحر بمثله، والعبد بمثله، والأنثى بمثلها. فمن سامحه ولي المقتول بالعفو عن الاقتصاص منه والاكتفاء بأخذ الدية -وهي قدر مالي محدد يدفعه الجاني مقابل العفو عنه- فليلتزم الطرفان بحسن الخلق، فيطالب الولي بالدية من غير عنف، ويدفع القاتل إليه حقه بإحسان، مِن غير تأخير ولا نقص. ذلك العفو مع أخذ الدية تخفيف من ربكم ورحمة بكم؛ لما فيه من التسهيل والانتفاع. فمَن قتل القاتل بعد العفو عنه وأَخْذِ الدية فله عذاب أليم بقتله قصاصًا في الدنيا، أو بالنار في الآخرة.
 
————————————
طبعا نحن قد توصلنا سابقا لمعنى القصاص، و تيقنا من المعنى و المقصود بالاية … لكن لو افترضنا ان القصاص هو حكم قضائي
 
فاالاسئلة المنطقية :
 
هل جملة الحر بالحر … تحتمل المعنى الموجود في كتب الطابعة العثمانية … أن الحر إذا قتل الحر، فدم القاتل كفء لدم القتيل، والقصاص منه دون غيره من الناس، فلا تجاوزوا بالقتل إلى غيره ممن لم يقتل فإنه حرام عليكم أن تقتلوا بقتيلكم غير قاتله.
 
المنطق يقول اذا كان النص القراني يقصد هذا المعنى ، فكان من الاولى ان يكون النص : ( ان النفس بالنفس و لا تتجاوزا ) خصوصا ان الصيغة هذه موجودة في القران في نص اخر .
 
ما الداعي لهذه الصيغة اذا كان المعنى هو المعنى في كتب العثمانين ، او كان عليه ان يفصل هذا المعنى بشكل اكبر .
لماذا لم يكن النص ( كتب عليكم القصاص في القتلى النفس بالنفس ) … و انتهى الموضوع .
 
كيف يستقيم ان يفرض الله على المسلم القصاص في القتلى ، امر واضح و صريح .. ثم يتحدث عن من يعفو ثم يطلب عدم التجاوز في القتل ؟
 
كيف يكون القصاص الحر بالحر والعبد بالعبد، والأنثى بالأنثى؟!
 
هل يعني هذا … اذا قتل الحر عبد فانه لا يقاصص به ، و هل اذا قتل الرجل انثى فانه لا يقاصص ؟!
 
جملة غير منطقية في الصياغة … و اكيد بان المعنى مختلف .
 
لكن كتب الطابعة العثمانية اوجدت مخرج لهذا التناقض، و كتبت للمسلم قصة الناسخ و المنسوخ ، و قالت ان الاية نزلت في السابق ثم نسخت بالنص ( النفس بالنفس ) .
 
كيف يكون سبب النزول هو حادثة تحكيم حول ديات قتلى وقعت في عهد النبي بين قبيلتين و قام النبي بمساواة ديات القتلى، بان الحر بالحر و العبد بالعبد و الانثى بالانثى ….. مع ان النص واضح :
 
كتب عليكم القصاص في القتلى ، و لم يقل كتب عليكم القصاص في الديات ؟
 
هذه القصة التي قدمتها كتب الطابعة العثمانية، هي محاولة اخرى لكنها اصعب و معقدة ………… لايجاد حل منطقي للمعنى المتناقض لجملة ( الحر بالحر و العبد بالعبد و الانثى بالانثى) .
 
لانه كيف يستقيم عدل الله ، مع هذا النص الذي يفرق بين القتلى الحر و العبد و الانثى ؟!
 
ايضا مادام النص يقول ( الحر بالحر و العبد بالعبد) ، فالمفروض بان النص ايضا يقول ( و الانثى بالانثى و الذكر بالذكر ) .
لماذا ذكر النص الحر ، و عكس الحر ( العبد ) ، و ذكر الانثى و لم يذكر عكس الانثى ( الذكر ) ؟!
ما علاقة كلمة ( اخيه ) بحكم عام عن القتل و القصاص ؟!
 
المفروض ان النص ( و من عفى ) بدون ذكر كلمة ( اخيه ) .
 
ايضا كلمة (القتلى ) في النص تبدو نوعا ما غريبة في سياق المعنى الشائع الموجود لدى الكثير …. او ليس هذا محلها .
لان النص هنا … قد جعل الحكم ياتي بعد وقوع الحدث ( القتل )، اي ان النص يريد وقوع الحدث ( المقتولين ) حتى يقول حكمه العام، و هذا غير منطقي … لانه من المفروض ان الحكم يستبق الحدث ….. أي كان من الاولى القول ( كتب عليكم القصاص في القتل).
 
اذا كانت كلمة (القتلى ) هم المقتولين …….. فالمقتولين فيهم اصناف كثيرة جدا : الرجل و الطفل و العجوز و الحر و العبد و الانثى و الذكر و الحامل و الخ .
 
فعلى اي اساس تم تصنيف القتلى ( الحر و العبد و الانثى )، هل الجنس ، ام العمر ، ام النوع ، او الترتيب المجتمعي ؟!….. ماهو التصنيف المرجعي الذي يمكن ان نتبعه حسب تصنيف القران، حتى نعمل قياس لو صادفتنا حادثة قتل من خارج هذه الفئات ؟
 
ماهي الخانة التي تجمع هولاء في تصنيف واحد ؟!
 
لماذا خصص القتلى في الثلاثة الاصناف ( حر و عبد و انثى) ، و لا يوجد اي قاسم مشترك بين الثلاثة .
 
لو اكتفي النص بجملة ( الحر بالحر و العبد بالعبد ) …… لعرفنا اساس التصنيف ….لكن لا يوجد شيء مشترك واحد بين ( الحر و العبد و الانثى ) .
 
ثم كيف يستقيم ان يكون المقتول انثى و القاتل رجل ، و نذهب لنفتش عن انثى حتى نقاصص بها … و لا تقل لي بان الموضوع ديات، لانه لو كان ديات لذكرت الكلمة في النص .
 
لا استطيع ان اتخيل نص ديني يشجع على القتل،ثم ياتي بحكم عام للجميع ….. هذا الحكم غريب جدا و لا يوجد فيه عدل .
دائرة مقفلة بلا خروج منطقي .
 
كل شيء غير منطقي وفق تفسيرات كتب الطابعة العثمانية
 
 
انظر ………… الى المكر الشديد الموجود في كتاب الطبري و هو يحذر و ينبه المسلم بانه لو قال احدهم بان كلمة ( كتبنا ) تعني الرسم و الخط الكتابي ، فهو باطل و يقدم برهان و دلائل من اشعار العرب على حد زعمه .
 
لان من ألف كتاب الطبري …. يعرف بان الكلمة ( كتبنا ) تعني فعلا الخط و الرسم الكتابي … و هو المعنى الحقيقي اليقيني القادر على اخراج المسلم من هذه الدائرة العبثية المغلقة. و فهم معنى اعلى نص مقدس لديه، و شرح النص باقتدار كبير. القادر على اخراج المسلم من لعبة شياطين الغرب و العثمانين التي طبقوها في المنطقة .
————————————
الان …. ما هو تفسير هذا السطر { يا ايها الذين امنوا كتب عليكم القصاص في القتلى ، الحر بالحر و العبد بالعبد و الانثى بالانثى} ؟
 
■ اولا …. اقرا هذا النص
 
{من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا }
نص واضح جدا، هذا هو الحكم العام المنطقي في قضية القتل، نفس ب نفس … و واضع هذا النص لا يمكن ان يقصد عكس هذه الفطرة في النص الاخر {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى } .
 
■ ثانيا … اقرا النصوص التي جاءت قبل هذا النص، حتى تتاكد اكثر بان الموضوع مرتبط بالكتاب، و بان كلمة كتبنا تعني الرسم الكتابي او الخط .
 
{إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم (174) أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة فما أصبرهم على النار (175) ذلك بأن الله نزل الكتاب بالحق وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد}
 
■ في المقال السابق طرحنا موضوع حول معنى ( و الجروح قصاص) ؟!
 
و طرحنا السؤال : كيف فهمت هذا النص
 
{ و كتبنا عليهم فيها ان العين بالعين و الانف بالانف والأذن بالاذن و السن بالسن و الجروح قصاص }
تقريبا انت هنا فهمت بان النص يحوي خمسة اشياء :
 
العين و الأنف و الاذن و السن و الجروح …. و بان الخطاب يامرنا بحكم القصاص في هذه الاشياء الخمسة .
 
بسبب ورود لفظة ( عين و انف و اذن و سن ) في الجملة القرانية انت اعتقدت باننا نسير في شكل متتابع ، ضمن موضوعات متعلقة بجسم الانسان، فعندما وصلنا لكلمة ( جروح ) … اعتقدت بانها تعني جمع جرح ( و هو القطع في الجسم ) .
 
تحدثنا في المقال السابق عن ملاحظة هامة .. و هي جميع الاشياء الخمسة وردت في النص بصيغة المفرد ماعدى كلمة ( الجروح ) و لتي وردت بصيغة الجمع …. و هذا جعلنا نطرح سؤال عن السبب، لانه من المفروض ان النص ( الجرح بالجرح ).
 
لكن لو حاولت ان تتدبر نص القران اكثر …. ستجد بان نص القران يتحدث عن اشياء نعرفها ( العين الانف الاذن السن ) كمثال عملي و تطبيقي ثم يعطينا قاعدة عامة نسير عليها في القيام بنفس هذا المثال لو صادفنا شيء اخر غير الاربعة الاشياء….. اي شيء ينطبق عليه صفة عامة …. نقوم بنفس الطريقة السابقة .
 
مثال :
 
لو كنت تملك حافلة كبيرة للمسافرين ، و صادفت اسرتين في طريقك ، توقفت لهم حتى يصعدوا و قلت لهم :
[ كل اثنين في كرسي ….الطفل بالطفل و المراهق بالمراهق و الاعمار قصاص ]
 
و هذه الجملة تعني .. بان العجوز بالعجوز ، و الذي عمره 40 سنة بالذي عمره 40 سنة .
 
في المثال نحن حددنا اساس القصاص و هو العمر.
 
و في هذا النص حددنا اساس القصاص هو الجروح و كلمة الجروح يدخل فيها ( العين و الانف و الاذن و السن و اليد و اللسان ..و الخ)
 
اذن
 
كل الجروح قصاص بالمثل …… اي ان القران اعطانا في البداية مثال على الطريقة ، ثم اعطانا في نهاية النص القاعدة العامة التي تسير بنفس الطريقة .
 
الان .. عندما تطالع رموز الكتابة التي سميت زورا الهيروغليفية ، ستجد بانها تحتوي رموز كثيرة جدا من كل ما حولنا تقريبا، لكن هناك اشياء مشتركة بين بعض الرموز ، و نستطيع جمع كل الرموز المشتركة في مجموعات معينة.
فمثلا :
 
تجد هناك رموز من اجزاء جسم الانسان ، و هناك رموز متعلقة بالجغرافيا ، و هناك رموز متعلقة بالنبات ، و الخ
و كلمة ( جروح ) يقصد بها مجموع الايات ( الرموز) المتعلقة بجسم الانسان، ( اللسان ، البطن ، اليد ، العين، الرجل ، الخ )
اذن عندما يقول النص القراني :
 
{وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن و الجروح قصاص }
فهذا يعني
 
وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن و اليد باليد و البطن بالبطن و اللسان باللسان و الراس بالراس …. الخ
 
خلاصة السطر القراني هو قاعدة عامة :
 
{كتبنا عليهم في التوراة القصاص في الجروح ، العين بالعين و الانف بالانف و الأذن بالاذن و السن بالسن }
 
الان …….عندما نطابق كلمة ( العين ) ب (الرمز التصويري العين)، و نطابق كلمة ( اذن) ب (الرمز التصويري الاذن) … و نطابق كلمة ( اللسان ) ب ( الرمز التصويري اللسان ) … الخ .
 
فهذه العملية تسمى بالقصاص …. التي يقصدها النص القراني .
 
القصاص هو : المطابقة بين شيئين متماثلين، و في القران يقصد المطابقة بين الكلمة و الاية اي مطابقة الكلمة بالرمز التصويري في الهيروغليفية الذي يماثلها او يطابقها .
 
اما الجروح فهي جمع جرح و هي اي جزء في جسم الانسان .
 
الان …… يحق لنا ان نفهم هذا النص القراني بهذه الصياغة الأخرى :
 
{و كتبنا عليهم القصاص في الجروح ، العين بالعين و الانف بالانف و الأذن بالاذن و السن بالسن }
 
لانه نفس المعنى الذي يؤديه النص الاصلي
 
{وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص}
صح ؟!
 
اذن …….. يحق لنا ان نعيد صياغة النص { يا ايها الذين امنوا كتب عليكم القصاص في القتلى ، الحر بالحر و العبد بالعبد و الانثى بالانثى }
 
الى الصيغة الاولى التي تشابه صيغة ( و الجروح قصاص )
 
{ يا ايها الذين امنوا كتب عليكم في التوراة ان الحر بالحر و العبد بالعبد و الانثى بالانثى و القتلى قصاص }
 
سيكون معنى القصاص هنا في هذا النص ( كتب عليكم القصاص في القتلى ) .. هو نفس المعنى السابق الذي تحدثنا به في النص السابق ( الجروح قصاص ) .
 
{ و كتبنا عليهم فيها ان النفس بالنفس و العين بالعين و الانف بالانف و الأذن بالاذن و السن بالسن و الجروح قصاص } = { يا ايها الذين امنوا كتب عليكم فيها ( التوراة ) ان الحر بالحر و العبد بالعبد و الانثى بالانثى و القتلى قصاص }
 
■ الان … السؤال الهام جدا :
 
الان دعني اصيغ لك النص بطريقة اخرى … و تخيل بان النص مكتوب بهذه الصيغة :
 
{ يا ايها الذين امنوا كتب عليكم في التوراة ان الحر بالحر و العبد بالعبد و الانثى بالانثى و القتلى قصاص }
فكيف ستفهم هذا النص ؟
 
هل ستفهم النص بنفس فهمك الاول للنص الاخر و الذي جاء لك من كتب الطابعة العثمانية ؟!
 
لنقل نعم
 
مادام …. و انك قد فهمت النص الاخر ( و الجروح قصاص) بانه يتحدث عن خمسة اشياء ( العين الانف الاذن السن الجروح )، فمن المفروض ان تفهم هذا النص بنفس هذا الشكل .
 
اي يجب ان يفهم هذا النص
 
{ يا ايها الذين امنوا كتب عليكم في التوراة ان الحر بالحر و العبد بالعبد و الانثى بالانثى و القتلى قصاص }
بانه يتحدث عن اربعة اشياء مختلفة ( الحر و العبد و الانثى و القتلى ) ، و لا توجد اي علاقة بين الحر و القتلى ، تماما مثل عدم وجود علاقة بين العين و الجروح .
 
صح ؟!
 
اذن كيف ستفهم النص بهذه الصيغة ؟!
 
ستفهم ان الحر بالحر و العبد بالعبد و الانثى بالانثى ، لكن لا تعرف ماذا يقصد بهذه الجملة ؟! ، كان يتحدث في موضوع اخر تماما و مختلف .
 
لكن عندما تصلى الى الجملة ( و القتلى قصاص ) ، فمنطقيا و بشكل سريع ستفهم هذا النص بسهولة جدا ، و بانه يعني عملية القصاص في القتل.
 
صح ؟!
 
اذا كانت الجملة الاخيرة مفهومة جدا، و بان القران يطلب مننا القصاص في القتل ، اذن ما معنى الحر بالحر و العبد بالعبد و الانثى بالانثى ؟
 
بهذه الصيغة فلا علاقة اطلاقا … لان الجملة الاخيرة تتحدث عن القصاص في القتل …. اما الجملة الاولى تتحدث في موضوع اخر لا علاقة له بالقتل .
 
لان النص يتحدث عن اشياء معينة و شيء اخر يسمى القتلى، اي ان صفة القتل غير مرتبطة بالحر و العبد و الانثى .
مثال :
 
هل منطقي ان نقول : خذ القلم الحبر و القلم الرصاص و الاقلام .
 
جملة غير صحيحة منطقيا … كيف اذكر كلمة الاقلام، و انا قد ذكرت القلم الحبر و القلم الرصاص .
لكن الجملة المنطقية ان نقول : خذ القلم الحبر و القلم الرصاص و الكتب .
 
اذن الكتب شيء مختلف تماما عن القلم الحبر و القلم الرصاص .
 
اذن فالقتلى شيء مختلف تماما عن العبد و الحر و الانثى .
 
و مادام ان كلمة ( القتلى ) شيء مختلف عن بقية الاشياء، فالعبد و الحر و الانثى لا يحملون صفة القتل ……… اي ان القصاص هنا موضوع مختلف .
 
هذا حسب المنطق السابق
 
لكن انتظر ………. لماذا لا نفهم النص كما هو قبل ان نصل الى جملة ( و القتلى قصاص ) ؟!
 
اي …… كتبنا عليكم في التوراة ان الحر بالحر و العبد بالعبد و الانثى بالانثى .
 
اي كتابة عادية ….هنا ستبدا المسالة تتضح كثيرا ، بانها كتابة عادية جدا ، و لا علاقة لها بالقتل .
 
■ الان دعنا نقوم بعملية مقارنة في فهم النصين
 
النص الاول {وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص}
 
النص الثاني { يا ايها الذين امنوا كتب عليكم ان الحر بالحر و العبد بالعبد و الانثى بالانثى و القتلى قصاص }
 
انت في النص الاول تفهم المعنى جيدا بان الله يخاطب اليهود و معني بهم، و بانه قد كتب على اليهود في التوراة حكم القصاص ، لكنك في النص الثاني عندما يخاطبك الله و يقول يا ايها الذين امنوا كتب عليك القصاص في القتلى ، فانت لا تريد ان تفهم ابدا بان الله كتب عليك في التوراة حكم القصاص ايضا، و تعتقد بان التوراة شيء غير متعلق بك .
الله كتب عليهم في التوراة ، لكن اين كتب الله عليك يا ايها المسلم القصاص في القتلى ؟!
 
في التوراة طبعا
 
انت في النص الاول تعتقد بان الله انزل على اليهود كتاب التوراة، لكنك في النص الثاني لا تعتقد ابدا بان الله انزل عليك كتاب التوراة.
 
انت في النص الاول الاول فهمت القصاص في خمسة اشياء، لكنك في النص الثاني فانت و بشكل مؤكد ستفهم القصاص بانه متعلق بشيء واحد و هو القتل، بينما الاشياء الاخرى لا علاقة لها بالقتل .
 
انت في النص الاول فهمت ان الموضوع حكم قضائي قصاص في عملية تلف جزء من جسم الانسان، و في النص الثاني فهمت القصاص في القتل اين كان .
 
انت في النص الاول فهمت ان القصاص سيكون ايضا للعين و الانف و الاذن و السن و الجروح، بالرغم من ان القصاص ارتبط بالجروح فقط ، لكنك في النص الثاني ستفهم القصاص سيكون في بالقتل، لان القصاص ارتبط بالقتلى ، بينما العبد و الحر و الانثى لا علاقة له بالقتل .
 
بالرغم ان الصيغتين متشابهتين و متطابقتين، لكن منطقك مختلف في فهم معنى كل نص .
 
تناقض … صح ؟!
 
———————————————-
الان ستتضح كلمة ( القتلى ) كما اتضحت كلمة ( الجروح ) في
النص الاول، القتلى هو تصنيف مجموعة من الايات ( الرموز الموجودة في نقوش مصر المسماة زورا الهيروغليفية ).
 
يا ايها الذين امنوا كتب عليكم القصاص في القتلى :
 
اي …. يا ايها الاميون الذين امنوا ……… كتب عليكم المطابقة في ايات الكتاب التي في مجموعة المصنفة القتلى،الطيور التي تقتل القتلى … بالطريقة الاتية : الحر بالحر و العبد بالعبد و الانثى بالانثى .
 
كتب عليكم القصاص في القتلى كما كتب عليكم القصاص في الجروح …. تماما ………اي يجب ان تقوم بنفس العملية التي قمنا بها في المثال السابق ( العين بالعين و الانف بالانف …. ) .
 
الان …. انظر الى هذا الطائر المرسوم في الصورة داخل الدائرة الحمراء .
 
هذا الطائر ………. يعرف في بعض مناطق مصر خصوصا الارياف باسم الحر .
 
هذا الطائر كان يعرف في كل المنطقة … قبل دخول نابليون و جنوده باسم ( الحر ) .. و مازال حتى اليوم يعرف في العراق و سوريا و حتى المغرب …( طائر الحر )
 
و مادام كتب علينا القصاص في القتلى الحر بالحر فعلينا الان :
 
ان نطابق كلمة ( الحر ) ب (الرمز التصويري لطائر الحر ).
 
الان انظر الى ترجمة شامبليون و الغرب لهذا الرمز ، و كيف كتبوا اسمه (حورس ) …. على اساس انه كان اله يعبد في مصر .
 
القران كلام الله … و يقول لنا بان ( الحر ) اية ( رمز) في كتاب الله مثل بقية الايات ( الرموز ) الاخرى كا ( رمز الاذن ) و ( رمز اليد) ، خط كتابي ، و ليس اله و لم يكن يعبد ابدا قديما، و هذا يدل على ان مجسمات هذا الطائر في مصر، ليست تماثيل للعبادة، بل مجسمات له كزينة ، فمن شدة ارتباط الناس بهذا الطائر قاموا بتصويره …… اي ان الموضوع ليس قداسة او عبادة التي اخترعها شامبليون و شلة الغرب ……… بل اية مثل الصور التي نلتقطها الان للاشياء تماما كما نلتقط صورة بالكاميرا لهذا الطائر و نحتفظ بها .
 
اصبح طائر الحر ( حورس شامبليون ) ضمن اوامر الله علينا، بان نطابق اسمه ( الحر ) ب ( الرمز التصويري لطائر الحر ) .
لكن لماذا تعمد الغرب تسميته ب ( حورس ) ؟
 
طبيعي جدا .. لو تم تسمية هذا الطائر بنفس القيمة الصوتية ( الحر ) الموجودة في مصر و المنطقة ، فان وقع الكلمة في النفس لن يوحي بفكرة كون الطائر كان يعبد في مصر اله مصر، لان الكلمة مازالت متداولة في الحاضر و مازالت محسوسة ، و ندرك القيمة المعنوية لكلمة الحر .
 
لكن عندما نضيف للكلمة حرف ( س ) الموسيقي او سين ابليس، سيكون وقع الكلمة مختلف في النفس ….. سيكون وقعها في النفس كانه عالم سحري اسطوري من عوالم اليونان الساحرة الخيالية ، و يمكن بعدها اقناع الناس بسهولة بان حورس كان اله قديم يعبده المصريين قديما.
 
الغرب يريد تماما ان يخرج الناس من الواقع و يدخلهم الى الفضاء السحري اليوناني المليء بكلمات موسيقية ساحرة تنتهي بالسين ، الغرب لا يريد ان يربط الناس بين الحاضر و الماضي بأي كلمة مازالت مستخدمة لديهم .
 
لان ارتباط الناس بالماضي من خلال اي شيء موجود في الحاضر، يعني بانهم سيمتلكون الماضي و الارض،بينما عدم ارتباط حاضر الناس مع الماضي الحقيقي، يعني بان ماضي الناس هو ملك الغرب و الارض ملك الغرب .
 
و لان هذا الطائر كان مرتبط جدا بالانسان في المنطقة ، حرف الغرب اسمه و جعلوه كاله كان يعبد قديما .
 
لقد قام الغرب بصناعة انسلاخ للمجتمع مع البيئة و الواقع و ميراث الاجداد ………… تماما كما انسلخ السامري شامبليون من ايات الله .
 
و تستطيع ان تستشعر مشروع الانسلاخ الذي طبقة الغرب علينا ، عندما تقرا رد شخص قام برفع مقال حول حورس الذي كتبه الغرب …… و بان الهيروغليفية هي حور غليفية …فعلق عليه شخص اخر بالقول : ان هذا الطائر يعرف في تونس و الجزائر باسم الحر .
 
فسخر صاحب المقال جدا ، و قال : بان اسمه حورس و لا علاقة له بكلامه، لانه اسم الهة عبدها المصريين، و يمكن ان المصرين امتدت دولتهم الى هناك و اخذوا اسمه من المصرين و حرفوه الى الحر .
 
كاتب المقال و المعلق لم يفهما بعد ….. بان العالم قديما لم تكن تحكمه قوانين اليوم ….. لم يكن يعرف اطلاقا اي حدود سياسية مثل اليوم و الارض كانت واحدة ، و الناس كانوا امة واحدة .
 
ايضا كاتب المقال مؤكد بانه لم تخطر على باله فكرة ان ترجمات المحتل الغربي مزيفة ……….. لكننا نحب المستورد دائما و لدينا حساسية شديدة من البلدي او المحلي … لانه مش شيك و كيوت و موسيقي، هذه ثقافة زرعها المحتل، و انعكست على نظرتنا للاشياء في البيئة و الطبيعة من حولنا .
 
و هذه الثقافة نجدها كثيرا عند اصحاب القبعات الامريكي، جماعة زاهي حواس و بقية شلة التاريخ اليوناني .
 
———————————————-
ماذا يعني هذا ؟!
 
لاننا نهتم كثيرا …… في التفكير في المعلومة و طرق البحث عن المعلومة اكثر ، فالنتيجة السابقة التي وصلنا لها ستساعدنا في تطوير منهج البحث العلمي لنا .
 
كيف ؟
 
■ اصرار كتاب الطبري …… على تنبيه المسلم اثناء تفسيره لهذه الاية، و نفي قاطع لمن يقول بان كلمة (كتبنا ) تعنيا الكتابة ،. يدل على اننا داخل لعبة كبيرة محبوكة بعناية، و هذا يمنحنا نقطة هامة جدا، حول طريقة التعامل مع كتب الطابعة العثمانية . لان جل كتب الطابعة العثمانية كانت مشروع ذكي لتحريف مفردات القران في عقل المسلم، و عندها سندرك اثناء بحثنا في كتب الطابعة العثمانية، الى اي مكان يريد اول من كتب هذه الكتب ان يجرنا اليه، ولماذا … هذه النقطة هامة في ادراك الوعي قبل عملية التحريف و مقارنتها بالواقع و نصوص القران .
■ طائر الحر ….. لم يكن يعرف قديما في اي بقعة جغرافية من المنطقة الا بهذه التسمية، و لم يكن ا
حد يطلق عليه تسمية الصقر.
 
كلمة صقر ….. كلمة حديثة جدا، دخلت الينا في فترة حديثة و تحديدا في فترة تواجد العثمانين في المنطقة، و اعتقد انه بسبب شهرة هذا الطير و ارتباطه بالانسان في المنطقة ، تعمد المشروع تحريف اسم هذا الطائر ……… من اجل تحريف وعي الانسان في المنطقة مع بيئته …. لذلك تجد بان كلمة صقر منتشرة كثيرا على لسان سكان مدن المنطقة …. بسبب مناهج التعليم المقيدة بقواميس الطابعة العثمانية .
 
هذه الحقيقة الزمنية …. تجعلنا نصل الى قاعدة جديدة تضاف الى منهجنا ….هذه القاعدة تقول : بان اي كتاب عربي يذكر فيه لفظة صقر او يطلق على هذا الطائر باسم صقر … و قيل لنا بان هذا الكتاب قد اؤلف قبل 1000 سنة او قبل 600 سنة،فهو كذب بلا شك .. الكتاب اؤلف في فترة حديثة جدا .
 
و هذه القاعدة ….. ستساعدنا كثيرا في غربلة كتب التراث التي وصلت لنا عبر الطابعة، لانها تعطينا مقياس زمني ندرك عبره زمن النص
.
و هذه النتيجة المثبتة ……….. يمكن تطبيقها على قصة صقر قريش … عبد الرحمن الداخل … و التي يقال بان عمرها 1200 سنة، فمن الاستحالة ان الناس في ذلك الوقت في كل المنطقة كانوا يطلقون على اسم طائر الحر باسم الصقر .
و حتى تتاكد اكثر من ان كلمة (صقر ) حديثة، و بأن قصة صقر قريش كتبت حديثا .
 
الم تسال نفسك لماذا لقب عبد الرحمن الداخل ب صقر قريش ؟
 
لماذا اطلقوا على هذا الرجل لقب صقر قريش … لماذا انتظرت قريش كل هذه المدة حتى يظهر فيها رجل و يلقب بصقر قريش ، لماذا لم يظهر اللقب في فترة تواجد الامويين في مكة ؟!، و لماذا تحديدا صقر قريش، و ليس اسد قريش مثلا ؟! ، لماذا لقب بهذا الاسم و لم يلقب باسم اخر ، و ما هي دلاله هذا اللقب ؟!
 
● وصفت كتب التاريخ عبد الرحمن الداخل بانه كان اشقر و طويل و نحيف و اعور، و اخشم (طويل الانف) و له ضفيرتين.
 
صقر اعور ؟!
 
هذا الوصف يشابه تماما ما ترجمه الغرب من نقوش مصر ، و خيال الغرب الذي رسمه لشخصية الاله حورس و كتب لنا قصة الاله (حورس) و الذي كان بهيئة الصقر ….و الاله (حورس ) قد خاض معركة مع الاله (ست) ، و قام فيها (ست) بفقع احدى عيني( حورس) ، فاصبح بعدها اعور .
 
عبد الرحمن ( صقر قريش) … كان اعور و اخشم ( طويل الانف) و يملك ضفيرتين، حور ( الصقر ) الاعور صاحب المنقار ( الاخشم) و بضفيرتين. و الاله حورس ( الصقر ) كان يرمز له بقرص الشمس و يقال بانه ابن اله الشمس، و عبد الرحمن الداخل (صقر قريش) هو من بني عبد شمس.
 
و مؤنث اسم حور ( الصقر) سيكون حوراء ….. هل تعلم بان زوجه عبد الرحمن الداخل ( صقر قريش) ( حور ) كان اسمها حوراء ؟!
وفق منطق مترجم
 
اي نصوص الغرب التي استخرجوها من نقوش مصر ……. فكاتب قصة ( صقر قريش ) أختار لحور (حورس ) زوجه، و اختار لها الاسم المؤنث لكلمة ( حور ) و هو حوراء .
 
هذا التشابهة بين صقر قريش و حورس شامبليون في الاوصاف، يؤكد بان هذه التسمية ظهرت في تلك الفترة، و قد كتبت رواية صقر قريش في تلك الفترة، و تم تجسيد العالم السحري لحورس الذي كتبه الغرب بشخصية ……. كبطل شعبي خرج من جغرافيا مكة المراد ان تكون مركز المنطقة، البطل الذي يقوم بفتوحات .
 
■ ايضا هذا النتيجة المثبتة تجعلنا نعارض كلام لصديق عراقي قرأته في منشور له، و ارجو ان لا يغضب منه.
 
عندما قال فيه بان جملة : ( الحر تكفيه الاشارة) مقولة متوارثة تعتبر مثلا دارجا في الكلام وهي في الأصل من مخلفات الدولة الأموية والعباسية في تاريخنا وقد استهدفت بها شخصية فذة من أنصار وصحابة الإمام الحسين عليه السلام و هو ( الحر بن رياح ) .
 
غير صحيح اطلاقا
 
لان ( الحر تكفيه الاشارة) مثل عربي اصيل …….. و لا يقصد به شخصية رجل ، بل يقصد به ( طائر الحر ) ، لان طائر الحر فعلا يفهم بالاشارة …….. اي تكفيه الاشارة للقيام بالعمل الذي يطلبه منه صاحبه.
 
لان طائر الحر ارتبط ارتباط شديد بسكان المنطقة، مثل بقية الحيوانات الاخرى الخيل و البعير ، و هذا الارتباط افرز امثال و حكم و اوصاف ، بل ان الناس هنا استعاروا اسمه كألقاب و اسماء لانفسهم .
 
و من هذا الارتباط بين الانسان مع محيطه .. قام المشروع الغربي عبر العثمانين بصناعة قصص و روايات خيالية عديدة … قصص تحوي كثير من المسميات و الالفاظ من بيئة المنطقة الموجودة في لسان الناس ..حتى يزيد ارتباط الناس بتلك القصص الوهمية ، لان مسميات القصص موجودة في البيئة و لهذا يجد الناس لدينا صعوبة من الخروج من تلك القصص التي لم تحدث ، و لم يكتفي بهذا الشيء …… بل وضع داخل تلك القصص كم كبير من الاسماء المحرفة و المقلوبة عن الاسماء التي على لسان سكان المنطقة، لبلبلة لسانهم و صناعة وعي محرف خاطىء .
 
و هذه النقطة تجعلنا نذهب الى موضوع ( الحر بن رياح )، لان صديقنا و اخونا من العراق كتب موضوع … له علاقة بموضوع يشغل الجميع حول اتجاه القبلة في المساجد القديمة ، و تحدث فيه عن قبلة المسجد الذي يحوي قبر ( الحر بن رياح ) و بانها متجهة نحو قبر الامام الحسين و ليست نحو مكة .
 
و اجلت التعليق عليه حتى يكون الرد عليه في هذا المقال .
 
اولا …. مسجد الحر بن رياح .. يبدو حديث جدا ، نمط معماري حديث جدا .
 
ثانيا … هل يعقل بان شخص قتل في نفس المعركة مع الامام الحسين … ثم تفترض مسبقا بان قبره لابد ان يكون نحو قبر الامام الحسين ، و بان الرجل لابد ان يختار مسجده الى جهة ما لم تحدد بعد .. لانه قتل في نفس المعركة .
لو كان الحر بن رياح قتل بعد الامام الحسين بفترة طويلة، سيكون منطقي لو قلنا بانه اراد ان يكون قبره نحو قبر الحسين .
 
القصة حديثة جدا و عمرها من عمر نابليون
 
لماذا ؟
 
لاحظ كيف ان هذه التسمية ( الحر بن رياح) ….. و كانها تسمية لطائر الحر الذي يطير مع الرياح، لقد نسب طائر الحر للرياح، ابن الرياح … فجاءت التسمية ( الحر بن رياح ).
 
او كان يمكن تسميته ( الحر بن السماء ) او ( الحر بن طيران ) الخ
 
لاحظ ايضا …….. ( الحر بن رياح ) كان من انصار و صحابة الامام الحسين …. و قصة الامام علي و الامام الحسين و صراعهما مع ( معاوية و يزيد ) ، تشبه تماما قصة حورس ( الحر ) في صراعه مع ست ( الكلب – العوي = المعاوي ) ، و التي استخرجها الغرب من نقوش مصر .
 
اما الدليل الذي يشير دائما الى تلك الفترة في كل المنطقة، عمر نابليون .
 
فحسب التاريخ المعاصر فقبر الحر بن رياح .. من اكتشافات الدولة الصفوية، و اول ترميم له تقريبا في العام 1800 على يد سلالة من الاتراك القاجارين .. و اعتقد بانه لم يكن ترميم بل هو البناء الاول له .. بداية بناء الابنية في المنطقة .. لتجسيد الرواية التي ستنشر و تصبح وعي الناس .
 
لان التوراة اقدم خط كتابي في المنطقة، صنع المشروع من نصوصها ترجمات محرفة و مزيفة و سحرية يونانية، ثم قام بتاليف قصص عربية شعبية مشابهة لها بتسميات متنوعة و متعددة ، حتى لو قرانا ترجماته المزيفة نعتقد بان هذه القصص لها اصل قديم، اي انها تراث اصيل . و الحقيقة لم يكن احد في العراق يعرف قصة شخص اسمه الحر بن رياح قبل 300 سنة اطلاقا .
 
لان معظم الابنية في المنطقة و التي عليها مسميات شخصيات موجودة في قصة مكة ….. هو مخطط لتجسد قصتهم التاريخية الوهمية للمركز الجديد مكة على الواقع … حتى يصعب خروج الناس من تلك القصة
 
{وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون}
 
اذا كان الحر تكفيه الاشارة ، فالمؤمن تكفيه أية.
—————————–
لكون المقال مرتبط بطائر الحر ، تذكرت ابيات شعر شعبي، كنت اسمعها دائما على لسان جار لي، و احببت ان أذكرها لكم هنا :
 
يا الله يا من على العــرش اعتليت ¤¤¤¤ وعالم كـــــــل ما عبـــدك نوى.
خالق ومن بعــــــدما بتخلق كفيت ¤¤¤¤ مسلم و كـــــافر ورازقهم سواء
انت الذي لخطأ العبد عفيت ¤¤¤¤ و حافظ الطير وسط الهواء
 
—————————–
{ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم (129) ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين }
 
اعرف بان الكثير يريد معرفة بقية الايات … العبد و الانثى ، و تفسير بقية النص ( فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان ذلك تخفيف من ربكم ورحمة فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم)
 
لكن ان شاء الله في مقال اخر
 
 

اترك تعليق