ما معنى القصاص - الجزء الثاني

ما معنى القصاص – الجزء الثاني

2019-08-29
 
 
{وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص فمن تصدق به فهو كفارة له ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون}
 
سنقوم بعمل ملخص بسيط للمقال السابق في عدة نقاط :
—————————————————–
 
■ في المقال السابق … طرحنا عدة أسئلة منطقية و بمرجعية القران نفسه اوصلتنا الى الحكم الموجود في التوراة الذي طلب من الرسول التحكيم فيه هو حكم القصاص و ليس حكم الزنا، و هو الحكم الموجود في الاية هذه .
 
و قلنا بانه بالرغم من كون هذا النص هو النتيجة المنطقية التي وصلنا لها، الا ان هذا النص مليئ باسئلة عديدة، و نقاط غير منطقية و هي :
 
– لماذا الصيغة ( كتبنا ) و ليس (حكمنا او فرضنا )على حسب تفسير كتب التراث ؟!
 
هل كلمة كتبنا تعني فرضنا ؟
 
لكن هناك في القران نفس الصيغة تماما ، و تعني الكتابة
 
{ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر}
 
فلماذا كلمة كتبنا هنا تعني فرضنا، و في الايات الاخرى تعني كتابة ؟!
 
هل يقصد بكتبنا هنا الكتابة العادية … اي الخط الكتابي .
 
– لماذا الصياغة غير واحدة في الحكم ؟
 
كتبنا عليهم فيها ان النفس بالنفس و العين بالعين ….لكن عندما وصل النص لكلمة الجروح .. قال ( الجروح قصاص )
المفروض ان الاية منطقيا ( الجروح بالقصاص )
 
العين بالعين و الانف بالانف … و الجروح بالقصاص
 
جملة : الجروح قصاص … غير منطقية بصياغتها .
 
هذه الجملة كانها تصف او تسمي الجروح بانها قصاص .
 
– ما علاقة ( فمن تصدق به فهو كفاره له ) بالموضوع ؟
 
لانه حسب تفاسير كتب التراث العثماني بان معنى الاية :
” من تجاوز عن حقه في الاقتصاص من المُعتدي فذلك تكفير لبعض ذنوب المعتدى عليه وإزالةٌ لها. ومن لم يحكم بما أنزل اللّه في القصاص وغيره، فأولئك هم المتجاوزون حدود اللّه.”
 
ما علاقة التصدق ب( التجاوز ) حسب تفاسير كتب التراث، ما علاقة ان تتجاوز عن حقك او تعفو عن القصاص بكفارة لك ؟
 
لو كانت الجملة الشرطية تعني ( من يعفو عن حكم القصاص )، فان الجواب المنطقي لهذه الجملة سيكون هو ( فهو اجر له )، و ليس ( فهو كفارة له ) .
 
ثم على من تعود الهاء في ( به ) ؟!
 
– الم يكن يستطيع الوحي الخطاب بصيغة اكثر وضوح و يقول : وفَرَضنا عليهم في التوراة أن النفس تُقْتَل بالنفس، والعين تُفْقَأ بالعين، والأنف يُجْدَع بالأنف، والأذُن تُقْطع بالأذُن، والسنَّ تُقْلَعُ بالسنِّ، وأنَّه يُقْتَصُّ في الجروح ؟!
 
■ و توصلنا الى ان التفسير المنطقي الصحيح للنص :
 
بان هذا النص ……. لا تتحدث عن قضية جنائية كما زيفت كتب التراث العثماني عقل المسلم ، بل تتحدث عن حكم الكتابة في التوراة .
 
و بان هذا النص في القران الكريم ….. يقصد بعض رموز الموجودة في نقوش مصر التي تسمى زورا الهيروغليفية ( عين انسان ، انف انسان ، اذن انسان ، سن انسان )
 
■ و قلنا .. بانن الاربعة الرموز الموجودة في مقوش مصر ( العين و الانف و السن و الاذن ) … هي الايات التي يعنيها الوحي في النص السابق …{ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}.
 
( العين ) اية من ايات كتاب الله
(الانف) اية من ايات كتاب الله
( الاذن ) اية من ايات كتاب الله
(السن ) اية من ايات كتاب الله
 
و الوحي يخاطبنا حول هذا الايات في كتاب الله ، بلسان عربي مبين من اول كتابتها، و من قبل غزوة نابليون و الغرب للمنطقة .
 
و عندما يقول النص القراني كتبنا عليهم فيها ان العين بالعين
 
فهو يقصد …. كتبنا عليهم في التوراة ان تكتب بالشكل الاتي :
 
يكتب ( عين ) ب ( رسمة عين انسان ) ………… او بمعنى اخر ( رسمة عين انسان ) تكتب و تقرا (عين ) ….. و لا تكتب او تقرا ( ايرت ) حسب ترجمة شامبليون .
 
و لا نكتب الرمز (رسمة انف انسان ) ( فنج ) حسب ترجمة شامبليون، بل نكتب اية ( رسمة انف انسان ) (انف) و نقراها (انف)
 
و لا نكتب الرمز (رسمة اذن انسان ) ( مسدر ) حسب ترجمة شامبليون، بل نكتب اية ( رسمة اذن انسان )( اذن ) و نقراها ( اذن)
 
و لا نكتب الرمز (رسمة سن انسان ) (سبت) حسب ترجمة شامبليون، بل نكتب اية ( رسمة سن انسان ) (سن) و نقراها (سن)
 
العين بالعين و الانف بالانف و الاذن بالاذن و السن بالسن .
 
{وكذلك أنزلناه حكما عربيا ولئن اتبعت أهواءهم بعدما جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا واق ¤ لسان الذي يلحدون اليه اعجمي و هذا لسان عربي مبين }
 
هذا ملخص المقال السابق .
 
——————-
الان
 
لنعود الى الاية السابقة
 
( و الجروح قصاص )
 
ما معنى القصاص؟
 
كلمة القصاص حسب الكتب الذي وصلت للمسلم من الطابعة العثمانية هي من رسخت معنى القصاص بانه حكم قضائي .
 
فعندما نقول اليوم كلمة القصاص، فنحن نقصد : الاعدام .
 
في البداية اعتقد بانه من المستحسن الاطلاع على ما قالته كتب الطابعة العثمانية حول معنى كلمة القصاص ، حتى ندرك جيدا طبيعتها …… و بانه قد كتب من قبل وعي متعمد يريد صناعة فساد في عقل المسلم .
 
● القصاص في قواميس اللغة العربية .
 
القص: تتبع الأثر، يقال: قصصت أثره، والقصص: الأثر. قال تعالى: {فارتدا على آثارهما قصصا} {وقالت لأخته قصيه}، ومنه قيل لما يبقى من الكلإ فيتتبع أثره: قصيص، وقصصت ظفره، والقصص: الأخبار المتتبعة، قال: ﴿إن هذا لهو القصص الحق﴾ و القصاص: تتبع الدم . قال تعالى: ﴿ولكم في القصاص حياة﴾
 
القصاص هو التتبع. والقصاص مأخوذ من قص الأثر، وهو تتبعه،
 
ومنه القاص لأنه يتبع الآثار، والأخبار، وقص الشعر أثره، فكأن القاتل سلك طريقا من القتل فقص أثره فيها، ومشي علي سبيله فيها، ومن ذلك قوله تعالي(فارتدا علي آثارهما قصصا)(سورة الكهف) وقيل القص القطع، يقال قصصت ما بينهما، ومنه أخذ القصاص، لأنه يجرحه مثل جرحه، أو يقتله به، ويقال أقتص الحاكم فلانا من فلان، وأباده به فأمتثل منه أي اقتص منه .
 
● القصاص في الفقه الإسلامي، هو:
 
عقوبة مقدرة شرعا، تقضي بمعاقبة الجاني بمثل ما فعل.
 
● الحكمة من مشروعية القصاص :
 
شفاء غيظ المجني عليه أو أوليائه، ويمنعهم من طلب الثأر أو محاولة الانتقام. فالجاني سيشعر بالخوف و الاضطراب والتردد عند فعل الجريمة إن علم أنه سيعاقب عليها بالقصاص.القصاص فيه حياة للمجتمع القصاص هو حكم الله في الأرض في حالة القتل المتعمد دون مبرر لهذا الفعل وهناك أيضا: التعزير
 
——————
اذن حسب قواميس كتب الطابعة العثمانية :
 
كلمة (قصاص) ….. اصلها من كلمة (قص) تتبع الاثر
 
و ( القصاص ) …. هو التتبع …. اي تتبع الدم
 
وقيل ( قصاص) …… اصلها من كلمة ( قص ) اي قطع …….. يقال قصصت ما بينهما، ومنه أخذ القصاص، لأنه يجرحه مثل جرحه، أو يقتله به، ويقال أقتص الحاكم فلانا من فلان، وأباده به فأمتثل منه أي اقتص منه .
 
اذن السؤال المنطقي :
 
اذا كان اصل الكلمة هو( تبع او قطع ) ….. فما علاقة هذا المعنى بكلمة القصاص الموجودة في القران، و السياق الذي ترد فيه هذه الكلمة ؟
 
ماهو المعنى المقصود لو قلنا بان : الجروح تتبع .. او … الجروح تتبع الدم .. او … الجروح قطاع .. او الجروح تقطيع ؟!
 
حتى لو افترضنا ان اصل الكلمة هو ( تتبع او قطع ) ، فلا يوجد اي علاقة بين الكلمتين ( تتبع او قطع ) …… بمعنى اخر لو اتفقت القواميس على كلمات متشابهة لقلت فعلا قد تكون معنى واحد ، اي لو الكلمة الاولى تعني ( تبع ) ، و الكلمة الثانية تعني ( مشى ) لكانت المعاني متقاربة، و عندها يبدو ان الكلمة متعلقة بمعنى مشترك واحد .
 
حتى لو افترضنا ان اصل الكلمة هو ( تتبع او قطع ) …..و المعنى البعيد لكل كلمة قد تحول الى مجاز او كناية، ليوافق سياق جملة ( و الجروح قصاص ) ……. فان المعنى البعيد لكل كلمة يصعب ان يلتقيان على مجاز او كناية واحدة تقصد معنى كلمة قصاص في الجملة ( و الجروح قصاص ) .
 
اذن … ما معنى القصاص ؟
 
نحن الان لسنا في موضوع فقهي ، بل نحن في موضوع لمعرفة معنى كلمة قصاص .
 
حسب منهجنا …..لا قيمة معرفية حقيقية اطلاقا ، لقواميس اللغة التي طبعتها المطبعة العثمانية.
 
و لان منهجنا لا يهتم في المعلومة فقط …… بل يهتم اكثر في التفكير و طرق البحث عن المعلومة ، فاسمحوا لي ان اضع هنا في هذا المقال الاسباب الجوهرية حول فساد قواميس اللغة :
 
1- لا استطيع ان اتخيل بان قبل 1200 سنة و هناك من كتب قاموس للغة بأحجام كبيرة، اين هي مخطوطات تلك القواميس؟!، فنحن لم يصل الينا الا كتب مطبوعة بالة حديثة عمرها قريب . هل تستطيع ان تتخيل شكل و حجم المخطوطة لكل قاموس ؟! ،و لا استطيع ان اتخيل قيام شخص بعمل هذه القواميس بمجهود شخصي، هذا عمل تقوم به دولة و مركز حاكم .
 
2- معظم من كتب لنا كثير من القواميس و قواعد النحو ليسوا من العرب، فكيف يعقل بان شخص غير عربي يكتب قواميس و يخطط لنا قواعد اللغة و يفرضها على مفردات و قواعد القران ؟!
 
3- تحدثنا سابقا بالتفكير المنطقي و الواقعي يقول بان هذا الخط الذي نكتب به حديث و ليس قديم، و بان رسم المصحف بهذا الخط تم في فترة حديثة ،و لان اعلى نص مقدس كتب بهذا الخط ففرضت هذه الحالة على كل المنطقة الكتابة بهذا الخط. و هذا يجعلنا نطرح سؤال منطقي : كيف كتبت اذن تلك القواميس، و باي خط كتبت تلك القواميس ، اذا كان كتبت بهذا الخط فهي قواميس وضعت في فترة حديثة نسبيا .
 
4- القواميس جعلت الانسان العربي عند تفكيره في اي موضوع متعلق باللغة او البحث عن معاني مفردات لكلمات القران، جعلته دائما يفترض فضاء تخيلي في دماغة محصور في بقعة جغرافية ضيقة جدا، و في تلك البقعة يوجد داخله مجتمع بشري صغير جدا و هم محاطون بسياج لا يغادرونه،و توجد كل قواميس اللغة التي وصلت لنا اليوم في لسان ذلك المجتمع. و هذا الشيء جعل العربي عاجز عن الخروج من ذلك السياج اثناء فهمه للغة او بحثه في معاني مفردات القران ، و لذلك فهو يلتزم بكل ما جاء في تلك القواميس، حتى لو هي تناقض لسان اليوم. و دائما جوابه : في لغة العرب كانوا يسمون هذا الشيء بكلمة كذلك ، او يطلقون مثل او جملة على معنى ما.
 
اذا كان 400 مليون انسان اليوم في المنطقة ليسوا عرب ، فمن هم العرب هولاء الذين يتكلمون عنهم دائما عندما يقولون قالت العرب قديما ؟!
 
لا يوجد جواب … فضاء تخيلي فقط
 
هذه الحالة اخرجت الانسان العربي من الواقع، و ادخلته داخل فضاء تخيلي افتراضي، يوجد داخله كل هذه الكتب التي وصلت لنا بما فيها قواميس اللغة، و جعلته ملتزم بالتفكير و البحث داخل هذا الفضاء حول اي معلومة .
 
و لكي يبحث الانسان المسلم العربي عن معنى كلمة القصاص في القران … فانه سيبحث عنها داخل هذا الفضاء التخيلي المحاط بالسياج الشائك ، و لا يستطيع ان يغادره، بل لا يريد ان يغادره و يبحث من واقعه و لسانه .
 
5- نحن نعتقد و بصورة مؤكدة بان اللسان العربي هو لسان الانسان الاول في المنطقة ، و هذا اللسان راسخ رسوخ عميق في المنطقة، و هذا الرسوخ .. من الطبيعي جدا ان يخرج منه نص القران الكريم بلسان عربي ….. لان لسان القران لم يخرج حسب الصورة التي قدمتها لنا كتب الطابعة و التاريخ الغربي، بانه لسان الفتوحات الاسلامية ، بل لانه لسان الهجرة الاولى و الاستيطان البشري الاول في المنطقة .
 
و هذا الشيء يفرض علينا منطقيا البحث عن معنى الكلمة في لسان سكان المنطقة … و ليس في قواميس اعاجم حرفوا معاني اللغة …… لان سكان المنطقة هم الوريث الشرعي و الواقعي و الحقيقي لهذا اللسان …. خصوصا في الارياف و المناطق البعيدة عن المدن .
 
————————————
ما معنى كلمة قصاص ؟
 
لان من وضع تلك القواميس ليسوا من المنطقة، بجانب ان هناك تعمد من قبل من وضع تلك القواميس على تحريف معاني مفردات القران بعد ان نسبوا لها زمن قديم، فهو لا يستطيع ان يفهم اللسان العربي و التفريق بين الكلمات .
ف تشابه الكلمات في الرسم الكتابي لا يعني ابدا بان الكلمات من اصل واحد او جذر واحد .
 
هذا تفكير مضحك و غير علمي و غير واقعي، و هو التفكير الذي سارت عليه القواميس، و هذا يعني بان مؤلفي القواميس لم يكونوا يستمعون للسان العربي عندما وضعوا تلك القواميس ، بل كانوا في غرفة يكتبون مفردات قواميس حسب مزاجهم او من اجل خداع الناس بسبب التشابه بين الكلمات في الرسم .
 
لانه عند البحث عن معاني الكلمات ….فيجب ان نبحث في النطق و لا نبحث في الرسم الكتابي ابدا …… لان عندك كلمات كثيرة تتشابه في الرسم لكن المعاني مختلفة، فمثلا :
 
جمال ( جمع جمل حيوان )
جمال ( صفة – الحسن )
كلمة ( قصاص ) …. اصلها من الفعل ( قاصص ) .. و ليس من الفعل (قص) .
 
في لهجتنا المحلية نستخدم الفعل ( قاصص ) في سياق اي معنى يعني المساواة .. فنقول : لا تقاصص فلان بزعطان ، اي لا تساوى فلان بزعطان .
 
و اعتقد بان الكلمة تستخدم في المنطقة كثيرا، في الجامعات عند الحديث عن الموازة في الشهادات، و ربما ان الكلمة تستعمل عند القول : تحتاج الى مقاصصة في بعض المواد لنيل درجة او دخول كلية اخرى .
 
المهم
 
قاصص تعني ساوى بالمثل و بشكل متطابق، و لذلك تجد بان كلمة قصاص لا ترد في القران الا ضمن نصوص تحتوي دائما على مساواة.
 
بمعنى اخر … ترد دائما كلمة قصاص في نصوص تحتوي على تكرار في لفظة ما .
 
{ النفس بالنفس …………. و الجروح قصاص }
{الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص}
كلمة نفس … ذكرت مرتين … مساواة
كلمة شهر حرام … ذكرت مرتين …. مساواة
 
————————————
اذن ما معنى الجملة ( الجروح قصاص ) ؟!
 
لنعود الى الاية
 
{وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص فمن تصدق به فهو كفارة له ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون}
 
سنطرح عدة اسئلة منطقية :
 
■ اذا كان القصاص هو حكم قضائي
فلماذا النص لم يكن
 
{وكتبنا عليهم القصاص فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجرح بالحرح }
 
لان
العين بالعين … هو قصاص ايضا
الانف بالانف … هو قصاص ايضا
 
فلماذا النص وصل الى عند الجروح و خصصها قصاص و قال ( و الجروح قصاص ) و لم يقل ( و الجرح بالجرح ) ؟!
 
لان لفظة ( الجرح بالجرح ) … يعني قصاص
 
اي كان من الاولى ان يسير النص بنفس صياغة البداية :
 
{النفس بالنفس و العين بالعين و الانف بالانف و الاذن بالاذن و السن بالسن و الجرج بالجرح } .
 
و لا داعي لذكر كلمة قصاص في النص لان العملية معروفة .
 
او ان يكون النص بالشكل الاتي
 
{وكتبنا عليهم القصاص فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجرح بالحرح }
لكن كتب الطابعة العثمانية زادت الطين ماء، و سببت لامنطق في عقل المسلم لانها قالت لنا : بان التتفسير الشائع و الفقهي يقول بان معنى ( الجروح قصاص ) ….. يعني حكم قضائي يحدده القاضي، اي عقوبة تعزيرية .
 
كيف تكون عقوبة تعزيرية مع ان النص واضح و صريح …. بان الجروح قصاص ، تماما مثل العين بالعين و الانف بالانف الخ .
 
● اذا كان القصاص هو حكم قضائي ، فكان من الاولى القول :
 
كتب عليهم القصاص في كل شيء
 
● و اذا كان القصاص حكم قضائي في هذه الاشياء فقط ، فكان من الاولى القول:
 
{كتبنا عليهم فيها ان النفس بالنفس و العين بالعين و الانف بالانف و الاذن بالاذن و السن بالسن و الجرج بالجرح } .
 
● لماذا ذكرت الاية مفردة ( الجرح ) وحدها بصيغة الجمع ( جروح ) في موضوع القصاص ؟!
 
● اذا كانت الجروح بمعنى جمع جرح ( القطع في الجسم) … فكان من الاولى ان يكون النص …. و الجرح بالجرح .
 
● لماذا لم يذكر النص … و العينان بالعينان ؟!
 
قد يكون منطقي بان العين مقابل العين .. عندها يفهم النص بان العين الاخرى مع العين الاخرى ايضا .. اي لو فقعت العينين فتفقع العينين ايضا .
 
هل لان الحوادث ينتج عنها (جروح) كثيرة اكثر من واحد و اثنين و ثلاثة .
 
صحيح
 
العين يوجد منه اثنين
و الانف يوجد منه واحد
و الاذن يوجد منه اثنين
 
لكان ماذا عن السن ؟
الاسنان كثيرة و اكثر من واحدة و اثنتين و اكثر من عشر
لماذا النص لم يقل ( و السنون قصاص ) ؟!
 
هل لان الجروح اكثر من مائة و القاضي يقدر الامر ؟!
لكن الاسنان كثيرة .. و ذكرت السن بالسن
 
و الجروح كثيرة … و يجب ان يذكر نفسها ( الجرح بالجرح )
 
خصوصا و ان النص يقول و الجروح قصاص … اي تساوي … يعني كل جرح بجرح، اي انه من الاولى القول ( الجرح بالجرح ) … و انتهت المسألة بسهولة …….. فلماذا كل هذه الصعوبة في هذا النص لتوضيح مسالة بسيطة ؟!
 
اذن يبدو ان الموضوع يتناول شيء ما مختلف تماما ، و كلمة جروح لا تعني جمع جرح ( القطع في الجسم ) .
 
—————————–
كما تحدثنا في المقال السابق ، بان القران يقصد في خطابة
 
{النفس بالنفس و العين بالعين و الانف بالانف و الاذن بالاذن و السن بالسن } …. الرموز الموجودة في الكتابة التي اطلق عليها زورا الهيروغليفية .
 
و قلنا بان جملة ( و كتبنا ) تعني الكتابة العادية
 
و بسبب ورود لفظة ( عين و انف و اذن و سن ) في الجملة القرانية اعتقدنا باننا نسير في شكل متتابع ضمن موضوعات متعلقة بجسم الانسان، فعندما وصلنا لكلمة ( جروح ) اعتقدنا بانها ( جرح ) .
 
عندما نتبدر نص القران اكثر …… سنجد بان نص القران و كانه يتحدث عن اشياء نعرفها ( العين الانف الاذن السن ) كمثال ثم يعطينا وصف شامل لها ………. و بان هذا الشيء ينطبق على كل المجموعة . بنفس الطريقة السابقة .
 
كان نقول مثلا :
( الطفل بالطفل و المراهق بالمراهق و الشاب بالشاب و الاعمار قصاص )
 
فهذه الجملة تعني …. بان العجوز بالعجوز ، و الذي عمره 40 سنة بالذي عمره 40 سنة .
في المثال نحن حددنا اساس القصاص و هو العمر.
 
اذن
في نص القران فاساس القصاص هو ( الجروح )، اي ان كل الجروح قصاص بالمثل ….. … اي ان القران اعطانا في البداية مثال على الطريقة ، ثم اعطانا في نهاية النص القاعدة العامة التي تسير بنفس سير المثال .
 
و هذا يعني بان
 
العين و الانف و الاذن و السن …. يطلق عليها جروح ، و هناك جروح اخرى ينطبق عليها نفس المثال الذي قدمه القران .
لو تلاحظ الى ( رموز الهيروغليفية ) .. ستجد بانها تحتوي رموز كثيرة جدا من كل ما حولنا تقريبا، لكن هناك اشياء مشتركة بين بعض الرموز ، و نستطيع جمع كل الرموز المشتركة في مجموعات معينة.
 
فمثلا :
تجد هناك رموز من اجزاء جسم الانسان ، و هناك رموز متعلقة بالجغرافيا ، و هناك رموز متعلقة بالنبات ، و الخ
و كلمة ( جروح ) يقصد بها مجموع الايات ( الرموز) المتعلقة بجسم الانسان، ( اللسان ، البطن ، اليد ، العين، الرجل ، الخ )
كل هذه الايات ( الرموز ) المتعلقة بجسم الانسان تسمى جروح
 
اذن عندما يقول النص القراني :
 
{وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن و الجروح قصاص }
 
فهو يعني
 
وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن و اليد باليد و البطن بالبطن و اللسان باللسان و الراس بالراس …. الخ
 
خلاصة السطر القراني هو قاعدة عامة :
 
كتبنا عليهم القصاص في كل الجروح
هذا هو معنى القصاص و معنى الجروح .
 
القصاص هو : المطابقة بين شيئين متماثلين، و في القران يقصد المطابقة بين الكلمة و الاية اي مطابقة الكلمة بالرمز التصويري في الهيروغليفية الذي يماثلها او يطابقها .
 
الجروح : تسمى الجروح و ليس الجوارح، و تطلق على كل عضو في جسم الانسان و مفردها جرح … و لا يعني هذا بان تسمية ( جرح) لا اي قطع في جسم الانسان تسمية خاطئة، لكن ربما باننا مع الوقت قد استعرنا الاسم هذا لوصف القطع، بسبب تلازم الاقطاع في جسم الانسان .
 
القروح : القطع الذي يحدث في اي عضو في جسم الانسان يسمى قرح و جمعها قروح … بمعنى مختصر ……. عندما يحدث لك قطع في جزء من جسمك نقول : لديك قرح في جرح .
 
القروح في الجروح .
 
{ وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله ثم يتولون من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين ¤ كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير ¤ كتاب فصلت اياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون ¤ بشيرا ونذيرا فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون ¤ وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب ¤ فاعمل ¤ إننا عاملون }
.
.
.
.
.
.
.
 
 
 

اترك تعليق