النخل في القران

ما هو النخل في القران ؟

2023-06-30
 
 
ما هو المدخل الاول الذي بدانا منه في ادراك كون الشجرة الحالية المعروفة لدينا و التي تنتج ثمار ( التمر ) ليست هي النخل المذكورة في القران ؟
 
المدخل الاول هو التناقض بين معنى النخل في عقل المسلم و بين نص القران و تحديدا في قصة مريم، عندما طلب منها ابنها عيسى ان تهز اليها جذع النخلة ، و كما معروف لدينا فان النخلة ( التمر ) شجرة ضخمة، و هي شجرة تحتاج لشخص يتسلقها لقمتها حتى يقطف ثمارها ، فكيف يمكن لمريم هزها ، و هي امراة بعد وضع طفل ؟! .
 
{فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا (23) فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا (24) وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا (25) فكلي واشربي وقري عينا فإما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا}
 
ما هذا الطلب الغير منطقي؟
 
و لكي يحل المسلم هذا التناقض بين مفهوم النخلة و بين هذا الطب ، قرر المسلم المغامرة بتفسيرات ملتوية عديدة للقران يقنع نفسه بها ليحل هذا التناقض.
 
من بين هذه التفسيرات
 
■ التفسير الاول …. و هو الاشهر … اذا كان الله قد عمل معجزة لمريم و جعلها تحمل، فما المانع ان الله قد منحها قوة معجزة جعلها تستطيع هز جذع النخلة .
 
لكن ….. الشيء الذي لا ينتبه له المسلم ، ان الطلب جاء من عند ابنها عيسى ، ابنها هو من كلمها و طلب منها ،و ليس من الله ، حتى نعتقد انها معجزة اخرى حدثت مع مريم ، كما في قصة موسى عندما كلمه الله و طلب منه ان يخرج يده و يلقي العصا . عيسى بشر لا يملك الايات ، الايات ملك الله .
 
ايضا ……. اذا كان الامر معجزة ، فلا حاجة لهز جذع النخل ، كان يمكن اسقاط الرطب بدون هز ، او كان يطلب منها ان تطير الى راس الشجرة و تقطف ثمارها، لتكون معجزة افضل .
 
هذا التفسير غير منطقي
 
■ التفسير الثاني … جاء لحل التناقض بين القران و الواقع ، و للخروج من التفسير الاول الغير منطقي … و هذا التفسير يقول : هناك نوع من النخل ياتي صغير الحجم و يمكن هزه و ثماره تكون قريبة بمتناول الانسان .
 
لكن ….. هذا التفسير غير منطقي ايضا ، فالنخل تكون جذوعها سميكة حتى لو كانت قصيرة و فيها شوك قاسي جدا ، و اذا كانت الثمار قريبة منها ، فلن يطلب منها هز جذع النخل، بل يطلب منها قطف ثمارها لانها قريبة منها .
 
هذا التفسير غير مقبول ، و يبدو محاولة للخروج من لا منطقية التفسير الاول.
 
■ التفسير الثالث ….. جاء لحل التناقض و للخروج من لامنطقية التفسير الاول و الثاني، و هذا التفسير يقول : ان النخله هو شجرة الموز ، خصوصا ان ثمارها رطبة جدا و هي مفيدة للمراة الحامل علميا .
 
لكن … لا يمكن هز شجرة الموز ، فهي سميكة ايضا حتى لو كانت قصيرة و ثمارها رطبة .
 
تفاسير كثيرة ، و كلها محاولات ملتوية صعبة و طويلة لحل التناقض بين مفهوم النخلة و نص القران .
 
اين المشكلة ؟
 
اعتقد ان اصل المشكلة التي يهرب منها المسلم بلاوعي و التي تحل هذا التناقض بين النص و الواقع ، هو في معنى كلمة نخلة ، فالمسلم لا يريد ان يعيد مراجعة معنى النخلة ، خصوصا ان كلمة نخلة مرتبط بشجرة يراها المسلم مباركة ، فلا يمكن ان تكون شجرة اخرى مباركة غير الشجرة المعروفة حاليا ( التمر ).
 
ماذا لو كانت النخلة ليست التمر ؟
 
في البداية دعونا نطرح اسئلة على شجرة التمر في الواقع .
 
اعتقد ان الجميع يعرف شجرة (التفاح) ، و الجميع يطلق على ثمار شجرة التفاح اسم ( تفاحة)، و هذا الامر ينطبق على كافة اشجار ، فنحن نطلق على الشجر و ثمارها نفس الاسم .
 
السؤال الذي يفرض نفسه : لماذا هذا الامر لا ينطبق على شجرة النخلة وحدها فقط ، فنحن نسميها شجرة النخلة ، لكننا نسمي ثمرتها باسم مختلف ( تمر او رطب ) ، و لا نسمي الثمرة ( نخلة ) .
 
لماذا النخلة شذت عن الجميع ؟
 
عجيب و غريب
 
ايضا اعتقد ان الجميع يعرف ثمار الاشجار باسم واحد ، فالجميع يملك اسم واحد للثمار ، تفاح رمان برتقال .
السؤال الذي يفرض نفسه : لماذا هذا الامر لا ينطبق على شجرة النخلة وحدها فقط ، فنحن نسمي ثمار النخلة ( تمر او رطب ) ، و لا نسميها باسم واحد .
 
لماذا النخلة شذت عن الجميع ؟
 
عجيب و غريب
 
اعتقد ان هذا الشذوذ غير طبيعي … و هذا يدل على ان التمر وضعها غير صحيح داخل نص القران، و هناك من حاول لصق شجرة التمر على اسم النخل في القران ، و هذه المحاولات صنعت غرابة واقع تلك الشجرة ، بدليل ان هناك من حاول الصاق اسم ( رطب ) التي وردت في نص القران ، على ثمار شجرة التمر، حتى انك تجد رجال الدين المسلمين لا يقولون ( تمر) في تسمية ثمار شجر التمر ، بل يقولون (رطب) ، دليل على ان المعنى محاولة الصاق و ليست صحيحة.
اذن ما هو النخل في القران ؟
 
اعتقد لكي نصل للمعنى للصحيح لكلمة النخل في القران ، علينا ان نسلك طريقين في البحث ، الطريق الاول القران و الطريق الثاني الواقع .
 
● الطريق الاول … القران
 
# حسب منهجنا الذي وضعناه منذ البداية في تدبر القران ، نحن نعتقد بان القران يملك خطاب عام و ليس خاص ، بمعنى ان مسميات القران هي مسميات عامة تضم عدة اشياء .
 
بمعنى اخر ……. القران عندما يتحدث عن الجبال ، فهو لا يقصد اشياء في مكان واحد بعينه ، بل يقصد عده اشياء تملك صفات واحدة تسمى جبال .
 
لو تاملنا صفة الجبال ، فهي رواسي فوق الارض ، فاي راسية فوق الارض تسمى جبل .
 
لذلك نحن نعتقد بان القران عندما يتحدث عن الزيتون ، فهو لا يقصد شجرة واحدة بعينها في الارض فقط ، بل يقصد عده اشجار تملك صفات واحدة تندرج تحت مسمى الزيتون ، كذلك النخل ، فهو لا يقصد شجرة واحدة بعينها ، توجد واحده منها في الارض، بل يقصد عده انواع من الاشجار تملك صفات واحد تندرج تحت مسمى نخل .
 
اذن ما هي صفات الزيتون ؟
 
( زيت ون ) … فيها مقطع ( زيت ) .
 
هل الاشجار التي يخرج منها زيت ، تسمى زيتون ؟
 
و كأن تسميات الاشجار تحتوي على اشارة في داخل الكلمة نفسها لمعناها و صفاتها.
 
اذا كان المدخل من هذا الباب … فهل يمكن الوصول لمعنى الحقيقي لشجر النخل ؟
 
او بمعنى اخر
 
هل الاشجار التي يخرج منها ( نخل ) ، تسمى ( نخيل – نخلة ) ؟
 
# لو بحثنا عن كلمة النخل في القران سنجد ما يلي :
 
وردت كلمة الصلب في ثلاث قصص من قصص الانبياء بالشكل الاتي :
 
1 – ارتبطت كلمة ( صلب ) في القران ( بالخبز ) فقط و بشكل مباشر في موضع واحد فقط في قصة يوسف في رؤيا احد الفتيان الذين كانا معه في السجن و هذه القصة ايضا ارتبطت نهايتها برؤيا ملك ( لسنبلات ) شجرة .
 
{ودخل معه السجن فتيان قال أحدهما إني أراني أعصر خمرا وقال الآخر إني أراني أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه نبئنا بتأويله إنا نراك من المحسنين (36) قال لا يأتيكما طعام ترزقانه إلا نبأتكما بتأويله قبل أن يأتيكما ذلكما مما علمني ربي إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هم كافرون (37) واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون (38) يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار (39) ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون (40) يا صاحبي السجن أما أحدكما فيسقي ربه خمرا وأما الآخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه قضي الأمر الذي فيه تستفتيان (41)}
 
ارتبط ( الصلب ) بكلمة ( الخبز ) بشكل مباشر .
 
اي ان ( الخبز ) مرتبط ب ( الصلب) واقعيا.
 
لماذا تفسير رؤيا الخبز كان كذلك ؟
 
اصل الخبز في الواقع حبوب ( سنبلات) نبات ، و هناك طيور تاكل الحبوب، و تم صلب الفتى في شجر تنتج حبوب ، بدليل ان قصة يوسف ورد فيها موضوع متعلق بسنبلات الحبوب .
 
2- ارتبطت كلمة ( صلب ) في القران بشجرة النخل فقط و بشكل مباشر في موضع واحد فقط في قصة موسى .
 
{قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم في جذوع النخل ولتعلمن أينا أشد عذابا وأبقى}
 
( الصلب ) مرتبط بجذوع ( النخل ) بشكل مباشر.
 
و لان قصة موسى بعد قصة يوسف و الاثنتان في مصر ، فنحن نعتقد بان طريقة الصلب في قصة يوسف هي نفسها طريقة الصلب في قصة موسى.
 
{ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب} [غافر : 34]
 
اي ان الصلب في قصة يوسف الذي تم تاويله للفتى تم في جذوع شجر النخل التي تملك سنبلات و يخرج منها حبوب تطحن و يصنع منه الخبز .
 
3- ارتبطت كلمة ( صلب ) في القران مع شجرة النخل و بشكل غير مباشر في موضع واحد فقط في قصة عيسى .
 
{فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا (23) فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا (24) وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا (25) فكلي واشربي وقري عينا فإما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا (26)}
 
{وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا}
 
ارتبط ( الصلب ) بجذوع ( النخل ) بسياق غير مباشر .
 
فقصة عيسى ذكر فيها شجرة واحدة ( نخل ) بلسان عيسى ، و ذكر فيها كلمة ( صلب ) لنفي انهم صلبوا عيسى .
تشعر و كان الصلب متعلق بالنخل فقط ، بناء على تكررها سابقا في قصة موسى. اي ان القران ينفي صلب عيسى بن مريم في جذوع النخل .
 
اي ان الصلب الذي يقصده القران في قصة عيسى ، هو الصلب في جذوع النخل.
 
هناك اشارة اخيرة هامة في قصة عيسى ، و هي متعلقة بالانجيل الذي اوتي عيسى ، فالقران يصف مثل الرسول في الانجيل كزرع .
 
{ محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما}
 
و كان الخطاب يربط كلمة الشجرة الوحيدة الذي ذكرت في قصة عيسى و هي ( النخلة ) بكلمة ( زرع ) . اي ان النخل من الزرع الذي يزرعه المزارعون و يعجبهم و يتم حصاده ، و هذا يتوافق مع الشجرة التي وردت بشكل غير مباشر في قصة يوسف التي تملك سنبلات و يتم زراعتها .
 
{يوسف أيها الصديق أفتنا في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات لعلي أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون (46) قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلا مما تأكلون (47)}
 
فهل النخل هي من المزروعات الذي يزرعه المزارعون و يعجبهم و يملك سنبلات فيها حبوب ، و يتم حصاده في السنة مرة واحدة ، و يتم طحن حبوبها لصناعة الخبز، ، و ليست اشجار مثل شجرة التمر ؟
 
دعونا نتاكد من نتائجنا هذه بالذهاب الى الطريق الثاني
 
● الطريق الثاني … الواقع
 
حسب منهجنا الذي وضعناه منذ البداية ، فان القران الكريم نزل بلساننا ، اي اننا لم نكن نتكلم بلسان غير عربي قبل ان يصل الينا القران ، لكن هناك من فرض علينا تبديل معاني اسماء القران ، بعد ان عجز عن تبديل لساننا للغات اخرى، و هذا يعني بان لساننا مازال يحتفظ بمفردات مشتقة من لفظة ( نخل ) ، و علينا البحث عن كلمات مقاربة لكلمة ( نخل ) في لساننا مازالت متداولة ، حتى يمكن ان تقربنا من مفهوم النخل في القران.
 
في لساننا ( لهجة اليمن – اب ) …. نحن نطلق على ( الغربال ) اسم ( منخل ) ، و اعتقد ان الكلمة اسم الالة للفعل ( ينخل ) ، و المنخل هو الة تستخدم ( لنخل ) الحبوب ، و بعد (نخل) الحبوب ، تتجمع في المنخل شيء نسميه ( النخلة ) و في بعض الدول يسموها ( نخالة )، و هذه ( النخلة ) نرميها و نعطيها للمواشي .
 
ملفت الامر … فلم تجتمع كلمة نخل ينخل في القران مع كلمة في لساننا الا في موضوع متعلق بالحبوب التي تحصد في السنة مرة واحدة .
 
مؤكد … ان النخل في القران، هي النباتات التي يتم زرعها من قبل المزارعون و تملك سنبلات فيها الحبوب التي تطحن و يصنع منها الخبز.
 
لو تاملنا الواقع ، سنجد نباتات كثيرة تنتج حبوب في سنبلات.
 
اذن النخل عدة نباتات
( القمح – الذرة الشامية – الذرة الرفيعة – الشعير – الدخن )
 
لو تاملنا هذه المزروعات سنجدها تملك صفات واحدة :
 
– جميعها تملك سيقان تملك فيها عقد و تكون مجوفة خالية من اللب
 
{ سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية}
 
– جميعها تملك اوراق مثل الاكمام
 
{فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام}
 
– معظمها تقريبا معها سنبلات حبوب تنمو في قمم (طلع) النبات دانية، بمتناول يد الانسان ، ما عدى واحدة من هذه النباتات مختلفة عن البقية، يخرج من جوانبها و ليس من طلعها شيء لا يسمى سنبلة و يوجد عليه الحبوب متراصة ( متراكبة) و هي ( الذرة الشامية ).
 
{ وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شيء فأخرجنا منه خضرا نخرج منه حبا متراكبا ومن النخل من طلعها قنوان دانية }
 
نعم و بشكل مؤكد … النخل … هي النباتات التي يخرج منها الحبوب ، و التي يزرعها المزارعون و تعجبهم لتغيظ الكفار الذين جعلوا النخل للمسلم هي شجرة التمر .
 
النخل ليست شجرة ( التمر ) التي تنمو في جحيم الصحاري .
 
{ محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما}

اترك تعليق