2023-10-13
مازلت اتذكر حادثة وقعت معي عندما كنت صغير ، عندما كنت ذهبت ل بيت جدي ، و نمت في غرفة جدي ، و و لما كنت نايم ، دخل جدي و علق عمامته و ثوبه على ( معلق ) في جدار الغرفة ، و لما قمت ليلا و الغرفة مظلمة للذهاب الى الحمام ، رايت هيئة رجل قريب من جدران الغرفة و هو قائم ، خفت و عدت لفراشي و انا خايف ، و كنت اخرج راسي من البطانية حتى اتاكد اذا الرجل قد غادر الغرفة، لكنه مازال واقف و لا يتحرك ،
و من وقت الى اخر اخرج راسي اشوف الرجل و هو مازال واقف ، و اقول من هذا الرجل و ماذا يريد ، لماذا لا يرحل ، اقول ذلك و انا اعاني من بول كثير محجوز داخلي و اريد الذهاب للحمام، فلم يكن معي خيار الا البول في الفراش و نمت ، و عندما جاء الصباح و صحوت شاهدت عمامة جدي و ثوبة معلقة على الجدار .
هذه القصة تشبه تقريبا خدعة الفزاعة ، و التي يضعها الفلاحين في الحقول الزراعية لمنع الطيور من اكل الثمار .
تذكرت قصة ملابس جدي هذه الايام في اثناء حديثنا عن الكيان الصهيوني، كمحاولة لشرح حقيقة الكيان الصهيوني .
لان حجم الدعاية الضخمة التي احيطت بالكيان، غير طبيعية ، و حرمتنا من الذهاب الى الحمام ، و حرمتنا من التحرك و مواجهته ، و جعلتنا نستبعد امكانية القضاء عليه و مواجهته، بل جعلتنا نسخر من فكرة اختراقة و التوغل داخله .
الجيش الذي لا يقهر
اقوى جهاز امني
الموساد اقوى جهاز مخابرات
الخ …..
لكن الغرب … يعلم علم اليقين ان الكيانه الصهيوني ليس بمثل تلك الصورة و هو هش جدا، و ان كل ما في الكيان هو صناعة غربية بحته ، لكنه عمل طوال سنوات على تغليف كيانه بصورة وهمية متضخمة و متفرده من القوة و القدرة عبر الدعاية الإعلامية، حتى تمنع تلك الصورة الوهمية اي احد من الاقتراب منه و القضاء عليه و تحميه من الاعداء.
لكن لو انكشفت تلك الصورة الوهمية ، و تتبين حقيقة هشاشة الكيان، فان الغرب سيكشف وجه الحقيقي ، و سيسارع الغرب للدفاع عن الكيان بصورة مباشرة و وقحة و متوحشة ، لان الكيان ليس الا مشروع غربي، الغرب لا يدعم الكيان الصهيوني ، الكيان الصهيوني هو الغرب نفسه .
ما حقيقة الكيان الصهيوني ؟
الكيان الصهيوني مشروع غربي صرف ، محاط بدعاية مزيفة كبيرة ، و عندما تنكشف خدعة الدعاية المزيفة حوله ، ساعتها ستجد الغرب يرسل كل شيء للحفاظ على مشروعه ، فكل مافي الكيان صناعة غربية بحته .
و من الخطا القول ان الغرب يدعم اسرائيل …… الغرب لا يدعم الكيان الصهيوني ،
الكيان الصهيوني هو الغرب نفسه ، الغرب لا يدعم الا نفسه ، و يخوض مشروعه و معركته في منطقتنا ضدنا .
فالغرب بدل ان يقول لك انه هو من انشى الكيان الصهيوني كدولة لليهود الذي صنعهم و فرخهم في المنطقة لخدمة مشروعه التخريبي ، لتكون بمثابه جبهة متقدمة للغرب في المنطقة و اختراق لهم داخل المنطقة، سيقول لك ان هناك يهود و مافيش معاهم وطن قومي و هم مضطهدون و كانوا معهم دولة في المنطقة قبل ٣٠٠٠ سنة و يجب عليهم العودة لوطنهم القديم بعد ان تشردوا في كل العالم .
و الغرب بدل ان يقول لك انه سيرسل جنوده للقتال في فلسطين للحفاظ على الكيان الصهيوني الهش ، سيقول لك انه سيسمح لمواطنيه مزدوجي الجنسية ( اوروبية و اسرائلية ) بالذهاب الى الاراضي المحتلة لقتال الارهاب، حتى تتقبل مثل هذا القرار و تعتقد ان الغرب يدعم الكيان الصهيوني، بحجة ان الجنود اسرائلين لكن يحملون جنسية اوروبيه، و تشعر بانهم ليسوا جنود اوروبيون بل يهود اسرائلين يحملون جنسية اوروبية .
الحضارة الغربية ذات قوة خداع كبيرة … فهناك دائما فرق بين الحقيقة و المظهر في كل شيء يصنعه الغرب.
اصحوا من ملابس الغرب ( الكيان الصهيوني ) التي علقها على جدران المنطقة، كما صحوت انا من ملابس جدي ( العمامة و الثوب) التي علقها على جدران الغرفة .
{ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ ۚ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ}
.