2024-01-22T22:00:00-08:00
ماذا كان اسم نهر النيل في مصر قديما ؟!
حسب قول الاستعمار الفرنسي الذي ترجم كتابة مصر القديمة، فان المصريين القدماء كانوا يطلقون على النهر بشكل عام اسم(ايترو) ، لكنهم كانوا يسمون النيل باسم ( حابي ) ، و هذا يعني بانهم كانوا يقولون ( ايترو حابي ) … و يعني ( نهر النيل ) .
السؤال اذا كان اسم النيل قديما في مصر هو حابي … فلماذا هذا الاسم لم يستمر حتى اليوم ، او لماذا هذا الاسم اختفى من لسان الناس ، و استبدل باسم ( النيل ) ؟!
الحقيقة لا يمكن معرفة هذا السبب، الا بعد دراسة اصل اسم النيل.
اذا السؤال : كم عمر اسم ( النيل ) و ما هو اصل هذه التسمية؟!
حسب المصادر التاريخية الرسمية التي وصلت لنا ، فاصل اسم النيل جاء من اللغة اليونانية ( نيلوس ) ، فاليونان كانوا يسمون ذلك النهر باسم نيلوس او ايجبتوس .
اما اذا اردنا معرفة عمر هذا الاسم ، فعلينا البحث عن اول مصدر يذكر هذا الاسم، و اول مصدر هو تاريخ هيرودتس، و الذي تحدث في فصل فيه عن مصر اثناء زيارته له ، و هيرودتس هو صاحب مقولة ( مصر هبة النيل ).
فاذا كان عمر هيرودتس هو 400 قبل الميلاد تقريبا ، فان عمر هذه الاسم متداول على لسان الناس هو 2400 سنة تقريبا .
اي ان الناس منذ 2400 سنة و هم يتداولون هذا الاسم ( النيل ).
هذا العمر القديم يفرض علينا طرح سؤال طبيعي :
لماذا اختفى الاسم القديم ( حابي ) و ظهر بدل عنه اسم ( النيل )، ما هو المانع الجوهري الذي فرض على الناس تبديل اسم قديم راسخ كان متداول على لسان الناس مدة 5000 سنة في مصر و غيرها، الى اسم اخر مختلف ؟!
صحيح ان الامر غريب بنظر البعض ، لكن الحقيقة ليس بالامر الغريب بالنسبة للحالة في مصر، لان هذا الامر الغريب عبارة ظاهرة عامة في تاريخ مصر و مسميات الاشياء فيها .
كيف ؟!
كان اسم مصر قديما ( كمت ) طوال 5000 سنة
لكن تبدل الاسم الى ( ايجبت) منذ 2400 سنة
اي ان اسم ( ايجبت) ظهر قبل 2400 سنة
و اصل اسم ( ايجبت ) مصادر يونانية
و اسم ( ايجبت ) متداول في اللسان منذ 2400 سنة
كان اسم ابو الهول ( شبست ) طوال 5000 سنة
لكن تبدل الاسم الى ( سفنكس) منذ 2400 سنة
اي ان اسم ( سفنكس) ظهر قبل 2400 سنة
و اصل اسم ( سفنكس ) مصادر يونانية
و اسم ( سفنكس ) متداول في اللسان منذ 2400 سنة
كان اسم الاهرامات ( مر ) طوال 5000 سنة
لكن تبدل الاسم الى ( بيرميد) منذ 2400 سنة
اي ان اسم ( بيرميد) ظهر قبل 2400 سنة
و اصل اسم ( بيرميد ) مصادر يونانية
و اسم ( بيرميد ) متداول في اللسان منذ 2400 سنة
كان اسم نهر النيل ( حابي ) طوال 5000 سنة
لكن تبدل الاسم الى ( نيل ) منذ 2400 سنة
اي ان اسم ( نيل) ظهر قبل 2400 سنة
و اصل اسم ( نيل ) مصادر يونانية
و اسم ( نيل ) متداول في اللسان منذ 2400 سنة
كما تلاحظ فهي ظاهرة عامة في التاريخ المصري، فكل مسميات مصر قديما بدلت بعد 5000 سنة من التداول ، و حل بدلها اسماء يونانية منذ 2400 سنة تقريبا .
اذن الامر ليست حالة شاذة تثير الغرابة.
او بمعنى اخر ………… الموضوع عبارة عن قاعدة عامة ان كل مسميات مصر قديما اختفى تداولها من لسان الناس ، و حل بدل عنها مسميات ظهرت في مصادر يونانية، اصبحت متداولة منذ 2400 سنة تقريبا.
الحالة الشاذة ان تستمر مسميات مصر القديمة حسب ترجمات الغرب متداولة في لسان الناس حتى اليوم منذ 7400 سنة .
هذه الظاهرة العامة او القاعدة العامة تفرض علينا طرح سؤال طبيعي :
لماذا كل المسميات التي استخرجها الغرب من كتابة مصر القديمة اختفت و التي كانت متداولة في لسان الناس و راسخة طوال 5000 سنة اختفت و حل بدلها مسميات يونانية ؟!
او بمعنى اخر
لماذا مسميات عالم مصر القديم التي استمرت طوال 5000 سنة في لسان الناس تعرضت لتغطية من قبل عالم اليونان و اصبحت مسميات عالم اليونان هي المتداولة في لسان الناس ؟!
لماذا كل مسميات الاشياء في مصر القديمة التي استخرجها الغرب من ترجمة كتابة مصر القديمة استبدلت بمسميات يونانية ؟
اذا كانت هذه ظاهرة عامة او قاعدة في مصر ، و ليست حالة شاذة وحيدة حتى تثير الاستغراب.
لكن الحقيقة هناك حالة شاذة وحيدة في القاعدة العامة تثير الاستغراب لدينا و تجعلنا نبحث لتفسير اسباب هذا الشذوذ .
ماهي ؟
لو تلاحظ مرة اخرى لتلك الاربعة الاشياء التي ذكرناها سابقا، ستجد بان كلمة النيل هي الحالة الشاذة، فكل المسميات اليونانية لتلك الاشياء التي ذكرناها متداولة في لسان سكان الغرب، و ليست متداولة في لسان سكان مصر ، ما عدا كلمة واحدة و هي النيل المتداولة ايضا في لسان سكان مصر اليوم .
فكلمة ( ايجبت ) متداولة في لسان سكان الغرب، بينما كلمة مختلفة و هي ( مصر ) متداولة في لسان سكان مصر .
و كلمة ( بيرميد ) متداولة في لسان سكان الغرب، بينما كلمة مختلفة و هي ( هرم ) متداولة في لسان سكان مصر .
و كلمة ( سفنكس ) متداولة في لسان سكان الغرب، بينما كلمة مختلفة و هي ( ابوالهول ) متداولة في لسان سكان مصر .
و كلمة ( نيل ) متداولة في لسان سكان الغرب، و كذلك نفس الكلمة ( نيل ) متداولة في لسان سكان مصر .
هنا يصبح الامر غريب ، و من الطبيعي ان هذه الغرابة ستثير عدة تساؤلات تفرض نفسها :
لماذا اسم ( نيل ) المتداولة في لسان سكان الغرب، هو الاسم الوحيد المتداول ايضا في لسان سكان مصر ؟! .
لماذا كل المسميات اليونانية متداولة في لسان سكان الغرب و ليست متداولة في لسان سكان مصر ما عدا اسم ( النيل ) ؟!
لماذا استمر اسم ( النيل ) في لسان سكان مصر منذ 2400 سنة، و لم تستمر بقية الاسماء في لسانه بالرغم ان كل الاسماء من مصدر واحد يوناني و هي تسميات صحيحة ؟!
لماذا ؟!
اذا كانت كل تلك الاسماء اليونانية مسميات واقعية صحيحة و قد استمرت في لسان سكان الغرب منذ 2400 سنة ، فلماذا لم تستمر كل تلك الاسماء في لسان سكان مصر ماعدا اسم واحد ؟!
لماذا المصري قرر اختيار اسم واحد فقط من بين كل مسميات الصحيحة التي وضعها عالم اليونان و هو النيل و احتفظ به في لسانه منذ 2400، و لم يستطع الاحتفاظ باسم حابي الذي كان متداول في لسانه مدة 5000 سنة ؟!
—————–
لماذا اسم النيل اصبح الحالة الشاذة الوحيدة من بين الاشياء في القاعدة العامة في مصر ؟!
هذه الحالة الشاذة تتطلب منا اعادة النظر في كل الاشياء و البحث عن صفة مختلفة في واقع النيل دون بقية الاشياء الاخرى ، و هذه الصفة المختلفة ربما ستكون هي التي تفسر هذه الحالة الشاذة في اسم النيل .
عند التامل كثيرا بتلك الاشياء الاربعة ، سنجد بالفعل بان هناك صفة مختلفة في النيل غير موجود في بقية الاشياء، فكل تلك الاشياء توجد في مصر فقط، ماعدا شيء واحد و هو النيل الذي يوجد في مصر و خارج مصر .
الاهرامات ….. لا توجد الا في مصر
ابو الهول …… لا يوجد الا في مصر
مصر …………. لا توجد الا في مصر
النيل …….. يوجد في مصر و في ثمان دول تقريبا .
فهل كون النيل موجود في مصر و دول اخرى هو السبب الذي صنع تلك الحالة الشاذة، بان جعل اسم النيل متداول في لسان سكان مصر ؟!
اعتقد نعم
كيف ؟
الاسم الواحد لا يمكن ان تشترك بها شعوب الا لو كانت تملك لغة واحدة، لكن في الواقع شعوب تتكلم بلغات مختلفة لكنها متفقة على اسم واحد ؟!
فاذا كان نهر النيل يتواجد في ثمان دول ،فالسؤال كيف استطاعت جميع شعوب تلك الدول التي يمر فيها النيل الاتفاق على تسمية واحدة و هي النيل بالرغم من انها شعوب تملك لغات مختلفة ؟!
اذا كان اسم ( النيل) هو مسمى صحيح و قديم في تاريخ مصر ، فكيف وصل نفس هذا الاسم لبقية شعوب دول حوض النيل، و لم يكن هناك تواصل بين سكان مصر و سكان منابع النيل ؟!
اذا كان اسم ( النيل) من اصل يوناني، فكيف وصل هذا الاسم اليوناني لبقية شعوب دول حوض النيل، و اليونانيون لم يصلوا ابدا الى دول منابع النيل ؟!
اذا كان هيرودتس و اليونانيون قديما قد وصلوا الى مصر ، و قالوا ( مصر هبة النيل ) ، فلماذا هيرودتس نفسه لم يقل ايضا ( اثيوبيا هبة النيل ) و هو قد زار ايضا اثيوبيا و كتب عن بلاد اثيوبيا . ؟!
هل يعقل بان النيل هذا المجرى الحيوي المشترك ظل طوال 7000 سنة و لا احد يعرف منابعة، حتى جاء الاستعمار الغربي و اكتشف منابعة و اكتشف بحيرة ينبع منها النيل، و لم يسميها بتسمية محلية بل بتسمية جديدة على نفس اسم ملكة بريطانيا فيكتوريا .
اعتقد بان عمر اسم النيل ….. حديث نسبيا و لا يتجاوز عمر الاستعمار الغربي و ليس بعمر 2500 سنة .
لماذا ؟
اذا كان اسم النيل من اصل يوناني ، فمتى دخل هذا الاسم اليوناني للسان سكان اوغندا ، و اليونانيون لم يصلوا ابدا الى هناك، و لا اي حضارة غربية وصلت الى هناك ؟!
اعتقد ان اليونانيون زاروا كل دول حوض النيل
نعم ………… لكن ليس بتلك الكريقة و ليس بذلك العمر ، فطابعة الاستعمار الغربي هي من ادخلت عالم اليونان الى كل مكان ، و من بينها دول حوض النيل ، و الغرب هو من فرض مسميات هذا العالم التخيلي اليونان الموجود في كتب الطابعة في كل الارض .
فاذا كان الاسم ( النيل ) دخل الى دول حوض النيل قبل 250 سنة تقرييا، من عمر الاستعمار الغربي، فكذلك اسم ( النيل) في مصر بعمر 250 سنة تقريبا، و الاحتلال الفرنسي بقيادة نابليون هو من ادخل الاسم الى مصر بشكل رسمي .
..
—————–
اذا ماذا كان اسم نهر النيل ؟!
اذا اردنا معرفة اسم نهر النيل قديما قبل تبديل اسمه الى اسم النيل ، فيحب علينا ادراك مفهوم الاسماء و الاشياء .
فكل شيء من حولنا يملك اسمين … اسم عام و اسم خاص .
الاسم العام هو اسم مشترك بين الاشياء من نوع واحد ، و الاسم الخاص مختلف من اجل التحديد و التمييز بين شيء و شيء اخر من نوع واحد
فالكائن الذي يطير و يتواجد فوق الطعام يملك اسمين:
الاسم العام …. حشرة
الاسم الخاص … ذباب
فالذباب و البعوض يشتركان في اسم عام و هو الحشرة ، لكن كل واحد منهما يملك اسم خاص به مختلف عن الاخر (ذباب، بعوض) حتى يمكن لنا تحديد حشرة معينة، و التميز بين الحشرات .
ليس الامر مقتصر في هذه الحالة بل في كل شيء .
فاذا كان لدينا بلدان كثيرة ، فمن المنطقي بان كل بلد يملك اسم خاص به .
و اذا كان لدينا اودية كثيرة ، فمن المنطقي بان كل وادي يملك اسم خاص به .
و اذا كان لدينا مباني كثيرة ، فمن المنطقي بان كل مبنى يملك اسم خاص به .
و اذا كان لدينا انهار كثيرة ، فمن المنطقي بان كل نهر يملك اسم خاص به .
و هذا هو المدخل السليم للوصول الى جواب سليم.
كيف ؟!
هناك نص ديني يؤمن به تقريبا 2 مليار شخص ، و هذا النص هو القران الكريم و توجد فيه قصة هامة مكررة تدور احداثها في مصر ، و هي قصة ( موسى و فرعون ) .
و ما اهمية القصة ؟!
لعدة اسباب :
لانها ذكرت مصر في القصة ثلاث مرات ، و يوجد في القصة احداث و مواقع تملك تسميات عامة و خاصة بشكل ملفت.
و لسبب اخر و هو و ان تلك المسميات الخاصة في القصة ، هي سببت لغط كبير لدى المؤرخين في تفسيرها.
كيف ؟
حسب ما ذكرنا ، كل الاشياء تملك اسمين ، اسم عام و اسم خاص، و الاسم العام يتواجد في اي مكان ، لكن الاسم الخاص محدد.
فالحيوان ( اسم عام ) يتواجد في اليمن، و يتواجد في استراليا ايضا، و يتواجد ايضا في امريكا .
في كل مكان يوجد الاسم العام
فالكنغر حيوان …… و البقرة حيوان
لكن الكنغر ( اسم خاص) يتواجد في استراليا فقط ، و لا يتوجد في اليمن .
في مكان محدد و مميز يوجد الاسم الخاص
لكن ………لو لاحظت الى معظم المسميات في قصة موسى دون غيرها، ستجد بانها تحولت الى مسميات عامة في عقول الناس و المؤرخين ، بدليل انها اصبحت تتواجد في اي مكان .
فكما نعرف نظرية ان مصر القران غير مصر الحالية، و هذه الامر اوصل بعض المفسرين و المؤرخين الى القول :
مصر القران في العراق
مصر القران في الشام
مصر القران في اليمن
بل وصل الامر الى القول :
مصر …. من الامصار … و كل بلد يسمى مصر … و هكذا تحول الاسم الخاص ( مصر ) … الى اسم عام ( امصار ) .
ليست اسم مصر ، بل اسماء اخرى في القصة ، مثل :
الطور
الطور في العراق … كتابات المستشرقين
الطور في اليمن … نظريات فاضل الربيعي
الخ
و اصبحت كلمة الطور تعني اسم عام و ليس خاص … و هو الجبل
و من بين تلك الاسماء التي اصبحت تتواجد في كل مكان، اي انها تحولت الى اسم عام، هو كلمة ( اليم ) ، لكن الشيء الغريب في قصة موسى و فرعون، انها القصة الوحيدة التي يرد فيها اسم البحر باسم اخر ، و هو اليم، فلا تتواجد كلمة اليم في اي مكان الا في قصة موسى و فرعون .
و هنا نطرح سؤال:
ما هي الحاجة لوجود اسم اخر للبحر ( اليم ) في خطاب الوحي القران ، و لماذا لم يرد هذا الاسم في اي مكان في القران الا في قصة موسى ؟!
هذا اول مدخل
ايضا هناك شيء غريب اخر … ان قصة موسى تتحدث ايضا عن مجمع البحرين .
و هذا مدخل الاخر
و هذان المدخلان الصحيحين لفهم مسميات القران.
كيف ؟!
لو تتامل قصة موسى و فرعون ستجد بانها القصة الوحيدة في القران، التي يرد فيها لفظة المكان المقدس ( الارض المقدسة و الوادي المقدس ) و هذا يجعلنا نذهب الى منطق سليم جدا :
اذا كان الاسم العام هو اسم مشترك بين الاشياء من نوع واحد ، بينما الاسم الخاص مختلف من اجل التحديد و التمييز بين شيء و شيء اخر من نوع واحد ، فمن المنطقي جدا بان المكان المقدس لابد ان تكون جغرافيته تملك تسميات خاصة ، لتميزها و تحديدها، حتى لا يتم الخلط مع اماكن اخرى .
و بدون التحديد و التميز، سيتوه الناس عن معرفة المكان المقدس .
ايضا من المنطقي بان الدين سيميز ارضه المقدسة بمسيات خاصة من اول يوم في الارض، و ممنوع تسمية اماكن بنفس تلك التسمية حتى لا يحدث خلط .
فبدون التميز و التحديد بالاسماء الخاصة و الاكتفاء بالاسماء العامة… سيكون بالامكان صناعة مكان مقدس في اي مكان في الارض و اقناع الناس به .
فلو المكان المقدس ……. اسمه ارض مقدسة فقط ( اسم عام ) ، فعندها يمكن صناعة مكان مقدس في امريكا لان امريكا ارض، و يمكن صناعة ارض مقدسة في استراليا لانها ارض… و لن يكون هناك اي خطا او كفر ، لان الناس ملتزمة بالاسم كما هو .
و لو كان المكان المقدس … فيه وادي اسمه الوادي (اسم عام)، فعنها يمكن صناعة مكان مقدس في وادي الدور في اليمن ، لانه وادي، و لن يكون هناك اي خطا او كفر ، لان الناس ملتزمة بالاسم كما هو .
و لو كان المكان المقدس … فيه بيت و اسمه البيت (اسم عام)، فعنها يمكن صناعة مكان مقدس في مكة ، لانه مكان يوجد فيه بيت ، و لن يكون هناك اي خطا او كفر ، لان الناس ملتزمة بالاسم كما هو .
و لو كان المكان المقدس … فيه بحر و اسمه البحر (اسم عام)، فعنها يمكن صناعة مكان مقدس في منطقة ساحلية قرب البحر ، لانه مكان قريب منه بحر ، و لن يكون هناك اي خطا او كفر ، لان الناس ملتزمة بالاسم كما هو .
اذن ….سيحدث خلط و سيتوه الناس ، و من هنا اصبح من الضروري وجود الاسماء الخاصة المميزة للاشياء في المكان المقدس .
هذا هو المدخل الاول .
ايضا اذا كان لدينا شيئين من نوع واحد في نص مقدس، فمن المنطقي بان هناك ضرورة للتفريق بينهما باسماء خاصة للفصل بينهما عند الحديث عنهما . .
فلو كان لدي بحرين مهمين ، فلابد عندها من الفصل بينهما باسملء خاصة للتميز احدهما عن الاخر و من اجل التحديد .
و هذا هو المدخل الثاني .
اذن لدينا مدخلين منطقيين :
المدخل الاول … من الضروري و المنطقي وجود تسميات خاصة لمكونات مكان مقدس هام جدا للناس .
المدخل الثاني … من المنطقي وجود تسميات خاصة للتمييز بين شيئين من نفس النوع .
و هذا ما هو موجود في قصة موسى و فرعون …….. و السبب الجوهري لظهور نظريات تاريخية في قصة موسى تحديدا من قبل باحثين و مؤرخين ……. نقلت القصة الى اماكن كثيرة ، فصنعت مشكلات لدى الناس في ادراك جغرافيا قصة موسى.
كيف ؟!
الاسم العام للمكان المقدس ( الارض المقدسة )
{وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين (20) يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين (21) قالوا يا موسى إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون (22)}
الاسم الخاص للمكان المقدس( مصر )
{وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوآ لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة وبشر المؤمنين}
الاسم العام للوادي في المكان المقدس ( وادي )
{ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون}
الاسم الخاص للوادي في المكان المقدس ( طوى )
{هل أتاك حديث موسى (15) إذ ناداه ربه بالواد المقدس طوى (16)}
الاسم العام للبيوت في المكان المقدس ( بيوت )
{وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوآ لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة وبشر المؤمنين}
الاسم الخاص للبيوت في المكان المقدس ( المسجد الحرام )
{سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير (1) وآتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبني إسرائيل ألا تتخذوا من دوني وكيلا (2)}
—————
باقي لدينا اخر شيء .
الخطاب في القران ….. يتحدث بانه احل للناس في موقع المكان المقدس صيد البحر ، و هذا يدل على ان البحر من ضمن مكونات الارض المقدسة .
{أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم وللسيارة وحرم عليكم صيد البر ما دمتم حرما واتقوا الله الذي إليه تحشرون (96) جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس }
فاذا كان المكان المقدس يوجد فيه بحر ، و اسم بحر هو ( اسم عام )، فما هو الاسم الخاص للبحر الموجود في المكان المقدس؟
لو ذهبنا الى قصة موسى و فرعون ….. سنجد بان الخطاب يتحدث عن غرق فرعون مرة في البحر و مرة في اليم
{ وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم وأغرقنا آل فرعون }
{فانتقمنا منهم فأغرقناهم في اليم بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين}
{وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين }
اذا
الاسم العام للبحر في المكان المقدس ( البحر )
الاسم الخاص للبحر في المكان المقدس ( اليم )
ما علاقة الموضوع بنهر النيل ؟!
يوجد في مصر بيوت في وادي غير ذي زرع، و يوجد قريب من تلك البيوت نهر النيل ، فهل هذا هو المكان الذي يحدده خطاب القران بالارض المقدسة ؟!
نعم
لكن يبقى اخر سؤال في موضوعنا :
النيل عبارة نهر ، و لا يوجد قريب من تلك البيوت في مصر بحر ، و هذا يعني بانه ليس المكان ؟!
غير صحيح …………. لان كلمة البحر تطلق على المسطح المائي المالح و العذب ايضا وفق خطاب القران، و هذا يعني بان القدماء كانوا يسمون اي مسطح مائي بغض النظر عن طعمه باسم ( بحر)
{وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا}
و هذا يعني بانه من الصحيح القول …. بحر الدانوب و بحر الامازون .
اذن البحر العذب الذي في الارض المقدسة اسمه ( اليم ) .
لكن لماذا قال فرعون و هو في مصر : اليس لي ملك مصر و هذه الانهار تجري من تحتي .
لكن يوجد في مصر بحر حسب كلامنا ، فكيف يطلق اسم نهر في مصر، و كيف يكون في مصر انهار و هناك نهر واحد ؟!
لا يوجد نهر في مصر ، بل توجد انهار
لانه من المؤكد بان كلمة نهر …. تطلق على فرع جانبي يخرج من بحر اليم ( نهر النيل زورا ) …….. و هناك فروع كثيرة تخرج من البحر ، و بالتالي فوصف فرعون كان صحيح عندما قال ( انهار ) اي فروع كثيرة في مصر .
.
.
.
.
.
.
.