حقيقة الإنتخابات الأميركية وأسباب إهتمامنا بها

2024-11-08T22:00:00-08:00

رابط المقال:

منذ فترة طويلة كنت اسال نفسي سؤال ، لماذا هذا الاهتمام بنتائج الانتخابات الامريكية خارج امريكا بما فيها منطقتنا؟ .
 
كنت افهم هذه الحالة الاعلامية التي تهتم بانتخابات امريكا، دليل على ان نتائج الانتخابات لها تاثير مؤكد على واقع العالم، و بالتالي يبدو هذا الاهتمام حالة طبيعية لواقع حقيقي ، تتطلب من الاعلام متابعتها .
 
مع مرور الوقت و دخول موسم انتخابات امريكا، عدت اسال نفسي سؤال اخر ، لماذا نهتم بالانتخابات الامريكية، اذا كان اهتمامنا و متابعتنا لن يؤثر على نتائج الانتخابات الامريكية، فنحن لا ننتخب، فتحليلاتنا و اهتمامنا و متابعتنا لن تقدم شيء و لن تؤخر شيء.
 
كنت اجد هذه الحالة من الاهتمام و المتابعة للانتخابات الامريكية ، مثل حالة موجودة في واقعنا و كنت انتدقها دائما و لا اجدها حالة طبيعية ، و هي حالة الرجل الذي اصبحته زوجته حامل، و مهتم بمعرفة نوع جنس المولود هل هو ذكر ام انثى، و يعبر عن رغبته بان يكون المولد اما ذكر او انثى.
 
لانه ما فائدة اهتمام هذا الرجل بمعرفة جنس المولود قبل ان تلد زوجته، و ما فائدة اعلان رغبته في جنس المولود ، و ما فائدة اخذ زوجته الى دكتور ليحدد جنس الجنين، لانه عندما تلد زوجته سيعرف جنس المولود، فما الفائدة من استباق الامر بالتفكير و الاهتمام و الرغبة ، لان الموضوع محسوم و ليس بيدك، ف عندما تلد زوجته سيعرف جنس المولود، لو كان الاهتمام و الرغبة ستؤثر على تغير نوع الجنين ، فستكون الحالة طبيعية، لكن لن تقدم شيء و لن تؤخر شيء.
 
هذا التطابق بين ظاهرة الاهتمام ب الانتخابات الامركية و ظاهرة الاهتمام بمعرفة جنس المولود، جعلتنا نوعا اشعر بنوع من السخرية و اللامعنى من اهتمام الاعلام و الافراد بانتخابات امريكا.
 
مع مرور الوقت و مع موسم الانتخابات في امريكا … كنت اصادف تعليقات في مواقع الانترنت من بعض الاشخاص، يقولون بان بقية العالم ليس مهتم بالانتخابات الامريكية حتى في داخل امريكا، مثل الاهتمام الذي يعطيه اعلامنا لانتخابات امريكا ؟
 
سالت نفسي .. هل الكلام هذا صحيح، لاني كنت اعتقد بان هذا الاهتمام موجود في اعلام الدول الاخرى .
 
فسالت نفسي .. هل الاعلام التابع لدولة موزنبيق ، متابع لانتخابات امريكا و يفرد مساحة لها، بالتحليل و المتابعة و التوقعات ؟
 
يبدو لي الجواب لا .
 
البحث عن جواب الى هذا السؤال يوصلني الى تفسير ، و هو يمكن ان اسباب اهتمام اعلامنا بانتخابات امريكا ، لان حضور امريكا في المنطقة كبير، و طبيعي بان نتائج الانتخابات توثر على منطقتنا.
 
لكن سرعان ما اعود الى حالة الرجل المهتم بمعرفة جنس الجنين، و اقول حتى لو نتائج الانتخابات تؤثر على المنطقة، فلا يوجد اي معنى من الاهتمام بانتخابات امريكا، ف اهتمامنا و متابعتنا و اطلاق الرغبات حالة ليست طبيعية، لاننا لا نشارك في انتخاب رئيس امريكا، و هذه الحالة لا تقدم شيء و لا تؤخر شيء .
 
مع مرور الوقت و دخولنا لما سمي الربيع العربي ، ازداد الحديث في الاعلام حول الفرق بين الحزب الجمهوري و بين الحزب الديمقراطي في امريكا، و ازداد الحديث حول نتائج الانتخابات على ما يجري في المنطقة التي تتعرض لفوضى و تدمير و حروب و ارهاب … هذا الشيء جعلنا ننشغل و نهتم بفهم حقيقي ل ما يجري في المنطقة ، و جعلنا نحاول ان نفهم حقيقة امريكا بسبب حضورها الكبير في هذا الربيع ، و دورها الأساسي في الخراب و التدمير .
 
عندما تاملنا الامر وجدنا هناك تناقض بين ما يطرحه الاعلام و بين الواقع، فمع اصرار الاعلام في المنطقة على متابعة الانتخابات في امريكا و الحديث حول انعكاس نتائجها على المنطقة، الا انني لم اكن اجد اي انعكاس واضح و لا يوجد اي تغير حقيقي واضح جدا في السياسة الامريكية في المنطقة ، بعد كل انتخابات أمريكية، فمازالت الامر كذلك.
 
اتذكر … عندما تم اعلان تحالف عاصفة الحزم العدوان على اليمن في نهاية فترة اوباما، و كان حديث الاعلام ساعتها ان قرار العدوان تم اتخاذه في نهاية فترة اوباما، بسبب احتمال ان الادرة الامريكية القادمة سيكون لها موقف، و تابعنا الانتخابات و فاز ترامب ، و استمر العدوان على اليمن و لم تتخذ ادارة امريكا الجديدة اي تحرك تطلب من السعودية انهاء العدوان .
 
الحقيقة …..مع استمرار حديث الاعلام في المنطقة في كل موسم انتخابات في امريكا ، و التغطية المستمرة و الاهتمام و الحديث عن انعكاس نتائجها على المنطقة، و مع عدم وجود اي تغير في سياسة امريكا في الواقع، كنت اشعر اني غبي و لا افهم و اشعر بان قوة الاهتمام و المبالغ به بانتخابات امريكا من قبل اعلامنا يؤكد انه في تحولات و تغيرات، لكن انا لا الاحظها ، لكن المتخصصين و السياسين يلاحظوها .
 
ادقق و اركز في المنطقة … اين هو التغير، الفوضى مستمر و بدون حل نهائي.
 
هذه الحالة جعلتني احاول ان افهم الحقيقة بشكل منطقي ، و احاول الوصول لقناعة ذاتية شخصية و لا اجعل الاعلام من يفرض علي قناعته .
لكن كيف اصل للحقيقة ؟
 
صحيح اني لا املك معلومات دقيقة و من داخل مراكز صنع القرار و لست اعلم كل شيء، لكن ساحول الوصول الى جواب منطقي، من خلال قراءة انتخابات امريكا كظاهرة .
 
– هل يعقل ان هناك انتخابات حرة في امريكا، و يتغير صانع القرار في امريكا، كل اربع سنوات، هذا يعني ان الاحتمال كبير ان ياتي رئيس جديد بعقلية مختلفة و نفسيه مختلفة و عاطفة مختلفة ، لكن كل رؤسساء امريكا نسخة طبق الاصل في سياستهم الخارجية . سياسة الهيمنة و الاحتلال و الحروب و التدخل في شؤون الدول و دعم الكيان الصهيوني .
– لماذا كل رؤساء امريكا يملكون عقل سياسي واحد ، يمارسون صفة سياسية واحدة، و لم يشذ حتى رئيس واحد و يخرج بعقل سياسي مختلف تماما و يعبر عن شخصية مختلفة ؟
 
هذه النقطة تشعرك بان هناك حاكم ثابت خفي في امريكا، و هولاء الرؤساء مجرد دمى يحركها هذا الحاكم .
 
هل هناك مركز قرار ثابت في امريكا، لا يتغير مهما تغير رئيس امريكا ؟
 
هل هناك حاكم خفي في امريكا ، يبدل صورته من وقت الى اخر ؟
 
هل رؤساء امريكا مجرد دمى لحاكم مطلق هو من يدير سياسية امريكا ؟
 
لكن ما فائدة هذا التخفي، و لماذا لا يحكم بنفسه، و لماذا هو مضطر لتبديل صورته كل ٤ سنوات ؟
 
هل انتخابات امريكا مسرحية مزيفة ؟ ، لكن ما الداعي لهذه المسرحية، و ماهو الشيء الهام الذي يفرض عليهم ذلك ؟
 
الحقيقة ان التفكير في هذه الاسئلة للوصول لاجابة مقنعة ، تجعلك تصل الى نقاط منطقية كثيرة مقنعة تشرح الاسباب .
 
الحقيقة …. من يتامل بعمق الحضارة الغربية ، سيجد ان بنية الحضارة الغربية قائمة على الخداع، الخداع من اهم ادوات الغرب في البقاء و الفوز و الغلبة ، بارعون في الخداع و ماهرون جدا في صناعة الزيف .
 
تذكر … حرب امريكا في فيتنام ، لقد سبب امريكا كارثة بشعة في فيتنام ، مازالت نتائجها باقية لليوم ، اكثر من ٥ مليون فيتنامي يعانون من تشوهات خلقية ، و كثير من سكان فيتنام يعزفون عن الزواج و الانجاب خوفا من ولادة اطفال مشوهين .
 
لكن لاحظ امريكا كيف حاولت تزيف عقل الجماهير بانتاج افلام سينمائية لحروب امريكا في فيندتنام تتحدث عن اخلاق امريكا فيها، حتى جعلت المشاهد يحب الجندي الامريكي في فيتنام .
 
هذا يدل على ان الخداع و الزيف … اداه مهمة عند صانع القرار في امريكا
 
تذكر …. احداث سبتمبر ، التي اصبح كثير من سكان امريكا من خبراء و باحثين و مواطنين عاديين يدركون تماما ان حكومتهم هي الفاعل و ليست مجموعة من ١٠ اشخاص في كهوف افغانستان وراءها، و يدركون بان احداث سبتمبر مفتعله من قبل حكومتهم لتبرير غزو افغانستان و لتبرير التدخل في شؤون الدول .
 
لاحظ ….. كيف استطاعت امريكا صناعة مسرحية عالمية كبيرة ، تابعها العالم كله و خدع العالم كله و خدع شعيه ايضا ، بحيث صدقوها و صدق ان الفاعل واحد يعيش في كهف في امريكا .
 
فهل هذا العقل الماكر و البارع في صناعة الزيف و الذي صنع هذه مسرحية ١١ سبتمبر الكاذبة، عاجز او يملك وازع اخلاقي ان يعمل مسرحية انتخابية كبيرة مزيفة و كاذبة لخداع شعبه و العالم مثل انتخابات امريكا ؟
 
هذا يدل … على ان الخداع و الزيف … اداة مهمة لدى صناعة القرار في امريكا
 
تذكر … امريكا استطاعت ان تنتج للجماهير رياضية ( المصارعة الامريكية ) ، مصارعة مسرحية يتابعها الامريكين و جمهور كبير خارج امريكا ، يتفاعلون معها و يصدقون انها حقيقية .
 
لاحظ … هذا الرياضة تعتبر من الثقافة الامريكية العميقة ، و هذا يدل ان امريكا تهتم كثيرا في صناعة المسرحيات المزيفة التي يتابعها الجمهور و يتفاعل معها.
 
فهل هذا الثقافة التي في امريكا، و صنعت هذه مسرحية رياضية مزيفة يتفاعل معها الجمهور بشده ، عاجزة ان تعمل ايضا مسرحية انتخابية كبيرة مزيفة و كاذبة يتفاعل معها الجمهور في امريكا و خارجها.
 
هناك شواهد كثيرة على اننا امام قوة تقف خلف امريكا ، وجدناها بارعه في صناعة المسرحيات الكاذبة و المزيفة و التي تتفاعل معها الجماهير، و هذه الملاحظة تجعلني اتقبل فكرة ان الانتخابات مزيفة و كاذبة، و يبدو الامر كذلك.
 
فلذلك ليس مستبعد ان انتخابات امريكا مزيفة للخداع
 
لكن ما فائدة المسرحية ، و لما الخداع ؟
 
اعتقد بان المسرحية الانتخابية ذات اهمية لو كان هناك مركز قرار ثابت خلف رؤساء امريكا هو من يحكم و لا يتغير ، لانه لا يمكن لهذا المركز ان يحكم بدون ان يصمم مسرح كبير يقنع الجماهير ان الحكم بيد الشعب،
 
فلو ظهر مركز القرار امام الجماهير و استمر بالحكم فانه سيسقط، لان هذا المركز سيكون محل سخط من الجماهير بسبب اخطاءه و جرائمه و سياسته المغلوطة ، لذلك لابد من صناعة خدعة تقنع الجماهير بانها من تحكم عبر الانتخابات ، الشعب يطلع من يريده، و عند حدوث اخطاء و جرائم اخلاقية من قبل صناع القرار،فليس هناك مشكلة، لن يوجه احد له التهمة او السخط او النقد ، بل سيتم توجيهها لرئيس امريكا الدمية و الذي سيتبدل في انتخابات مقبلة، الشعب سيغيره بمرشح اخر يتم انتخابه.
 
هذه المهارة و الابداع في الخداع و صناعة الزيف من قبل الحاكم الحقيقي في امريكا ، لا تملكها دول اخرى و لم يصلوا لهذا المستوى ، فلذلك يظل صانع القرار لدينا في الواجه دائما ، مثل حال دولنا، او يتبدل كل انتخابات بين رئيس وزراء و رئيس دولة كحال روسيا، او انتخابات داخل صانع القرار كما في الصين .
 
هذه قناعتي الذاتية التي وصلت لها ، لكن يبقى السؤال : لماذا اذن هذا الاهتمام الاعلامي في منطقتنا بامتخابات امريكا، و هل الاهتمام عندنا غير بقية العالم ؟
 
الحقيقة لا استطيع معرفة اعلام الدول الاخرى ، لكن هناك ملاحظة مهمة، متاكد منها ، يمكن ان تجيب على هذا السؤال .
 
الحقيقة ، زمان لم يكن عند اعلامنا اهتمام بانتخابات امريكا، و لم يكن اعلامنا يراقب و يتابع انتخابات امريكا ، و كانت مصطلحات الاعلام مختلفة عن اليوم،
 
زمان .. كان الاعلام عندنا يقول ( سياسية امربكا ) ، و لم يكن يقول مثل الاعلام اليوم ( سياسة بايدن ) او ( سياسة ترامب ) او ( ادارة بوش )
و هذا يدل فعلا .. بان اننا كنا في الماضي مثل بقية الدول غير مهتمين بانتخابات امريكا ، لكن اليوم تغير اعلامنا و اصبحت انتخابات امريكا مادة قوية في الاعلام، و اصبحت في احاديث مجالس الناس و نقطة مركزية في وعيهم .
 
و ابسط دليل ، متابعة صفحات المواقع الاجتماعية في الانترنت ، ستجد من يفضل رئيس امريكي على اخر، و يحذر من صعود الحزب الديمقراطي، و هناك صحفين يعلنون فرحتهم بفوز مرشح في انتخابات امريكا .
 
و يبقى السؤال .. لماذا تغير اعلامنا و اصبح يهتم بانتخابات امريكا؟
الحقيقة .. بعد المتابعة و المراقبة و الملاحظة في اعلام المنطقة، وجدت ان اكبر اعلام يهتم بانتخابات امريكا، هي كل القوى التي تتبع امريكا و علاقتها جيدة بامريكا و بجانب اعلام احزاب و جماعات معينة.
 
اعلام دول الخليج ( خصوصا السعودية ) و اعلام جماعة الاخوان .
تابع حسابات المفكرين و الصحفين في السعودية في موقر تويتر ، و تابع قنوات السعودية و التابع لها ، ستجد حالة من المبالغة الكبيرة في الاهتمام و الامل و الانتظار و الرغبة ، لدرجة الفرح و الساعدة بفوز ترامب .
 
تابع صفحات و تحليلات جماعة الاخوان، ستجدها ايضا تسير بنفس الامر اهتمام و انتظار و امل لنتائج الانتخابات . ( توكل كرمان مثال )
وصل الامر الى ان مفكر سعودي يقول ، الف مبروك انتهى مشروع الاخوان بفوز ترامب … دليل ان صعود ترامب سيقضي على الاخوان، مع انه صعد في المرة الاولى و لم يقضي على الاخوان .
 
و توكل كرمان … تعبر عن رغبتها بصعود مرشحة الحزب الديمقراطي. و عندما فاز ترامب ، دخل كثير من المعلقين السعودية لصفحتها و هم شامتون منها و يعبرون عن سخريتهم منها بسب خسارة حبيبها الحزب الديمقراطي .
 
شيء غريب فعلا
 
الحقيقة من خلال ادراك طبيعية الاعلام الاكثر اهتمام بانتخابات امريكا، و هو الاعلام المملوك لقوى موالية لامريكا ، نعتقد ان هذا الشيء يخدم امريكا.
 
من قاعدة ان القوى و الدول الموالية لامريكا ، تتحرك لخدمة امريكا، فكذلك اعلامها يخدم امريكا ، و هذا يعني ان قيام هذا الاعلام بخلق هذا الاهتمام بانتخابات امريكا يخدم مصالح امريكا .
 
لكن كيف يخدمها ؟
 
اعتقد ان قيام اعلام الدول و القوى التابعة لامريكا بخلق اهتمام مبالغ به بانتخابات امريكا ، و الذي لم نكن نعرفه من قبل ، يخدم مصالح امريكا ، من خلال النقاط التالية :
 
– النقطة الاولى ، جعل الجماهير في المنطقة تتعلق بامريكا و خلق قناعة عند الجمهور بان امريكا مصدر قرارنا، و اي تغير في واقعنا لا يمكن لنا القيام به، كل ما علينا هو انتظار نتائج الانتخابات التي لها دور في تغيير واقعنا.
 
– النقطة الثانية ، ايهام الجماهير في منطقتنا بانه ليس هناك مركز قرار ثابت في امريكا ، ليس هناك حاكم ثابت و هو من يحكم امريكا ، و بان امريكا تملك قرار حر يتغير من وقت الى اخر، من خلال صعود رئيس جديد .
 
النقطة الثالثة ، التاثير على مراكز صناعة القرار المقاومة لامريكا في المنطقة، و جعلها تعمل حسابات لنتائج انتخابات امريكا.
………
هل شاهدتم ذلك الرجل المعمم الذي ظهر مؤخرا و اسمه محمد الحسيني، و الذي صعد في منبر قناة العربية ( التابعة للسعودية ) و هدد شخص بالقتل ؟
 
هذا الشخص ظهر في الاعلام مؤخرا في قنوات السعودية بعد ان حصل على الجنسية السعودية و بعد ان باس راس ملك السعودي، و يتحدث بلغة امنية و استخبارات، و كانه يعلم كل شيء ، ظهر يخاطب الجمهور بانه يعلم مكان كل شخص و ماذا يدور في الغرف المغلقة ، و اطلق معلومات قبل وقوعها و تحققت.
 
مؤكد بان هذا الشخص مرتبط بجهات امنية، بدليل ان عليه تهمة في لبنان بالتجسس لصالح الكيان الصهيوني ، و هذا الشخص يحاول صناعة شخصية له تنطق بالحقيقة ، حتى يمكن عبرها التأثير على الجمهور المقاوم ، خصوصا بيئة حزب الله ، في الحالات الصعبة .
 
يريد من خلال هذا الدور ، و هو دور الذي يعلم ، بان يجعل من نصائحة التي تستهدف عقل المقاومة تاثير قوي، ان يجعل الوعي الجمعي يستسلم و يتوقف ، فهناك شخص يحبنا و حريص على مساعدتنا و مطلع على كل شيء.
 
ما اريد قوله
 
ان هذا الرجل ، لا يملك مال و لا جيوش و لكنه موظف ، في دور اعلامي، وظيفته هو التاثير الاعلامي، مطلوب منه ان يقول ما يملى عليه، و هو لا يقول ما يعتقده ذاتيا، كجزء من الاسلحة الناعمة التي تقضي على الاخر د، و يستهدف بيئة حزب الله بشكل أكبر.
 
هذا الشخص، حاول الظهور اعلاميا بان كل كلمة يقولها صحيحة، و بانها ستحدث و ستتاكدوا قريبا ، يعرف الاشياء قبل وقوعها، و كل كلمة يقولها كموظف تاتيه من جهة مديره ، لكن هذا الشخص و بالرغم من هذا الدور الذي حاولوه جعله فيه ، اطلق تغريده في تويتر قبل انتخابات امريكا بايام ، و صاغها بنفس صياغه كلامه السابق الذي تحقق، يقول فيها :
_____
الى دونالد ترامب
اعهد عهدك وأجمع شملك
اخذنا القرار
كمالا هاريس
رئيسة الولايات المتحدة
______
لكن ترامب فاز و اصبح كلامه في التغريدة محل سخرية من جمهور المقاومة .
 
فقام بنشر تغريده جديدة بعد فوز ترامب يقول فيها :
 
( نعم، قلنا بفوز هاريس لكثير من الدلالات والمعطيات، لكن في الديمقراطية الأميركية كل شيء وارد، والناخب الأميركي قال كلمته وهي الأهم.
 
مبروك للفائز، ونأمل أن يساهم في جعل الشرق الأوسط أكثر سلماً وأمانًا.)
 
فدخل الكثير من جمهور المقاومة لتغريدته ليسخرون منه، و تبادولوا تغريدته التي فشل بها .
 
و الحقيقة اني وجدت ان هذا الرجل نجح في تحقيق هدفه الاعلامي بذكاء.
 
لان هذا الرجل لا يقول ما يعتقد ، لا يعبر عن رؤيته الشخصية او ايمانه ، هذا الرجل موظف فقط ، و مطلوب منه ان يقول ان ترامب سيخسر ، حتى لما يفوز ترامب ، يقول للجميع ما كتبه في تغريدته
 
يعني بالمختصر
 
هذا الرجل جعل الجميع يقتنع بان الشيء الوحيد الذي لا يمكن معرفة هو نتائج انتخابات امريكا، فانتخابات امريكا هي الشيء الوحيد الذي لا يمكن ان يعرف نتائجة احد ، و لا يمكن ان تكون محددة مسبقا من الفائز فيها، لكن اي شيء اخر يملك معرفة نتائجة و يمكن مغرفة النتيجة قبل وقوعها.
 
هذا الرجل يريد ان يقول لك .. حتى الله لا يعلم نتائج انتخابات امريكا .
و وقع جمهور المقاومة في فخه ، و حقق اهدفه المطلوبه منه ، و هي :
 
– خلق اهتمام بنتائج انتخابات امريكا، و جعل الناس لا تغير واقعها بل تنتظر انتخابات امريكا .
 
– اقناع جماهير المقاومة ان انتخابات امريكا عملية حرة و حقيقية، حتى الحسيني اخطا فيها و لم يعلم من الفائز، بمعنى اخر ، اقناع جماهير المقاومة بان انتخابات امريكا ليست مزيفة و لا يمكن ان يحدد من الذي سيصبح رئيس امريكا قبل الانتخابات
 
– التاثير على قوى المقاومة في رسم سياسة التعامل مع امريكا، و جعلها ترسم سياستها بناء على حسابات نتائج انتخابات امريكا .
 
اخيرا
 
ما قام به هذا الرجل الحسيني ، جعلني اتاكد كثيرا ، ان انتخابات امريكا معلوم من سيفوز بها قبل اعلان النتائج .
 
مسرحية مزيفة

اترك تعليق